عرض مشاركة واحدة
  #57  
قديم 12-28-2015, 05:13 PM
oud
 
بّعد انتهاء حّفلة أخرىّ أخذّ يّفركّ كتفهّ بّإرهاقّ شديدّ و هوّ عـّاجز عنّ فتحّ عينيهّ فّجلسّ على كرسيّ بينماّ الطاّقم يّركضّ من حولّه لأجلّ
بّعض الكمالياتّ التيّ تخصّ المهرجانّ و بجانبهّ أوسكارّ يمسكّ عـّلبة ميّاه معّدنية يّرتشفّ القليلّ منهاّ ببّطء ، نـظرّ ويلياّم إلىّ ملابّسه
كانتّ مبهرجةّ جداّ فيّ رأيهّ سّوداءّ تماماّ يتخللّها بّضعّ خّطوطّ قرمزيةّ أماّ خصّلاته الشّقراءّ فّرفعهاّ للأعلى بّعيدّا عن جبينه بّواسطّة ربطّة
كحلية ، أخذّ يّدلكّ كتّفه الآخرّ و هوّ يتّأوهّ بّألمّ شديدّ إذّ أنهّ لمّ يعتدّ علىّ الرقصّ و الغناءّ فيّ آن واحدّ حتىّ بّعد إحياّئهماّ للعديدّ من الحفّلات
، إتجّه إليهماّ وكيلّ أعماّله و قّال بّنبرةّ حماّسية
ـ لقدّ جنّ الجمهوّر كّلياّ و هوّ متحمسا تماماّ لّرؤيتكماّ معاّ، أن إنجازكماّ يّفوق الخيالّ.. حسناّ ماّ رأيكماّ بّجلسّة توقيعّ بعدّ هذاّ ؟ سّيكسبكماّ
شّهرة أكثرّ ؟
رمقـّه ويّليامّ بحدةّ ألاّ يرىّ أنهّ بالكادّ يستطيعّ الوقوفّ علىّ قدّميه ؟ بينمّا نـظرّ إليهّ أوسكاّر بّخفةّ ليّلاحظ تّملمّله الشديدّ أوّ بالأحرىّ سئمه منّ
كلّ هـذّه الحفّلاتّ لذّلك ابتسمّ بّلطفّ مجيباّ الوكيلّ
ـ لاّ لقدّ أخذّنا كفايتناّ الليلةّ، سوفّ نّأخذّ قسطاّ من الراحةّ
حالماّ أنهىّ أوسكارّ جّملته قفزّ ويليامّ مسرعاّ من علىّ الكرسيّ و قدّ استعادّ نشّاطه ، رسمّ ابتسـّامة سعيدةّ على شّفتيه أخيراّ يوجدّ حمامّ دافئّ
بانتظاره فّركضّ دونّ أنّ يلتفتّ للخلفّ غيرّ مبالياّ بّمناداة أوسكارّ لهّ خوفاّ من أنّ يغيرّ وكيلّ أعمالهّ رأيه و يسّحبه رغماّ عنهّ إلى جلسةّ التوقيعّ
تلكّ بينمّا تنهدّ أوسكارّ بّضجرّ و تّبعه سّوف يكونّ كاذّبا إنّ لمّ يّقل أنهّ قدّ سّئم هوّ الآخرّ من جدّول أعماّلهما الممتّلئ لكنّ و منّ أجلّ ديميتريّ
فهوّ يّفعل المستحيلّ ، حتىّ لوّ عنى ذلكّ الانهياّر ،
بّعد فّترة كـّان ويّليام مستّلقيا علىّ سّريره الوثيّر براحةّ أمسكّ آلة التحكمّ عنّ بّعد لّيغيرّ القناةّ لعّله يجدّ شيءّ أكثرّ متّعة ليّشاهدّه كمّ مضّى منّ
زمنّ لمّ يستطّع لمسّ زرّ التشغيلّ فيه ؟ لقدّ اشتاقّ فعلاّ لنومّ علىّ صوتّ التلفازّ إذّ بالّرغمّ منّ أنّ الوقتّ لمّ يكنّ كافياّ له للراحةّ إلاّ أنّ أوسكارّ
رفضّ أنّ يشاهدّ أيّة أخبارّ أوّ يتمّ وضعّ تلفازّ فيّ الغـرّفة فقطّ منّ أجلّ التركيّز علىّ تلكّ الحفّلة المشئومة بّالنسبة له و الذيّ أثارّ استغراّبه أكثرّ
منّ أيّ شّيء ،
تململّ و إتجّه نّحو النافذّة ليّستند بكلّتا ذّراعيه علىّ حافتهاّ متّأملاّ شّوارعّ كنـداّ وجّهتهمّ الحـّالية و بعدّ غـّد سوفّ يعودانّ إلىّ لوسّ أنجلوس منّ
أجلّ جلّسة تّصويرّ ماّ فقطبّ ويليامّ حاجبيّه عندّما تذّكر كلّ تلكّ الأعمالّ التيّ تنتظره إذّ يبدواّ أن رحلّته ستكونّ طّويلة و لنّ تنتهيّ قريباّ لذلكّ رفعّ
هاتفّه المغلقّ و فتحّه لتصّله كّمية منّ الرسّائل الصّوتية و النصّية منهاّ أيضّا مكالماتّ لاّ حصرّ لهاّ ، أيّعقلّ أنهاّ ماريّ ؟ أوّ ربماّ فلوراّ فهيّ من
كانتّ تتصلّ به كثيراّ فيّ الآونة الأخيرّة شّعر بالإحباطّ إذّ لابدّ أنهاّ سوفّ توبخّه لتجاّهله إيّاهاّ عندّما فتحّ الرّسالة الأولى قدّ كان تاريخّ إرسّالها منذّ
