عرض مشاركة واحدة
  #50  
قديم 12-28-2015, 11:48 AM
oud
 
تـّابعّ ـ لعّبة الجنودّ
كاّنتّ فلورّ جاّلسة كعّادتهاّ تّشّاهد التلفازّ ممسكةّ بينّ يدّيها بكوبّ حليبّ سّاخن لعلهّا تشعرّ بالدفّء قليلاّ إذّ أنّ التدفّئة المرّكزيةّ للمنزلّ
لاّ تعملّ ، غّيرت ّالقّناة بّضجرّ لكنّها شهقتّ بّصدّمة لماّ رأتّ الأخبار التيّ احتلت الشّاشة بّأكملها نايتّ لبيرّ متهمّ بّتسميمّ بيترّ لبيرّ جدّه
منّ أجلّ الإستيلاءّ على الشّركة بلّ حتىّ أنهّ توجدّ صّور له و هوّ متهمّ فيّ قضيةّ أخرىّ تتعلقّ بّرجلّ ماّ مدعوّ بنيكولاسّ ماكاروّف ،
أليستّ سّلالة ماكاروفّ ذاتّ جذورّ روسيةّ تمدّ للقّياصرة ؟ و أليسّ نيكولاسّ ذلّك الرجلّ الذيّ عرفّ عنهّ بّالدهاّء و الخبثّ ؟ هلّ هذاّ
الرجلّ هوّ والدّ نايت الحقّيقي ؟ إنهّ أمرّ من الصّعب تصدّيقه ،
لذلّك وقفّت مسّرعة و ارتدت معطّفها البنيّ ثمّ وضعّت قبعتهاّ علىّ خصّلات شعرهاّ الأصهبّ ، رفـعتّ هاتفهاّ و كادتّ أن تتصّل بّويليامّ لكنهاّ
قررتّ أنّ تتجاّهله حاّلياّ فّيجبّ عليهاّ معرفةّ الوضعّ أولاّ ، فـتحتّ البّاب بقّوة لكيّ تّتجّه إلىّ القصرّ لماّ رأتّ نايتّ يقفّ أمامّ البّاب رافعّا
يدّه مستعداّ لطرقّ كانّ يبدواّ عليه الإرهاقّ الشديدّ إذّ أنهّ ليسّ واعياّ تماماّ لماّ حولّه ، نـظرّ إلى فلور بعينينّ داّكنتينّ متعبتينّ فتحدثّت
بّنبرةّ مرعوبةّ
ـ بالحديثّ عن الشّيطان، ماّ الذيّ تفعله هناّ ؟
جاّل بعينيهّ فيّ الأرجاءّ دونّ غّاية ثمّ دفّعها جاّنباّ ليدّخل إلى الشّقة ، إتجـّه لّغرفة المعيشّة و جلسّ علىّ الأريكةّ غـيرّ القناةّ الإخباريةّ فقدّ
سئّم فعلا من تّداولّ الجميعّ لصورهّ كّأنهّ افتتاح لمعرضّ ماّ ، تقدّمت منه فلوراّ بّقليلّ من الشكّ و قـّالت بنبرةّ مصدومّة
ـ نايتّ ماّ الذيّ أصّابكّ ؟
حكّ جبّينه بقّلة حيّلة إذّ يبدواّ أنهاّ لن تلتزمّ الصمتّ فّهيّ مصرةّ و بهذّه اللحظةّ تماماّ بدتّ شبيهةّ جداّ بّصديقه ويّليام الذيّ مهماّ طلبّ منهّ
إغلاقّ فمه إلا أنهّ لاّ يّسئم أبداّ من سّؤاله عنّ أحوالهّ ، لذلّك تحدثّ بنبرةّ متململةّ
ـ لقدّ أتيتّ لمناّقشةّ بعدّ الأموّر معكّ، هلّ ليّ بّالشايّ أمّ أنكّ لا تحسنينّ الضّيافة ؟
حدّقت بهّ بكلّ حدةّ ثمّ سّرعان ماّ تنهدتّ باستسلام لتتجّه إلىّ المطبّخ ، بعّد لحّظاتّ كانّ الإثنينّ يجّلسانّ أمامّ بعضهماّ البّعضّ و بالّرغم منّ
