عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 09-23-2015, 04:25 PM
 
الفصل الثامن

[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:109%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/21_09_15144281477445341.jpg');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center].















.[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:109%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/21_09_15144281477448283.jpg');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]



[/ALIGN]
[ALIGN=center]





بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته








8- رحلة بحرية
*********************
اطاعت سابرينا امره...فلم تتفوه بكلمة خلال الطريق.
كان الجو متوترا والخوف الشديد من مجرد التفكير في الحديث يؤرق مضجعها.
لم يكن الخوف من تنفيذ وعيده وانما انت تخاف من نفسها من ان تضعف امامه.
فمازالت تشعر بضربات قلبها وكأنها تركب قطارا سريعا لا تستطيع الوثوب منه منذ ان ضمها الى صدره بعنف.

======
وكان اسوأ ما في الامر في انها لم ترغب في ان تمحو ذكراه.
وكان ذلك سبب الخوف الذي دام يطاردها يومين عقب ما حدث في بهيم تلك الليلة.
ساءلت نفسها مرة ومرة لماذا استعمل معها هذه الطريقة؟ هل هو الغضب ام رغبته في تغطية فشله.

وكان هذا هو التفسير الوحيد لتساؤلها..في اطار الحديث الذي استمعت اليه في الحفل ومن المحتمل ان يكون هو الرابطة بين اشياء عديدة.
ولم تضع سابرينا في اعتبارها ان يكون الحب هو الدافع لانها لا تعتقد بأن الزمن سيجود عليها برجل ما تلتقي به... يحبها حقا...
ويرغب فيها كما انها لا تتصور ان يكون باي كاميرون هو...هوهذا الرجل.

فان باي له مكانته وثراؤه وجاذبيته ومظهره وهناك العديد من السيدات يتقن الى الوقوف بجواره باشارة من اصبعه.
ان فقد بصرها مس قلبه ولا اهمية للصفة التي توصف بها عاطفته نحوها هل هي الشفقة...الرحمة... الحنان.
كل هذه الصفات واحدة ومن منبع واحد.

واعتصر الالم قلبها وحدثتها كبرياؤها بأنها لا تستطيع ان تعتبر باي صديقا لان الصديق ربما يرثى لحالها
ولكنه لا يسعى الى صحبتها لمجرد انه يشعر بالاسى لحالها.
وعرف قلبها السبب الرئيسي الذي يدفعها الى ان تلفظ باي من حياتها.
فقد توقفت عن التطلع اليه كصديق وبدأت تفكر فيه كرجل وكان هذا التصور غباء منها...مدمرا لها.

وتراقص نشيج على اوتار حلقها...
هزها من مفرق رأسها الى اخمص قدميها ولم تتمالك سابرينا نفسها فألقت بوجهها بين راحتيها وهي تشعر بالتعاسة والوحدة وتشعر بالاسى لنفسها ولا تأسف لها.

ورن جرس الهاتف قبل ان تطلق العنان لدموعها وانكرت سابرينا رنينه الذي استمر فترة.


وانت ترغب بتجاهله فتركته يواصل الرنين حتى يسأم المتصل ويكف عن طلب مكالمته.
ولكن سابرينا خشيت ان يكون ابوها هو المتصل وادركت انه ليس من حقها ان تتسبب في ازعاجه فنهضت ورفعت السماعة
وقالت بصوت هادئ:
" منزل لين"
" سابرينا"

كان صوت باي المنخفض هو الذي بلغ مسامعها فاهتزت له حتى كادت السماعة تسقط من يدها
وسرى في اوصالها حتى زلزل ركبتيها فأسرعت تبحث عن مقعد لتستند اليه.
سألها صوته الغاضب عندما تقاعست عن الاجابة بسرعة :
" هل انت منصتة لي يا سابرينا ؟"
قالت بصوت متوتر:
" اجل..اهلا..باي!"

سألها: "كيف حالك"
ولم يكن سؤاله عرضيا وانما كان يشوب نبرته الحذر.
قالت بصوت بعيد ولكنه مهذب:
" حسن...وانت كيف حالك؟"

ولكن باي تجاهل تساؤلها وقال:
" انت تعرفين لماذا طلبتك اليس كذلك؟"
فسألته بعدم اكتراث:
"وكيف لي ان اعرف؟"
سألها:
"هل تتناولين الطعام معي مساء السبت؟"

كان اقتراحه تحديا وتوارد الى ذهنها ان باي يختار دائما ليلة السبت لانها الليلة التي يخصص فيها ابوها وقته لخطيبته ديبورا.
وكانت سابرينا تمضيه في اغلب الاوقات وحدها قبل ان تتعرف الى باي.

