عرض مشاركة واحدة
  #16  
قديم 12-27-2015, 11:49 AM
oud
 
أسهمّ كيّــّوبيـدّ العـّالقة


صبـّاح يـّوم المـّواليّ ، كعّادة إليـزابيّث استقضت بـّاكّرا و أخـذّت حمـّاما منـعشـّا ثمّ ارتدت فستـّانا جميـّل
من تصـّميمّ شـانيل ثـمّ وضـعّت كريمـّات على بّشرتهـّا المـّائلة لسـّمرة طّبيعية ، بـّعد كـّل هـذّا إتجـّهت إلى
ذّلك السـرير حيّث يـّنامّ زوجـّها و رّبتت على كـّتفه بـكّل حنـّانّ ثـّم همسـّت فّي أذّنه بـّصّوت رقـّيق أنثوي
مـّثير
ـ عـّزيزي استيقّظ حـّان مـّوعدّ ذّهابكّ إلى العمـّل
ـ دّعيني أنـّام قـّليلا فقطّ ،
ـ لا أستطـّيع فإنّ أردّنـّا سّحق نايّت يجّب علينـّا العمـّل بجـدّ ، ألّيس كذّلك ؟
زفـّر كـّايلّ بـغـّيض و وقفّ متجـّها بخـطّوات متـّكاّسلة كيّ يـغّسل وجـّهه أو مهمـّا كـّان ، لقدّ كـّان الجـّو
جميـّلا و المـزاجّ رائـّعـّا فقطّ لو لمّ تذّكـّر اسمّ نايتّ على لسـّانها ، تبّا كمّ سـّيرتهّ تـّلهب النـّيرانّ فيّ قـّلبه
لمـّا يجبّ عليـّه العمـّل دومـّا ؟ و لمـّا يجّب عليهـّا مـّقـّارنتهّ به دومـّا ؟
تنهدّ و رشّ المّياه على وّجهه مـّراراّ كيّ يستفيّق جيـدّا ، حسـّنا ما منّ مـّفر فإنّ أرادّ كّسب ثـّقة جـدّه و
أعضـّاء مجـّلسّ الإدّارة فـّسوفّ يـّحصّل على المنـّصبّ منّ بـّعد جـدّه ، و إنّ أرادّ أن يّفعل ذلكّ يجبّ عليهّ
أن يبـّعدّ ذلكّ الوغدّ من طـّريقه

/

فيّ أحدى ضـّواحي لنـدّن مـدّينة الضـّبابّ ، حيـّث يـّوجدّ ذلك المـّبنى عـّتيق الـطّراز منّذ الـخمّسينيـّاتّ كـّانتّ
ضـّجة تـّصدر منهّ بـكلّ فـّوضى فـمـّا إنّ مـّر شّخص من أمامهّ حـّتى أعـّربّ عن استغـّرابهّ ، فـكيّف يّكون
هـذّا الضجيجّ و جميـّع سكـّانه كبـّار و الآهمّ أن مـّالكته سيدّة فرانسيسّ إمرأة المـّجتمع الـّراقية
لكـّن كيـّف لراحـّة و أنّ يـّعرف المبنّى أبـّوابها حينّ تكونّ مـّاريّ تعـّيش فيه، تـّلك الشّابة ذّات عشـّرين و
تصـّرفاتّ طـّفلة فيّ العـّاشرة منّ عـّمرها فقدّ كـّانتّ تتكئ على بـّابّ شّقتها و تـعـّقد ذّراعيهّا إلى صـّدرها
رافّضة فـكرّة إدّخالّ أيّ أحدّ
بينمـّا و فيّ الجـّهة المقـّابلة كـّان ويـّليام دّويلّ جـّارها يّضع يـّدّق الجـّرسّ بشكـّل مستمـّر و بجـّانبه يـّوجدّ
نـّايت ذّو المـّلامح الـحادة و الوجـّه الشـّاحبّ فـّبعدّ معـّرفته مـّا حـدّث من قّبلّ نـّايتّ أرادّ أنّ يصـّلحّ
الـّوضـّع بينهمـّا فقـّال ويّليام بنبرته اللـطيّفة
ـ مـّاري عـزيزتيّ من فـّضلكّ دعينـّا نحـّل الأمرّ بـطّريقة سّلمية ، لقدّ أتى نايتّ خصّيصّا لـرؤيتكّ
رمـقهّ نايتّ بـحدّة ، كيّف لهّ أن يكـذّب و هو أمـّامه ؟ من أتى لـرؤية مـّن ؟ تنهـدّ بضجـّر و استنـدّ على
الجـدّار الذيّ خـّلفه بـكلّ إرهـّاق فّي الجـّانب الآخر كـّانت ماري جـّالسة فيّ الأرّض تضمّ ركبتيهـّا إلى
صدّرها و قدّ أحمر وجهها كـّاملّا كمـّا أنّ عينيهـّا منـّتفختينّ بشدّة و تـّظهر هـّالاتّ سوداء تحّت جّفنيهـّا ،