أنهماّ يتبادّلان الكّره إلاّ أنّهماّ يتصّرفان بّطريقة لّبقة نوعاّ ماّ ، اخترقتّ فلورا سكونّ بّصوتها الحـّاد ذوّ نبرةّ عصبية
ـ حسناّ ، ماّهي الأمورّ المشتركةّ بينناّ لكيّ نناّقشها ؟ أيضّا هلاّ أخبرتنيّ عنّ صحةّ تلكّ الأحداّث ؟
رمقّها نايتّ بنظرةّ بـّاردة تّحذّرها منّ تخطيّ لهجتهاّ للحدودّ بينماّ تجاّهلته فلوراّ بكلّ كبّرياءّ ، أخرجّ نايتّ من يجبّ سترتهّ ورقّة ماّ ثمّ رماهاّ
علىّ المـائدة الزجاّجية لكيّ ترفعهاّ فلوراّ فّوراّ ، كاّنتّ تلكّ الورقةّ ماّهي إلاّ تقّرير مصّغر عنّ حّالة ماريّ الصّحية و التيّ وصّلته قبلّ يومينّ
، قطبّت فلوراّ حاجبّيها بّعدم استيعابّ ثمّ نظرتّ إليهّ و قّالت بنبرةّ مرتبكةّ
ـ مّا هذاّ ؟
لمّ يجبّ على سّؤالهاّ إذّ أنّ محتوّى التقريرّ واضحّ جداّ فّهوّ يصّف حاّلة ماريّ المتدهورة و التيّ لمّ تتطّور طّوال هذاّ الشهرّ إذّ أنهّ بالّرغم
منّ أنّ برنامجّ عـّلاج الطبيبّ هنريّ مطّور جداّ يّنتهيّ خلاّل ستةّ أشهرّ بالّعمل المّكثف لكنهّ لمّ يجدّ حّلا لمشكلةّ ماريّ ، لذلّك تحدثّ نايتّ ببّرود
ـ حاّليا أنـّا لاّ أستطيعّ تفقدّ حاّلة ماريّ الاتصال بهاّ أو إرسّال رسّالة نصّية لهذاّ أريدّ منكّ أنّ تطمّئني عليهاّ ، و تشجّيعها إنّ تطلبّ الأمرّ سوّف
أقومّ بّإرسّالك لباريسّ .. فقطّ ساعدّيها علىّ الشّفاء
صمتتّ فلوراّ بّدهشة ، لاّ تّعلم لماّ لكنّ نايتّ يبدواّ متغيراّ حرّصه الشديّد على ماريّ يجّعلها تعتقدّ أنّ أختهاّ بالفعلّ قدّ نجّحت فيّ استمالة قّلبه و
كّسبه ، إنهّ يهتمّ بهاّ أفضلّ منهاّ و هيّ عاّئلتها الوحيدةّ كاّنت تّشعر بالاستياء على نفسهاّ أكثرّ من استغرابها لطلبّ نايتّ و إزدادّ إرتباكّها لماّ دّفع
بّتذّكرة إلىّ فرنسّا ناحيّتها ، تحدثّت بنبرةّ متوترةّ
ـ لقدّ تغيّرت كثّيرا، أعنيّ هلّ صّرت تحبّ ماريّ ؟ أنـاّ لن أسمحّ لكّ بـ
قـّاطعهاّ بلهجةّ حـّادة غيرّ قـّابلةّ لنقاشّ بينماّ يكسوّ ملامحّه الجّمود و البـّرود جعلّ فّلورا تّندمّ كثيراّ على تهورهاّ و علىّ أسّئلتهاّ التيّ لنّ تكونّ أبداّ
منـّاسبة، أجـّابهاّ بّبحة
ـ لاّ تكونّي حمقاّء ، عدمّ قّدرة ماّري على السيرّ الآنّ هيّ مسّؤوليتيّ بالكاملّ و تّقع علىّ عـّاتقيّ ثمّ لاّ يتعلقّ كلّ شيءّ فيّ العـّالم بّكونهّ إماّ حبّا أوّ
