عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 12-17-2015, 12:22 AM
 
المغامرة 1 : اتجاهات فوضويّة (الفصل الأوّل)

[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/07_12_15144950947607982.gif');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]





أدار سامي رأسه إلى الخلف فجأة بسرعة مُتفقّداً البوابة إلاّ أنها لم تكن موجودة حيث غابة خلفه, فوقع على ركبتيه وهو يقول بيأس: مستحيل! لقد اختفت! كيف سنعود الآن؟

أداروا برؤوسهم نحو ماكان ينظر إليه, فقالت أشواق بقلق: يجب أن نعلم أولاً كيف وصلنا إلى هنا

تمتم سامي مع نفسه بيأس وهو لايزال جالساً على الأرض, ورفعت أمل برأسها إلى الأعلى نحو السماء, ظلّت تنظر لبرهة حتى قالت بحيرة: هل يخيّل إليّ أم أن الشمس تبدو أكثر قرباً

نظروا إلى السماء جميعاً حيث كانت أشواق تضع إحد يديها على جبينها, لقد توسطت الشمس السماء وهي تشع بخيوطها الوضاءة, متأنّقة في السماء الزرقاء الصافية السحب, لقد بدت أكبر من حجمها فعلاً وكأنها أكثر قرباً, فنهض سامي واقفاً وهو يقول بذهول: مستحيل! هذا مستحيل!

أيهم بحماس: ههاه! لقد انتقلنا إلى كوكب آخر, إلى كوكب أقرب إلى الشمس مثلاً, لقد أعلم بأنّ الفضائيين حقيقة

أبعدت أمل عينيها عن الشمس وقالت بغيظ: أحمق! عن أي فضائيين تتحدث؟ إن الكواكب القريبة من الشمس أشد حرارة من أن نتمكّن من تحمّلها ونحن لانشعر بهذا الاختلاف في الحرارة

حوّلت أشواق بعينيها نحو أمل وهي تقول بقلق: ربما نكون قد انتقلنا إلى مكان آخر من العالم, أعتقد بانّ الشمس قد تبدو أقرب في مكان آخر من الأرض

أيهم بحماس وهو يبتسم: أو ربّما انتقلنا عبر الزمن! وتغيّر الوقت! مذهل!!

تنبّهت أمل إلى الساعة التي تضعها أشواق على معصمها فقالت بجديّة: أشواق! كم الساعة الآن؟

رفعت أشواق معصمها لتنظر نحو الساعة ولكنّ عينيها اتسعت وهي تقول: إنها متوقفة!

أطلّت أمل إلى الساعة بنفسها لتتأكد بأمّ عينيها حيث كانت فعلاً متوقفة, فقال أيهم بحماس وسعادة: أتعلمون أن الساعات تتوقف عن العمل حين العبور بالزمن؟ خصوصاً مرورنا بذلك المكان الغريب الذي جعلنا نطفو في الهواء, أنتم أيضاً مررتم به أليس كذلك؟

سامي بقلق: أيهم! إن كان ماتقوله صحيحاً فنحن في مأزق حقيقيّ وهذا ليسَ أمراً جيّداً

قالت أمل محدّثة أشواق: هل أنتِ متأكدة بأنّ الساعة كانت تعمل؟

اومأت أشواق إيجاباً وهي تردّ بقلق: لقد ألقيت نظرة عليها حينما كنتُ انتظركم في الحديقة, ولكن.. ربما تأثّرت حين عبورنا البوابة

أمل بهدوء وهي تضع أطراف أصابعها على ذقنها: لو أنّ ذلك ماحدث فعلاً فقد أثرّ ذلك علينا أيضاً

توشّح سامي باليأس وخطوط زرقاء ترتسم على جبينه وهو يفتح فاه بتلقائية, بينما أبدت أشواق ملامح القلق فحسب وهي تضم يديها إلى صدرها, أما أيهم فقد كانت ترتسم على وجهه إبتسامة واسعة ويملؤه الحماس, فكّرت أمل لوهلة ثم تحسست جيبيها الخلفيين كما اعتادت أن تضع ماتريد حمله, ثم تذكرت بأنها قد أوقعت هاتفها النقّال في الحديقة فهمست: تباً, لقد أوقعته

ثم خاطبت أشواق بهدوء: أشواق, ماذا عن هاتفك؟

طرأت فكرة ببال أشواق لكنها فجأة أدركت بأنها لاتحمل حقيبتها, نظرت نحو موقع البوابة حيث لاشيء, ثم قطّبت حاجبيها وردّت بقلق: أنا آسفة, لقد أدخلته في الحقيبة وأظن بأنني أوقعتُها قبل أن نعبر البوابة

