عرض مشاركة واحدة
  #41  
قديم 12-28-2015, 11:36 AM
oud
 
دعّوة لّلموتّ غّزى أركانّ حفّلة فلادمير ، هذاّ كان العّنوان الرئيسيّ فيّ كلّ قّناة صّباح اليّوم المواليّ و مقّالة مسّلية
وردّ فيهاّ أخّبار عنّ جميّع الضّيوف و أحّوالهم الرديئة ، بينماّ و بدّاخل ذلكّ المستشفى قد نقّل إليه أغّلبية المصّابين
أصّبح مشّهورا فكاّنت جميّع الصّحافيينّ يّقفون خلفّ أبوابه بّإنتظارّ خروجّ أحدّ المشّاهيرّ ،
فيّ أحدّ الغّرف العّديدةّ عنـدّما قّررتّ أخيّرا أنّ تّفتحّ عينيهاّ الواسعتينّ و هـذّه المرةّ قدّ عكسّتاّ مدىّ الفّراغّ الذيّ تشعرّ
به نـظرّت حّولهاّ، غّرفة بيّضاءّ خـّاليةّ منّ أيّ شيء سوّى رائحّة المعقماّت و صّوت دّقاتّ قّلبهاّ احتلّ ذلك الجّهاز ليعلن
استمرارها بالعيش فّحاولت تحريكّ قّدميها للمغادرة لكنهاّ لم تّشعر بهماّ قطّ ، كأنهماّ لمّ يّعودا جّزءا منّ جسدّها فاعتدلت
فّي جلستهاّ مستندةّ على الوسادةّ التيّ خلفها و رمقتّ قدّميها بّريبة شديدةّ تّخللهاّ خوفّ من المجهول ،
لتّعيد المحّاولة بّعزم فّاختل توازنهّا بعدماّ ركزتّ كلّ جهدها علىّ يدها اليمنىّ لتسقطّ أرضّا علىّ وجّهها تماماّ ، رمشتّ مراراّ
غيرّ قادرة على استيعابّ لماّ قدميها لا تستجيبان لأوامرهاّ ؟ لماّ هيّ هناّ ؟ و ما الذيّ قدّ حدثّ ؟
أغّلقت عينيهاّ محـّاولة التـذّكر ، لقدّ كانتّ فيّ حفّلة تنـكّرية بّرفقة عّائلة لبيّر ثمّ .. ثمّ دّعاهاّ شّابّ ماّ لرقصّ و وافقّت لكنّ لما ؟
نـّايت .. أجلّ نايتّ و إليزابيثّ ، كايّل إنفجاّر و الحريقّ اللهبّ الذيّ رفضّ أنّ يّخمدّ أخيرّا تلكّ المرأة التيّ ضحتّ بّحياتهاّ من أجّل
حّمايتهاّ ، عندّما أوشكتّ الأثريةّ علىّ الوقوعّ عليهاّ سارعتّ بّالركضّ ناحيتهاّ غيرّ آبهة بّإنقاذّ نفسهاّ
عندّها رأتّ نفسهاّ مستلقيةّ على الأرضّ فيّ تلكّ القّاعة و الكلّ يركض من حولهاّ بينما كانّ ذلكّ البابّ الفولاذيّ يّعيقها من التقدّم
و هوّ يؤجج نيراناّ لاسعة على قدميها ، صّرخاتّ كايلّ مطاّلبا إياهاّ بّعدم الاستسّلام و محاّولاته العديدةّ لإنقاذّها ، ثمّ مغادّرته لجلّب
المسّاعدة حينهاّ اقّترب اللهبّ منهّا أكثّر، شهقتّ بّخوف و أخـذتّ تّصرخّ بّرعب و هي تحـّاول الوّقوف مبتعدّة عنّ النيرانّ لكنهاّ
لا تنفكّ الاقترابّ منهاّ أكثّر و أكثّر ، صاحتّ بهستيرية و هيّ تزحفّ
ـ لاّ ، لاّ لا تقّتربيّ .. أبتعدي عنيّ ، لاّ
علىّ صوتّ صّرخاتها المستغيثةّ فتحّ بابّ غّرفتها بّقوة ليّظهر منّ خلفهّ حراسّ عدةّ يترأسهمّ فرانسواّ الذيّ اتسعتّ عينيه بّصدمة
فّتدارك نفّسه و ركضّ إليهاّ لّيحاول رّفعها معيداّ إياها إلىّ مكانهاّ لكنّ بدى كماّ لو كأنها لم تكن واعية لما يحدثّ من حولهاّ ، بلّ
بدى كماّ لو كأنهاّ ليست ماريّ نفسهاّ المبتسمةّ البّشوشة فأخذتّ تّصرخ و تصّرخ و لمّ تتوقفّ بلّ دفّعتّ فرانسواّ و عادّت تسقطّ علىّ
الأرضّ فّتقدمّت منهاّ ممرضّة بّعدّ أنّ ضغطّ فرانسواّ على زرّ مستدّعيا إياهاّ و برفقتها سوزيّ ،
