عرض مشاركة واحدة
  #58  
قديم 12-28-2015, 05:14 PM
oud
 
شـآبتـٍّر الـ رابعّ و الثّلاثيّن

ـ مناجـآة الأحـبـآب


هاّ قـّد مّر يومّ أخرّ وهيّ سّجيـّنة لّهذه الجدّران التيّ صّارت شّيئاّ فّشيئاّ تّضيق الخناقّ عليهاّ فّلم يّعد قّلبها هـذاّ يحتملّ أكثرّ كتمتّ
آهة ياّئسة كاّدت أنّ تّفلت منّ لسانهاّ وتـّقدمت بّواسطةّ كرسيهاّ المتحركّ نـّحو الأمامّ تماماّ عندّ ذلكّ البابّ المغلقّ دوماّ ثمّ طـّرقته
بالّرغم منّ أنهاّ تعلمّ جيداّ أنّه لنّ يجيبّها أحدّ فبعدّ حادّثة جرّحها لجبينهاّ ازدادت الأوضاعّ سوءا حيثّ فجّأة طردّ ديميتري كلّ من
الحارسّ و الخاّدمة أيضّا قام بّإجراء تعّديل شّامل علىّ الحمامّ ليناسبهاّ لكنّ ماّ الذيّ يريد فعله ؟ أليستّ هي مجردّ رهينة فّلماذاّ لاّ
ينهي حيّاتهاّ هذاّ أفضلّ من أن تكونّ عبئاّ لنايتّ ،
زفـّرت بّحدةّ هيّ عبئاّ على نايتّ أجلّ بالطبّع لكنّ أن تكونّ رهينةّ يهددّ بهاّ فهذاّ مّستحيلّ و غيرّ قّابل للحدوثّ ألمّ يدّرك ديميتري حتّى
الآن أنّ نايتّ لاّ يهتمّ بهاّ ؟ فلماذاّ لاّ يطلقّ سّراحهاّ إذن ؟ ، إتجـّهت نحوّ الخزانةّ لتغييرّ ملابسهاّ فارتدت سّروالا قصيراّ نوعّا ماّ يصلّ
إلىّ ركبّتيها و قميصاّ قطنياّ بنفسجيّ معّ حذاءّ رياضيّ ليّساعدها علىّ التمرنّ أكثرّ ، بّعد ذّلك دّخلت الحمامّ لقدّ صارّ واسعاّ و خاليّا منّ
أيّ أداة حادةّ وضعتّ يدّها بجانبّ الجدارّ محاولّة الوقوفّ
لقدّ مرّ أسبوعّ و نصّف على محاولاتّها هذّه لكنهاّ حتىّ الآنّ لمّ تستطعّ الوقوفّ جيداّ لوحدّها دونّ اللجوءّ إلىّ مساعدةّ أيضاّ قدّميها
بالّرغم من ّأنهاّ شعر بهماّ الآنّ و تستطيعّ الإحساسّ بدّفئهماّ و تدفّق الدماءّ فيهماّ إلّا أنهاّ لاّ تزالّ غيرّ قادرّة علىّ تحريكهماّ قدّ باتتّ
تشعر ّبالخذّلان أكثّر ،
أمسكتّ بطرف حوضّ الاستحمامّ و دفّعت بّالكرسيّ بّعيداّ ثمّ زمتّ شفتيهاّ بإصّرارّ ثمّ رفعتّ ذّراعيهاّ عـّالياّ لكيّ لا تستندّ علىّ أيّ شيءّ
بّدأتّ أولاّ بّمحاولتها استعادّة التوازنّ عبرّ الوقوّف لمدّة أطولّ ثمّ أرادتّ تحريكّ قدّمها للأمامّ أخيراّ نجحتّ لماّ خطّت خطّوة للأمامّ شـعرتّ
كماّ لو كّأنها قدّ امتلكتّ سّعادة العـّالم بّأكمله فّأخذتّ تّضحكّ ، قـّالت بحماسّ
