عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 12-27-2015, 11:38 AM
oud
 
كـاّن جـّالسـا في غـّرفة المـعيشة على الأريكة يـشاهد فلمـّا كوميـدّيا و هو يـأكّل رقـائق الشيكـولاطة
بينمـّا هـو مـّبحـّر في ذّكريـاته ،
ـ قـّبل يوميـّن ، في مقـهى عـامّ كـعـادّته كـان ينتـظر حـّضور صـدّيقه ليستمـّع منه إلى تفسيـر
مـعقول بـعدّ حـادّثة الحـّفلة التّي لا تـزّال لـغـّزا للجميـّع و بينّ يدّيه كـّانت صّحيفة اليومّية حـّيث كـّتب
بـلونّ كـّبير في الصّفحة الأولى ـ كشـّف عن عـّلاقة نـايت آل لبيـر بـإحـدى الفتيات المـحـّليـات ـ قـطّب
بـانزعاج فدوما ما تـّبالغ الصحافة في سّرد الأحـداّث ، سـحّب نـايت الكـّرسي و جـّلس كـعادّته بثـّقة و
كبـّريـاء ، تنهـدّ ويـليـام ثمّ قـال بـهمس و هو يـّلوح بالجريدّة أمامه
ـ لتـبدأ الـشّرح يـا سيدّ
ـ لمـا لا تـبدأ أنت أولا ؟ أعنـّي ويـّليـام ما سـّبب إنتقـّالك لحّي قـذّر مثـل ذاك ؟
نـظر إليه ويـليـام بـّغيض ، لا يـّحب أن يـتـدّخل أحدّ في خصوصيـّاته و لا أنّ يـسـأله أحدّ عن سبب
أفـّعـاله و نـّايت يـّعلم هـذّا جيـدّا لكّنه يـحـّاول إثـارة أعـصابه و إبـعـادّه عن الموضوع الـحقيقي ،
ـ كمّ مـرة أخبـّرتك أن لا تّضع جـرذانكّ حولي ؟
ابتسمّ نـايت ببـرودّة و رفّـع يدّه ليـطّلب من ذلك الـنـاّدل كـّوب قـّهوة سـوداء بـلا سـكّر سـاّخن كـّمّ
يستمتـّع عنـدّما يـّفقد ويـليـام أعـصـابه ، قـال بـبحـّة
ـ لـيسّ أنت من وضـّعت جـرذاني الـصّغيرة حـّوله و إنمـّا حـّول فـتاتي الـصـّغيرة ذات الـ 500 مـليون
دولارا
ـ مـاري ؟ أتـقصدّ مـاري ؟
رمـّقه نـايت بـحدّة و هو يـّرتشف الـقليل من الـقهوة ، ابتسم ويـليـام بـبسـاطّة دلالة على استدراكه
لسؤاله الغبي فـأكمـّل نـايت حـدّيثه
ـ تـلكّ الـطـّفلة لقدّ أخـذّت 500 مليونـّا و وضّعتهـا في رعـّاية والدّها لتّخلصه من ديونـّه يـّالها من مثـّال
يـحتـذّى به ،
رمقه ويليام بكل دهشة و صـدمة ، لـدّيهم دّيون بـقيمة 500 ملـيون دولار ؟ لـوّ أخبـّرته لكـّان سعيـدّا
في إعـطائها الـمـّال و بـدّون مقـابل أيضـّا فـلمـاذّا لجـأت لنـايت ؟ عنـدّما رأت الـفرصة المنـّاسبة طـّلبت
منه المـّال مقـّابل تـمثيلية سـخيفة حتى الآن لا يـّعلم الـغاية منها ، تـذّكر كـلمات مـّاري عنـدّما كـّانت
تتـحدّث عن فـارس أحلامهـّا كـّيف سوف تتـمسكّ بـه و لنّ تتـركه الآن مع هـذه الخـطّبة المزيفة كـّيف
ستـحصّل على حـّبيب أول ؟ تنهـدّ و نـظّر إلى نـايت ، قـال بـيـأس
ـ حـتى لو ، نـايت أنـتّ على وشـك إدخـال مـاري في حـّرب هي لا تـّقدر عليهـا لذّلك أرجوك أبـحّث عن
