عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 09-26-2015, 02:06 PM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:70%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/18_09_151442607803642.jpg');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]





الفصل الرابع :




على مقعد حديدي صلب جلست هيلاري كرافن بجانب الفراش الذي ترقد عليه اوليف بيترتون معصوبة الرأس بالضمادات غائبة عن الوعي .وعلى الناحية الأخرى من السرير وقفت إحدى الممرضات والطبيب يتأملان المصابة . اما جيسوب فكان جالسا في ركن من الغرفه .


وتحول الطبيب إلى جيسوب قائلا بالفرنسية :


- لن يطول الأمر ، فإن النبض ضعيف جدا .


- ولكن هل تموت قبل ان تسترد وعيها؟!


- هذا ما لا استطيع ان اقطع به .. ربما استردت وعيها في اللحظات الأخيره .


- الا تستطيع ان تعطيها منبها؟!


هز الطبيب رأسه نفيا .. وغادر الغرفة والممرضه في اعقابه.


قال جيسوب يخاطب هيلاري كرافن :


- لكم كنت اتمنى ان تسترد وعيها ولو لحظات حتى احصل منها على شيء من المعلومات ، اي شيء مجرد كلمة عابره، مجرد إشاره او كلمة السر. حاولي ان تنصتي إليها جيدا ، وإذا تكلمت فحاولي ان تستدرجيها فقد تنطق بشيء حتى في غيبوبتها .


- وهل نصارحها بأنها تحتضر وانها لن تعيش؟!


- لا ادري يجب ان افكر في هذا ...




****


مضت هيلاري تتأمل المرأه الراقده على الفراش .. ترى هل جاءت حقا إلى مراكش لتقابل ذلك الزوج الذي اختفى؟ ام انها كانت موشكه على الانهيار فجاءت تنشد الراحة والاستجمام؟!


ومر الوقت حتى انقضت ساعتان ، ثم فتح الباب وجاء الطبيب يعود مريضته مره اخرى .


جس نبضها ، ثم قال:


- هناك بعض التغير وإن كان كل شيء يوشك ان ينتهي .


وتململت المريضه في فراشها قليلا وفتحت عينيها لتجد نفسها تتطلع مباشرة في عيني هيلاري، ثم عادت واطبقتهما من جديد.


وهمست في صوت لا يكاد يبين:


- اين انا ؟!


وفي رفق اخذ الطبيب بيدها وأجاب :


- إنك في المستشفى ياسيدتي ، لقد وقع حادث للطائرة .


فردت هامسه :


- الطائره ؟!


وسألها الطبيب :


- اتريدين ان تتصلي بأي شخص هنا في كازابلانكا؟ إننا نستطيع ان نبلغه أية رسالة منك.


فرفعت إلى الطبيب عينين باديتي الألم وردت :


- لا .


ثم عادت من جديد إلى هيلاري وتساءلت :


- من انت ؟


فمالت هيلاري فوقها وفي صوت جلي واضح النبرات قالت :


- إني قادمه لتوي من انجلترا على إحدى الطائرات ، فإذا كان في وسعي ان افعل شيئا لأجلك فأخبريني على الفور.


- لا .. لا شيء .. إلا إذا...


وصمتت . فتطلع الطبيب إلى المرأتين ثم مضى يغادر الغرفه وفي اعقابه الممرضه. وخلت المرأتان كل إلى صاحبتها وبدا ان مسز بيترتون تجاهد لكي تنطق بشيء فقالت:


- أخبريني .. اخبريني .. هل؟! هل...؟!


وادركت هيلاري دون عناء ما تسأل عنه مسز بيترتون فأجابت :


- نعم إنك تحتضرين .. أهذا هو ماتريدين ان تسألي عنه؟! والآن سأحاول ان اتصل بزوجك فهل تريدين إبلاغه رسالة منك؟!


- أخبريه .. أخبريه ان يكون على حذر .. بوريس .. بوريس .. بوريس شخص خطر.


وتسارعت انفاسها لاهثه وتنهدت .. ومالت هيلاري فوقها تسألها :


- ايمكنك ان تذكري لي شيئا يساعدني في رحلتي .. اي شيء يمكنني من الاتصال بزوجك ؟!


- الثلج.


استبدت الحيرة بهيلاري وجعلت تردد الكلمة في دهشه :


- الثلج؟! الثلج؟!


ومضت تكررها تباعا دون ان تفقه المقصود منها .