تّوجدّ أيضا بقّعة بّنفسجيةّ بخـدّها ، كـّان منـّظرها كمـّا لو كـأنّها شخّص قدّ رمي فّي منتصّف اللّيل من
حـّانة بـعدّ أن تسّبب في إزعـّاج الزبائنّ ، رّفضت أنّ تقابله لمنـّظرها الأليمّ أولاّ و لأنهّا خجلة من ماّ حـدّث
سـّابقّا ثّانيا ، قـّالت بّصوت عـّالي
ـ أعـّلم جيـدّا أنه لمّ يـأتي من أجلّي إنهّ غـّاضبّ مني
نـّظر ويّليامّ بـاستيـّاء كيّ يتسللّ الندّم إلى قـّلبهّ لكنّ نايت تجـّاهله تمـّاما و بـخـّطوات كـّسولة كـّاد أن
يـّرحلّ لولا ذّراع ويّليام التي رّفضت تـّركه فـّرد عليهاّ بنبرة سـّعيدةّ لا تـّلاءم المـّوقفّ تماماّ
ـ لاّ بـالطّبع لاّ إنهّ يشـّعر بالذّنب و قدّ آتى شّخصيـّا لرؤيتكّ و تأكد بـأنكّ بخير
ابتسّم نـّايت بّسخريةّ لاذّعة ، هو يّشعر بالذّنب ؟ فـتـّحدثّ بصّوته المـّبحوحّ الهـّادئ ذوّ لهـجّة متـّهكمة
ـ أجـّل جـدّا
فتحـّت سيدة فرانسيس بّاب شقتها و خـّرجت و قد كانّت تـرتدي معطّفا اسود اللون جميـّل و قبـعة لطّيفة
بنفّس اللونّ ، عندمـّا رأت كـّلا من سيدّ ويليام و سيدّ نايتّ يقفـّان خـارج شّقة مـاري تـّقدمت منهم بفّضول
ـ ما الأمـّر؟
ابتسمّ ويليـّام بلبـّاقة شديدّة محّييـا إياها ثـمّ قـّال بـلهجة مـّرحة و مشـّاكسة
ـ أحـّاول القيـّام بـدّور كيـّوبيدّ بينّ شجـّار المتحـّابين هـذّا ، لكّن لا أستطّيع أن أرمّي بسهمي إنّ كانت
مـاري ترفّض فتـحّ البـّاب ، أليس كذلك ؟
ضحكّت سيدّة فرانسيس ثمّ أخرّجت مفـتاّح الثـّاني لشـقة و سلمـّته إلى ويليـامّ ثـمّ قـّالت بنـّبرة لطـّيفة تحدّث
فيهـّا شابينّ و سـّرعان ما انقلبت إلى عّصبية بمجّرد توجيهها الكلام إلى ماري
ـ يـّاله من أمـّر نبيلّ تـّحاول القيـّام به ويـّليامّ لو لم أكـّن مستعجـّلة لدّعوتكم إلى فنجـّان شاي لكنّ للأسفّ
، مـــاري أيتهـا المتسـّولة حـّاولي الخـّروج من جـّحركّ ذلك قـّليلا و التسوقّ كيّ لا تـأتي إلينـّا فّي
منتصّف الليّل لتـطّلبي أشياء خيـّالية ،
ودّعتهما بلطّف ثمّ زمـّجرت بغّيض و رحـّلت بينمـّا تـّقدم ويـليامّ و فتحّ البـّاب بكـّل سهولة ، عندّما شـّعرت
ماري بالنورّ يتسلل إلى مخبـأهـّا قـّامت من أرضية المـطّبخ و طّلت برأسهـّا بـّاحثة عن النـّور لمـّا وجدّت
كـّلا الشـّابين يقـّفان أمـّامها ، صـّرخت بّرعب ثمّ كـادّت أن تسرع هاربة إلى غرفتهـّا لولا أنّ ويليـّام
أمسكـّها من خصّرها و ثّبتهـّا على كـّرسي ، قـّال بدّهشة و هو يـّنـظر إلى وجهها
ـ إنهـّا كالخـّريطة ، تـّبا أكل هـذّا من فـّعل تـلكّ الفتاة ؟
شّـعّرت مـّاريّ بالخـجّل و قدّ تـّوردّت وجنتيهـّا إحـّراجاّ ، فـقّامتّ بتـّغطيّة وجههاّ كمّ هوّ سّخيـّف مـّوقفهـّا
الآن لذّا صـّاحتّ
ـ لاّ
كتـّم ويّليامّ ضحكـّته ثمّ ردّ عليهاّ بكلّ خبـّث
ـ إذّن أهيّ من فـّعل نايت ؟ كـّنت أعّلم أنهّ مخيـّف لكّن ليسّ لهـذّا المستوىّ و أناّ الذيّ كنـّت أتساءل عن
