عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 12-27-2015, 11:36 AM
oud
 
الجزء الثاني

عـادّت سيدّة فرانسيس إلى المبنـّى بينمـّا إتجـّه كلا من ويليـام و مـّاري نـّاحية
الحـّفل فيّ سيـارته الفـّارهة بـعدّ أن غـّير ثيّابه هو الآخـّر إلى بـذّلة رسميـّة و طـّوال الطـّريقّ لمّ يصمـّت بـّل
كـّان يتـحدّث في مـواّضيع عـدّة فقطّ ليـّخرج مـّاري من تـّوترهـّا .
لمـحّت مـّاري قـصـّرا من بعـيد ، كـّان أبّيض اللون يشبـه البيت الأبيـّض في تـألقه و جمـّاله فأشـّارت
نـّاحيته بإعجـّاب عـّارمّ و هي تقـّول متـّحمسة كالأطـّفال تماما

ـ ويـّل ويـل أنـظر هـّل هـذا هو بيتّ رئيس الـولايات المتحـدة الأمريكية أوبـّاما ؟ إنهّ يبدوا كـذّلك .

ضحكّ ويليـامّ و لمّ يـّقل شيئـا ، تفـاجأت مـّاري عنـدّما رأتّ أن سيـّارتهمـّا تتجـّه نـحو ذلكّ الـقّصر ،
الـبـوابة الحـدّيدية مـفّتوحة على مصـّارعها و الحـّراسّ يـحّرسون المـّدّخـل بينمـّا هنـاك سيـاّرات
عـديدّة تـأتّي من كـّل مكـّان و جميـّعهـّا ذات آخر صيحـّة ،
ركـّن ويـّليـام سيـّارته بّي أم دبليو ثـمّ إتجه إلى مـّاري و وضـّع يدّها بكـّل رفـّق حـّول ذّراعه ،
أمـّا مـّاري فـلا تـزّال منـدّهشة ، هـّل يـّعرف ويـّليـام أناسـّا بمـّثل هـذا الـثراء و هو يـّعيش في
مبـنى بمـّثل مبـناهم ؟ همسّ بودّ

ـ أغـّلقي فـمكّ يـا مـّاّري و إلا سـتبتلعين بعوضة

أومـأت مـّاري بـرأسهـّا إيجـّابا و هي غـّير قـادّرة على الكـّلام ، أتـت امرأتين ترتدّيان زّي الخـدّم و
أخذّتا منهمـّا مـعطّفيهمـّا و الـدّعوة كـذّلك ثـمّ سمـحوا لهمـّا بالـدّخول إلى الـقاعة الـرئيسية حـّيث
الـحـّفل الـحقيقي .
بـّاب كـّبير مزيـّن بـزخـّارف ذهبيـّة يـّقف في كـّل جـّهة حـّارس و عنـدّ وصولهمّـا تـّقدما الـحّارسين و
فـّتحا البـّوابة بإحتـّرام لتشـّهق مـّاري و الدّهشة قدّ أكـّلت لسانها ، مـا كل هـذا التـّرف ؟
نسـاء يـّرتدين أبـهى الحـّلل من أشهـر المـصممين أمـّا الرجـّل فـجميعهم ببدلات رسميـة يـبدوا عليها
الغـلاء ، ثـريـّا من ألمـاس و الجـدّران التـّي تـحتوي على أشهـّر اللـوحـّات لأعـظم الـفنانين ،
طـّاولات بهـّا أغـلى شّـراب و أكـّل لمّ تـّرى بـمّثل لذّته قطّ .
لكـّن الـذّي لفـّت إنتبـاهها من بين الجميع هي تلك الـشـّابة التـّي صـّرخت الأنوثة في حـّضورها ،
فـّشعرها الأسـودّ كـّسوادّ الـليل قـدّ رفـّع على شكّل شين يون جميـّل جـدّا لنسـّدل خصّلات قـليلة على
جّبهتهـّا ، فستـّانهـّا حكـّاية آخرى حـّورية منـسدّل على جسمـّها ليـّظهر تفـاصيل قـوامهـّا المـتناسّق ،
ابتسـامتهـّا بـحدّها فـّتنة أمـّا عينيهـّا فـتشـّعان كالـنـجّوم بـّضوئهما الـمبّهـّر ، شـّعرت مـّاري أنهـّا
مقـّارنة بهـّا هي لا شيء يـذّكر ، تقـدّمت تــلك الـشّـابة نـّاحيتهمـّا بكـّل ثـّقة و غـّرور ، عنـدّ وصولهـّا
قـّالت بـهدوء و ابتسـّامة لمّ تفهم ماري مـّغزاها

ـ ويـّليـام ، أهـّلا بـكّ .. كـّنت أظنـكّ لن تـحّضر لكّن حـّقا أنتّ دومـّا مـا تفـاجئني بتصّرفاتك الـغـّير
متـّوقعة

