عرض مشاركة واحدة
  #53  
قديم 12-28-2015, 11:50 AM
oud
 
فّتح عينيهّ بإرهاقّ شديدّ لّيلقي نـظرّة حّوله فيّ تلكّ الغـّرفة الـواسّعة البيضاءّ حيثّ كانتّ راّئحة المّعقم تّلف كلّ ركنّ بهاّ ، حـّاول الجّلوس
لكنهّ شعرّ بّصداعّ يّداهمه فّأمسكّ بّرأسه دونّ أن تكونّ له القدرّة فيّ التفكيرّ عنـدماّ اقتربتّ منه سوزيّ بّهدوء خطّواتهاّ الغيرّ مسموعةّ
و نـظّراتهاّ الحـّادة الصّارمة على غيرّ عـّادتهاّ كانتّ ترتديّ سّروالاّ أسودّ اللونّ معّ قميصّ أبيضّ يّساعدها علىّ الحركةّ أكثرّ و تحـّمل فيّ
حزامهاّ مسدسّا مخفياّ أسفلّ قميصهاّ ،
رفـعّ كايلّ نظره ناّحيتها لماّ شعرّ بوجودّ شخصّ ماّ أخرّ غيرهّ فيّ هذّه الغّرفة ليلمحّ سوزيّ ، لمّ يكنّ لّيتذّكرها فيّ البداّية لوجودّ كميةّ كبيّرة
من الخدّم فيّ القصرّ لكنّ كيفّ له أنّ ينسى اليدّ اليمنىّ لفّرانسواّ تلكّ الفتاة التيّ جلّبتها والدّة نايتّ منّ أجلّ رعايتهاّ ، تحدثّ بّنبرة مضجرّة
إذّ أنه لاّ يمتلكّ الوقتّ لسماعّ أيّ كلماتّ بعدّ الصدمة التيّ ألقتهاّ إليزابيثّ على عّاتقه
ـ مّاذا تّريدين ؟
ابتسمتّ سوزيّ بّسّخرية أجلّ بالّرغم منّ أن كايلّ هوّ الآنّ الضّحية لكنهاّ لاّ تستطيعّ أنّ تحبّه ، لاّ تريدّ أن تسامحّه علىّ الأذّى الذيّ سببّه
لسيدّها لكنهاّ مجبرةّ و مقيدّة بحّمايتهّ ، انحنتّ بّخفة ثمّ تحدثتّ بنبرةّ جـّادة جداّ
ـ سيدّ كايلّ لبيرّ أنـّا سوزيّ أقسمّ لكّ أنناّ سّأحميكّ حتىّ لو كّلف ذلكّ حياتيّ ،
رمقّها كايلّ ببرودّ منّ أعلى رأسهاّ إلىّ أخمصّ قدّميهاّ فقدّ كانتّ تبدواّ كّفتاة عصّرية و ساذّجةّ بلّ هيّ مجردّ خادمةّ كيفّ لهاّ أن تّحميه ؟
و ماّ الذيّ تتّفوه بهّ ؟ ماّ الذيّ تعـّنيه بكلّماتها هذّه بلّ ما الذيّ تقصدّه ؟ كانتّ هذّه الأفكارّ تتزاحمّ فيّ رأسهّ بّقوة لكيّ تسببّ له صداعّ آخرّ
أشدّ ألماّ فّرفعّ يدّه بّعدم مّبالاة رّغبة فيّ التخلصّ منهاّ و قالّ بحدةّ
ـ غـّادريّ ليسّ ليّ مزاج للعـّب معكّ،
فانسحبت سوزّي بّكلّ هـدوءّ مغـّادرة الغـّرفة ، عندّها وضّع كايلّ يدّيه علىّ رأسهّ غيرّ قـّادر علىّ احتمال كّل هذّه الأفكاّر السّوداءّ التيّ
تداّهمه بلّ لاّ يدريّ ماّ الذيّ يّفكرّ بّه و هلّ هوّ بالفـعلّ صّحيحّ أمّ مجردّ وهمّ اخترعهّ ذّهنه مّبررّا خيّانة إليزابيثّ له لحبّها الّشديد نحـّو نايتّ ؟
، أفعـّلا خدّرته بلّ حتىّ أنهاّ هددتّه لكنّ لماّ ؟ لاّ الأهمّ منّ كلّ هـذاّ أنهاّ حاّولت قّتل بيترّ جدّه ؟ ماّ الذيّ يحدثّ بحقّ السماّء معّ هـذّه العـّائلة
