عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 12-27-2015, 11:32 AM
oud
 
الجـزء الثاني


غـّيـوم المنتـّشـرة في السمـّاء تعـّلن على قـدّوم عـّاصفـة محـمّلة بأمـطّـار مـدّمرة أمـّا القـمّر فقـد اختفى و
معـّه ضـوءه الـذّي يـنيـّر طـّرقـات لـندّن من بيـنّ ضـبابهـّا هو يّصـنع طّـريقـّا لجمـّيع سكـانها سـاعـة العـّـاشـرة ليلا
فتـحتّ مـاري بـواّبـة و على غـّير عـادتهـّا الـبـشوشة لمّ تـكنّ مبـّتسمة.
ثـّوبـّا الأحمـّر الـريفي قـدّ ابتـّل و عينيهـّا تـظّهـّران حـجمّ الـبؤس و الأسـى الـذّي يـّقبع بـدّاخـّل قّلبهـا، أخـرجـّت مفاتيحهـاّ لكنّ لارتـجّاف أصابعهـّا تسـاقطّت محـدثة ضـجة في ذلك المبنـى الهـادئ .
انـحنت ّ و رفّعتهـّا مجـددا ثـم أدّخلتها في ثـّقب المخصص لها
أغـلقت البـاب خّلفهـا بـشرود ثـمّ اتـجهت إلى الأريكة و جـّلست بينـمّا كـلام كـلير يـعـاّد من تـّلقاء نفـّسه
في رأسهـّا رافّضـا تـّركها و شـأنها
أن يـّفلس والدها هـو أمـّر اعتـادت عليه بـمرور الـسنين لكـّن لمـاذا فـّعل هـذا بـها ؟ و لمـّا لم تـّخبرهـّا فــلور ؟
ـ | اسـتمعي إلي جيـدّا ماري لأنني لنّ أقـول هـذا سـوى مـّرة واحـدّة فقـطّ ، لقـدّ أفـّلس والـدّك مجددا ل
كـّن هـذه المـّرة لا مـفّـر له من الـدّيون و أّصبح مدّينا لـنّا بمّا يـّقـارب 500 مـّليونّ دولاّر فـعّـرض صـّفقة
لتـنجيه غـّير أنهـا لّيست مـجّرد صـّفقة عـادّية ، إنـهّا تـّخصك أنـت مـّاري . فقـد ّعرض على آرثر أخي
بـيع أحدكمـّا أنـت أو أختك له مقـّابل تـركّه يدّفع نصّف الـديونّ و بمـّا أن الأمـّر هـكـذا فـأختـكّ كـلير
قـدّمت نفّسها لحمـّايتك ، و أنـّا قررت أخبـّارك لعلكّ تتصـّرفين في هـذه المـسـألة فـأنت قدّ لا تعـّلمين
لكّن أخّي آرثـّر متـّزوج و نحن عـائلة غـلوري لا نـريد خـروج الأمـور عن الـسيطرة |
رفعت هاتفها النـّقال بتـردد فمنـذ أن غـادرت المنـزل لمّ تتصـّل أحدهما بالأخـرى و كـّل ذلك
من أجـل سلامتها هي .. ضـغطت على رقـمّ بأصـابع مرتجفة ثمّ وضعته عنـد أذنهـّا ، لحظات
حتـى انتقـل إلى مسـامعها صـّوت هـادئ نـّاعم لم تـخفى نـبرة الحزن منه
ـ ألـو .. منّ مـعي ؟
بـّلعت ريقهـا مرارا و تـكّرارا محــاولة إخـراجّ صـّوتها و النـطّق بإسـمّ أختهـا التّي ضـحت بالكـثير و
لا تـزال تـّفعل من أجـل العـائلة فقط
ـ فـّلورا ، إنهـّا أنـا ماري ..
