عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 09-26-2015, 01:40 PM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:70%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/18_09_151442607803642.jpg');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]




الفصل الثاني :


ما ان انصرفت اوليف بيترتون حتى استدعي الزائر الذي كان في الانتظار إلى مقابلة مستر جيسوب.


قال الزائر وهو يستوي جالسا على احد المقاعد :


-إني الميجور غلايدر ، وهاك خطاب تعريف من السفارة الأمريكيه.


جرى جيسوب بعينيه على سطور الخطاب في نظرة سريعه ، ثم وضعه أمامه على المكتب وسأله:


-أية خدمة استطيع ان اؤديها لك يا ميجور ؟!


-إنني قادم لتوي من الولايات المتحدة وقد اتيت إليك أسألك عما إذا كانت لديك أنباء جديده عن توماس بيترتون الذي اختفى اخيرا بطريقة مثيره ، إن المرء لا يستطيع ان يصدق دائما ماتنشره الصحف ، وقد قيل لي انك الوحيد الذي لديه معلومات موثوق بها .


فقال جيسوب :


-يؤسفني أنه ليست لدي معلومات مؤكدة عن بيترتون.


-لقد خطر لي أنه ربما أوفد إلى الخارج في مهمة خاصه. مهمة سريه.


فقال جيسوب في كلمات متمهله :


-إن بيترتون ياسيدي العزيز مجرد عالم وليس دبلوماسيا او عميلا سريا.


استطرد الميجور غلايدر باللهجة الجديه نفسها :


-إن الألقاب كثيرا ماتكون خداعه يامستر جيسوب ولعلك الآن تتساءل عما يدفعني إلى الاهتمام بهذا الموضوع .. إن توماس بيترتون يمت إلي بصلة القربى عن طريق الزواج .


-إنك فيما اعتقد ابن اخت البروفسور مانهايم؟


-آه إنكم هنا تتحرون عن كل إنسان .


فغمغم جيسوب باسما :


-إن الناس يأتون إلينا هنا ويفضون بما لديهم ، لقد كانت المسز بيترتون هنا وهي التي اخبرتني بهذا وقالت أيضا أنك بعثت إليها برساله.


-نعم .. كتبت إليها اعزيها واسألها عما إذا كانت لديها انباء جديده.


واستطرد الميجور غلايدر يقول:


-إن امي هي الأخت الوحيده للبروفيسور مانهايم، وكانا شديدي التعلق كلاهما بالآخر ، وعندما كنت طفلا كنت اقضي معظم الوقت في بيت خالي ، وكانت إلزا بالنسبة لي بمثابة اخت شقيقه وعندما مات ابي وامي انتقلت للإقامة في بيت خالي وكانت اياما سعيده ثم جاءت الحرب بويلاتها ومآسيها ، وهرب خالي وإلزا إلى امريكا اما انا فبقيت في بولندا وانضممت إلى المقاومة السريه ، وبعد ان وضعت الحرب أوزارها سافرت إلى الولايات المتحده لأزور خالي وابنة خالي ، هذا هو كل شيء.


وتابع الحديث قائلا:


-وبعد ان فرغت من انجاز المهام التي أوكلت إلي في اوروبا قررت ان استقر في الولايات المتحده بصفه دائمه لأكون على كثب من خالي وابنة خالي وزوجها ، ولكن ، وا أسفاه !! ماكدت اصل إلى أمريكا حتى مات خالي في حادث سياره ثم ماتت إلزا ابنة خالي ، اما توماس بيترتون زوج ابنة خالي فرحل إلى انجلترا وتزوج للمرة الثانيه ، وعدت أنا كما كنت من قبل بغير اسرة ارتبط بها ، وعندئذ قرأت في الصحف نبأ اختفاء العالم الشهير توماس بيترتون ، فحضرت إلى انجلترا لأرى مايمكن عمله .


وتراخى الميجور غلايدر في مقعده وقال متسائلا:


-مستر جيسوب ، لماذا اختفى بيترتون؟


فقال جيسوب:


-تمنيت لو اني عرفت .


-ولكنك تشتبه في شيء ما على الأقل ؟!


فقال جيسوب في حذر :


-هذا جائز فاختفاء بيترتون ليس الأول من نوعه .

-هذا صحيح فقد قرأت عن الكثير من حوادث الاختفاء.


واخذ الزائر يشير في كلمات سريعه إلى عدد من حوادث الاختفاء التي وقعت في العهد الأخير

ثم عقب بقوله :


-وكلهم من العلماء ، أليس هذا غريبا؟


لبث جيسوب صامتا .

