عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 03-23-2008, 10:25 PM
 
Thumbs up إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً

﴿ إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً ﴾
يا إنسانُ بعد الجوع شبعٌ ، وبعْدَ الظَّمأ ريٌّ ،وبعْدَ السَّهرِ نوْمٌ ، وبعْدَ المرض عافيةٌ ، سوف يصلُالغائبُ ، ويهتديالضالُّ ، ويُفكُّ العاني ، وينقشعُ الظلامُ ﴿ فَعَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَبِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ ﴾ .
بشَّر الليل بصبح صادق يطاردُهُ علىرؤِوسِ الجبال ، ومسارب الأوديةِ ، بشِّر المهمومَ بِفرجٍ مفاجئيصِلُ فيسرعةِ الضَّوْءِ ، ولمُحِ البصرِ ، بشِّرِ المنكوب بلطف خفيٍّ ، وكفٍ حانيةٍ وادعةٍ .

إذا رأيت الصحراء تمتدُّ وتمتدُّ ، فاعلم أنَّ وراءها رياضاً خضراءوارفةّ الظِّلالِ.

إذا رأيت الحِبْل يشتدُّ ويشتدُّ ، فاعلمْ أنه سوفيَنْقطُعِ .

مع الدمعةِ بسمةٌ ، ومع الخوفِ أمْنٌ ، ومع الفَزَعِ سكينةٌ .

النارُ لا تحرقُ إبراهيم الخليلِ ، لأنَّ الرعايةَ الربانيَّة فَتَحتْنَافِذَةَ ﴿ بَرْداً وَسَلَاماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ ﴾ .

البحرُ لا يُغْرِقُكَلِيمَ الرَّحْمَنِ ، لأنَّ الصَّوْتَ القويَّ الصادق نَطَقَ ب ﴿ كَلَّا إِنَّمَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ ﴾ .

المعصومُ في الغارِ بشَّرَ صاحِبهُ بأنهوحْدَهْ جلَّ في عُلاهُ معنا ؛ فنزل الأمْنُ والفتُح والسكينة .

إن عبيدساعاتِهم الراهنةِ ، وأرِقّاءَ ظروفِهِمُ القاتمةِ لا يرَوْنَ إلاَّ النَّكَدَوالضِّيقَ والتَّعاسةَ ، لأنهم لاينظرون إلاَّ إلى جدار الغرفةِ وبابالدَّارِ فَحَسْبُ. ألا فلْيَمُدُّوا أبصارَهُمْ وراء الحُجُبِ وليُطْلِقُوا أعنةأفكارِهِمْ إلى ما وراء الأسوارِ.
إذاً فلا تضِقْ ذرعاً فمن المُحالِ دوامُالحالِ ، وأفضلُ العبادِة انتظارُ الفرجِ ، الأيامُ دُولٌ ، والدهرُ قُلّبٌ ،والليالي حُبَالى ، والغيبُ مستورٌ ، والحكيمُ كلَّ يوم هو في شأنٍ ،ولعلَّ الله يُحْدِثُ بعد ذلك أمراً ،وإن مع العُسْرِ يُسْراً ، إن معالعُسْرِ يُسْراً .

من كتاب لا تحزن
__________________
رد مع اقتباس