وتذكرت انها طلبت بالامس صديقتها القديمة سالي جودين لتمضي معها امسية السبت. فأجابته بصوت كله صدق يتسم بنغمة الانتصار:
" لقد اتفقت مسبقا على عدة لقاءات"
فقال ساخرا كأنه يثير الشك في كلامها:
" احقا كذلك؟"

قالت سابرينا مستدركة:
" اني اعرف اشخاص اخرين سواك يا باي."

فسمعت تنهيدة غاضبة عبر الهاتف وقال:
" هل افهم من ذلك انك نظمت مواعيدك لتكوني مشغولة مساء السبت؟"
فهزت كتفيها وقالت بصوت لا ينم عن التأييد او النفي:
" افهم كما تحب"

" هل افهم ايضا انه بسبب عصبيتي في تلك الليلة اتخذت قرارك بعدم رؤيتي مرة اخرى؟
لقد اثرت غضبي عندما هربت من المنزل دون ان تتركي رسالة تنبئ عن رحيلك وكان من المحتمل ان اخبرك ولكن فضلت ان لا افعل ذلك"
كان باي قوي الاقناع في حديثه ولكنها لم تتح له الفرصة ليتحكم فيها.



فقالت له:
" فعلت ما فعلت وليس هناك مبرر لاي مزيد من الحديث عنه"
فقال بكبرياء:
" اذن...هذا قرارك انك لا تريدين رؤيتي مرة اخرى. هل هذه اللحظات القلقة التي انتابني الغضب فيها
تمحو كل ذكريات الساعات السعيدة التي امضيناها سويا من قبل؟ هل هذا عدل؟ الا تعني شئ لك؟"

وكان عليها ان تجيب على تحديه فقالت له ببرود:
" اجل كانت تعني لي شيئا...حتى فقدت معناها باكتشافي انك تشعر بالاسف لي.
وقد سبق ان قلت لك انني في غنى عن شفقة احد"
" من هو ذلك الشخص ذو التفكير السديد الذي يشعر بالاسف نحو فتاة مثلك لها رأس اسد وعقل طفل مدلل؟
فكثيرا ما تحاولين يا سابرينا اجراء اختبار تمتحنين به صبر الرجل.
كم مرة يجب ان اؤكد لك انني لا اشعر بالاسف نحوك قبل ان تصدقينني؟"

فسألته متحدية:
" اذن فسر لي سبب رغبتك في رؤيتي"
اجاب باي بتجهم:
" هل يجب ان يتوفر دافع بالغ الخطورة حتى اطلب رؤيتك. الا يمكن ان يفسر هذا الدافع بأنني...."

وتمهل لحظة ليختار الكلمات التي يكمل بها عبارت واستطرد يقول:
" معجب بك او بشجاعتك عندما تكونين عنيدة بتعقل.
ولكن دعيني اوجه سؤالي على النحو التالي : لماذا ترحبين انت بمصاحبتي خارجا؟
هل انا وسيلة مريحة للانطلاق معك بعيدا عن المنزل؟
هل تصبرين علي لانني اصطحبك الى الاماكن التي ترغبين في ارتيادها؟ ما هو دافعك البالغ الخطورة يا سابرينا؟"

فأجابت وقد تراجعت امام هجومه :
" انا...انا ليس لدي اي دافع"
فقال ساخرا:
" اهدئي. لابد ان يكون لك دافع. يجب ان يكون لديك سبب للخروج معي."
قالت سابرينا باصرار ولكن الارتباك كان باديا على صوتها:
" لا...ليس لدي...انا اتمتع بالخروج معك...ليس لدي....."

فقاطعها باي:
" وانا ايضا استمتعت بصحبتك"
وهنا قارعته بسؤال علها تستعيد الموقف لحسابها:
" كيف كان ذلك؟ انا فتاة لها رأس اسد وعقل طفل مدلل. انت قلتها بنفسك."

