عرض مشاركة واحدة
  #39  
قديم 12-28-2015, 11:34 AM
oud
 
بّعد مـدةّ تّوقفّت السّيارة أمامّ قصّر فخمّ تهاوىّ الضّيوف إليه منّ جميعّ الأماكنّ و قدّ زينّوا أنفسهمّ بأبهى الحّلل لأشهرّ المصّممينّ و بأفخمّ المجّوهراتّ
فّنـزلّ سائقّ مسرعاّ لّيقوم بّفتح البّاب لسيدّ بيّتر ، لحـظةّ خروجّه سمعّت ماريّ أصواتّ الّصحافيين و هي تندّفع نّحوه بينماّ حراسّ فرانسواّ يحمّونه ،
خـّلفه كاّيلّ الذيّ تـّظاهرّ بترتيبّ سترتهّ بينماّ هّم يأخذونّ عدةّ صورّ له ، تتأبطّّ ذّراعه إليزابيثّ بّابتسامتهاّ المثّيرة و عينيهاّ المغّريتينّ كاّنت بالفّعل
محطّ أنظاّر الكّل ، ثمّ اقتربّ نايتّ منّ ماريّ ليّمدّ يدّه ناحيّتها ، ارتبكتّ و شعرتّ بدقّات قّلبها تّعلوا فجأةّ و لو كان الأمرّ بيدّها لعادتّ بّرفقة الساّئق
لكنّ نايتّ خرجّ بّهدوءّ ليعمّ ضجيجّ قدّ حاول بعضّ الصّحافيينّ تجاوزّ الحاجّز لّسؤاله لكنّ فرانسواّ منعهمّ عندّما استداّر ناحيّتها ثمّ جذّبها بّخفة منّ
خصّرها ، ارتبكتّ و وضعتّ يدّيها علىّ صدّره ليبتسمّ بّكل جاذّبية كماّ لو كأنهاّ نابعةّ من قلبهّ ، تمسكتّ به و همّ يجتّازونّ سجادّ الأحمرّ بينماّ هناكّ
العديدّ من الأسّئلة تطرّح على نايت خّصيصاّ
ـ سيدّ نايتّ لبيرّ هناكّ إشّاعات أنكّ قّمت بّتخريبّ شركّة جونسونّ ما مدىّ صحتها ؟ ماّ تّعليقكّ عن محاولة وريث جونسون قتلك ؟ هل يخطط مجلس
إدارة لبير لطردك ؟
نـظرّت إليهمّ ماريّ بّإستنكّار ما هذّه الأسّئلة ؟ إنهمّ يتهمونهّ بّقتلّ و تخريبّ شركة جونسونّ بينماّ همّ منّ أرادّوا العبثّ معهّ بينماّ سّار نايتّ بخطّوات
واّثقة كسّولة أمامهّا بملامحّ وجّهه البّاردة لوّ أنه يّنفيّ أقوالهمّ فقطّ ،حينّ تجاوزّ صّحافيّ ماّ حاجّز عابّرا السجادّ الأحمرّ ليّصل إلّى ماريّ أمسكّها
منّ ذراعهاّ لافّا إياها ناحيّته فّشعرتّ بالّرعب عندّما وجدتّه يضع قلنسوة بينماّ يقترب منها أكثّر لّيحيطّ وجّهها بيدّيه ، تحدثّ بصوتّ خبيثّ
ـ آنسة سندّريلا ماّ الذيّ تقولينه عنّ محاولتكّ المستميتةّ لسّلب نايتّ لبيرّ ثروته عبّر إجّباره على إعـطاّئك الـ 500 مليونّ دولارّ ؟
شحبّ وجّهها بأكّمله كماّ لو كّأن ملاكّ الموت قدّ داهمهاّ و ارتجّفت أناملهاّ فيّ محاولة يّائسة لإبعاد هذاّ الرجلّ عنها قدّ عجّزت تماماّ عن النطّق
طاّلبة لنجّدة لماّ جذّبها نايتّ منّ معصمهاّ ناحيّته فّأخفت وجّهها لتلفّ ذّراعيهاّ حوله بينماّ رمقّ نايتّ فرانسوّا بكلّ حدةّ ليتقدم منهماّ مسّرعا محـّاولاّ
