عرض مشاركة واحدة
  #31  
قديم 12-28-2015, 11:26 AM
oud
 
كـّان ويّليام جاّلسا على مقـعدّ البيانو يـضّغط بـمللّ على النوتـّاتّ و قدّ افتقدّ الصحبّة في الحـّفلة ، نايتّ لا يستطـّيـع أن يبقى مـّعه طوال الوقّت و فـلورّ ستبقى
تلكـمهّ أو تّشتمه بينمـّا كلّير لمّ تعجبّه حقّا و سيدّة فرانسيسّ تستعيدّ ذكريّـات بّرفقة زوجها بّول فجـأة وضـّعت يدّين على عينيهّ ، دّهش و استقـامّ فيّ جلـّسته
ثمّ وضـّع يديّه فوقّهما همسـتّ بطـّفولية و مـّرح
ـ من أنا ؟
ضحك ويليام ثم التفت اليها ، فجـّلست بجانبه و ظهرها للبيانو رفعـّت قدميها إلى جانبّ صدرها بكلّ هدوء بينما عينيها الزجاجيتينّ تـّراقبـّان نايتّ ، فابتسم
ويليام و أنـزلّ رأسه ثمّ قـّال بنبرة هادئة مخمليةّ
ـ مـاري
همهمت دّلالة على سماعها لمناداتهّ فلمّ يـّقل شيئـّا مما جـّعلها تلتفتّ إليه ، رمشّت بعينيها عدّة مـّرت مسـتّغربة فـوضـعّ أنامله على جّبهتها و أبعدّ خصّلة
كانتّ تّضايقها ليّقول بـمرحّ
ـ أعـتنيّ بـنايتّ جيدا من فـّضلك
أومـأت بـرأسها و هي تلاحـظّ ابتسامـّات نايتّ البـّاردة الموجـّهة نحو ضـّيوفه ، بـجاّنبه كـّان جدّه يـّلقي التحيّة عليهّم بحّرارة تـّامة فقـّالت بـهدوء
ـ لا أفهـمّ لمـّا أنت تهتمّ به لهـذهّ الدرجة ؟
تـّغيرت مـّلامحـّه لكنّ سـّرعان ما أظهر ابتسامته الدائمة الجـذّابة، لوّ أنهاّ تـّعلم فهلّ ستبقى ؟ ضحـكّ و قـّال بـلطّفّ
ـ أنتّ لا تـّعلمين مـدّى محبتيّ لذلكّ الأبله الذّي هنـاكّ فلو طـّلب منيّ النجومّ لصـعدّت السمّاء و جلّبتهمّ له
شـّهقت ماري بتعجّب من مـدى إخـّلاصه، هل يوجدّ فعلا أصدّقاء بمثل هـذا الوفـّاء ؟ إنها لا تـّعلم فهي لمّ تحض بصدّيق في حيـّاتها إلى غـّاية تـّعرفها
على ويليّام ، كان بمثّابة البلسمّ لجروحهـاّ فقـّالت بـنبرةّ لم يستطّع ويليامّ أن يفسرها
ـ سـعيدّة لذّلك ، فـّعلا
ضحكّ و وضـعّ ذراعـه على كتـّفيها منـزّلا رأسها إلى الأسـّفل فـإحمـّر وجهها بالكـّامل و بـدأت تـحاولّ ان تبعـدّه لكـّنه قـّال بمشـّاكسة
ـ هـذّا لا يـّليق بكّ مـاري
شـّعرت بالإحـّراجّ الشديدّ فـابتعدّت قّليلا لكنها سـقطّت من على المقـعدّ فيّ الأرّض ، لم تكنّ المسـّافة بالـقصيّرة و لا الطـّويلة لكنّها تـألمتّ فنـظّرت
إليه بـغّيض ليـّقول هو بكل رضى
ـ هـذهّ هي مـّاري التـّي أعّرفها ، تّصرفي هـكذاّ دومـّا
ضحكتّ ماريّ قـّليلا بإحراجّ أيقصدّ بجملته هذه وصّفها بالخـّرقاء ؟ حسنـّا هي نوعّا ما كذلكّ حيّن إمتدّت يدّ ناحيتهاّ كيّ تسـّاعدها على الـّوقوف ،
تـّقدم آرثّر و على شّفتيه ابتسـّامة غـّامضة جـّعلتها تـّترددّ كثّيراّ قبلّ أن تـّقرر تجـّاهل يدّه المـّمدودّة و تـّقف من تـّلقاء نفّسها بينماّ تـّداركّ آرثر الـوضّع