أسبوع تغّيرت ملامحّه تدّريجياّ ليعلوّ الاستغراّب وجههّ لقدّ كانّ المرسلّ سوزي التيّ تعملّ تحتّ إمرّة فرانسواّ إنهاّ تلكّ الخادّمة كثيرّة الوقوعّ فيّ
المّشاكل مماّ جّعله يتسّاءل عنّ سببّ هذّه الاتصّالات المفاجّئة ؟ أعجزّ نايت عنّ الوصولّ إليه لذلّك طلبّ من سوزي التواصل معه ؟
زمّ شّفتيه و حّاول الاتصاّل بنايتّ لكنّ هاتفه كانّ مغلقاّ تنهدّ بّأسىّ إنّ لمّ يتصلّ هوّ به فّنايت لنّ يتصلّ أبداّ ، تّبا يّا له من صدّيق مخلصّ فعـّاد كيّ
يستلقيّ مجدداّ علىّ سّريره قدّ قّرر الاتّصال بّتلك الفتّاة سوزيّ لحظاتّ حتىّ رفعتّ السّماعة ابتسمّ ويليامّ متحدثاّ بنبرةّ مرحـةّ
ـ أهـّلا سوّزي ، لقدّ وجدتّ صّندوق بريديّ الصوتّي مّليئاّ بّرسائلكّ هلّ اشتقت ليّ بّهذّه السّرعة ؟
قطبتّ سوزيّ لثّوان محاّولة تّذكر نغمّـة الصوتّ المرحةّ هـذّه و حالماّ تّذكرت إنحنتّ بّإرتباكّ بالّرغم منّ أنه لاّ يّراها لكنّ خطّورة ماّ تّفعله يجّعلها
تّرتجفّ ، أجـّابته بتوترّ
ـ أسّعد مساّئك سيدّ دويل، أرجوكّ أعذّرني علىّ إزعّاجك خّلال رحّلة عّملك لكنّ
بدتّ مترددةّ و خّائفة بّل هيّ لشديدةّ الخوفّ الآنّ كونهاّ تقدّم علّى هذّا التصرفّ منّ خلفّ نايتّ إذّ أنهّ حذّرها علىّ عدمّ فّعل شيءّ و الالتزام بّمهمتهاّ
ألاّ و هي حراّسة كايلّ لكنّ لاّ تّستطيعّ أنّ تلتزمّ الصمتّ ليسّ و سيدّها يّعاملّ كّما لوّ كّأنه شيطّان يسعّى لقّتل الكلّ ، فّاستجمعتّ شجاّعتهاّ و تحدثتّ
ـ سيدّ دّويل أظنّ أنكّ لاّ تعلمّ عنّ ما يجريّ فيّ لندّن الآنّ نـّظرا لأنكّ لمّ تعدّ و أناّ فعلاّ لمّ أكنّ أرغبّ فيّ الاتصال بّك لأنّ نايتّ حذرنيّ منّ أيّ تدّخل
غيرّ ضروريّ لكنّ فرانسواّ لمّ يجبّ على اتصالاتي و أناّ قّلقة عليهّ هوّ الآخرّ فهذّا ليسّ منّ عّادته لذّلك أعّلم أنّ ..
لمّ يستطعّ ويّليام فّهم شيءّ منّ كلامهاّ فقدّ بدّت مبّهمة لاّ تنفك الخروجّ منّ موضوعّ و الدّخول فيّ آخرّ حينهاّ تنهدّ و فركّ جبينهّ هوّ الذيّ تّساءل عنّ
عدّم اتصّالهمّ بهّ ، لاّبد أنهمّ يحاولونّ إخفاءّ أمرّ ماّ عنهّ أجـّابهاّ بنبرةّ هـّادئة مطّمئنةّ
ـ سوزيّ أعتقدّ أنكّ تّقومينّ بهذاّ دونّ علمّ نايتّ حسناّ لاّ بأسّ هياّ تحدثيّ فّأناّ لنّ أخبرهّ بشيءّ
كتمتّ سوزيّ أنفاسهاّ لوّ علمّ نايتّ لنّ تنجواّ أبداّ لربماّ سوفّ يقتلهاّ أوّ الاسوء يجّعلها تّغادّر جاّنبهم هوّ و فرانسواّ للأبدّ هزتّ رأسهاّ محاولةّ نفيّ
هذّه الأفكارّ المّظلمة و زفرتّ لكيّ تعّيد استجماعّ شجّاعتهاّ فّقالتّ بنبرةّ مرتجفّة
ـ فيّ الحقّيقة سيدّ دويلّ لقدّ حدثتّ مشّكلة كبيرّة ، القصرّ قدّ قلبّ رأساّ علىّ عقبّ بّأكمله .. سيديّ لقدّ تلاعبّت إليزابيثّ بّكايلّ وّ أخذّت مقّالاتّ التيّ
تخصّ سيدّ نايتّ لتنشرهّا علىّ الانترنيتّ بعدّ أنّ ..
قطب ويّليام بّعدم استيعاّب أيّ مقّالاتّ تتحدثّ عنهاّ ؟ و ماّ الذيّ فعلته إليزابيثّ لّكايلّ ؟ تّبا يشعرّ كمّا لوّ كّأنه قدّ هجرّ لندنّ لعشرّ سنينّ لاّ لقّرابة شهرّ
فّأمسكّ بّجّبينه فّاركاّ إياهاّ بكلّ قّوة و تحدثّ بنبرة حـّاول جاّهداّ فيّها أنّ يلتزمّ الهدوءّ
ـ ماّ الذيّ تّقولينه سوزيّ ؟ أعيديّ سّرد الأحداثّ منّ فضلكّ..

