عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 09-22-2015, 09:41 PM
 
الفصل الرابع

[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:109%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/21_09_15144281477445341.jpg');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center].















.[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:109%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/21_09_15144281477448283.jpg');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]



[/ALIGN]
[ALIGN=center]





بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبلا مقدمات اقدم الفصل الرابع





4_العصا العاجية
*****************
لمست سابرينا باصابعها ميناء الساعة
وعرفت انها تشير الى الثانية وتأكدت
ان الشيك مازال فوق مائدة القهوة حيث تركه ابوها في الصباح.
واتكأت على الوسادة الموضوعة على الاريكة
ودعكت ظهرها لتسترخي عضلاتها المشدودة
وكان من الجنون ان تصل حالتها الى هذا المدى من الاضطراب
والتوتر بسبب قدوم باي كاميرون.

هزت سابرينا نفسها عندما دق جرس الباب الامامي فهرعت الى البهو لتسأل بلهفة:
" من بالباب؟"
" باي كاميرون"
" انا قادمة حالا"

وكادت سابرينا ان تطير فرحا وهي تهبط درجات السلم
وشاعت ابتسامة على وجهها وهي تفتح الباب.
قالت له:
" وصلت في الموعد تماما"
" احاول دائما المحافظة على مواعيدي"
وسبح دفء صوته في الهواء حتى مس وجهها
وهي تفتح البوابة التي راحت تجلجل بصريرها.
قالت له:
" اعددت القهوة..اذا كان لديك فسحة من الوقت للبقاء معي؟"

فأجاب باي:
"لدي بعض الوقت"
وقادته وهي تصعد درجات السلم الى الطابق الثاني
حيث توجد غرفة الجلوس وعندما بلغت الغرفة قالت له:
" خذ مكانك حتى احضر صينية القهوة. الشيك الخاص
بثمن الثوب موجود على المنضدة التي تقع امام الاريكة."

ولم يحاول باي ان يقدم لها اي مساعدة وهي تصب القهوة
وتناول الفنجان الذي قدمته له واشار حفيف الوسائد الصغيرة الى
انه استند بظهره على الكرسي الذي يقع بجوار الاريكة.
وسألها:
" لديك بيت جميل. هل هذه اللوحات المعلقة على الجدران لك؟"
" اجل"

واقرت كلامه وهي تبذل جهدها في ان تثبت الفنجان. وبعد ذلك استطردت تقول:
" ابي يحب المناظر الطبيعية ولهذا اختار هذه اللوحات للبيت.
ولعشقه العظيم للبحر كانت اللوحات تعبيرا صادقا عن مشاهد مختلفة للمحيط"
" وهل هذه هي مجموعتك الوحيدة التي بقيت من اللوحات؟"
ومالت سابرينا برأسها وزمت على فكيها وقالت:
" لا...."

وسألها:
" هل يمكن رؤيتها في وقت اخر؟"
وابتلعت سابرينا ريقها ورفعت رأسها بكبرياء:
" افضل الا تراها"
وهز منكبيه باستخفاف:
" لن اصر اذا كنت لا ترغبين ولكنني اتمنى
لو اعرف سبب رفضك في ان اراها وخاصة انني رأيت من قبل عدة نماذج من اعمالك.
لماذا ترفضين ان ارى بقية الاعمالك؟"

تململت سابرينا بقلق وهي تقبض على الفنجان ثم
وضعته على المائدة وهي تحاول ان تتخذ مظهر عدم الاكتراث:
" سأريها لك"

ولم تكن واثقة من ان نبرة صوته المرحة أو استدراكها لوعيها كانا سببا في تغير رأيها اذ وقفت وادارت رأسها في اتجاه مقعده وقالت له:
" اللوحات موجودة في الاستديو في الطابق العلوي"

ووقف باي بدوره وقال لها:
" تقدمي في الطريق"
وصعدت درجات السلم الى الطابق العلوي وتحسست بيدها الجدار حتى بلغت الباب الثاني.
وعبقت رائحة الالوان الزيتية حولها ودخلت الغرفة ووقفت امام الحائط ثم قالت:
" لم اعد استعمل الغرفة ولا عجب ان شعرت بالضيق منها"

ولم يبادر باي بالتعليق على كلامها ورأى انه في غنى عن ذلك
وكانت تسمع اصوات هادئة وهو يقوم بجولته في انحاء الغرفة
ثم يتوقف احيانا ليلقي بنظرة ملية الى شيئ اختطف بصره
وفي مرات اخرى كانت تسمعه وهو يحرك الاقمشة ليرى اللوحات التي تقع وراءها.

