عرض مشاركة واحدة
  #47  
قديم 12-28-2015, 11:45 AM
oud
 
شـآبتـرّ الـ تاّسع و العـّشرين

ـ النـدآء الآخيّر

يرّتدي سترةّ حمراءّ اللونّ بّمربعاتّ سوداءّ تصلّ إلى ركبّتيه بلاّ أكمـّام معّ قّميصّ أسودّ اللونّ كذلّك كانّ السّروالّ أيضاّ حـذاّء
ذوّ أربطـّة يـّضع وشاحاّ يبدوّا كالكّمامة حمراءّ ، بينماّ شعرهّ الأشقرّ قدّ قّصه لّيصبحّ يصلّ إلىّ نهايةّ رقّبتهّ ، تنهـدّ و أخـّذ يفّرك
جبّينه بّغير رضى مراقّبا ملاّبسه عّندماّ رنّ جرسّ المنزلّ كاّن يّعلم أنّ و منّ خلفّ البابّ لن يكونّ سوى شّخص واحدّ فقطّ ،
فّمن غيرهاّ يهتمّ به حتىّ لو أنهاّ نفت ذلكّ بشدةّ
تـّقدم بخـطّوات مترددةّ ثمّ فّتح البّاب لتـظهرّ فلوراّ ترتديّ فستاناّ على غيرّ عـّادتها أبيضّا و وشّاحا معّ معطفّ بنيّ كّانت تّقوم
بّترتيبّ ثناياّ فستانهاّ حالماّ سقطتّ عينيهاّ علىّ ويّليام الذيّ تغيّر جذّرياّ ، شّهقت بّعدم تصديقّ ثمّ رفعـّت أناملهاّ و وضّعتهاّ على
خصّلات شعرهّ القّصيرة من الأسفّل ، قـّالت بّدهشة
ـ ويّليام ماّ الذيّ حدثّ لّشعركّ الجميّل ؟
زمّ شّفتيه بّتعـّاسة لّيضع رأسهّ على كتّفها متـّظاهراّ بّذرف الدّموعّ ، كاّن مختلفّا لأقصىّ درجـّة بلّ بالكادّ استطاعت أن تّعرفه
فقـّال ويّليام بنبرةّ تّكاد أنّ تكونّ باّكية
ـ لقدّ أخذّني مديّر أعماليّ و أوسكارّ على غّفلة منيّ لإجراءّ تغييرّ كاملّ علىّ شكليّ فّلورا ، لقدّ قاّموا بتثبيتيّ على الكـّرسيّ
بينماّ تلكّ الآلةّ تّأخذّ خصّلاتيّ الثمينةّ أتصدّقينّ هذاّ ؟
كاّنت تّرمقّه بنظراتّ غيرّ مصدّقة فّكيفّ لويليّام أنّ يتغيرّ هكذا فيّ غمضة عينّ بلّ حتىّ أنهّ يبدواّ الآنّ أكثرّ شّبها للمشّاهيرّ ،
طّريقته فيّ ارتداء الملابسّ و حتىّ تّسريحةّ شّعرهّ كلّها تنمّ عنّ تغيرّه الجذريّ أيعقلّ أنّ كلّ هذاّ يّعود لأوسكارّ ؟ فتراجعتّ بّضعة
خطّوات للخلفّ ، فجـأّة قفّزت نحوهّ و بحركّة صّبيانيةّ وضّعت ذّراعها حولّ رأسهّ و جذّبته للأسفلّ كيّ تّفرك عليه بّقبضتهاّ قّائلة بحماسّ
ـ ياّ رجلّ أنتّ تّبدوا.. رائعاّ
وضـعّ يدّه خلفّ رأسهّ بّإحراجّ إذّ أنهّ لم يكنّ ليتوقعّ أبداّ أنّ فيّ يومّ ماّ سّتمدحّه فّلور ، و بهذّه اللحظّة تماماّ شعرّ أنّ المسّافة
التيّ بينهماّ تّستمرّ بالتّقلص تّدريجياّ حينماّ ظهرتّ سيدةّ فرانسيسّ حاملّة أكياسّ عدةّ بعدّ أنّ صعدتّ السّلالم، نظرتّ إلىّ فلوراّ و
