عرض مشاركة واحدة
  #136  
قديم 10-22-2015, 09:23 PM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://im61.gulfup.com/Qj2Yi1.gif');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]







~ البارت الرابع عشر ~
~ أكان حلماً و اندثر ؟! ~


جلس على مقربة منها يتأمل وجهها بحزن . مر على ذاكرته نظرتها حينها ، نظرة العتاب التي رسمت على وجهها نظرة الخوف ، نظرة الكراهية .. مرت تلك الذكريات أمامه و هو يحاول جاهداً تجاهلها إلى أن انتبه عندما بدأت بتحريك جفونها فتسارعت دقات قلبه أملةً أن تكون قد نسيت الأمر ، و لكن هيهات كيف لها أن تنسى مشهد قتل صديقتها من قِبل أخيها !

ما إن بدأت الرؤيا تتضح لها و ترى وجهه الذي بات مكروهاً بالنسبة لها حتى نهضت دافعاً له بغضب :
- ابتعد عني !

نظرت ليديها بعينين ملئتهما الدموع مكملةً :
- ماذا تريد مني أكثر من ذلك ألا يكفي ما سببته لي من ألم سابقاً لمَ تريد أن تكرر الماضي ؟

حاول الدفاع عن نفسه لولا أنها أوقفته قائلةً بإنفعال :
- ما حجتك للقتل هذه المرة هل إيمي من الأعداء أيضاً أم لأنك لا تريدني أن أحظي بإصدقاء أتسرك تعاستي ؟ .. كونك أخي الكبير لا يعني أن تتحكم في حياتي !

مسحت دموعها بعنف لتكمل ساخرة :
- و منذ متى كنت أخي الكبير عندما كان والدينا على قيد الحياة ؟! و ماذا عند مجيئنا للقصر لم أعد أراك من بعدها إلا نادراً لم تتحدث وقتها أبداً و كنت في أشد الحاجة إليك لتأتي لي بعدها بعامين و تسألني كيف حالك ؟!! عامين لم تتحدث معي حتى إنني بدأت أشك في كونك أخي حقاً لطالما ظننت أن ويل هو أخي الكبير و ليس أنت على الأقل أشعرني أنني لست وحيدة و لم يتركني كما فعلت أنت .. كنت أراك جالساً عند البحيرة أحياناً و عندما أجلس بجانبك تتحاشى النظر إلي و لا تنطق بكلمة أنت أسوأ أخ قد تمتلكه أي فتاه .. أخرج إذا سمحت !

قالت آخر جملها بصوت منكسر محاولةً كبت دموعها مشيرةً إلى الباب ، بينما هو لم يستطع إخفاء دهشته مما قالته كل هذا كانت تخفيه في قلبها و هو من كان مستعداً لفعل المستحيل فقط ليرى ابتسامتها و في المقابل تأتي لتعيد عليه ذكريات لطالما أراد نسيانها بهذه الطريقة القاسية !

***

جلس على السلم الخارجي للمنزل يتأمل السحاب بشرود و عقله غارق بالتفكير في بُعدٍ آخر لم يمضي كثير من الوقت حتى شعر بشخص ما جالس بجانبه إلتفت ببطئ فإذا هي والدته تنسق بعضاً من الزهور في مزهريتها فزع في البداية فلم يكن هنا أحد سواه .. تنهد بعد برهه من التفكير فلربما جائت و هو شارد كما هي العادة !

- أمي دعينا ندخل الجو بارد .

- لا أريد !

برغم من صغر الجملة لكنه شعر أنها تحوى مشاعر عدة . لم يرد الجدال و فضل النهوض لإحضار معطف شتوي ليحمي والدته من هذا البرد القارص .

- أصبحنا على أبواب الشتاء .

أوقفته كلمات جاكي بإسلوبها المستفز ليرد ساخراً :
- أوليس هذا واضحاً ؟!

