عرض مشاركة واحدة
  #56  
قديم 12-28-2015, 05:13 PM
oud
 
الشـآبترّ الـثّالث و الثـّلاثين

ـ فيّ ظلّ صدّاقة تنـّموا أشواكّ العـّداوة



فيّ تـّلك الغـّرفة التيّ صّارت منذّ فترةّ ليستّ بطّويلة سجّنها الخاصّ كانتّ تّجلسّ على كرّسيهاّ بجاّنب الجـّدار داّخل الحمامّ
الذيّ لحسنّ الحظّ واسـعّ المسّافة ، حـّاولتّ أن تقف بنفسهّا لكنّ الأمرّ لمّ يكن سّهلاّ حيثّ أنهاّ لمّ تستطعّ أنّ تركزّ ثّقل جسدّها
علىّ قدّميها دونّ جدوىّ كّأنهماّ يّرفضان التـّجاوبّ لأوامرهاّ وّكمّ كانّ هـذاّ محّبطاّ بّالنسبةّ لهاّ ماّذا إنّ لمّ تقدرّ على السيرّ مجددّا
؟ هلّ سوفّ تبقى أسيرّة ديميتريّ للأبدّ ؟ و أينّ هوّ نايتّ ؟ لماذاّ لم ينقذّها بّعد ؟ ماّ الذيّ حدّث له ؟ أوّ يكونّ السببّ فيّ عدمّ إيجادّها
هوّ أنهّ لاّ يبحثّ عنها علىّ الإطلاقّ ؟ تنهدتّ بّكلّ أسى عندّما غـّرفت فيّ دوامةّ من الأفـّكار السوداءّ لكن سّرعان ماّ هزتّ رأسهاّ
نفيّا لكيّ تطرّد هـذّه الهواجسّ المّؤلمةّ التيّ تّعيقّ تحركّها نحوّ الأمامّ ، مدّت يدّها نحوّ الجدارّ و تمسكتّ بّه بينماّ ظهرت علىّ ملامحّها
صّفات الإصّرار و العـّزم ، حّاولتّ أنّ تقفّ مجدداّ و هاهيّ تّقفّ دونّ أنّ تتمسكّ بشيءّ لتبتسمّ بّسعادةّ ، إنهاّ تستطيعّ الشـّعور بالأرضّ
غيرّ أن هذاّ الإحساسّ المليء بالسّعادةّ لم يدّم إلاّ قليلاّ فّقدت سقطتّ أرضاّ بكلّ قوة لتّصطدمّ جّبهتهاّ بّحافة حوضّ الاستحمامّ صّرختّ بّألمّ
ـ يّا إلهيّ .. ، آوهّـ لماذاّ تّنفكّ أحداثّ كهـذّه تصيبنيّ ؟ هلّ حظيّ معّدوم إلىّ هذّه الدرّجة ؟ و كّأننيّ كسرتّ مرآة لاّ أعلمّ بّأمرهاّ ، ماّ الذيّ
سوفّ أفـّعله الآنّ ؟
أخذتّ تّسحبّ جسدّها إلىّ غـّاية أنّ استطاعتّ أخيراّ أنّ تّصل لّكرسيهاّ المتحركّ بّعد عناءّ كبيرّ جلستّ مستقيمةّ الظّهر ثمّ حركتّ العـّجلاتّ
بّعناية شديدةّ كيّ لّا تّنزلق فيّ الميّاه و إتجّهت إلىّ المـّرآة قدّ كانتّ فيّ مستوى طّولها كّأنها صممتّ خصيصاّ لهاّ فّنـظرتّ بّعينينّ مندّهشتينّ
إلى وجّهها الذيّ امتّلأ بالّدماء و علىّ جانبّ الأيسرّ من جبينهاّ جرّح طّويل فّقطبتّ حاّجبيهاّ متسّائلة إنّ كانّ سيزدادّ الوضّع سّوءا ؟ سحبتّ
المنشفةّ و وضّعتها علىّ جبينهاّ بّغيض ثمّ فتحتّ الحمامّ الذيّ كانّ مغلقاّ بالمفتاحّ لكيّ لاّ يتطفلّ أحدّ عليهاّ خصوصّا تلكّ الخـّادمة التيّ جّعلها
ديميتريّ تّراقبهاّ فيّ كلّ ثّانية ، و حاّلما خطتّ خـّطوتها الأولىّ خـّارجاّ حتىّ وجدتّ الخـّادمة فيّ حاّلة منّ الصّدمة كذلكّ رجلّ ماّ يقفّ بجانبهاّ
و علىّ ما يبدواّ فهوّ الحارسّ ، قـاّلت ماريّ بّتسّاؤل
ـ مـّاذاّ ؟
حينهاّ انفجّرت الخّادمة بدّموعّ و سّارعتّ باحتضان ماريّ ليسّ خوفاّ عليهاّ و إنماّ خوفاّ علىّ منصّبها الذيّ هددّه تصرفّ ماريّ الغيرّ مسّئول
