عرض مشاركة واحدة
  #33  
قديم 12-28-2015, 11:28 AM
oud
 
صّباح ذلّك اليّوم داّخل شّقته الصّغيرة و البسيطّة كاّن يّقبع هو ، ذلكّ النجمّ المشهورّ الذيّ قدّ احتل العـالم بّصوته الملائكيّ و
وسّامته الخيّالية مرتديّا بذّلة نومّه الزرقّاء و حاملا عـلبةّ بهاّ أجودّ أنواعّ الحّلويّات ، يـأكلّ حبّة تلوّ الآخرى و يشّاهد التـّلفاز بّأعين شاردّة الوجودّ ،
حيّن رنّ جرّس المنـزلّ بّضجيجّ عّارم أيقّضه من غّفوة أحّلامه ليتنهدّ بكلّ كرّه إذّ لابدّ أنّها فّلور قدّ أتت لتطمئنّ عليه لكنّه فّعلا لا يرغّب منهاّ أن ترىّ
كمّ هو بائس الآن ،
لقدّ تمّ رفّضه كّلا من عـّمله أو حتّى فتاة الّتي أحبّها لذاّ هو بّوضع مـّزريّ قاسيّ ، لكنّ و بالرغمّ من ذلكّ وقّف بّبطء و فتحّ البّاب قّليلا لكيّ يجدّ خلفّه
آخر شخصّ أرادّ حضّوره ، ابتسم بسخريةّ على غيّر عادّته البّشوشة و تحدثّ بنبرة هازئة
ـ أوسكار بّفخامته قدّ أتى ليزورنيّ ، تّفضل بالدّخول أرجوك و عذّرا على الفّوضى فلو تفضلت بأخباريّ لكنتّ قدّ فرشت لكّ الأرضّ ألماّسا
بقيّ أوسكار فيّ مكانه نـاظرّا إليه بكلّ استغرابّ من مزاجه المعكرّ فيّ هذا الصّباح لكن تجّاهله برحاّبة صدرّ و هو يتقدّم بخطواتّ واثقة بينماّ عينيه
تّقيمان المكانّ بنظرة خبيّر ، قّال بّهدوء
ـ لماّ لم تأتيّ إلى الشركة ؟ ألمّ تصّلك رسّائل المديّر الطارئة ؟
رمقّه ويّليام بحدةّ ثمّ رمى نفسه علىّ الأريكة بضجرّ و حملّ عّلبة الحّلوى مجدداّ ليّهز كتفيه دّلالة على عدمّ الاهتمام و هو يصّرح قّائلا بتذمرّ
ـ و لماّ قدّ أذهب إلى الجحيم بّقدماي ؟ ثمّ ألمّ أعطيّ المديّر قّرص أغنيتي الجديدّة و رفّضها ؟ فماذا يريدّ أكثرّ من هذا ؟
تنهدّ أوسكار ثمّ اقترب منه و جلّس على حافة المائدةّ الزجاجّية الداّئرية ثمّ أخرجّ أوراقّا من محفّظته و قدّمها إليه ،
ـ اسمعّ ، أناّ أقدّر عدمّ رغبتك فيّ الظهور عّلنا بهذه الآونة الأخيرة لكنّ ليس كماّ لو كأنكّ تملك خيّارا فّنحن جميّعا مسّيرين تحتّ رغبة المديّر و
إنّ شئنا أو أبينا فّمصيرناّ المهني بينّ يدّيه ، لذّلك أيّ كانتّ المحنةّ التي تواجههاّ فمنّ الأفّضل أن تتجاهلهاّ
راقّبه ويّليام بغّيض شديدّ ، بينماّ ابتسم أوسكار بّجاذبية و رفّع أنامله لتتخّلل شعرهّ البنيّ ذو الخصّلات الفّضية الحّريرية ، توجدّ حلّقة سوداّء صّغيرة