حركتّها الصّبيانية ثمّ هزتّ رأسهاّ بكل أسىّ قّائلة
ـ كيفّ سيّكون لكّ حبيبّ و أنتّ تتصّرفين كّالرجاّل تماماّ ؟
شّحب وجّه فلورّا أكثرّ لماّ لمحتّ عينيّ فرانسيسّ التيّ تّطلبانّ منهاّ تركهّ فّابتعدتّ عنّ ويلياّم مسّرعة ، تلعثمت محّاولة أنّ تجدّ الكلماتّ
المناسبةّ لمثّل هذّا الموقفّ لكنهاّ لمّ تستطعّ أنّ تنطقّ حرفّين متتاليينّ لتشّكل جملّة فكيفّ لهاّ أنّ تّبرر نفسهاّ ؟ لذّلك انسحبتّ للخلفّ
رافّعة ذراعيهاّ للأعلىّ دلالّة على الاستسلام ، فّرمقّتها فرانسيسّ بّنظرةّ حادّة و اقتربتّ من ويّليامّ محركةّ خصّلات شعرّه الذّهبيّ بّكل
عّشوائية قّائلة بّحب
ـ تّبدوا وسيماّ كّعادتكّ ويّليامّ
ابتسمّ بّكل جـّاذبية شّاكراّ سيّدة فرانسيسّ على كلماتها اللطيّفة ثمّ عـّاد ينظرّ إلىّ نفسه مقطبّ الحاجّبين ، بالّرغم منّ أنهماّ قدّ يمدحانه
إلاّ أنهّ لاّ يزالّ غيرّ مقّتنع بّمظهره ، تحدثّت فلورّ بّتساؤل
ـ ماّ سببّ هذاّ التغيرّ ؟
أفاّق منّ صدّمتهّ بمظهرهّ ليظّهر علىّ وجّهه تعبيرّ الحزّن فّهو لمّ يكنّ يريدّ أنّ يرحلّ الآنّ لكنّ لاّبد منّ ذلكّ ، أصدّر آهةّ متألمةّ ثمّ
قـّال بنبرةّ تعيسةّ
ـ لديّ مهرجاّن و حفّلة لأقيمهاّ لذّلك سّوف أغّادر اليّوم و ربماّ لن أعودّ إلاّ بّعدّ مرورّ شهرّ ، كمّ هذاّ مّؤسفّ سوفّ أفتقدكمّ جميّعا
شّعرت فّلوراّ بالصدّمة و لمّ تستطعّ أنّ تستوعّب رحيلّ ويّليامّ فّأولاّ ماريّ أختهاّ و الآنّ ويّليام الرجلّ الذيّ تحبّ و منّ سيتبقىّ لهاّ
هناّ فيّ لندن إنّ لم يكنّ هذينّ الإثنين معّها ؟ كانتّ الدّهشة واضحّة عّليهاّ بينماّ اقتربت السيدّة فرانسيسّ و الدموعّ فيّ مقلتيهاّ احتضنته
بكلّ حنانّ متمنيةّ لهّ السّلامة ، لماذّا همّ يّفقدون أحبّائهم واحداّ تلوّ الآخرّ ؟ لماذاّ همّ يّغادرون هكذاّ ؟
لماّ لمستّ دمعةّ شّفتي فلورّ أفاقتّ منّ حزنهاّ فّرمشتّ بّكثرة مّحاولة التماسكّ لكنهاّ لم تستطعّ ، نـظرتّ إلىّ ويليامّ الذيّ يطمئّن فرانسيسّ
بّكل حنانّ لفّا ذّراعيه حولهاّ فّبدأتّ دموعهاّ بالإنسّيابّ علىّ خديّها حينهاّ استدار ناحيّتها اتسعتّ عينيهّ غيرّ قادرّ على استيعاب أنّ فلورّا
المرأةّ الفولاذيّة تبكيّ منّ أجلّه هوّ ، لطاّلما ظنّ أنهاّ تكرههّ ، همستّ بشيءّ ماّ و استدارتّ راحّلة .. فّأمسكّها ويليامّ منّ ذّراعها قّائلاّ بّصدمة
ـ فّلوراّ ماّذا بكّ ؟ هلّ تبكينّ ؟ لقدّ ظّننتّك تكرهيننيّ ..