كرّها هناكّ أيضاّ الشّفقة و منهاّ الرّحمة أيضاّ كماّ يوجدّ الندمّ ، كفيّ عنّ كونكّ مراّهقة
نـظرتّ إليهّ غيرّ مصدّقة أهوّ يّوبخهاّ الآنّ أمّ يسخرّ منهاّ ؟ ماّ الذيّ قّالته لكيّ يثّور هكذاّ ؟ هلّ بالّفعل فرّضية حبّه لماريّ ليستّ قاّبلة لّتحقيقّ ؟ تنهدتّ
بأسى هاّزة رأسهاّ يميناّ و شّمالاّ فلوّ عّرفت ماريّ بأنهّ يصّنفهاّ كالمحتاّجين لّما استمرتّ فيّ العيشّ دّقيقة واّحدةّ بهذاّ العـّالم ، قـّالتّ بنبرةّ مستاّءة
ـ كّأنكّ تّعرفّ هذّه المشّاعر لتخبرنيّ عنهاّ فّأنتّ متجردّ منّ كلّ الأحاّسيسّ كّأنكّ آلةّ همهاّ هوّ الانتقامّ و العملّ لذّلك لاّ تأتيّ و تّوبخنيّ لأنكّ الأحمقّ
الوحيدّ بينناّ،
ابتسمّ نايتّ بّسخريةّ لاّ يدريّ ماّ الأمرّ معّ هذّه الفتاةّ أليستّ تّريدّ أن تبعدّ ماريّ عنه ؟ إذّن فلماذاّ هيّ غّاضبة عندّما أخبّرهاّ بأنهّ لاّ يحّبها ؟ ألا ّيجّعل
هذاّ أمرّ أخذّ ماريّ منه سّهلا عليهاّ ؟ إنهاّ متّقلبة المزاجّ و يصّح القّول أنهاّ لاّ تعرفّ ماذاّ تّريدّ فعلاّ ، هزّ كتفيهّ بعدمّ إهتمامّ ليتحدثّ بنبرةّ جادّة
ـ أنّا لمّ أتّي هناّ لأناقشّ أموراّ تّافهةّ ،
زمتّ شّفتيهاّ بّعبوسّ واضحّ و أعـّادت التـّذكرة إليهّ داّفعة نحوهّ علىّ المـّائدةّ ليلتقطّها بخفّة ، هذاّ يعنيّ رفضّها السّفر لفرنساّ لقدّ كانّ ذلكّ متوقّعا ،
أجـّابته فلوراّ بّغيض
ـ إنهاّ أختيّ و أناّ أعلمّ تماماّ كيفّ أعتنيّ بهاّ لذلكّ لاّ تّأتي هناّ كيّ تعضنيّ من فّضلكّ ذلكّ يّقللّ من كبّريائيّ و إنّ انتهيت من الكلاّم يمكنكّ المغّادرة
وقفّ بّهدوء ثمّ غـّادرّ بخطّواتّ كسّولة لتتنهدّ بّعدها فلوراّ بّكل تعبّ فمجردّ الحديث معهّ يّسلبهاّ طاّقتهاّ بأكملهاّ ، كيفّ استطاعتّ ماريّ البقّاء معهّ
طوالّ هذه الفترّة دونّ أن تفقدّ أعّصابهاّ ؟ لاّ بلّ حتىّ أنهّا تحبّه حباّ جّما ، عـّادتّ تتنهدّ بّألمّ إذّ أنهاّ لم تتصلّ بهّا منذّ أنّ تزوجتّ فّهل فّعلا يحقّ لهاّ
القّلق عليهاّ ؟ هلّ سوفّ تسامحهاّ ماريّ إن إتصلتّ ؟ اتجّهت إلىّ تلكّ الشّرفة الصّغيرة و وضّعت يدّيها علىّ حاّفتهاّ مّراقبةّ السماءّ الملّبدة بالّغيومّ
، أسفلّ ذلكّ المبنى كانّ نايتّ يسيرّ بّبطّء لماّ توقفّ فجأّة أمسكّ بّرأسهّ ثمّ أسندّ جسدّه علىّ الجدّار الذيّ خلفهّ لوهلةّ من الزمنّ بينماّ كانتّ فلوراّ تّنظّر