فلاحت على شفتي المحتضره ابتسامه واهنه ثم ضحكت ضحكه مخنوقه لا تكاد تسمع وانفرجت شفتاها عن اغنيه شائعه من اغنيات الطفوله :


" الثلج ، الثلج ، الثلج الجميل .. تدوسين على قطعه منه وتنزلقين .. ثم تذهبين .. تذهبين"


واخذت المحتضره تردد بصوتها الواهن الضعيف :


- تذهبين .. تذهبين .. إذهبي وحدثيه عن بوريس .. إني لا اصدق هذا .. لا استطيع ان اصدق ولكن ربما كان صحيحا .. وإذا كان فيجب ان يكون على حذر..


واختلجت العينان والشفتان .. وماتت اوليف بيترتون ..




*****




كانت الأيام الخمسه التاليه اياما مضنيه مرهقه .. لازمت هيلاري كرافن في المستشفى غرفة خاصه لا تبرحها ، منهمكه في تلقي دروسها ، وفي كل مساء تمتحن فيما تلقنته طوال ساعات النهار ..


على ورقة أمامها سطرت كل المعلومات التي يعرفونها عن اوليف بيترتون ، وكان على هيلاري ان تعيها في ذاكرتها . المنزل الذي كانت تسكنه اوليف ، الخدم الذين عملوا لديها ، اسماء الاقارب والأصدقاء ، واسم كلبها المدلل وطائر الكناريا.. كل التفاصيل الخاصه بحياتها خلال الستة شهور الماضية منذ تزوجت .. حفلة القران وأسماء الوصيفات، مالذي كانت تفضله مسز بيترتون من طعام وشراب ..




وضاقت هيلاري بكثرة ما لقنت .. فسألت جيسوب :


- هل لهذا كله اهميه ؟!


- ربما نعم ، ربما ، ولكن ينبغي ان تكوني متأهبه لكل المفاجآت فقد تباغتين بسؤال ، أي سؤال ، فيجب ان يكون الرد حاضرا ، دون اي تفكير او تردد .


واخذ يلقنها دروسا في الشفره وفي الكتابه السريه وفي وسائل الاتصال الخفيه. واخيرا ابدى جيسوب رضاه وارتياحه قائلا:


- إنك في الحق تلميذه نجيبه، يمكن الركون إليها..إنني احب ان اذكر لك انك لن تكوني منعزله عنا .. فسوف نكون اتبع لك من ظلك معظم الأوقات ..




وتساءلت هيلاري :


- وماذا يكون من امري عندما ابلغ نهاية المطاف .. اي عندما ارى نفسي وجها لوجه امام توماس بيترتون؟!


فهز جيسوب رأسه بجديه وقال:


- هنا موضع الخطر .. إذا سارت الأمور على الصورة التي نتخيلها فإننا سنكون بجانبك ، نحميك ونذود عنك .. ولكن يجب ان اذكرك بما سبق ان قلته لك وهو ان المخاطره هي اساس هذه المهمه .. فمن المحتمل ان ينكشف امرك فيكون القتل مصيرك ..




ثم اردف :


بعد خروجك من المستشفى ستنزلين في الفندق نفسه الذي حجزت فيه مسز بيترتون غرفه لها وسوف ترتدين ملابسها وتنسقين شعرك على الطراز الذي اعتادته . وقد عهدنا إلى طبيب من اطباء التجميل ان يدرس وجهك وأن يلصق عليه بعض رقائق البلاستيك تجعلك ادنى شبها إلى أوليف بيترتون . وحتى إذا فطن أحد إلى التحامها فسوف يعزو هذه الآثار إلى حادث الطائره .




وتأملته هيلاري بنظرة تقدير وإعجاب وقالت :


- الحق انك دقيق في عملك لا تغفل شيئا.


- هذا واجبي لأن اتفه الهنات كفيله بأن تفسد ادق التدبيرات . والآن ارجو ان تقصي علي ماحدث بينك وبين اوليف بيترتون. هل تلفظت بشيء قبل ان تموت ؟!


وروت له ماسمعته من المرأة التي كانت تحتضر وقالت:


- واهم مارددته هو قولها " قولي له ان بوريس شخص خطر"


فقال جيسوب :


- بوريس؟! لا بد إذن انها تقصد الميجور بوريس جلايدر فقد زارني في مكتبي زاعما انه ابن عمة زوجة بيترتون الأولى ، وإن لم اكن متأكدا من حقيقة شخصيته.. وقد امرت بتعقبه عند خروجه من مكتبي فذهب لتوه إلى السفارة الأمريكيه ثم لم يخرج منها ، ويبدو انه تسلل من احد الأبواب الخلفيه ..




فقالت هيلاري :


- هل لك ان تصفه لي؟!


فأدلى إليها بأوصافه ثم اردف :


- صدقت مسز بيترتون فالميجور بوريس جلايدر شخص خطر ..





[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
__________________








توأمتي الجميلة حب0

http://www.al-3in.com/2minutes.htm
امحي ذنوبك كلها فى دقيقتين !!

كلارا