عمّ الـصمت في الجـّهة الأخـرى إنهـّا متـأكدة تماما مـّدى تفـاجئ فـّلور و مـدى رفّضها لمكـالمتها
لكـّن لا خيـار آخر ، فعـادت تـقول بإرتبـاك
ـ فــلور ، أنـا أعـلم
اكتـسى الغـّضب مـلامح فـلور بالـرغم من أنهـّا حـّاولت جـاهدة الحفـاظ على هـدوءهـا
ـ تعـلمين مـاذا مـاري ؟ أنـت تتصـلين بي الآن بـعدّ رحـيلك عنـّا فجـأة و تقولين أنكّ تعلمين ؟ تعلمين ماذا بالتـحديد ؟
قـالت بإندفـاع : لمّ يكن لدي خـيار سوى الـرحيل ، فـلور هيـا لا تـكوني هـكذا فـأنا فعلا لمّ أمتلك خيـارا آخر
، و هـذا ليس موضوعنا الآن .. فقـد أخبرتني كلير عن ديون أبي الـجديدة و عن الـصّفقة التـي عرضّها
أريـدّك أن تـ
فـلور بّصـراخ غـّاضب : تـريدين مني مـاذا بالـضّبط ؟ أن أتخـلى عنه كمـّا فـعلت أنت قـبلا ؟ أم أنّ
أهـرب بـدون وجـهة مـثـلك ؟ ، لا يـا عـزيزتي مـاري.. أنـا فـلور ،فـلور التي سـوف تفـّعل المـستحيل من أجل هـذه العـائلة ،
مـاري بإرتبـاك : فـلورا إستـمعي إلي من فـضلك ، أنـا أحـبك فـعلا و أريـدّك أن تمضي في حيـاتك فـوالدنـّا
لن يصـبح الأب المثـالي الذيّ تـحلمين بـه أبـدا و أظنك تـعلمين هـذا جيـدا لـذلك تـعالي إلي سـأرحب بـك
و لنـّعش مـعا ، نـحن لسنـا بحـاجة إليه فـهو لمّ يجلب لنـّا غـير المـشقة و التـعّب
تـنهـدّت فـلور بقـلة حـيلة من إختـها الـصغرى الـجـاهلة ، ابتسـمت بهـدوء ثـمّ قـالت و هي تـحاول
تخفيف من قلق مـاري الـعارم نحوهـا
ـ لا داعي ، أنـا بـخير و أفـعل هـذا برضا تـام . لا أريـد المـّقـابل لذلك لا بـأس
مـاري بـعصبية : أنـت لا تفـهمين ، سـوف أتـي و أخـذك حـتى إن رفـضت سـأجركّ إن اضطررت
لنّ أسمح له بتـدمير حيـاتك أيضـا .
فـلورا بـغضب : أخرسي تـبا لكّ تـفقدين المرء عـقله ، لا أريدّ إنقـاذك الـبطولي و لا حـضور فـخامتكّ العـالي
، أنـا أفـعل ما أشـاء وقتمـا أشـاء حينمـا أشـاء . لا تتـصلي بي و لا تـحاولي إلـغاء الصفقـة لأنني
لـن أسـامحكّ مهمـا حييت
ثـم أغـلقت الخـطّ ، تنهـدت بتعب .. فـلور عـنيدة و قـوية لكـن إلى متـى سـتدوم هـذه الـقوة ؟
هـزت رأسها طاردة هذه الأفكـار المـتعبة ثم وقفت و اتجهت إلى الثـلاجة فـتحتها و بثانية غـيرت رأيها
و أغلقتها بـكل عنف .

بـعد أسبـوع

كـانت مـاري نـائمة على سريرها تـحتضن دمية بين يديهـّا و تـّضع عـدة أغـطية فوقهـا لتـقيها من مـوجة
الـصقيع ، المـطر يتسـاقط بـغزارة و السمـاء مـّرعـدة بينمـّا الـغيوم متـراكمة بـكثـرة و الثـلجّ قد بـدأ
بالـهـطول منـذ نصّف سـاعة تقـّريبا
لا مـزاج لهـا لذهاب إلى الجـامعة فالـطريق مـقـطوعة على أية حـّال و لنّ يحضـر أحـد بمثـل هـذا الـجو
، فـمن المـجنون ليـخـاطر بـحياته من أجل محـاضرة تدوم لسـاعتين فـقط ؟
رنّ الـجرس فـجأة فقـطّبت و أسـرعت بـوضّع وسـادة فوق رأسهـّا حيث أن الأغـطية لمّ تـكفي لمّنع
تـّسرب الـصـوت المـزعـج إلى أذنيها. و عـندما لمّ تـيأس الـسيدة فرانسيس من المحـاولة وقفت ماري بانزعاج
، كـانت مـرتدية فستـانا أبيض اللون مع معـطّف و تـضّع وشـاحا حـول رقبتهـّا و تـرتدي أيضا جوربين طويلين
سوداء مع حـذاء منـزل وردي منـفوش بـطريقة أنثوية ، فـتحت الـباب بهـدوء و هي لا تـزال مغلقة عينيها
بالرغم من أن عـقارب الساعة تشير إلى التـاسعة إلا رّبع . قـالت بابتسامة
ـ صـباح الـخير سيــدة فـرانسيس .