فأجاب عليها بمرح ساخر:
" هكذا! وانا متكبر ومستبد. انت قلتها لي بنفسك. اصبحنا متساويين"
وداعبت ابتسامة شفتيها
واصبح موقفها ضعيفا وشعرت باصراره الحازم يتسلل تحت سحر جاذبيته ومنطقه بالغ الاقناع فقال لها متهما اياها:
"انت تبتسمين يا سابرينا. اليس كذلك؟ لا تكلفي نفسك بالاجابة.
اعلم انك ستنكرين ذلك.
لن اسألك الغاء مواعيدك التي اعددتها لمساء السبت ولكن في وسعك ان تصحبيني الاحد في رحلة بحرية"
" رحلة بحرية ؟!"

رددت كلماته بوهن....كانت تجادله حول مختلف انواع الدعوات الا الرحلات البحرية.
كانت سابرينا تعشقها وتقف عاجزة امامها ولا ترفضها"

كرر باي كلامه بصبر:
" اجل....رحلة بحرية"
" انا..."
ولم تستطع ان تنبس بكلمات الرفض

فقال باي:
" سأمر عليك في وقت مبكر من صباح يوم الاحد...حوالي السابعة. سنمضي وقتا طيبا"
وتعثرت كلمات القبول على طرف لسانها وهي تنطلق من فمها لتقول:
" انا...سأكون...مستعدة "

فأجاب باي مؤكدا:
" السابعة صباحا. يوم الاحد"
ووضع السماعة في مكانها وكأن لسان حاله يقول انه هو ايضا سيكون مستعدا لهذا اللقاء.
ولم تحاول سابرينا ان تستبدل فكرة الرحلة بغيرها.

حتى فكرة موافقة ابيها على الرحلة تمت في نفس اليوم الذي تحدثت فيه مع باي. ففي المساء التقت بأبيها وعندما اخبرته بفحوى دعوة باي قال لها:
" اجل...اتصل بي باي بعد ظهر اليوم ليتأكد من عدم وجود اي اعتراض لدعوته لك واخبرته بأنه ليس لدي مانع.
واعدك بأنني لن اقلق عليك لانك بين ايد امينة هذا بالاضافة الى ان باي سباح ماهر."

وجاء صباح الاحد...ووجدت سابرينا نفسها على متن يخته (فورشن ليدي) وقد اخر الضباب والريح موعد مغادرته الميناء بنحو ساعة
واخيرا شق عباب الماء وداعبات نسمات الهواء الوشاح الذي يحيط برأس سابرينا وتناثر رذاذ الماء على شفتيها
وعندما عبر اليخت من تحت جسر غولدين غيت ادار باي الدفة لتنطلق الى عرض البحر
وتجاوزكليف هاوس وسيل روكسي واستمر فيسعيه فيما وراء شواطئ المحيط وكان التيار الجنوبي يحول دون استمتاعهما بحمام شمس.
وكالعادة تعلقت سابرينا بطوق النجاة الذي ثبت في وسطها من قبيل الحيطة والحذر.

وكان سطح اليخت يميل مع تلاطم امواج المحيط الا ان باي كان يستعين بخبرته في استغلال كل هبة ريح في تسيير دفة اليخت.

وتناهى الى مسامعها صوت الريح وهي تزأر في الفضاء والامواج وهي تتلاطم فوق اليخت الذي راح يزمجر وهو يشق عباب البحر.
وبالكاد تبادلت كلمات خمس مع باي منذ مغادرتهم ميناء اليخوت فقد بدا لها الحديث غير ضروري في هذا الهدوء الجميل الذي ساد تلك اللحظات
حيث احس فيها كل منهما بالسعادة دون ان يفضي بها احدهما للاخر.

ومضى بعض الوقت قبل ان تلاحظ سابرينا ان باي غير مسار اليخت اذ احست ان الشمس لم تعد في المكان الذي كان اليخت يسير صوبه والتفتت الى باي وسألته:
" اين نحن يا باي؟"
فقال مبتسما:
" في مياه مونتيري باي باقرب من سانتا كروز. هل تحلمين احلام يقظة؟"

وفي التو اخذت تتصور ملامحه القوية الملوحة باشعة الشمس والرياح وشعره البني المبلل بالعطر وقد شعثه النسيم وعينيه تحت وطأة ابتسامته التي احست بها في نبرة صوته
وكان مثيرا لها ان صورته في خيالها واضحة مملوءة بالحيوية والرجوله.

