عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 09-20-2015, 04:26 PM
 
رواية عيناك بصري

[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:109%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/21_09_15144281477445341.jpg');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center].















.[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:109%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/21_09_15144281477448283.jpg');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]


بسم الله الرحمن الرحيم
كيفكم أيها الأعضاء والزوار الكرام
هذه مشاركتي بمسابقة الجميلة فلوريسا
أرجو ان تستمتعوا بها






الاسم: عيناك بصيرتي أو
عيناك بصري
الاسم الأصلي:lvory cane
الكاتبة: جانيت ديلي


المخلص
*******************
قالت سابرينا :احبه بجنون ولكني اكرهه بشدة ,هل يجتمع الحب مع الكراهية ؟
بقدر تباعد الحب عن الكراهية ربما فصل بينهما خيط رفيع .
وعلى سابرينا ان تحتكم الى العقل ........بدلا من بناء الآمال الكبيرة .......ولكن هل يمكن الاستماع الى صوت العقل عندما يتورط القلب.؟
وتساءلت سابرينا :هل هي الشفقة التي تدفعه الى مصاحبتها ؟ام انه فعلا احب "مليكته العمياء"
****************








الأول
1_اللقاء الأول
***************


راح طائر النورس يطلق صرخة مذعورة في عنان السماء واخذت الريح تعصف فوق المحيط الهادي فتندفع المياه كالدوامات تلتف حول الزوارق الراسية في ميناء اليخوت على خليج سان فرانسيسكو. وفي الأفق تناهى رنين القطار الكهربائي يتحرك نحو قمة شارع هايد.

واقبلت سيارة كونتيننتال زرقاء اللون يقودها سائقها بسرعة نحو موقف السيارات امام الميناء, وكان
السائق سيدة في منتصف الثلاثينات من عمرها ذات جمال اخاذ وشعر احمر, أوقفت السيارة بين الخطوط البيضاء وبينما هي تضع يدها على مقبض الباب القت بنظراتها على الفتاة الصامتة

التي كانت تقبع الى جوارها وقالت لها:
" البرد قارس في الخارج يا سبرينا ومن المستحسن ان تنتظري في السيارة حتى اعرف اذا كان


ابوك عاد من البحر".
وكانت العبارة التي قالتها السيدة ذات الشعر الأحمر مجرد افادة ,وليست اقتراحا وفتحت سابرينا فمها لتحتج فقد سئمت ان تعامل معاملة العاجز المريض.

وشعرت بنفاذ بصيرتها ان ديبورا لا تأبه كثيرا لصحبتها قدر اهتمامها بقضاء بعض الوقت وحدها

مع والدها.
“كما ترين ديبورا".


قالت سابرينا مستسلمة ولكن بتذمر وراحت تقبض راحتها بشدة على مقبض عصاها.

اللحظات الصامتة التي تلت ذهاب ديبورا اثارت اعصاب سابرينا الثائرة.
كان يكفيها ان تتحمل اغلال قيودها الجسدية بدون حاجة الى احتمال وضع صديقة ابيها بغض

النظر عن أي اعتبار اخر.
صديقة ابيها! وقلبت سابرينا شفتيها في استياء وهي تردد هذه العبارة كانت هناك صديقات كثيرات لابيها منذ وفاة أمها وكانت سابرينا انا ذاك في السابعة لكن ديبورا موسلي لم تكن مجرد امرأة أخرى ولولا الحادث الذي أصيبت به سابرينا منذ ثمانية اشهر لكانت ديبورا الزوجة الجديدة لأبيها.

وقبيل الحادث كانت سابرينا

تجد الامر شيئا رهيبا كلما فكرت في ان اباها قد عثر على واحدة يود الزواج منها.
ولم تكن ديبورا موسلي من اختيار سابرينا صحيح انها تحبها ولكن ما يهمها هو ان يكون اباها

سعيدا.
كانت سبرينا تتمتع باستقلال

تام قبل وقوع الحادث اذ خصصت لنفسها مكانا وهو عبارة عن مسكن صغير جدا كان ملكا لها وحدها وكانت لها وظيفة تمكنها
من ان تعيل نفسها اما الان...وصرخت الكلمة ممتزجة بنحيب يائس.
وسيطول بها الزمن قبل ان تذكر شيئا من احلامها مرة أخرى.