ـ هـذاّ رائّع أناّ أستطيعّ المشيّ ، أنـّأ قادرّة علىّ السيرّ لنّ أكونّ عبّئا على أحدّ بعدّ الآن أرأيتّ فرانسوّا ؟ لقدّ نجحتّ أخيّرا .. لقدّ نـ
صمتتّ عندّما تذّكرت موتّ فرانسواّ لقدّ حاولّ أنّ يحميهاّ حتىّ آخرّ رمقّ لهّ بّشاعة موتهّ لاّ تزالّ تّراودهاّ كلّ يومّ لحظةّ خلودّها لنومّ كمّ
تمنتّ لوّ أنهّ فقطّ هربّ و لمّ يلتفت نحوهاّ لكنهّ بقيّ مخلصاّ لها و لنايتّ تنهدتّ بّأسىّ عندّما نزلتّ دموعهاّ ألماّ على فقداّنه حينهاّ اختل
توازنهاّ فكادتّ أن تسقطّ لولاّ أنهّا تمسكتّ بّطرفّ الحوضّ لمّ تسعفها قدّميها بالطّبع لكنهاّ استطاعتّ التخفيفّ من ضرر السّقوط ،
فجّأة فتحّ بابّ الحمامّ على وسـعّه ليظهرّ من خلّفه ديميتريّ الذيّ بدا قلقّا نوعاّ ماّ نـظرّ إليهاّ كيفّ تحاولّ العودّة لكرسيهاّ دون جدوّى و
تنهدّ بكلّ أسىّ تّقدم منهاّ ثمّ أحاطّ خصّرها بّذرّاعيه و رفّعها لّيعيدّها إلىّ كرسيهاّ بينمّا رمقّته ماريّ بّهدوءّ لاّ تدريّ لماّ لكنّ فّي الآونة
الأخيرةّ كلماّ أطالتّ البقاءّ فيّ الحمامّ يّأتيّ أحدّ للاطمئنان عليهاّ هذاّ ماّ جّعلها تشكّ بّوجودّ كاميراّ مراقّبة فيّ غـّرفتهاّ ، تحدثّ بنبرةّ هادّئة
ـ ماريّ ماّ الذيّ تفعلينه ؟
بّالّرغم منّ ذلكّ الإهتمامّ الذيّ أظهره نحوهاّ إلاّ أنهاّ تشعرّ بّقّشعريرةّ تنتابهاّ كلماّ لامسّت يدّيه جسدّها فتواجدّه بجاّنبها فقطّ يثيرّ كيانهاّ
رعباّ تّعلم جيداّ أنهّ يّسعى لشيءّ هيّ تملكّه لكنهاّ لاّ تّدرك ماّهو هذاّ الشيءّ الذيّ تملكهّ لكيّ تكون قاّدرة علىّ حمايتّه منهّ بينماّ تّقدم
ديميتريّ منهاّ داّفعاّ كرّسيها منّ الخلفّ إلىّ سريرهاّ ثمّ جذبّ بطاّنية و وضّعها علىّ قدّميهاّ لّيتحدثّ بعدهاّ بّإبتسامةّ لطّيفة يحثهاّ فيهاّ على
التخليّ قليلاّ عنّ حاجزّها الدّفاعي الظاهرّ هذاّ
ـ هلّ تشعرينّ بتحسن الآن ؟
رمقّته بحذّر لاّ تعّلم لماّ لكنّ حدسّها يّخبرهاّ أنّ تبتعدّ عنهّ فّورا لذلكّ رفعّت نفسهاّ و جلّست علىّ السريرّ كانّ يبدواّ عليها التـّوترّ ممزوجاّ
بالخوفّ منهّ لكنّ و تـّدريجياّ رسمتّ علىّ شفتيهاّ ابتسّامتهاّ البّريئة البلّهاءّ كعّادتهاّ لتّجيبه قّائلة بمرحّ رغماّ عنّ ذلكّ فلمّ تّخبوا عليهّ
نّبرتها المـّرتجفّة
ـ سّأشّعر بتحسنّ أفضلّ لوّ أنكّ تتّركنيّ أذّهب سيدّ ديميتريّ ،