/

فيّ رصيفّ شّارع الداّكن الذيّ يسودّه السكونّ كانتّ ترّكض دونّ تّوقفّ و عـّلاماتّ الـّرعب بّادّية عليهاّ بينماّ شعرهاّ الأصهبّ الطّويل يّلتصقّ
بّوجههاّ بعدّ أنّ تّساقطّ المطرّ عليهاّ مبللاّ كلّ ملابسهاّ ، عندّ وصولّها إلىّ المبنىّ أخذتّ تّصيحّ منّ أسفلّ السّلالمّ منادّية السيدّة فرانسيسّ و لمّ تعدّ
قّادرة علىّ الصمتّ لديّها ذلّك الهاجسّ الذيّ داهمهاّ حالماّ علمتّ باختفاء ماريّ إنهّ لاّ ينفكّ إخبّارهاّ أنّ أختهاّ قدّ وقعتّ فيّ مشكّلة و ربماّ هذّه المرّة
ستختفيّ للأبدّ ، فتحتّ بابّ شقة فرانسيسّ بقوةّ و أخذتّ تّصيح مناديّة إياهاّ عندّما خرجتّ جورجياّ من غّرفتها و هي تضعّ يدّه علىّ قلبهاّ بّصدمة ، ركضتّ
فلوراّ ناحيتها و أمسكتّها منّ ذرّاعيها قّائلة بّنبرةّ مرتجفّة
ـ سيدّة جورجياّ .. سيدّة جورجيّا ، لقدّ .. لقدّ ماريّ إنهاّ ليستّ ..
صّمتتّ فلوراّ فجّأة لماّ أدركتّ أنّ سيدّة جورجياّ فيّ الحٌّقيقةّ لاّ تعلمّ بحادثةّ محاولةّ قتلّ ماريّ الأولى و لاّ تعلمّ أيضّا أنّ يّعيشّ أختهاّ حاليّا كماّ أنهّا لاّ
تدركّ عددّ الأعداءّ الذّين يلتفونّ حّولهمّ ، إخبارّها الآنّ لنّ يفيدّها علىّ الإطلاقّ ماّ الذيّ كانتّ تحاولّ فعله تّوا ؟ ألمّ يطلبّ منهاّ نايتّ عنّ إخبارّ مكانّ
ماريّ لأيّ أحدّ ؟ تّراجّعت فلوراّ للخلفّ ثمّ كادتّ أنّ تّركضّ لولاّ أنهاّ وجدتّ آرثر يّقفّ أمامهاّ ممسكّا بهاتفهّ و يبدواّ أنّ المطرّ قد ّبلله أيضّا ، قـّالت
جورجياّ بنبرةّ قلقة
ـ ماّ الأمرّ فلوراّ ماّ الذيّ كنتّ تحاولينّ قوله عنّ ماريّ ؟
فجأة أتىّ منّ خلفّ آرثر رجالّ شرطّة فّأشارّ على فّلورا الواقفّة لكيّ يتقدمّوا ناّحيتهاّ وضّع القّيود علىّ يدّيها بينماّ قدّ ألجمتّ الصدّمة لسّانهاّ كانتّ
تنظرّ لآرثرّ الذيّ يّرمقهاّ ببرودّ شديدّ و لاّ يبدواّ مبالّيا بماّ يحدثّ فيّ حينّ سّارعت سيدّة جورجياّ نحوهمّ محاولّة منعهمّ منّ أخذّ فلوراّ قّائلة و القلقّ يعتريهاّ
ـ ماّ الذي تحّاولون فعلهّ ؟ فلوراّ لم تفعلّ شيئاّ خاطّئا فلماذاّ تعتّقلونهاّ ؟
رفعّ رجل ّالشّرطة مّذكرة تّطلبّ منهمّ جلّب فلوراّ إلىّ مركزّ الشّرطة فيّ حينّ شعتّ ابتسامةّ آرثر إشّراقاّ فّأمسكتّ جورجياّ بالّورقة لتّقرأهاّ ، حاولتّ
فلوراّ أنّ تحررّ نفسهاّ دونّ جدّوى و حالّما استعادتّ رباطّة جّأشهاّ قّالت بنبرةّ حادّة
ـ أيهاّ السّفلة ماّ الذيّ تّريدونه منيّ ؟ أناّ لمّ أرتكبّ أيّ شيءّ خاطئ أعّاقبّ عليه قانونياّ أتـّ ..
قاطّعها آرثر عندّما تّقدم ناّحيتها دفّع بّملفّ ماّ نحوهاّ لكنهّ سّقطّ أرضاّ لكيّ تتناثرّ أوراقّ ماّ فيّ كلّ مكانّ ، كانتّ وثائق تخصّ منـزلّ واّلدها جوناثان
روبرتّ الذيّ بّاعته ساّبقاّ لآرثر منّ أجلّ أنّ تحصّل علىّ المالّ لكيّ تعالجّ ماريّ عندّما كانتّ ماريّ على وشكّ الرحيلّ و فعلاّ قدّ غادرتّ لفرنساّ ، حينّ
تحدثّ آرثر بنبرةّ سّاخرة متّهكمة
ـ أحقاّ لمّ ترتكبّي جرماّ تعاقبين عليّه قانونياّ ؟ ألاّ تذكرينّ ؟ لقدّ جّعلتنيّ أدفّع لكّ مبّلغاّ ماليّا كبيراّ مقابلّ وثائقّ مزورةّ تّمنحيننيّ فيهاّ حقّ شراءّ منزلكّ ،
تّبا كمّ كنتّ قّاسية حينهاّ لاّ أصدقّ أنكّ أنتّ صديقتيّ التيّ وثقتّ بهاّ ستخونيننيّ بهذّه الطّريقة و تّأخذين كلّ ماليّ ، أناّ أسّف فّعلا لمّ أكنّ أرغّب فيّ اللجوءّ
لشّرطة لكنّ لوّ ..