وسألت نفسها بهدوء وهي تنتحب:
" لماذا اختارني انا دون بقية الناس؟"


ثم اردفت تسأل بصوت ملؤه الشفقة على نفسها :
" ماذا فعلت حتى استحق كل هذا؟ لماذا اختارني انا بالذات؟"
واعتصر الالم حلقها اذ لم تجد

جوابا على سؤلها خاصة بعد ان وقع الضرر ولا سبيل الى إصلاحه او تعويضه كما صرح بذلك اخصائي تلو الاخر لها ولابيها وستظل عاجزة بقية حياتها ولن تكون هناك


وسيلة لتغيير الوضع

سوى حدوث معجزة.
وبدأت الثورة والغضب تسريان في عروقها. هل قدر لها ان تجلس الى الابد في السيارات وان تقبع

في البيت تاركة الاخرين يقررون مصيرها؟



وخطرت لها فكرة مقززة للنفس وفكرت سابرينا في ان ديبورا تحدوها الرغبة في

ان تنفرد بأبيها, ليس من منطق الرغبة في الاستمتاع بلحظات رومانسية معه وانما كجزء من خطة تدبرها لاقناعه بارسالها بعيدا الى بيت للتأهيل.بيت للتأهيل! الكلمة دائما تشعرها بأن ديبورا مجرمة وقالت
سابرينا يائسة:


" اضرع اليك يا ربي ان لا تدع ابي ينصت اليها. لا اريد الذهاب الى ذلك المكان. وبالتأكيد توجد
مدرسة اخرى."
كان

ت تشعر بالالم يعتصر قلبها

فقد اعتادت دائما ان تتمتع بالاكتفاء الذاتي والان تعتمد على الاشخاص الاخرين. لعل ديبورا في هذه اللحظة بالذات تحاول اقناع اباها بارسالها الى مدرسة
اخرى.الان يتقرر مصيرها وهي جالسة في السيارة بدون ان تشارك بد

ورها في المناقشة, وانما تدع شخصا اخر يتدخل ليدبر شؤونها.
تذكرت سابرينا كم من الاف

المرات سارت من موقف السيارات الى المرفأ حيث يرسو زورق والدها ولم تكن المسافة بينهما كبيرة ورأت انه لا يوجد اي سبب يحول بينها وبين اجتياز هذه المسافة اذا
ما تمسكت بالهدوء وتمهلت في سيرها.
وبأصابع الفنان الطويلة شدت تنورتها المخططة وثبتت الياقة المطوية ومرت بيدها الناعمة سريعا فوق شعرها لتتأكد من ان خصلاته البنية مثبتة في العقد المعقوصة فوق رأسها.
وشهقت سابرينا شهقة عميقة لتقف
مع الاضطراب المرتعش الذي

سرى في اوصالها وفتحت باب السيارة وخرجت الى الرصيف ثم أغلقت الباب وراءها وامسكت عصاها بحزم وتحركت في بطء نحو سور الميناء
وشعرت بالخوف عبر عمودها الفقري فشاع الرعب في قلبها وهي تخوض رحلتها الصغيرة.

وكان نجاح محاولتها الاولى للخروج من السيارة مشجعا لها على الاسراع في خطواتها بلا وعي لكن قدمها تعثرت فوق حاجز الموقف الحجري ولم تستطع ان تستعيد اتزانها

وافلتت العصا من قبضتها وانزلقت بوجهها على الرصيف.
اختفت روح الاثارة للتو وارتعدت خوفا وبحثت باصابعها المرتجفة عن العصا لكنها كانت بعيدة عن متناول قبضتها, وفيما عدا

الصدمة التي المت بمشاعرها فلم تحس بأي الم. صحيح انها لم تصب بأي ضرر ولكن كيف تستطيع ان تتلمس سبيلها الى المرفأ دون عصا؟

" اللعنة...اللعنة"
راحت سابرينا تلعن حماقتها على محاولتها الفاشلة. لو ان اباها وجدها في هذه الصورة فذلك وحده كاف ليقنعه باقتراح

ديبورا ويؤكد ان سابرينا في ح
اجة الى مزيد من التدريب بمعونة احد الاخصائيين.
وحينما رفعت جذعها مستندة الى احد مرفقيها حاولت ان تكبح جماح الفزع

المتزايد ولذا رأت ان تفكر بروية في الخروج من هذا المأزق الذي تورطت فيه.
“هل انت بخير؟"

تناهى اليها صوت رجل يهمس عارضا عليها مساعدته ورفعت سابرينا رأسها في اتجاه الصوت فقد توردت وجنتاها بحمرة الارتباك

ازاء رجل غريب يجدها في وضع كله مذلة وتضطر الى ان تطلب منه المساعدة. لكنها تطلعت اليه في كبرياء وقالت بسرعة:

" انا لم اصب بضرر!"