إليهّ بّقليلّ من الصدّمة ، سّرعانّ ماّ عّاد نايتّ متماسكاّ مكّملاّ طّريقهّ كأنّ شّيئّا لمّ يحدثّ له .. ضغطتّ فلوراّ بّألمّ على قّبضتهاّ ، لماذاّ الكلّ يعانيّ ؟ نايتّ
ويليامّ ماريّ و آرثرّ الكلّ لديّه مشّكلة تّؤرقّ كاهلهّ ، همستّ لنفسهاّ قّائلة
ـ والدّي أظنّ أنّ الشيءّ المشّترك الوحيدّ بينناّ كّأفرادّ عّائلة هوّ جلّبنا لتعاسّة أينماّ كانتّ ، آهـّ لقدّ بتّ أنكرّ وجودّ السّعادة بهذّه الدّنياّ

/

بأحدّ المتـّاجرّ العـّديّدة المنتشرّة بكّثرة فيّ شّوارع باريسّ الجميّلة مديّنة العّشاقّ كاّن أوسكاّر يمسكّ بّزجاجّة عطرّ و يتحدثّ معّ البّائعةّ عنّ
نوعهاّ إذّ بعدّ إنتهاءّ اجتماعّ وكيلّ أعماّلهم معّ زبونّ ماّ أصرّ الآخيرّ علىّ التسوقّ قّليلاّ ، بينماّ كانّ ويّليام يجلسّ بّبرودّ يراقبّ الناسّ بّضجرّ
بينماّ أفكاّره تّعودّ بهّ إلىّ تلكّ المحاّدثة القّصيرةّ التّي أجرّاها بّعد وصّولهمّ إلىّ فرنساّ ..
كـانّ قدّ لمحّ كليرّ بّرفقةّ العـّديدّ من الطّلابّ يستمعونّ لتّعليماتّ البروفيسورّ الحاّزمة حولّ اكتشافّ تاريخّ فرنسّا عندّما تّقدمّ نـّاحيتهاّ مسّرعاّ
خلّفه أوسكارّ الذيّ رّفض تركهّ و لوّ لّثانية منّ الزمنّ و بالّرغم منّ أنّه أصر على الحديثّ معّ كليرّ لوحدّه إلاّ أنّ أوسكار ّتّظاهر بّوضعّ السماّعاتّ
فيّ أذنه مشّغلاّ الموسيقى و هو يّراقبه بنظراّت حادّة، لماّ تحدثّ ويّليامّ بنبرةّ متوترةّ نوعّا ماّ
ـ كليّر فيّ الحّقيقةّ أناّ أودّ منكّ أن تسديّ ليّ خدّمة ، و سّأكونّ بالفعلّ ممتنّا لكّ
نـّظرتّ إليهّ كليرّ بّاستغرابّ و لمّ يّغبّ عنهّ استنكارها الشديدّ لتصّرفه لكنّهاّ كانتّ أملهّ الوحيدّ ، فّمد يديّه و أمسكّ بذّراعيهاّ ليتحدثّ مجدداّ بنبرةّ
متّرجيةّ مخفضّا رأسهّ للأسفلّ
ـ آنسةّ كليرّ أناّ أرجوّا منكّ زيّارة ماريّ أثناءّ إقامتكّ هناّ بفرنساّ ، أرجوكّ لاّ ترفضّي طلّبي
رمشتّ كليرّ بصدمة لوهلةّ من الزمنّ إذّ أنهّا بالّفعل كانّت تعلمّ أن ماريّ قدّ غادرت للعلاجّ عندّما لمّ تأنيّ للكليةّ لكنّ لمّ تكن لتظنّ أبداّ أنهاّ
سوفّ تّقصد ّفرنساّ للعلاجّ ، ثمّ أبعدتّ خصّلات شعرهّا الأشقرّ عنّ جّبينهاّ بحركةّ تنمّ عنّ توترهّا ، تنحنحتّ قّليلاّ و قـّالت بنبرةّ مترددةّ