حينهاّ أخذتّ ماريّ ترتبّت على ظهرّ الخادّمة بّقليلّ من البلاهةّ و هيّ ليستّ تفهمّ تماماّ ماذاّ حدثّ هناّ لماّ اقتربّ منهاّ الحارسّ و علاماتّ
القلقّ بادّية عليهّ كاّن يصبب عرقّا غيرّ قّادر علّى الكلامّ ، فلمّ تدّم حيرّة ماريّ عندّما سّألتهاّ الخّادمة بّنبرةّ مرّعوبة
ـ سيدّتي ما هـذاّ الجرحّ الذيّ بجبينكّ ؟ أحاولتّ قّتل نفسكّ مجدداّ ؟ سباستيان اتصل بّالطبيبّ فورا يجبّ عليناّ أنّ نعالجّها لوّ يّعـلم سيدّ ديميتريّ
بّإخفاقيّ هـذاّ لّقتلناّ نحنّ الاثنينّ دونّ أنّ يرفّ له جفنّ يّا إلهيّ .. حظيّ يّزدادّ سوءا يّوما بّعد يومّ
نـزعتّ ماريّ المنشّفة منّ جبينها و علاماتّ الاستنكارّ بادّية علّى وجّهها، أخذتّ تّراقبّ المّوقف بّسكون كيّف حاولتّ الخادّمة الإتصّال بّالطّبيبّ
بينماّ الحارسّ سّارع ناحيةّ الحمامّ لينزعّ حديد ماّ توضعّ عليها المنشّفة ظّن أنهاّ الشيءّ التيّ أرادتّ ماريّ قتل نفسهاّ به و بالّرغم منّ أنهاّ
حاولتّ جاّهدة شرحّ بّأنهما قدّ فهما الموقفّ خطّأ و أنهاّ تعثرت فقطّ لكنّهما تجاّهلا كّلماتها فقطّ ، تنهـدتّ بّأسى و استسلمتّ
إتجّهت إلىّ الشّرفة و لقدّ كانّ منزلاّ منعّزلاّ ثمّ حطتّ أنظاّرها علىّ تلكّ السّيارة التيّ ركنتّ أسفلّ المنزلّ لحظاتّ حتىّ خرجّ منهاّ ديميتريّ
مرتدياّ بذّلة رسمّية رمادّية داّكنة يحملّ بينّ يديّه حاّسوبه و بدتّ صّفات اللاّ مبالاة تّغزو ملامحـّه البّاردّة فيّ هـذّه اللحظةّ تماماّ بدا شّبيهاّ جداّ
بنايتّ و لوّ أنّ نايتّ أشدّ قّسوة ، نـظرتّ ماريّ إلىّ تلكّ الخـّادمة التيّ تّركضّ فيّ الغـّرفة دونّ هوادةّ ثمّ قـّالت بنبرةّ بّريئة
ـ يـا آنسةّ لقدّ آتى السيدّ ديميتري
شّهقت الخـّادمة بّقوة كماّ لوّ كّأن الموتّ قدّ داّهمها ثمّ سقطتّ أرضاّ مغشياّ عليهاّ ، نـظرتّ إليهاّ ماريّ بّإستنكارّ مستغربةّ ردّة فعلهاّ المبالّغ فيهاّ
بينماّ وضعّ الحارسّ رأسّه بينّ يديّه غيرّ قادرّ علىّ الحركةّ مكّرراّ بّأن ديميتري سوفّ يقتله حينهاّ تنهدتّ ماريّ بّتعب و إتجّهت نحوّهماّ ربتتّ على
خدّ الخادّمة بّلطف و تحدثتّ معّ الحارسّ قّائلة بّهدوء
ـ هلاّ جلبتّ عطرّ من فضّلك ؟
أومّأ الحارسّ بكلّ ارتباك و سارعّ ناحية الخـّزانة حملّ العطرّ و قدّمه لماريّ التيّ وضعتّ القليلّ منه فقطّ بجاّنب أنفّ الخادّمة لكيّ تستيقّظ الأخيّرة
بعدّ دّقائقّ و حالماّ وقعتّ عينيهاّ علىّ ماريّ قفزتّ مسّرعة تماماّ عندّما فتحّ ديميتريّ البابّ ، نـظرّ إلىّ الثّلاثة بّإستغرابّ ثمّ إلى جّبين ماريّ
المملوءّ دماءا شّحب وجّهه و سّارع ناّحيتها وضعّ يديّه حولّ وجّنتيها و قـّال بّنبرة لم تستطعّ ماريّ تميزهاّ
ـ ماّ الذيّ حدثّ بحقّ السّماء ؟ .. هلّ حاولتٌُّ الانتحار مجدداّ ؟