جداّ بأذنهّ اليسرى و على عنقهّ شّعار الشركةّ ، و ما الذيّ يتوقعه من مغنيّ روك ناجح ؟ عّاد أوسكاّر يتحدّث بجدّية
ـ ما رأيكّ أن تّهرب من مشّاكلكّ لبرهة من الزمن ؟ فأناّ لديّ جّولة موسيقيةّ فيّ استراليّا و أناّ أدعوكّ لتذّهب معي ؟ منهاّ سوف تتعرّف على
طّريقتي فيّ العملّ و قدّ نجدّ كلمات الأغنية الملائمة لنّا و لأسّلوبناّ ، أيضّا يمكنّ لمديّر عملكّ أنّ يّخططّ لجّلسة توقيعّ لكّ فيّ استراليّا و بهذّه الطريقة
سوفّ نسكتّ مديرّ الشركة لمدةّ و سوف يتوقفّ عن مضايقتناّ ، ما رأيك ؟
فكرّ ويّليام بهدوءّ ، إذّ أن أوسكار بالرغم من مظهره الآمباليّ أو طّريقته العابثة إلا أنه يأخذّ عمله بجديّة و كماّ قال فّقدّ يكون اخذّ استراحة منّ
مشاكلّ نايت هوّ الأمر المناسّب أيضّا ليسّ لديّه شيء ليخسره ، أومأ بالإيجاّب و قّال بنبرة باردّة
ـ حسناّ، يستحسنّ بكّ أن تكون محّقا
إتجه إلى غّرفته و بـّعد دقّائقّ خرجّ كشّخص مختّلف تمّاما ، مرتديّا قميصّا من الجيّنز الأسودّ أيضّا قّميصّا أبيضّا بهّ كلماّت بّاللون الفّضي و سترةّ
سّوداء أيضّا معّ قّبعة على نحوّ كلاسيكيّ ، ربط جّزءا من شعرهّ الأشقر و تركّ الآخر منسدّلا و قدّ كان قّصيراّ ، وجّنتيه محمرتينّ منّ الغّضب و عينيهّ
اللتانّ كانتاّ تلمّعان مرحاّ الآن هماّ مشبعتينّ بالألمّ المسعور ،
حمّل مفّاتيحّ سيّارته و هاتفهّ أيضّا فوقّف أوسكاّر و تّبعه ، أغّلق الشّقة خلّفه و كادّ أن يرحلّ لولاّ منادّاة السيدّة فّرانسيس له بنبرة قّلقةّ خائفةّ
ـ بنيّ ويّليام ، إلى أينّ أنت ذاّهب ؟
التفت ناحيتهاّ و رأتّ كم كانّ مختلفاّ في تلكّ اللحـظّة ،إنهّ الآن لّيس ويّليام ذلّك الشّاب البسيطّ ذوّ النظّرات الساحرةّ أو الابتسامة الداّفئة الجذّابة ، قّال بّلطفّ
ـ سيدّة فرانسيس سوفّ أغادّر لندّن لأسبوعّ أوّ أكثّر لذلّك أعتنيّ بشقتي أثناّء ذلكّ ، حسناّ ؟ وداعا
رمقّته سيدّة فرانسيسّ بّقليل من القّلق و العتابّ لن يّفهمه أحدّ سوى ويّليام فّاقترب منه ثمّ احتضنهاّ بخفةّ و قّبل وجّنتهاّ لّيرفعّ يدّه عالّيا مّشيرا على أنهّ
الوداّع فّصّاحت جورّجيّا بّقلق
ـ لكنّ ، ويّليام ألا يّفضل أن تبقى هنا ؟ أنتّ لستّ بحالة جيدّة و فلور سوفّ تغضّب إن علمتّ أنكّ ذهبت للعّمل و لمّ تودعّها