كالّسهم إخترقّ قّلبهاّ أكلّ محاولاتّها المستميتةّ تلكّ فيّ كسّب حبّه لمّ تّلفت إنتباهه و لوّ للحظّة ؟ كمّ هوّ مؤّلم أنّ ترى محاولاتهاّ الجاّهدةّ
تّبوء بالفشّل لكنّ و ماّ الذيّ توقعته ؟ ويّليام مغّني مشهورّ يملكّ كلّ ماّ تتمناه الفتيّات ، لدّيه المظّهر و الطّيبة و المالّ إنهّ فارسّ أحلامّ
الكلّ فّلماذاّ قدّ ينظرّ شّخص بّمثل هذّه المّواصفات إليهاّ هي ؟ الفتاة الصّبيانية ؟ ، دّفعتّه جاّنباّ رامقّة إيّاه بكلّ حدةّ هذاّ ماّ فّسره لكّن فيّ
الحّقيقة تلكّ النظرّات لمّ تكنّ سوّى ألمّ فتاةّ عّاشقة، قـّالت بّنبرةّ بّاردة
ـ أنـّت محقّ فيّ ذلكّ ،
أغلقّت بّابّ شقتهاّ بعنفّ بينماّ أخذتّ فرانسيسّ تهزّ رأسهاّ يميناّ و شماّلا علىّ عدمّ صراحةّ فلوراّ ، تنهـدتّ بّقلة حيّلة ثمّ وضّعت يدّها
على كتفّ ويّليام المصدّوم بّشدة قّائلة بّلطفّ
ـ أنّها لاّ تعنيّ ماّ قالتهّ فّهي فقطّ تّشعر بّالألمّ لأنكّ أنتّ أيضّا ستتركّها،
رفّع ويّليام حّاجبه بّإستنكارّ إنهّ لاّ يظنّ ذلّك على الإطلاّق ، شّعر بالإحباطّ يتسّلل إلىّ قّلبه فّلم يّسبقّ لفتاة أنّ كرّهتهّ هكذّا كماّ تفعل فلوراّ
، أحيّانا يتسّاءل ماّ الذيّ فعلهّ لينالّ كلّ هذاّ الحقّد و البّغضّ ؟ إنتقلّ إلى مسّامعه صّوت بّوق السّيارة لاّبد أنّ أوسكاّر قدّ أتىّ لإصطّحابه
بالّرغم منّ أنه لمّ يكن داّع لذلّك و بالّرغم منّ أنهّ طلبّ منه مرّارا و تكرّاراّ أن ينتظرّه فيّ المطاّر كيّ يتسنى له توديعّ جميعّ أصدّقائه
لكنّ هاهوّ هناّ يّستعجله فيّ الرحيلّ ، صّاح بّصّوت عـّاليّ
ـ أنـّا قّادم ، تّبا ..
نـظرّ إلىّ شّقة فّلورا ثمّ تنهدّ بأسىّ ليّركضّ للأسفلّ ، لّيسّ بيدّه شيءّ ليفعلهّ كيّ يجّعلها تحبّه .. بينماّ زمتّ فرانسيسّ شّفتيهاّ بّغيّر رضى
هكذاّ همّ الرجالّ لاّ يفهمونّ أبداّ قّلب المرأةّ فّتلكّ الشّابة تحبّه حتىّ النخاعّ و هو يّصيحّ طّوالّ الوقتّ بّأنهاّ تكرههّ ، ألاّ يّعلمّ أنهاّ خاّئفة
منّ رّفضه لهاّ ؟ إتجّهت إلىّ مطبّخها كيّ تحضرّ بّضعة حلوىّ لتأخدّها إلىّ فلوراّ منّ أجلّ سهرةّ طّويلة مشّبعة بّالبكاّء

/

أعّلن عنّ رحلتهمّ للمـّرة الأخيرةّ لّتتنهدّ بكلّ ضّجر فّألقتّ بّنظرّيها منّ حولهاّ لّعلهاّ تجدّ شخصّا لتّودعّه لكنّ لمّ يّأتيّ أحدّ ، شّعرت بّخيبة
أملّ كبيرّة تنسل إلىّ قّلبهاّ و هيّ التيّ كانتّ لاّ تنفكّ تّذكيرهمّ بّموعدّ رحّلتهاّ .. هزتّ كتفيهاّ بّقلة حّيلة و بالّرغم منّ أنهاّ تّعلم أنّه لنّ يـأتيّ
أحدّ لكنهاّ بقيتّ واقّفة تّجولّ المكانّ بّعينيهاّ عندّما أتتّ فتّاة ماّ ذاّت شعرّ بنيّ قصيرّ و نـّظاراتّ طبيّة أمسكتّ كليرّ من يدّها و سّحبتهاّ معهاّ قاّئلة
ـ ألمّ تسمعّي النداءّ الأخيرّ ؟ .. هياّ لقدّ تأخرناّ و البّروفيسورّ غّاضب ،
أخـذتّ تسحبّها بّرفقتهاّ دونّ أنّ تدعّ لكلير فّرصةّ للكلامّ فّسرعانّ ما استسلمتّ و دّعتهاّ تّقودّها إلىّ حيثماّ كانتّ طاّئرتهمّ ، إتجـّهت الفتاتينّ
إلىّ مقّاعد العـّامة العّادية و جلّست بجاّنب بّعضهماّ بعضاّ بينماّ كانّ البروفيسور يجلسّ فيّ المقدّمة فإلتفتّ ناحيّة طّلابه ليتأكدّ أنّ الجميّع
حاضّر رمقّ كليرّ بنظراتّ حـّارقة حّادة ابتسمتّ كليرّ لهّ بّرقةّ و همستّ بكلّ خفة
ـ أنـّا أسّفة بروفيسور
رّفع حاجبّه دلالّة علىّ عدمّ نيلّها رّضاه ليستديرّ إلىّ الأمامّ فتّنهدتّ كليرّ و أغلقتّ عينيهاّ مستعدةّ لأخذّ قسطّ من الراّحةّ ، لقدّ كانتّ فّعلاّ
شاكرةّ لهذّه الرحلّة المفاجّئة فقدّ تسّاعدهاّ على التخلصّ من وهنّ هذّه المشّاكل التيّ دوماّ ماّ تحملّها على كتفيهاّ ، رحلّة لفرنساّ البلدّ
الذيّ لطالماّ تمنتّ تزورهّ ، بلدّ الشّعر و الرومانسيةّ يجبّ على هذّه الأفكارّ فقطّ أنّ تعدلّ مزاجّها ..