كادّ أنّ يمسكّها مجدداّ لكنهاّ صّرختّ بّنبرة مّذعورة لتختبئ فيّ زاوية التيّ ما بينّ السريرّ و دولابّ واضّعة يدّيها علىّ أذنيهاّ و تستمرّ
بالأنينّ دونّ أنّ تدعّ لأحدّهم فّرصة بلمسهاّ أوّ حتىّ التحدثّ معهاّ ،
حـّاول الثّلاثة أنّ يعيدّوها إلّى السّريرّ أو أنّ يستعملواّ حقّنة على الأقّل لكنّ بقوة غّير طّبيعية اكتسبتها كانت تستمّر فيّ دّفعهم بعيداّ
و هي تصّيحّ أنّ النيرانّ في كّل مكانّ ، نـظرّ فرانسواّ إلّى الممرضة التيّ بدّت مرتبكةّ و لمّ تّعلم ما الذيّ قدّ تفعله لّيساعدّ فيّ تثّبيت
ماريّ فّعادّ فرانسواّ يّرفعها بّقوة و ثّبتها علىّ السّريرّ صّارخاّ بحدةّ
ـ سوزيّ أمسكّي ذّراعيهاّ بسرعةّ
نفذتّ سوزيّ مطّلبه بالّرغم منّ الخوفّ الذيّ أصّابهاّ فحّقنتهاّ الممرّضة بّإبرة مخدّرة لتتّوقفّ تدريجّيا عنّ المقاومّة ، شعرهاّ البنيّ
حولّ وسادّتها و بّشرتها الشاحبّة من سوء التغذّية بينماّ هناكّ دموعّ جاّفة علّى وجنتيهاّ ، فتحتّ عينيهاّ الزجاّجيتين بإرهاق شديدّ
لتّعود إلىّ ماريّ القدّيمة فّنظرتّ من حولهاّ باّحثة عنّ شيء ماّ و همستّ لفرانسوا بّنبرة متعبةّ
ـ أنقذّه فرانسوا ، إنه يريدّ الانتقام منه
ثمّ غفتّ ، تنهدّ فرانسواّ بّأسى و كادّ أنّ يغادّر الغّرفة عندّما لمحّ كـّايلّ يقفّ أمامه و يبدواّ مصدوماّ منّ ردّة فعلّ ماريّ الجنونيةّ ،
قـّال فرانسواّ بحدةّ
ـ سيديّ أرجوّا المعذّرة لكّن هلا غـّادرتّ ؟ فالآنسة مارّي بحاجّة إلّى الراحّة ،
أومأ كايل بالإيجاب و استدار عائدا أدراجه ، لقدّ قّال الطّبيبّ أنّ هناكّ صدّمة أصّابتها قبّلّ أن تفقدّ الوعيّ فما كانت هذه الصدّمة لتجّعلها
شخصّا آخر ؟ كما لو كأنها ّ ليست ماريّ تلكّ الفتاة اللطّيفة المطيّعة ، ما الذيّ حدثّ لها خّلالّ اندّلاع الحّريقّ ؟ أكانّت النيرانّ سببّا
أمّ هناك شيءّ آخر يدّفعهاّ لّرغبةّ فيّ الاستمرارّ بهذّه الغيبوبة ؟ فـزفرّ بكلّ استنكاّر و عـّاد ينظرّ من حوله عندما لمح من طرفّ عينيه
وجودّ نايت قد كان الأخير مستندا على الجدارّ و ذّراعيه بجاّنبه بينماّ يبدوا وجّهه شاحباّ بّشدة ، لابدّ أنه رأى ردةّ فعل ماريّ تواّ لقدّ كانتّ
فتاة لاّ أحدّ يعرفهاّ خاّئفة و متعبة لا تثق بأحدّ ، نـظرّ إليه بّبرود ثمّ تحدثّ بنبرة سّاخرة
ـ ماذاّ ؟ ألن تذّهب لرؤية إليزابيثّ ؟ أو لستّ تحبّها ؟ أمّ يّعقل أن منـظرّ ماريّ صنعّ بّقلبك الفولاذيّ عقدةّ من الذّنب ؟ لا أصدقّ هذاّ
حدقّ نايتّ به بّنظراتّ ناّرية حاّرقة ، فّحتى فيّ أصّعب المواقفّ لاّ يزال كايلّ يسردّ دّعاباته فيّ الأرجاءّ و لوّ أنّ روحه الفكّاهية منعدمةّ ،
تجّاهله بكلّ برود متجّها إلىّ الغـّرفة حينماّ تحدثّ كايلّ مجدداّ بّحرقّة و ألم
ـ بالرغمّ من أنكّ لم تّظهر يوماّ حبّك لهاّ إلاّ أنك كنتّ أول منّ تبحث عنه و هيّ فيّ أشدّ لحّظاتهاّ خطّورة ، و لوّ أنكّ لا تستحقّ ذلك
سّار بخطّوات هادئّة مرّهقة فيّ الردّهة تّاركا خلفّه نايت و الصدمة تّغزوا وجّهه ، لوهلة من الزمنّ تذّكر اعتّراف ماري ، كانتّ نبّرتها
تشبّه نبرة كايلّ توا لقدّ كانتّ متألمة و حزينةّ لدّرجة لاّ تصدقّ فكيفّ جعّل منها كاذّبة ؟ كيفّ لم يّؤمن بّقولها الحقيقة حينها ؟ هلّ أعمىّ الانتقام