اقـّتربّ منهاّ أكثرّ و همسّ فيّ أذّنها بكلّ حـّقد دّفين ،
ـ لوّ أنكّ ألتزمت الصمتّ أيتهاّ السّافلة و لمّ تتصّليّ بّماريّ ، لوّ أنكّ لمّ تكشفيّ أمرّ اختطافها لماّ أمرنيّ ديميتريّ بتنفيذّ خططّه الّقذّرة تلكّ لكنّ لوّ أنناّ نضعّ
كونّه يستخدّمني جاّنباّ .. فّأناّ فعلاّ سعيدّ لّكونيّ حضيت بّشرف رّؤيتكّ فيّ مثلّ هذاّ الموقفّ ، لوّ أنك والدّك لمّ يتدّخل فيّ شؤونيّ لماّ طرّدنيّ أبيّ من المنزلّ
و لماّ أردتّ الانتقامّ منكّ و منّ أختكّ الجروّ الوديعّ و لماّ لجّأتّ لديميتريّ
ابّتعد واضعاّ يدّه علىّ كّتفها بينماّ اتسعتّ حدقّة عينيهاّ و لمّ تعدّ قّادرة علىّ التحدثّ بعدّ الآنّ إنهاّ لاّ تصدقّ أنّ آرثرّ قدّ خانهاّ لاّ لمّ يخنهاّ بلّ تّظاهر بكونهّ
صديّقهاّ منّ أجلّ النيلّ منهاّ ، و منّ هذاّ ديميتريّ على أيّ حالّ ؟ لماذاّ يحاولّ الانتقامّ منهاّ ؟ أهذاّ يعنيّ أنه هوّ من اختطفّ ماريّ ؟ دفّعها رجلّ الشرطّة
للأمّامّ لكي تتحركّ لكنّ فلوراّ بقيتّ ساكنةّ كّأنّ هناكّ شيءّ يثبتهاّ فيّ مكانهاّ ، فقالّ آرثّر بّابتسامةّ ساخرةّ
ـ لاّ تلومينيّ حبيبتيّ ، إنّ كلّ اللومّ يّقع عـّليكمّ أنتّم عـّائلة روبرتّ السّفلة ..
قطـّبت فّلوراّ حاجبّيها و قدّ احتقنّ وجّهها دماء فّأخذتّ تحاولّ التّحررّ لكنهاّ لمّ تستطعّ استمرتّ بالحراكّ إلى غاّية اقترابها منّ آرثرّ بّصقت عليهّ بقوةّ أرادتّ
فّعلا أنّ تلكمهّ لكنّ هذاّ كلّ ما كانتّ قادّرة علّى فعله بينماّ كشرّ آرثر بّقرف لّيخرجّ منديّله ، مسّح خـّده بّهدوء شديدّ و تّحدثّ قاّئلاّ بّنبرةّ يتخللهاّ الألغاّز
فقطّ لكيّ لاّ يفهمّ الشّرطيان عنّ ماّذا يتحدثّ
ـ لوّ أنكّ لمّ تعلميّ، لوّ أنكّ لم تتصليّ لماّ حدثّ كلّ هذاّ حيثّ يجبّ علىّ نايتّ أنّ لاّ يعلمّ الآن لمّ يحن الوقتّ بعدّ .. للأسفّ
، نـظرّت إليهّ بحقدّ لاّ يوصّف و غّادرتّ خلفهاّ السيدّة فرانسيسّ التيّ تحاولّ إقناعهمّ أنّ فلوراّ لنّ و لمّ ترتكبّ جّريمة مثّل هذّه هّي لنّ تفعلّ أيّ شيءّ قدّ
يسيءّ لوالدّها جوناثانّ ، لكنّ لمّ يستمعّ احدّ إليهاّ فّعادتّ تنظرّ إلىّ آرثر بّصدمة لقدّ تغيرّ كلياّ و صارّ شخصاّ أخرّ كّأنه ليسّ نفسهّ اقتربتّ منهّ ببطءّ
و قاّلت مترجّية ..