فجـّأةّ صدرّ صوتّ ضجيجّ و صّراخّ منّ قبلّ الركابّ لّتشهقّ بكلّ رعبّ قدّ يكونّ محركّ الطاّئرة مفخخاّ أوّ أنهّ تمّ الاحتلال عليهاّ منّ قبلّ
رجالّ ماّ فوقفتّ مسّرعة مسّتعدةّ للركضّ كيّ تنجواّ بحيّاتهاّ عندّما لمحتّ ويّليام قّادماّ بجّانبه أوسكارالذيّ يمسكّ بّدليلّ ماّ يتحدثّ بّكل جديّة
حولّ حفّلتهماّ غيرّ مبالياّ بّأصواتّ المعجباتّ التيّ عرقلتّ الهدوءّ ، عندّما رأهاّ ويليامّ ابتسمّ بكلّ جـّاذبّية كعّادته و اقتربّ منهاّ
.. قـّال بّصوتّ مرحّ
ـ يّا إلهيّ ، كليرّ غلوريّ أليسّ كذلّك ؟ ماّ الذيّ تفعلينه هناّ ؟
تـّقدمّ أوسكارّ منهماّ و يبدواّ عليه الإنزعاجّ الواضحّ ، رمقّ كليرّ منّ أسفلّ قدميهاّ إلىّ أعلى رأسهاّ كانتّ تبدواّ أفضلّ قليلاّ من
تلكّ البربريةّ فـّلورا ، قـّال أوسكارّ بّبرود
ـ ويّليام لدّينا عملّ لنكملهّ فّرجاءّ أجلّ نقاشاتكّ ،
رمقّه ويّليامّ بحدةّ ثمّ صّافحّ كليرّ و على شّفتيه ابتسّامة وسّيعةّ عـّاد يتحدثّ غيرّ مبالّيا بكلماتّ أوسكارّ بينماّ كليرّ لاّ تزالّ مندهشةّ
من أنّه قدّ تذّكرهاّ لاّ بلّ حتىّ أنهّ أتىّ للحديثّ معهاّ ، هـّزت رأسهاّ نفياّ محاولة إستعادّة رباطّة جأشهاّ ثمّ قـّالت بّصدمة
ـ سيدّ ويليامّ ماّ الذيّ تّفعله هناّ ؟ هلّ أنتّ ذاّهب لباريسّ كيّ تقيمواّ حفّلة ؟
ضحكّ قـليلاّ و حكّ جبيّنه بّقليلّ من الإحّراجّ، يبدواّ أنهاّ لم تكنّ تستمعّ أبداّ لماّ كانّ يقولهّ و إلاّ فكيفّ لهاّ أنّ تقاطّعه هكذاّ دونّ أن
تجيبّ على شيءّ من أسئلته ؟ لكنّ بالّرغم منّ ذلكّ تحدثّ بّلطفّ
ـ لاّ نحنّ سنتوقفّ فيّ باريسّ لأنّ أوسكارّ لديّه أعمالّ عالقّة هناكّ و لنّ نمكثّ سوى يومينّ أوّ أقلّ ، و لاّ ليستّ مجردّ حفلةّ إنّه
مهرجانّ سيّقام فيّ أميركا ،
نـظرّ إليهّ أوسكارّ بّغيضّ لأنهّ يجبّ عنّ أسئلة هذّه الفتاةّ بكلّ جديّة فّسحبّه ناحيّته واّضعاّ ذّراعه حولّ كتفّه ، حاولّ ويّليام التملصّ
منّه لكنّه لمّ يستطعّ لذلّك استدارّ بّخيبة أمّل متجّها إلىّ المقاعدّ من الّدرجة الأولى للمّشاهير و خلّفه مدراءّ أعمالهمّ معّ وكلاءّ
أيضاّ بعضّ الحرسّ الشخصيينّ ، كانّ ويليامّ يريدّ فعلاّ التحدثّ معّ كليرّ أرادّ أنّ يقنعهاّ بزيّارة ماريّ خلالّ إقامتهاّ بفرنساّ لعلهاّ
ستخففّ من وحدتّها لكنّ هذّه المعّلوماتّ سريةّ قليلاّ و لاّ يستطيع أنّ يّتفوه بهاّ هـكذاّ أماّم الملّأ ، نـظرّ بّملامحّ عّابسة تعيسةّ ناحيةّ
أوسكارّ الذيّ هزّ رأسهّ بّالنفيّ داّفعا إيّاه للأمامّ ، أولاّ يّريد أنّ يودعّ فلوراّ ثمّ سيدّة ماّ أيضاّ هذّه الآنسةّ المتواجدّة هناّ هذاّ ماّ جّعل