ابتسمّ أوسكار و كادّ أن يفلت ضحكّة من بين شفتيه ، أتلكّ المرأة المجنونة التيّ قابلها سّابقّا هيّ فلور ؟ لابدّ أنهاّ هي ، تنهدّ ويليام بّضجرّ و قالّ بلا مبالاة
ـ لا داعّي لذلكّ فهي تّغضب لأتفه الأّسبابّ ، أيضّا أخّبريهاّ أنّ تّوصل سّلاميّ لكلا من نايت و ماّري ،
ثمّ استدار الاثنين راحلينّ بينماّ سيدّة فرانسيسّ تلوحّ له بّابتسامةّ دافئة متمنيةّ له السّعادةّ في قلبهاّ و تهمسّ بدّعوات له ، و فيّ أسفل المبنى لحّظة
وصّولهماّ إلى سّيارة ويليامّ ، قّال أوسكار بّمرح
ـ ويلّ ، هلّ تلك المرأة المدعوة بّفلور ذاّت شعرّ أصهبّ و عينينّ حادّتين ؟
رمقّه ويليام باستغّراب عندّما كان أن يّجلسّ فيّ مقعدّه خلفّ المقودّ ، تّوقف و قّال بّنبرة مّتسائلة
ـ لما ؟ هل قابلتها من قبل ؟
ضحكّ أوسكاّر و اتجّه إلى المقّعد الذيّ جاّنبه ليجّلس بكلّ راحةّ تّاركّا سيارتهّ لعّملاء الشركةّ كيّ يّنقلوها إلى منزله ، تحدثّ بضحكة
ـ أجلّ ، لقّد كادت أن تأكلنيّ فقطّ لأننيّ أخبرتّها أن الشركةّ قدّ رفّضت أغنيتكّ ، أقسمّ لكّ أنهّا كانتّ متوحشّة جداّ و هي تنقّض عليّ
ابتسمّ بّهدوء و قدّ انسلتّ دّفعة قّليلة من السعادةّ إلى قّلبه ، أنّ تدّافع عنه بهذه القّوة إذّن فّلابدّ أنهاّ لا تكّرهه بّل تدّعي ذلكّ ، حركّ المفتاحّ و شغّل
المحركّ ليقول بمرحّ
ـ تلكّ هيّ صديقتيّ

/

صـّباحّا، بـعدّ تـّلك اللـّيلة الحـّافلة بالأحـّداث و المـلّيئة بالأفكـّار الجديدّة منهـّا و القـّلقة و على متنّ ذلكّ الـسريرّ الـّواسـّع الذيّ قدّ ضّم
مـّاري حيثّ فّتحت عينيهّا الواسعتينّ فزعة ، ثمّ تنهدّت بـّراحة بـّعد أنّ أدركّت أينّ هي ، وضـّعت قدّميها على الـرخـّام البـّاردّ ثمّ سـّرعان
مـاّ رفـّعتهما و قدّ شـّهقت، قـّالت بـّرعب
ـ يـّا إلهي مـّا هـذا ؟
لمّ يسـّبق لهاّ في حيـّاتها بـأكملهـّا أنّ تـّرى أرضـّا بهـذّا اللمـّعـّان ، قـّربت وجهها أكثـّر ثمّ عـّادت تشهقّ لـكنّ هـذّه المـّرة بإعجـّاب ، إنهـّا تـّرى
تـّفــّاصيلّ وجههاّ بالكّـاملّ لكنّ أهـذّا يـعني و عنـدّ ارتدائها لتنوره سوفّ تتضحّ ملابسهـّا ، صّرختّ نـّافيةّ و الإعجاب قدّ تسلل إلى قـّلبهاّ ،
إنه لّقّصر فيّ غّاية الإتقانّ
وقفـّت و إتجـّهت إلى خـزانة مـّلابسهـاّ ، فتـّحتهـّا على مرصعيها مستكشفة لتعودّ تشهقّ و قدّ كـّادتّ أن تصـّاب بـذّبحة قـّلبية ، كـّانت المـّلابس من