ثم اردفت تقول وهي غاضبة:
" عصاي....هل يمكنك ان تناولني اياها؟"
فقال بصوت اختفت منه نبرة المرح:
" بالطبع"
وفي اللحظة التي استرد فيها العصا مدت سابرينا يدها لتتناولها منه

ورفضا لتحمل مذلة شفقة بكلمة شكرا لك حتى, الا انها شعرت بخيبة امل حينما ظلت يدها الممدودة خاوية فتوهجت وجنتاها.
وبغتة انسلت يدان قويتان لتستقر تحت ابطيها وترفعا جسمها لتقف على قدميها.
حدث كل هذا قبل انتطلق زفرة اعتراض ولمست اناملها بشرة ساعديه الصلبة وحملت النسمة التي تهب من مياه المحيط رائحة العطر الذي يستعمله بعد الحلاقة ممزوجا

برائحة رجولته المفعمة بالحيوية.
كانت سابرينا طويلة القامة تبلغ خمسة اقدام وسبع بوصات تقريبا ولكن انفاسه الدافئة

جعلتها تدرك انه اطول منها بست
بوصات على الاقل.
وكانت عصاها المثبته فوق

ذراعه تنقر ساقها نقرا خفيفا فاطبق
ت بأصابعها عليها ورفعتها من فوق ذراعه وقالت له:
" من فضلك دعني ارحل"
فقال الرجل بسخرية رقيقة:
" لم يتصدع شئ فيك سوى كبريائك.

اليس كذلك؟"
وحررها من قبضته فابتسمت سابرينا في سخرية ورغم انها اعتادت التحديق في الاخرين لم تستطع ان تتطلع الى وجه هذا الرجل الماثل

امامها حتى لا ترى نظرة الشفقة في عينيه فأدارت رأسها وتمتمت بامتعاض وهي تخطو
خطوة مترددة الى الوراء:
" شكرا لمعونتك "
وسألها الرجل:
" ما نوع لباس البحر الذي يرتديه ابوك؟ سأذهب لاكتشف سبب تأخره"
ورفضت عرضه وقالت باقتضاب :
" لا...اشكرك ذهابك اليه سيقنعه باني بحاجة الى مرافق دائم."
وبدا السخط في صوتها ثم اردفت تقول:
"اذا وعدتك بانني لن اغادر السيارة فهل ترحل عني وتتركني وحدي؟"
فقال لها الرجل:
" للاسف لم يعد بالامكان اخفاء لقائنا عن ابيك"
فتجهمت سابرينا وسألته:
" ماذا تعني؟"
" هل ديبورا ذات شعر احمر اللون"
" اجل"
" حسنا هناك رجل يسير باتجاه

ابواب الميناء والى جواره تسير سيدة ذات شعر احمر انه ينظر الينا بوجه غاضب وقلق"
قالت وهي تتوسل اليه:

" ارجوك...انصرف قبل ان يصل الينا"


" لقد شاهدني معك لو كنت

في مكان ابيك لراودني الشك اذا رأيت رجلا غريبا يتحدث الى ابنتي وينصرف فجأة
عند قدومي من الافضل ان امكث معك"
" لا.."
وهمست سابرينا متوسلة الا ان

كلمات التوسل لم تعد تجدي اذ دوت صلصلة ابواب سور الميناء وهي تفتح وتغلق فقال لها الرجل:

" كفاك ارتباك وكأنني تقدمت اليك بعرض غير مهذب"

وكان صوته الخفيض مختلطا

بابتسامة دافئة وهو يتمتع بقلقها الواضح للعيان وحاولت بذكاء
إخفاء ارتباكها بابتسامة رسمتها على شفتيها وسمعت صوت ابيها يرحب بها قائلا:
" سابرينا"
وشعرت بخفوت في نبرة صوته الذي

اعتادت ان تسمعه مفعما بالدفء وهو ينادي اسمها. واردف يقول:
" هل ضقت ذرعا بالانتظار؟"