أمل بهدوء: وأنا أوقعته ايضاً

أدارت برأسها نحو أيهم وسامي وقالت بهدوء: ماذا عنكما؟ هل تحملان هواتفكما؟

قال سامي بقلق: لقد كنتُ في المدرسة منذ الصباح, إنه من المحضورات ولذلك فهو ليس معي

صمت لثانية أو ثانيتين ثم أدار برأسه نحو أيهم وهو يقول: أيهم! أنتَ تحضر هاتفك أحياناً

أيهم بابتسامة اعتذاريّة: لم أحضره هذا اليوم, لقد كنت أنوي أن أنام قليلاً بسبب نومي المتأخر الليلة الماضية

نفخت أمل ثم همست بإشمئزاز: إما أن يأخذ هاتفه أو ينام, لماذا لايتغيّب عن المدرسة فحسب؟

أشواق برقة وقلق: مالذي سنفعله الآن؟ هل تعتقدين يا أمل بأننا قد نعود إن اتخذنا اتجاه معيّن

أمل بحيرة: لا أعلم, إنه يبدو وكأننا قفزنا إلى مكان آخر


سامي بقلق: بالتأكيد! ذلك المكان الغريب الذي عبرناه والآن نحن هنا بطريقة ما إلى مكان مختلف تماماً, إنه ليس شيئاً مطمئناً على الإطلاق, لماذا أحضرونا إلى هنا؟

وبلحظة أصبح جاثياً على ركبتيه وهو يرفع يديه إلى السماء وكأنه يدعو, راقبته أمل بإشمئزاز وهي تهمس: مالذي تفعله أنت؟

فقال أيهم بحماس وهو يرفع يده ممسكاً بالمسدس: لاتقلقوا, لقد وجدت مسدّساً أثناء مروري تلك المنطقة, إن تعرّضنا لأي حيوان مفترس أو أيّاً كان فسأحميكم منه


أختبأت أشواق خلف أمل حينما رأت المسدس, وهمس سامي بخوف : حيوان مفترس!

قالت أمل بإشمئزاز وهي تضع يديها على خصرها: لاتتفاخر الآن! لابد أنّك لاتجيد استخدامه

أيهم بابتسامة ساخرة: إنه ليس صعباً, سأريكِ كيف استخدمه

رفع أيهم مسدسة وأشهره, فقال سامي بقلق وتعجّل: أيهم! لاتستخدمه! إنه خطر

اختبأت أشواق خلف أمل جيّداً وهي تغمض عينيها, بينما ظلّت أمل تنظر بهدوء, فوجّه أيهم المسدس بعيداً وضغط على الزناد ولكنّ لم ينطلق شيئاً, فابتسمت أمل ساخرة, وقال سامي بقلق مقطّباً حاجبيه: حسناً, ربّما من الأفضل ألا نجرّبه مجدداً

ضغط أيهم على الزناد مجدداً, ثم تفحّص المسدس الذي كان غريب الشكل قليلاً حيث لايوجد مدخل لرصاص أو مفتاح أمان, فقال أيهم بحيرة: إنه يبدو متطوّراً أكثر من أن تدخل في رصاصات!

أمل بابتسامة ساخرة: بل يبدو وكأنه طفوليّ بحيث لاغاية لإدخال الرصاصات

أيهم بابتسامة ساخراً: هيه! لاتغضبيني الآن وإلاّ لن أدافع عنكِ إن تعرّضتِ لمكروه

أمل بإشمئزاز: تشه! لا أحتاج مساعدتك مع هذهِ اللعبة ولن أطلب مساعدتك على أية حال

أيهم ساخراً: لاتتكبّري الآن, ستحتاجين مساعدتي حينما تقعين في مشكلة كالسابق, وعندها ستتمنين لو أنكِ لاتغتريّن بهذا الشكل طوال بقاءنا معاً

أمل بانفعال: ومن قال بأننا سنكون معاً, فحتى وجودنا في هذا الموقف لن يجعلنا معاً

أدارت برأسها نحو أشواق وقالت بجديّة: هيا يا أشواق فلنذهب من هنا!