ـ سيدّ ويليامّ ، أنـّا لاّ أظننيّ الشخصّ المناسبّ لهذّا الطلبّ فكماّ ترى بينّي و بينّ ماريّ عّداوة قدّيمة نوعاّ ماّ و أنّ أزورهاّ بينماّ هيّ فيّ حالتها تلكّ
أمرّ صعبّ فعلاّ ، أنـّا أسفةّ لكنّ أظنّ أننيّ سأرفضّ طلبكّ
كادّ ويّليام أنّ يتحدثّ محاولاّ أن يقنعهاّ عندّما تّقدم وكيلّ أعماله منهّ مطالبّا إياه بالإسّراع قبلّ أنّ يعلم المعجبون بتواجدّه هناّ فيّ المطارّ لذّلك أخذّ قلماّ
من سترتهّ و سحبّ يّد كليرّ ليكتبّ عنوانّ مستشفىّ ماريّ ثمّ قـّال بّنبرة هادّئة
ـ إنّ غيرتّ رأيكّ فهي تعالجّ بهذا المستشفىّ، أرجوكّ سّأكون ممتناّ إنّ زرّتها
بّعد إنهاّئه لكّلماته غـّادر و خلفّه أوسكارّ الذيّ رمقّ قبلّ رحيّله كليرّ بّبرود ، كانتّ كليرّ بدورهّا تنظرّ إليهماّ عندّما لمحتّ ابتسامةّ أوسكارّ الغـّريبة
ناّحيتهاّ كّأنه يّشكرّها نوعاّ ماّ فّقطبّت كليرّ حاّجبيهاّ بعدّم استيعاّب و عـّادت إلىّ مجموعتهاّ ، تحدثّت صديّقتها بغيرة
ـ لماذاّ لم تّعرفيه عليناّ كليرّ ؟ من هوّ على كلّ حالّ ؟
نّظرت كليرّ إليهاّ بّهدوء لاّ تدريّ لماّ لكنّ منذّ فترةّ ينّتابهاّ هذاّ الشّعور بكّون الكّل يجاّملهاّ فّيصاحبونهاّ ليسّ لأجلّ شخصهاّ و إنماّ لكميةّ المالّ
الذيّ يملكّه والدّها ، أهـذاّ يعنيّ لوّ أنهاّ كانتّ فقيّرة هل سيتجاهلونهاّ كماّ يّفعلون ناحيّة مارّي ؟ تنهدّت و أجاّبتهاّ بلهجةّ جاّفة
ـ إنهّ ويلّيام دويلّ صديقّ لماريّ ،
استيقظ ويّليام منّ بحرّ شّرودهّ عندّما ربتّ أوسكارّ على ظّهره قدّ أخبرّه بّأنه حانّ وقتّ الرحيّل فتنهدّ بّكل أسىّ إذّ لمّ يتسنى لهّ زيّارة ماريّ حتىّ
ماّ الذيّ يّجب عليهّ فعله ؟ كادّ أن يرحلّ عندما تناهى إلىّ مسامعه صوتّ مذيّع فيّ الشّاشة الموجودّة بالمحلّ كانّ يتحدثّ عنّ شركةّ لبيرّ مماّ أثّار
إهتمامّه عندّما سحبّه أوسكارّ من ذّراعه قّائلاّ بنبرةّ غّاضبة
ـ تّعال هياّ ، ألا ترى الفتياتّ أمامك ؟
و لمّ يترك له مجاّلا لنقاشّ إذّ انتشر خبرّ كونّ كل منّ أوسكارّ و ويّليام فيّ بّاريسّ و هاهمّ المعجبونّ يّلفون منّ حولهمّ مانّعين إيّاهم منّ المرورّ حينهاّ
تّقدم منهمّا وكيلّ أعملّ ويّليام قدّ سّارعّ بّجلبّ حراسّ الشخصّيين الذّين أنقذواّ الوضّع فيّ ظرفّ ثّانية ، و سّرعان ماّ كانّ ويليامّ و أوسكارّ يجلسّان فيّ
سيارة ، عندّها تنهدّ ويلّيام بّكل أسىّ يّالها منّ حيّاة يعيشهاّ أيّ شّيء يحاولّ فّعله يّبوء بالفّشل ..