تقدمت هامسةً بصوت حزين :
- لماذا تريد الرحيل ؟

أسقط المعطف من يديه ليضع كلتاهما على فمها مخرساً إياها كان هدفها إقناعه بالبقاء لكنها و من دون أن تعلم أشعلت بركاناً بطرحها هذا السؤال !
نظر إليها بعينين مشتعلتين غضباً :
- إياكِ أن تخبري أحداً و إلا كانت نهايتك على يدي !

أبعدت يديه بصعوبه لتتنفس بإضطراب :
- ما الذي تفعله أتريد قتلي !

اعتدل في وقفته و نظر لها باستحقار :
- و من يهتم إذا ماتت فتاه استطاعت الإحتيال على جدي ليجعل عمي يتبناها و هي لا تمت لعائلة بروس بصلة و فوق كل هذا أستطاعت أن تقنع جدي ليجعلها زوجة لي ليصبح من السهل عليها أن تقتلني و تستولى على أملاك العائلة .

عقدت حاجبيها بإستنكار مما قاله لتبدأ بعدها بالضحك :
- إلى متى ستظل تعيش في جو الأفلام هذا و من قال لك أنني متبناه لماذا أنت الوحيد في العائلة الذي لا يصدق أنني نبيلة و أنني من عائلة بروس لقد ظننتك تكرهني لأن طعامي سيء و لكن إن كان الأمر هكذا فهو شيء لا يستحق إنتقامي العبقري .

صمتت متأملةً وجهه الغاضب بنظرات ساخرة :
- لماذا تصر دائماً أنك على صواب و الجميع مخطئون صدق أو لا تصدق لقد ولدت جاكي بروس و سأموت كذلك إن أردت معرفة حقيقة من أكون فسأل جدك عني أتشوق لسماع إجابته حينها هذا إن أستطاع النطق بكلمة !

تركته بعد تلك الكلمات في حيرة من أمره ليقرر بعدها الصعود إلى غرفته و التفكير بهدوء .


**


زخات المطر تخبطت بزجاج نافذتها الشفاف . عقدت حاجبيها بإنزعاج و فتحت عينيها ببطئ . أدارت نظرها في المكان محاولةً تذكر ما حدث كل ما تذكره أن نيكول كانت هنا و .. ماذا بعد ذلك ؟! .. لا تذكر !
لقد مضى يومين على حالتها تلك تنسى أشياء و تتذكر أشياءًا أخرى و ما تلبث أن تستيقظ حتى تعاود النوم من جديد !

عدلت من طريقة نومها لتنظر إلى السقف واضعةً كفها على جبينها تتحسس حرارته .. بطريقة ما شعرت أن سبب ما يحدث لها حمى أو ما شابه . سمعت طرقات باب غرفتها لكنها لم تستطع تحريك شفتيها ، أستمر هذا الوضع كثيراً إلى أن قرر الواقف أمام الباب أن يدخل الغرفة .. دخلت السيدة كرستينا الغرفة بقلق و هرعت إليها .
نظرت إيمي إليها بعينين فارغتين و أغشى عليها من جديد .

**

وضعته نيكول هاتفها على أذنها بطيف ابتسامة منتظره إجابة :
- مرحباً ويل !

- أعتذر حقاً كان يجب أن أتصل بك قبل ذلك لكن حدثت بعض الأمور التي أخرتني .

- لا عليك كيف هي إيمي الآن ؟

- إنها بخير لقد نقلناها إلى المشفى الملكي إتضح أن شيرا أعطتها نوعاً من السم .

- هل هي بخير ؟

- ستشفى قريباً لا تخافي المهم الآن كيف جرت الأمور مع جيف ؟

ضحكت ساخرة :
- لا أدري لا أظنني أستطعت التمثيل بشكل جيد ربما علم أنني أمثل على أي حال سأستمر بالتمثيل إلى أن أستطيع تغيره و عندها سأخبره أنني علمت أنه قتل شيرا و ليست إيمي و لكن في الوقت المناسب لا أعرف كيف أشكرك فلو لم تخبرني عن أمر شيرا لكنت قتلت أخي بالفعل .