سّبب عـّدم فـّتحكّ البـّاب
أومـأّت مـّاريّ نفيـّا ، ثمّ قـّالت بكلّ اندفاع و حمـّاس بينمـّا وقـّوف نـّايت إلى جـّانبّها لا يـّزالّ ثـّابتـّا فيّ
طيـّاتّ ذّكريـّاتها
ـ لا إطـّلاقّا بلّ هو منّ سـّاعدنيّ ليتـكّ رأيتّ ملامحّ زمـّلائيّ أقّسم أنّ قـّلوبهمّ قدّ تـّوقفت عنّ العـّمل لوهلـّة
، كـّان بمثـّابة فـّارسّ
صـّمتت بذّعر عنـدّما لمـّحتّ ابتسـّامة نـّايتّ السـّاخرة و كـّادّت أنّ تّرحلّ لولا إمسّاك ويّليامّ معصمهـّا
فـّجعلها تـّعودّ لتـّجلّس بمكـّانهاّ مـطّيعة ، قـّالّ بكلّ مـّرحّ
ـ نـّايت من فـّضلكّ هـّلا أحضـّرت ليّ علبـّة الإسـّعافّات الأولّية منّ شّقتي ؟ إنهّ فيّ الدّرجّ الثّانيّ بجـّانب
رحـّل نـّايت متمتّما ببّضعة شّتائمّ ، إنهّ يـّعلمّ تـّماماّ أيّن مـّكان العـّلبة لذّا لا داّعيّ لجميـّع هـذّا الشـّرح
المفّصل و فيّ حينّ خـّروجّه اختفت هـّالة المـّرح منّ حـّول ويّليامّ و قدّ أظهرتّ عينيهّ مـدّى قـّلقه الـشدّيدّ
و خـّوفه فـوضـّع يدّيهّ على وجّنتيّ مـّاريّ بكلّ لطـفّ و تـّحدثّ بـّلهجةّ هـّادئة خـّافتةّ و قـّلقة
ـ هـّل أنتّ بخير ؟
ضحكـّت مـّاريّ بخجـّل و وضـّعت يدّها على رأسهاّ بكلّ تـّوتر ثمّ ابتـّعدتّ قـّليلاّ عنهّ قـّائـّلة بّمرحّ و سـذّاجة
ـ بالطـّبع و لمـّا لا أكـّون بـّخير ؟ أنـّا بـأفّضل حـّال و أنـّا ممتـّنة فـّعلا لـوجودّ نـّايت فيّ تـّلك اللحـظّة فـّلولاهّ
لمـّا كـّنت أعـّلم لمـّا قدّ أّفـّعله لقدّ أنـّقذنيّ فـّعلاّ
تـّنهدّ ويّليامّ ثمّ أبـّعدّ يـدّيه ، كـّانّ بالفـّعل قّلقـّا فـّهي فـّتـّاة كـّالـزجـّاج تـّمامّا إنّ دّفعتّ انكسرت إلى أشّلاء و
لاّ شيءّ قدّ يـّعيدّها إلى طّبيعتهـا لذّا هو فـّعلا ممتّن لـوجودّ نايتّ فـّقـّال بـنبرة جـدّية
ـ مـّاريّ أنـّأ أعّلم جيـدّا أنّ كـّونكّ خـطّيبة نـّايتّ ليسّ بالسـّهل على الإطـّلاق و أعـّلم أنّ نـايتّ لّيس
بالشّخص اللـطّيف أبدّا الذّي قدّ يمـدّ يـّده لّيسـّاعدّ أحـدّا لكنّ من فّضلكّ هــّلا بـّقيت بجـّانبه ؟ هـّلا أكـّملت
هـذّه المـّسرحيةّ معـّه ؟
رمشّت باستغراب شديدّ منّ كـّلامهّ الغـّـّامض فّلما هيّ قـدّ تتـّخلى عنّ نـّايتّ ؟ ألّأجّل كـلامه ؟ بالطـّبع لاّ
فـّهي لّيستّ بجـّاحدة للمـّعروفّ و أيّضـّا هنـّاك شيّء أخـّر يمنعهّا من تـّركه ، لذّا أجـّابتّ بـّكلّ هـدوءّ و
جـدّية
ـ لنّ أرحـّل حتّى يطـّلب هو منيّ الابتعاد
قـطّب بكـّل استنـكـّار ، هيّ لا تفّـهمّه .. لا تفـّهمه على الإطـّلاقّ فّليسّ هـذّا مـّا يـّعنيه أبدّا ، أتّى نايتّ حـّاملا
العـّلبة بكلّ ضجّر ثمّ رمـّاها على وّيلّيام بكلّ بـّرودّ ، ليجّلس على الأريكـّة حيّنها رفّع ويّليام حـّاجبه
باستياء ، كيّف له أن يتصّرف بهذه الطـّريقة الفـّظيّعة بـّعد كل الذّي قـّاله ؟ لذّا حمـّل هاتفّه و تـّظاهرّ
بالـّرد قـّائّلا بكلّ سـّعادة
ـ حبّيبتيّ لقدّ كّنت فّي انتـظاّر اتصالك ، أنّا متـّفرغّ الآن ..