أفخمّ أنواع الـقـّماشّ و جميـّعها ماركات مشـّهورة جـدّا لمصـّمميّّن و شركـّات عـّالمية ، قـّالت بـّسّعادة عـّارمة لا تـّوصف
ـ يجّب عليّ أن أرتدّي المزيدّ من مـّلابسيّ الـريفية لكّي يـّحضر نايت لّي المـّزيدّ ، يـّا ألهي كمّ هـذّا رائـّع ، إنهـّا نـّعمة
انخفـّضت إلى مستوى الأحـذّية و وضـّعت يدّيها على حـذّاء بالفـروّ يـلاءمّ هـذه الأرضية الـرخاميةّ البـّاردة لكنّ شـديدّ الـجمـّال ، لقدّ سبّق
لها و أنّ رأته على التلفـاّز وضعت بين ذراعيها بكلّ حنـّان ثمّ عـّانقته
ـ لنّ أرتـدّيك أبدّا
و عـاّدت تـّضعه بـعنايةّ فيّ ركنّ الـزاويةّ ، الآن ستـجنّ كليّر بكل تأكيد ، لقدّ كـّانت مـّاري فـّعلا تـّحبّ الـمـّوضة و المـّلابسّ لكنّ ميـزانيتهـّا
لم تّكن تسمـّح لهـّا و الآنّ قـّبلت يدّيها ثمّ رفـّعتهماّ لسمـّاء شـّاكرة ،
أخـّرجتّ فستـّاناّ جميـّل ذوّ لونّ وردّيّ مـّع بـّشرتها البّيـّضاء و ارتدته مـّع حـذّاء ذو كـّعب عـاليّ ثمّ سـّرحتّ شـّعرهـّا بكـّل اتقـاّن لّيصبحّ مموجـّا
بـطّريقة جميّلة و لـطّيفة تناّسبّ شـّخصيتهـّا المـّرحة أكثّر ،فـّتحّت غـّرفتها و كـّادت أنّ ترحلّ لولا أنهـّا تذّكرت
ـ أينّ الحـمام ؟
حيـنّ خـرجّ نـّايت منّ بـاب مـّا و هو يضـّع منـّشفة على كـّتفيه و يـّرتدي سـّروالا فقطّ بينمـّا ضمـّادته قدّ ابتلتّ ، ظهرت حمـّرة طّفيفة بخدّيها
و قـّالت لهّ بتوترّ
ـ صّبـّاح الخيـّر ،
ثمّ مـّرت مـّسرعة منّ أمـّامه إلى الحمـّام ، نـظّر إليهّا لثـوانيّ و قدّ شحبّ وجهه ثمّ تذكرّ أنهّ لمّ يـّعد يّعيش وحيـدّا الآن و وجوّدهـّا يكونّ عـّاديّا
يـّا ليتهّ كـّان يستـطّيع صّنع حـمامّ آخر لكنّ سوف تكّثر التسـاؤلاتّ منّ حولهّ ، جـّلس على الأريكـّة و شـّغل تـّلفاز البـّلازمـّا ليـّضعه فّي قـّناة
إخـّبارية يشـّاهدّ ذّلك المـذّيع المـّضطّرب و هو يـتّحدثّ مجـددّا بكلّ تـّوتر حـّاول جـّاهداّ إخفـائه لكنّ لـّعين خبّير مثّل نـّأيت فبدا الأمّر واضحـّا ،
ـ لقدّ تـّم العـّثور على جـّثـة آخرى لمّ تتضحّ هويتها بـّعد تـّحمل الحـّرف الأول من اسمّ الكـّاف الـخـّاص بالقـاّتل المتسلسـلّ كـّرانـّغ ، و قدّ
رفـّضت الشـّرطة أنّّ تفيدنا بـأّي معلوماّت إلى غـّاية انتهاء التحقّيق و مـّعرفة ملامسـاّت الـقضية لذّلك أيها السـّادة أوصـّدوا أبوابكمّ جيـدّا و
احذروا فّي طـّريقكمّ لأ..