وانتابها توتر عصبي

وبذلت جهدا للاحتفاظ بابتسامتها الباهتة فهي تدرك تماما معنى نظرته
الفاحصة فاستجمعت شجاعتها وقالت:
" اهلا بك يا ابي .هل استمتعت برحلة بحرية طيبه؟"
وضحك ابوها وسألها:
" وماذا أيضا؟"



وانتظرت لحظات لا متناهية وهي تطمع في ان يستأنف الرجل طريقه الى حيث يريد ولكنها
استطاعت ان تشعر بعينيه مسلطتين

على ظهرها وشعرت انه يتمهل قليلا ليتأكد انها لم تصب
بأي اذى من تعثرها وخشيت ان يضطر الرجل الى ان يقدم اليها المزيد من المساعدة لذلك اتخذت
قرارها ان تسير بجرأه. فجأه دوى صوت سيارة مصحوبا بأصوات فراملها


فأشاع ذلك الشلل في جسمها

وتسمرت مكانها لا تحرك ساكنا....وسرعان ما احاطت وسطها ذراع صلبة جذبتها بشدة الى الوراء وسألها الرجل بصوت فقد نبرته الرقيقة:
" هل تحاولين الانتحار؟ الم

تشاهدي السيارة مقبلة؟"
فقالت سبرينا بمرارة :
" كيف يمكنني ذلك؟"
صمتت ثم قالت وهي لا تستطيع الفكاك من الذراع الحديدية:
" عمياء"
عندئذ سمعت وشعرت بزفرة سريعة تنطلق من صدره قبل ان يديرها نحوه ويصبح ساعداها سجينين بين قبضتيه .
كانت عينيه تحترقان فوق وجهها حين امسك ذقنها يرفعها عاليا وادركت سابرينا ان عينيها
الضريرتين تتجهان الى وجهه.
“بالله عليك لماذا لم تقولي هذا من قبل؟"
وكان صوته الغاضب مشوبا بلسعه

وحشية لم تتوقعها واستطرد يقول :
" لماذا لا تستخدمين عصا بيضاء؟"
وشعرت بلذعة تساؤله فأجابت بنفس نبرة صوته:
" لماذا يفترض الناس ان اسير بعصا بيضاء؟ لماذا يتوقع الجميع ان اضع نظارة

سوداء على عيني؟ هل المفروض ان اتجول بعلبة صغيرة من الصفيح واصرخ قائلة معونة للعمياء. ولاني عمياء لماذا اختلف عن الاخرين؟ ولماذا اكون في منأى عنهم؟ انني اكره
حالتي عندما يشير الاباء الي ويطلبون من اطفالهم ان يدعوا العمياء تتقدمهم.عصاي ليست بيضاء لانني لا اريد ان اتمتع
بأية امتيازات خاصة او اي شفقة."
قال الغريب بتجهم:

" ان مقتك للعصا البيضاء

كاد ان يضيع حياتك, ولوان سائق السيارة شاهد العصا البيضاء في يدك لاحتاط اكثروابطأ السير ليتيح لك فرصة للعبور او ربما اطلق زموره تحذيرا لك ولكنك ترفضين امساك عصا بيضاء ارضاء لكبريائك الحمقاء, انت لن تعيشي طويلا ما عليك الى ان تداومي على
التعرض للسيارات وسوف تصرعك احداها ان عاجلا او اجلا."

فأجابت سابرينا بصوت مختنق:

" ليس من الصعب ادراك سر كبريائي . من يفقد بصره يدرك معنى الاهانة في التصريح بالأمر."

فقال الرجل معنفا:

" من الواضح انك ترفضين شفقة الاخرين وتتعثرين في بركة من الشفقة من صنع يدك."
“يالك من متعجرف!"
ولم تتم سابرينا عبارتها اذ قدرت يدها بدقة المسافة والارتفاع قبل ان تهوي بها على وجنة الرجل لتصفعه صفعة مدوية

لكن مسار يدها لم يكتمل حين شعرت بيد لاسعة تلمس وجنتيها توبيخا وتأنيبا وكانت صدمة لم تتوقعها تفاقمت عشر مرات في اعماق نفسها فهمست همسة غاضبه:
" كيف تجرؤ على ان تصفع شخصا اعمى؟"