أوسكار يتسّاءلّ فهلّ حياةّ ويليام تدورّ حول الفتيات فقطّ ؟ تّنهدّ بّإرهاقّ قمّ طلبّ من المّضيفة أنّ تجلّب لّه قّليلّ من العّصيرّ ،
جلسّ ويّليام فيّ مقعدهّ ثمّ أخرجّ هاتفهّ من معطفّه بّعد أنّ نزعهّ ، إنهّ من المزعجّ فّعلا أنّ تكونّ رحلّته اليومّ من بينّ كلّ الأيامّ فّنايت
يحتّاجه إلىّ جاّنبه خصوصا بعدّ أنّ ماريّ لمّ تعدّ تستطيعّ أنّ تكونّ بجاّنبه ، اليّوم سّوف يّتم تقريرّ الرئيسّ القاّدم لّشركة آل لبيرّ و النهائيّ ،
و بالّرغمّ من أنّ نايتّ طلبّ منهّ المغادّرة بنفّسه و أخبّرهّ مراراّ و تكرارّا أنّه ليسّ بحاّجة إليهّ لكنّه يّعلمّ تماماّ بماّ فيّ داّخله ، زفرّ بّأسىّ
فّكايلّ يملكّ إليزابيثّ بجاّنبه و تلكّ المرأةّ تستطيعّ أنّ تفعلّ ماّ لاّ يقدرّ ألفّ رجلّ علىّ فعله إنهاّ خطيرّة جداّ خصّوصاّ حاليّا فهيّ تضّع نايتّ
نصبّ عينيهاّ ، أرسلّ رسّالة نصيّة يّشجعّ فيهاّ نايتّ ، بّعدّ لحظاّت رنّ هاتفهّ فّأمسكّه أوسكارّ و وضعهّ فيّ جيّبه ، قّال بّحدة
ـ أظنّ أنّ الطاّئرة علىّ وشكّ الإقّلاعّ لذّلك كفّ عنّ العبثّ و فكرّ فيّ المهرجاّن
نـّظر إليهّ ويليام بإستغرابّ أليسّ يّبالغّ كثيراّ ؟ إنهّ يحاّول أنّ يعـّزله عنّ الجميعّ و يجّعله يّفكرّ فقطّ فيّ المهرجانّ ، كيّفية الغناءّ و طّريقة
الصّعود إلىّ المسرحّ معّ تغييرّ الشّامل لهّ لكنّه تقّبل ذلكّ بّرحاّبة صّدر إذّ أنّ أوسكاّر محقّ ، يجبّ عليهّم بذّل ماّ بوسعهمّ لكيّ تنـّال
الأغنيةّ الجديدّة إعـّجابّ الجمهورّ
حكّ أوسكارّ جبيّنه بّإرهاقّ شديدّ ثمّ أسندّ رأسهّ للخلفّ كيّ ينعمّ بقسطّ من الراحةّ لكنّ فيّ الحقّيقة كلّ ماّ يريدّه الآنّ هوّ أنّ يفكرّ بّوضوّح ،
ديميتريّ جـّاد جداّ فيّ تدميرّ نايتّ بكلّ ماّ تحتويهّ الكلمةّ من معنىّ لكّنه قّلقّ قّليلاّ فّديميتريّ يتركّ رّغبته فيّ الانتقام تّقودّه دونّ التفكيرّ مليّا
، تنهدّ مجدداّ .. ماّ الأمّر معّ هذّين الإثنينّ ؟ يّقومانّ بّجعلّ الانتقامّ لعبةّ لهمّا ؟

/

أركاّن مـّظلمة بّاردة يتخللهاّ سكونّ هادئّ مّوحش بينّ جـّدرانها الواسـعةّ كان يقبعّ ذلكّ الجسدّ المستلقيّ علىّ الأريكة يّضعّ حاسّوبه
المحّمول أمامهّ و يشّاهد تلكّ المنحنيّات باندماج تامّ ليسجلّ ملاحـظاّته بّملف ماّ قبلّ أنّ يـّغادرّ متجهاّ للاجتماع ، شـعّر حالك السّواد
ذّو عينينّ داكّنتين زرقاوتينّ تتقّدان دّهاء و بّرودّة مزيجّ لّعاصّفة قّادمة وّ نـّيران ملتهبةّ ، أزرار قّميصه العـّلوية مفتوحـةّ بلا مبّالاة ،
لقدّ مـرّ أسبوعّ على إرسّاله ماريّ إلىّ فرنساّ و منذّ تلكّ اللحـظةّ هوّ يخططّ بّكلّ تصميمّ لهجومهّ المضاّد نحوّ ديميتري ،