إمـرأة أخـرى تـكون أكـّثر قـوة و أكـّبر مـقدّرة في التـحمـّل و الـصّبر
ـ فـّات الآوان على ذلكّ بمــّا أنني تـحدّثت مع جـدّي بـخصوصّ هـذا المـّوضوع ، كمـّا أنّها مـجّبرة على
التـحمل سواء أرادّت ذلك أم أبـتّ لا يحـّق لها التـّفوه بـأي شيء بـعدّ تسديدي ديونهـّا
ـ نـايت إعـتّبره تّبرعـا خيـّريـا فـكلانـّا نعـلمّ أن مـّبلغـا كـهذا لا يـعني شيئـا لكّ
رمـّقه نـايت ببـرودّ حـتى لو إستـطاع فـّلن يـّفعل ، فسـّبق و قدّ إقتحـمـّت حيـاته و لنّ تـخرجّ بنفس
الـسهولة التـّي دّخلت بهـّا ، وقـّف و قـّال بهدوء
ـ لدّي عـمّل لذا أكـّلمك لآحقـا
/
بـّعـد مـرور يـّومين على إنتهـاء حـّفلة زفـّاف كـّايل و إليـزابيث الأسطـّورية
بـعدّ انتهاء جميـع محـاضراتهـا لهـذا الـيـّوم إتجـهت إلى مقـر عـملهاّ ، ليـس بالأمـر المـذّهل فـعـملها
يتـمّثل بـكونهـّا نـادلة لأحـدّ المـطاعـمّ الـعـادّية ، قـّررت بـعدّ تـفكير عـميق أنهـّا لا تـستطيع إنتـظارّ
عـامين من أجـّل تـخرجّها و تـوظيفهـا كـمعـلمة للغـة الـفّرنسية لتـبدأ بـتسديد الـ 500 مـليون لهـذّا رأت
أنّ تـجمّع و لو الـقليل من المـّال ابتداء من الـبارحة
إرتـدّت ملابسهـا الرسمية المـكّونة من قـميّص أبيـّض بأكمـام و تـنورة سـوداء لحـدّ الـركبة حيثّ أن
مـالكّ المـطّعم يحـّاول تـقـليدّ الأسـلوب الإيـطالي ـ الـفّرنسي بـطّريقة لا يـفّهمها الـعـاملون و لا حـّتى الـزبـائن .
نـظّرت إلى اللـوحة الـكبّيرة التي تـّعـلو المـكـّان كـّان قـدّ كتب عليهـّا بـخـطّ كبير منسّق و جمـّيل مـطّعم
بـاستا الـمبتسمة ، وقفّت هي بالـخـاّرج حـّاملة عدّة منشـورات تـوزّعها على المـّارين بمنـّاسبة
الكريسماس القـريبة يـّقيم السيدّ باولو أطـّباقـا جديدة و تـخفيضـّات ،
ـ يـال حيـاتي التعيسة
رأت أحـدّ رجـّال مـارين بدا مـّريبـا لها يـرتدي معـطّفا أسود بالكـّامل و يـّضع نـظارتين بالرغمّ من أنهّ
فـصل الـشتـاء ، قـطّبت و رمـّقته بـكل إستغـّراب حـتى دّوى فـجأة صوت فلاّش كاميـرا ممـّا جّـعلها
تستـّغرب أكـّثر ، لمـّا يـلتقطّ لها صورة بالـرغم من أنها ليّست بذلك الجمال المدهش ؟
أتى رجـّل آخر و قـام بإلتقـاطّ صورة ،نـظرت إلى المـطّعم ثّـم عـادّت بـنظراها إلى أولائك المصـورين
حـّتى وجدّت أن عـددهم قـدّ تضـاعف ، ابتسمت ماري بفّرح و هي تـركّض عائدة إلى الدّاخل
ـ سيـدّ بـاولو ، سيـدّ بـاولو
خـّرج سيدّ بـاولو من الـمطّبخ و هو مقـطّبا حـاجّبيه دلالة على انزعاجه من صـّوتها العالي الصـاّخب ،
وقـّفت مـاري أمـامه و قـالت بسعادة
ـ سيدّ باولو هنـاك العـديد من الصحفيين الذّين يـلتقطون صّورا لمـطّعمك سـوّف تصبحّ مشهورا .