بّقي فيّ مكانهّ جالّسا لمدةّ من الزمنّ و لمّ يّظهر عليهّ أيّ تعبيرّ عندماّ رفـعّ يّده ناحيتهاّ ممسكاّ بذّقنها ثمّ سحّبها بّكل سّرعة نحوهّ ففتحتّ
ماريّ عينيهاّ بّصدمة قدّ بّرز خوفهاّ الشديدّ منهّ لقدّ سبقّ و قّتل خّادمة لأنهّ لمّ يجدّها ذاتّ كفاءة كذّلك فّعل معّ الحارسّ الذيّ لمّ يّرتكب خطّأ
فّما الذيّ سيضمّن لهاّ كونهّ لنّ يّقوم بّإذائهاّ ؟ بينماّ احتدت نظراتّ ديميتري قد سئمّ فّعلا منّ معاملتهاّ على هذا ّالنحوّ ، قـّال بنبرةّ حاّدة
ـ ماّ الذيّ رآه نايتّ فيكّ ؟ أنتّ مجردّ حثّالة الناّس فكيفّ استطاعّ أنّ يختاركّ كزوجةّ ؟
لقدّ أختارّ إن يعاملهاّ بكلّ لطفّ لكيّ لاّ يؤثرّ فيّ شخصيتهاّ أوّ بكيانهاّ حتىّ يعلمّ السببّ الرئيسيّ الذيّ دفع نايتّ لاختيارها لكنّ و مهماّ نـظرّ
إليهاّ مهماّ حاولّ تحليلّ شخصيتهاّ فّهي تظلّ ضعيفةّ بّعينه تّستمرّ بالابتسام معتقدّة أنهاّ تخفيّ ضعفهاّ و أنّ هذاّ هوّ سلاحهاّ لكن عينيهّا تنطّقان
بمدّى الخوفّ الذيّ تشعرّ به ، إنهاّ ضعيفةّ وّ غبيةّ إلاّ لماّ كانتّ ستنقادّ خلفّ فكرةّ جونسونّ بهذّه البساطةّ لقدّ كانّ ماّ قاله جونسون عنهاّ صحيحاّ ..
دفّعها باحتقار بعيداّ عنه لّيقوم بّنفضّ يديّه و القّرف باديّ على وجّهه مماّ جّعل ماريّ تشعرّ بالّصدمة إثرّ تغيرّ الجذريّ الذيّ أصّابه لقدّ كانّ
لطيّفا جميلاّ فيّ ثّانية لكنّ هاهوّ الآن كّوحشّ كاسرّ يّظهر أنياّبه الحّقيقية لهاّ ، كتمتّ ألمهاّ لماّ غّرز أظافرّه فيّ كّتفيهاّ هـّازا إياهّا بّعدم صبرّ
متكلماّ بكلّ حقدّ قدّ فقدّ أعصّابه
ـ أنتّ.. منّ المستحيلّ لنايتّ أنّ يحبكّ ، أناّ أعـرفه جيداّ هوّ لنّ يحبّ فتاةّ منّ عامة الناسّ حثّالة لاّ تكادّ أنّ تّرفع صوتهاّ مداّفعة عنّ حقهاّ
لاّبد أنهاّ خدّعة لإلهائيّ .. أجل ّإنهاّ مجردّ خدّعة فكيفّ حتىّ الآنّ لمّ يبحثّ عنكّ ؟ لاّبد أنك مصّدر إلهاءّ فقطّ، تـّبا لهّ سّأرسلّ رأسكّ فيّ الميلادّ
كّهدية
لقدّ كانّ محقاّ إنّ نايتّ لنّ يحبّ فتاةّ مثّلها علىّ الإطلاقّ ربماّ هذاّ هوّ الشيءّ الصحيحّ الصادقّ الوحيد ّالذيّ تفوّه به لسانهّ منذّ فّترة احتجازها لكنّ
طّريقةّ معاملتهاّ ، كيفّ يّغرز أظافرهّ فيّ كتفيهاّ .. كيفّ يصيحّ فيّ وجّهها كماّ لوّ كّأنها بالفعلّ حثّالة قدّ جّعلتهاّ بدورهاّ تّفقد أعصّابهاّ فّرفعتّ يدّها