وخفق قلبها في ضربات سريعة فتمتمت قائلة:
" احلام اليقظة ام احلام البحر...لا ادري ايهما؟"
واحست مرة ثانية بتغير اتجاه اليخت فالريح لم تعد تمسك بتلابيب الشراع وتباطأت سرعته وسطحه بدأ يعتدل تحت قدميها فسألته:
" ماذا تفعل الان؟"
" نقترب باليخت من الشاطئ. لقد تجاوزنا الجسور الطبيعية شمال سانتا كروز ورأيت ان نلقي بمرسانا جنوب سانتا كروز لتناول طعام الغداء.
هناك خليج صغير هادئ اعرفه ارجو ان لا يكون احد غيرنا اكتشفه بعد"

والقى باي بالمرساة ومدت سابرينا يد المساعدة ما امكنها وكان حفيف الماء الهادئ الذي يتلاطم مع اليخت
هو الصوت الوحيد الذي تسمعه واستدارت لتتحدث مع باي.

كانت تشعر بنظراته تحلق في وجهها وسرى دفء لذيذ في اوصالها وفجأه انتابها احساس قوي بأنهما وحدهما في هذا المكان.
رجل وامرأة ولكنها سريعا ما كبحت جماح هذا التفكير الذي راودها وقالت فجأة:
" سأهبط الى داخل اليخت لاعد الطعام ماذا احضرت؟"

اجاب باي:
" ساندويشات وسلطات. كلها جاهزة. ما رأيك في السباحة قبل ان نتناول الطعام. الماء ادفأ هنا منه في الساحل ولا توجد اي تيارات خطرة."
فهزت سابرينا كتفها ترفض اقتراحه قائلة:
" آسفة لم تسألني ان احضر لباس البحرولم افكر انا في احضاره"

ورفض باي عذرها وقال:
" ليس هذا مهما انني احتفظ بعدد من ثياب البحر في اليخت لمواجهة اي قرار مفاجئ من احد ضيوفي للسباحة في البحر. واني على يقين من احدهم سيناسبك"
" ولكن...."

ولم تتم عبارتها...فقد تذكرت انها لم تطأ قدمها ماء البحر منذ الحادث.
فسألها باي:
" ولكن ماذا؟ يمكنك السباحة اليس كذلك؟"
فابتلعت ريقها وقالت:
"اجل...استطيع السباحة"

قال:
"سأحدد لك الاتجاه الصحيح للسباحة حتى الى عرض البحر. اذهبي وبدلي ثيابك"
اخبرها باي بمكان ثياب البحر وهبطت سابرينا الى قاع اليخت فقد رأت انه من الافضل لها ان تسبح بدلا من البقاء مع باي على اليخت.
وكانت اغلب ثياب البحر من قطعتين فاختارت سابرينا لباسا مناسبا من قطعة واحدة
واحست ان هذا الثوب اقل عريا عندما سارت به فوق سطح اليخت وارسلت شعرها الطويل فوق ظهرها وتعاقدت خصلاته حول كتفيها
وحلت العقدة المعقودة فوق رأسها قبل ان تحررها مياه البحر.
قالت بعصبية:
" انا مستعدة"

ولم يعقب باي على مظهرها وقال:
" وضعت سلما من الحبال على جانب اليخت وسوف اثب الى الماء قبلك."
وامسك يدها وقادها الى حيث ثبت السلم عند حافة اليخت.
وعندما ترك يها شدت على راحتها تستعذب دفء راحته اطول فترة ممكنة.

كان غباء منها ان تفعل ذلك. لم تكن رحلة عاطفية وانما رحلة صداقة. ولكن لا تعلم لماذا تثير هذه المشاعر الاضطراب في نفسها؟.