ثمّ وقفّ و هوّ ينـظرّ حوله ، على شـّفتيه ابتسـّامته المشـّهورة التيّ سـّحرتّ قّلوبّ الفتياّت ثمّ ذّهبّ
مسـّرعاّ بينمـّا زفّر نايتّ بغيضّ ، أوراّقه مكشـّوفة تماماّ لكنّ لنّ يّفعل ماّ يريدّ
بـّعد مّرور خمسّ دقّائقّ على رحيّل ويّّليام الّشخص الذيّ يّخلقّ جواّ من المـّرح و الـّراحة للجميـّع شدّت
ماّري قّبضتّيها بكلّ تّوتر ثمّ اقـّتربت منّ نـّايت مـتّرددّة و وقفـّت أمامه ، ثمّ أنزلّت رأسهاّ متـّجنبة احتـّكاكّ
نظّراتهماّ و همسـّت بـهدوء
ـ أنـّا آسفة ، لكـّننيّ هـكذّا .. أنـّا فـتّاة استغرقت ثّمانيةّ عشّر عـّاماّ كيّ تجمـّع الشجـّاعة الكـّافية لمغـّادرة
منـّزلهاّ و عـّامينّ لكيّ أسترجّع أختيّ لكنّ لمّ أستـطعّ ، أناّ ذلكّ النـّوع من فتيـّات اللواتّي يهربنّ عندّما
تتفـّاقمّ الصّعاّب من حـّولهنّ ، أنـّا جبّـانة و لستّ فخـّورة لقّول هـذاّ لكنّ هذّه هيّ أنـّا ، و بالـّرغم منّ
طبـّاعي المستأصلة فـأننيّ أحـّاول و بشـدةّ أن أكونّ قـّوية مثـّلك لا أهـاّب شّيئا ، أحـّاول بشدّة أنّ لا
أحـّرجكّ لذاّ أرجوّك أعـ
تنهـدّ ، كيّف هيّ تتجّنب نـظّراته و تنـزلّ رأسهـّا بكلّ ترددّ ؟ إنهّا بالفـّعل جّبانة و ضـّعيفة الشّخصية ، إتجـّه
إلى المـطبّخ و أحضّر علبةّ الإسعافات الأولية فـأشّار لهاّ بالجّلوس ، لتـطّيعه دونّ تـّردد ، فّردّ بـّهدوءّ لأولّ
مـّرة كـّان قدّ حـدّثهاّ بهذهّ النبرة الهـّادئةّ و بمـّزاجّ مـّعتدلّ سـّاكنّ
ـ لـّستّ أهـّابّ شيئـّا و إنمـّا أواجـّه مـّخاّوفيّ
وضـّع ضـمـادّات على شـّفتيهـّا و بالقـّرب من عينهـّا حّيث تّقع تـلكّ البّقعة البنفسجية ، لقدّ بـدّا مـّركزا و
بشدّة فّي عـّمله ، فقدّ كـّان يّضع تـلكّ الضمـادّة بـّرفق شدّيد على وجههـّا لذّلك تـّوقفت عن التنـّفس كّي لا
تـّزعجـّه ، إنتهـّى فـأخـذّت شـهيقـّا طـّويـّلا ثـمّ ضحكـّت و قـّالت بّفضولّ
ـ بالنسّبة ليّ فـأناّ أخـّاف والدّي أوّلا و الحشـّرات ، تجمـّع الناّس و الأماكنّ الضيـّقة و المرتفعة أيضـّا ،
ماذا عنكّ نايت ؟
ابتسمّ بهدوءّ و فـركّ المـّرهم على خـدّها، فـاحتدّت عينيهّ و ازداد غموضّهما فاستغـّربت مـّاري من تـّغّير
ملامـّحه ، ردّ ببـّرود يّشابه الصّقيعّ
ـ بّشر الذّين يعتـذّرون و الذّين يتـّظاهرون بالـطّيبة أنـّا أكـّرههمّ
لماذا قدّ يقول شيّئا مّثل هـذا ؟ بّشر الذّين يعتـذّرون ؟ شّهقتّ بذّعر و أمسكّـت يدّه بكلّ خوفّ ثمّ أشّارت
على نفسهـّا قّائلة
ـ أنـّا ؟
قّطبّ بإستنـكاّر منّ نـظّراتها التيّ تتـّوسل لهّ كيّ يّقول لا ؟ فنـزعّ يدّه من حضّنها بجـّهد و وقّف مستعـدّا
لرحيّل لكنهـّا سّارعت و سحّبته منّ قميصه فّاختـّل تّوازنه و سقطّ الاثنين أرضّا ، كـّحتّ ماّري محـّاولة
التنّفس بينماّ أمسكّ نايتّ رأسهّ بّكل ألمّ ،
فتحّت مـّاريّ عينيهّا بصدّمة عنـدّما رأتّ وجـّه نايتّ القـّريبّ منهـّا ، بينمّا فتحّ هو عينهّ اليمنى بكّل كسـّل ،
لمـّا و دومـّا عنـدّما يكونّ بجـّانبها تـّحدثّ أمورّ مثّل هـذّه ؟ لابدّ أنها الكـّارما أو شيّء من هـذّا القّبيل فردّ
بحـّقدّ على سـّؤالهاّ سـّابقّا
ـ أجـّل ،