الإمساكّ بّالرجلّ لكنهّ إختفى بينّ الحشودّ ، فأمرّ حراسهّ بّتعقبه بينماّ بقيّ هو خلفّ كلا من ماريّ و نايتّ مراّفقا إياهمّ إلىّ غاّية البوابةّ كيّ يتجنبّا
أسّئلة الصحاّفة فيّ حينّ أنّ كاّيل و إليزابيثّ و الجدّ أيضّا ينتـظرّون أمامّ المدّخل بينماّ يبدواّ من ملامحّهم علاماّت الغيضّ و عدّم الرضا فّكيفّ لهذاّ
الرجلّ أن يتجاوزّ الشرطّة و الحراّس بكلّ هذه السّهولة لّيصل إلى ماريّ لا و بلّ أن يمسكهاّ كفايةّ لّقول ماّ يريدّه
أحاطّ بهمّ الحـّرس بينماّ احتدت عينّي نايتّ لتّصّبحا بّلون أشدّ دّاكنة و أكثٍّر عمّقاّ ثمّ ابتسمّ مجاّملة لّصحاّفة لتتجه عاّئلة لبيرّ إلىّ داّخل القصّر ،
حينهّا كّانت الأضواّء منيٍّرة فيّ كل مكانّ و الضّيوف منّ جميعّ أنحاّء العّالمّ يَّضعونّ الأقنـعّة و أصّوات ضحكّاتهم يتّعالىّ معّ نغماتّ الموسيقّى الهادئّة ،
كّؤوسّ تّصطدمّ يبعضها البعضّ نخبّا ، حلّوياتّ و المقّبلاّت من ألذّ ماّ صنـّع .. وسطّ هذّه القّاعة الكبيّرة وجـدتّ طـّاولة وضعتّ عليها كعّكةّ عمـّلاقة
أعلاهاّ كلمّات مرحبّة لعودةّ ملكّ الإقتصادّ إلى بلدّه ، صديّق الجدّ بيترّ و مناّفسه الوحيدّ فيّ الأسواقّ فّتقدمّ بيترّ إلّى ذلكّ الرجلّ الذيّ يجّلس على
كرّسيّ مقعدّ و صّافحه بكلّ حرارةّ محتضناّ إياهّ ثمّ عرفّ عن إليزابيثّ التيّ كانت تبّتسمّ بكلّ رقة ناحيّته ،
رفّع كاّيل كمّ سترتهّ و قدّ أزعجّه ثمّ تخلّلت أناملهّ خّصلات شعرّه البنيّ بّكل كّسل حينّ نظرّ بطرّف عينه إلىّ ماريّ الشـّاحبة و وضـعّ ذرّاعه حول
كّتفيهاّ بحركّة صبيانيةّ ليهمسّ بّتحذيّر
ـ مارّي ابتسمّي بالرغمّ من حضّر دخول الصحافّة إلّى القّاعة لكنهمّ هناّ بكل تأكيدّ لذّلك لاّ تدّعيهم يأخذّونكّ كّموضوعّ رئيسيّ لهذّه الأمسيةّ ،
أومأتّ بالإيجاّب و ابتسمّت بكلّ توترّ ، هناكّ شخصّ آخر يّعرفّ بّأمرّ الديون و الـ 500 ملّيون دّولار عدى آرثرّ ؟ أيعقّل أنهّ سربّ الملفّ
فقطّ لأنها تجاّهلته ؟ لكنّ من ذلكّ الرجلّ ؟ و لماذا أخبرهاّ بدّلا أنّ يقوم بنشرّ هذه المقالة فيّ الصحيفة ؟ إنهاّ لا تملكّ أيّ فكرة منّ هذاّ الذيّ
يسعى خلفهاّ و منّ بجّانبهاّ و ما الذيّ يريدّونه منها ؟ ما الذيّ يمكنهاّ أن تفعله إنّ تسرّبت هذّه الأخبارّ إلى العامة ؟ ماذاّ إذاّ أجبرتّ علّى تركّ نايت ؟
زمتّ شفتيهاّ كاتمّة دّموعهاّ لّتهمسّ بنبرة باكيّة
ـ لاّ يمكننيّ أن أهـدأ
تنهدّ كايّل متفهماّ موقفّها فهذّه هيّ المرة الأولى التيّ تخرجّ فيهاّ إلى أحدّ الحفّلات بّصفتهاّ سيدّة لبيّر الثانية و أن تكون مستهدّفة منّ قبلّ الصحاّفة ؟