و صّفعته بّكل قّوة مبّعدة إياهّ عنهاّ لتّقول بّنبرةّ غاّضبة
ـ منّ تظن نفسكّ لكي تّصدر عنيّ أحكاماّ ؟ ألستّ أنتّ من يّقتل الغيرّ للوصولّ إلىّ غـّايته ؟ هياّ أخبرنيّ كيفّ يمكنّ لقاتلّ أنّ ينعتّ أحداّ بحثالة
و هوّ أسوءّ منه بّكثيرّ ؟
قطبّ حاجّبيه بّعصبية ليندّفع نحّوها فلمّ تدريّ ماريّ كيفّ حدثّ ذلكّ إلاّ عندّما فتحتّ عينيهاّ و رأتهّ وجّهه قّريباّ جداّ منهاّ فلمّ يفصلّ بينهماّ إلاّ
سنتمترا أو إثنين قد أحاطها بكلتا ذراعيه فلمّ يدّع لهاّ مكاناّ للهربّ قدّ علتّ ملامحـّه ابتسامةّ خبيثةّ جّعلتها ترتجفّ رعباّ ، قّال بّمكرّ و هوّ يّمررّ
أناملهّ بّنعومة علىّ شعرهاّ البنيّ
ـ قبلّ أنّ أرسلكّ لهّ سوفّ أستفيدّ منّ وجودّك قّليلاّ ، سّأعترفّ لك أنتّ لستّ من نوعيّ المفّضل و لستّ بقّريبة منهّ حتىّ لكنّ مادمتّ منّ طرفّ
نايتّ فهذاّ كافيّ بّرفع معاييركّ لذّلك عـّزيزتيّ دعينيّ أ..
لمّ تستطعّ ماريّ أنّ تحتملّ كلماتهّ الـّوقحة فّرفعتّ يدّها و كـّادت أنّ تصفعه لولاّ أنهّا أمسكهاّ كماّ لوّ كّأن تلكّ القوة التيّ بذّلتها لمّ تكن شيئاّ يذّكر ممّا
جّعلها تصّدم أكثرّ و كمّ تمنتّ فيّ هذّه اللحظّة لوّ أنهاّ تستطيعّ السيرّ لوّ أنهاّ شّبيهة بّأختهاّ لّو أنهاّ قّوية أكثرّ فّأغلقتّ عينيهاّ رافّضة بينماّ ابتسمّ ديميتريّ
بّبرود تّصرفها الآن جّعله يوقنّ أنّ هذّه الفتاةّ ليستّ سوىّ لعبةّ لاّ أكثرّ فمنّ المستحيلّ لنايتّ أنّ يتركّ طفّلة مثلهاّ تّقف بجاّنبه ، دّفعها للخلفّ
قّائلاّ بّنبرة سّاخرة
ـ لابدّ أننيّ فقدتّ عقليّ، أخبرينيّ ياّ فّتاة هلّ أنتّ حقاّ زوجـّته أمّ مجردّ بّائعـّة هوىّ قدّ اشتراهاّ من السوقّ ؟
أرتجف كيّانها بّأكمله فلمّ تّعد قّادرة علىّ النـطقّ هـذّه الكلماتّ ، أجلّ هـذّه الكلماتّ بالذّات ماّ قّاله لهاّ نايتّ بعدّ حادّثة السيّارة عنّدما أرداتّ أنّ تطّمئن
عليهّ لقدّ أخبرهاّ بّأنهاّ مجردّ بّائعة هوى قدّ وضعتّ ثمناّ لنفسهاّ و كمّ كان وقع هذّه الكلماتّ حاداّ قاسياّ على قلبهاّ الصغيرّ ، أنّ يجازيّ حبّها اللا محدود
نحوهّ هـكذاّ حينهاّ أغميّ عليهاّ ليسّ من الإرهاقّ أوّ من التعبّ بّقدر ماّ كان قلبهاّ يبحّث عنّ مخرجّ يّقيه ذلّك الألمّ ، تحدثّ مجدداّ بنبرة متهكمةّ