ضحكـّـتّ بتوتّر ، إلى متـّى سوفّ تستمـّر بـّتّصرفّ هكـذّا ؟ يـّال الإحـّراج لكنّ ليسّ لدّيها تـّلك القـّوى
العّظيمة التّي تسمـّح لهاّ بإسـّقاطّ نايتّ لذّا وضـّع يدّها على جّبينه بـّعدماّ لاحـّظت تلكّ الهّالاتّ السّوداءّ
تحّت عينيه و التّي بالكـّاد ظـّاهرة ثمّ شـّهقتّ ، كـّان بـّارداّ كالجليدّ تمـّاماّ فـّقـّالت بـّقلقّ
ـ هل أنـّت مـّريّض ؟
شّتمّ بخـّفوت و هو يحـّاول الجـّلوسّ مـّبعدّا جسّده عنهـّا ، أيّ وضـّع هـذّا الذّي يتحـدّثان بهّ ؟ فّي حينّ أنّ
مـّاري لمّ تـّباّلي أبدّا و لمّ تـّحمرّ وجـّنتيها كـّعادّتها بلّ استقـّامتّ فّي جـّلستهاّ مستنـدّة على ركّبتيهّا كـّفتاة
مـطّيعة و انـحّنتّ قّليلّا ، يّاله منّ سـّخف فـّهو قدّ أتى منّ أجلّها لرؤيتهـّا و الاطمئنان عليهـّا بينماّ هيّ لمّ
تـّهتمّ أبدّا و أمـطّرته بـأسـئلتهاّ الغـّبية
ـ أنـّا أسّفة
أدّار وجّهه للجـّهة الأخرىّ ، ألمّ يـّقل لهّا أنهّ يكـّره الأشخـّاص الذّين يـّعتذرونّ أكثّر شيءّ في الـوجودّ
فـلماذا بـّحق السمـّاء هيّ تعتـذّر الآن لكنهاّ أكمـّلت حـدّيثها غـّير مبـّاليةّ بـتهجمّ مـّلامـحّه
ـ لقدّ أنقـذّتني سّابقّا و أناّ لم أقّل شكـّرا و لقدّ عـّالجتني و أناّ ثـّانية لمّ أقّل شكـّرا ، فّي الحـّقيقةّ نّـايتّ
أنـّا
قـاطّعهـّا بـّنبرتهّ المتـّهكمة و الـجـّاحدّة
ـ أجـّل و كـأننيّ أهتـمّ، دّعيناّ من الكـّلام فـّكلمّا تـّفوهتّ بـحّروف أكثّر كلمـّا وقّعت مصـّائّب أكثـّر
زمت مـاري شفتيها بانزعاج تام و لمّ تـّقل شيئـّا ، لطـّالمـّا كـّانت وحـيدّة فّي شقتهـّا حّيث تـّبقى هنـّا لأيـّام و
أسـّابيـّع دونّ لمحة من نـّور ، تـّبقى هنـّا لوحـدّها فتكـّتفي سيدّة فـّرانسيس بالاطمـّئنان عليهـّا أحيـّانـّا لكـّن
الآن و منـذّ أن دّخل نـّايت لحيـّاتهـّا لقدّ تـّغير كـّل شيء
لقدّ صـّارت تتحدّث أكـّثر ، تـّخرج أكثـّر و تبـّتسمّ أكثـّر .. قدّ لا يـّعلم هو لكّن ما قـدّمه لهـا أكثـّر ممـّا
يتخـّيله هو فكّيف تستـطّيع هي تـّركه بعـدّ كل هـذّا ؟ ويّليامّ لا يـّعلم فـّعلا ما الذّي يتحـدّث عنهّ ، ابتسـمتّ
بلطّف و صـّفقت بيدّيهاّ بمرحّ و فـّرحـّة ،
لاّ يـهـمّ إنّ كـّان والدّها يـّرفّضها و أختهـّا تخـّلت عنهـّا ، كـذّلك فـّعلت والّدتها .. لا يـّهم إنّ لمّ يكنّ لدّيها
أصدّقـّاء مـّادامّ نـّايت بـجـّانبها فـّهي سـعيدّة ، هـذّه اللحـظاّت التيّ يـّقضيـّانها مـّع بّعضهما فّي الحـدّيث أو
حتـّى فيّ الشجـّار بـالنسبةّ لهـّا
لا تـّقدرّ بثّمن
بينمـا كـّانت مـّاري منـّشغلة فّي الابتسـّام و التـّفكيّر كـانّ نـّايت قـدّ وقفّ و نفـّض الغـّبار عن مـّلابسه ثمّ
أحـّضر معـطّفها الأحمـّر الذّي دومـّا مـّا تـّرتدّيه و رمـّاه عليهـّا فـأمسكـّته بـّدهشة ليـتحـدّث بـّنبرة مـّاكرة
و خبيـّثة
ـ الآن دّعينـّا نـزورّ آل لبيـّر الأحبـّاء
يـّعيشّ البّعضّ فيّ الحيـّاة كـّعابّر سّبيلّ يـّسيـّر إلى حيّث تـّشير بـّوصلته أو إلى أينّ يـقـّول قـّلبه فـيّلتقيّ
بـأنـّـاس فيّ رحـّلتهّ ، أولائكّ النـّاسّ مخـّتلفونّ فيّ أرائـّهمّ و بتصـّرفاتهمّ ، لا يستـطيّع التنبؤ بتـحركـّاتهم ،