؟ نايتّ مكبلّ اليديّن يّعجزّ عنّ فّتح فّمه لدّفاع عنّ نفسهّ أمّا إليزابيثّ فتسيطرّ علىّ كلّ فرّع بالشـّركة و تّضعه هوّ أيضّا تحتّ سيطرّتها ،
ماّ الذيّ يحدثّ ؟ هلّ كاّن فيّ غيبوبةّ ليفوتّ هـذاّ الكمّ الهائل منّ الأحداث لأنهّ توجدّ فوهةّ عـملاّقة فيّ ذّهنه ؟
الأجدرّ منّ كلّ هـذاّ ؟ ماّ الذيّ يجبّ عليهّ فـّعله ؟ إنّ كانّ ناّيت المـدمرّ اللا مبالي غّير قـّادر علىّ اجتياز فّخاخّ إليزابيثّ هلّ هوّ قادّر على
ذلّك ؟ الشّرطة تراّقبهماّ و ديميتريّ يستهدفّ نايتّ أيضّا ماريّ مفقودةّ كذلّك الـيدّ اليمنىّ لنايتّ المدعوّ بفرانسواّ ؟ ماّ الحـّل إذّن ؟ لاّ يستطيعّ
أنّ يلجّأ لأحدّ طالبّا منه المسّاعدةّ ، تّنهدّ و نـظرّ إلىّ السّقفّ بّقلّة حّيلة و بّخذّلان ، أيّ حـّياة يّعيشهاّ ؟ فبالرّغم كلّ ماّ فعلته إليزابيثّ يجدّ نفسهّ
غيرّ قـّادر علىّ كرههاّ كماّ لوّ كّأن هذّا منّ المستحيّلات السّبع ؟

/


ّواق خاليّ مظّلم كّأنه يّقود إلىّ اللانهاّية يسيرّ علىّ سجادّه القرمزيّ بخـطّواته البّاردة الغّير مسّموعة بينماّ عينيهّ تـّحدقّان دون هواّدة فيّ
كلّ زاويةّ تّقع عليهماّ ليسّ لغّاية أوّ لأخرىّ و إنماّ مجردّ نـظّرة تّخبره بّأحوالّ القصرّ المدّمرة فّقد صّار خاليّا شديدّ السّكون مهجوّراّ قدّ غـّادره
مّعظم الخدمّ لجاّنب ديميتريّ ،
تّوقفّ فجّأة لماّ وقّعت أنّظاره علىّ إليزابيثّ المتّأنقة كّعادتّها مرتديّة فستانهاّ الأرجوانيّ الذيّ يبرزّ تناسّق جسدّها أماّ شعرهاّ الأسودّ الطـّويل
فقدّ انسدل بّكل عنفوانّ و حريةّ علىّ ظهرهاّ العاريّ منّ الخلفّ ، رمقهاّ نايتّ بّحدة ثمّ استمرّ بالسيرّ عندّما أمسكتّ بّمعصمهّ رافّضة أنّ تدّعه
يكملّ خطّواته و قـّالت بنبرةّ عـّميقة حّزينة
ـ أنّا أسّفة لماّ أصّاب جديّ
كاّدت أنّ تحّتضنه لولاّ أنهاّ قامّ بّدفعهاّ سّريعاّ راّسما علىّ ملامحّه تعبيرّ الاحتقار كّما لوّ كّأن حشّرة ماّ قدّ لمسته فمجردّ وضّعها لّأناملهاّ الطّويلة
علىّ ذّراعه أثّارت بّنفسه أشدّ أنواعّ الحقدّ و أكثّرهاّ خطّورة ، قـّال بنبرةّ حّادة
ـ لستّ بمّغفلّ إليزابيثّ كيّ تنطليّ عليّ تمثيليتكّ الرديّئة هذّه ،
رمّقته إليزابيثّ بّحدّة هيّ الأخرىّ و قدّ سّئمت منّ تصّرفاته المتعّجرفة المتّعاليةّ فدّفعته بّكل ماّ تملكهّ من قوةّ نحوّ الجدار لكنهاّ لم تتمكنّ من زحزحتهّ