/

غـّرفة بّيضاءّ واسّعة ذاتّ رائحةّ المعّقمّ توسطّها ذلّك السريرّ و قدّ استلقى عليهّ جسدّه الضّعيفّ بينماّ هناكّ صوتّ واحدّ قدّ استطاع اختراقّ ذلكّ السكونّ
المريبّ يّصدر منّ تلكّ الآلةّ معلنة أن هذاّ الرجلّ الهزيلّ لاّ يزالّ حيّا بالّرغم منّ أنّ نبّضات قّلبه ضّعيفة لّكنه لاّ يزالّ يّشقّ طرّيقه بّقوة لنجاّة ، خـّارجاّ
يقفّ كايلّ ينـظرّ منّ خلالّ العـّازلّ نحوّ جدهّ عدمّ قدّرته على فعلّ شيءّ تجعله يشّعر بالغضبّ ، كونهّ عـّاجزّ
فجـّأة وضعتّ إليزابيثّ يدّها علىّ كّتفهّ ليستديرّ نـّاحيتهاّ مسّرعاّ ، كانتّ كعّادتهاّ مشرقةّ بحلتهاّ الرائّعة التيّ تنمّ عنّ ذوقهاّ الـّرفيعّ و النادرّ فّتنهد كايلّ
إذّ أنّ حتىّ تواجدّها بجاّنبه و حتىّ النظرّ لجمالّها لمّ يعدّ يستطيعّ أنّ يحسنّ منّ مزاجّه ، كانّ الـّرواقّ خالياّ فـّارغاّ بعدّ أنّ غـّادر الشّرطيينّ اللذّان قدّ
وضعاّ لحراسّة جدّهماّ لاستراحة الغـّذاءّ المخصصةّ لهماّ و لمّ يبّقى سوى هؤلاءّ الحرسّ الذّي تمّ تعيينهمّ منّ قبلّ إليزابيثّ
بينماّ و علىّ مقّربة منهماّ كانتّ سوزيّ تستند فيّ زاويةّ ماّ مـّراقبةّ تحركاتّ كايلّ بّكل تمعنّ و بالّرغم منّ أنهاّ لاّ تفهمّ قّرارّ نايتّ الغريبّ فيّ حراّسة
كايلّ لكّنها مرغمةّ على تنفيذّه إنّ أرادتّ البقاءّ بجانبّ سّيدهاّ ، لحظاتّ حتىّ تحدثتّ إليزابيثّ بّنبرة واثّقة
ـ أليسّ هذاّ رائّعا عزيزيّ ؟ بّرحيلّ بيترّ الوحيدّ الذيّ يّساندّ نايتّ أنتّ الآنّ تستطيعّ أن تستوليّ على شّركة لبيرّ و أنتّ مغمضّ العينينّ
لمّ يجبّها كاّيلّ بكلّمة واحدّة فّرفعتّ إليزابيثّ يدّها ناحيّة ذّقنه و لفتّ رأسهّ إليهاّ ، نـظرّت إليهّ بواسطّة عينيهاّ الناّعستينّ قدّ كانتّا تّلمعانّ برغّبة ماّ لمّ
يكنّ ليقدرّ كايّل على تفسيرّها ، حينهاّ أكملتّ كلامهاّ بنبرةّ أشدّ ثقّة و أكثرّ خبّثا
ـ عّزيزيّ لماذاّ أنتّ حزينّ ؟ لقدّ فعلت هذاّ من أجلّك ،
رمقّها كايلّ بّدهشة كذلّك فّعلت سوزيّ ، ما هـذاّ هلّ تقرّ إليزابيثّ بمحـّاولتهاّ المستميتةّ فيّ قـتلّ الجدّ بيترّ ؟ أهيّ فعلاّ تعترفّ الآنّ ؟ لمّ يجدّ كاّيل ماّ يّقوله
لهّا بلّ إكتفى بالنظرّ حولهّ غيرّ مصدّق لماّ سمعتّه أذّنيه فعاّدتّ إليزابيثّ تتحدثّ بّقليلّ منّ الغرورّ