اهتز سطح المركب اهتزازة خفيفة اعقبه صوت شئ ما ينزلق الى الماء وعرفت سابرينا ان باي قفز الى البحر بعدها سمعته وهو يسبح في الماء
فأتجهت برأسها نحو اتجاه الصوت وبعد عدة ضربات مت ذراعه اقترب من نهاية السلم ونادى عليها:
" اهبطي. الماء جميل"

وامسك باي بالسلم بينما راحت سابرينا تهبط درجاته وتعلقت اصابعها بالحبال وهي تتحسس حرارة الماء فوجدتها فاترة
واصطكت اسنانها لعصبيتها وسألها باي وهو يسبح بجوار السلم:
" هل انت مستعدة؟"
فأجابت سابرينا وهي تكز فكيها حتى لا يسمع صوت اسنانها وهي تصطك:
" اعتقد ذلك"

ودفعت سابرينا يدها لتطلق قبضتها من فوق السلم والتقطت نفسا عميقا قبل ان تهبط اليه
وفي بادئ الامر انتابها التوتر وعدم الاستقرار ولكنهما سرعان ما زالا عندما اعتادت حرارة الماء
واستطاعت ان تسمع ضربات ذراعي باي وهو يسبح قريبا منها فأخذت تستمد الثقة والقوة من وجوده الى جوارها.

ولاح لها انها سبحت فترة طويلة اذ بدأت تشعر بالاعياء واحست بثقل في ذراعيها فتوقفت عن مواصلة السباحة لتلتقط انفاسها وسألته:
" كم بقي امامنا؟"


فأجاب بأنفاس قويه لا يبدو عليها الاعياء:
"حوالي خمسة عشر قدما قبل ان نلمس القاع "
ولم تعقب سابرينا. وانما واصلت السباحة مرة اخرى بهدوء حتى لا تشعر بالاعياء
ولدهشتها اكتشفت انها لم تقطع مسافة تذكر عندما امست قدمها ارض رملية وسرعان ما انتصبت بقامتها ومسحت الماء المملح الذي كسا وجهها
وثبتت شعرها الطويل وراء اذنيها وتكلم باي من مكان يقع الى يسارها قائلا:
" لقد نجحت في محاولتك....كيف تشعرين الان؟"

فابتسمت ابتسامة شاحبة وقالت:
" مجهدة...ولكنني بخير"
" دعينا نتوجه الى الشاطئ ونستمتع باستراحة"
واستراحت يدها على الماء وتركت الامواج تتدحرج فوقها وتستدل بها الى الشاطئ ومع هذا امسك باي بيدها وقادها الى الساحل.

وعندما وطأت قدماها الارض الرملية المتماسكة قال لها:
" هذا الساحل يمتاز بصخور تتيح للمرء الاستمتاع بحمام الشمس فوقها بدلا من الاستلقاء على الرمال "

وبعد ان قطعا عدة ياردات ضغط على يدها لتقف. وقال لها:
" هنا مكان مناسب"
وقبل ان تبدي سابرينا اي معارضة امسكها من وسطها ورفعها الى سطح صخرة صلبة ودافئة وتعلقت تلقائيا بذراعيه المبللتين لتحتفظ بتوازنها.

وبدأت تتسارع ضربات قلبها واحتاجت الى عدت ثواني حتى يستعيد قلبها هدوءه وتستقر نبضاته.
وبعد لحظات اعتلى باي الصخرة ليجلس الى جوارها وبعد ان اتخذ وضعا مريحا سألها:
" هل استمتعت بوقت طيب ليلة امس؟"
" ليلة امس؟"
وتجهمت سابرينا واشاحت بوجهها عنه وعندئذ تذكرت فقالت:
" اجل...امسية طيبة"

وحقا كانت امسية هادئة امضتها مع صديقتها سالي تبادلتا فيها الحديث احيانا واستمعتا الى بعض الاسطوانات الغنائية احيانا اخرى.
سألها:
" اين ذهبت؟"
ادارت سابرينا وجهها للشمس لتجفف بشرتها المبللة وقالت له:
" مكثت انا وسالي في البيت"

فقال بصوت ساخر:
" امضيتما الليلة في ثرثرة نسائية. اليس كذلك؟"
كانت سابرينا حائرة بين امرين: هل كان باي يسخر من امسية السبت التي قضتها هادئة بلا احداث ام ان سخريته كانت موجهة لها لانها اختارت امسية تختلف عن تلك الليلة المثيرة التي قضتها معه.