قيدّ أنملةّ بّل كانّ ثّابتاّ و نـظّراته الثّاقبة تحدّقان بهاّ علىّ وشكّ قتلهاّ فّأخذتّ شفتيهاّ ترتجفّان قدّ باتّ الرّعب يّنسل إلىّ قلبهاّ خوفاّ منّ غّضبه لتسقطّ
دموعهاّ قـّائلة بّنبرة مترجيةّ
ـ لّكن نايتّ ، أنـّا أحبكّ .. أرجوكّ لا ّتبعدنيّ أكثرّ من هذاّ
انطلقت ضّحكاته العـّالية ذاتّ نغّمته المّبحوحة الخاّصة فيّ الأرجاّء لّفّصاحة لّسان إليزابيثّ فيّ نطقّ الأكاذيبّ لاّ بلّ حتىّ تصديّقها ّهي بّنفسهاّ قدّ نسجتّ
لنفسهّا عالماّ منّ الألاعيب فّأخذتّ تّصدقه بالّرغم منّ كونهّ خيّالاّ ، أقّالت لتوّ أنهاّ تحبه ؟ طّريقتهاّ فيّ نطّق تلكّ الكلمةّ تثيرّ اشمئزازه فّتّحدثّ بنبرةّ بسّاخرة
ـ عـّزيزتيّ هلّ حبكّ المجنونّ نحويّ جّعلكّ تّحاولينّ قتليّ ؟
نـظرتّ إليهّ إليزابيثّ بّغيضّ إبتسامته السّاخرة وّ نبرتهّ المتهكمّة تّثيرّ أعّصابهاّ ، لماذاّ لاّ يصدقّها ؟ بالّرغم منّ أنهاّ بالفّعل هيّ صّادقة فيّ كلماتهّا هذّه
فّوضعتّ يدّها علىّ كتفهّ ثمّ اقتربتّ منهّ بّهدوء لّكي لاّ يفصلّ عنهماّ شيءّ فّأخذتّ أنفاسه ّالبّاردة تلفحّ جّبينهاّ بينماّ نـظّراتهاّ الجذاّبة المترجيةّ تّرمقانه بكلّ
أسىّ ثمّ همستّ له
ـ أنـّا ياّ نايتّ أحبكّ منّ أعماٌّق قلبيّ ، صدقنيّ
وضّع نايتّ أناملهّ حولّ ذّقنها ليرسمّ على شّفتيه ابتسّامة مّستهزئة أهذّه هيّ نفسّ الفتاة التيّ أحبّها فيّ الماضيّ ؟ تلكّ الفتاةّ الملّيئة بالحماسّ و المرحّ
ماّ إن تّلمحه عينيهاّ إلاّ و سّارعت نحوهّ تّخبره بّحبهاّ له ، ابتعدّ خطّوتين للخلفّ و قدّ شحبّ وجّهه إن استمرّ بالتفكيرّ هذاّ فسوفّ يصّدقها لاّ محالة
، لاّ يجدرّ بهّ أنّ يّضعف لهّا لذّلك تحدثّ بنبرةّ مبحوحةّ
ـ إليزابيثّ لقدّ بات هذاّ مملاّ ، غّيري من إستراتجيتك قليلا إن رأيتها غيرّ ناجحة
شّعـرت إليزابيثّ بّخيبة أملّ كبيٍّرة تّجتاحهاّ و هيّ تّرى أنّ نايتّ ليسّ مباليّا أبداّ أيعقلّ أن حبّ ماريّ قدّ تمكن منه ؟ لكنّ إنّ كان الأمرّ كذلّك فّلماذاّ
ماريّ ليست هناّ ؟ لماّذا ليستّ ماريّ بجاّنبه فيّ هذا ّالوقت الصّعب ؟ و ألمّ يقلّ أنهماّ قدّ انفصلا ؟ فركّ جبينهاّ بّأسى إذّ أنهاّ تقفّز للاستنتاجات دون
فاّئدة تّرجىّ فّعادتّ تّرمقه بّنـظراتّ حّزينة متّألمة، قـاّلت
ـ أرجوكّ نايتّ لماّ لاّ تمنحنيّ فّرصة أخرى ؟ أنـّا واّثقة بّأننيّ لنّ أخيبّ ظنكّ أبدّا
استّمرارهاّ فيّ المحـّاولة و نبّرتها الصّادقة جّعلته لوهلةّ من الزمنّ يترددّ ليسّ فيّ المواّفقة علىّ طّلبهاّ و إنماّ الشكّ فيّ مدى حبّها لهّ ، تنهدّ بّهدوء