فقال ساخرا :
" ظننتك لا ترغبين في التمتع بامتيازات خاصة اليس كذلك؟ او انك تحللين الامور كما يحلو لك؟ قرري واختاري بين اللين والرفق

أو العنف والشده."
ولهثت سابرينا بحده وقد وقعت في شراك كلماتها فقالت:
" انت شخص لا يمكن احتمالك"
وحين التقطت انفاسها تحولت عنه

ولكن انامله كانت غائرة في كتفها فتوقفت فقال لها:
" ليس بهذه السرعة أنت اسوأ من طفل يحبو"
ثم تمتم وقد عيل صبره :

" هل تسمعين صوت اي سيارات قادمه؟ هل تعرفين اين انت ذاهبه؟وهل عرفت اتجاهك بالضبط؟ "
وسألته سابرينا قائلة:
" دعني وحدي ارجوك فمسؤولية

سلامتي من شأني وحدي."
“اسف....."

لم يكن في نبرة صوته الاجش ما ينبئ بالاعتذار واردف يقول:
"ولكنه سواء شئت ام ابيت ارى من واجبي ان تبلغي هدفك بسلام. اذهبي وسوف اسير ورائك."
وشعرت سابرينا به يهز كتفيه

استهجانا وودت من اعماقها ان
تصرخ لتريح نفسها لكن تصرفه الصارم اشعرها بأن صرختها ليست سوى تبديد علاقتها

وفكرت في اللحظة التي سيراها ابوها مع هذا الرجل الى جوارها

وكل انواع الاسئلة التي سينهال بها عليها والقصة المحرجة التي سترويها عندئذ استدارت في الاتجاه الذي قدمت منه ثم قالت بخشونة:

" لا حاجة الى ان تجهد نفسك سأعود الى السيارة "
" وتقومين بقيادتها...على ما اعتقد!"

وعادت نغمة السخرية الى صوته الخفيض ورأت سابرينا ان تتجاهل سخريته وتملكها الارتباك والغضب وحاولت ان تسير وتتجاوز هذا الغريب..لكنه تحرك سريعا ليسد عليها الطريق وسألها برقة:
" اية سيارة؟"
" الكونتيننتال الزرقاء التي تقف ورائك في الصف الثاني"


" ليس هذا هو المكان الذي توجهت اليه حين رأيتك اول مرة"
وكزت على اسنانها ثم قالت بمرارة :
" كنت انوي السير على رصيف المرفأ لألقي والدي وديبورا حيث انك تصر على مصاحبتي فأنني افضل ان انتظرهما في السيارة"
فسألها:

" وهل ابحرا وحدهما وتركاك وحدك في السيارة؟"
وبدا ان نبرة صوته كانت تشير الى ان اباها وديبورا كانا مجحفين بحقها فبادرت سابرينا تقول:
" لا, ابي ابحر وحده اما ديبورا وانا فقد جئنا لنعود به انها الان تقف في مكان ما على الرصيف. وكنت ذاهبة لأتبين سبب تأخرها"
فسألها:

" هل ديبورا اختك؟"
تنهدت وقد نفذ صبرها:
" يبدو انك مصر على التدخل في شؤوني الشخصية. ديبورا سوف تصبح امي الجديدة, اذا كان الامر يهمك!"

واطبقت يده على مرفقها وقادت قبضته الحازمة قدميها في الاتجاه الذي تعرف
سابرينا انه موقف السيارات.