ولما كانت تعرف باي حق المعرفة فان التعليق المول كان اقرب الى الحقيقة.
واخيرا قالت:
" ان ثرثرة الرجال تعادل ان لم تزد عن ثرثرة النساء"

ولم يدخل باي في جدال معها انما قال:
" اعتقد ان رأيك كان صحيحا اذا تساوى العدد في كل من الجنسين"
واعقب حديثهما صمت غريب على الاقل كان غريبا بالنسبة لسابرينا ومالت بجذعها الى الوراء لتستند على راحتها وقالت له:
" الشمس تبعث الدفء"

قال باي:
" اعتقد انه من الافضل ان استلقي واستمتع بها"
واستلقى بجسمه وهو يردد كلماته وخيم سكون لم يكن يقطعه الى صوت اندفاع الامواج الى الشاطئ ولم يكن على سابرينا سوى متابعة اندفاعها.

وتحركت يداها حتى عثرت على نتوء مرتفع في الصخرة التي تقع وراءها وكأنها وسادة طبيعية فاستلقت برأسها عليها
وظلت فترة طويلة تستمع الى صوت انفاس باي
اما انفاسها هي فكانت ضحلة لان عضلات صدرها كانت متوترة.
واخيرا داعبتها حرارة الشمس فبعثت الاسترخاء في اوصالها.

ولم تخلد سابرينا الى النوم انما داعبت جفونها اغفاءة وفجأة انتفضت كل حواسها وطرفت بجفونها عندما حاولت ان تحدد سبب اضطرابها
وادارت وجهها بخفة باتجاه باي ولمس خدها يده بطريق الصدفة قبل ان تدرك ان باي كان يمسك خصلة شعرها الحريرية.
فقال لها بصوت مرح:
" هل تعرفين ان هذه هي اول مرة ارى فيها شعرك مرسلا"

فقالت متلعثمة:
" انا...انا لا احبه مرسلا حتى لا يضايقني اثناء سيري "
وشاع الاضطراب في صوتها عندما ادركت انه دنا منها كثيرا حيث كان باي مستلقيا على جنبه ومرتكزا على احد مرفقيه ويبدو انه لم يكترث كثيرا لتفسيرها فاستطرد يقول:
" عندما تعقصين شعرك على شكل عقدة فوق رأسك فان مظهرك يبدواكثر توازنا وخداعا للنظر...تكونين اشبه بملكة مهذبة.
بينما يختلف شكلك عندما ترسلين شعرك فان منظرك يبدو اكثر انوثة"

وراح النبض يضرب بسرعة في صدعيها وكان من الصعب عليها التدحرج بعيدا عنه لان حافة الصخرة كانت قريبة منها.


كان حلقها متوترا مشدودا وبدا صوتها مضطربا حين قالت:
" الا تظن ان الوقت قد حان للعودة؟"
سألها ساخرا:
" ما الامر؟ الا تحبين تعليقاتي على تسريحة شعرك؟.

القت سابرينا خصلة شعرها على كتفها العاري وهزت رأسها وهي تقول باصرار:
" لا يهم. سوف اعقصه عاليا حتى يسهل علي العناية به بغض النظر عن اي تسريحة تفضلها"

وكانت عبارتها يشوبها التحدي السافر ولكنها لم تعد تكترث.
واقترب باي من ظهرها وجذب شعرها وقال:
"اذا من المحتمل ان تشعري بالاسف عندما تسمعين بأنني افضل تلك العقدة الحريرية اما شعرك المرسل فمكانه المناسب هو غرفة النوم"

واطلقت سابرينا زفرة حاره فلم تعد تتحمل هذا الغزل المفضوح ولذا شرعت تدفع نفسها الى الوراء لتتخذ وضعا لجلوسها يمكنها به التهرب من اقتراب جسمه منها
ولكن باي كان اسبق منها في الوقوف على قدميه وقال لها:
" سنعود سريعا"

وحاولت سابرينا الوقوف لكن باي كان اسرع منها الى الوقوف على الرمل ومد ذراعيه ليمسك بخصرها ويهبط بها لاسفل قبل ان تقطع بقدميها المسافة بين الصخرة والشاطئ
وتملكها التوتر لعزوفها عن مساعدته وعندما بذلت جهدها كي لا تقترب بجسمها منه تعثرت قدمها في حفرة كانت غائرة في
الصخر وكان الم العثرة مبرحا دفعها الى ان تلقي بنفسها على صدره وساعدها بقبضة الحازمه على ان تحفظ توازنها وسألها:
" هل انت بخير؟"