/

كـّان سيدّ رويّ يجـّلس منكسّا على كـّرسيهّ واضـّعا رأسه بينّ ذّراعيهّ و قدّ أهلكهّ التفـكيّر و أتـّعبهّ ،
فقـدّ كـّان يـّنـظرّ إلى شـّاشة الحـّاسوبّ حيثّ قدّ ظهـّرتّ فيهّ ابنته المحبّوبة كلّير تـّقومّ و بكلّ غـّباءّ فيّ لوم
مـّاري على أخـطاّئه هو
كيـّف لهـّا أنّ تكونّ بهـذّا السـّخف ؟ فمـّا دّخل مـّاريّ في طـّرده لآرثر ؟ إنهـّا مـّجردّ فتاةّ ضـّعيفةّ لا تـّقدّر
على إيذّاء نـملّة، كمّ هو متـّعب فـّعلا تـّربية أبّنائه
فـّرفعّ عينيهّ العـّسليتيـّن نـّاحيةّ ذّلك الـرجّل ذوّ العـّضلاتّ ، كـّان أسّمر البّشرة و ذّو شـّعر أسودّ مـّبعّثر
يـّرتدّي بذّلة عـّمل رّسمية ، فقـّال لهّ سيدّ رويّ بـّهدوءّ
ـ أنـّا لا أعّلم كـّيفّ أعتـذّر ، رجـّاء أوصـّل أسّفي الشديدّ إلى سيدّ نـّـايتّ لبيّر و أخـّبره أنّ هـذّا التصـّرف
لنّ يّمر بـّسهولة سـأحرّص على معـّاقبتها
انحنـى فـّرانسوّا اليـدّ اليمنـّى لنايتّ بكلّ لـّباقةّ ثمّ عـّادّ للـوقّوف باستقامة ، تـّحدّث بـّنبرة هـّادئة مبـّحوحـّة
ـ أرجـّوا أنّ تتـّحكمّ فيّ سّلوك أطفّالك أكّثر لأنّ سيدّي قدّ غـّض البّصر هـذّه المـّرة فقطّ لاحــّترامه الشديدّ
لكّ
أومـأ سيدّ رويّ بكلّ خـجلّ و إحـّراجّ متـّوعدّا فيّ دّاخله على أنّ تنـّال كلّير تمّاما مـّا تـّستحـّقه ، كيـّف لهـّا
أن تتـجـرأ على العـّبثّ مـّع مـاري و هيّ الآن خـطّيبة ذّلك الشيطّان ؟ طـّوالّ سنـّوات عـّمله حـّاول تـّجنبّ
قدّر المستـطّاع الاحتـّكاكّ به لكنّ خّـربتّ ابنته كلّ شيء ، ألا تـّعلمّ ما الذّي هـّو قـّادر على فـّعله ؟
فجـأةّ تـذّكر صـّور آرثرّ ، تـّلك الـّصور التيّ كـادّت أن تسببّ لهّ بـأزمـّة قـّلبيةّ أو ربمـّا بالمـّوت حـّتى فـّرفّع
عينيه سّريـّعا إلى فـّرانسوا الذّي قدّ تـأهبّ لرحيـّل و قـّال بـّصدّمة
ـ أيـّعقل أنكمّ أنتمّ من أرسـّلتمّ تـّلك الصـّور إلى سيدّ جـّونـّاثان ؟ والدّ مـّاري ؟
ابتسـمّ فـّرانسوّا ببـّرودّ مخـّيفّ ، أليسّ ذّلك واضحـّا و جـّاليا للعـيّان ؟ فــأخذّ ذلكّ الحـّاسوبّ من مـكّتب
رويّ و وضـّعه فيّ حـّقيبتهّ ليـّرد عليهّ
ـ تـّلكّ كـّانتّ مجـّردّ ملاحـظّة بسيـطّة كيّ لا تـّعبثّوا مـّع آنستنـّا الصـّغيرة، ... يومـّا هنيـّئاّ سيدّي

/

وضـّعت تلكّ الشـّابة ذّات الشـّعر الأحمـّر الطـّويل يدّيهـّا على ركّبتيهـّا و هي تلهثّ منّ شدّة التـّعب و تنـّظر
نـحو تلكّ البنـّاية البالية و التي تشّبه منـّزلهمّ في دّرجة القدّم ،
تـرتدّي معطـّفا و وشـّاحـّا مع نـظّارتينّ تـغـطّي فيهـا مـّلامحـّها و كّي لا ينتبه لهـّا أحدّ، لكّنّ هي لا تـّعلم
و أنها و بارتدائها لمثّل هـذه المـّلابّس فهي تـّجذّب الشكوكّ من حـّولها،
اختبأت خـّلف الجـدّار جيدّا عنـدّمـّا لمحـّت شـّابا طـّويلا ذو شـّعر أشـّقر يـّخرج من المبـّنى ، وقّف فّي
الأسفـّل و وضـّع سمـّاعات على أذّنيه ثمّ شـّغل المـّوسيقى بـّصوت مرتـّفع ، همسـّت الفـتاة بـّغيض
ـ ويـّليـامّ دّويـّل ، الرجـّل الذّي يتدّخل فّيما لا يـّعنيه دومـّا ، ما الذّي يـّفعله شخّص مثله هنـّا ؟ ظننته من
المشـّاهيـّر .