استدارّ نـّحو الخـّادمة مناديّا إياهاّ بّإسمهاّ تّحدثّ معهاّ بلّهجةّ حـّادة و لغـّة ماّ عـّلمت ماريّ فوراّ أنهاّ اللغـّة الروسيةّ أيضاّ كانتّ الخّادمة تّجيبه
بّتوترّ و هيّ مخفضّة رأسهاّ للأسفلّ حينمّا طفّح كيلّ ديميتريّ لّيخرجّ منّ جيبّ سترتهّ مسدّسا صّغيراّ من نوعّية ماكاروفّ فّسقطتّ الخاّدمة أرضاّ
علىّ ركّبتيهاّ تتوسلّ بّلغتهماّ مماّ جعلّ ماريّ تّرتعدّ خوفاّ كونه سيقّتل خاّدمة لهّ دوّن أنّ يرفّ له جفنّ و لسببّ سخيفّ كهذاّ فّصّاحت ماريّ برعب
و هيّ تّخفضّ ذراّع ديميتري الذيّ التفت إليهاّ فقالت باستياء
ـ ماّ الذيّ تّحاول فّعله ؟ الآنسةّ لمّ تفعلّ شيئاّ خاطّئا بلّ كلّ ماّ حدثّ بسببيّ فّأناّ منّ تعثرتّ فيّ الحمامّ و ليسّت هيّ من قّامتّ بّدفعيّ أيضاّ أناّ لمّ
أحاولّ الانتحار و أرجوكّ سيدّ ديميتريّ حياّة الناسّ ليستّ لعبةّ لتسلبهاّ أنتّ فّمنّ فضلكّ ضعّ المسدسّ جانباّ ،
صمتّ ديميتريّ للحظاتّ ثمّ أخفضّ المسدسّ ليّعيدّه إلىّ مكانهّ ، رفـعّ منديلّه و وضـّعه علىّ جبينّ ماريّ كانتّ ملامحّه بالّرغم منّ أنهاّ هادئة إلاّ
أنهاّ مخيّفة قدّ علمتّ الخاّدمة فوراّ أنّ الأمرّ لنّ يمرّ مرورّ الكّرامّ ليسّ عندّ ديميتريّ على أيّ حالّ ، عـّاد يتحدثّ معّ الخادّمة بنبرةّ حـّادة و هي
تّجيبه بّتوترّ بينماّ ماريّ تّراقبهماّ باستفهام ، ابتسمّ لهاّ بلطفّ قّائلاّ
ـ لاّ أحّبذّ كثّرة الأخطاءّ إنهاّ تجّعلنيّ أفقدّ أعصابيّ كماّ ترينّ ، حسناّ على كلّ الحالّ الطّبيبّ سوفّ يأتيّ بعدّ قليلّ لذّلك لا تّقلقيّ ماريّ
بّعد لحّظاتّ كانّ الطّبيبّ يعقمّ الجّرح بّحرصّ شديدّ بينماّ ديميتريّ يّراقبّه عنّ بعدّ باهتمام قطبّت ماريّ حاجبّيها عندّما شعرتّ بالألمّ و أخذتّ تنظرّ
ناحيةّ ديميتريّ لماذاّ يبدواّ قّلقا علىّ سلامتهاّ ؟ إنهّ أمرّ غريبّ فعلاّ كيفّ يهتمّ لأمرهاّ ؟ ماّ الذيّ يّريده منهاّ بتصّرفه هذاّ ؟ لماذاّ يعاملهاّ بلطفّ
مادامّ سيقتلهاّ فيّ النهايةّ ؟ تنهدتّ بأسى و نـظرتّ ناحيةّ الطّبيبّ الذيّ كانّ بدوره مستغرباّ منّ تلكّ الشّرفة المّغلقة بّقضبان حديدّية و خلوّ الغـّرفة
منّ أيّ معداتّ حادةّ بالّرغم منّ أنهّ جاهدّ فيّ إخفاءّ تساؤله ، حـّاولتّ ماريّ أنّ تفكرّ بّسرعة إنّ كان هذاّ الطّبيبّ ليسّ تحتّ إمرّة ديميتريّ فّربما
تسّتطيعّ أنّ تجّعله يّوصل رسّالة لشرطّة بّأنها مختطفةّ لكنّ كيفّ تفعل ذلّك و ديميتريّ يّراقبهاّ بحرصّ ؟ تنهدتّ ماريّ بّأسى لوّ أنهّ تّأخر سّاعة أوّ
أكثرّ لربماّ استطاعتّ التواصّل مّع الخارجّ ، زمتّ شفتيها و بقيتّ ساكنةّ ربماّ يجدرّ بهاّ أنّ تّسقطّ مجدداّ ستختارّ الوقتّ المناسبّ و تّتعثرّ عندّما لاّ
يكون ديميتري متواجّدا حينهاّ قدّ تستطيعّ التواصلّ معّ أحدّ ماّ ، لكنّ حتىّ لوّ أرادتّ ذلكّ فهيّ لن تقدرّ ، بكلّ بسّاطة لأنّ ديميتريّ قدّ يقتل الخادّمة
دونّ رحمة