وقالت له بتأكيد حازم ولكن بصوت مضطرب بينما كانت ضربات قلبها متسارعة:
" اجل انا بخير. لقد تعثرت بالصخرة"
ودفعت هبة مفاجئة من الريح خصلة رفيعة من شعرها لتستقر على وجهها وتعلق على شفتيها المبللتين.
وشرعت سابرينا في ابعادها ولكن يدها كانت بعيدة عنها فسحبتها اصابع باي برفق ودفعتها الى ظهرها مع بقية خصلات شعرها الطويل.
وظلت يده الى جوار وجهها وراح اصبعه يدغدغ عظمة وجنتيها فتوقفت انفاسها واستكانت حركتها تحت سحر لمسته.

وفجأة جذبت جسمها من بين ذراعيه عندما حاول تقبيلها وسارت عدة خطوات بسرعة بعيدا عنه ثم ادركت انها لا تعرف وجهتها فعقدت ذراعيها بشدة حول نفسها لتقاوم القشعريرة التي سرت بجسدها.

وسار باي الى جوارها واستطاعت ان تشعر بعينيه تتركزان عليها فأرخت اهدابها حتى لا تعكس نظراتها مشاعرها الدفينة التي تجوب خيالها
وفي لحظة خاطفة احست انها تجرؤ على التنفس.
قال لها:
" خيرا لنا ان نعود الى اليخت "

كانت لهجته تنم عن غضب مكبوت.ولم تستطع سابرينا ان تدرك هل كان الغضب موجها لنفسه ام لها؟.
وكانت يده باردة عندما امسكت بيدها وهو يقودها الى البحر وشعرت سابرينا بالسعادة عندما غاصت في الماء واطلقت سراح يدها لتبدأ بالسباحة
ولم تكد تتصور انه من الممكن ان تكون لمسة اليد التي اعتادت ان تشيع اللهيب في اوصالها هي نفس اللمسة التي تثير القشعريرة في عظامها.

كانت تؤنب نفسها اثناء السباحة في مراجعة العودة لحماقتها التي سمحت لباي ان يحملها الى هذه المرحلة بينما كانت الحكمة تدعوها الى ان تكف عن رؤيته.
وكانت سابرينا منهكة عندما لحق بها باي وجذبها الى السلم فارتقت درجاته دون معونته وتمهلت على سطح اليخت قليلا حتى تلتقط انفاسها.

ثم اتجهت الى قاع اليخت فقال لها بلهجة امره :
" عندما تفرغين من تغيير ثيابك سيكون طعام الغداء معدا لك. اظن انك ستعثرين على طلبك وفي نفس الوقت سيكون اليخت على اهبة الاستعداد للرحيل"

وتلعثمت وهي تقول:
" لا...لا اظنك ستتناول طعامك قبلي؟"

" اعتقد اننا في عجلة الى العودة...اليس كذلك؟"
وكانت تشوب صوته نبرة التحدي التي حاولت ان تستنكرها ولما لم تسرع في الجواب على سؤاله اضاف فائلا بتجهم:
" سوف استمتع بالطعام...كما استمتعت به ذات مره ونحن نتناوله في رحلتنا البحرية"

وفي الحقيقة احست سابرينا ان العام لا مذاق له وكان معظمه يتوقف ليلتصق بحلقها وكانت تبتلعه بصعوبة بالغة.
ولم تشعر بأي جو للصداقة يحيط برحلة العودة وانما ان التوتر يخيم على الصمت الذي ران بينهما.

وفي نهاية اليوم شعرت سابرينا بالبرود يشوب قبول باي لكلمات الشكر المهذبة التي قدمتها له وعندما اوصدت الباب الحديدي وراءها ادركت تماما سبب تعاستها
وكان لديها وقت كاف في طريق العودة لكي تمعن النظر في السبب وعرفت انها احبت باي كاميرون...وادركت انها كانت حمقاء...لا تبصر!.

*******نهاية الفصل الثامن********


استودعكم الله


[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN][ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:109%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/21_09_15144281477447062.jpg');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
.










.
[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]










التعديل الأخير تم بواسطة Florisa ; 09-25-2015 الساعة 04:50 PM