عرض مشاركة واحدة
  #12  
قديم 08-21-2015, 02:51 PM
 
[tabletext="width:100%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/15_08_15143963850860731.png');"][cell="filter:;"][align=center]



تُوَجَعْنّا.. !




استيقَظتُ من نومي فَجأة على صوتِ طرقاتِ الباب القوية المتتالية.. تتبَعهُا صرخاتِ نَجدةٍ تنمُ على الذُعرِ والخوفْ.. وبدا من الصَوت أنهُ فَتىً صَغير.. ما زالَ بُرعماً أقتربَ موعدَ تفتُحهِ !
وتماشياً مع الموقِف جريتُ مسرعاً إلى الباب، مذعوراً من هذهِ الطرقات والصرخات..
ففتَحتُ الباب لهُ، وكان فعلاً فتى، إلا أنهُ رثَ الشكلِ، ممُزق الملابِس !
وكما لو أنَهُ قد دَخلَ في صراع وخرَجَ مُنتَصِراً..

الأخير بشكلٍ مُسرع دخل الشِقة.. من يَكون هَذا الفَتى بِحق الله؟!
وأيضاً الساعة مُتأخِرة.. فَــ
بدا أن ظني كان خاطِئاً.. فالشَمسُ قد شارفَت على الغُروب..
حينما نظرتُ إلى النافِدة التي تبعُدني بضعةَ خُطوات !

تنهدتُ بغير مُبالاة.. فالفَتى قَد قَطع نومي وحُلمي الجميل..عن " فتاة الشامبو" ..
وجَسدُها المُثير.. تخيلُ هَذا وحدهُ أمرٌ جميل!!
أنا لستُ منحرِفاً.. لَكن كلُ الرجالُ سواسيةً مهما كانوا !

كنتُ فضولياً بشأنِ هَذا الفَتى.. فقد بدا من منظرِهِ أنهُ قد خاض صراعاً ليسَ بهيناً البتة..
وما كنتُ أستَغرِبهُ؟.. أن هَذا الفتى لم يُصب بأي ضربَة.. أنما فقط قميصهُ ممزق .. وعاري القَدمين !

أوه! أليسَ ذلك الشيء الشبيهُ بالماء الذيُ يُبلل الأعين.. يُسمى دموعاً.. أنهُ كذلك
لم أرى هَذا الشيء المسمى بـالدموع منذ سنوات مضت.. سوى مُشاهدتِها في المسلسلات التُركية.....
مُشاهدة شَخص يبكي في الواقِع.. كان كالحُلم بالنَسبة لي..
أنا لا أستمتِعُ برؤيتهِ هذهِ الأمور... إنما قَد مضى وقتٌ طويل.. طويلٌ جداً
منذُ أن أحسستُ بهذا الشعور.. هَذا الشعور الذي لا أستطيعُ وَصفَهُ جيداً...

الأبوة.. أليسَ من الأفضل تغيرُ لَقبي إلى " الذي اشتاقَ لأن يَكون أباً ! "
- سابقاً – عندما كان يَبكي.. ماذا كنتُ أفعلَ لأهدئ من روعهِ؟
العِناق.. لطالَما كنتُ أُعانِقهُ في هكذا مواقِف.. وأهدئهُ بِكلماتٍ لَطيفة.

لَكن.. لَم أفعل أياً من هَذا.. سوى النظرِ إليه والاستماع إلى تلك الموسيقى المؤلِمة.. التي تُجلب الذكريات ...اسمُها " دموع لحنُها الألم " !

مرت أسابيعٌ وأنا نائِم – كالعادة - .. بحثتُ عنه في كلِ مكان إلا أنه قد رحل..
هذا الفتى الذي جلبَ لي الذكريات .. جعلني خلال هذه الأسابيع لا أنفَك بالحُلم عنها !

أدركتُ بَعد ذلك أن هَذا الفتى تعرض لحادثة اغتصاب !
وقد كان إحدى حالات اغتصاب الأطفال التي كثُرت منذ فترة وجيزة.. قرأتُ هذا خبراً قد عُرض على الأخبار المحلية !

الغريبُ في الأمر.. أنني قد نسيتُ شكل الفَتى..
سوى أنني أتذكرُ تلك الموسيقى الموجِعة.. التي كرهتُ أن أسمعها في الواقِع مُجدداً !

لَكن أذكر أنه قَد كتبَ رسالة من عدةِ كلِمات
" تَوَجَعْنّا.. ولِسّة الوَجَعْ مَوْجُودْ "

نَعم.. جداً تألَمنّا، بطريقَةٍ ما يبقى الألم موجوداً
رُغمَ مُحاولات النسيان.. !

وأذكرُ أيضاً.. إلى الآن منذُ اللحظة التي سمعتُ فيها بُكائهُ المؤلِم..
تمنيتُ فقط أن أُهدئ من روعهِ.. بكلمات بسيطة، قَليلة.. مع عِناقٍ دافئ

أنا حَقاً حَقاً.. مُشتاقٌ للحَكي !

------------------------------------

السّلآمُ عليكُم ورحمةُ الله
القِصة الثانية مِن " الذي اشْتاقَ للحَكي"..
وَ عنوانُها " تَوجَعنا..! "..
وفِكرة القِصة تَحكي عَن مُشكِلة عويصَة نُعاني منها..
أرجو أن تكون جيدة ومناسِبة.. والكِتابة رائعة كذلِك

بقيت القِصة الختامية.. المُهم قراءة ممتِعة
في أمان الله وحفظه




[/align]
[/cell][/tabletext]
__________________
~ الوداعُ ما هُو إلّا لِقاءٌ آخر أعزائِي.
مُدونتي، معرضي

Tumblr, @Niluver, @Ask.fm@
رد مع اقتباس