ـ ماّ الأمرّ هلّ جرحتّ كّبريائكّ ؟ لكنهاّ الـّحقيقة.. آهّـ نعمّ لهذاّ عندّما أردتّ كشّف الـدين الـ500 مّليون دّولارّ للصّحف قّام ويليام بّلجوء إلى معّارفه
منّ أجلّ إيقافيّ ، إذّ كونّ أمرّ شّرائكّ هوّ فعلاّ صحيحّ يّا إلهيّ كمّ أناّ غبيّ كيّف لمّ أكتشف هذاّ سابقّا ؟ محـّاولة نايتّ المضّنية فيّ إبعادكّ عنّ الصّحافة
إخفاّئه لّأمر عّلاقتكماّ و أيضاّ الـدين ، حسناّ الآنّ بّعد أنّ عـّرفت كلّ هـذاّ أخبرينيّ لماذاّ دفّع لكّ كلّ هذا ّالمبلغّ ؟ ماّ مقّابل بّيعك لنفسكّ ؟
فجّأة رفّعت عينيهاّ ناحيتهّ قدّ كانتاّ مملوءتين بّكّره لمّ يستطعّ وصّفه بّحقدّ و باحتقار لهّ هوّ ، ابتسمتّ بّكلّ هدوءّ فرّمقها ديميتريّ بإستغرابّ من تناّقضّ
تّعبير وجههاّ عينيهاّ تعّكسان مدىّ الكرهّ الذيّ تكنه لهّ بينماّ شفتيهاّ تنطّقان بإبتسامةّ بّريئة تّجسدّ فيهاّ كلّ اللطفّ ماّ الذيّ يحدثّ معهاّ ؟
قّالت لهّ بنبرةّ هّادئة
ـ لاّ .. تنعتنيّ .. بّبائعة.. الهوىّ أرجوكّ
بّعد إنهاّئها جّملتها دّفعت بجسدّها نحوهّ ليسقطّ الإثنينّ أرضّا فّضربّ رأسّ ديميتري بّالأرضّية بينماّ أخذتّ ماريّ تّشده منّ خصّلات شعرهّ الأسودّ
بكلّ حدةّ كماّ لوّ كّأنهاّ تحولتّ من كّونهاّ قطّة الوديّعة إلىّ وحشّ شّرس فيّما حاّول ديميتري أبعادها عنهّ لكنهّ لمّ ينجحّ فقدّ فّقدت أعصّابها كّلياّ ،
مررتّ أظافرهاّ بحركة سّريعة علىّ وجّهه فّصاح بّألم ممسكاّ بّعينه الّيمنى و دّفع ماريّ بكلّ قسوةّ عنهّ لتّسقطّ الأخيرةّ بجاّنب سريرّها أرضاّ
مدّت يّدها للأعلى و أمسكتّ بالمصّباح ثمّ رمتّه بّقوة علىّ ديميتريّ ، استمرتّ مارّي بالزحفّ نحوّ كرسيهاّ لتّصعد عليه بينماّ ديميتريّ يّتلوى منّ
ألمّ عينه لقدّ كانتّ خاّئفة تّرتجفّ و لاّ تّقوى علىّ الكلامّ لكنهاّ بالّرغم منّ كلّ ذلكّ حاولتّ التخليّ عن ضعفهاّ منّ أجلّ حماّية نفسهاّ ، تّحدثت
بّنبرة حـّادة مـّرتعشة
ـ لقدّ أخبرتكّ أنّ لاّ تنعتنيّ بّذلك
اعتـّدل فيّ جّلسته واضعاّ يدّه على عينيهّ بينمّا هناّك خطّ دّم رفيعّ بّخده قدّ كانّ يّرمقهاّ بكلّ حـّقد فّبادّرته ماريّ النـظّرات لقدّ سئمتّ من نعـتّ الكلّ
لهاّ بهذّه الصّفة ماّ الأمرّ معهمّ ؟ أرادتّ فعلا أنّ تكتمّ ماّ يجولّ فيّ خطّرها لكنهاّ لمّ تستطعّ ليسّ و ديميتري يّحدق بهاّ كّأنهاّ بالفعلّ واحدّة من أولائكّ