قّال بّضحكة
ـ يجبّ عليكّ أن تكونيّ مستعدّة ماريّ فأنتّ الآن بّمثابة الحّلقة الأضّعف و الموضوعّ الأكثّر إثارة فيّ العائّلات العريقةّ ،
يسّعدنيّ أنّ أتركّ منصبيّ لكّ الآن
أخفّضت رأسهّا بّإحراجّ كبيرّ من مناداّته لهاّ بّالحلّقة الأضّعفّ ، ألمّ يّقل لها نايتّ سّابقّا أن تكونّ قوية ؟ لأنهماّ معّا ، لأنهاّ معه ؟ الآن
و بهذّه اللحـظةّ يجّب عليهاّ أن تتماسكّ و لاّ تفكرّ بّهوية ذلّك الرجلّ فكلّ ما يهمّ هوّ أنّ تجّعل الجدّ فخوراّ بّوجودّها فيّ العـّائلة و أنّ لا تكونّ أقّل
شّأنا من إليزابيثّ ففيّ النهايةّ هي تلكّ المرأة الفّريدة التي تمكنتّ بالفوزّ بّقلب نايت فّي أنظاّر الصّحافة ، أمسكّها كايّل من ذّراعهاّ جاذّبا إياهاّ ناحيةّ
صديٌّق الجـدّ و هو يصّيح بّكل مرحّ
ـ مرحبّا و أهلاّ بّمدّمر الاقتصاد ، رؤيتكّ تنعّش الذّكريّات أيهاّ العـّجوز
ثمّ صافحّه بينماّ فلادميرّ ذلكّ الرجلّ العـجوزّ يّضحكّ بهدوء على تّرحيبهّ النادرّ ثمّ أشـّار كاّيل على ماريّ داّفعا إياهاّ إلىّ الأمـامّ و قّائلاّ بّضحكةّ
ـ و هذّه هيّ زوجّة وريثّك فيّ التدّميرّ ، ماريّ روبرّت ألقّي التحية
أومـأتّ بّخجلّ و اقتربتّ منه لتصّافحه بينماّ يدّها ترتجفّ فّأمسكّها فلادّمير مّظهراّ إبتسامةّ مجاّملة و أحدّ حاجبّيه مرفوعّ لتقيمهاّ ، هذّه الفتاة
من اختارها نايت ؟ لاّ تبدوا كذّوقه المعتادّ فّقّال بّصوتّ قويّ جمهوريّ
ـ أينّ هو نايتّ ؟ ألمّ يأتيّ برّفقتكم ؟
ـ أنـّا هناّ، سيدّي
نـظرّ فلادمير خلفه ليّجدّ نايتّ واقفّا بكّل بّرود حاملا بينّ أناملهّ كأسّ نبيذّ و قد نزعّ ربّطة عنّقه بكلّ ضجرّ بعدّما تّململ منّ محاولاتهّ المستميتةّ
فيّ جعلّ ضغطهاّ يّخف قّليلا ، إتجـّه إليهمّ و صافحّه بّكل برودّ ثمّ وجّه نظرّة حادّة إلّى كايلّ ليمسكّ بذّراع ماريّ جاذبّا إياهّا ناحيّته ، فابتسمّ
فلادميرّ هذّا الفتى لن يتغيرّ مطّلقا لابدّ أن بيتر حذرّه من تصرفاته الوقحة و إلاّ لماّ أتىّ ليصافحه فهوّ ذلك النوع المتعجرفّ الذيّ إن تحدثّ
كلماّته تهبّ من حول غيرهّ كنسيمّ مسمومّ ، أشّار على طـّاولة المخصّصة له و قّال بّابتسامة
ـ أرجوكمّ شاركونيّ الحديثّ هذّه الأمسيةّ،
فّإتجّه الكلّ إلىّ تلكّ الطـّاولة و جلسّ بيترّ بهيبته و فخرّ عاّئلته بجاّنبه الأيمنّ كاّيل برفقة إليزابيثّ و بجاّنبه الأيسّر نايتّ و ماريّ بينماّ فلادمير