مـّر فتى صـّغير أمـّامهـا يـرتدي الزى المـّدرسي و يـأكّل حـّلوى فـأمسكـّـته من يـّاقته ليندّّهش ، كـادّ أن
يصّرخ لولا أنهـّا قـّالت بغيض
ـ هششش أنـّا لن أختطّفك ، اسمـّع أريدّ منكّ أن تخـبّرني ما الذّي يـّفعله ذّلك الشـّاب هنـّا ؟ أتعرفه ؟
نـظّر الفتى إلى ويـليـامّ المنـدّمج مع الأغنية ، ثمّ عـّاد بـعينيه نـّاحية فـّلور و قـّال بـمـّلل
ـ أنـّت هي المـرأة العـّاشرة التي تـأتي لتسـأل عنه لكـّن أؤكـدّ لكّ أنه لنّ يهتمّ بكّ فـقدّ سبّق و أتت
له نسـاء أجـّمل منكّ و رفّضهن ،
قطّبت فـّلور بـّعصبية شدّيدة ثمّ قـّالت بـعنّف و هي تـّهزه يمينـّا و شمـّالا
ـ و لمـاذّا أهتمّ بأخرّق مثله ؟ أتـظنني بتـلكّ البـّلاهة و الغـّباء لأقّع فّي حّب متعجّرف مثله ؟ لا يـّعقل ،
هـّل أنت تـظن أنني مـتّرصدة ؟
زّّفر الفـتى بـّغيّض و قدّ بدأ رأسه بالدّورانّ فـنـّزع يدّيهـّا عن يـّاقته و نـّفضّ ملابّسه باهتمام شديدّ قـّائـّلا
ـ لا أعـلمّ لست أنا من يسـأل عنه يا آنسة
شـّتمتّ فـلور بـّغضب بـعدّها رسمـّت ابتسـامة لطّيفة مصـطّنعة على شفتيهـّا و هي تـّربت على كـتّف الفتى
ـ حسنـّا شكـّرا لكّ على لا شيء ، سـؤال أخـّير لكّ هـّل لا زاّلت مـاّري روبـّرت تعّيش هنـّا بهـذا المـبنى ؟
ـ أجـّل فّي الطـّابقّ الثّاني أظّن الشـّقة الأولى على الـيمينّ ، أتعرفينها يـا آنسة ؟
دّفعته جـّانبـّا و هيّ تـّقول له بغيّض بينمـاّ عينيهـّا مركزتين على ويـّليام
ـ و ما شـأنك أنت ؟ أليّس لدّيك مـدّرسة ؟
قـطّب الفتى و رحـّل تـّاركـّا إياها، بينمـّا هنـاكّ شيء وحيـدّ فّي بـاله .. لمـاذّا سكـّان هـذا الـحّي بـهذه
الغـّرابة ؟ و لمـّا هو لا يـزال يـّعيش هنـّا ؟ و لمـّا جميـّعا يمسكونه هو ليـسألونه عـّوض أصدّقاءه ؟ لقدّ
فكّر جدّيـّا فّي كسّب بـّعض المـّال مقـّابل سردّ القـّليل من المعـّلومات عن جيـّرانه ، أنّ يكونّ مخبـّرا فّي
هـذّا الحيّ لأمرّ ممتـّع
تنهـدّت بـّغيّض ثمّ سـّارت عـائدّة لأن وجـودّه قدّ يـّعرقلّ خطّتهـّا ، لا بـأس سـتّعودّ مجددّا عندمـّا لا يـكون
ويـليـام هنـّا

/

فّي مقـهى عـادّي ، حيُّث يـوجدّ القـّليل من الزبـّائن لأنّ الـيوم لا يـزال فّي بـدّايته
كـّان يجـّلس على إحدى الكـّراسيّ في إحدى الطـّاولات المنتشرة بـكثّرة شـّاب ذو شـّعر بـّني بجـّانبه فتـّاة
تشبـّهه ، لقدّ كـّناّ كـّلا من كلـّير و آرثـّر عـّائلة غـلوري .