فجأةّ فتح بابّ الغـّرفة مصدراّ صوتاّ مزعجاّ لأذنيه فألتفت مستديراّ ينـظرّ إلىّ القّادم بكلّ حدةّ عندّما رأى إليزابيثّ بّطلّتها البّهية و
قوامهاّ الممشوقّ تـّرمقه و الحزنّ ظاهرّ على ملامحّها الرقيقّة ، ليزفرّ بّقليلّ من الغيضّ و الضجّر قّد كسّا وجـّهه الشّاحب فعاّد يّراقب
تّحليلاته غيرّ مبالياّ بتواجدّها فيّ غرّفته بهذّا الوقتّ المتأخرّ من الليلّ عنـدّما تقدمتّ نـّاحية أكثرّ ، وقفّت أمامه ممسكّة بينّ يدّيها بّكأسّ
عصيرّ برتقالّ طاّزجّ وضعتهّ على المـّائدة ثمّ سحبتّ كرسياّ و جـلسّت بجاّنبه
حينهاّ أدرّك نايتّ أنّ لنّ تغاّدر إلاّ و قدّ افتعلتّ مشكلّة أخرى علىّ الأقلّ لماّ كانت ماريّ هناّ لمّ تجرؤ إليزابيثّ علىّ الدّخول لكنّ الآنّ ليسّ
هذاّ فقطّ بلّ كل شيءّ مختلف ، تّحدثت إليزابيثّ بّنبرة حّزينة متّألمة
ـ نايتّ أرجوكّ أعطنيّ فّرصة أخرى ، أقسمّ أننيّ لنّ أضّيعها
نـظرّ إليهاّ بّعينين حـّادتينّ قدّ لمعتاّ من الغـّضب فّكلماتهاّ فقطّ تّثيرّ أعّصابه ، كيفّ تتظاهرّ بالبّراءةّ و كيفّ تسعى لنيلّ فرّصة أخرى بينماّ
هيّ أحقّر منّ أنّ تحاول العيشّ حتىّ ، ألاّ تّدرك و بفعلتهاّ هذهّ أنهاّ تخونّ زوجهاّ الذيّ لاّ يحبهاّ فقطّ بلّ يّعاملها كماّ لو كأنهاّ شيءّ مقدسّ
يّخافّ فقّدانه ، ابتسمّ بّسخرية مجيباّ
ـ أجلّ كماّ لو كأننيّ سآخذّ بّقسمكّ وعداّ، لاّ تكونيّ غّبية
صمتتّ بّصدمةّ ، لقدّ تغيرّ نايتّ كثيراّ كـأنهّ لمّ يعدّ نفسه أبداّ أيعقلّ أن لماريّ يدّ فيّ ذلك ؟ تنهدتّ بكلّ أسى و أخذتّ كأسّ العصيرّ كادتّ
أن ترتشفّ القليلّ منه لكنهاّ تّوقفتّ ، نـظرتّ إلى نايتّ الغيرّ مباليّ بوجودّها ثمّ اقتربت منه بكلّ هدوءّ جلستّ بجاّنبه و كادتّ أنّ تهمسّ
فيّ أذنه بّشيءّ ماّ لولاّ كادتّ أن تتحدثّ لولاّ دّخول كايلّ المفاجئّ تّقدمّ نـّاحيتهماّ و جلسّ بلا مبّالاة بجاّنب نايتّ ثمّ رفـعّ هاتفه متظاّهرا
بإرسالّ رسّائل نصيّة ماّ بينماّ رمقـه نايتّ بّبرود يبدواّ منّ خلالّ وجهه المحمرّ بشدةّ أنه غّاضب و لأنهّ يتصرفّ هكذاّ فلا بدّ أنه قدّ تبـعّ
إليزابيثّ لماّ أتتّ له ليبّقى مختبئاّ خلفّ البابّ يستمعّ إلىّ كلامهماّ و عندّما لمّ يتحملّ الأمرّ دّخل ، رمقّهم نايتّ بنظراتّ حـّادة ناّرية كـّاد
أنّ يتحدثّ عنـدّما دّخل شخصّ آخرّ ، كانّ الجدّ بّيترّ ببذّلته الرّسمية مع ربطّة عنقهّ الحمراءّ فّزفرّ نايت بكلّ كره قـّائلاّ
ـ لقدّ ظّننتّ أنّ الاجتماعّ سوفّ يقامّ فيّ الشّركة لاّ فيّ جناحيّ أليّس كذلكّ ؟ أمّ أناّ مخطـأ ؟
اتجـّه الجـدّ بيترّ إلىّ الأريكةّ ليجلسّ عليهاّ بكل راحـّة واضعاّ قدماّ على الأخرىّ فّرفـعّ نايت حاسوبّه المحّمول بينّ ذّراعيه و أمسكّ بّسترتهّ