وقال لها:
" كل هذه اللوحات جميلة للغاية....يا سابرينا"
وادارت رأسها في اتجاه صوته الذي تناهى اليها عن بعد عدة اقدام من المكان الذي وقفت فيه وكان قريبا من الباب ثم استطرد يقول:
" من المؤسف ان تحتفظي بهذه اللوحات مخبأه في هذه الغرفة "

وابتعلت الغصة التي تعلقت بحلقها ثم قالت:
" اتفقت مع ابي على ان نبيع هذه اللوحات...يوما ما"
" هل سبق لك ان صنعت تمثالا من الصلصال؟"
" لا...لقد اعتدت ان ان اقوم برسم اي شخص واقف امامي"
فبادر باي شارحا:
" اقصد النحت"

وتحرك باي بخطوات هادئة متأنية حتى وقف الى جوارها.
ولمست يده بخفة ذراعها ليدير جسمها نحو الباب المفتوح وقالت:
" اجل عندما كنت اقوم بدراسة الوسائل المختلفة للتصوير الفني. ولكن علام السؤال؟"
" هل يمكنك ان تستأنفي الان العمل بهذا الاسلوب الذي يناسب فتاة عمياء مثلك"
هزت رأسها وقالت:
" لا...."

وسمحت له ان يقودها الى الردهة وهي شبه غائبة عن الوعي.
كان تساؤله غير متوقع فأطلقت العنان لافكارها
ولكن صوت اغلاق الباب اعادها الى دنياها.
ولم يتطرق الحديث الى موضوعات اللوحات عندما
تركها باي تهبط امامه درجات السلم وتعمد ان يتيح لها الوقت لتفكر بالامر
دون اي محاولة منه لتأثير عليها.

وبالرغم من وجود الرغبة الداخلية التي تجعلها ترفض اي
فكرة تدعوها للاشتغال بأي عمل اخر غير ميدان الرسم الذي اختارته
فان الاقتراح كان بمثابة البذرة التي وجدت التربة الخصبة الصالحة لزراعتها.
قال باي وهو يتناول من يدها فنجانا مملوءا بالقهوة الساخنة:
" اريد ان اسأل فيما اذا كنت مشغولة مساء الغد مع ابيك؟"

وكانت تمسك بفنجان مملوء بالقهوة الى منتصفه وارتج في يدها واجابته متسائلة باستغراب:
" لا...ابي يمضي ظهر ومساء يوم السبت مع ديبورا. لماذا تسأل؟"
فأجاب باي بنعومة:
" فكرت في ان نتناول العشاء في اي مكان. وستكون فرصة ترتدين فيها ثوبك الجديد"

ورفضت قائلة باقتضاب مفاجئ:
" كلا...اشكرك"
" هل انت مشغولة؟"
" كلا...."
سألها وهو غير حافل تماما برفضها البارد:
" اذن هل يمكنني ان اسألك لماذا ترفضين تناول العشاء معي؟"

قالت: "ربما...."
وتوقفت عن مواصلة الحديث وقد رفعت رأسها بكبرياء ثم
وضعت فنجان القهوة فوق الطبق واسندت ظهرها الى الاريكة واستطردت تقول:
" انني لا اتناول الطعام في اماكن عامة حيث ترتطم يداي بالاكواب ويسقط الطعام مني على الارض. انه امر يدعو الى الخجل..."
فعاد باي يقول:
" انني على استعداد لتحمل المغامرة"

قالت وقد نفذ صبرها:
" حسنا. اما انا فغير مستعدة "
وتناولت رشفة من القهوة واحست بلسع سخونته
على لسانها فقال لها بصوت يشوبه المرح:
" ما رأيك في شراء الكبوريا والقريدس من حانوت المرفأ والخبز والسلطات
بكل انواعها ثم نذهب الى قضاء رحلة خلوية في مكان ما يقع على شاطئ منتزه الباب الذهبي"

وترددت سابرينا قليلا وبدا الاقتراح مسليا ولكنها لم تكن واثقة من انها ستقبل دعوته.
واكتشفت انها تحبه وراودها هذا الشعور خلال اللحظات التي كانت تغضب فيها
من عجرفته ومع ذلك ساورها الشك في ان الصداقة الدائمة يمكن ان تنمو وتزدهر بينهما.
فسألها باي:
" هل هي دعوة صعبة لا يمكن قبولها؟"

وكانت سخريته رقيقة جعلتها تشعر انها حمقاء.
وبأنها كانت تبالغ في اهمية الدعوة حتى بدت في اكبر من حجمها فاحمر وجهها وهمست:
" ليس الامر صعبا"
ومالت برأسها نحو الفنجان الذي وضعته لتخفي علامات الحيرة التي لاحت على وجهها ثم استطردت تقول:
" اقبل دعوتك"

" هل تناسبك الساعة السادسة ام انك تفضلين قدومي في وقت مبكر؟"
" السادسة وقت مناسب"
ودوى فجأة صوت ارتطام جسم بالارض فرفعت رأسها فزعة وقالت:
" ماهذا؟"

فأجاب باي قائلا:
" انه شئ صغير اشتريته لاقدمه هدية لك. كنت انوي اعطاءه لك في وقت مبكر
الا ان الحديث انساني. كنت قد اسندت الهدية على المقعد
ولكنني دفعتها عفوا فسقطت على الارض. اليك الهدية."