كيّ يتماسكّ إذّ لاّبد أنهّ مصابّ بالحمىّ لكيّ يصدقّ حربّاء مثلّ إليزابيثّ تّغيرّ كلماتهاّ كلماّ تّغيرت مطالبّ الأشخاصّ الذينّ أمامهاّ فّاقتربّ منهاّ بهدوء
راّسما علىّ شفتيه ابتسّامته الجـذاّبة قّليلة الظّهور بينماّ عينيه الداّكنتين تّحدقان بهاّ بكلّ لطفّ فّوضع يديّه حولّ كتفيهاّ ، اقتربّ أكثرّ و همسّ بجاّنب أذنهاّ
ـ حسناّ إذنّ، لماّ لاّ تثبتينّ ليّ مدىّ صدقكّ أولاّ ؟
بالرغمّ منّ أنّ إليزابيثّ عاّرضة أزيّاء اعتـّادت علىّ تعاملّ معّ مختلفّ الرجالّ فيّ حياتهاّ المهنيةّ أوّ العـّادية لكنّ نّبرة نايتّ المبّحوحةّ الهـّامسةّ
قدّ سّلبت لهّا لّب عقلهاّ كذلّك ابتسّامته الصّغيرة الجـذاّبة بينما عينيهّ تّنظرّان إليهاّ و لهاّ فقطّ يجّعلها تشّعرّ بأنهاّ الوحيدّة لهّ فيّ هـذاّ العـّالم فّأغّلقت
جفونهاّ مستعدةّ لّتّقبيله غيرّ أنّ نايتّ أكملّ سّيره بكّسلّ دونّ مبّالاة و حينماّ فتحتّ إليزابيثّ عينيهاّ كانّ قد ابتعدّ مسّافة كاّفية عنهاّ لتقيهّ شرهاّ ،
أحكمتّ الإمساكّ بّقبضتهاّ و علاماتّ الغيضّ ظاهرةّ عليهاّ فّنادّته بنّبرة غاضبة
ـ نـّايت أتظنّ أن هـذّه مزحّة ؟ أنتّ بالفـّعل تشّبه أبّاك تماما كماّ قالّ السيدّ بيترّ كلاكماّ تّجيدّان التلاعبّ بّقلوب النساءّ
تّوقفّ نايتّ للحـظةّ إنهمّ يّعلمون مدىّ كرههّ لوالدّه و بالّرغم منّ ذلكّ دوماّ ماّ يستعملون هـّذه الكّلمات لإثّارة أعّصابه كماّ لو كّأن مجردّ كونّه
يرتبطّ معّ نيكولاسّ بدّم واحدّ مصّيبة لاّ تكفيّ ، استـدارّ و كمّ اختلفت تعبيرّ وجّهه المسّالمة لّأكثرّ حدّة فقّال بّنبرةّ نـّارية
ـ و علىّ غـّرار والديّ فّأناّ أجيدّ تّلاعبّ بّقلوب السّافلاتّ منهن فقطّ ،
ألجمتّ الصّدمة لّسانهاّ و كمّ لاّمت نفسهاّ علىّ كلماتهاّ سّابقاّ فهي تدرّك تماماّ أنّ نايتّ لاّ يحبذّ أبداّ أنّ يشّبهه أحدّ بّنيكولاسّ لكنّها رفضتّ أنّ
تتركّ كرامتهاّ يداس عليهّا هكذاّ حتىّ لوّ كانتّ تّحبه فّردتّ عليهّ بنبرةّ حـّاقدة ملّيئة بالغيّرة
ـ حقّا ؟ و هلّ ماريّ واحدةّ منهنّ أيّضا ؟
استـدارّ نـّاحيتهاّ مسّرعاّ ثمّ تّقدم و بّظرفّ ثّانية كاّن يقفّ أمامهاّ رفـعّ يدّه لّيّسحبهاّ إلىّ زاويةّ مظّلمة بّعد أنّ لمحّ من طرفّ عيه قدومّ أحدّ الخدمّ
ليّكتم فمهاّ بيدّه، كشّر بكـّل حدة و همسّ بّنبرةّ ناريةّ
ـ كفيّ عنّ مضايقتّي إليزابيثّ فقدّ ضقتّ ذرّعا فعـّلا بّتصرفاتكّ البّلهاّء و عّوض أنّ تحاوليّ التّقربّ منيّ يجدرّ بكّ الابتعـّاد عنيّ ..