فاستطرد الميجور جلايدر:


-اتراهم ذهبوا إلى ما وراء الستار الحديدي؟


-هذا احد الاحتمالات ولكنه ليس احتمالا قاطعا ، فمن المستحيل انهم انضموا إلى إحدى الجماعات السريه الفاشستيه او انهم ضاقوا بعملهم .


-ولكنهم طبعا ذهبوا طواعيه واختيارا؟


فقال جيسوب:


-حتى هذا السؤال من الصعب الإجابة عليه.


ثم اردف :


-ولكن ماهو سر اهتمامك ببيترتون، وهو بالنسبة إليك ليس إلا مجرد نسيب عن طريق الزواج؟ بل إنك لم تقابله ابدا في حياتك .


-هذا صحيح ولكن الأسره عندنا معشر البولنديين من الروابط الوثيقة وهي تفرض علينا التزامات لانملك ان نتحلل منها .


ونهض جلايدر واقفا واحنى رأسه تحية في جفاء وقال:


-يؤسفني ان شغلت من وقتك اكثر مما ينبغي ، شكرا على انك قابلتني


نهض جيسوب واقفا وهو يقول :

-يؤسفني انني لم استطع ان اساعدك ولكني احب ان اؤكد لك اننا لا نعرف شيئا على وجه اليقين، ولكن إذا بلغني اي نبأ فأين يمكن ان اتصل بك ؟


-طرف السفارة الأمريكيه ، واكرر لك الشكر.


وللمرة الثانيه انحنى تحية واستدار منصرفا.

ورفع جيسوب سماعة التليفون يدعو الكولونيل هوارتون إلى مكتبه .

وابتدره جيسوب قائلا:


-اخيرا بدأت الأمور تتحرك .


-حقا وكيف حدث هذا ؟!


-مسز بيترتون تريد ان تسافر إلى الخارج.


-أتراها تنوي ان تلحق بزوجها ؟


-هذا ما ارجوه ، لقد جاءتني مزوده بتقرير طبي ينصحها بالسفر طلبا للراحه والاستجمام.


-تدبير محكم منها.


فقال محذرا:


-ومع ذلك فقد تكون حقا مقبله على انهيار عصبي .


تساءل هوارتون:


-هل استطعت ان تنتزع منها شيئا؟


-مجرد بادره ضعيفه، بيترتون كتم عن زوجته انه تناول الغداء في فندق دورسيت مع هذه المرأه المدعوه سبيدر.


فغمغم هوارتون قائلا:


-اتعتقد ان لهذا صلة باختفائه؟


-ربما فقد سبق ان استجوبت كارول سبيدر، امام لجنة فحص النشاط المعماري لأمريكا / وإن كاننت قد استطاعت ان تثبت براءتها.


-وهل اتصلت مسز بيترتون بإحد فأصدر إليها تعليماته بالسفر إلى الخارج ؟!


-لم يزرها احد في بيتها وان كانت قد تلقت بالأمس خطابا من رجل بولندي هو ابن خالة بيترتون الأولى وقد كان هنا في مكتبي منذ قليل يستفسر عما لدي من أنباء.


-أيكون هو الذي حرضها على السفر؟


-هذا محتمل وإن كنت لا ادري الحقيقه


-وهل تنوي ان تضعه تحت المراقبه ؟
فأجاب جيسوب :


-بل وضعته فعلا ، فقد دققت الجرس السري مرتين بمجرد خروحه من مكتبي ..


فضحك هوارتون قائلا :


-يالها من رموز سريه تفيد في حالات الاستعجال .


وعاد هوارتون يتساءل :


-وإلى أية جهة تنوي بيترتون أن تسافر ؟ إلى سويسرا؟


-بل إلى مراكش او اسبانيا




وقلب جيسوب بطرف اصبعه التقارير المكدسة امامه وقال:


-هذان هما البلدان الوحيدان اللذان لم يرد إلينا منهما أي تقرير عن بيترتون.


وتراخى جيسوب في مقعده وأسند رأسه على ظهر المقعد وهو يقول:


-إنني لم اقم بعطلة منذ شهور ولعل مما يفيد صحتي ان أسافر إلى الخارج هذه الأيام ..


فضحك هوارتون وقال :


-طبعا إلى مراكش او اسبانيا، وفي اعقاب مسز بيترتون .


والتقت نظراتهما في تفهم كامل .






.

[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
__________________








توأمتي الجميلة حب0

http://www.al-3in.com/2minutes.htm
امحي ذنوبك كلها فى دقيقتين !!

كلارا