وجـدّ ظل شخصّ مـّا يـّقف أمامهّ فـّرفع عينيه ببطء إلى مـّاري ، كـّانتّ تمسكّ بالضمـّادة و عينيها تـّقدحانّ شـّرا و غـّضبـا ، لمّ يسّبق لها أنّ
كانت فيّ هـذه الحـّالة فـجـّلست على السـجادّة و نزعّت ضمـّادتهّ بـخفـّة ثمّ كـّادت أن تـّضع المـّرهم فـأمسكّ بمعصمها قّابضا عليه بشدّة ، قـّال بـحدّة
ـ ظننّت أني أوضحتّ بـأننيّ لمّ أحميكّ من حـّادث السيـارة و إنـماّ رغـّبت في المـّوت ، لمـّاذا بحق السمـّاء لا تـّزالينّ تتصـّرفين بهـذا الـشكل ؟
تنهـدّت بـأسى، ثـمّ وضـّعت المـّرهمّ بـّقوة على صـّدره لكّي يتأوه و يتـّرك يدّها ، بـدأتّ بـّفركّ المـّرهمّ بكلّ هـدوءّ ثمّ أخـذّت تـّلف الـضمـّادة عنـدّما
شتمّ بـّصوتّ حـادّ جـعل بدّنها يـّرتجّف ، حـّالما استعـادّ قوته دّفعها بـّعيدا و هو يـصّر على أسنانه
ـ كفّي عنّ هـذّا
ثمّ وقفّ فـوقفّت مـّاري أمامهّ بجـرأة ، سّابقّا كـّانت لنّ تتجـرأ على لمـسّ الضمـادةّ لكنّ الآن إنّ بـّقيت خـّائـّفة فلنّ تستفـيدّ شيئّا و لنّ ينفتحّ قـّلبه
لهـّا بكل تـأكيدّ لذّا قـّالت بمـّرح
ـ لمّ يكن عـّليك أن تستفزني أولاّ ، أنتّ تـّعلم أنكّ و بـضمـادة مـّبللة سوفّ يلتهبّ الـجرحّ أكثّر و أنـّا لا أحتـمّل ذلك
رّفع حـّاجبه سـّخرية من كـّلامهـّا ، و استـدّار مغـّادرا بـّعدما ارتدّى قميصهّ حينّ تـبـّعتهّ مـّاريّ و هيّ تضعّ تتـأبطّ بـذّراعهّ ، ابتسـمتّ بـفرحّ نـّقطة
لصـاّلحها عنـدّما قـّال نايت بـّحدة
ـ ما بالكّ بحق الجحيم ؟ كمّ مـّرة يجبّ عليّ أن أقول ابتعدي عني ؟
كـّادت ماري أن تـّرد عليه عنـدّما لمحـتّ كـّايّل يّقف على مـّبعدة منهماّ أمام المصـّعد تـّماما و ينتـظرهمـّا ربمّا برّفقته إليزابيثّ و لمّ يكّن نايتّ قدّ
لحـظهما بـّعدّ فـدّفعّ ماّري بكلّ قسوة و قدّ احتدّت مـّلامحهّ عـندّما تـّوقف فجـأة ، نـظرّ إلى مـاّري ثمّ قـّال بابتسامة بسيطة بالكادّ كانت تظهر على شفتيه
ـ عزيزتيّ ، كفّي عن اللعـّب تعـّلمين أننيّ لا أحبذه
قطـّبت مـّاريّ ، كمّ هو منـّافق ثـمّ هـزتّ كتفيها بعـدّم اهتمـّام لا بـأسّ مـّادام سيتسنى لها استغلال هـذا الوقت في التقـّرب منه ، قـّالت له بـهمسّ
ـ أنتّ شخصّ استغلالي أتّعلم ؟
ضحكّ بكلّ اصطنـّاع و هو يـّضع يدّه على كتفها مقـّربّا إيـاه منهّ فـشهقتّ من شدّة قـّبضته و قدّ تـأوهت بـّخفوتّ عنـدمـّا ردّ عليه بكّل عـّجرفة
ـ أعـّلم ، أو لستّ رائـعّا ؟
بّل بالأحرى شيـطـّان ، لكنّ لم تجـرؤ على قولّ هذه الكلمة لهّ بلّ تمتمّت بـّغّيض ، عنـدّ وصّولهماّ إلى حيثّ يّقف الثـّنائيينّ السـّعيدينّ رحـّبت إليزابيثّ