بصيّرته إلى هذه الدّرجة ؟ ألمّ يّعد يّفرق بينّ المخادّع و الصادقّ بعد الآن ؟ تخللتّ أنامله خصّلات شعره الأسودّ الحريريّ بّكل عّصبية، ما الذيّ يحدث له ؟
أليسّ هدفّه واضحاّ و نصبّ عينيه ؟ لا يجبّ عليه أن يّشغل عّقله بّأمور تافهة مثلّ هذهّ ففي النهـّاية ماري لن تبقى إلى جانبه للأبدّ و هذّه
مجردّ مسرحية يّقومان بّتمثيلها، لاّ يهمّ إن كانت تحبه أو تكرهه ماّ دامتّ تنفذّ دورها على أكملّ وجه ، أيضاّ لديّه أشياءّ أكثرّ أهمية تسترعيّ
انتباههّ كمنّ هذاّ الصحافيّ الذيّ يّعرف بّأمر الـ 500 ملّيون دّولار و كيفّ له الجرأة لكيّ يهدده أمامّ الملأ ؟ لا يعقلّ أن يكون مجردّ رجلّ
ماّ فلابدّ أن تكونّ لديه أذرّع خفية تّحركه و إلاّ لما تّجرأ على الوقوف أمامه ،
أغّلق فرانسواّ بّاب الغـّرفة و كـّاد أنّ يكمل سّيره لولا منـّاداة نايتّ لهّ فّإتجه ناحيتهّ و الاحتّرام باديّ علىّ وجههّ إلّا أن هناكّ القليلّ
من الشّفقة نطقّت بها عينيهّ ، تحدثّ نايت بنبرة بّاردة
ـ لمّ تسنحّ لي الفرصّة بّأن أسّألك، هلّ أمسكتّ بذلك الرجلّ ؟
ارتبكّ فرانسوا لأول مرّة و انحنىّ بكل لبّاقة و أسّف شديدّ ، شاعّرا بّالإحراجّ لفشّله فيّ مهمته فأجـّابه بّكلّ احراج
ـ أناّ أسفّ سيديّ أفلت منّ قّبضتنا بعدّ أن تمتّ مهاجمتناّ من عّصابة ماّ ، لكننيّ تمكنتّ من معرفةّ هويته سيديّ ،
إنهّ وريث شركة جونسون
احتدتّ ملامحّ نايتّ بّكل عصبيةّ و شحبّت بشّرته بشدةّ كأن قّلبه قدّ توقف عن النبضّ ، بينماّ ظهرتّ نـظّراته الحاقدّة المنتقمةّ ليزدادّ
لون عّينيه دكنة و غموضاّ ، همسّ من بين صريرّ أسنانه
ـ لاّ تخبرنيّ أنّ لديمتري عّلاقة بالأمر ،
تّردد فرانسواّ ثمّ أومأ بكلّ أسفّ ليشتمّ نايتّ بّصوتّ عاليّ و قدّ فقدّ أعّصابه ، ديميتري يّعلم بأمرّ الـ 500 ملّيون دّولارّ ؟ كيفّ ذلك ؟
إنّ تسرب الأمرّ لصّحافة فسوفّ يخسرّ ترشحه الذيّ عملّ طوالّ خمس سنينّ الماضية لنيّله ، أيّعقل أن فكرّة حفّلة التنكريةّ فقطّ لتهديده ؟
لكنّ كيفّ له أنّ يصلّ إلى قصرّ فلادمير و هو نكرة ؟
عـّاد يّشتم بّحدة بّلكنة غّريبة ذاتّ لغّة ماّ فّشعر فرانسوّا بالدّهشة ، بهذّه اللحـظّة نايت يبدواّ مختلفاّ بشدةّ كأن الوحشّ النائمّ بدّاخله قدّ
استيقظ ، فّاستدارّ نايت و سددّ قبّضة قويةّ ناحية الجداّر شّاتماّ ، همسّ فرانسوا له بّتوتر
ـ سيدي هلّ أفهم من تصّرفك أنّ الصحافيّ ما كانّ إلاّ مجردّ تلهية ، إذّن ما كان السببّ الحقيقّي خلفّ إضرام النار في الحفلة ؟
كانتّ نـظّرات ناّيت حاّرقة نـّارية تكادّ تلتهمّ كل شيءّ حولهاّ بينماّ شفتيه تنطقّان بّشتائمّ عدةّ لا تتوقفّ منذّ لحظةّ سماّعه إسمّ شركة
جونسون ، أليسّ الأمرّ واضحاّ ؟ ديميتري يّريد إعادة اللعبة و هـذه المرةّ بّقوانين جديدة تّخوله قّتل أيّ شخصّ يّقف بطريّقه ، و لا يهم
كيف ما دام الأمرّ يّساعده للوصول إلى غايته ، محـو نايت من هذا العالمّ

/

فيّ الجّهة المقّابلة ، كانتّ إليزابيثّ مستلقية علىّ السريرّ و نائمـّة بكلّ راحة بينماّ تّناثرّ شعرهاّ الأسودّ من حولهاّ كأنهاّ لوحّة فنية