استدارت أمل سارت مبتعدة وتبعتها أشواق وهي تنادي باسمها, راقبهما أيهم بعينيه وهما تتجهان نحو الغابة لجهة مغايرة من سفح الجبل, فاقترب سامي من أيهم وقال بقلق: يا إلهي! لايفترض بنا أن نفترق هكذا في هذا المكان المجهول, هيا يا أيهم, بسرعة فلنلحق بهما قبل أن يذهبا بعيداً

أدار أيهم برأسه نحو سامي وقال بهدوء: لن أتبع هذهِ المتكبرة, فلتذهب الآن وستعود لاحقاً

سامي بقلق: أه, أيهم! نحن لن نبق هنا حتماً, يجب أن نجد وسيلة للخروج من هنا, ويجب أن نتبعهما قبل أن يضيعا

أدار أيهم برأسه نحوهما وهما تبتعدان حيث كانت أمل تسير ومن خلفها أشواق تحاول إيقافها, حدّق أيهم بهما لوهلة فناداه سامي باسمه, فتنهّد ثم قال بغيظ: حسناً حسناً, سأجعل هذهِ الفتاة المتكبرة تسحب كلامها

تبعهما أيهم وسامي, وحينما وصلتا أمل وأشواق إلى الغابة متجاوزين بضع أشجار إذ سمعوا صوتاً عالياً ظهر فجأة على يسارهم, وبسرعة قفزت أشواق خلف أمل محتمية إلاّ أنّ الأخيرة ظلّت تنظر بترقّب باتجاه مصدر الصوت حيث لا أحد , وفجأة ظهر من الأعلى طائر أحمر اللون بدا كحشرة ضخمة ذو جناحين يهتزّان وهو يطير من فوقهما, انحنت الفتاتان تفادياً لهجومه وهما تصرخان, فسمعهما أيهم وسامي وانطلقا يركضان حتى وصلا إليهما, فسأل أيهم بحزم: ما الأمر؟

بينما بدت على سامي ملامح القلق, لم تجب عليه أمل التي أدارت برأسها بسرعة إلى الخلف في الأعلى, لتجد تلك الحشرة تلتف وتعود إليهم مجدداً وهي تحاول الانقضاض عليهم فاتحة فاها ذو أسنان مسننة, قد كان صوت أزيز جناحيها واضحاً وهي تقترب منهم, صرخ سامي وشهق أيهم حينما رآها فقط كانت بحجم فيل بالغ فانبطحوا جميعاً إلى الأرض حينما اقترب مريداً مهاجمتهم, فقال أيهم بحزم وهو ينهض بسرعة: ماهذا الشيء؟

أمل بحزم: لا أعلم, لقد ظهر فجأة!

حطّت تلك الحشرة على فروع الأشجار في الأعلى, فنهضوا جميعاً وهم ينظرون إليها, وقال سامي بهلع: بسرعة! فلنهرب من هنا!

فقالت الحشرة بصوت ذكوريّ: لايمكنكم الهرب!

شهق الجميع بدهشة حالما تحدّث وقال أيهم بدهشة: إنه يتكلّم!

الحشرة: لقد وصلتم فعلاً! الآن سيبدأ الجميع بالبحث عنكم والقضاء عليكم

سامي بهلع: القضاء علينا!

أمل بحزم: مهلاً! من الذي يريد القضاء علينا؟

الحشرة: لهب!

أمل بحيرة: لهب!

الحشرة: سيكافئ من يقضي عليكم, ولذلك فإنّ هروبكم مستحيل!

سامي بهلع: مـ مهلاً! نـ نحن لم نفعل شيئاً! لابد أنّكم أخطأتم!

الحشرة: استعدوا للموت!

طار مجدداً منطلقاً نحوهم وهو يخرج سكينين اثنين من جانبيه, فهرب الجميع إلى الجهة المغايرة يركضون مسرعين حيث أمسكت أمل بيد أشواق , أدارت برأسها إلى الخلف فإذا به يقترب فصرخت: انبطحوا!

انبطح الجميع حيث مرّ من فوقهم, وقد كان سامي يضع يديه على رأسه, فنهض أيهم وقوّس حاجبيه وهو يقول بحزم: حسناً! هذا يكفي!

أشهر أيهم بالمسدس نحو الحشرة, فنهضت أمل بجواره وقالت بحزم: ماذا تفعل؟ إنه لايعمل!

التفت الحشرة لتعود إليهم بينما كان أيهم يعبث بسلاحه, فصاح سامي بهلع وهو يتخبّط في كلامه: بسرعة! فلنهرب بسرعة! هيا لنهرب!

شعر أيهم بزر ما في المسدس ثمّ أحس بحرارة فيه, والحشرة يقترب, فأشهر أيهم بالمسدس وقالت أمل بحزم: فلنبتعد! هذا السلاح لايعمل يا أيهم!

أيهم بحزم: هذهِ المرة سيعمل!