خـّرج بـاولو مسـّتغربـا يتفحّص الأمر و بـّرفقته عديد من العـامّلين ، حـّالما فـّتحوا الـباب دّخل العـديد
من الصـحافيين متـدافعين فيما بينهمّ حتّـى وصـلوا أخيـرا إلى مـاري الـواقفة بكـّل حيـّرة ، إنّ كـانوا
هنـا من أجّل المـطّعم فـلماذا تجاهلوا السيد بـاولو ؟
ـ آنسة مـاري روبرت ما هي عـلاقتك بنايت آل لبير و كيـّف إلتقيتما ؟
ـ هـل صحيح أنّكما مخـطوبان و منذّ متى ؟
ـ كـّيف رضى سيـد نايت آل لبير بـتـكوين عـلاقة غـرامية مـعكّ أنـت شـابة ذّات المستوى المعيشي
الـمحدودّ و الفـقير ؟
ـ هـّل قـمت بابتزازه ؟ إغـّوائه ؟ ما الذّي فـّعلته كيّ تـّحصّلي على مقـّعد الذّي كافحتّ من أجـّله أفـّضل
النـّساء ؟
نـظّرت إليهم مـّاري بـعدم استوعـاب للحـظات ثـمّ ابتسمت بـإرتـباك بينمـّا هي تـهز يدّيها أمـامهـّا ذات
الـيمين و الـشمـّال دلالة على الـتوتر ، قـالت متلعثمة
ـ لا .. أعني أنـا ، حسنـّا .. نـايت هو كمـا تـعلمون ، إنـهّ ذلك .. أجـّل نوعـّا ما .
استـدارت و ركـضت بـأقصى ما تمتلك من قـّوة نـاحّية المـخـّرج الـخاّص بالعـمال فـوقّف سيدّ بـّاولو أمـّام الـمخّرج
رفقّة العمـّال مـّانعّا إيـّاهم من التـّقدم و قـد ّ صـّرخ بـّلكنة إيـطالية حـادّة نـّاحية ماري
ـ اسـّرعي بالمغـّادرة
لكـّن ذّلك لمّ يمنعـّهم من إيجـّاد طـّريقة أخـّرى خـّرجت إلى زقـاق مـظلم و خـّلفها الـعديد من
الـصـحافيين ، تـّسلقت سـلمّ الـطوارئ و صـعدّت إلى الـسقف ثـمّ أخـذّت تـركّض مسرعة و هي تـّنـظر
خـّلفهـا لم تـستـطـع أن تـضلل أحـدّا ،
نـّظرت إليهمّ ، كـّان عـّددهم يـّفوق العشـّرة و جـّميعهمّ يـحمـّلون أوّراق و قـّلم أمـّا الأقلية فكاميـّر
ا كبيـّرة تسـّاعد على تصـّوير كـّل شيء .
بـّلعت ريـّقهـّا بـّصعوبة و هيّ تتخـّيل ردّة فـّعل نـّايت مـّا إنّ تـّمّ أخـذّ مقـّابلة بـدونّ عـّلمه ؟ قدّ يسـحّب
المـّال و قـدّ يـّقومّ بشيء أسوء من هـذّا فـّهو ليّس بالشخًّص الـلطّيف . همسّت بّقلق عـّارم
ـ سّوف يّقتلنّي
فجـأة أعترى العـّزم مـّلامحـّها و هّي تنـّظر إلى الأسـّفل ، ابتسـمّت بتـحدّي و عـّادت تنـّظر نـّاحية الصّحافيينّ ،
لـّن تـّدع الـ 500 مـلّيون دّولار تـّضيعّ من بينّ يديّها حـّتى لو عـّنى ذّلك القـّفز من الـطّابق الثـّالث .
__________________