الفتياتّ ، قطبّت حاّجبيهاّ بّعصبية بينماّ ظهرُّ الألمّ على محيّاها قـّالت له بّنغمةّ حـّزينة غيرّ أنهاّ قويةّ ،
ـ أنتّ مخطّأ أنـّا أفعلّ ماّ أفعلّ لأننيّ أحبـّه، و لأننيّ أحبّه رضيتّ بتخطّي كلّ القـّوانينّ لأننيّ أحبّه مستعدّة لّتمادي أكثرّ فّمن أنتّ لتحكمّ عليّ ؟
تّمتم بّشيءّ ماّ بدى كّشتيمة لماريّ إذّ أنّ كلامهاّ لمّ يستوعبهّ عـّقله أتّقول أنهاّ باعتّ نفسهاّ لهّ لأنهاّ تحبّه ؟ ماّ هـذاّ السخفّ الذيّ تتفوهّ بّه كّأنهاّ
جنتّ لاّ لاّبد أنهاّ قدّ جنتّ بالفعلّ ، وقفّ حاملاّ منـّديله ليّضعه علىّ عينهّ لمّ يسبقّ لأحدّ أنّ خدّشه فّكيف لهذّه الطفّلة أنّ تفعل كل هـذاّ به ؟ رفّع حاّجبه
بّبرود ثمّ تحدثّ
ـ ماّ تبحثينّ عنهّ لنّ تـّجديه أبداّ لدىّ نايتّ أنـّا أخبركّ بّهذاّ لأننيّ أعـّرفه جيداّ إنهّ ليسّ بشرياّ على الإطلاقّ ، ليسّ لدّيه قلبّ فكيفّ له أنّ يعطيكّ
الحبّ الذيّ تّبحثين عنهّ ؟
صمتتّ ماريّ لوهلةّ من الزمنّ إنهاّ تدركّ ذلكّ تماماّ أنّ نايتّ لنّ يّحبها أبداّ مهماّ طالّ الوقتّ أوّ قصرّ أيضّا هيّ لاّ تعلمّ لماّ تستمرّ فيّ الكفاحّ منّ
أجلّه بينماّ بالّرغم منّ أنّ ديميتريّ كانّ هادئاّ إلاّ أنهّ و بدّاخله كانّ يّتأججّ غضباّ كيفّ لأحدّ ماّ لفتاةّ ماّ أنّ تكونّ مستعدّة لّفعل أيّ شيءّ منّ أجلّ
آلة مثلهّ ، فكّرة كونّ أحدّ قادرّ على حبّ نايتّ و البقاءّ بجاّنبه لاّ يتقبلهاّ أبداّ و لاّ يحبذّها ، ردّت عليهّ ماريّ بّإبتسامةّ هادئّة
ـ أعترفّ لك، كلّ شيءّ بّهذه الدّنيا أجيدّ الاكتفاء منه سوى تـفكيري، حبيّ به
شحبّ وجّهه بأكملهّ و لمّ يّعد قّادرا على إكـّمال هـذاّ النقّاش بّعد الآنّ نـظرّ إليهاّ منّ أخمصّ قدّميها إلىّ أعلىّ رأسهّا كيفّ استطاعتّ أنّ تدّفعه
للخلفّ بّجسمها الهـّزيل ؟ تنهدّ و هـّز رأسهّ نفياّ يميناّ و شّمالا بّكل أسىّ إنهّ يشفقّ عليهاّ، قـّال بنبرةّ هـّادئة مستسلمةّ
ـ أنـّا و أنتّ لاّ نستطيعّ أبدّا أنّ نكونّ على وفاقّ، فّانـّا أمـّقته بينماّ أنتّ تّعشقينه.. أنّا أسعى جاّهدا لتـّدميره بينماّ أنتّ تّسعين جـّاهدة لحماّيته ،
وقفّ ليسيرّ مغـّادراّ الحديثّ معهاّ لاّ يجديّ نفعاّ علىّ كلّ حالّ أمسكّ هاتفهّ قدّ كانّ موصولاّ بّكاميراتّ المنزلّ بّأكمله نـظرّ إلىّ شّاشته التيّ سجلتّ