بماريّ بكل بـّرود و كـذّلك فـّعل كـّايلّ ثمّ صـّعد جـميعهمّ على متّن المصـّعد ،
رّفع نايتّ نـظره للأعلى بتملمّل بينماّ زفّر كـّايلّ بكلّ ضجرّ في حينّ أنّ إليـزابيّث أخذّت تـّقلم أظـّافرها باهتمام و قدّ كـّان يمّلك الثـلاّثة هـّالة عدمّ
الاقـّتراب من حـّولهمّ ، ابتسـمّت مـاري بـبـّلاهة ، مـّا محـّلها من الإعـّراب ؟ صّفقت بيديهّا متجـّاهلة شعورهاّ بالغـّباء و قـّالت بكّل مرحّ
ـ يّاله من يومّ مشمّس جميـّل ، ألّيس كذلكّ نايت ؟
وضـعّ سمـّاعات على أذّنه متـّجاهلا حـدّيثها فقطّبت بـّغيضّ ، ثمّ ضـّربت ذّراعه بـإحـّراجّ كيّ تـّجذّب اهتمامه على الأقلّ ، أنفتح بـّاب المصـّعد
فـّخرج الجميـّع تاركيها خـّلفهم ، بالـرغم من شقتها الصغيرة كانت سيدة فرانسيس تلقي دوما التحية عليها و ويلّيام اللطّيف بحّلوياتّه اللذّيذة ،
زمتّ شفتيها بّتعاسة ثمّ خـّرجتّ ، وجـدّت خـّادمة تّقف أمامهـاّ تنـتظرّ فقـّالت لها مارّي بـفرح
ـ إنهّ يوم جميـّل أليس كذلك آنستي ؟
نـظّرت إليها المـرأة بـّرعب ثمّ أومـأت و دّخلت مسرعة إلى المصـّعد ، حكتّ ماريّ شعرهاّ قـّليلاّ ما الذي حدث توا ؟ لما الجميـّع صـّامت ؟
ضـّربت فخذّها باستنتاج و فكـّرت بّكل سخرية و استهزاء لابدّ أنهّ عـّادة من نوع ما لدى سكان القصّر ، حسنـّا كل مـّا عليها فـعله هو البّقاء متهجمة
الملاّمح و لا تّخرج حـّرفا واحدا من فـّمها هـذّا ، لعلهاّ سوف تصبّح شّبيهة لّسكانه
عنـدّما رأتّ خـادمة أخرى تـرتدّي زيّا مختـّلفاّ ، فستـّانا أسودّ بمريلة حمراء اللون بينما الجميع هنا يرتدّي الأسودّ و الأبيضّ فنـظرّت إليها ماري بـّفضول
، انحنت الخـّادمة بهدوء و قـّالت مـّعرفة عن نفسها
ـ مـّرحبّا سيدّة لبيّر أدعى تاليا و أنّا مرشدّتكّ بهذا القـّصر ،
ضحكتّ مـّاريّ بسـّعادة و قدّ تـّرجمت هـذّا في عقلها على أنهاّ صدّيقتهاّ ، فهي الوحيدّة التي تحـدّثت لها و على شفتيها ابتسامة ، فقـّالت بـّلطفّ
ـ إنهّ يومّ جميّل ،
فـأومأت لها تاليا بكل هدوء لتـشير ناحية غـّرفة مـّا فـّتقدمت ماري و الخادمة تـّرشدها ، إلى غاية وصـّولهماّ ناحية غـّرفة الطـّعـام حيثّ كـّان
الجدّ يترأس الطـّاولة و بجـّانبه على اليسّار أبنه تومـّاس و كـّايل برفقة زوجته أمـاّ نايت فكان يجلسّ على اليمينّ و مـّقعدّ الذي بجانبه فـّارغّ ، لابدّ
أنه مقـّعدها فانحنت مـّقلدة الخادمة ثمّ قـّالت بـّلبـّاقة
ـ صبـّاح الخيّر ،
كـّانت تـّسيرّ بكلّ هدوء مـّراقبة خـطّواتها خشية من فقدانها توازنها كعادتها ثمّ وصـّلت إلى مقـعدها، ابتسمتّ بفخر و دفعت الكّرسي للخلّف كيّ