لاّ تشوبهاّ شائبةّ ذاّت ملامحّ لطيّفة رقيّقة بجانبهاّ كانّ كايلّ يجلسّ محتّضنا يدّها بينّ أنامله و مخفضّا رأسه للأسفلّ ، أكمامّ قميصّه
الأزرقّ مرفوعة بينماّ ذّراعيه مضّمدين إلى غّاية مّعصمه ،
تـذّكر كيفّ اندفعت ماريّ تـّركض نحوه محاولة إنقاذّه ، أرادتّ أن تضحيّ بنفسهاّ لكيّ ينجوا هوّ و بالّرغم من ألمهاّ حينهاّ كانتّ تّحثه
علىّ البحثّ عن نايتّ بلّ و تناديّ بّأنينّ محاكيّ لنايّ ، أهـذاّ هو نوعّ الحبّ الذيّ تملكه فيّ قلبها ؟ ألمهاّ و لسعات النيرّان الحاّرقة لاّ
تساوي شيئّا أمامّ قّلبها الخائّف على زوجهاّ ،
انسلتّ دمعة منّ بين رموشهّ و أسند رأسه بّكل إرهاق على ركبّته ، ما نوعّ الحبّ الذيّ تكنه له إليزابيثّ ؟ لماّ لم يسبقّ لها و أنّ
حاولتّ تضحية بشيء من أجله ؟ لماذاّ نفذّ كل ما تطّلبه بينماّ هيّ خانته رفقة إبن عمته ؟ لقدّ تخلى عن عائلته لأجلها و حاول قتل نايت
لأجلها فلماذا تجازيه بتحطيم قّلبه هكذا ؟
تنهدّ و ابتسـمّ بكل مرحّ عندماّ استيقظت إليزابيثّ فّنـظرت منّ حولهاّ لتستقرّ عينيهاّ أخيرّا على زوجـّها الجالسّ بجاّنبها ثمّ تحدثتّ بنبرة قّلقة
ـ أينّ هو نايت ؟
اختفتّ الابتسامةّ من وجّهه و ظهرّ البرود على ملامحّه لمّا لم تسأله عنّ حاله أولاّ ؟ ألمّ تلمح إصّاباته ؟ أو لنّ تسأل عن كيفّية نجاته ؟
بالطبّع هي لن تفعلّ ، فأفلت يدّها بّهدوء و وقفّ لّيجيبهاّ بّغيضّ مكتوم
ـ إنهّ معّ ماري ، فقدّ تعرضت هيّ الأخرى لإصّابات خطيرة
نـظرتّ إليه بّهدوء لتعودّ إلىّ النوم مجدداّ مستديرة إلىّ الجّهة الآخرى ، بينماّ كان هناك سّؤال واحدّ يّدور فيّ ذهن كايّل ، ما الذيّ تحاولين
فعله يّا إليزابيثّ ؟ ّرمقها كايّل بّقليل من الشكّ ، إليزابيثّ تكره ماريّ لكنّ لن تفعل شيئّا لها دون أن تخبره ؟ و هلّ أخبرته أيضّا
بّعلاقتها السريّة مع ابن عمته ؟ احتقنت وجنتيه باللون الأحمر القاني من الغيض بينماّ كان يمسك أعصابه بشدةّ ، حينما استدارت إليزابيث
ناحيته ، أشارت له أن يقترب ففعل لّتقبله بكل رقة هامسة
ـ عـزيزيّ أنا متعبة الآن فّهلا جلست بجانبيّ ؟ وجودكّ دوما ما يجعلني أشعر بالراحة
ابتسمّ لهاّ بكلّ هدوء و عـّاد يجلس فيّ مكانه محكماّ القبضّ على يدّها ، لتغلقّ عينيهاّ بّراحة و تغّرق فيّ النوم ،
إنه لا يفهم أبدا تّصرفاتها أو حتى ما الذي تحاول فعله لكن لأجلها سّيفعل المستحيلّ ، لنّ يتخلى عنهاّ أبدا

/

بّعد مـّرور يّومين علّى تلكّ الحادّثة التيّ غزتّ صّحف لندنّ ، و تصّدرت أخبارّ العّالم كـّانت هذّه لحـظّة وصّولهمّا فابتعدّ الحرّس عنّ
البّاب مفسحينّ لهماّ المجاّل بالعـّبور فّأسرعتّ فلورّ و ركضّت إلى حيثّما كانتّ ماريّ نائـّمة ، وسطّ تلكّ الغـّرفة فيّ سّريرّ ذوّ غطّاء ناعمّ
حريريّ ترتديّ فستاناّ ورديّا يصّل إلىّ ركبّتيها بينماّ قدّميها مضّمدتينّ فّجلّست بجاّنبها و أمسكّت بأناملهاّ ، بالرغمّ منّ مرضّها إلاّ أنّ
هالّة البّراءة منّ حولهاّ لمّ تختفيّ ،