ـ ماّ الذيّ تفّعله آرثرّ ؟ أنتّ تعلمّ جيداّ أنّ وضعّ فلورّا حالياّ فيّ الحضيضّ و يكفيهاّ فقدّان والدّها مّؤخراّ أيضاّ ماريّ فّلماذاّ تّفعل هذاّ بهاّ ؟ ألمّ تستطعّ
أنّ تخبرناّ ؟ كانّ بإمكانناّ إعادّة أموالكّ لكّ دونّ كلّ هذّه الجلّبة ، هياّ أرجوكّ آرثر أسقط الدّعوة من فّضلك
رمقهاّ آرثر منّ أخمصّ قدّميها إلىّ أعلى رأسهاّ باحتقار هـذاّ ماّ يجّنيه منّ العيشّ بّرفقة أناسّ مثّل هؤلاءّ لمّ يحّببهم يّوما ، أنّ يعاملوهّ باستهزاءّ
فّهزّ رأسهّ نفياّ و على شّفتيه ابتسامةّ ساخرةّ
ـ لستّ بحاجةّ لأموالكّم أناّ أملكّ منّ النقودّ ماّ يّشتري هذاّ الحيّ بأكمله،
كانتّ نـّظراتّ السيدّة جورجياّ مصّوبةّ نحوهّ بكلّ دّهشة فّلم تّستطعّ تّصديقّ حتىّ الآنّ كّون أرثرّ بّمثلّ هذّه الفّظاعّة فّحاولتّ كتمّ شّهقاتهاّ قدّ شّعرتّ بّأنهاّ
فقدتّ جّزءاّ منّ قلبهاّ فّسّألته و دّموعهاّ تّسبقهاّ
ـ لماذاّ إذّن ؟ أخبرنيّ لماذاّ ؟
شّعرّ بّنشوة الانتصار تّغزوا كّيانه فّابتسمّ بكلّ سّعادةّ لكّونه قدّ حققّ هدّفه ، ذلّك الهدفّ الذيّ سّعى لهّ منذّ بداّية عيشهّ هناّ و كمّ كانّ صعباّ تّأجيلّ الانتقامّ
لكنّ هاّ قدّ حضي بّإنتقامه و قدّ كانّ مثّالياّ خاليّا منّ أيّ عيبّ اقتربّ منّ السيدّة جورجياّ و ربتّ على كتفهاّ متفاخراّ
ـ عـّزيزتيّ إنّ كلّ ماّ يحدثّ الآنّ مخططّ له منّذ البداّية ، مجيّئي إلىّ هناّ و صدّاقتي معّ فلوراّ رغبتيّ فيّ شّراء منزلّ كانّ هذاّ بّمثابة بداّية لّسقوطّها لانهيار
ماريّ لّتخلصّ منّ ويّليام .. كلّ هذّه المخططّات منّ أجلّ تدّمير نايتّ نهاّئياّ لذّلك أيتهاّ العـّجوز إنّ أردتّ سّلامتكّ يستحسن أنّ تبتعديّ عنّ هّؤلاء الأربّعة
ضحكّ بقوةّ علىّ ردّة فعلّ جورجياّ المصدّومة و غـّادر الشّقة لاّ بلّ المبنى كّلياّ بّعد أنّ نفذّ مهمته فّلم يّعد هناكّ داعيّ لوجودّه ، ابتسمّ بّحقدّ سّعادتّه
لا تّوصف فقدّ ردّ اعتبارّ كرامتّه التيّ أخذتّ منه حالماّ طرّده والدّه خارجاّ محرجاّ إيّاه أمامّ كلّ أصدّقائه ، هـدّفه منذّ البّداية .. كاّن فّلورا ، فّلورا روبرتّ
المّرأة العنيدة ذاّت الكبرياءّ العّال

/

وسطّ تلكّ الغـّرفة المّظلمة حيث لم يستطع نور الصباح التسلل بّداخلها رغم تلك النوافذ واسـعة الحجمّ التيّ احتلتّ معظم الجدارّ تماماّ فيّ تلكّ الأريكة
كان هوّ نائما و أنفاسه المضطربة هيّ الوحيدةّ التيّ تّنبأ بوجودّ كائنّ حيّ قدّ يعيشّ بهذاّ السكونّ المخيفّ ، شّعره الأسودّ الحرير قد التصق بجبهته
من شدة تعّرقه أما وجّهه فّشاحب بشدةّ لاّ أثرّ لدماءّ به بدى كماّ لوّ كّأنه يلتقطّ أنفاسه الأخيرةّ فيّ حينّ أخذّ يتمتمّ بكلماتّ ماّ عندّما شهقّ بقوة و هوّ
يّنهض جالسا ،
جاّل بعينيه الداّكنتين فيّ أرجاءّ مكّتبه بالشّركة حالماّ أدركّ مكانّ تواجدّه تنهدّ بّتعبّ، رفّع أناملهّ متخللاّ خصّلاته السّوداءّ كّل ماّ يتذّكره أنهّ كان يّقوم
بّإحصاءّ نتاّئج أخرّ تّقدم فيّ البورصة أيضا إعـّادة النظرّ فيّ هيكلةّ الشرّكة لماّ شعرّ بالإرهاقّ و غفي محاّولا أخذّ قسطّ من الراحةّ ، فركّ جبينه قّائلاّ
بّنبرة بّاردة
ـ تّبا حتىّ النومّ صّار متّعباّ ،
عـّم السكونّ منّ بعدّ كلماتّه التيّ ردتّ كالصدّى تكاّسل قّليلا و لمّ يردّ فعلاّ القّيام لإدراكه مّدى كثّرة الأعمالّ التي تنتّظره أغـّلق عينيهّ لماّ داّهمته تلّك
الذّكرى بّعيدّة المدىّ إمـّرأة شّديدة الجمالّ تّضم ركبّتيها لّصدرهاّ تّذرف دّموعاّ لاّ حصرّ لهاّ بّرغم منّ كلّ ماّ مرتّ به لمّ تّعتد على الألمّ بّعد تّقدم منهاّ ذلكّ