ووضع باي صندوقا طويلا ونحيلا في حجر سابرينا بعد ان رفعت الفنجان ووضعته فوق المنضدة واسترخت يداها بلا حراك فوق البطاقة.
وسألته بقلق:
" لماذا اشتريت لي هدية؟"


فقال:
" لانني رغبت في...ولكن ارجوك الا تعيديها لي لانها لا تفيديني
اوتفيد اي شخص اخر. واشك في اعادتها للمتجر."
ومالت سابرينا برأسها نحوه في تعجب وسألته:
" ماهي الهدية؟"
فأجاب باي:
"افتحي الصندوق وسوف تعرفين فحواها بنفسك"

وبدأت اثار الاضطراب العصبي واضحة عليها وهي تفض الشريط الذي يحيط بالصندوق
ثم وضعتها على الاريكة واحست بنظراته وهي تراقبها فازداد نبض قلبها ولامست اصابعها المترددة نسيج الورق الذي اصدر حفيفا رقيقا وهي تبعده لتعرف ماذا يخفي تحته.

كان الجسم الموضوع في الصندوق مستديرا وصلبا اسطواني الشكل
غير محدد المعالم وشعرت سابرينا باستطالته فالتفت يدها حوله لترفعه من الصندوق
ولكنها تركته بغتة في مكانه وقبضت يدها بشدة وهي تضعها في حجرها.
واعتصر معدتها الم حمضي عندما سألته في اتهام قاس:
" هل هي عصا بيضاء؟"

فأجاب باي وصوته خال من اي احساس باللوم او التقريع:
" اجل ولكنني احب ان تعرفي انها ليست عصا بيضاء عادية"
ونقل الصندوق من فوق حجرها جانبا واطبقت على شفتيها
بشدة وتشابكت يداها في قبضة مستميتة الا ان اصابع باي اطبقت على رسغيها
لتفرق بينهما وهو غير مكترث بالمقاوة التي تبذلها للحيلولة دون نجاح غرضه.

واطلق سراح احدى اليدين بينما امسك الاخرى بمجهود قليل
ودفع بمقبض العصا الى راحتها واجبر اصابعها على الالتفاف حوله
وكان السطح الاملس والناعم هو اول انطباع عن العصا
ثم لمستها الحساسة جعلتها تشعر بالنقوش التي زينتها واكتشفت
اطراف اناملها تصميم هذه النقوش وانقضت بضع دقائق تابعت اصابعها الخطوط الحلزونية الدقيقة التي امتدت عبر العصا حتى نهاية المقبض.
حيث استطاعت ان تحدد معالم تصميمه الذي اعد على شكل رأس التنين.

وقال باي موضحا:
" انها عصا صنعت من العاج رأيتها من نافذة محل تحف صيني من عدة ايام"
فقالت سابرينا مترددة:
" انها جميلة للغاية لابد انها ثمينة لا استطيع قبولها"

واسترخت قبضته على يدها ولم تعد تجبرها على مسك العصا ولكنها ظلت في موضعها لبضع دقائق حتى يتبين تصرفاتها واستطردت سابرينا تقول:
" لابد انها ثمينة لا استطيع قبولها"
وتجاهل اليد الممدودة بالعصا وقال:
" ان التصميم رائع ولكن من الصعب ان نعتبرها قطعة فنية. انت ترفضين قبولها لانها بيضاء..."

قالت:
" لا استطيع قبولها"
فقال لها باي بهدوء:
" وانا لا استطيع ان اعيدها"
فقالت:
" انا اسفة..."
ودفعت العصا الى يديه وتركتها ووجد نفسه مجبرا على اخذها.

وعادت سابرينا تواصل الحديث:
" اعرف انك كنت تحاول ان توليني كثيرا من اهتمامك ولكنك تعرف رأيي في موضوع العصا
قبل ان تشتريها يا باي. حقا ان العصا فريدة من نوعها وجميلة ولكنني لا استطيع قبولها.
انا مرتاحة لعصاي"

" هل هذا جوابك النهائي؟"
" اجل"
اجابت سابرينا بحزم واصرت على عدم الاستسلام او حتى
الشعور بالذنب لانها رفضت قبول هديته فتنهد باي قائلا:
" اعتقد انني اذا واصلت محاواتي لاقناعك بتغيير رأي فانك ستنقضين
موافقتك على الخروج معي مساء الغد"
وهزت كتفيها وهي تأمل ان لا يضعها في موقف محرج ثم قالت:
" من المحتمل..."