الجلدّية السوداءّ مغـّادراّ غـّرفته بّضجرّ تامّ عنـدّما تحدثّ الجـدّ بنبرةّ هادّئة
ـ أتعلم أننيّ أتيتّ .. أخبرنيّ أين هيّ ماري ؟
تّوقفّ نايت عنّ السيرّ و أمالّ رأسه ناّحية اليمينّ و الشمالّ بّصبرّ فّلابدّ أنّ جّواسيسّ الجدّ الملتفينّ حولّ القصرّ قدّ أخبروه عنّ عدمّ
تواجدّ ماريّ هناّ خلالّ هذيّن الأسبوعينّ ، كمّ يّكره أنّ يتدّخل أحدّ فيّ شؤونهّ الشخصيّة فّرد على الجدّ بكل عجرّفة
ـ لقدّ إنفصّلنا
نـظرّ إليه الثّلاثة بكلّ دهشةّ بينماّ ملامحّ نايت كانّت بّاردة غيّر مبّالية لكّلماته ، فّتلعثمت إليزابيثّ محاولة إيجادّ الحرّوف المناسّبة لكنّ
سّبقتها ابتسّامة سّعيدة على شّفتيهاّ لقدّ تركتّه ماريّ بالطبّع ففتاة مقعدةّ مثلها لن تستطيعّ الفّوز بحبّه أبداّ إذّن لقدّ حان الوقتّ لكيّ تتقدمّ
أكثرّ بدون قّيود حيثّ لمّ يعدّ يوجدّ هناكّ الشخصّ الوحيدّ الذيّ يعيقهاّ من البقّاء بجاّنب نايتّ فيّ حينّ علتّ الدّهشة وجهّ كايلّ و كمّ بدى متّألماّ ،
لاّ يعقلّ ألمّ تقلّ له ماريّ أنّ الأملّ موجودّ و كلّ ما عّليه فعله هوّ الإيمان به ؟ ماذاّ عنّ تشجيعهاّ له ؟ كيفّ حدثّ ذلك ؟ تكلمّ كايلّ بنبرة حـّادة حانقةّ
ـ لاّ أصدقّ ذلكّ، أنتّ بالفّعل أحمقّ كيفّ استطعتّ أن تدّعها تذّهب ؟
زفّر نايت و حكّ جبهته بّقلة حيلة إذّ أنّ كلمته هذّه زادتّ الجوّ توتراّ فّارتدى سترتهّ ليسيرّ بخطّوات سّريعة خارجاّ غيرّ قادّر علىّ تحملّ
فّضوليتهم لماّ تحدثّ الجدّ بصوتّ عـّالي غـّاضب
ـ نايتّ ماكاروف
احتدتّ عينيهّ و زادّ لونهماّ عمقّا و دكنّة فّرفعّ يدّه ليّخفضّ خّصلاته السوداءّ علىّ وجّهه مانعّا إياّهم منّ رؤيّة ملامحه المخّيفة الحاقّدة ،
الجدّ يّعلم مدىّ تأثيرّ وطأ كلمةّ ماكاروف على مسّامعه لكنهّ يستعملها علىّ أيّ حالّ لحـظاتّ حتىّ رّفع نايتّ رأسهّ ظّهـر غّضبه العـّارم
و لمعاّن عينيه الشديدّ كّأنّ عّاصفة قدّ أوشكّت على الهبوبّ صّمت للحظاتّ ممسكاّ بّقبضتهّ كيّ لاّ يقدم علىّ خطّواتّ متهورةّ ثمّ رفّع كمّ سترتهّ
بّهدوء ظاهريّ و إتجّه ناحيةّ جـدّه ، جـّلس أمامهّ واضعاّ قدماّ علىّ الآخرى و كلتاّ ذّراعيه خلّف الأريكةّ بحركةّ مستفزةّ صّامتة
نـظرّ إليه الجـدّ بّأسى ثمّ قّال
ـ إنّ كنتّ تكرهّ أنّ أناديكّ بّلقبّ والدكّ إلىّ هذّه الدرّجة فلماذاّ تّستمر بالتصرفّ مثله ؟ أنتّ تمقتهّ لكنكّ فيّ نفسّ الوقتّ تسيرّ على خـطاّه
، أخبرنيّ لماذاّ ؟ ألستّ أنتّ من وعدّ أمكّ بحمايتهاّ ؟ بّعدم جعلهاّ تشعر بالألمّ مجدداّ ؟ أرجوكّ بّتصرفاتكّ هـذّه أنتّ ..