و قبلّ أنّ تدركّ كانّ الطّبيبّ قّد رحّل ، تنهدتّ بّقلة حّيلة و إتجّهت إلىّ سريرهاّ جلستّ على حاّفته ثمّ سحبتّ الغطاءّ إليهاّ لاّ يبدواّ أنهاّ سوفّ تتركّ
هذاّ المكانّ قريباّ ماّ الذيّ يفّعله نايتّ ؟ هلّ حقاّ من الصّعب الوصولّ إليهاّ ؟ أيضاّ أينّ هيّ كليرّ ألمّ تبلغّ الشرّطة بعدّ ؟ همستّ لنفسهاّ بعدّما سارّ
فيّ ذّهنهاّ ذّكرى فرانسواّ
ـ أرجواّ أنّ ينجـّوا، إنهّ الوحيدّ الذيّ بقيّ بجانبيّ
كانتّ تّستمرّ بّالتنهد دونّ أنّ تكونّ لهاّ القدرّة علىّ تّغييرّ مصيّرها إنهاّ تفقدّ بإستمرارّ رّغبتهاّ فيّ المقّاومة يوماّ بعدّ يومّ تتّأكدّ بّأنّها لاّ تعنيّ شيئاّ له
هذاّ يحبطّ عزيمتهاّ أضّعاف المراتّ زمتّ شفتيهاّ بّعبوسّ لمّ تدّري كمّ داّم علىّ غفوتهاّ القصّيرة تّلك إذّ استيقّظت عندّما دوىّ صوتّ صّرخةّ متّألمة
مماّ جّعلها تّقفّ بدونّ دراّية منهاّ و الخوفّ يعتريهاّ خطتّ خطّوة واحدةّ نحوّ كرسيهاّ المقّعد لتجلسّ عليهّ ثمّ حركتّ العجـّلات بّسرعة إلىّ خارجّ
غرفتهاّ ، كانّ بابّ غرفتها مفتوحا على غيرّ العادةّ
يّوجدّ علىّ جانبّ درجّ طّويل يّؤديّ إلىّ غـّرفة المعيشّة الواسّعة التيّ تحتلّ معظمّ مسّاحة السّفلية للمنزلّ توقفتّ إذّ أنهاّ قدّراتهاّ لا تساعدّها و
نـظرتّ للأسفلّ عندّما شّاهدتّ الحارسّ مشدوهّ الوجّه مصّدومّ للغاّية أماّمه كانتّ الخاّدمة جالّسة ممسكةّ بذّراعهاّ تتّأوهّ متّألمة بينماّ ديميتريّ
يرفعّ المسدسّ ناحيةّ جبينهاّ ، شّهقت ماريّ غيرّ مصدّقة ألمّ يّخليّ سبيلهاّ ؟ و ألمّ تخبرهّ بّأنها تعثرتّ فقطّ فلماذاّ إذّن يّعاقبّ الخاّدمة ؟ وضعتّ يدّها
علىّ فمهاّ بدّهشة لماّ وجّه ديميتريّ طلّقة أخرىّ نحوّ الحارسّ متحدثاّ بّلغته الرسميةّ الروسيةّ و القّسوة باّدية عليهّ ،ماّ الذيّ يحدثّ ؟ ألمّ يّعفو
عنهماّ ؟ أرادتّ أنّ تفّعل شيئاّ أنّ تمدّ المسّاعدة لهمّا لكنّ سّارعت بالعّودةّ لغّرفتها و أغلقتّ البابّ بيدّ مرتجفّة ، وضعتّ يدّها علىّ قلبهاّ لتتحسسّ
نبّضاته السّريعة و لمّ تجدّ الكلماتّ المناسبةّ لمثلّ هذاّ الموقفّ غيرّ أنهاّ أيقنتّ إذّ لمّ تتقنّ طريّقة هروبهاّ فّسوف تكونّ التالّية علىّ لاّئحة دونّ شكّ ،

/

طـّرقتّ بـّاب المـكتّب بّغيضّ ثمّ دّفعته بّعدم مبّالاة لكيّ تـّرى مـديرّها جـّالسّا و حـّوله العـّديدّ من الأوراقّ المتّناثرة فيّ كلّ مـكانّ قدّ كانتّ الفـّوضى
تّعم جميّع الأرجاّء مماّ جّعلها تتردّد كثـيرّا قّبل أنّ تغـّامر فيّ التقدمّ خطّوة أخرى إذّ أن لا أحـدّ يّعلم مديرهاّ أكثرّ منهاّ هي و تـّحديدّا خـّلال هـذّه
الكـّارثة المـّحيطة بهّ سيّجعلها تّفـعلّ شيءّ ماّ من أجّله فّكرة مجّنونة أخرى ربماّ أوّ مخـّاطرة ماّ حاّلما وقعتّ عينيهّ علىّ فـّلورا رسمّ علىّ شفّتيه
ابتسـّامة سـّعيدة قـاّئلا بحماسّ