كادّ أن يتكلمّ لكنهّ تـّراجّع فّورا راّسما على شّفتيه ابتسّامة سّاخرة ، إنهـّا لاّ تستحقّ ذّرة منّ تّعبه هـذّه السّافلة قدّ أرادّت الحـّصول علىّ قلبّ كايلّ
و نجّحتّ بلّ جّعلته خـّادما لهاّ أيضّا حـّاولت قّتل ماريّ سّابقاّ ثمّ قتـل الجدّ بيترّ و هاهوّ الآنّ فيّ غـّيبوبة بّسببهاّ ، إنّ كانّ يريدّ أنّ يجّعلها تدّفع الثّمن
فيجبّ أنّ يكون الأمر مثّاليّا خـّالياّ من أيّ خـطّأ لذلكّ انسحبّ للخلفّ عـّائداّ يّكفيّ هـذاّ فّقد ضّيع الكثيّر من وقتهّ بالدرّدشة معهاّ بالفّعلّ ،
أخذتّ إليزابيثّ تّراقبه بّعينينّ بّائستينّ إلىّ غـّاية ابتعادّه عنّ مرمى أنظاّرهاّ فيّ حينّ كانّ نايتّ يسيرّ بخـطّواتّ سّريعة عـّصبية و شديدّة التوترّ
فقدّ نجّحت إليزابيثّ أخيراّ فيّ إثّارة أعصّابه ، كمّ يّكره هـذاّ .. كمّ يكرّه ذلّك الغضبّ الذيّ يّملئ قّلبه و يسّعره ناّرا كلماّ أتى نطقّ إسمّ نيكولاسّ على
لسانّ شخصّ آخرّ ، فجـّأةّ رن هـّاتفه كانتّ رّسالة نصّية منّ فلوراّ الوحيدةّ التيّ تملكّ رقمّ هاتفهّ الجديدّ هذّا إلىّ جـّانب سوزيّ ، تنهدّ بّضجرّ إذّ يبدواّ
أنهّ لاّ يستطيعّ أنّ ينعمّ و لوّ بّلحظاتّ لنفسّه ، فتحّ الرسّالة قدّ أخبّرته فيهاّ أنهاّ لم تستطعّ الاتصال بّماري شّيءّ كلمّ يتسنى لهاّ الوقتّ للاتصالّ بهاّ
قطبّ حاجّبيه و قدّ كشرّ بكلّ حدةّ همسّ بّعصبيةّ
ـ سحقاّ، تلكّ المرّأة لاّ يعتمدّ عليهاّ علىّ الإطّلاق ..