نـظر إليهـّا ويـليـام بـطّرف عينيه ثـمّ إنـحنى بـكـّل رشـّاقة لـّيقبل يدّهـّا و هو يـّقول بـمغـزى أيـّضا

ـ لّيـّس أنـّا فقطّ من تـّصرفاته غـّير متـّوقعة إليـزابيث ، تهـّاني الحـّارة على زفّـافكّ و أتـمنى لكّ
سـعادّة
ـ شكـرا لـكّ عـزيزي

فجـأة أتـّى شـابّ بمنتهى الأنـّاقة و الـوسـّامة ليـحتّضن تلك الشـّابة المـدّعوة بإليزابيثّ ،فشـّهقت مـّاري
و قـدّ تـعّرفت عليه ، إنهّ ذلك الـشـّاب في المـقّهى الـذّي كـّان يـتحدُّث بـكّل عدّم إحتـرام على النـسـاء ،
الـيّوم زفـافه ؟ و الأهـمّ أنهّ في غـّاية الـثـراء ، ما الذّي كـّانت سـتفعله إنّ ألـقى الـقّبض عليها ؟
حيـّاتها ستنتهي ، إختبـأت خـّلف ويـّليـام و تظـاهرت بـأنهّا مـنشغلة بهـّاتفهـّا لـحـظة مـّا قال كايل
بـابتسـامة خبيثة
ـ ويـّليـام لمّ أكـّن أتـّوقع قـدومـكّ لكـّنّ كلنـّا نـّعلم سـّبب الـوحيدّ الذّي دّفعك للمـجيئ على أيـّة حـّال ،
و إنّ كـّنت تـّبحّث عن فـتاتـكّ فـهّي في الأعـلى تبـكّي على حظهـّا
رمـّقه ويـّليـام بـعّصبية بـّالغـة و كـادّ يـده أن تمتـدّ نـّاحية يـّـاقة كـّايل ليـخّنقه أو يـّقتله لكنّه تـذّكر
الـصـحّافيين الـذّين يـّعجون بالمكـّان ، زفـّر بـّغيض ثمّ قـّال بحـدّة

ـ إحـتّرم نـفسكّ و إنّ كـّنت تتـجرأ فـّقل هـذّا في حـّضوره أيـهّا الجـّبان

أمسـكّه كـّايل من يـّاقة قـميصه متظـاهرا بـأنهّ يـعدّله،غـمـّز لـهّ بكـّل مـكّر ثـمّ قـّال بـبرودّ شديد
ـ لمـّا لا يـقّـابلني وجـّها لوجـّه و سـّوف أريـكّ من الـجّبـان ، بالمـّناسبة من رفـيّقتك ؟ يبـدوا أنني
رأيتهـّا في مكـّان مـّا ؟ هـّل أنـتّ واثقّ أنهـّا لمّ تكنّ من بينّ لائحـّة حبيبـاتي الـسّابقات ؟
نـظرت إلـيه مـّـاري بـعـّصبية لأنهّ أهّان ويـّليـام تـّوا ، ويـّليـام الذّي إعـّتبرته صـدّيقا منذّ الـوهلة الأولى
الـتّي سـقّطت عينيهـّا عـليه ، إنهّ يـهينه كمـّا لو كـأنهّ ليس بـشيء يـذّكر ، قـّالت مـّاري بإبتسـامة ودّية
و هي تتـقدّم