ـ فـّلورا تماماّ الشخصّ الذيّ أحتاجّه ، ألاّ تعّلمين أنّ حياتيّ بدونكّ لاّ تّساويّ شّيئا ؟
رمقـّته ببّرود شّديدّ قدّ كانّت نـظّراتهاّ ملّيئة بالشـّك ثمّ استـّدارّت كيّ تعّود أدراجّها حيثّ أنهاّ تعّلم أنّ طـّلباتّ رئيسهاّ مجّنونة قـّليلاّ و ذاتّ ضّرب
من الخيّال فّهو دّوما ماّ يحاولّ كسرّ المستحيلّ لأجلّ تحقيقّ مبيعاتّ أكثرّ و لعلمهاّ بّشخصيته هـذّه قررتّ الانسحاب قبلّ أنّ يجبّرها علىّ تنفيذّ طلبّه
لكنّ كاّن الآنّ قدّ فاتّ فّقد سـّارع نـّاحيتها جاذباّ إيّاها منّ مّعصمهاّ لكيّ تتمسكّ فـّلورا بّحافة البابّ بينماّ جميعّ الموظفينّ خـّارجاّ يّراقبون تّصرفات
رّئيسهم الغـّريبة ، تحدثّ بنبرةّ باكّية
ـ أرجوكّ لاّ تتخليّ عنيّ، أنتّ منقذتيّ.. أرجوكّ فلوراّ فقطّ هذّه الخّدمة و أعـّدك أننيّ لن أطلبّ منك شيئاّ بعد الآنّ هياّ لاّ ترديّ طلبّ رئيسكّ ،
وضـعتّ يدّها علىّ وجّهه محاّولة أنّ تبعدّه عنهاّ لكنهّ إزدادّ قّربا منهاّ ممسكاّ إياهاّ منّ خصّرها بينماّ تحّاول هيّ الفـّرار ، رّئيسهّا كاّن شّابّا فيّ
مقتبلّ العـّمر عينّ كّرئيسّ تحريرّ للمجّلة منـذّ أربعّ سنواتّ أكثّر ماّ يهمهّ هوّ نجاحّ المجلّة و لسوفّ يفعلّ المستحيلّ منّ أجلّ رفعّ المبيعاتّ لذلّك أنّ
تضعّ فلوراّ ألآن ثّقتها بّه أمرّ يفوقّ الواقعّ بآلاف المرّات ، قـّالت بنبرةّ حـّادة
ـ منّ الصعبّ أنّ أقولّ نـّعم و أنتّ تّتصرفّ هكذاّ لكنّ لاّ بّأس هياّ أخبرنيّ ماّ الذيّ تّريده ؟
رمقّها رئيسهاّ بّعينينّ واسعتينّ دلالّة علىّ إعجابّه الشديدّ بهاّ ثمّ احتضنهاّ مسرعاّ بينماّ أخذتّ فلوراّ تّحاول الفّرار ليستّ مدرّكة تماماّ كيفّ وافقتّ
ألمّ تكنّ تّريد رفضّ طلّبه تّوا ؟ كيفّ حدثّ و أجابّته بّـنعمّ ؟ لاّبد أنّه يسّتعملّ حّيلة ماّ ، لماّ سحبّها الرئيسّ إلىّ مكتّبه مّغلقاّ البّاب خلفّه كيّ يّتجه
بّعض الموّظفين ناحيتهماّ للاستماع إلىّ حدّيثهما حينهاّ أدركتّ فلوراّ أنهّ لاّ مجالّ للرفضّ الآنّ فتنهدتّ بكلّ أسىّ ليتحدثّ الرئيسّ بّجديةّ
ـ حسناّ فّلوراّ لمّ أكنّ لأطلّب منكّ هـذاّ لكنّ أنتّ تعّلمين جيداّ أن التنافسّ قدّ إشتدّ خلالّ هذّه المدّة و إنّ لمّ نقدّم للقّراء مّوضوعاّ ملفّتا للانتباه قدّ نخسرّ
العـّديدّ من المبيعاتّ ، لذلكّ أريدّك أنّ تستغليّ معـّارفكّ
صمتتّ لوهلةّ من الزمنّ مفـّكرة إذّ أنهاّ تّعلم أنّ لوّ لمّ يكن الـّرئيسّ فيّ موضعّ حرجّ لماّ طلبّ منهاّ ذلكّ أبداّ أيضّا هيّ الشخصّ الوحيدّ الذيّ يّثق
بّمقدّرته هناّ فعـّادتّ تتأوّه بّألمّ مدرّكة حجمّ المسّؤولية التيّ سّتقع علىّ عـّاتقهاّ عندّما أكملّ الـّرئيسّ حدّيثه بّهدوء
ـ مّاريّ لبيرّ هيّ أختكّ و زوجّها نايتّ لبيرّ تـّكثر منّ حوله الشّائعاتّ إذّ أنّه يواجّه قـّرار الإقصاءّ من التـّرشيحّ إلىّ منصبّ رئيسّ شّركاتّ لبيرّ أنـّا