وبعد عدة خطوات ارتطم طرف العصا بالسيارة.
واحست سابرينا ان اباها يتسائل عن الرجل الذي يقف الى جوارها. وشغلها التفكير العميق في العثور على وسيلة للتخلص من الرجل الغريب حتى تعذر عليها ان تجد حجة واحدة تفسر بها وجوده الى جوارها وافلت منها زمام الموقف حين تحدث الرجل الغريب قائلا :
" لابد انك والد سابرينا كانت لتوها تسألني اذا رأيت سفينتك ليدي سابرينا وهي تلقي بمرساها على الرصيف. انا املك سفينة شراعية دام فورشن. اسمي باي كاميرون."
فقال ابوها وقد تلاشى الحذر من صوته:
" وانا اسمي غرانت لين"
وكانت سبرينا تمسك بلا وعي انفاسها خلال الحوار الدائر بين ابيها والغريب. وبعد انتهائه اطلقت زفرة صامتة. الان عرفت ان الغريب يدعى باي كاميرون.
وكانت واثقة انه لا يوجد زورق يحمل اسم ليدي سابرينا لكن الرجل اختلق هذا الاسم عندما ذكر ابوها اسمها وقدم عذرا معقولا ليبرر حديثه معها.
ولمس ابوها كتفها بيده فحولت وجهها اليه وعلى شفتيها ابتسامة رقيقة.
سألها مداعبا:
" هل كنت قلقة علي؟"
ضحكت وقالت:
" ابدا يا ابي لن اقلق على بحار قديم مثلك فأنت افضل بحار رأته عيني"
" حسنا"
واحست بكلمات التأييد تتعثر على شفتيه وتمنت لو كانت التزمت الصمت فلم تكن تريد ان تذكره بالساعات السعيدة التي امضتها معه في نزهاتهم البحرية بهذه المنطقة نفسها قبل ان تفقد نعمة البصر.
وقطع باي كاميرون الصمت وقال:
" دائما تقلق النساء عندما يكون الرجال في البحر"

وقالت ديبورا بصوت خفيض:
" انها طبيعتهن ولا اظن ان الرجال يحبون رؤيتهن بغير هذه الصورة"
وافق الاب على كلامها:
" تماما يا ديبورا دعني يا سيد كاميرون اقدم لك خطيبتي ديبورا موسلي"
قال باي كاميرون:
" يسرني لقائك يا انسة موسلي وسامحوني لاني استبقيتكم طويلا. انني واثق من ان لديكم مشاغل."
فقال السيد لين وصوته يتسم بنبرة العرفان الصادق:
" شكرا لصحبتك لابنتي سابرينا"
واضافت سابرينا تقول:
" وانا ايضا مقدرة لك يا سيد كاميرون اهتمامك بامري"
فقال السيد كاميرون:
" اجل..اعرف"
وكانت سابرينا تعلم ان فقدان بصرها يجعل سمعها اكثر حدة. لذا ادركت رنة السخرية في كلماته الذي لم تلتقطها اذان ديبورا وابيها وكان يدرك تماما على ماذا تشكره واستطرد يقول:
" ربما نلتقي مرة اخرى. استودعكم الله"
وبعد تبادل التحيات سمعت سابرينا خطواته تختفي تدريجيا وهي تبتعد الى مكان اخر من موقف السيارات وتساءلت لماذا لم يجد الامر مناسبا فيذكر لابيها لقاءهما كما حصل ربما الدافع الى ذلك هو شعوره بالشفقة عليها ولو انه لم يبدو عليه ذلك وانفتح باب السيارة وراءها فقطع سلسلة افكارها بينما كان ابوها يقودها الى المقعد الخلفي وقالت لها ديبورا بصوت زاجر بعدما جلسوا:
" ظننتك ستبقين في السيارة"

فقالت سابرينا كاذبة:
" شعرت بضيق نفس فقررت الخروج لاستنشق الهواء."
قال غرانت لي:
" خروجك اضفى بعض اللون الى وجنتيك وخير لك الاستمتاع بمزيد من هذه النزهات"
تساءلت سابرينا هل تتضمن عبارته تعليقا بريئا ام انها ملاحظة تنم عن موضوع اثارته معه ديبورا يتعلق بمدرسة المكفوفين الجديدة؟ لم يكن بامكانها ان تجيب على هذا السؤال فعقدت سابرينا ما بين اصابعها وقالت ديبورا:
" هذا السيد كاميرون هل التقيت به من قبل"
فاجابت سابرينا بخشونة وهي تدافع عن نفسها:
" لا...لماذا؟"
فأجابت ديبورا:
" ليست من طبيعتك ان تتحدثي الى الغرباء هذا كل ما اعنيه."
واجابت سابرينا مصححة بخشونة:
" بل انت تعنين ليس قبل ان اصبح عمياء فانا لم اشعر يوما ما بالخجل وكل ما فعلته هو انني سألت السيد كاميرون عن ابي."
وشاب الموقف لحظة صمت مطبق ولم تكن اجابتها تستدعي مثل هذا الصمت, رغبة ديبورا في اشاعة القلق وتدخلها السافر اثار اعصاب سابرينا وقطعت ديبورا الصمت لتسألها :
" هل يعد السيد كاميرون واحدا من اسرة آل كاميرون سماسرة العقارات؟"