ضغط أيهم على الزناد وبدا وكأن السلاح يستجمع قوى ما من فوهته, فإذا بكرة ناريّة خرجت منه مندفعة جعلت من الجميع أن يندهش خصوصاً أيهم وهو يشعر بحرارتها وانطلقت بسرعة نحو الحشرة الذي أصيب متألماً فابتعد يطير في الهواء, اتسعت عينيّ أيهم في دهشة وهو يقول: نجحت!

أمل وهي تنظر خلفها: ليسَ بعد!

التفّ الحشرة مجدداً ليعود إليهم, فقال أيهم بثقة: فليعد, سأحرق جناحيه حتى يتمنى ألاّ يعود مجدداً

أشهر أيهم بالمسدس وأطلق النار, فتفاداها الحشرة وهو يقول: سأقضي عليكم!

انبطح الجميع أرضاً متفادين هجومه حيث صرخ بعضهم, فنهض أيهم بسرعة وهو يدير برأسه لينظر إليه, ثم أشهر بالمسدس نحوه, فقال سامي بخوف: أيهم! لاتتحداه الآن! دعنا نهرب!

أيهم بحزم: ألم تسمعه؟ يقول بأننا لن نستطيع الهرب! سأجعله عبرة حتى يخبر الجميع ألاَ يقاتلونا!

أشواق التي منعها خوفها من التحدّث كانت تتشبث بأمل بكلتيّ يديها وهي تغمض عينيها, فقالت بخوف: أمل!

حوّلت أمل بعينيها نحو ذلك الشيء الاسطوانيّ التي التقطته سابقاً, فاستدار الحشرة وعاد متجهاً إليهم, بينما ظلّ أيهم واقفاً يشهر سلاحه نحوه, أطلق أيهم النار مجدداً فاندفعت الكرات نحوه ليتفاداها يمنة ثم يسرة ثم يمنة مجدداً, وحينما اقترب إليهم انبطحوا على الأرض متفادين هجومه, فنهض أيهم قائلاً وهو يكزّ أسنانه: تباً إنه سريع جداً, يجب أن أكون أسرع منه الآن!

سامي بخوف: أيهم! إنه ليسَ تحدّياً بألعاب فيديو, إنها مسالة حياة أو موت, هيا فلنهرب جميعاً, لاوقت الآن!

أشهر أيهم بسلاحه نحو الحشرة وقال بحزم: أنا سأقضي عليه الآن قبل أن يقضي علينا!

التفّ الحشرة وعاد مجدداً وهو يخرج سكيناً آخر من بطنه قائلاً: انتهى وقت اللعب!

احتدت عينيّ أيهم وهو يهمس بحزم: انتهى معك!

أطلق أيهم النار فتفاداها الحشرة بسرعة وهو يلفّ يميناً, ولكنه أصيب مرتدّاً حيث اضطرب مسار طيرانه بواسطة أشعة حمراء بدت كاليزر ينطلق بجانب أيهم, أدار أيهم برأسه إلى اليمين مندهشاً ليجد أمل تقف بجواره وهو تشهر بتلك الأداة التي تبدو كالقلم, وكأنها أداة لإطلاق ليزر أحمر, غيّر الحشرة اتجاهه متألماً وهو يطير في الهواء فتوقّف الليزر, فقال أيهم في حيرة وهو ينظر نحوها: أنتِ أيضاً تملكين سلاحاً؟

أمل بحزم وهي تنظر نحو الحشرة: ماذا؟ هل اقتصر ذلك عليك وحدك؟
أيهم بغيظ: هه! لايهم! فلنقضِ على هذهِ الحشرة المزعجة!

أدار أيهم برأسه لينظر نحو الحشرة التي استدارت عائدة إليهم , أشهر أيهم بسلاحه بجوار أمل بينما كانت أشواق تقف خلفهما قلقة وهي ترتجف, وسامي كذلك يقف مراقباً بقلق خلف شجرة احتاط خلفها, فسمع صوت الحشائش تضطرب ببعضها من خلفه, أدار برأسه فإذا بها تهتزّ وكأنّ أحداً ما يختبيء خلفها فابتلع ريقه وازداد خوفه, في حين عادت الحشرة مجدداً مهاجمة إيّاهم حيث كانا أيهم وأمل يشهران بسلاحيهما نحوه, فقال الحشرة: سأقتلكم بسرعة! وأرسل بجثثكم إلى لهب الآن

انقضّ عليهم بسرعة وهو يزيد من سرعته, فأطلق أيهم كرة النار نحوه, فالتف يميناً ثم أطلق أيهم مجدداً والتفّ يساراً مسرعاً نحوهم, فقال أيهم بحزم: ألن تطلقي عليه الآن؟