- جيد لكن لا تبالغي في كلماتك فقد تدمرينه بدل إصلاحه و الآن ما هي خطوتك القادمة ؟

ضحكت لتقول بعدها :
- لا أظنني أستطيع إخبارك .

- إن احتجتي أي مساعدة فلا تترددي بسؤالي .

- شكراً لك .

أغلقت المكالمة و نظرت إلى هاتفها بابتسامة ماكرة :
- الكتاب المحظور إذاً هو هدفي .

**

أسند رأسه على المكتب بضجر ، و كل ثانية تمر كأنها دهر بأكمله أحقاً كان كلام الملكة صحيح ؟! هل أستدعاه ليخبره بشيء يخص المملكة ؟! و إن لم يكن كذلك ما الدافع من هذه الدعوة المفاجأة ؟! ترى هل علم بقرار هيرو بالرحيل أيريد إقناعه بالبقاء و الزواج من جاكي ليصلح خطأ إرتكبه في الماضي ؟! هذا ما كانت ترمي إليه جاكي بلا شك لقد أخطأ جده في الماضي لذلك أحضرها إلى هنا و لكن كيف لها أن تحمل أسم العائلة أهي إبنه عمٍ له غضب عليه جده لكنه سامحه فيمَ بعد و أحضر إبنته لتعيش في البيت الرئيسي لتتزوج من وريث العائلة و تصبح هي الآمره الناهيه في العائلة ؟! يستحيل أن يصدق هذا الكلام حتى و إن رأى هيرو في جده العديد من العيوب إلا أنه أكثر شخص حريص على أبنائه بالتأكيد لجاكي قصة أخرى و عليه معرفتها قبل رحيله !
اعتدل في جلسته فزعاً عندما سمع صوت الباب يُفتح فجأة نظر لجده بشيء من الإهتمام و هو يتقدم نحوه بهدوء
سحب إحدى الكراسي بنية اللون و جلس صامتاً كما هي عادته قبل أن يبدأ حديثاً طويلاً .
مرت ثوانٍ و هيرو ينتظر أن يبدأ جده حديثه المهم و لم يكن يتوقع أبداً أنه سيسأله عن آخر معركة مع قوم شارك قال السيد بروس بصوت أجش :
- إذاً كيف جرت الأمور مع قوم شارك ؟

أجاب متعجاً :
- أولم تصلك أخبارهم ؟!

أخرسه بنظراته الصارمة ليكمل هيرو ببعض الإرتباك :
- قصدت أن .. أنا أعني .. كل شيء بخير !

توجس هيرو خيفةً من نظرات جده المتفحصة و كأنه لم يصدق ما قال .
سأله جده بفضول :
- و ماذا عن هيتو ؟

- لقد مات منذ زمن ألم تصلك أخباره توقعت أنك كنت معنا في المعركة أولم تكن هناك ؟

نسيم هواء بارد تسلل إليهما و صمت دام لدقائق لم يبدو عليه أي ردة فعل و أخيراً قرر النطق بآخر جملة قبل أن ستدير عائداً أدراجه معلناً عن إنتهاء الجلسة :
- أخبر الملكة أن هيتو لا يزال حياً !

**

خرج من المكتب مستعجباً و على وجهه ابتسامة بلهاء رفع كتفيه بلا مبالاه هامساً لنفسه :
- حسناً سأخبرها .

لم يكن يفكر في الأمر لأنه مُنتهي بالنسبة له في الغالب يقول جده مثل هذه الأشياء الغريبة لذلك بات معتاداً عليها . الأهم الآن ما الذي كانت تعنيه جاكي بكلامها عن جده بتلك الطريقة إن كانت تكره جده بالفعل فلِمَ عساها تناديه جدي ؟! أوليس ذلك غريباً !