هـّز الجدّ رأسه بكلّ أسى و إرهاقّ شديدّ بينماّ نـظرّ كايلّ إلىّ نايتّ الذيّ لمّ يتغيرّ جزءّ منّ ملامحـّه كّأن هّذين الشخصيّن الذّي يتحدثّ عنهماّ
الجدّ لا يمدان لهّ بصّلة ، تنهدّ كايلّ هـذّا ليسّ غريبّ لطالّما كانّ نايت و منذّ صغره بّهذّه الجفاة ، حينماّ عاّد الجدّ يتحدثّ مجدداّ بنبرةّ متعّبة
ـ أتعلّم ماذاّ يصفكّ الإعلامّ الآن ؟ بّشيطاّن على هيّئة إنسّان إنهمّ يتعمقونّ أكثرّ فأكثرّ بّنبشّ حولكّ و قّريباّ جداّ سوف يكتشفونّ ما الذيّ
فـّعلته بالماضيّ حينهاّ أتظنّ أنّ مدراءّ شّركات لبيرّ سيسّمحون لكّ بّقيادتهم ؟و أعّلم جيداّ أنكّ ذّوّ درّجة عالّية من الذّكاء لكنّ لاّ ضررّ
أبدّا من استعمالّ قلبكّ أتفهم ؟ كيفّ لكّ أن تتخلى عنّ ماريّ
نـظرّ إليهّ نايتّ بّحدةّ كعّادته لاّ يحبّ أحدّ أنّ يّتدخل بّشؤونه لكنّ الجدّ دوماّ ماّ يفعل ما يشاءّ ، و هاهوّ الآنّ يتحدّث عنّ ماضّيه و ماريّ أمامّ
هؤلاءّ هـذّا ما يجّعل أعصّابه على الحافّة فّتحدثّ منّ بين أسنانهّ
ـ تّوقفّ عنّ التدّخل فيماّ لا يعنيكّ
احتدّت ملامحّ الجدّ أيضّا منّ تصّرفات نايتّ المتعجرّفة و قّليلة الاحترام ، لقدّ تخلى عنّ زوجتّه المقعدّة التيّ كافحّ منّ أجلهاّ رغّم معـّارضة
الكلّ و تّزوجّها رغماّ عنهّ أينّ حبهّ ذاكّ ؟ أمّ أنّ حبهّ إختفى بمجردّ عّلمه بّعدم قّدرتها على السيرّ بعدّ الآن ؟ و هاهوّ أيضاّ يّتجاهله و يّفعل
ماّ يشاءّ يخططّ من خلفهّ دونّ مبالاةّ ، كأنهّ ليسّ جدّه الذيّ رباّه بيديّه هاتينّ ، فّتحدثّ الجدّ بّعصبية
ـ ما الذيّ تعنيه بّأن أتوقفّ ؟ ألا تّرى نفسّك ؟ لقدّ تمادّيت كثيراّ، و أناّ أريدّ حمايتكّ أيهاّ الأحمقّ لكنكّ معمى بالانتقام و لا تستطيعّ رؤيتناّ نحنّ
الذيّ ندفعّ بّدمائناّ من أجلّ سلامتكّ، أنظرّ فقطّ إلىّ ماريّ ألمّ يّقل كايلّ أنها و بينّ نيرّان كانتّ تّبحث عنك ؟ أنظرّ إلى والدّتكّ ؟ ألمّ تمت و هي
تدافّع عنك ؟ أنـظرّ إلي أناّ ألمّ أضعّ ثقتيّ بأكملهاّ بكّ ؟ أنـظرّ إليّ إلىّ كايلّ إلىّ ويليامّ ماريّ والدّتك جميعناّ .. نحنّ نحاولّ سحبكّ منّ الظلامّ لكنكّ
أعمىّ عنّ رؤية الحـ
وقفّ نايتّ و قدّ شّحب وجّهه بشدّة بينماّ بدأّت قطّرات العرقّ بّتشكيلّ طريقّها عبرّ جّبهته ، رفعّ خصّلات شعرهّ لتظّهر عينيهّ الداّكنتينّ مليّئتينّ
بّرغبةّ عـّارمة فيّ الإنتقامّ حينهاّ أدركّ الجدّ تماماّ أنّ هذاّ الشخصّ الذيّ يتعامل معه ليسّ حفيدّه نايتّ و إنمـّا نّسخة مصّغرة عنّ والدّه نيكولاسّ ذلّك
الرجلّ الذيّ يحاّول نايتّ بشدّة نّكران صّلته به ، فّأمسكّ الجدّ بّقلبه بّإرهاقّ شديدّ بينماّ كلماتّ نايتّ تنهل على أذّنيه
ـ حسناّ إنّ كانّ وجوديّ يّزعجكّ فّسوف أرحلّ حينهاّ لنّ تكون مضّطراّ لمراقبتيّ أوّ دفاع عنيّ ،
__________________