" اذن سأوفر مناقشاتي الى وقت اخر"
وتردد صوت حفيف الورق ووضع الغطاء على الصندوق ثم واصل باي حديثه محذرا اياها بسخرية:
" تذكري...اني لم استسلم بعد وانما اجلت المعركة "
فأجابت سابرينا بعناد ولكن آثار ابتسامة ارتسمت على شفتيها:
" لن اغير رأيي"
" وانا قبلت التحدي"

واستطاعت ان تسمع اجابته الضاحكة في صوته واستطرد يقول
" هل استطيع ان اتناول فنجان اخر من القهوة مادمنا نواصل مناقشة الشروط؟"
" طبعا"

ولم يتطرق الموضوع ثانية الى موضوع العصا العاجية ولكن بعد مضي نصف ساعة من رحيل باي كاميرون
حاولت سابرينا ان تتأكد من انه حمل معه الصندوق ولم يحاول نسيانه بطريق الصدفة ولكنها اكتشفت الطريقة التي خدعها بها باي في المساء عندما عادت ديبورا وسألتها بصوت يشوبه الفضول والدهشة:
" متى حصلت على هذه ....يا سابرينا؟"
واستدارت برأسها في اتجاه صوت ديبورا وسألتها:
" ماهي...."

" عصا عاجية. المقبض على شكل تنين ونقوش على الجوانب
عثرت عليها ملقاة على الارض بجوار المقعد. هل تخفين عنا شيئا؟"
فقالت سابرينا بتجهم:
" لا...لم احاول اخفاء شئ"
وهمست ديبورا قائلة:
" انها لطيفة...اين عثرت عليها؟"

واشترك السيد لين في الحديث قائلا:
" اجل..اين عثرت عليها؟ لم ارها من قبل.
هل هي الشئ الاخر الذي قمت بشرائه في اليوم السابق عندما كنت بصحبة باي كاميرون؟"
قالت سابرينا:
" يجب ان تعلم يا ابي انني لم اشتر عصا بيضاء
أو بالاحرى عصا عاجية انها هدية قدمها لي باي وطبعا رفضت قبولها. وظننت انه حملها معه"

وسألتها ديبورا بتعجب:
"رفضت قبولها؟ لماذا رفضت قبول شئ جميل كهذا؟"
فقالت سابرينا باستعلاء:
" لانني لا اريدها"

وغاصت الوسادة الناعمة اتي كانت تقع بجوارها عندما القى ابوها بجسمه الثقيل عليها.
وسألها ابوها بصوت رقيق:
" الا تظنين انك تصرفت بحماقة يا حبيبتي؟
كلانا يعرف تماما انك رفضت قبول العصا لانها بيضاء
ولم يكن رفضك اياها لانها غالية الثمن او غير جميلة انت تعتقدين بأن العصا البيضاء
تعلن للجميع بأنك فتاة عمياء. ولكنك لا تستطيعين الهروب من هذه الحقيقة
برفضك استخدام عصا بيضاء"

فقالت باقتضاب:
" لكنني لا اريد ان اعلن هذه الحقيقة "
وجادلها غرانت لي قائلا:
" لابد ان الناس تعرف....ولا اهمية لاي نوع او لون تكون عليها عصاك.
بحق السماء... ليس هناك اي خجل من ان يكون الانسان اعمى"

فقالت سابرينا بسرعة:
" انا لست خجلة من امري"
فتنهد قائلا:
" احيانا تتصرفين كما لو كنت خجلة"
فقالت متحدية مرفوعة الرأس:
" اعتقد انك ترى انه من المحتم علي استعمالها"

" انا ابوك يا سابرينا. تخلصي من هذه الرجفة التي تعتلي كتفيك"
وخففت نبرة التقريع اللطيفة التي شابت صوته من حدة بروز ذقنها فاستطرد يقول:
" انت فتاة ناضجة فلا تجبريني ان اشير عليك بما يجب ان تفعليه
فانت قادرة على معرفة التصرف الصحيح والعاقل.
وقبول العصا او رفضها رهن بقرارك وحدك"
ووقفت سابرينا قائلة:
" استأذن في التوجه الى غرفتي"
وكانت تعرف انه من الصعب عليها ان تستمر في المناقشة
مع ابيها بالمنطق حيث تحس بالضياع.
وسألته ديبورا بتردد:
"ماذا افعل بالعصا؟"

فأجاب الاب:
" ضعيها الان في حامل المظلات وفي وسع سابرينا ان تقرر ما تريد ان تفعله قبل ان يأتي باي كاميرون مساء الغد"

وقبل ان تضع سابرينا قدمها على اول درجة من درجات السلم الى الطابق العلوي حيث غرفة نومها سمعت ديبورا تسأله:
" باي كاميرون قادم مساء الغد..لماذا؟"
فأجاب الاب:
" سيصطحب سابرينا الى المرفأ"
فسألته خطيبته بدهشة غير مصدقة:
" هل تعني موعد غرام؟"

" يمكنك ان تطلقي عليه ذلك. اتصل بي هاتفيا بعد ظهر امس
وانا في مكتبي عقب لقائه بسابرينا وسألني اذ كان لدي اي اعتراض على خروجه معها ولم استطع ان اسأله على نواياه لانني سأبدو له وقحا في سؤالي
في حين كان رقيقا في معاملته لها"
" هل اشار الى العصا؟"
فأجاب:
" كلا..كانت مفاجأة لي"

حسنا...تنفست سابرينا الصعداء على الاقل لم يكن لابيها ضلع في المؤامرة التي دبرها باي كاميرون.
وانتابها القلق عندما راودتها الرغبة بالتأكد ان اباها لن يدبر شيئا اخر لخداعها حتى تحقق رغبته. وكذلك كان عليها ان تسلم بأن باي لم يجبرها على قبول العصا العاجية وانما تركها ببساطة ووجودها خلق ازمة ولكن شكرا لحكمة ابيها.