أريدّ منكّ أن تستغليّ معـّرفتكّ بهّ لّمقـّابلة معـّه ، أريد معـّلوماتّ حصرية لاّ يعلمهاّ أحدّ فهلاّ نفذّت ذلّك ؟
قطّبت حـّاجبيهاّ بّغيرّ رضى و صـّاحتّ معـّـترضة فّطلبّ المسّاعدة منّ نايتّ غيرّ واردّ فيّ قّاموسهاّ أبداّ إذّ أنهاّ تّفضل رمي نفسّها منّ أعلىّ الجرفّ
علىّ الذّهاب إليهّ لذّلك نفتّ بّرأسهّا بّقوة و هيّ تّتحدثّ بحدةّ
ـ لاّ مستحيلّ، أنتّ تّريدّ منيّ أنّ أسحبّ المعلوماتّ منّ الـّرجل الذيّ يّدعونه بالشّيطان ؟ هلّ أنتّ أبله أمّ ماذاّ ؟ إنّ أرادّ نايتّ أنّ يقدمّ مقّابلة لفّعل
عندّما اتهمه الكلّ بّمحاولة قّتله سيدّ بيترّ لبيرّ جدّه هـّو ليسّ متفرغاّ لّلعب أيضاّ أناّ لستّ على وفاقّ معه ، إنهّ متكتمّ و باردّ لنّ يقبّل على الإطلاقّ
زمّ رئيسهاّ شفتيهّ بعبوسّ واضحّ ، ماّ هـذاّ طّريقة تّحدثّ فلورا ّعنّ نايتّ تخـّبره عنّ مدىّ صعوبةّ التعّامل معهّ و هوّ يعلمّ تماماّ أنهّ قاسيّ صعبّ
المراسّ لكنّ ظنّ بّأنه كذّلك فقطّ معّ الغـّرباء أعتّقدّ بأنّ لوّ فلوراّ أختّ زوجّته طلبتّ منه شيئاّ لربماّ سينفذّه لكنّ هـذّا يبدواّ خيالياّ نهيكّ عنّ أنهّ ضربّ
من الجنونّ ، تّنهدّ و قـّال بّعبوس
ـ و مـاذا سّنفعل الآنّ ؟ إنّ لمّ نقدّم أفضلّ ماّ لديّنا سوفّ نخسرّ الكثيرّ منّ المبيعاتّ هـذاّ مثيرّ للإحبـاطّ ، لكنّ فّلورا هلّ أنتّ واّثقة أنكّ لاّ تستطيّعين
إقّـناعه ؟ مـّاذاّ عنّ أختكّ ؟ ألنّ تقدمّ لناّ مقّابلة حصّرية ؟
أومـّأت نفيّا إذ أنهاّ لاّ تتخيلّ أبداّ أنهاّ سوفّ تقحم ماريّ فّي أمورّ كّهذّه ، مّاريّ ضّعيفة جداّ لدرّجة الهّشاشة و أيّ شيءّ لوّ كانّ بسيطّا يجّعلها تّذرف
الدموعّ فّكيفّ لهاّ أنّ تدّع مارّي الغـّالية تّدّخل حربّ الإعـّلام العـّنيفة هذّه ؟ و حّتى لوّ أرادتّ أنّ تطلبّ منهاّ المسّاعدة فّهي ليستّ فيّ إنجلتراّ ،
قـّالت فلوراّ بّهدوء
ـ لاّ أبداّ ، ماريّ أصيبّت إثّر حفّلة فلادمير بّعـجزّ جّعلها غيرّ قّادرة على سيرّ و حتىّ الآنّ هـذّا لاّ يزالّ مؤثرا عليّها لذّلك لاّ أريدّ منهاّ أبداّ أّن تعانيّ
، سوفّ أحـّاول أّن أطلبّ من نايتّ بعضّ المعّلوماتّ أيضّا منّ السيدّ كايلّ إنّ استطعتّ غيرّ أننيّ لاّ أعدك أننيّ سّأحصلّ علىّ شيءّ فّهمّ فّي موقفّ
لاّ يحسدّ عليهّ
تّنهـدّ الرئيسّ و وضـعّ رأسّه علىّ لوحـّة مفّاتيحّ حاّسوبه المحّمول ثمّ أشّار لهاّ بأنهاّ قـّادرة علىّ الـرحيلّ كيّ تّقف فلوراّ مغـّادرة لكنهاّ عـّادت فجّأة
و سددتّ لكمةّ خفيفةّ علىّ رأسهّ ليرفعّ نظرهّ نـّاحيتهاّ فّابتسمتّ بّلطفّ قـّائلة
ـ لاّ تقلقّ ألبرت سّوف أبذلّ ماّ بوسعيّ ، أعتمدّ عليّ
بّعدها سّارت بخـطّواتّ هـّادئة نّاحية المخرجّ بينماّ ابتسم ألبرت لمّ يكنّ لّيعتمد علىّ أحدّ غيرهاّ ، ستبقىّ فلوراّ منقذتّه مهماّ طـّال الزمنّ و دونّ أنّ