ـ ماذاّ بكّ ؟ ألنّ تشكرنيّ ؟ لقدّ كانتّ فّكرة قتّل بيترّ و نشرّ تلكّ المقّالة عنّ نايتّ فرصّة ذّهبيةّ أطاّحتّ بهّ لاّ بل حتىّ أنها دمرتهّ ، و الآنّ لنّ يصوتّ لهّ أحدّ
كّادتّ سوزيّ أنّ تتحركّ لتقيدّها و تّأخذّها إلىّ مقرّ الشّرطة أوّ أن تقتلهاّ إن اقتضى الأمرّ لكنّ تّواجدّ جميعّ هؤلاءّ الحرسّ الذيّن منّ طرّف إليزابيثّ
قدّ يعرقلونّ حركتهاّ ، لذلّك بقيتّ فيّ مكانهاّ و الألمّ يلفّ قّلبهاّ كيفّ لسيدّها الصّغير أنّ يقبلّ بّتهمة قتلّه لشخصّ الوحيدّ الذيّ أحبّه فيّ حيّاته لماّ فجأّة
أمسكّ كاّيل بّذراع إليزابيث صّارخاّ بكلّ حدةّ
ـ ماّ الذيّ تقولينه يّا امرأة ؟ هلّ تعترفينّ بّكونكّ قدّ دسستّ سمّا لجديّ ؟ أكاّن كلّ هذاّ من فعلكّ ؟ تدميرّ سمعةّ نايتّ و محاولةّ زجّه بالسجنّ ؟
أيتهاّ الحقّيرة البّائسة
نظرّت إليهّ إليزابيثّ بصّدمة غيرّ قّادرة علىّ استيعابّ كلماتّ كايّل ، إذّ أنهّ فّعلا يشتمهاّ هيّ التيّ فعلتّ كل هذاّ من أجلّه ؟ أيعقلّ أنهاّ أخطّأت عندّما
أخبرتهّ بّما فعلتّ ؟ شّحب وجّهها بأكملهّ لماّ صّفعها كايلّ بّقوة علىّ خدّها لتسقطّ أرضّا ، صّاح بنبرةّ أشدّ حدّة و أكثرّ غضّباّ
ـ أتظنينّ أنّ حيّاة النّاس لعبّة ؟ أيتهاّ المنحطّة لقدّ كانّ جديّ هوّ من تولى تّربيتّي و أناّ لنّ أخونه حتىّ لو تطلبّ الأمرّ موتيّ .. أناّ لا أصدقّ ذلكّ ،
أنـّا قّد أحببتكّ أهكذاّ تجازيننيّ ؟
لمّ يكنّ كايلّ ليتمالكّ أعّصابه و هيّ تّخبره بكلّ برودّ أنهاّ هيّ من حاولت قّتل جدّه بلّ حتىّ إبعادّ نايت عنه لذّلك كانّ أنّ يتقدمّ منهاّ ثّانية لولاّ أنهاّ
أشّارت للحرسّ كي يمسكّونه بظرفّ ثّانية ليمنعوهّ منّ لمسهاّ أوّ إلحاقّ الأذّى بهاّ ، وقفتّ إليزابيثّ ثمّ نـظرتّ إليهّ بكلّ شررّ و قـّالت بحدةّ
ـ لاّ تنعتنيّ بالمنحطةّ ألستّ أنتّ منّ أرادّ التخلصّ من نايتّ سابقّا ؟ هياّ لاّ تتصرفّ كماّ لو كأنكّ نبيلّ بينماّ أنتّ منّ سرقنيّ منهّ و حاولّ قتلّه بلّ و
أردتّ قتلّ ماريّ أيضّا، أنتّ لستّ أفضلّ منيّ يّا هذاّ ..
عمّ السكونّ لوهلة من الزمنّ حيثّ توالتّ الصدّمات علىّ سوزيّ فّلم تعدّ قدميهاّ قاّدرتان علىّ الوقوفّ و أخذّ جسدهاّ يرتجفّ منّ هول الصدّمة ،
بينماّ كانّ كايلّ صامتاّ لمدةّ ثمّ رفعّ رأسهّ ببطّء ناحيةّ إليزابيثّ ليترأسّ البرودّ ملامحّه أجابهاّ
ـ أجـّل أنتّ محقةّ ، أناّ أسفّ عزيزتيّ لكنكّ تّعلمينّ جيداّ ماّ الذيّ يعنيه جديّ ليّ ..