أمامهمّ على كرسيّه المتحركّ فيّ طـّاولة مستدّيرة على جانبيه كلاّ من ماريّ و إليزابيثّ ،
كّان كاّيل غيّر مبّاليّا بموضوعّ الحفّلة كعّادته و إنّ لم يلزمّ عليهّ جدّه الحضّور لماّ كان هناّ ، يوجّه نـظرّاته فيّ كلّ مكانّ مراقّبا الضّيوف
فبرّغم منّ أنهّ مجبّر إلاّ أن عمـّله هوّ تحّليلّ شخصّيات العمّلاء و معّرفة إنّ كان اتفّاق معهمّ يستهلّ الشّراكة ، لكن هـذّه المرةّ فقطّ لم يهتمّ بّل
و بينّ عينيهّ كانّت تلكّ الصورّة لا تفّارق مخيلته و مهماّ فعلّ أو تحدثّ محاولاّ النسّيان إلاّ أنهّ يبدواّ مستحّيلا ، نسّيان إليزابيثّ التيّ تّقبلّ نايتّ
بكلّ شغفّ معتّرفة له بّمشاعرهاّ أمر مستحيّل له ، رمقـّها منّ خلفّ رموشهّ ليجدّها تبتسمّ خفيةّ لنايتّ الذيّ ردّ بكل عّجرفة على سّؤال فلادميرّ
، جمعّ قّبضته بّكل عّصبيةّ و أسّى فيّ نفسّ الوقت راّغباّ أنّ يّلكمّ نايتّ حتىّ لاّ يستطيّع الحـّركة فلماذاّ منّ بين جميعّ نسّاء إليزابيث ؟ ألمّ يّقل
أنهّ واقـّع فيّ حبّ ماري ؟
وجـّه نظرّه بخفّية إلّى ماّري التيّ تجلّس مكانهاّ كفتاة مّطيعة و لاّ يبدوا عليهاّ الانسجام معّهمّ ، أيّعقـّل أنهاّ تّعلم بحبّ نايتّ نحوّ إليزابيث لكنهاّ
لا تظهر ذلك ؟ هزّ رأسه نفّيا ، هذّا غيرّ معقول فّهي تحبّ نايتّ و ذلكّ واضحّ من حّركاتهاّ و نظرّاتّ عينيهاّ العّاشقة هلّ هيّ أيضّا مجردّ طرّف
آخر فيّ هذه العلاّقة السّرية ؟ هلّ تزوجّها نايّت من أجلّ إخفاءّ علاقته بإليزابيث؟ زفّر بّقوة و وقّف لّيرمقه جدّه بصدّمة فّابتسمّ بكلّ مرحّ قّائلا
ـ أرجّوا المعذّرة ،
كاّن الوضّع عاّديا كماّ لو كأنّ شيئّا لمّ يكنّ ربماّ هذاّ ماّ ظنتهّ ماريّ فيّ حينّ أحاطتّ نظرّات نايتّ الحـّادة و المتفحصّة كلّ القاّعة ، لقدّ أرسّل
فرانسواّ لإلقّاء القبضّ علىّ هذاّ الرجلّ الذيّ تجرأ على أنّ يتحداّه لكنّ لمّ يّصله خبرّ حتىّ الآن و لوّ لمّ يكن مجبّرا للبقاّء فيّ هذّه الحفّلة لّغادرّ
هو أيّضا لكيّ يعثرّ عليه ، كيفّ له أنّ يعلم بّشأن الـ 500 ملّيون دّولارّ لاّ بلّ حتىّ أنه حاولّ تهديدّ ماريّ أمامّ نـظرّ العّالم ، أيّعقلّ أنها الخـطوةّ
التالّية لكاّيل ؟ قدّ يكون استعانّ بّرجاّله ، نـظرّ إلىّ ماريّ التيّ تّلعبّ بّأناملهاّ حولّ حافةّ الكأسّ ثمّ زفّر بكلّ حدةّ أيّعقلّ أنه اكتسبّ نقطّة ضّعف
أكثرّ مما ظنهاّ نقطةّ قوة لصّالحه ؟ يبدواّ أنهاّ مستهدفةّ فيّ كل شيءّ ، حينّ وضّعت إليزابيثّ يدّها علىّ كتّفه مبتسمةّ بكلّ رقة ، رفّع نظرهّ
ناحيّتهاّ بكلّ ضجرّ لتتحدثّ هيّ بنعومةّ