تخبره شيئاّ هوّ بالفـّعل يضعّ ثقته بّأكملهاّ فيهاّ بينمّا و حّالما صّارت فلوراّ خاّرجا تّنهدّتّ محاّولة الحفّاظ علىّ أعصّابهاّ إنهاّ مدرّكة تماماّ أنهاّ قدّ
أخبرتّ رئيسهاّ تواّ بّإقناعّ نايتّ لكنّ أفعلّا هيّ تستطيعّ التحدثّ معه ؟ ماريّ لم تكنّ قّادرة علىّ كسبّ ثّقته أوّ التحدثّ معه و هماّ يعيشان تحتّ
سقفّ واحدّ فيّ النهايةّ ماريّ استسلمتّ تمتمتّ باستياء
ـ هـذاّ مستحيلّ ، ربماّ عليّ الاستعانةّ بويلياّم لعلّه يقنعهّ بإجراءّ مقّابلة معّي .. لكنّ لاّ كبريائيّ علىّ المحكّ ،
نـظرتّ منّ خلالّ النافذةّ إلىّ رئيسهاّ ألبرت و هوّ يحيطّ نفسهّ بهالّة من الاكتّئاب فارتبكت أكثرّ ربماّ كانّ من الأفّضل لهاّ أنّ تـّرفض لكنّ من الصعبّ
عليهاّ الآن التـّراجعّ بعدّ أنّ وعدتّه ، لذّلك رددتّ ببّعض التـّوتر
ـ حسناّ لاّ ضرر فيّ طلبّ المسّاعدة ربماّ يجدرّ بيّ الاتصال بماريّ قدّ تستطيعّ إقنـّاع نايتّ ،
ابتعدتّ قـّدر المستطاعّ عنّ أعّين المـّوظفينّ ثمّ وقفّت فيّ زّاوية ماّ ، أخرجتّ هاتفهاّ من جيبّ معطفّها النيليّ بّعدها ضّغطتّ علىّ رقّم أختهاّ قدّ كان
التـّوترّ ظاهراّ على ملامحّها فّهي لمّ تتصلّ بماريّ أبداّ حتىّ بّعدّ أن طلبّ منها نايتّ ذلكّ لاّ بلّ إنهّ أمرهاّ بالاطمئنان عليهاّ يوميّا لكنّ هاهيّ تتصلّ
عليهاّ فقطّ عندّما احتاجتهاّ ، لمّ يّرفع السماّعة أحدّ فّزفرتّ بغيضّ كّأن توترهاّ ليسّ كافياّ حينهاّ اتصّلت علىّ رقمّ فرانسواّ الذيّ أخذتّه منهّ عنـدّ زفافّ
ماريّ لكنّ هوّ بدّوره لمّ يّرفع السماّعة ،
قطـّبت حاّجبيهاّ قدّ بدّأ الشكّ ينسّاب إلّى قلبهاّ كانّ هـذاّ غريباّ إذّ أن فرانسواّ يحملّ هاتفه معهّ دوماّ فّهو حريصّ علىّ سّلامة نايتّ لذّلك يستمرّ بّتفقدّه
، أعـّادت الاتصال لكّلاهماّ مراراّ و تكرارا لكنّ لمّ ترفعّ ماريّ أبداّ السمّاعة حينهاّ اتصلتّ بالمسّتشفى عنـدّما ردتّ مستشّارة لتطلّب منهاّ فلوراّ
تحويلّ ماريّ لهاّ ، انتظرت مدّة قبلّ أنّ تسمعّ صوتّ بّعيداّ فّأجابتّ فلوراّ بنبرةّ مرتاحةّ
ـ آوهـّ لقدّ ظننتّ أنّ مكروهاّ قدّ أصابك كدتّ أنّ أصابّ بنوبة قّلبية بّسببّك ماريّ ،
فيّ فرنساّ كانّ الطّبيبّ المختصّ فيّ عـّلاج ماريّ ينـظرّ إلىّ الهاتفّ و عـّلاماتّ الاستغّراب باديّة علىّ وجّهه لماّذا يّتصل أحدّ أفّراد عـّائلة مريضةّ
لم ّتعدّ موجودّة ؟ فّتحدثّ بنبرةّ هـّادئة
ـ عـّفوا ، منّ معيّ ؟
صمتتّ فلوراّ قدّ شحبّ وجّهها كلّيا فداّهمهاّ صدّاع قـّوي بينماّ أخذّ قلبهاّ يخفقّ بشدةّ لاّ تعـّلم لماّ لكنّها خاّئفة ، خاّئفة منّ سماعّ ماّ الذيّ سّيقوله
هـذاّ الّرجلّ أيعقلّ أنّ ماريّ قدّ أصابّها شيءّ ؟ ربماّ قدّ آذت نفسهاّ لأنّ نايتّ استمرّ فيّ رفضهاّ و ربماّ سّئمت من العلاجّ فقررتّ وضعّ حدّ لحيّاتها