تنهدّ ويّليامّ بقلة حيّلة ثمّ اقتربّ ليجلسّ بجاّنبها ، ما الذيّ سّتكون ردّة فعلهاّ إنّ علمتّ أنهاّ لن تستطيّع السيّر بّعد الآن ؟ هل ستتقّبل ذلك ؟
و ماذاّ عنّ العّلاقة التيّ بين نايت و إليزابيثّ ؟ هل هي تعلمّ بشأنها ؟ أمسكّ رّأسه بّغيضّ مفكراّ، ما الذيّ حدثّ خلال فترة ذهابه إلى استراليّا ؟
كيفّ سـاءت الأمور إلى هذاّ الحدّ ؟ وقفّ و إتجه إلى فرانسواّ ثمّ تحدثّ بنبرة هامسةّ
ـ ما الذيّ حدثّ خلال فترة غّيابيّ فرانسوا ؟
لمّ يّعلمّ فرانسواّ أيّ جوابّ ويّليام يريدّه فحتى هوّ لا يّعلمّ شيئّا ، لذلّك هز كتفيه بّعدم قّدرة على الشّرح فّزفرّ ويليام بّكل غيضّ و قّرر أنّ
يسأل نايتّ بالرغمّ من أنه لن يجيّبه لكنّ المحاولة أفّضل من لاشيءّ فأتجه إلى الخـّارج عندّما لمحّه قّادمّا بخطّواته الكّسولة حاملا بينّ
يدّيه بمّلفّ ماّ تّّوقف عن السيرّ حالماّ رأى ويليامّ و كادّ أن يّعود أدراجّه لولاّ أن الأخيرّ سّارعّ بالإمساكّ به منّ ذّراعه ، قّال بّحدة
ـ أنـّا أريدّ تفسيرّا و حاّلا ،
زفّر نايتّ بحدةّ و نزعّ يدّ ويليّام بّكل عصّبية ، سّار بّخطّوات سّريعة نحوّ المصّعد لكنّ ويليامّ كاّن لاّ يّقل عناداّ عنه فّقد وقفّ أمامّه مجدداّ
و علاماّت التصميمّ واضحة عليهّ فّرمقه نايتّ بّغضبّ و تحدثّ بنبرته المبحوحّة البّاردّة
ـ لّست مجّبراّ على تفّسير أفّعاليّ لكّ ،
ـ ربماّ لستّ مجبّرا لتفسّير أفّعالكّ إلّى ويّليامّ لكنّ بالنسّبة لّلغيرّ فأنتّ مجبّر ، كّتّفسيرّ قّبلتكّ العـّاطفية نحوّ إليزابيثّ ، زوجتيّ إنّ كنت لا تعّلم
تّواجّه الثّلاثةّ ، كاّيلّ يّستندّ على الجّدار الذيّ خلّفه و يّلعبّ بهاتفهّ بكلّ لا مبّالاة ظاّهرية فقطّ بينماّ نايتّ يمسكّ بالملفّ و مستعدّ لمغـّادرة أماّ
ويّليام فّكان يّقف بّعدم فهمّ لما يحدثّ من حوله فّكيفّ لنايت أّن يقّبل إليزابيثّ و هل هو فـّعلا فّعل ذلّك أم أن هذاّ من اختلاق كاّيل ؟ و ماذاّ
عن نايتّ لماّ لا يدّافع عن نفسه ؟ لكنّ بّعلمه لشخصّية نايّت فهوّ لن يّتفوه بّكلمة بّل سّيتجاّهله و هـاّهيّ تصدقّ أفكاّر ويّليام إذّ أنّ نايتّ
تجّاهلهماّ ليّضغطّ على زرّ المصّعد كأنّ كلامّ كايلّ لمّ يؤثر فيهّ قيدّ أنمله أوّ بكل بّساطة لّأنه لا يهتمّ ، حيّنهاّ لمّ يستطعّ كاّيل أن يتمالكّ أعّصابه
أكثّر منّ ذلك مّفاجأ إياهّ بلكـّمة قوية مستهدّفا صدّره فّتأوه بألمّ لّيستندّ على الحائطّ ، سددّ لكمةّ أخرى إلى معدّته و هو يتنفسّ بّصعوبة
فتحدثّ من بينّ كلّماته
ـ أنـّا لّن أسـّامحكّ أبداّ يـّا نايتّ ، أتسمعنيّ ؟ أنـّا لّا و لنّ أبداّ أسامحكّ مهماّ حيت و منّ الآن فصّاعدا اعتبرني مشتركّا فيّ اللعبة سوفّ
بكل تأكيدّ آخذّ شركة لبيّر حتى لو كانت كالملعقة بين يديكّ
ضّرب الجـّدار الذيّ خلفه بينماّ ملامحّ نايت لمّ تتغّير قطّ كأنه لمّ يسمعهّ ، بّل بدى بالأحرى غيّر مباّليّا لماّ قاله كما لو كأنه واثّق من فوزه
لّيثيرّ نيرانّ مسّعورة و موقدّة فيّ قلبّ كايّل فّابتسمّ بّقهر و تكلم بنبرته الحادّة
ـ أجلّ لطاّلما كنتّ تأخذّ أشّياء الغيّر و ما الذيّ أتوقعه أكثّر منّ طّفل غيّر شّرعي ؟