تنحـنح ويـليام و هـو يـّرد الـتحية الصبـاحية عليها بـكّل لبـاقة مـانعـّا نفسه من الضـحكّ على هـذه
الفتـاة الـغـريبة ، أهي تـسير في نـومهـا ؟ لكـن و عندّ سمـاع مـاري ـ لصّـوت رجـولي غـير صـّوت
السيدة فرانسيس الذي اعتـادت سـماعه طـوال الـسنتين المـاضيتين ـ قـامت بـفتح عينيهـا على
وسعهـمّا ثـم صـّرخت بـّرعب و أغلقت الباب في وجهه متـناسية أساليب اللبـاقة أو أنوثة الفتيات .
ضّربت خـدها بـقوة لابدّ أنه الجـار الـجديد الذي لا تـّنفك سيدة فرانسيس ذكر محـاسنه
أسرعت بالـركّض نـحو الــحمام و غـّسلت وجهها ثـمّ أسنانها ، نـزعت المـعطّف و رمـته على المـكّتب
ثـم عـادت تـركّض نـحوه لـكن تـوقفت فـجـأة لتـعود إلى الحمام مجددا ، سـّرحت شـّعرها لكن لمّ يـنجح الأمـر
فـأخـرجّت قـّبعة بيضـاء من الـدولاب و وضعتها على رأسهـا ، لا أحدّ يضع قبعة على رأسه في المنـزل لكن هـذا
بنـظرها لا يـهم . فتـحت الباب له مجددا و ابتسـامة إحـراج تـعلو وجهها
ـ أحم أسفه ظننتك شخصـّا أخر ، أنــا مـاري روبـرت و أنـت ؟
ضـحك ويـليـام و لّم يستطع منع نفـسه هذه المـرّة ، مـدّ أصابعه نـاحية فمها و أزال بقعة معـجون أسـنان
و قـام بـتقديم صـحنّ به أجـمل الحـلويات المـّغرية التي رأتها ماري و قـال بابتسامة ودودة
ـ أنـا ويليـام دويـل تـّشرفت بمـّعرفتك آنسة مـاري و عـذرا لأنني لمّ أعرف نفسي سـّابقا
احمرت وجنتيها من الخـجّل و وضعت يديهـّا خلف ظهرهـّا دلالة على الارتباك كعـادتها ما إنّ تلتقي بالـغربـاء
لكن قـطّع هـذا الـجو مـرور الـسيدة فرانسيس و هي تـحمّل ورودا جديدة لتضعها في المـزهرية لولا أنهّا
توقفت عنـدما لمحتهما ، قـالت بسخرية
ـ مـاري ما هـذا الذي ترتـدينه ؟
نـظرت مـاري إلى نفسهـّا ملابسهـّا ليست مـرتبة لكنّ ليس بالأمـر الذي يـدعوا إلى الـسخرية و
ما الـعـمّل إن كانت التـدفئة قدّ تحتـاج إلى إصـلاح ؟ ، ابتسـمت ماري بضحكة و هي تـدور بخفة
ـ إنهـّا المـوضة سيدة فـرانسيس ، كيـف حـالك ؟
سيدة فرانسيس بغيض : لا أعـلم مـتى تـكبرين و لا أعـلم لمـاذا لا أزال أبقيك في المـبنى ،
صبـاح الخيـر ويـليام
ويـليام بـلطّف : أسـعد صـّباحك سيدة جورجيـا ،
سيدة فرانسيس بـفضول : ما الذي تـفعله هنـا ويليـام ؟
تنهـدت ماري بكـره من فـّضولها الذي لا ينتهي و دخـلت إلى المـطّبخ تـاركة البـّاب مفـتوحّ و هي تسـتمع إلى
حديثهمـّا ، وضـعت الحـلويـاّت على تـلك الطـّاولة الـّصغيرة التي تـكفي شـخصين فـقط .