، هـزتّ فلوراّ رأسهاّ محاولة نفيّ هـذّه الأفكارّ السّلبية و قـّالت بنبرةّ متمـّاسكة
ـ أنـّا فـّلورا روبرتّ ، أختّ ماريّ هلّ يمكنكّ أنّ تّعطينيّ إياهاّ ؟
أدرّك الطّبيبّ أنّ هناكّ أمراّ مريبّا يحدثّ خصّوصاّ لماّ تركتّ ماريّ هاتفهاّ لاّ بلّ كلّ ملاّبسهاّ هناّ دونّ عـّودةّ كذلّك ذلّك الـّرجل المدّعو بّفرانسواّ
لمّ يـّعد قطّ لكنّ ماّ الذيّ يحدثّ ؟ تـّلعثم قّليلاّ ثمّ تحدثّ
ـ آنستيّ ، ألمّ تـّعد السيدةّ ماريّ إلىّ بلدّها ؟ لقدّ رفّضت العـّلاج
حـّاولتّ فلوراّ أنّ تتمالكّ أعّصابهاّ أيـعقلّ أن ماريّ قدّ عـّادتّ ؟ لكنّ هـذاّ مستحيلّ فّنايت لنّ يسمحّ لهاّ أبداّ بالعـّودةّ فيّ ظلّ ظرّوف ممّاثلة لهذّه
لاّ بلّ حتىّ أنهّ حرصّ علىّ عدمّ وصولّ أخبّاره إلىّ فرانسواّ كيّ يبقى هنّاك منّ أجلّ عـّلاج ماريّ ، لذلّك إحتمالّ عـّودتهاّ ربماّ مستحـّيلّ فقطبتّ
حاّجبيهاّ و أجاّبته بنبرةّ حـّادة
ـ ماّ الذيّ تتفوه بّه أنتّ ؟ هلّ أصابكّ الخرفّ ؟ ماّري لنّ تعّودّ قبلّ أن تصبّح قّادرة علّى السيرّ فنايتّ لنّ يسمحّ لهاّ بذلّك علّى الإطلاقّ ، ؟
هلّ هـذّه خدّعة ماّ ؟ اسمع أناّ لست فيّ مزاجّ جيدّ فهيّا قلّ الحّقيقة
بالّرغم منّ أن شخصّية الطّبيبّ بّاردة تتميّز بالقّسوة إلاّ أنّ لهجةّ فلوراّ الحـاّدة قدّ آثارت القّلق فيّ نفسهّ إذّ كيفّ سيتصرف ماّ إنّ كانتّ ماريّ قدّ
هربتّ لكنّ هذاّ يبدواّ غيرّ منطقيّ على الإطلاقّ ، بّلع ريّقه بّتوتر شديدّ ثمّ تحدثّ
ـ لكنّ ماّ الذيّ تـّقولينه آنستّي ؟ لقدّ أتى رجلّ ماّ منذّ قليلّ ليخبّرنيّ بّأنّ ماريّ لنّ تعودّ و أنهاّ سّوف تّبحثّ عن طرّيقة أخرىّ للعلاجّ هـذّا، أعتّقد
أنكّ مخطّئة أيضّا مّضى على رّحيلهاّ سّتة أيامّ بالضبطّ
ازدادّ وجّه فّلورا شحوباّ و لمّ تّدرك كيفّ تتصرفّ ، لماذا قّلبهاّ يّؤلمهاّ الآن فقطّ ألمّ يستطعّ أنّ يحذّرها مسّبقاّ ؟ فّاستندتّ علىّ الجـّدار الذيّ خلفهاّ
إذّ لمّ تقدّر علىّ الوقوفّ ماّذا سوفّ تفعلّ إنّ اختفتّ ماريّ مجدداّ ؟ إنّ تعـّرضت لمحّاولة قّتل الثّالثة ؟ قدّ تكون نجتّ طّوال هـذّه المدةّ لّمجردّ حـّظ
لكنّ الحـظّ لاّ يدومّ، فّما الذيّ عليهاّ فعله ؟ يجدرّ بهاّ استشارةّ شخصّ ماّ أجلّ سيدّة فرانسيس إنهاّ الوحيدّة المناّسبة فّأخـذتّ تركضّ بجّنون عـّابرة
الطـّريقّ و فكـّرة رحيلّ ماريّ لاّ تفّارق ذّهنها
بينماّ و منّ ناحيةّ أخرىّ قطبّ الطبّيب حاجّبيه غيرّ قّادر على وصّف ماّ حدثّ الآنّ أيّعقلّ أنّ ماريّ هربتّ ؟ لكنّ إنّ كانتّ كذلّك فلماذاّ أتىّ ذلكّ
الرجلّ ليّخبره عن انسحابها عنّ برنامج ّالعـّلاجّ ؟ كلّ هـذاّ غريبا و يوجدّ شخصّ ماّ يحاولّ تّلفيقّ كذّبة هناّ ؟ هزّ كتّفيه بّعدم اهتمامّ لكنهّ سرعانّ
ماّ أمسكّ هاتفه ينظرّ إلّى تلكّ البطاّقة بّقلقّ شديدّ
__________________