ـ هلّ تتشرفّ بإعطاّئيّ الرقّصة الأولى ؟
كاّنت أنظارّ الجميّع حولهماّ فّوقفّ بّهدوء ممسكاّ بّيدهاّ متجّها إلىّ قّاعة الرقصّ ، حينّ تأففتّ ماريّ بّكره و قدّ وجدتّ أنّ الكلّ منسجمّ فيّ هذاّ الحدثّ
غيّرها فّأخذتّ تنظرّ من حولهاّ لعّلها تلمحّ شخصّا تّعرفّه فقدّ يأتيّ ويليامّ و ربماّ يجلّب معه فلورّ كرّفيقته ، رفعت كأسّ العّصيرّ بين يدّيها بمللّ
شديدّ لوّ أنهاّ فقطّ بّقيت فيّ المنزلّ ، نهضّت بّهدوءّ و قّالتّ بكلّ لبّاقة
ـ أرجواّ المعذّرة
نـظرّت إليهمّ بّأسىّ فّلا أحدّ قّد إلتفت إليهاّ لتذّهب تجرّ أذّيال الخيّبة وراءهاّ متجّهة نحوّ تلكّ الحّلوياتّ التيّ تنادّيها ، رفعّت صحّناّ و أخذتّ تملئه
بكلّ ما لذّ و طاّب حين تناهى إلى مسامعهاّ صوتّ موسيقّى الهادئّة قدّ إتجه معظم الضّيوف إلّى وسطّ القّاعة فّدفّعت قطعّة ذاّت شكلّ وردةّ إلىّ فمها
و هيّ تّشعر بالإحبّاط أكثّر فأكثّر ، رأتّ نايتّ و هو يّرافقّ إليزابيثّ المتأبطّة بذّراعه بّكل هدوءّ إلى حلّبة و يجيّب على أسّئلتهاّ دونّ كللّ أو مّلل بينماّ
إن سألتّه هيّ شيئّا فّسوفّ يّرميها بّشتى أقّسى أنواعّ الكلماّت فيّ قّاموسه ، قّالت بّغيضّ
ـ أتمنىّ أنّ يكسّر كعبّ حذّائكّ و تسّقطيّ أرضّا أيتهاّ الأفعىّ،
حاّلما إنتهتّ من جّملتهّا استداّرت لتأخذّ المزيدّ من الحّلوياتّ لتتفاجأّ بوجودّ شّابّ ماّ يّرتديّ قّناعّا أسوداّ يّلائمّ خصّلات شعرّه الحّريريةّ و يّبتسمّ
بكلّ هدوءّ بينّما لمعّان عينيهّ الداّكنتينّ فيّ ازدياد ، بدا لماّري مألوفا فّاقتربتّ منهّ بّقليلّ منّ الفظاظة ثمّ نـظرّت إلّى بشّرته الشّاحبة لتبتسمّ بكلّ
إدراكّ إنهّ يّشبه نّايت نوعّا ماّ ربماّ بّسببّ الهالةّ التيّ يطّلقها من حّوله أوّ ربماّ لّبّشرتهمّا المتشاّبهة فبّادرهاّ بإبتسامّة مجّاملة و هو يستندّ على
الجـّدار الذيّ خّلفه حينّ كادّت ماّريّ أن تّغادرّ لولاّ أنهّ تحدثّ بنبرةّ هادئةّ جّميلة
ـ هلّ تّقبلّ آنستيّ اللطّيفة بقّبول دّعوتيّ إلىّ الرقصّ ؟
رمقّته ببرودّ واضحّ غيّر راّغبة فيّ إكّمال الحديثّ معهّ ، إنهاّ تأكلّ الحلوىّ بّشراهة و صحنهاّ مملوءّ بّشتى أنواعّ المقبّلات بالّفعل هيّ ليستّ
المناّسبة التيّ يطّلبها إلّى الرقّص فّقّالت بّإحراجّ
ـ أنـّا أسّفة لكنّني مضّطرة إلّى رفضّ الدّعوة فكماّ ترىّ أناّ إمرأة متزوجةّ
ابتسمّ بجاذّبية و استندّ على الطّاولة التيّ خلّفهماّ بجاّنبها تماماّ ، سحبّ قّطعة حلوى منّ صحّنها و أمالّ برأسه قّليلا ناّحيتهاّ منحنياّ بّعدما وجّه