ـ عـذّرا لمّ أعـّرف نفسي بـعدّ لكمـّا ، أنـا أدعى مـّاري روبرت رفـّيقة ويـّليـام و لا أتـذّكر لـقاءكّ قـبلا
سيدّ كـّايل فـوجّه كـوجّهك أو ّ حـدّيثك يصعب على أيّ أحدّ نسيـّانه ،
كـّايل بـتّمعن : لا أنـّا واثـّق أنني رأيـتكّ في مكـّان مـّا ،
أمسـكّ ويـّليـام ذّراع مـّاري بـهدوء و جـّعلها خـّلفه كـأنهّ يـّرفضّ أنّ تعـلمّ طـّفلة مـّثلها
بـوجودّ أنـّاس هـكـذّا ، متـجّردين من جمـّيع مشـّاعر الإنسـّانية ، قـّال بـابتسامة جـافة على
غير عادته
ـ عـذّرا لمحـّت صديّقا لّي يـنـاديني، عنّ إذنكم .. هيـا مـّاري
كـّانّ الثـلاثة يـّعـلمونّ أنهـّا مجـّرد حـجّة واهية لتـّخـّلصّ من بـّعضهمّ الـبّعض لكنـّهمّ تـّقبلوهـّا بـصّدر
رحـّب و همّ يـستـدّيرون في جـّهات متـعـاكّسة، و بـعدّ هـذه المّشـادة الكلامـّية العنيفة رحـّل ويـّليـام
باتجاه بضعة رجـّال يـّعرفهم بـعدّ إن أستأذن من مـّاري و جـّعلها تـجّلس في كـّرسي حـّيث تـكونّ تحت
نـظريه إذ أنهّ لم يـّردها أن تـضجـّر من حـدّيث عن الـعمـّل ،
أمـسكـّت قـطّعة حـّلوى بـدّت مـّغرية جـدّا لهـّا ، قـّضمت الـقّليل منهّا بـتـلذذ لكنّ شـّهقت فجـأة
ممـّا جـّعلها تـكّح بـّقوة ، أمسكّـت كـأس العصير و شـّربته بـأكمله ثـمّ تنهـدّت ، مـا أكثـّر صدمـّات
الـيوم ، أليـّس ذلكّ توم كـروز الممثـّل المشهـور ؟
وقفـّت بحمـّاس لكّي تحصـّل على تـّوقيعه لكـّن وجـدّت شيئـا أكثـّر أهمية ، هنـاكّ يقف آرثر و
مجـموعة من أصدّقائه مـّلتفونّ حـّول بـّعضهم و يـّتحدثونّ بكل استمتـّاع ، يـال سخّف لابدّ أنهمّ يـّعـّرفون كـّايل ، قـطّبت
عنـدّما رأتّ آرثـّر بـّرفقة شـّابة مـّا غـّير زوجـته و لـّيست أختهـّا أيضـّا ..
صـعدّا الـسـّلالمّ متـّجهين إلى الطـّبقة الـعّلوية ، يـّاله من زيـّر نسـّاء
وقفـّت و قدّ خـطّرت في بـّالها فـّكرة ، لمـّا لا تتّبـع آرثـّر الآن و تـّلتقّط لّه صـّورة معّ تلك الـمـرأة ثمّ
تهدده بـّفضحه عندّ العـّائلة إنّ لمّ يـتّخلى عن الـصّفقة التّي تهدد حـّياة أختهـّا الـغّالية ؟ ، مـّا دامت لا
تّستطّيع أنّ تـجـّمع المـّال فـلمّا لا تـحـّاول ؟ ضحكـّت بـخّفوت و أمسكـّت هـّاتفها بـشدّة ، إنه مـنجيها
الوحيـدّ الآن .. صـعدّت إلى الأعـلى بـّسرعة متحمسـّة ،
وجـدّت الطـّابق العـّلوي خـّاليـا من أّي شـّخص ، بـه الـعديد من الـغّرف المنتـّشرة بكّثرة و نـّصفـها
مـّغـّلق ، أخـذّت تنـظّر من ثـّقب الـمفـّتاح داّخل الـغـّرف لّعلها تـجدّ غـّايتها ، قـّالت بـهمّس مـاكّر و هي
تـضحك
ـ قـدّرك أّن يتمّ كشـفكّ على يـدّي ها
فجـأة سمـّعت صـّوت خـطّوات كـّعبّ عـّالي ثـمّ همـّسـات ، تـبدوّا كمـّا لو كـأنهـّا إلـيزابيث لابدّ أنهّا هي
فـّصوتها ممـيز جدّا ، إرتبكـّت و نـظّرت حـّولهـّا بينمـّا قدّ بـدأ الـّرعب يـنساب إلى قـّلبها ، فـتحـّت أحدّ
الـغّرفة بـّصورة عشـوائية و أغـّلقت الـباب خـّلفهـّا و هي تـّلهث من شدّة الـخوّف ،
كـّانت مـّظلمة لا أثـّر لـنـّور بـّها ، و صـّوت الخـّطوات يـّقترب أكـّثر .. ركـّضت مـّاري مـحّاولة
إستكـّشاف المـكان لعـّلها تجّد مـخبأ مـلائمـّا ، قـّالت بـّرعب و هي تـّضرب رأسها مرارا و تكـرارا

ـ تـّبا تـّبـا تـّبا لـكّ ماري و لفـّضولكّ الـذّي لا يـنتهي ، لمـّاذا أتـّيت أنـّا هنا ؟ مـا الـذّي أفـّعله ؟

قطّعت كـّلامهـّا عنـدمـّا داست بحـذائها على طـّرف فـستانهـّا الطـويـّل فـصّرخت بـرّعب و هي تـّرى
نفـّسها تـسـقطّ ، فـتحـّت عينيهـّا بـبطء و نـظّرت حـّولها .. لـّيست على الأّرض ، تلمّست بـواسـطّة
أنـاملهـّا الـصـّغيرة الـشيء الذّي سـقطّت عليه ، أريكة ؟ لكـّن تـبدوا صـّلبة ، أنـفّاس ؟ شـهقت و كـادّت
أن تـّقف لولا أنّ خصـّلات شعـّرها قدّ علقت بشيء مـا ، سـمـّعت همسـّا خـّافـّتا مـبحوحّا حـادّا

ـ إرفـّعي جسـمكّ المـتّرهل عني
__________________