الطفلّ الوحيدّ الذّي بجاّنبهاّ ثمّ مدّ أناملهّ الصّغيرة ماسحاّ دّمعة استطاعتّ أنّ تّهرب منّ بينّ مقلتيهاّ ليّلمحهاّ طفّلها فّوضعّ يديّه حولّ خدّيها ضّاما وجّهها
قّائلاّ بنبرةّ حنونةّ هادّئة و ذّات نـّغمة طفّـولية حّزينة
ـ أميّ لماذاّ البكاّء ؟ أنتّ لاّ تحتاجينّ أليهمّ فّأناّ سّأبقى دوماّ بجانبكّ ،
كتمتّ والدّته دموعهاّ و هيّ تضمهّ أكثّر نحوّ صدّرها لتّبكي بّصوت عـالي تّرتجف لهّ الأبداّن ، ظـّلم القّسوة و الإحتقارّ تّعرضّ لهماّ لمّ يزدّه إلاّ كرّها حقـداّ
و بّرودا ، وقفّ بهدوءّ و إتجـّه إلىّ النـّافذة مبّعدا السّتائرّ كيّ يدّع النورّ يّضيءّ ليسّ الغـّرفة لكنّ رجاءّ أنّ يبيدّ ذلكّ الظلامّ الذيّ كسى قّلبه ، حالماّ أبعدّ
الستائرّ رأىّ الغـّيوم ملبدّة سماءّ لندنّ و المـطرّ يهطلّ بّغزارةّ قطبّ حاجبّيه بّبرود و هزّ كتفيهّ دلالة علىّ عدم الاهتمامّ ، استدارّ متجّها نحوّ الحمامّ عندّما
فتحّ بابّ غـّرفته بقوةّ لكيّ يّظهر منّ وراءهّ رجلّ منّ رجاّل فرانسواّ المخلصينّ أحدّ الأوفياّء قـّال بّنبرةّ معتـذرّة حالماّ رأى نظّرات نايتّ الحـّادة
ـ أناّ أسفّ سيدّي علىّ اقتحاميّ لّمكتبك هكذاّ لكنّ هناكّ سيدّة تدعىّ فرانسيسّ جورجياّ تريدّ لقائّك و هيّ مصّرة أيضّا ، هلّ أسمحّ لهاّ بالدّخول ؟
سيدّة جورجياّ إنهاّ تلكّ المرّأة التيّ اعتنت بماريّ و ماريّ تعتبرّها بمّثابة والدّتها لكنّ سببّ مجيئهاّ يبقىّ غريباّ إذّ لم يسبّق لهماّ أنّ كانّ هناكّ حديثّ جديّ
بينهماّ فّأشارّ على الحـارسّ لّكي يّسرع الآخيرّ بالركضّ كيّ يطلبّ منهاّ الدخول ّ، بينمّا إتجـّه نايتّ ناحية مكتـّبه الفخمّ ليجلسّ علىّ الكرسيّ منتـظراّ
قدومهاّ و مّتثائباّ بكلّ كسلّ ، لماّ فتحّ بابّ بهدوءّ لتسيرّ السيدّة جورجياّ نحوهّ انحنتّ بّلباقة و قليلّ من التوترّ فلمّ تكنّ تتوقعّ أبداّ أن يسمحّ لها فيّ يومّ ماّ
دخولّ شرّكة لبير لاّ بل حتىّ مقّابلة حفيدّ رئيسّ الشّركة منّ الجيدّ أنهمّ قدّ سمحواّ لهاّ بذلكّ ، قـّالت بنبرةّ مرتبكةّ
ـ سيدّ نايتّ أعتقدّ أنكّ لاّ تعلمّ منّ أكونّ لذلكّ سّأعـرفّ عنّ نفسيّ .. أنـّا
قـّاطعها نايتّ بإّشارة منّ يده فّصمتت فرانسيسّ بّإرتباكّ ألاّ يدركّ أن مجيئهّا هناّ يسببّ لها توترّا فلماذاّ يّزيدّها عبئا بتصّرفه اللاّ مباليّ هذّا ؟ يبدواّ أنهاّ
قدّ ارتبكتّ خطّأ شديداّ بّقدومهاّ إلىّ هناّ ليتهمّ لمّ يّدعوها تدّخل بينماّ تحدثّ نايتّ بنبرةّ مبحوحةّ هادئّة
ـ أعـّلم جيداّ من تكونينّ و إلاّ لمّ أكنّ لأدّعك تّقابليننيّ ، إذّن ماّ الأمرّ الذيّ تّريدينه منيّ ؟
تّلعثمّت السيدّة فرانسيسّ و قدّ تّأكدتّ أنّ ما يتمّ نشره فيّ الصحفّ عنه صّحيحّ جداّ كمّ يبدواّ الجوّ مثّقلاّ كّأنهاّ لا تستطيعّ التنفسّ ، بينماّ أخذّ نايتّ يلعبّ
بّقلم ماّ بينّ أنامله و هوّ ينظرّ إلىّ حاسوّبه المحمولّ و البياناتّ التيّ يظهرهاّ ، حينهاّ تحدثّت جورجياّ قاّئلة بّهدوء
ـ سيدّ نايتّ لقدّ تـّم اعتقال فلورا لّجرم لم ترتكّبه و يبدواّ ياّ سيديّ أنكّ مستهدفّ أيضّا ويليامّ و ماريّ ،
تّوقفّ نايتّ عنّ الطّقطقة بّقلمه و التفتّ ناحيةّ السيدّة فرانسيسّ قدّ تغـّيرت ملامحـّه اللامبالية إلىّ حدّة و أكثرّ بروداّ لقدّ بدى مصدوّما لوهلة من الزمنّ
لكنه سّرعان ما استعادّ هدوءّه ، ماّ الذيّ يحدثّ أيهاجمّ ديميتري الآن فلوراّ ؟ لكنّ لماذاّ ؟ و كّأن حجمّ المشاكلّ التيّ لديّه لا تكفيه لكيّ تزيدّه تلكّ الحمقاءّ
هموماّ عـّادت سيدّة جورجياّ تتحدثّ بّقليلّ من التوترّ