فأجاب الاب:
" آل كاميرون من الاسرة التي اسست سان فرانسيسكو."
ان باي كاميرون مواطن من مواطنين سان فرانسيسكو تلك المدينة التي كانت سابرينا على اطلاع بتاريخها ولم تكن سان فرانسيسكو شيئا يذكر حتى عام 1849 الذي تم فيه اكتشاف الذهب كانت مجرد مستعمرة صغيره تطل على خليج سان فرانسيسكو ويعني اسمها العشب الطيب وكان الخليج ميناء للسفن التي ترسو بغية الانطلاق نحو ذهب كاليفورنيا.
وعثر قلة من رواد الذهب على المعدن النفيس لكن الكنز الحقيقي كان يكمن في السلع والخدمات التي اتوا بها معهم وامتلك القلة من الرجال الجزء الاكبر من الذهب الذي جلبوا معظمه من

كاليفورنيا واسهموا به في انشاء مدينة سان فرانسيسكو.
وكانت اسرة كاميرون من الاسر التي اسست المدينة وهذا بالتأكيد سبب كبرياء الرجل.
تنهدت وتسائلت...ماجدوى التفكير فيه؟ فالمرء لا يلتقي بمثل هؤلاء كل يوم. ومع ذلك احبت صوته وخاصة حين كانت نبرته الخفيضة دافئة محببه وتساءلت عن حقيقة عمره.
وكانت مشكلتها انها عمياء لذلك عليها ان تعتمد على حواسها الاخرى لتحكم على الاشخاص الجدد الذين تلتقي بهم وقد نجحت في هذا المضمار وبدأت تكون فكرة عن شخصيته نتيجة المقابلة


الصغيرة التي تمت بينهما.
كان طويل القامة, يزيد قليلا عن الستة اقدام وحين جذبها عن الطريق احست بمنكبيه العريضين, والبطن المسطحه, والارداف النحيلة, كما انه يتمتع بقوام فارع كما يبدو من صلابة عضلاته.
وكانت رائحة المحيط التي علقت به اكبر دليل على قيامه برحلات بحرية عديدة في زورقه الشراعي مما ينم عن حبه للبحر وكشفت له رائحته النظيفة وعطر ما بعد الحلاقة شيئا من عاداته الشخصيه.
وكان الغضب يقف حائلا دون ادراك روحه المرحه التي شعرت بها خاصة تحت شعار تعليقاته الساخره ويمكن قياس ذكائه من خلال اسلوب حديثه معها اما بالنسبة لعمله فانه فيما يبدو يتمتع

بذكاء خارق ودهاء ماكر ولا شك في ان ثروة الاسرة امنه بين يديه هذا اذا لم يكن قد نماها.
واسندت ظهرها الى المقعد واختالت بانتصار كبير اذ حصلت على قدر كبير من المعلومات من اول لقاء بينهما ولكن لم يبقى سوى امرين لم تدركهما بعد اولهما عمره الذي تستطيع ان تقدره...فهو بين الثلاثين والخمسين وقد اعتمدت في حكمها على نضج صوته وحالته البدنية والامر الثاني الذي تود معرفته هو الوصف التفصيلي لملامحه ... لون شعره, وطبيعة



عينيه.....واخيرا شعرت بالارتياح والسرور من نفسها.
ولوهلة اعتراها السكون كان هناك شيئ اخر لم تعرفه بعد...هل هو متزوج ام اعزب وهو امر لن تستطيع ان تتأكد منه حتى لو كانت مبصره هذا اذا لم يكن واحدا ممن يحتفظون بخاتم الزواج في اصابعهم ولم تستطع ان تتذكر وجود الخاتم بأصبعه ولم تأبه كثيرا ان تعرف ان كان كاميرون متزوجا ام لا. كل ما كانت تفعله هو مجرد تدريب لحواسها....وكان تدريبا مرضيا للغاية.



*******نهاية الفصل الأول******







استودعكم الله



[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN][ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:109%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/21_09_15144281477447062.jpg');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
.










.
[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]









__________________

حينَ تتجاهلُ كوني لُغزاً....
فإياك وتجاهُلُ كوني همساتُ جنون....
مُدونتي||....тнιѕ ιѕ мє

التعديل الأخير تم بواسطة Florisa ; 09-21-2015 الساعة 09:13 AM