ابتسمّ نايت بّسخرية ثمّ تـّقدم منه و ضّربه بّقوة على معـدتّه ليتـأوه كاّيل إذّ أنه لمّ يتوقع منه القّيام بأيّة حركة مقاومة كعادته، أمسكّ به
من خصّره بينما كايّل منحنيّ ليّقول نايتّ بنبرةّ حادةّ حاقّدة و ذاتّ لسّعة حاّرقة
ـ أنتّ أكثّر شخصّ يعرفني كايّل و يعرفّ ما الذيّ أنا قّادر على فعله للوصول إلى هدفيّ ، تّعلم بماّضي
و بّكل جنونيّ فّهل فعلا تريدّ منافستي ؟
نـظرّ إليهّما ويّليامّ بّعدم استيعاب ، ألمّ يكنّ كايّل قد أخذّ منصّب الشّركة سّابقّا على محملّ الجدّ ؟ أيضّا كيفّ له أنّ ينبشّ أحداّثاّ
قدّيمة عّالماّ بمدى تأثيرّ وقعها علىّ مسّامع نايت ؟ فّتدّخل مبّعداّ الاثنين عنّ بعضهماّ البعضّ و هو يّقولّ بّغيضّ
ـ ماّ الذيّ تحّاولانّ فعله بحقّ الله ؟ ما الذيّ يحدثّ هنا ؟ ماّ الأمرّ ؟ أنا لم أعد أفهم شيئا
دّفعه كاّيلّ بّكل قّوة لّيسقطّ ويّليام أرضّا فّاقداّ توازنه ثمّ استمّر بّضربه بينما نايتّ بادره بالمثل و قدّ سئم منّ تراجعه ، صّاح كّايل بّحدة
ـ أيهاّ السّافل ،
بينما قام نايت بمسح الدمّ من طرفّ فمه و هو يبتسم بسخرية مستهزئا منهّ فّثار غّضب كايل و كاد أن يتشاجرا مجددا لولا إمساكه
المتأخرّ لأعّصابه الثّائرةّ ، لقدّ قام بتقبيل زوجته و سمعّ بإعتراف حبها الذيّ حتى هو لم يسبق لها و ان اعترفت بمشاعرها له فّهل
يّجرؤ على البقاء ساكنا دون فعل شيء ؟ زفرّ بّعصبية و قّالّ بحدةّ
ـ كيّف تجرؤ نايتّ ؟
نـظرّ إليه نايتّ بحدّة ثمّ دّفعه بّقوة على الجـّدار الذيّ خّلفهم ، سّدد لكّمة إلّى معدّته و لكمّة أخرىّ لّيصيحّ به بنّبرة غـّاضبة حـّاقدة
و ذاّت رنينّ غّريبّ
ـ كيّف أجرؤ ؟ أتسـألنيّ كيّف أجرؤ ؟ ماذاّ عنك ؟ عندّما كّانتّ إليزابيثّ ملكّا ليّ ألمّ تأخذّها من بيّن ذّراعايّ ؟ ألمّ تّخونانيّ معّا فيّ
غرفتكّ أيهاّ السافّل ؟ أتتوقّع منيّ أن أتّعامل معكّ بّإخلاصّ بعدّ هذاّ ؟ أخبرنيّ ؟
صمّت كاّيل و قدّ شحبّ وجّهه، ثمّ عمّ سكونّ غّريبّ فيّ الـّرواقّ عندّما داهمتّ الذّكرياتّ ثّلاثتهم ، عّلاه صوتّ تّصفيقّ حّار ليلتفتّ
الثّلاثة إلّى فلوراّ التيّ كانتّ تّرمقهمّ بسخريّة واضحّة ، غّريبّ كيفّ أنّ الثّلاثة يتشاجّرون حولّ إليزابيثّ بينماّ ماريّ التي فقدّت قّدرتها
على السّير ليستّ محضّ اهتمامهم و لا حتىّ لّثانية ، اقتربتّ منهمّ ثمّ قدّمت شيكاّ عّليه مبّلغ الـ 500 مّليون دّولار و وضّعته فيّ جيبّ
سّترة نايتّ لتّقول بّاستهزاءّ
ـ هـذاّ هو مّالّك و لمّ تّأخذّ منه ماريّ قطّعة نقدّية واحدّة فأسترجعه لأننيّ سأسترجّع أختيّ بدوريّ ، فأنتّ لا تستحقّ و لنّ تستحقّ
وجودّها بجّانبكّ
سقطّتّ ذّراعايّ كاّيل جاّنبا مستّغربّا منّ موضوعّ المـّال ثمّ انسحبّ بكلّ بّهدوء لا رّغبة لهّ بسمّاع المزيدّ من هذّه الترهات قدّ فقدّ قّدرته
علىّ القّتالّ أكثرّ ، بينماّ و لأولّ مرة عّلتّ ملامحّ نايتّ الصدّمة ، ماريّ لمّ تستعملّ الماّل ؟ قـّال بّحدةّ
ـ لاّ تمزحيّ معيّ فّماريّ استعملّت المالّ منّ أجلّ تسدّيد ديونّ والدّكمّا