احتدت عينيّ أمل وانتظرت منه حتى يقترب كفاية ثم أطلقت الليزر حيث أصيب في جناحه فسقط أرضاً ولم يستطع الطيران, هرولا أمل وأيهم نحوه بينما ظلّت أشواق واقفة مكانها, وتراجع سامي إلى الخلف بضع خطوات حيث لاحظ تلك الكائنات الصغيرة تخرج من بين الحشائش بأطوال لاتتجاوز النصف متر ذو وجوه عابسة مخيفة العينين, فقال سامي بتردد بصوتٍ يرتعد: يـ يارفاق!

وبينما كان الحشرة يحاول أن يستعمل جناحيه للطيران حيث لم يستطع, أدار برأسه بسرعة وبقلق نحو من تقدّم إليه ووقف عنده فقد كانا أمل وأيهم وهما يشهران بسلاحيهما نحوه, فقالت أمل بحزم: من هو لهب؟ لماذا يريد أن يقتلنا؟

الحشرة بقلق: أرجوكم سامحوني! لاتقتلوني! لـ لن أعود مجدداً

أيهم بحزم بنبرة حادة: أجب عن السؤال حالاً!

ألقى أحد الأقزام عصا خشبيّة على سامي فصرخ وهو يقفز إلى الخلف مرتعباً, أدارا أيهم وأمل برأسيهما إلى الخلف بسرعة ليجدا تلك الأقزام تحيط بهم وهي تحمل عصى خشبية صغيرة, ألقى أحدهم عصاه على أشواق فسقط أرضاً وهي تشهق فصرخت أمل: هيه!

استدارت لتشهر سلاحها نحوه, فوجد الحشرة أنها فرصته بالهروب فانتهزها وانطلق كما بدا من أزيز جناحيه, أدار أيهم برأسه نحوه بسرعة وهو يشهر سلاحه فإذا به قد طار, أدارت أمل برأسها إليه فأطلق أيهم بضع كرات ناريّة ولكنه لم يصبه حيث أصطدمت كراته بالأشجار, تجاهلته أمل وهرولت نحو أشواق وهي تشهر بسلاحها نحو الأقزام, وقالت بحزم: سأهاجمكم إن لم ترحلوا حالاً من هنا!

ألقى الأقزام بالعصي نحو سامي الذي كان يحاول تفاديها وهو يشهق ويتراجع إلى الخلف, وألقوا بعصيّهم نحو أشواق وأمل وأيهم وهم يتحدّثون بلغة غير مفهومة, فقالت أمل بحزم: قلت لكم أنني سأهاجمكم!

أطلقت أمل الليزر لتصيب ذراع أحدهم, فتحوّل إلى جزيئات صغيرة تلاشت في الهواء بطريقة سحريّة حيث أصيب الجميع بالدهشة, فقالت أيهم متفاجأ وهو يقف بجوار الفتاتان: مالذي فعلته؟

بدا على الأقزام الغضب فألقوا بعصيّهم دفعة واحدة وهم يتحدّثون بنبرة غاضبة, فأصابتهم العصيّ على رؤوسهم وأجسامهم وهم يضعون أيديهم على رؤسهم, وصاح بهم سامي: فلنهرب! فلنهرب بسرعة!

ألقى أحدهم عصا على بطنه فتألم وتراجع إلى الخلف مبتعداً, وبينما كانوا لايزالون يلقون بعصيّهم صرخ أيهم: توقفوا! توقفوا حالاً!

أمل بحزم: ألم تفهم بأنّهم لن يتوقّفوا!

ابتسمت بثقة وهي تردف: وعلاوة على ذلك فهم ليسوا حقيقيين, سيكون من الممتع القضاء عليهم

أطلقت أمل بسلاحها نحوهم فأصابت ثلاثة تلاشوا في الهواء, فقدم الكثير من الأقزام من كل مكان بحيث أصبح وقع العصي الخشبية عليهم مؤلماً, فقال أيهم بحزم: حسناً, لقد اكتفينا الآن!!

أطلق أيهم النار من سلاحه وكذلك فعلت أمل, فنهضت أشواق من مكانها حيث كانت على الأرض, ونادى سامي من بعيد: تعالوا إلى هنا بسرعة! يجب أن نهرب!

حاولوا اللحاق به وهم يقضون على الأقزام واحداً تلو الآخر وقد كان سامي يبتعد شيئاً فشيئاً فصرخ أيهم: هيه! لاتذهب بعيداً!



[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
رد مع اقتباس