/

جـذّبها منّ ذرّاعها بكلّ قّسوة ثمّ دفّعها دونّ مبّالاة لعجّزها نّحو الأرضيّة الصّلبة كيّ يرتطّم بهاّ جسّدها الهزيل ّالضّعيف كانتّ تّبدوا مستسلمةّ
لمصّيرها و الدّموع تّملأ عينيهاّ الواّسعتين لكيّ تعّكسّا مدىّ الألمّ الذيّ تشعرّ به لفّقدان شخصّ اعتّبرته فّردا منّ عـّائلتهاّ فّأغلقتّ جفونهاّ
بّندم لأنهاّ كانتّ السّبب فيّما قدّ وصّلا إليهّ الآنّ عندّما وضّع رجلّ ماّ يدّه علىّ ذقّنها ليّرفع رأسهاّ نّاحيته ثمّ ابتسمّ بكلّ لطفّ قّائلاّ و الـّهدوء
يّلف نغّمة صّوته
ـ مرحـّبا ماريّ، لقدّ التقيناّ مجدداّ يّا لهاّ من صدّفة رائـّعة
نـظرتّ إليهّ ماريّ بّعدم تصّديقّ و قدّ عـّادت إلّيها ذّكرياتّ الحـّفلة المـّرعبةّ ، إنهّ ذلكّ الشـّابّ المدعوّ بديميتريّ الشخصّ الذيّ فجرّ مكبّراتّ
الصـّوت و الذيّ يّسعى للانتقـّام منّ نايتّ ، كمّ يبدواّ شبيهاّ لهّ منّ حدةّ عينيهّ و قـّسوة ملامحـّه البّاردة إلىّ بشّرته الـشّاحبة هناكّ العديدّ منّ الصّفات
التيّ يشّبه فيهاّ نايتّ لكنهّ علىّ غيرّ زوجّها يبدواّ خبيثّا بّقوة وّ لاّ مبّاليّا لدّرجة تّثيرّ بّنفسهاّ الـّرعب ، فّأخذتّ تّرتجفّ كّورقة فيّ الخـّريفّ أوشّكت
لسّقوط عندّما حملهاّ ديميتريّ بينّ ذرّاعيه ثمّ صعدّ بهاّ للأعـّلى كيّ يّدخلّ غـّرفة كبيّرة واسـّعة نسّائية قـّليلاّ ذاتّ شـّرفة جميّلة مّزينة بّقضّبان حدّيدية
و بالّرغمّ من جّمال الغـّرفة و أناّقتهاّ إلاّ أنهاّ بدّت كّسجنّ أكثرّ مماّ كانتّ كّنعيمّ ، وضـعّها علىّ الـسّريرّ بّهدوء ليدّخل بعدّهما كلاّ منّ السيدّ جونسونّ
مختّطفهاّ و إمرّأة أخرىّ فيّ الثلاثينات من العمّر ، قـّال بّابتسّامة سّاخرة
ـ أرجوّا أنّ تكونّ الغـّرفة قدّ نالتّ إعجابكّ لأنهاّ ستكونّ مرتعكّ من الآنّ فصّاعداّ عـّزيزتيّ ،
رمقّته بّصدّمة لمّ يستطعّ عقلهاّ الصّغيرّ إدرّاكهاّ أيّعقل أنهاّ الآنّ رهينةّ ؟ لكنّ لأجلّ ماذاّ ؟ نايتّ لاّ يهتمّ أبداّ لّحيّاتهاّ فلماذاّ يّنفكون استهداّفهاّ كماّ
لوّ كّأنّها تّعتبرّ شّيئاّ ثميناّ لهّ ؟ و بدّون إدراكّ منهاّ رفـّعت يدّها و صّفعت ديميتريّ بّأقصى ماّ تملكهّ من قوةّ ، فّوضع يدّه علىّ خـدّه بّدهشة يرمقهاّ
غيرّ مصدّقاّ كذّلك كاّنت الخـّادمة فكيفّ تتّجرّأ هـذّه المختطفّة عديّمة المستوىّ بّرفعّ يدهاّ بينماّ طّأطّأ سيدّ جونسونّ رأسهّ و بّقدر ماّ كان الموقّف
غريبّا مرّعباّ إلاّ أنهّ و بالنّسبة لهّ كانّ طرّيفاّ فحتىّ لو كاّن يّعمل لدّى ديميتريّ فهـذاّ لاّ يعنيّ أنهّ يحبّه ، تـحدثّت ماريّ بّصوتّ حـّاد مّرتجفّ
ـ كيفّ لكّ ؟ أخـّبرنيّ ؟ ألستّ أنتّ منّ فجّر مكبّراتّ الصوتّ بحّفلة فلادميرّ ؟ ألاّ تّدريّ عددّ الضّحاياّ الذّين خلفّهم تّهوركّ هذاّ ؟ ألاّ تـعّلم ماّ المآسي