تجّلس عليه فـسقطّ من شدّة قوة الدّفع ابتسمت بإرباك و انحنت لتسحبه فـجذّب غـطاّء الطـّاولة و كـّاد أن يسقطّ فنجـّان القهوة أيضّا لولا أنّ نايت
أمسكه في آخر لحظة ، وقفّت ماري بسرعة فـّضربت يدّه الممسكة بالفنجّان ليـطّير و يسقطّ فيّ وسطّ الطـّاولة ، تـأوهت ماريّ بـإحـّراجّ ثمّ كـّادت
أن تـّرفع المنشفة و تمسحه لولا أنّ نايت أمسك بمعصمها و أجلسها بكل قوة على مقـعدّها ثمّ تمتمّ بـحدة
ـ بحّق.. كلّ شيء تلمسينه يصّبح كارثة
ابتسمت بتوتر حين سكبّ لها فنجان آخر ، أمسكته بكلتا يدّيها و نـظرّت إلى جدّ بيتر الذّي يـقـرأ الجـّريدة يبدوا باردا كـأحفاده ، قـاّلت بـمرحّ
ـ كيّف حـّالكّ جدي ؟
تـّوقف الجميـعّ عنّ الأكل و نـظّروا إليهـّا فطـأطأت برأسها إلى الأرّض و تمتّمت باعتذار ، لدّيهم عّادات غـّريبة فعلا ، هل لّيس مسموحّ بالحـدّيث
أثناء الأكـّل ؟ يـّال الإحـّراج لكنّ الجدّ بيتر أجـّابها بـهدوء
ـ أنـّا بخيّر ، شكّرا لسـؤالكّ
ابتسمت بلطّف ثمّ ارتشفت القهوة عندّما أعادّتها فورا إلى مكانّها و هي تنفخّ بـخفاءّ، نـظّر إليها نايتّ بطـّرف عينّه لمـّا هي حمقـّاء إلى هـذّه الدرجة ؟
فجـأة سـأل كـّايلّ بسخرية
ـ إذّن نايتّ ، ماذا عن شهرّ العسل ؟ أينّ حـجزتّ ؟
تجـّاهله نايتّ و لمّ يجبّ فـّنـظرّ إليه جدّه بتقطيبه تـّعلو ملامحـّه مهمـّا كانّت العـّداوة بينهماّ كان يجبّ عليه أن يردّ عليه ، فقـّال بحدة
ـ و لما قد يذهب في رحلة ما دام هو من تسببّ فيّ إثارة هـذه الفـضيحة لعيـنة مع رئيس جونسون ؟ أتعـلم أن جميـع الشـركات الأجنبية قدّ صـارت
تخاف التعـامل معنا بسبب تهورك ؟
تـوقف نايت عن الأكل و وضـع المـلعقة جانبا بكل قوة جعـلت الكل يجفّل للحـظة ثم رمق جـده بنظرة حـادةّ هو الآخر ، أمسك بفنجان القـهوة و ارتشف
القـليل قـاّئلا بنبرة بـاردة
ـ عّوض أن تشكرني لإنقـّاذكم من الدمّار هـّا أنت تـّوبخني فقطّ لأننيّ قمت بّما أراه منـّاسبا ؟
احمر وجه الجد بيتر بكل عصبية و قد ثـارت آخر ذرة قد احتفظ بها ، لقد كان ينتظر عودة نايت بفارغ الصبر ليشرح له هذه المشكلة لكن هاهو الآن
يتحدث بكل برود ليعطيه إجابة غير معقولة ، رفع الجريدة الموجودة بجانبه و رماها على وجه نايت بكل قوة ليبتسم كايل بكل سخرية في حين كتمت
إليزابيث ضحكتها ، تحدث الجـد بنبرة عـّالية تّرتفع مع كلّ حرفّ يتفوه به منّ بين شّفتيه
ـ ما الذي تّقصده ؟ لقدّ أصبحت تتمادى فعلا فيّ أفعـّالك ، تفعل ما يحلوا لكّ