رمقّته إليزابيثّ بّحدةّ لتشيرّ بعدّها لّحراسهاّ كيّ يبتعدواّ عنه و يّقفواّ إلّى جّانبهاّ ، نـظرتّ إليهّ بكلّ سخريةّ ثمّ اقتربتّ منه قـّبلته علىّ شّفتيهّ برقةّ و
حركتّ خصّلات شعرهّ البنيّ لتّقول بنبرةّ رقّيقة مّرحة
ـ كم أعّشقك لماّ تتصّرف بكلّ طاّعة، حسناّ إذّن سوفّ أسّبقك للمنزلّ
غـّادرتّ بخـّطواتّ رشّيقة خلفّها حرّسهاّ، لحظةّ غياّبها عنّ أنظاّره سقطّ كايّل أرضّا على ركبتيهّ يتنفسّ بكلّ صّعوبةّ نزعّ تلكّ الإبرّة التيّ غرزهاّ رجلّ
منهّم فيّ ذّراعه بّكل قوةّ ، أحاّولت الآنّ قتله ؟ لأنهّ إعتّرضّ أفعالها حاولتّ قتله ؟ انسلتّ الإبرةّ من بينّ أناملهّ لتتدحرجّ كيّ ترتطمّ أخيراّ بّقدمّ شخصّ
ماّ ، رفـعّ نظرهّ بوهنّ شديدّ نّاحية سوزيّ و لمّ يقدرّ علىّ معّرفتهاّ فتقدمتّ منهّ و انحنتّ بّهدوء أمامّه قـّائلة و العبرّة تخنقهاّ بينماّ كلماتّ نايتّ تترددّ
كالصدّى على مسامعهاّ " فقطّ إهتميّ بكايّل لاّ أريدّه أنّ يغيبّ عنّ نظريكّ .. أحميّه بحّياتكّ منّ فّضلك " ،
ـ سيدّ كايلّ لبيرّ ، أنـّا سوزيّ جونزّ أقسم بّدميّ علىّ حمايتكّ حتىّ لوّ كلفّ الأمرّ حياتيّ ..
سقطّ أرضاّ فّسّارعت سوزيّ بإمساكّه مّقاومةّ دموعهاّ ، أينّ المفرّ الآنّ ؟ ديميتريّ يهاجمّ منّ الخارجّ بينماّ إليزابيثّ تّهاجمّ منّ داّخل الأولّ يستهدّف
نايتّ بينماّ الآخرى عّرش لبيرّ و لنّ يهمهمّ عددّ الضّحاياّ مّا دامّ الأمرّ يّوصلهمّ لغّايتهمّ ، أسندتّ سوزيّ كايلّ و سّارتّ بخطّواّت هـّادئةّ إلىّ غـرفة آخرى ،
إليزابيثّ لنّ تجّرؤ على التقدّم بخطّوة أخرى إذّ أنهاّ حذّرة لكيّ لاّ تتوجّه الأنظارّ نحوهاّ ، و ماّ فعلته تواّ ليسّ سوّى تحـذيرّ أوّ بالأحرىّ تهديدّ صّريحّ
الفعلّ نحوّ زوجّها الشخصّ الوحيدّ الذيّ تّقبلهاّ و الذيّ فّعل المستحيلّ لأجّلها ، الذيّ تخلى عنّ أسرته بأكملها لأجلّها هيّ فقطّ ، هـكذاّ تـّجازيهّ
تنهدتّ و جّعلته يستلقي علىّ السّريّر ثمّ أخذتّ تنـظرّ إليهّ بّشفقة و رحّمة، تلكّ الإبرةّ كانتّ جرّعة مخدرّ يجّعله يّغط فيّ النومّ و ربماّ فيّ المرةّ القّادمة
ستكونّ سماّ قّاتلاّ ، اتسعتّ عينيهاّ فجأةّ بّصدمة لماّ أدرّكت أخيراّ طلبّ نايتّ الغّريبّ ، أيّعقل أنهّ منذّ البدّاية كّان يّعلمّ بأنّ إليزابيثّ من حاولتّ قتلّ السيدّ
بيتّر و لهذاّ جّعلها تحميّ كايلّ لاّ أنّ تراّقبه بّل أنّ تحميه بحيّاتهاّ ، أكانّ يّعلمّ بأنها ستنقلبّ ضدّ زوجّها ؟، أصدّرت آهةّ عميٌقة منّ قلبهاّ فّما الذيّ عليهاّ
أن تفعله لتنقذّ عّائلة لبيرّ ؟ ..
__________________