ابتسمّت فلورّ بّكل سخريةّ ، لقدّ فّضلت التضحيّة بّنفسهاّ من أجلّها هيّ لكيّ لا تضطرّ لزواجّ من آرثّر ، تنهدتّ و نـظرتّ إليهّ كاّن
وجّهه شّاحباّ كعّادته و عينيهّ حاّدتين بشكلّ خطيّر بينماّ هناكّ دماءّ علىّ شفتيهّ إنه هوّ منّ أرادّت ماّري إكمالّ حيّاتهاّ معه و بالرغم
من علمها التام بّرفضّ ماريّ البوح بّسرها إلا أنها أجابته بنبرة باردة ساخرة
ـ لمّ يسّتعمل والدّي النقودّ لأنه لمّ يكن هناكّ داعيّ لمسألة الدّيون كانتّ وهميةّ من أجلّ ضّمان مسّتقّبلناّ قّبل أنّ يتوفىّ ، و لمّ تردّ ماريّ
أن تّعيدّ لكّ المالّ لأنهاّ تّعلمّ أنهاّ إذّا أعـّادتهاّ لكّ فهذا يّعني نهايةّ علاقتهاّ بكّ لذّلك طلّبت منيّ الإحتفاظّ بهاّ ريثماّ تحاولّ هي كسّب قّلبك ،
علىّ كلّ حالّ هذاّ ليسّ مهماّ بعدّ الآن لأنه من الماضّي ، سوفّ أسترجّع أختيّ و اليومّ
ثمّ ابتسمتّ بّسخريةّ شديدّة على ملامحّه المصدّومة ، الآن تستطيّع ان تهنأّ بّحيّاة سعيدّة رفقة أختهاّ و بعيداّ عنّ عّائلة لبيّر ، بعيـداّ
عن أجواّء لندّن العاّصفة سيرحّلان لكنّ نايتّ نـظرّ إليهاّ غيّر متأثّر بكّلماتهاّ ثمّ قـّال بّحدّة
ـ لّيس أنتّ من بيدّك تّقريرّ بّقاء ماريّ من رحّيلهاّ ، و مـاريّ لن تتحركّ قيدّ أنملّة من تلكّ الغّرفة فإن كنتّ تّظنينّ أنّك قّادرة
على إجتّياز عـّشرين حّارسّا فّتفضّلي ،
زمّجرت بّعصّبية و قدّ ظهرّتّ شخصّيتهاّ الناريّة فأحكمتّ القّبض على يّاقة نايتّ و قّربت وجههاّ منهّ بينماّ رمقّها هوّ بكلّ بّرود و
حدّة فيّ آن واحدّ ، فتقدمّ ويّليام منهماّ ليّفرقّ بينهماّ دّفع نايتّ جاّنبا و أمسكّ بّفلور قّائّلا بّهدوء
ـ ماّ رأيكماّ لو أنّ ماريّ تّقرر بنفسهاّ ماّ إنّ كانتّ تريدّ البقّاء أوّ رحيّل ؟ الآن دّعوناّ نؤجلّ هذاّ الحديثّ إلىّ أنّ تشفى حسناّ ، أيضّا
نايتّ لديّك الكثيرّ لتفسره فلا تّظن و لو حتىّ لثانية أننيّ نسيتّ كلماتّ كايلّ
رتبّ نايتّ سّترتهّ ثمّ غـّادر بخـطّوات واثّقة إلىّ الشّركة غيّر آبه بكلّمات فلورّ أو حتىّ رحيّل ماريّ ، كـأنه متأكدّ من بّقائهاّ فّصرختّ
فلور بّعصبية بّالغةّ و لوّ أنّ ويليامّ لم يكن يمسكّ بهاّ لّنزعتّ تلكّ اللوحّة الثمينةّ من مكاّنها و رمتّها علىّ نايتّ ، منّ يّظن نفسه ؟
لماذاّ هوّ واثقّ إلى هذه الدّرجة ؟

/

فيّ مكّتب واسّع فخمّ ، كاّن يترأسه ذلّك الشابّ ذو الشّعر الأسودّ الحّريريّ بينماّ و أمامهّ يقفّ شّابينّ أحدّهما يبدوا غيّر مباليا بالأمرّ
الذي استدعاه في هذه الساعة المتأخرة من الليل و بهذا الجو العاصف في حين أن الثانيّ يرتجفّ بّقوة منّ توترهّ فّتحدّث الرئيسّ بّنبرة حادّة
ـ أظنّ أنّك تّعلم لماّ قدّ طلّبت رؤيتكّ أليس كذّلك ؟
أومأ الشّاب ذوّ القلنسوة بّإرتباك و توتر فّابتسمّ الرئيسّ ليطلّب منه الاقتراب ، نفذّ الشّاب أمره فّسددّ الرئيسّ لكمّة قويةّ إلىّ فكه جّعلته
يّتأرجّح أرضّا ثمّ وقفّ و إتجه نحوه ليمسكه من ياقته ، تحدثّ من بينّ صّرير أسنانه
ـ أظننيّ أخبرتكّ و بكلّ وضوحّ أنّ تجذبّ الانتبّاه نحوكّ فكيفّ لتلكّ الفتاة أنّ تنجواّ منّ الحريقّ و منّ أنقذّها ؟