أطل من نافذه غرفته ينظر إلى حديقة المنزل بهدوء ذلك النسيم البارد يمنحه شعوراً بالراحة و الإطمئنان إرتسمت على وجهه طيف ابتسامة سرعان ما تلاشت عندما سمع صوت آماندا تلعب في الحديقة . شعر بالقلق الشديد حيال آماندا فربما يعود ألمها مجدداً إندفع ثاغراً فاه و قبل أن يخرج صوته لوحت له آماندا بابتسامة سعيدة .
تلك السعادة التي جهل مصدرها لكنه ابتسم و لوح لها بدوره .
قرر النوم بعد هذه الأحداث الغريبة لولا سقوط جاكي المفاجئ جاثيةً على قدميها من غير سبب ملحوظ . دفعه فضوله للنزول ، و معرفة ما يجري .

**

كانت تبكي بغزارة ووالدته تجلس بجانبها تحاول تهدئتها بأي وسيلة لم يسمع سوى أنينها يتعالى و صوت منكسر يشق طريقه وسط تلك الشهقات :
- أنا لم أعد أستطيع يا عمتي لقد أشتقت إليهما بشدة .

حاولت والدته كبت دموعها و مسحت على شعر جاكي بحنان ثم رفعت بصرها إلى هيرو مشيرةً له أن ينصرف .
حرك رأسه نافياً و لم يستطع إخفاء دهشته ، انتصب في مكانه دون حراك عمَ تتحدث جاكي بالضبط ؟!
نظرت إليه والدته متوسلة بعد أن رأت تلك التعابير على وجهه علمت عندها أنه لن يرحل إلا عندما يعرف كل شيء لم تكن لتمانع ذلك و لكن على الأقل ليس أمام جاكي !

مر آندرو بالحديقة مصادفةً و رأى تلك الأجواء المتوترة فأسرع محاولاً إنقاذ الموقف .

**

- إذاً فجاكي الوحيدة المتبقية في عائلتها لذلك تبنيتها ، صحيح ؟

- ليس هذا ما قصدت إنها الوحيدة فعلاً لكنني لم أتبناها إنها تكون ابنه ابن عمي .

قال مندهشاً :
- أهذا يعني ..

قاطعه آندرو مكملاً :
- جاكي هي حفيدة أخ جدك و ليست متبناه منذ صغرها كنا نرسل لها رسائل بإسم والديها و كأنهم من أرسلوها حتى لا تشعر بالوحدة و نستطيع رؤية ابتسامتها .. لقد أكتشفت حقيقة ما فعلناه منذ مدة طويلة و لمحت لنا بطريقة ممازحة منذ فترة طويلة أظنها أرادت معرفة ردة فعلنا عندما نسمع شيء كهذا .. لقد استطاعت إخفاء ألمها عن الجميع .

- و لكن ما سبب بكائها المفاجئ هذا ؟!

- اليوم ذكرى رحيلهما أعرف جاكي جيداً ستعود لطبيعتها بعد أيام لذا لا تقلق .

قال بغضب طفيف :
- و من أخبرك أني كذلك ؟!

شرد بتفكيره للحظات الواضح من الأمر أن كلاهما يتشابهان في شيء بالنهاية .





1 - رأيكم بالبارت ؟
2 - آرائكم ؟ إنتقاداتكم ؟
3 - توقعاتكم حول خطة نيكول ؟
4 - برأيكم أكان كلام الجد صحيحاً بقوله "هيتو لا يزال حياً" ؟
5 - أكثر شخصية أعجبتكم في البارت ؟
6 - أجمل مقطع ؟
7 - توقعاتكم للبارت القادم ؟
8 - اترون تطور في أسلوبي ؟



كيف حالكم جميعاً ؟ إن شاء الله بخير
أعتذر على التأخير تعلمون الدراسة و مشاغلها
بانتظار ردودكم الرائعة حب4







[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
__________________

غدًا ستشرق الشمس!

× شرطة خارجة عن القانون ×

سبحان الله وبحمده
سبحان الله العظيم

سَلة التفاح ♪|| بلون السماء..!
رد مع اقتباس