تفـاجأت عنـدمّا دخلا كـل من ويـليام و السيـدة فرانسيس من الـباب ، إتجـها إلى الطـاولة و جّلسـا
بـكل راحـة على الكـراسي بينمـّا هي لا تـزال منـدهشة ، ليست مستغربة من سيدة فرانسيس فهي
تدخل شقتها بكل بـرودة أعـصاب و بدون إذنها في كثير من الأحيان لكنّ الجـار الجـديد أيضـا ؟
وضـعت أبريق الشـاي على الفـّرن ثـم مـا إنّ سمعت الصفير حتـى أخـذته و ملأت الفناجيل ،
جـلست على المنـضـدة تـستمع إلى أحاديثهما المخـّتلفة ،
ويـليـام بتعجب : أحقـا ؟ لمّ أكن أتـخيّـل أنـك يا سيـدة جورجيـا سوف تتـزوجي بهذه الـطريقة التـقليدية ،
أنـا أرفـّض هـذا المـبدأ
سيدة فرانسيس : لقدّ كـنت في الخامسة و الثـلاثين و لمّ يـكن لدّي الكثير من الوقت لأبحث عن فـارس أحلامي ، حينهـّا فـكرت هل أريدّ الـبقاء وحيدة ؟ ماذا إن لم أجـده ؟ لذلك قـّبلت فورا بعرض والدي
ويـليام : لكن و بالـرغم من هـذا ، ألا تتساءلين ما الذي كـان سيحـدث إن لم تتزوجي ؟ أعـني
إن كـنت ستقابلين نصفكّ الأخر ؟
ابتسـمت سيدة فرانسيس بهـدوء و قدّ لمـعت عينيهـّا بنـظرة حـّب و هيـام ، لمّ يسبـق لمـاري
أن رأتها على وجهها قـبـلا .
ـ لا لـقدّ قـابلته هو زوجي الآن السيـد فرانسيس بول ، الـرجّل الذّي انتـظرته طـوال حياتي و عنـدمّا
فقدت الأمل في إيـجاده ، كـان هو قدّ وجدني و بالـرغم من أننّا التقينا عن طريق والدينـا لكنّ لحـظة ما رأيـته
عـلمت أنه هو الـرجّل المـوعود
مـاري بـدهشة : أوه سيـدة فرانسيس من يـراك تتـحدثين عنه هـكذا لنّ يصـدّق أنكمـّا تتشـاجران طـوال الأيـام ليـل نـهار و بـدون تـوقف
رمـقتها سيدة فرانسيس بـحدة فضحكت مـاري و هي تـلف وجهها للـجهة الأخرى فقـالت الأولى بـغـرور
ـ طـّبـعا لنّ أريه حـبي لـكي يـغتر بنفسه و يذهب للـبحّث عن نسـاء أخريـات ، لا يـا عزيزتي هـكذا أفـضل
ضحك كـّلا من ويـليـام و مـاري عـلى كلامهـّا و وجهها الذي انقلب ورديـا عنـدمـّا وجدت سيد بـول يـّقف خلفهـّا ،
وضـع يده على كتفهـا و قـال بـكّبريـاء
ـ أنـا أعـلم و لا داعي لقـولها فـأنا أسـمعها كل يـوم من نـظراتك التي تنـطّقان عشقـا و هيـاما بي
مـاري بـمشـاكسة : تـمّ كشـفك
نـظرت إليهم السيـدة فرانسيس بإحـراج كبيـر ثـمّ وقفت و مشـّت من أمـامه بكّل شـموخ قـائلة
و الـجدية تـّغلف كلماتها
ـ أسـرع و أسقي الـزهـور بـدّل الـثرثرة أيهـا الـعجوز الكهل
زفـّر بـول بـغّيض منها و من عنـادهـّا الذي و بالـرغم من مرور الـسنين لا زالت تـحتفـظ به ثـمّ تبعهـا ،
جـّلست ماري مكان سيـدة فرانسيس مـكملة ارتشاف الـشـاي بـكّل بـطئ فقـال ويـليـام بـلطّف