التيّ سببتهاّ ؟ أنـّا التيّ اعتبرتكّ صدّيقا و لوّ كانّ الأمرّ لفترةّ من الزمنّ.. أيهاّ ، الآنّ تقومّ باختطافي و لأيّ غـّاية ؟
قطبّ ديميتريّ حـّاجبيه مستنكراّ ردّة فّعلهاّ المبالّغ فيهاّ عـّندماّ أخـذتّ تّضربه بّقوة واهنةّ لاّ تكادّ تّعتبرّ ضّربة علىّ صدّره و الهستيرياّ تّلفّ كياّنهاّ بأكملهّ
كذلّك تغيرّت ملامحّه السيدّ جونسونّ إلى الدّهشة إذّ تّغيرتّ ماريّ جذّرياّ كّأنهاّ لمّ تعدّ هيّ ، فّأخـذتّ تّصيحّ بّكلّ جنونّ و هيّ تّناديّ علىّ نـّايت بينماّ تّحدق
فيّ الأرضّ بّعينين زائغتين كّأنهاّ ترّى شيئاّ مختلفّا مرّعباّ .. دّموع تّملأ خدّيها المتّوردتينّ كذلّك بّشرتها صّارت شّاحبة كّما لوّ كّأن الموتّ أمامهاّ
فّصاحتّ بنبرةّ بّاكية و مـرتجفّة
ـ نـّايت ، أريـدّ نايت .. النـّيران ، كـّايل أينّ نايتّ ؟ أبحثّ عنه أرجوكّ
وضعتّ يدّيها علىّ أذنيهاّ محاّولة منعّ صّرخاتّ أولائك الذينّ قدّ نالتّ منهّم اللهبّ لتّسللّ إلىّ قّلبهاّ قدّ عـجزتّ عنّ الوقوفّ مماّ سببّ لهاّ رعـّبا
أكثـّر فصّارت غيرّ واعّية لماّ حـّولهاّ و لمّ يّعلمّ ديميتريّ ماّ الحلّ الأمّثل لّشخصّ بمثلّ حاّلتها عـندّما فجـّأة أغشيّ عليهاّ لتسقطّ بينّ ذّراعيهّ أمسكّها
بّدهشة ، ثمّ وضّعها علىّ السريرّ .. و هوّ الذيّ كانّ يّريد التلاّعب بّأعصابهاّ قّليلاّ ؟ يبدواّ أنها جّنت بكلّ تأكيدّ لذلّك قـّرر تّركهاّ فلاّ فائدّة ترجىّ منهاّ
ما دامتّ بّمثلّ هذّه الهستيريةّ تنهـدّ و نـظرّ إلىّ تلكّ الشّرفة ، ربماّ يجدرّ بّه أنّ يّكثفّ الحراّسة منّ الخـّارج و الدّاخل فّبحاّلتها المجنونةّ لاّ أحدّ يعلمّ
ماّ الذيّ قدّ تقدمّ عليه و قدّ أخبّره جونسونّ سابقّا أنهاّ حاّولت الانتحار عبرّ إغـّراقّ نفسهاّ فيّ النهرّ ، همسّ لّنفسه مستنكراّ
ـ مـّا بالّ نايتّ معّ إمرّأة مثّل هذّه ؟ كّأنهاّ مجنونّة ..
عـّاد يتنهّد بّكل بّرودّ بينماّ عينيهّ تـّراقّبان ماريّ بّفّضولّ ، لاّ أحدّ يّعرّف نـّايت أكثرّ منهّ و هوّ متـأكدّ أنّ أكثرّ ماّ يكرّهه نايتّ هوّ الأشخاصّ الضّعفاءّ
كـماريّ تماماّ إذّن ماّ الذيّ يجّعله يبّقيها إلىّ جـّانبه حتىّ الآنّ ؟ زمّ شّفتيه بعبوسّ لولاّ تّدّخل ويليامّ لكانتّ قّصة ماريّ و الـ 500 ملّيون دولاّر قدّ
نـشّرت فيّ جميعّ أرجاءّ العـّالم و هوّ يعلمّ جيداّ أن ماريّ ليستّ سوىّ مجردّ تّغطيّة لشيءّ ماّ ، لذلّك كلّ ماّ يسعى إليهّ ديميتريّ الآنّ هوّ إكتشافّ
ذلكّ الشيءّ الذيّ يسعىّ نايتّ جاّهداّ إخفائّه عبرّ عـّلاقته المزيفّة هذّه ثمّ تدميرّه ، هـكذاّ لنّ يبقى هناكّ ماّ يدعواّ لّإستمرارهّ فيّ العيشّ ذلكّ الوغدّ
ابتسمّ ديميتريّ و رفـعّ الغطاءّ جيداّ علىّ جسمّ ماريّ الضّعيف ، لنّ لمّ يبقى الكثيرّ على إنتصّاره .. لمّ يبقى الكثيّر


آنتهـّى
__________________