*****
بضع دقائق قبل الساعة السادسة جلست سابرينا على الاريكة وراحت تقرض طرف اظافرها. وللمرة الثانية تأكدت من وجود سترتها الجلدية ملقاة على ذراع الاريكة ولكن رنين الجرس اعادها من حالة التأمل الى دنياها.

وجذبت بسرعة السترة ووضعت محفظة نقودها الصغيرة في حقيبة يدها
ومررت يدها سريعا على شعرها الذي استرسل على كتفيها
لتثبت خصلاته المتنافرة في الشينون المعقود فوق رأسها وسمعت باي كما توقعت.
وتمتمت قائلة:
" انا قادمة"

وقبضت يدها على مقبض الباب ولكنها ترددت
اذ تطلعت عيناها المظلمتان الى حامل المظلات وامتدت يدها نحو العصا البلوطية
وظلت ساكنة لبضع دقائق ثم اطلقت زفرة بعدها ابعدت يدها عنها
ثم راحت تبحث بشغف عن العصا العاجية .
وهبطت درجات السلم ببطء وفتحت الباب الخارجي ثم اوصدته وراءها
وشدت كتفيها وهي تتجه نحو البوابة الحديدية وباي...الذي استقبلها قائلا:
" استغرقت وقتا طويلا حتى بدأت اتسائل عما يعوقك عن القدوم"

وكذبت سابرينا قائلة:
" كان علي ان اضع السترة على كتفي"
وانتظرت منه التعليق على العصا العاجية ولكن باي قال وهو يفتح لها البوابة الحديدية ويلحق بها عند الرصيف :
" سيارتي تقف عند المنعطف"

ووضع يده على مرفقها وراح يقودها الى السيارة وترقبت مفاجاة التعبير عن انتظاره
وهو يساعدها على دخول السيارة
ولما كان باي صامتا لا يتفوه بكلمة بعد ان مضت بهما السيارة واتجهت الى الطريق
وجدت نفسها لا تستطيع الاستمرار بالسكوت حتى يختار هو اللحظة
التي يتكلم فيها فقالت له بتحد وهي تدير رأسها نحوه:
" حسنا؟"
سأل باي بهدوء:
"حسنا...ماذا؟"

" الا تقول شيئا عن العصا؟"
قال بصوت هادئ وخفيض:
" ماذا تتوقعين مني ان اقول؟"

فقالت له بأتهام:
" اظن انك تشعر بالغرور بنفسك.... انك تركت العصا عن عمد"
اجاب باي:
" قدمتها هدية لك وانا لا استعيد هداياي والامر كان متروك لك تفعلين بها ما تشائين ولم اصر ابداعلى استعمالك لها ولن امنعك من رميها في سلة المهملات"

فقالت له:
" حسنا..لقد قررت استعمالها"
قال لها والسيارة تنحدر عبر التل:
" انا سعيد ولكن هل ندع الان الحديث عن العصا؟"
وتنهدت سابرينا قائلة:
" نعم"

ويبدو انها كانت ترغب في كل مرة ان تعرف كيف يكون رد الفعل عليه
ولكن باي لم يحقق لها رغبتها. ربما انتابه شعور بالانتصار
أو كان مصيبا بعض الشئ في سلوكه الا انه ظل هادئا.
وفي الواقع كان من الخطأ ان تستسلم سابرينا لمشاعر الحنق ضده.

فهي وحدها التي اتخذت قرار استخدام العصا ولم يكن باي صاحب القرار وهذا ما يعرفه حق المعرفة. وعندما بلغ باي نهاية الطريق المنحدر استدار بالسيارة مرة اخرى وقال:
" فكرت ان اقف بالسيارة عند ميناء اليخوت ثم نسير بمحاذاة البحر حتى دكان مرفأ الصياد هل توافقين؟"
" حسنا"

وتوقفت السيارة في الموقف واغلق باي ابوابها ثم شرعا في السير وقد تأبط ذراعها اليسرى بيمناه. وراحت طيور النورس تصرخ في السماء وهما يعبران فورت ماسون ويقتربان من ارصفة اسطول السمك. وتغيرت رائحة الهواء المعبقة بالملح المندى برائحة السمك.

وبالرغم من ان هدفهما كان التوقف عند الاكشاك التي تبيع الاطعمة البحرية الا انهما قررا متابعة السير ثم العودة ثانية.
وكان الطريق مزدحما بالسياح الذين راحوا يكتشفون مواقع المنطقة ويتدافعون بمناكبهم وهم يستنشقون الهواء كما كان سابرينا وباي يفعلان.