في النهايةّ لمّ يكن الرئيسّ سوّى ديميتري الذيّ يبدوا أنّ أعصابه ثّائرة فيّ حين أنّ الجريدّة مرّمية على الأرضّ بعدماّ قدّ داسّ عليهاّ ،
ترأسّ الصفحةّ صورةّ لنايتّ محتّضناّ ماريّ أمامّ قّصر فّلادميرّ فأجاّبه الشّاب بّخوف
ـ لكننيّ فّعلا قدّ تأكدتّ من أن جّميع حرسّ فرانسواّ يتبعوننيّ و جعّلت العّصابة تّقاتلهمّ ، أناّ لاّ أعلمّ من كان بّرفقة ماريّ أرجوكّ صدّقني ،
تنهدّ ديميتريّ و عادّ يّسدد لكمّة أشدّ قوة لّوجه ذلكّ الشاّب ليظهرّ وجههّ ، كانّ أشقّر الشّعر ذوّ بّشرة بيّضاء فيّ حين أن عينيه مصّابتينّ
أحدّهما تظهر تحتهاّ هالات بنفسجية اللونّ فّصرخّ به ديميتري بّكل غضّب
ـ إذن فسّر وجودّ تلكّ المرأة و منّ هي لتّنقذّها ؟ كيّف لخادمة أن تضّحي بّحياتهّا منّ أجلّ نكرة ؟ أريدّ أن تجلبّ ليّ إسمّ المرأة
و من تكونّ و هل هيّ تعمّل كّحارسة شخصّية لماريّ ، أريدّ أنّ أعرفّ ما الذيّ حدثّ لماريّ و كيّف هي إصابتهاّ ، أظنكّ قّلت أنكّ سّتزحّف
على صدرّك للإنتقام منّ نايت لكن كل ما أراكّ تفعله هو فّشل وراءّ فشّل
زفرّ الشّاب الأخرّ و تقدّم ليفكّ قّبضة ديميتريّ منّ ذلكّ الرجلّ و وقفّ بينهمّا ، كانّ هذّا الشّاب ذو شّعر فّضيّ يّضع قّرطاّ علىّ أذنه اليسّر ،
يّرتديّ ثّيابّ الحفّلات الصّاخبة فتحدّث بنبرة منزعجّة
ـ ماّ الذيّ تريدّه أنّ يّفعله ديميتري ؟ لقدّ نفذّ أوامركّ بحّوافرهاّ و ألمّ تكنّ أنت مّراقّبا لماّ يحدثّ بداّخل الحّفلة ؟ فكيفّ إذن قدّ أهملت هذّه المرأة ؟
حسناّ جاّيسون إرحلّ سّوف أهتمّ أناّ بهذاّ الأمرّ
فّوقف جاّيسون بّرعب و ركضّ مسّرعا منّ المكتّب ليّتنهدّ ديميتريّ بّغيضّ و يّعود للجّلوس بّمكانهّ مقّطبا ّ، يبدوا أنّ أوسكاّر محقّ فيّما قّاله
فّزفرّ بّكل حقدّ قّائلاّ
ـ لنّ أدعّ هذاّ يمرّ بّسّلام ، أوسكاّر أريدّ أنّ أعّرف عنّ حالتهاّ
اقتربّ منه أوسكاّر و وضّع هاتفهّ أمامّ عينيّ ديميتريّ الحادّتين لينظرّ إلىّ صورة ماريّ مستلقّية علىّ سّريرّ بينماّ الأجّهزة
تحيطّ بهاّ فيّ حينّ كانّت هناكّ ملاحّظة عنّ عشرينّ حارسّا يّلفّ حولّ الغّرفة بّعضهم مخفيّ فّقال ديميتريّ بّبرود
ـ ما الأمرّ مع هذّا الرجلّ ؟ عّشرين حارسّا ؟ ألاّ يبدوا مصّابا بالارتياب نوعّا ما ؟
رمّقه أوسكاّر بّقليلّ من السخّرية ، لقدّ حاّول قّتلّ زوجّته ألنّ يكون عشرينّ شخصّا يّحرسها عدّدا قّليلا ؟ جلّس علىّ الأريكّة
ليستلقيّ بعدّها بّلحظاّت محاّولا أنّ يأخذّ غّفوة قصّيرة عندّما عادّ ديميتريّ لتحدثّ بّنبرة خّبيثة
ـ ماّ رأيكّ لو أننّا نزيدّ منّ الجّرعة هذّه المرةّ أوسكاّر ؟ لديّ عدةّ أفكارّ لم أنفذّها
أشّار لهّ أوسكارّ بّعدمّ اهتمامّ أنّ يّفعلّ ما يشّاءّ فّابتسمّ ديميتريّ و قدّ بدأتّ عدةّ خططّ تّنسّاب إلّى عّقله ، هوّ لنّ يدّع نايتّ ينجواّ بّلا ألمّ ..
سوفّ يّقتله ببطّء مشّبع ببرودّ حتىّ يّركع أمامهّ سوفّ يردّ لها الصّاع صّاعينّ ، ابتسمّ بّبرود هامسّا
ـ إمـّا أنتّ أو أنـّا ، أحدّنا فقطّ سّيبقى فيّ هذاّ العّالم نايتّ


آنتهـّى
__________________