مكمـلا نقـاشه
ـ مـاذا عـنك مـاري ؟ تـقليدي هو أمّ عن حـّب و هيـام ؟
ابتسـمت مـاري بـخجل حيث أنهـّا لا تـزال غـّير معـتادة عـّليه بينمـّا لا يبـدوا على ويـليام التـوتّر إنـّه إجتمـاعي ،
أجـّابته بنـبرة حالمة تـسمـّع كلمـّا تـكلمت عن فارس أحلامها المنتـظر
ـ لا يـهم فـأنا إنّ أحببت سوف أحب بّقوة و سوّف لن أدعه يّفلت حتى و إن تـركّني سـأتبعه ، و سـأنال
حّبه بكّل جدارة
قـطّب ويـليـام و قـّال مـازحـا : أنـت تـبدين كـمتـرصـدة بـكلماتك هـذه يـا ماري ، أنصـحكّ إلا تقوليهـا
أمام أي شـاب و إلا سـوف يـّفر هـّاربا
مـاري بإرتبـاك و إحـراج : لا لسـت كـذلك بـل حسنـّا أنـت قد أخطــأت في تفـكيرك ، أحم ثـمّ لمـا لمّ تـهرب الآن ؟
ضـحكّ ويـليـام بـّقوة و قـدّ دمـعت عينيـه من شـدّة سـذاجتـهّا أو لنقّـل غـبائها ،
إنهّا غـريبة الأطـوار و لمّ يسـبق له أن إلتقى بـفـتاة مثـلها ، تتحدّث بصراحة عن رأيها و تخـجّل كل ثـانية
قـال بـود و هو يـّغمز
ـ لا أنـا مختلف عن كل الشباب ،
إحتقن وجهها بلون الـدّماء و تصـّاعد الـبخار من أعلى رأسهـا فوقفت بتـّوتر ليسقـط الكرسي الذّي خـّلفها ،
تلعثمت قـليلا ثـمّ ضحكت بـتوتر و استدارت للخلف قـائلة أنها سـتجلب وشـاحها فإصـطدمت بالـثـلاجة
لتسقط أرضـا و لمّ يـتوقف ويـليام عن الـضحكّ حـتى لثـانية ، جـّلس على ركبتيه و سـاعدها على الـجلوس
أيضـّا ثـمّ قـال بخفة
ـ أنـت ، لا خـّبرة لكّ أليس كذلك ؟
صّرخت ماري بإحـراج : غـير صـحيح ، أنـا لدي
لكّن عينيهـّا لمّ توفقانها الرأي فهمـّا تفضحانهـّا دومـّا ، بينمـّا تـّعجب ويليـام من ذلك لقدّ قـال جمـّلة عـادية
مـازحا مـعها كمّا يّفعل عـادة مع رفيقـاته لكنّ هي مـختلفة فـّعلا ، بالـعشرين من الـعمّر و لا خـّبرة لهـّا في لـندن ؟
هـذا عـجيب لكن آثـار إعـجابه ، مـدّ يده نـاحيتها ليّصافحها
ـ أنـّت غـريبة و أنـا أريدّ أن أّتعرف عليك أكـّثر لذلك مـا رأيـكّ أن نصـّبح أصـدقاء مـاري ؟
ـ لا أعـلمّ ماذا تـّقصد بالـضبطّ فـأنت الذّي تبدوا غـريب الأطوار بـالنسبة إلي لكـّن حسنـّا ، إنهّ لشـّرف لي .
ابتسـم ويـليـامّ و وقف ليـّرفعها و تّقف هي الأخرى أيضـّا ، كـانت لا تـزال تـّشعر بالـخـجّل لكـّن بدأ بالتنـّاقص
. قـال فجأة
ـ مـاري ألدّيك صـديقات يشبهنك ؟
ـ لا ، كـلير لديها شـّعر أشقر متموج و طـّويل أمـاّ فـلور فشّعرها أحمـّر ناري كأعـصابها المفلتة
و كلتـّاهما أكثـّر جمـالا لكن لمـا ؟

ضحك ويـليـام و هو يـّربت على رأسهـّا ، يـالها من طـّفلة ..
__________________