وعند نهاية الدرابزين عبرا الشارع الى صفوف من الدكاكين ثم قفلا راجعين حتى بلغا اكشاك الاطعمة البحرية ورفعت سابرينا وجهها تستقبل النسمة المملحة ثم سألت:
" هل الضباب قادم؟"

اجاب باي:
" بدأ يحجب القناطر العالية لغولدن غيت (البوابة الذهبية) وتلال مارين شمال الخليج.
وربما تزداد كثافة الضباب في الليل "
فابتسمت سابرينا ابتسامة شيطانية وقالت:
" وفي هذه الحالة سأعود بك الى السيارة"
وضحك باي ضحكة مكتومة فرفعت رأسها نحوه في استغراب وسألته:
" من اين حصلت على اسم باي؟"

قال مداعبا:
" اعطاني والدي اياه..هل تظنين انني اطلقته على نفسي؟"
سألته وهي تحاول ان تغير دفة الحديث:
" هل مازال والداك على قيد الحياة؟"
" اخر مرة سمعت انهما مازلا على قيد الحياة ويقضيان شهر عسل ثان في اوروبا"

ثم شد على ذراعها محذرا اياها وقال:
" عليك بالهبوط درجة هنا"
وسألته سابرينا مرة اخرى:
" هل باي اسم العائلة؟"
فقال باي موضحا:
" اتمنى ان يكون ولكنه ليس اسم العائلة
انما اشتقوا الاسم من سان فرانسيسكو باي الذي شاهدته امي من نافذة المستشفى.
فهي مولودة هنا في
سان فرانسيسكو وترعرعت هنا ايضا وشاهدت الخليج الاف المرات.
وانت كيف اطلقوا عليك اسم سابرينا؟"
" امي احبت موسيقى الاسم..انه رومنسي"

فقال ساخرا:
" وانت لست رومانسية"
فأبتسمت بفتور:
" ربما قليلا"

قال باي ليغير بسهولة دفة الحديث:
" سرنا اكثر من ساعة...هل تشعرين بالجوع؟"
" اوشكت على الجوع"
" كان يجب ان تقولي ذلك"

وهزت كتفيها باستخفاف وقالت ضاحكة:
" ان الطعام في الجانب الاخر من الشارع. يكفي ان اتتبع الرائحة التي تلتقطها انفي"
فسألها:
" هل انت متأكدة انك لا ترغبين في تناول الطعام في احد المطاعم هنا؟"
اوقفها حتى تمر سيارة كانت تعبر الطريق بهدوء فقالت له بحزم:
" بالتأكيد"

وعلى طول اكشاك الاطعمة البحرية راح باي يختار الكبوريا المطهوة ورغيفا مستديرا من الخبز وسلطة وكوكتيل القريدس بينما سابرينا ضغط على معدتها الجائعة التي اثارتها رائحة الطعام اللذيذة.

وعندما انتهى باي من الشراء ناولها الحقيبة وسألها ان تنتظر قليلا حتى يشتري زجاجة مشروب.
وداعبت دغدغة خفيفة ظهرها ,قبل ان تلمس يده ذراعها معلنة عن عودته.

من الواضح ان لديها قدرات من تبادل الخواطر مع غيرها حتى تخبرها بميعاد اقتراب باي منها.
وسألها :
" هل انت مستعدة لنزهتنا؟"

وفي هذه اللحظة زأرت معدتها تطالب بالطعام فانفجرا ضاحكين.
وتناول حقيبة الطعام منها وكانت يدها التي تعلقت بذراعه اقرب الى المصاحبة منها الى طلب ارشادها للطريق التي يسيران فيها متجهين الى ميناء اليخوت والشاطئ المتاخم له .
وعندما بلغا حافة الميناء احست سابرينا بأن الضباب بدأ يزداد كثافة فقالت بأنين غاضب:
" انه رذاذ المطر"

فتنهد باي قائلا:
" على ما يبدو ان السماء ملبدة بالغيوم وكذلك الضباب"
فاقترحت سابرينا قائلة:
" في وسعنا ان نحمل الطعام الى المنزل"
" عندي فكرة افضل. يختي مشدود الى رصيف المرفأ. يمكننا ان نتناول الطعام على ظهره.
فما قولك؟"

فابتسمت قائلة :
" اعتقد ان هذا المكان اكثر بهجة من المنزل"
انتظرت سابرينا على رصيف المرفأ حتى قام باي بترتيب الطعام
في اليخت ووقف ومد ذراعيه واحاط وسطها براحتيه ورفع جسمها ووضعه على ظهر اليخت
وظل ممسكا بها حتى استقرت قدماها على الارض
وزاد المطر من رائحة العطر الذي يستخدمه بعد الحلاقة
واحست بظهر اليخت الذي تطأه بقدميها يتحرك حركة منتظمة مع ارتطام مياة الخليج بجسمه.