ـ أناّ لمّ أفهمّ ماّ قالّه سيدّ آرثرّ كلياّ لكنّ أعتقدّ أنه قّام باستعانة بالشرطة فقطّ لأنهاّ تعلمّ بشيءّ لمّ يكنّ يجدرّ بكّ أنتّ أن تعلمّه ، هذاّ ماّ اعتقده
زفرّ نايتّ بّحدة و وقفّ أخذّ معطّفه مرتدياّ إياّه لرّحيل ويليامّ هوّ مجبرّ الآن علىّ الاعتناء بتلكّ البلهاءّ يجدرّ بها أن تكونّ ممتنةّ له أغـّلق حاسوبهّ و
حملّ هاتفهّ ، ذلّك ديميتريّ لقدّ تمادى فعلاّ أيحاّول أنّ يجعله يّفقد أعّصابه ؟ كتمّ غيظه و هوّ يسيرّ بّرفقة فرانسيسّ التيّ تحاول أنّ تجاريّ خطّواته
السّريعة ، ماّ الذيّ تـّعلمه فلوراّ و الذيّ يّجب عليه هّو أنّ لاّ يعلمه ؟ أحدثّ شيءّ ماّ ؟ أحكمّ الشدّ على قّبضته قدّ إختفىّ الهدوءّ الذيّ كانّ يتحلى به منذّ ثوانيّ
لتظهرّ عينيهّ الداّكنتين أشدّ قسوةّ أكثرّ برودة ، لّا يستطيعّ أنّ يتماسكّ أكثرّ يجبّ عليه ردّ الصّاع صّاعين و بّأقربّ وقت ممكنّ فليسّ هوّ من يتمّ اللّعب
معه دونّ تحملّ ماّ أكسّبته يداّه

/

غيرّ مبّالياّ بقطّرات المطّر التيّ بللتّه كلياّ يستلقيّ علىّ العـّشب خلفّ القصرّ ، تلكّ البّقعة السّرية التيّ اعتّاد اللعبّ فيهاّ منتـظراّ عّودةّ الجميعّ من العـّمل
رفعّ يدّه للأعلىّ متّأملاّ غّيوم السّائدة فيّ السماءّ كّأنه يحاولّ لمسهاّ دونّ جدوىّ ، تنهدّ و استـدارّ للجّهة الأخرىّ يّريد أنّ ينعمّ بّقسطّ من الّراحة لكنّ فيّ
الآونة الأخيرةّ يبدواّ القصرّ بمثّابة سجنّ له حتىّ أنّ التنفسّ فيهّ صّار صّعباّ بلّ يكادّ أنّ يكونّ مستحيّلا
فجّأة لمّ يعدّ يشّعر بالمطرّ فنـظرّ إلّى سوزيّ التيّ تمسكّ بالمّظلة ، جلّست بجاّنبه بينماّ زفرّ كايلّ بغيضّ إذّ أنهاّ صارتّ تتبّعه فيّ كلّ خطّوة يّخطوهاّ
تماماّ كـّظله لاّ تفارقهّ للحظةّ ، عمّ الصمتّ لوهلةّ من الزمنّ عندّما قررّ كايلّ قطّع هذّا السكونّ بعدّ أنّ شعرّ بالسأم
ـ أخبرينيّ سوزيّ ألاّ تملكينّ شيئاّ لتفعليه غيرّ مراقبتيّ علىّ الدوامّ ؟
هـّزت رأسهاّ نفياّ عندّما أقسمت لّوالدّة نايتّ كاّن قّسمها هوّ أنّ أوامرّ التيّ تّمليها عليهاّ السيدةّ هيّ بمثّابة حيّاتهاّ لذلّك لاّ هيّ لاّ تملكّ شيئاّ أخرّ لتفّعله
غيرّ مراقبته ، تنهدّ الأخيرّ بّضجرّ و قالّ بمللّ
ـ سبقّ ليّ و أنّ رأيتكّ برفقّة ماريّ و لمّ تكونّ بّمثلّ هذه الكّآبة ، كنتماّ تّضحكان معّا و دّوماّ حتىّ مّع ذّلك الوحشّ فرانسواّ كنتّ تّستمرينّ بالابتسامّ ،
إذّن لماذاّ و برّفقتناّ نحنّ عـّائلة لبيرّ تّصبحين بمثلّ هذاّ الوجومّ ؟
نـّظرتّ إليهّ بعدم استيعابّ أحقاّ هيّ تصبحّ بّغاية الوجومّ حالماّ تتعاملّ معّ عّائلة لبيرّ ؟ لكنّ هيّ تّشعرّ بّأنه منّ واجبّها التعاملّ معهمّ باحترام و رسميّة
لكيّ تظّهر مدّى الحب ّالذيّ تكنه لهّم أماّ بالنسبةّ لماريّ و فرانسواّ فهيّ تعتبّرهماّ كّصديقينّ عزيزينّ لذّا ربماّ من الصعبّ عليهاّ أنّ تضحكّ بّرفقة عاّئلة
لبير غيرّ أنهاّ حاولتّ الابتسامّ قّائلة بّتساؤل
ـ هكذاّ سيدّ كايّل ؟
كتمّ ضحكتّه على محاولتهاّ الفّاشلةّ إذّ لمّ يبدواّ علىّ الإطّلاق أنهاّ تّريد الابتسامّ بلطفّ بقدّر ماّ كانتّ تحاولّ أنّ تخيفه و هـّز رأسهّ نفياّ فّأعـّادت سّوزي الكـّرة
مقّطبة حاّجبيهاّ و علىّ شفتيهاّ ابتسامةّ مرتبكةّ مخيّفة حينهاّ قالّ كايلّ بّسخرية
ـ هـذاّ يكفيّ فّأنا لّا أريدّ رّؤية الكوابيسّ خلالّ غفوتيّ منّ فضلكّ
تّوقفتّ سوزيّ فّوراّ عنّ محاولاّتها العّقيمة و جلسّت سّاكنةّ دونّ حـّركةّ متذّكرة ماّ الذيّ فـّعلته منذّ قليلّ لقدّ تجّرأتّ و نفذتّ شيئاّ يخصّ نايتّ دونّ أنّ يّأمرهاّ ،