تنهـدّ آرثـّر بـتفكـّير عمـّيق ، الآن بـعدّما طـّرده صدّيقه الـوحيـدّ من ذّلك النادّي الذّي كـّان مـلجـأه الوحيـدّ
و الذّي كـّان يـنـّام فيه طـّوال الأيـّام المـّاضية فـإلى أينّ يلجـأ الآن ؟ رفـّيقـّاته معظمهن يمـّلكنّ صديقـّا
و كليـّر أخته لنّ تستـطّيع إيـوائه فـّهي لا تـزالّ تـدّرس بالجـامعة ّ و لا تـّمتلك مـّالا كثـّيرا لتـّعطي إيـاه ،
فجـأة طـّرأت فيّ بـّال كليـّر فـكّرة عندّما كـّانت تمسكّ بكـّتفهـّا الذّي ألمـّها بـعدّ ّذّلك العـّراك الطـّويل ،
ضحكتّ ثمّ قـالت بمكـّر و حقدّ
ـ آرثـّر أنت تتذّكر مـّاري أليس كذلك ؟ أختّ مترصدّتكّ المجنونة
نـّظر إليهـّا آرثر بواسطّة عينيه العّشبيتين و المّلل يتـأكّله ، كّيف لا و الحدّيث يدّور حـّول فـّتاتي روبـرت ،
فقـّال بضجـّر و هو يـّحرك المـّلعقة فّي ذلكّ الكـّوب المليء بالقهوة
ـ كيـّف لي أنّ أنسى ؟ غـّيري دّفة الحدّيث فـأنـّا بالكـّاد أصبحّت أتـحمّل سيـّرة أسميهما الآن
لمّ تهتمّ لطّلبه و لمّ تسمـّع إلى ما قاله حتّى بـّل أكملت ما بجّعبتها من كـّلام و نبـّرة الحقدّ قدّ طغتّ على
صـّوتها
ـ مـّاري يـا آرثـّر ، مـّاري تلكّ الفتاة الجبانة التيّ كـّانت دومـّا مـّا تختبئ خـّلف فـلور أصبحـّت اليـّوم
خطيبـّة الـرسمية لنـّايت آل لبيـّر ، ذّلك الـرجّل النـّابغة الذّي تخرجّ في السـادّسة عشّر من عمـّره و
استـّولى على جميـّع مـّلكيـّات دوغلاسّ
قطّب آرثّر و قدّ بدّأ الأمرّ يسترعي اهتمامه ، كيـّف لاّ و نايتّ هو الموضوع ، كشـّر عن أسنـّانه المصـطّفة
و البيضـّاء ثمّ تحدّث بفضّول قـّليل
ـ كيـّف نـّالت تلكّ الحمقـّاء من عـّبقري مثله ؟ هل أنت واثقة أنّ هذه لّيست إشـّاعات ؟ لأننّي أشكّ بهـذّا
فـّعلا
ـ لاّ ، صدّقا لا ، لقدّ رأيت بـأمّ عيناي و هو يدّافع عن مـّاري عندمّا حـّاولت أنـّا أنّ أصلحّ مـّا أفسدّته أنت
، لكّن هـذّا لّيس مـّا أنـّا بصددّ قـّوله ، أنـّا أريدّ أن نستغـّل تلكّ الغـّبية جيدّا مـّا دمنـّا في هذه الفـّوضى
بسبب والدّها
ـ أنتّ محقّة ، العبّث معهـّا سهلّ جدّا كـأخذّ الحـّلوى من فـّم طّفل لكّن نـّايت لّيس كذّلك ، هوّ إن أرادّ سوفّ
يمحي عائلة غـّلوري من وجه الكـّرة الأرضية كـأنهاّ لمّ توجدّ قطّ
صمّتت كليّر قّليلاّ و قدّ عـّادت بـذّاكرتها إلى الخّلف ، حيثّ ما أمـّرها نايتّ بالركوعّ أرضـّا و هي نفـذّت
أوامره بـّغير إرادّتها ، كـأنها مجّبرة على تـّنفيذها فقـّالت بـرجاء
ـ لكّن آرثّر ، لقدّ تسببت فـّلور بطّردكّ من المنزل و حّرمانكّ من جميع أموالكّ أفـّلا تـّريدّ ردّ الاعتبـّار
لكّرامتكّ ؟ بحّق الجحيمّ إنهمّ مجـّرد فقـّراء فلمـّاذا أنت خـّائّف منهم لهذه الدرجة ؟
تهـّات عينـّاه فّي الـواجهة للحـظّات و هو يـّراقب المـّارة ، و على شـّفتيه ابتسـّامه لا تـكادّ تـظهّر ، أختهّ
قلقة عليهّ و لدّيها الحّق بذّلك فـهو اعتاد العيشّ الرغيدّ و بدونّ أموال والدّه فـّلا يستـطّيع تـّدّبر أمره كمـّا
و أنّ جميع أصدّقاءه يتـّهربونّ منه و رفيـّقاته معظمهنّ نسـّاء متزوجـّات و لّسن مستعـدّات لجعـّله يدّخل
بيوتهنّ هكـذّا ، قـّال بهدوء
ـ أنتّ لا تـّعلمين من هو هـذّا الذّي تتحدّينه يا كـلّير
تغّيرت ملامحّ كـّلير للحـّظات متـّرددة ثمّ ضّربت بقّبضتها على الطـّاولة و هي تقـّول نـّافية
ـ لاّ ، أنـّا أريدّ النيـّل منهمّ جميـّعا كّيف لنـّا الاستسـّلام و نحن لمّ نجّرب بـّعد ؟ دّعنـّا نفـّعل ما باستطاعتنا
لإسقاط عائلة روبرت لقدّ سئمت فـّعلا من التصـّاقهم كالجرار فّي أسفّل أقدّامنا
رفّع يدّيه دّلالة على أنه اقتنع بكـّلامهـّا فابتسمـّت بسـعادّة و حمـّلت هاتفـّها لتتصّل بحّبيبهـّا ققد اشتاقت
اليه ، تنهدّ آرثّر و أخذّ يفكّر عمـّيقا ، إنهّ ليسّ بالشخص الحقـودّ لكنّ إن تعدى أحدّ على ممـتّلكاته فهوّ
هالكّ لا محـّالة . يمكنّ القول أنّه ردّ دينّ .. ردّ الاعتبـّار لذّاته المـذّلولة و المحـطّمة التّي أخذّتها عائلة
روبرت منه
__________________