قالت سابرينا وقد شاب صوتها نبرة غريبه:
" مضى وقت طويل منذ ان وطأت قدماي سطح الماء.
ان برودته تبعث رعشة خفيفة في ساقي"
وبدا هذا التبرير معقولا.... يوضح سر ضعف اطرافها.
والتفت ذراعه بقوة حول وسطها ليقودها الى اسفل اليخت.

وعندما تأكد من انها تشبثت بشئ ما هبط درجات السلم امامها حتى يلتقطها بذراعيه اذا ما تعثرت قدماها.
ولما استقر بهما المقام في اسفل اليخت اخبرها بمكان المقاعد وتركها تأخذ سبيلها اليها. وسألها:
"هل تحبين الابحار باليخت؟"

واشار حفيف الحقائب الى قيامه باخراج الطعام منها استعدادا لتناوله وقالت بحسرة:
" احب ذلك... فقد اعتدت الاستمتاع بالرحلات البحرية مع ابي"
سألها بصوت خفيض حاد مشوب بالدهشة:
"الم تبحري ثانية منذ الحادث؟"

قالت:
" اوه...عدة مرات وكان علي ان امكث في اسفل اليخت لان ابي لا يجيد السباحة
وكان يخشى ان اسقط في الماء من فوق السطح فيعجز عن انقاذي.
اما انا فأحب ان اجلس على متن اليخت حتى احس بالريح المملحة
تلسع وجهي والامواج تتكسر على مقدمة السفينة.
وعندما فقدت هذه المتعة لم اعد ارغب بالخروج ثانية"
" الا تخشين الان السقوط في لبحر؟"
وهزت كتفيها باستخفاف: "لا...."

وقدم لها باي كوكتيل القريدس ثم اتخذ لنفسه مقعدا في مواجهتها
وراحا يتناولان الطعام في ببطء ويتبادلان الحديث الذي تركز لفترة حول الرحلات البحرية
ثم تحول الى موضوعات اخرى مثيرة ... رشفت سابرينا قليلا من الشراب وقالت:
" اعتدت ان اراقب الناس عن كثب واقوم بدراسة ملامح وجوههم.
ان موقف الانسان من الحياة مكتوب على وجهه. النظرة المتجهمة للمتشائم,
والسلطة في وجه القائد, و الرضا في وجه رب الاسرة وهناك اشياء عديدة اخرى
ولكن ليس من السهل ان اعتمد على الاصوات لتحديد ملامح الوجوه ولكنني
واصلت التدريب بالرغم من ان المهمة كانت شاقة لادراك تعبيرات الوجوه من اصوات اصحابها"

وسألها باي متحديا اياها ساخرا:
" وماذا عرفت عني؟"
وتراقصت لمحة يأس على شفتيها وقالت:
" حسنا... انت شخص واثق من نفسك الى حد الكبرياء اعتدت على فرض سلطتك على الاخرين وتحب ان تتمتع بالرحلات خاصة البحرية منها ولك سجية سريعة ولكن في وسعك ان تكون عميق التفكير اذا لزم الامر"

" وهل تصورت وجهي من خلال صوتي؟"
واحنت سابرينا رأسها بسرعة لتتوارى عن نظراته وقالت:
" انها صورة مشوشة لملامح قوية"
ودفعت بالطبق بعيدا عنها وقالت:
" الطعام جيد"
وسألها باي بهدوء. متجاهلا محاولتها لتغيير دفة الحديث الى الطعام:
" لماذا لم تطلبي مني ان تتطلعي الى وجهي؟"

وتلعثمت وهي تسأل:
"ما....ماذا"
فقال موضحا:
" كما فعلت يوم شراء الثوب"

ورفرف المرح على حافة صوته عندما رأى القلق يعتريها فاندفعت
تغير من وضعية جلستها على المقعد لان مجرد التفكير في اكتشاف وجهه بيديها
كان كفيلا بأن يشيع الاضطراب في نفسها. واردف باي يقول:
" يمكنني ان اكمل لك وصف الاجزاء. شعري اخضر وعيناي ارجوانيتان وتوجد ندبة طويلة قبيحة على جانبي وجهي اخفيها بلحية كثيفة خضراء اللون وهناك رسم جمجمو وعظمتان متقاطعتان فوق جبيني ولن اخبرك بشكل الصورة المنقوشة على صدري"


وتحولت الابتسامة التي تعلو شفتيها الى ضحكة عندما انتهى من عرض صورة لملامح وجهه واردف يقول:
" الا تصدقينني؟"
فاستمرت بالضحك ثم قالت بعد ان خف توترها:
" بالكاد...فان جارتي اخبرتني من قبل ان شعرك بني يميل الى الاحمرار وكذلك عيناك"

وصحح باي كلاما قائلا:
" في لون القرفة كما تقول امي. كنت شغوفة على الاقل لمعرفة كل شئ عني"
فقالت وهي تحاول ان تجعل اجابتها عابرة:
" بالطبع"
فسألها:
" وماذا قالت جارتك عني ايضا؟"

وكانت سابرينا تعزف عن الاشارة الى ما قالته لها بيغي عن رجولته فأجابت مراوغة:
" بيغي لم تحسن وصفك"
فقال متحديا :
" من الافضل ان تتبيني الامر بنفسك"

وسمعته وهو يرتب الاواني ويعيد الاطباق واتاحت لها تحركات باي
الفرصة للتفكير في العثور على عذر يساعدها على تجنب مهمة اكتشاف ملامحه
وبذلت ما في وسعها ولكن جهودها باءت بالفشل في العثور على هذا العذر بحيث لا يكشف شعورها بالخوف من هذه الالفة التي ابداها باي.