لقدّ أخبرتّ ويليامّ عنّ ماّ يحدثّ فيّ القصرّ و قدّ وعدّها الأخيرّ بّأنه سّوف يّأتيّ فيّ أقربّ رحلّة ممكنةّ للندّن حالماّ يّعلم نايتّ عنّ ماّ فعلته سّتكون عواّقبها
وخّيمة تنهدتّ بّكل أسىّ إنهاّ تحاّول جاّهدة تخفيفّ حّمل نايتّ عنّ كاّهله لكنّه لاّ يريدّ ذلكّ ، إنهّ يّريد مواجّهة ديميتريّ و إليزابيثّ لوحدّه
بينماّ سرعاّن ماّ نسىّ كايلّ تواجدّ سوزيّ إذّ أغلقّ عينيه هوّ الآخر مّفكراّ صّحيحّ أنّ إليزابيثّ قدّ قّالت بّعظمة لسّانها تلكّ أنهاّ لاّ تحبّ نايتّ و أنهّا إذّ كانتّ
تحبّه لماّ حاولتّ قتله لكنّ هناكّ شيء ماّ يبدواّ خاطّئا كّلماتهاّ بالّرغم منّ مدىّ الهدوء و الثقّة التيّ تخللها إلاّ أنهاّ بدّت كاّذبة ، حدسّه يّخبره أنهاّ لاّ تّقول الحّقيقة
هيّ لاّ تريدّ منّ نايتّ أنّ يموتّ إنهاّ تحبّه و هوّّ متّأكدّ من ذلكّ لكنّ ماّ الذيّ تّريد أنّ تفعله خلفّ ظهره هذاّ ماّ لاّ يّعلمه ، تّلك الليّلة عندّما أصيبّ جدّهما بّنوبة قّلبية
ماّ الذيّ كانتّ تسعى إليهّ عندّما ذّهبت لنايتّ ؟ ماّ الذيّ كانتّ تّريد قّوله ؟
بّالّرغم منّ ذلكّ فّهوّ لاّ يريدّ أنّ يعلمّ فعلاّ لأنهّ واثقّ إذاّ علمّ بنواياهاّ سوفّ يجرّح قّلبه مجدداّ و حينهاّ ربماّ لنّ يستطيعّ العيشّ بعدّ الآنّ ، فّغيرّ اتجاه تفكيّره
نحوّ جـّده بيترّ لمّ يّزره منذّ يومينّ و قدّ اشتاقّ فّعلا لّرؤيته ربماّ يجدرّ به الذّهاب إليهّ و التحدّث معهّ لعّله سّوف يستيقّظ من غيبوبتهّ ، تنهدّ و أعتدل فيّ جلّسته
لدّيه الكثيرّ لينـّجّزه أولّهم التّخطيطّ لّكيفية سلبّ نايتّ منصبّ رئيسّ الشّركة أيضّا يجّب عليهمّا الاجتماع مجدداّ معّ وكلاءّ الشركّة و الممولينّ أيضّا المسّاهمين
و مدّراء الأقّسام الأخرىّ فّقط التّفكيرّ فّي هذاّ يسببّ له الدّوار ، وقفّ و نفضّ الغبارّ عنّ ملاّبسه قّائلاّ ناحية سوزيّ
ـ هياّ بناّ سوزيّ لديّنا أعمالّ يجبّ عليناّ إنجازهاّ،
أومـّأت سوزيّ بالإيجابّ و هيّ تّتبعه بينماّ بدّت الجدّية علىّ ملامحـّه مماّ يجّعل سوزيّ تبتسمّ تّريدّه أنّ يكونّ قوياّ غيرّ مباليّا بّإليزابيثّ و لسوفّ تّحرصّ
علّى جّعل تلكّ الحرباءّ جّزءا منّ ماّضيه ، جزّء لاّ يستحقّ الذّكر حتىّ .. قّالت بنبرةّ حماّسية
ـ أجـّل سيديّ
عـندّ الشّرفة كانتّ تّقفّ و عينيهاّ تّراقبانّ كايلّ الذيّ يتحدثّ بجديّة معّ خادّمة إنهاّ ليستّ إلاّ مجردّ خادّمة و هوّ يعاملّها بإحتّرام مخبّرا إياّها بّجدّول أعمالّه
بلّ مأتمناّ إيّاها علىّ أسراّره ، شدتّ الإحكامّ علىّ قّبضتهاّ قدّ بدا الغضبّ علىّ ملامحّها الجمّيلة فّكتمتّ غّيضهاّ و هيّ تعـّود لداخل الغّرفة ماّ الذيّ يحاولّ
كايلّ فّعله دونّ إخبارهاّ هي ؟ لقدّ بدأ يتصرفّ لّوحدّه منّ غيرّ أن يقحمهاّ فيّ خططّه أيضاّ لمّ يّعد يّلقي لهاّ بالاّ كلّ ماّ يريدّه منهاّ هوّ حبّها المثّاليّ نحوهّ و
هذاّ الشيءّ لنّ يجدّه أبداّ لديهاّ ،
جـّلست علىّ الكرسيّ تّقضم أظافرهاّ بّعصبيّة كلّ هـذاّ لأنّ تلكّ الخاّدمة الحقّيرة تّحشو رأسهّ بأفّكارّ لاّ صحّة لهاّ ، فّجأةّ فتحتّ عينيهاّ على وسّعهماّ
قدّ تذّكرتّ قّالتّ بنبرةّ مصّدومة
ـ أليستّ تلكّ الحّقيرة تّابعة مخّلصة لّنايت ؟ أيعقلّ أنّ كايلّ قدّ اتحدّ معّ نايتّ لإخراجيّ أنـّا ؟
هـّزت قدّمها دّلالة علىّ توترهاّ إذّ فقدتّ كايلّ الشخصّ الوحيدّ الذيّ تتحكمّ به بالأحرىّ الوحيدّ الذيّ ينفذّ ماّ تشاءّ حينهاّ لمّ تّستطيعّ مجاّبهة نايتّ ،
همستّ لنفسهاّ قّائلة و الحقدّ يلف كّلماتها
ـ، ذلّك الأحمقّ ألمّ يكنّ تهديديّ السّابقّ له واضحاّ ؟
__________________