عينيهّ ناحيّة نايتّ الذيّ يّضع يدّه على خصّر إليـزابيثّ الضاحّكة بينماّ الجدّ يّصيحّ بّشيءّ ما إليهماّ ليبتسمّ الاثنينّ معّا فّرمقّه الشّاب بّسخريةّ شديدّة
و أشّار عليهّ بقّليل من الاستهزاءّ
ـ أرى أنّ زوجكّ مشّغول جداّ فيّ مغّازلة عـّارضة الأّزياءّ تلكّ لذاّ ما رأيكّ أنّ نثّير غيّرته و نجّعله يّلتفت إليكّ ؟ آنسّة ماري ؟
بّالرغمّ منّ نيلّ الفكرة استحسانهاّ و رغّبتها الشديدّة فيّ تنفيذّها إلّا أنهاّ هزتّ رأسهاّ نفيّا و الإحراجّ يّعمّ كيّانها بأكملهّ ثمّ وضعتّ الصحنّ جاّنباّ
علىّ الطاولة لترتبّ فستانهاّ قّائلة بكلّ خجلّ
ـ أسّفة لكنّني أفضلّ البقّاء هناّ
زمّ الشّاب شّفتيه بّتعاسة و قدّ احمرتّ وجنتيه قّليلاّ ، ثمّ استدارّ ناحيّتها و همسّ بنبرة متلعثمةّ و مرتبكّة لكنهاّ شديدةّ الرّقة ذاّت بحّة خفيفةّ
ـ بّعد أن استجمعتّ شجاعتيّ لتحدثّ معكّ آنستيّ هـذاّ مثيرّ لشفقة، عذّرا على إزعاجّك
أمامّ مظهرهّ اللطّيف استسلمتّ ماريّ بسّرعة و قدّ شّعرتّ بالخجلّ لرفضهاّ شابّ مهذبّ وسيمّ مثّله فّأمسكتّ بكلتاّ يدّيه و علتّ شفتيهاّ الوردّيتين
ابّتسامة مليئةّ بالحماس قّالت بّمرح
ـ حسناّ لا بأس إنهاّ مجردّ رقّصة لاّ غيرّ
أخذتّ تجّره إلّى الحّلبة فّيبدوا أنّ فكرّته قّدّ راقتهاّ جداّ ، فّوضعتّ يدها على كّتفه بينماّ لامّست أنامّله ظّهرهاّ و على شّفتيه ابتسامةّ حّقيقيةّ مرحّة
برغمّ من أنه حاولّ إخفاّء ضحكتّه لكنهّ لمّ يستطّع من ردّة فعلّ ماريّ السّريعةّ فّتحدثّ بنبرةّ ضاحكّة
ـ ماريّ ، هلّ أنتّ فعلا زوجـّة نايتّ لبيرّ أمّ أناّ مخطئّ ؟
لمّ تجّبه بلّ إكتفتّ بالنـظرّ إلىّ نايتّ لعلهّ يلمحّها لكنهّ لمّ ينظرّ ناحيّتهاّ فّتنهدتّ بخيبةّ أملّ ، حينّ تحدثّ الشّابّ بّنبرة متّلاعبةّ خافّتة
ـ ماريّ أناّ أعلمّ الطّّريقة المناّسبة و الأفضّل لاسترعاّء انتباهّ زوجكّ، أتّردينّ أنّ أخبركّ بها ؟ إنّها فّعالة بالفّعل
نـظرتّ إليهّ ماريّ بّقليلّ من الاستنكارّ منّ ذّكرها لاسمها عدةّ مراتّ بينما هيّ بالكادّ تّعرفه ، كاّن شّاباّ غّريب الّتصرفاتّ ذّو نبرةّ متلاعّبة
و أعّين حـّادة ذاتّ رونقّ منّ الغّموض ، فجأةّ أضطرب قّلبها بّقوة معّلنا عنّ وجودّ خطبّ ماّ لذّلك ابتعدتّ خطّوتين للخلفّ لكنهّ أمسكهاّ مسّرعاّ
و جذّبها ليرتطمّ رأسهاّ بّصدره ، اخفضّ رأسه و همسّ بّصوت مثيرّ مشّبع بّنبرة الانتقامّ فيّ أذنهاّ ،
ـ أخبرّي زوجكّ العّزيزّ أننيّ أناّ ديميتريّ قدّ عدتّ و هذّه المرّة سأكونّ أناّ منّ يستوليّ على عّرشّ القمّة ،