رمقـه نايت بـّبرود ثمّ وجه نظرته الحادة ناحيةّ كاّيل المبتسم بسخرية ثمّ قاّل بـحدة ، لابدّ أن هـذاّ من عمـّله إذ لم تنجح خطته في إفساد الزفاف فـيحـاول
تّحريض جده ضده ، تنهد بقلة حيلة ثم ابتسمّ بسّخرية لاذّعة محدّّثّا ابن خـّاله
ـ أليس هـذا سّخيفا كـايل ؟ تـحرض جدي علي ؟ أعني لقد تفوقت على جميع مستويات دناءتك فهنيئا لك
ابتسم كايل بكل سخـرّية مسنداّ خده على ذراعه بكل راحة و يبدوا أن مجرى الحديث قدّ أثار سعـادته في حين تمالك الجـد بيتر أعصابه و هو يرمق
حفيديه بـغضب عـارم ضّرب طـّاولة بّقوة فّجفل جميّع الخدمّ ، قـال بحدة و صوته الجمهوري يترددّ في المكان كالصدى
ـ أتظننيّ دمية ليسيرني أحدكما بكلامه ؟
تنهد نايت بكل برود بينماّ تجاهل كايل كلام جـده و هو ينـظر في الأنحاء بقليل من الضجر ، فـوقف بيتر بقوة لتـظهر قـامته الـرشيقة و مـلامحه
الحـادة التي برغم مـرور الـزمنّ و ظهور التـجاعيد على وجهه إلا أنه لا يـزال محتفظا برونق جـاذبيته ، مـرتديا بذلة رسمية رمـادية تـبرز مـدى
عمق لون عينيه ، عـاد يتحدث بنبرة غـاضبة قـوية
ـ نـايت روفس ماكاروف ، كايل لبير يستحسن بكما أن تـتبعاني إلى مكتبي و فـورا
غـادر الجد بيتر مسرعاّ طاولة الطّعام غيّر قـّادرا على تحملّ حـّرب حفيدّيه المسعوّرة في حين وقف كايل بضجرّ واضـح إنحنى و قبل إليزابيث
بإبتسامة واثقة ثمّ سار خلف بيتر بينما بقي نايت جالساّ و قدّ كان وجهه شاحبا بشدة ، عّينيه الداّكنتين غّادرهماّ لمعّانهماّ فّّوقف ببطّء ثمّ سّار خّلفهمّا ،
نـظرّت ماريّ إلى نايت بّقلقّ منّ شّحوبه المخيّف و كـّادتّ أن تتّبعه لوّلا أنّ إليزابيثّ كانتّ فيّ طّريقهاّ أمـّام المخرّج تمّاما ، تحدثّت ماري بّقلقّ
ـ إليزابيثّ ما الذي يّقصده الجدّ بيتر بّروفس ماكاروف ؟ ما الذيّ يّحدث ؟
رمقّتها إليزابيثّ بنـّظرات نـّارية حـّادة فّلو بإستطّاعتهاّ لقّتلتهاّ الآن و فـّورا لكنّها عـّاجزة بهذهّ اللحـّظة فقطّ ، رفـّعت كّتفيهاّ ببّرود و اقتربتّ منهاّ
لتهمسّ في أذّنها بنبرة ناّعمة رّقيقة
ـ إن كنتّ على أهبة الاستعداد لزواجّ به فهلّ أنت مستعدّة لّغوص فيّ أسرارّ نايت المّظلمة ؟ تّلك الأّسرار الّتي جّعلته على ماهوّ عليه الآن ، تّلك
الأسـّرار التّي أودتّ بحيـّاة الكّثير ، هلّ أنت مسّتعدة لها ... مـآري ؟

/

آنتهـّى الشـآبترّ العـّشرينّ و منّ هـّنا سّوف تأخذّ الـّرواية مـّجرى
آحــدآثّ آخـّرى عـّديدّة ، فـأرجـّوا أّن يكونّ البـآرت عنـّد حسّــــن
ظـّنكنّ و أرجـّوا الـّمعذرة على التـأخيـّر
__________________