و أعـّاد يدّه خلف ظهرهّ كالنبـّلاء تمـّاماّ ثمّ قـّال بـّكلماتّ بسيطّة
ـ أعتـّذر على إقتحاميّ لحديثكما هـذّا فجـأة لكنّ أريدّ من ماريّ آن تـستلمّ هديتيّ بشـّكل خـّاصّ جداّ لذاّ أرجوا أن لا تمانعّي وقـّاحتيّ هذه
حملت تلكّ الهدية ثم ابتسمت بتوترّ ، لابد بـأن داخلها شيءّ ترتجفّ له يالها من غبية عندما ظنتّ أنّ اليوم مر على خيّر فقـّالت بابتسامة مرتبكةّ سعت لإخفائها
ـ شـ شكـ شكـرا لكّ ،
انحنى بخفةّ و قدّ ظهرت على ملامحه معانيّ الخبُّث و المـكّر ، فتقدّم منهاّ ويليامّ بـاستغراب و عينه على تلكّ الهديّة ، هـذّا غـريب فكيّف لشخص متعجّرف
يحتّقر عائلة روبـّرت أن يقدّم لهمّ هدية ؟ قـّال بفّضول
ـ ماري أفتحيها
صـّاحتّ به نافّية و قدّ شحبّ وجههـّا ، فنـظرّ إليها ويليام بتعجبّ ثمّ انتزعّ الهدية من بينّ يدّيها حينّ حاولت ماري استرجـّاعهـّا كان قدّ فات الآوان
على ذلّك فقدّ فتحها بكلّ هدوء ، نـظّر إلى ملـفّ ثمّ إلى تلكّ الرسالة الصغيرة و قد كتب عليها ثلاثّة كلمـّات ، لديّك أسبوع واحد ، أعـّادها لها قـّائّّلا
ـ مـّاري ، إنّ كنت في مشكـّلة يجبّ عليكّ قول هـذّا لنا كيّ نسـّاعدك لا أن تخفيها كمـّا لو كأنك ارتكـّبت جرمـّا ،
تأملتّ الملفّ بـخوفّ و قلقّ ثمّ رفـعّته بـقوة ممسكة بهّ ، هـذّا لن يتسببّ في سقوطّها هي فقـط بل نايت و عائلتها بـأكملها فـأومـأت بالإيجـّاب ثمّ قـّالت بترددّ
ـ سـّوف أحـّاول أنّ أهتمّ بهذا الأمـّر بنفسّي،
تنهـدّ بغير رضى ، مـاّري فتاة ضـعّيفة جداّ و لنّ تستـطيّع التـّعاملّ معّ أشخاصّ بمثل هذه الدناءة مهما حاولت ، قـّال ويّليام بّنصف ابتسامة
ـ حسنـّا ، بيدكّ أسبـوعّ إنّ تـأخرت سوف أستلمّ أناّ الأمور
شّعـرت بالإحـرّاج الـّشديدّ و هيّ تـّرى إبتسـآمة ويّليام الداّفئة مخـّبرا إياهّا أنهّا يمكنهاّ دوماّ الإعتمـّاد عليه ، فإبتسـّمت بسـّعادة و هي تـّومئ إيـّجاباّ
ـ لكّ ما تـّريدّ
نـّظر إليهـّا مـّليّا و قّد طـّغى صّفـّات اللطفّ علىّ أنـّحاء وجـّهه راّمقاّ إياهـّا بعينينّ داّفئتينّ حـّزينتينّ فـّوضع يدّه على شعـّّرها الـّبني المّصفف بـّكلّ
دّلال و مسّح عليه بـّكل خفـّة كـّما لو كـأنهاّ طـّفلة بالسـّابعة منّ العـّمر فّي حيـّن كـآنتّ هنـآلكّ آعينّ خفّية مـّملوءة بـّالحقدّ غـّزاهاّ الـكرّه و أوقدّتها
نـآر الإنتقـآم تـّراقبهمّ ، همـّس بـّصوت كـّفيحيحّ الأفـّعى
ـ إنعـّموا بـّهذه السـّعادة المـّؤقتة فـّهي لنّ تدومّ
ثمّ وضـّع قـّناعه على وجّهه الشـآحبّ بـّكل هـدوءّ و قدّ سـآرّ بينّ حشـّود الـّضيوف المـّجتمعة إلى حيثّما كـآن ذلّك المـّخرج مـّوجـوداّ مـّتوعدّا بداّخله
أنّ يذّيقه ويّلاتّ الألمّ
__________________