رمشتّ مراراّ قبلّ أن تستوعبّ كلامهّ ثمّ حاولتّ أن تّدفعه عنهاّ فّزاد منّ حدةّ قّبضتهّ حول مّعصميهاّ، ابتسمّ بّسخرية شديدّة و عّلتّ ملامحّه
صّفات الخبثّ فّنزع قّناعه الأسودّ لتسدل خصّلات شعرهّ الأسودّ على جّبهتّه، تّحدثّ بّضحكةّ
ـ هـذاّ إنّ نجوتّ عزيزتيّ
فجأةّ دوى صّوت انفجار منّ مكبرات الصوت التي تحتل القاعة بأكملها فّثارت النيران فيّ كل مكانّ و التهمتّ كل ماّ وجدتّه أمامهاّ ، و حينهاّ
فقطّ تركّ ديميتري يدّ ماريّ فّتدافعّ الضّيوف منّ حولهاّ محاولينّ الإسراعّ إلىّ المخرجّ الذيّ و بّصدمةّ عنيفةّ هزتّ أركانّ المكانّ كانّ مغلقاّ ،
فّنـظرتّ ماريّ بّعينين واسّعتين امتلأتا رعباّ بينماّ هناكّ العديدّ من الأسّئلة تدّور بّخلدهاّ فّمن يكونّ هذاّ ديميتريّ ؟ لماذاّ يّسعى للانتقامّ من نايت ؟
و الّسؤالّ الأهمّ كيفّ لهاّ أن تّعثرّ علىّ نايت وسطّ هذه الفّوضى و تحذّره ؟
دفّعتهاّ سيدّة فيّ متوسطّ العمرّ و هي تصّرخ بّذعرّ لتسقطّ ماريّ أرضّا علىّ تلكّ الطاّولة التيّ كانتّ مليئة سابقّا بّأشهى الحّلويات و الآن ماّهي
سوى مصدرّ طعاّم للهبّ كذلّك صّار فّستانهاّ غاليّ الثّمن ، فّمزقتهّ بّخوف منّ أنّ تحرقّها النيرانّ و سّارعت بالّوقوف ،
ركضّت إلىّ حلبّة الرقصّ و بحثتّ فيّ كل ركنّ بينماّ هي تصّرخ بّشفتين مرتجفّتين إسمّ نايتّ ، كيّف يمكنّ لها أنّ تجدّه ؟ فّعادتّ تناديّه حينما
ابتسمتّ ماريّ بّسخرية على حاّلها و لوهلةّ من الزمنّ تساءلت ، إن كانتّ هيّ و إليزابيثّ فيّ نفسّ السيّارة بّتلك الحاّدثة ، منّ يهمّ لإنقاذّها أولاّ ؟
لنّ تكون ماري بكلّ تأكيدّ فّعادتّ الدموعّ تتساقطّ بحرارة علىّ وجنتيهاّ الورديتينّ لتحاول مسحها متماسكّة ، ثمّ التفتت مستديرّة لتلمحّ كايلّ خلفّها
بّأمتارّ عدةّ ينظرّ تماماّ إلىّ زاوية ماّ و عّلاماتّ الصدّمة تّعم ملامحه قدّ كانتّ حالته مزريةّ رديئةّ تماماّ مثّلها تماماّ ،
تنهدتّ بّأسى و تّقدمتّ ناحيّته عندماّ لمحتّ فجأةّ ذلكّ البّاب الحديديّ بّأكمله يّهم بّسقوطّ على كايّل ، شهقتّ بّرعب شديدّ و أخذتّ تناديّه بّذّعر لكنه
لمّ يستحب لهاّ إذّ كانّ شّاردا فيّ أفكارهّ فّركضتّ نحوه و بّقوة غيرّ اعتيادّية تمكنتّ منّ دفّعه إلىّ الخلفّ ثمّ نـظرتّ إلىّ ذلكّ البابّ الفّولاذيّ و رفّعت
ذّراعيهاّ لتصدّه ، فّصرخ كايلّ بّذّعر هوّ الآخر غيرّ مصدقّ لماّ يحدثّ من حوله
ـ مـاري



إنتهـّى
أتمنىّ يكونّ نالّ إعجـّابكم
__________________