وعندما عاد لم يجلس في مقعده الاول وانما اختار مقعدا الى جوارها
وقبل ان تبدي ادنى معارضة اخذ معصميها بيدين رقيقتين لكنهما حازمتان
ورفع راحتها الى وجهه وزجرها برقة وهي تحاول ان تنأى بهما بعيدا. وقال لها:
" لا حاجة لك بالشعور بالخجل ان الامر لا يدعو للحرج"

وشعرت بالمعالم الصلبة لفكه القوي تحت يدها التي راح يضغط عليها وهي تسير على جانبي وجهه واطلق سراح يدها عندما تلاشت مقاومتها.
وكان دفء حرارة جسمه يخفف من برودة اصابعها فبدأت سابرينا رحلة استكشاف معالم وجهه وحدها.

وانطلاقا من خط الفك اخذت اطراف اناملها تسري على خديه
حتى وصلت الى عظمتي الوجنتين ثم فوق رموشه المعقوسة
وبعد ذلك تحسست حاجبيه الكثيفين وجبينه العريض وشعرت بشعره الكثيف
المتماوج قليلا الذي تشبع بندى الضباب ورذاذ المطر ووجدت انفه الروماني محدب الشكل
يتناسب مع كبريائه وبدا على شفتيه الحزم الرقيق
وعندما انتهت من فحص زاوية ذقنه القوية القت يديها جانبا.

وفكرت سابرينا باقتناع ان وجهه حقا ينبض بالرجولة ولا جدال في ذلك.
ولا يمكن ان يصفحه احد بأنه مليح الوجه فقط وانما
بالتأكيد مثير ايضا يجذب اليه الابصار ويدير الرؤوس عندما يدخل الى اي غرفة.
وسألها باي بصوت رقيق ناعم:
" ما الحكم؟"

وحدست ان رضاها قد انعكس في التعبير الذي ارتسم على ملامحها
واشاحت برأسها بعيدا عن نظراته التي شعرت بها مركزة على وجهها.
اجابت باستخفاف كاذب:
" الحكم هو...انني احب وجهك"

ووضع احد اصابعه تحت ذقنها وادار رأسها نحوه وهمس برقة:
" وانا احب وجهك..ايضا"
ومن ثم امسك باي يدها بقبضته وقال لها:
" هيا بنا نذهب الى احد المطاعم لنشرب فنجان قهوة"

ووافقت سابرينا بترحاب على مغادرة اليخت
لسبب ما احست ان الارضية التي تقف عليها غير مستقرة تحت قدميها
وهي ترغب في العثور على ارض صلبة لتشعر فوقها بالاطمئنان.

وكانت الساعة تجاوزت العاشرة ببضع دقائق عندما اوقف باي سيارته
امام منزلها وسار معها حتى البوابة الحديدية فالتفتت نحوه سابرينا وقالت بتردد:
" امضيت وقتا طيبا معك...اشكرك"
" وانا ايضا...ومن ثم لا حاجتة بك لتقديم امتنانك.
سأقضي الاسبوع القادم كله في لوس انجلوس وعند عودتي سأتصل بك هاتفيا"

قالت:
" ليس هذا ضروريا"
وكانت سابرينا تتمنى ان لا يفكر باي في انه قد اصبح واقعا تحت اي التزام يجبره على رؤيتها ثانية.
قال:
" اعرف انه ضروري. وداعا يا سابرينا. سأنتظر في السيارة حتى ارى النور في غرفتك وتأكدي من اطفائه عند الذهاب للنوم. هل يمكنك ان تفعلي ذلك؟"

وهزت رأسها قائلة:
" اجل. وداعا....باي"
وعبرت الباب الحديدي واوصدته وراءها... وسارت نحو باب البيت وهي تشعر بنظرات عينيه تتبعانها...هاتان العينان البنيتان في لون القرفة التي تتماشى مع شعره البني.

******نهاية الفصل الرابع******



استودعكم الله



[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN][ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:109%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/21_09_15144281477447062.jpg');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
.










.
[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]









__________________

حينَ تتجاهلُ كوني لُغزاً....
فإياك وتجاهُلُ كوني همساتُ جنون....
مُدونتي||....тнιѕ ιѕ мє

التعديل الأخير تم بواسطة Florisa ; 09-25-2015 الساعة 02:53 PM