كلّ ماّ حدثّ معّ ماريّ ابتسمّ بّسخرية و حذفّ ماّ حدثّ بّعد أنّ دفّعته بّشراسة للخلفّ ، إتجـّه إلىّ غـّرفته ثمّ جلّس علىّ السريرّ محاولاّ الاتصال
بّأحّد ماّ ، لحـظاتّ حتىّ رفعّ آرثرّ السّماعة ليتحدثّ ديميتريّ ببّرود
ـ لقدّ أرسلتّ لكّ المقّطعّ هياّ أتجـّه نحوّ تلكّ السّافلة و أرهّ إياهّ اجّعلها تنفذ ماّ تّأمرهاّ بهّ أيضّا أناّ لاّ أريدّ أيّ أخطاّء هذّه المرةّ،
أغلقّ السماعةّ ماّ يّفعله الآنّ لاّ داعيّ له و هوّ يّعلم ذلكّ جيداّ خصوصاّ بّعد أنّ عـّرفّ بأنّ ماريّ لاّ تعنيّ شيئاّ لنايتّ فهوّ لمّ يحبّبها قطّ ذلكّ يفسرّ
أيضّا سببّ عدمّ بحّثه عنهاّ لقدّ بدّا الأمرّ منذّ البداّية مّزيفا ، كتمّ أنفاسّه لوهلةّ من الزمنّ و رمّى بجسدّه علىّ السريرّ لينظرّ إلىّ السقفّ بّقلة حيّلة
اعتـّقد أنّ نايتّ يحبّ ماريّ لذلكّ أخذّها منّ أجلّ لويّ ذّراعه أكثرّ لكنّ همسّ لنفسهّ بإستياء
ـ تـّبا سّأعتمد نفسّ الخـطّة ، حتىّ لوّ كانّ لا مبّالياّ لكنّ لاّبد أنهّ يمتلكّ حس بالمسّؤولية نحوهاّ فهيّ زوجتّه فيّ النهايةّ ذلكّ الوغد ألاّ توجدّ طريقة
أحطمّ فيّها قلبه ؟ أحّقا هوّ مصنوّع من الفولاذّ ؟
بينماّ و فيّ تـّلك الغـّرفة التيّ صّارت سّجنهاّ حاّلما خطىّ ديميتريّ عـّابراّ المخرجّ نـظرتّ ماريّ إلىّ يدّها التيّ تّرتجفّ بّجنونّ كذلّك جسدّها أماّ
دموعهاّ فقدّ كسّت وجّنيتهاّ الآنّ فقطّ لقدّ أرادّ و لوّ كانّ لثّانية منّ الزمنّ حـّاول الاعتداء عليهاّ ، ماّ الذيّ كانّ سيحدثّ إنّ لمّ توقفه فيّ الوقتّ المناّسب ؟
أغلقتّ عينيهاّ الواسعتينّ بّقوة راّفضة هذّه الفكّرة جيدّ أنهاّ دّفعته ، دموعهاّ تتساقطّ دونّ نهايةّ مدّركة أنهاّ وحيدّة فيّ معركتهاّ فّتحدثّت بنغمةّ
مبحوحّة خاّئفة مناّدية الشخصّ الوحيدّ الذيّ لطالّما كانّ بجاّنبها
ـ فّلورا النـّجدّة ، لاّ أقوى .. لاّ أقوى على الاستمرار أكثرّ

/

صّوت قّوي دوىّ فيّ أركانّ الغـّرفة مسبباّ إزعـّاجا قدّ تّرمى معظمّ ملابسه علىّ الأرضّ بطّريقة فوّضوية كذلكّ كانّ حاسوبّه المحمولّ مفتوحاّ
على مقّالات التيّ تخصّ نايتّ بينماّ هاتفهّ أسفلّ السريرّ ، قطبّ حاجّبيه بّعصبية و لمّ يّعد يحتملّ البّقاء فيّ كنـداّ أكثرّ من هـذاّ علىّ غـّير عـّادته
الهـّادئة كانّ يهزّ رجلّه اليمنىّ باستمرار غيّر قّادر على تصّديق أنّ كلّ هـذاّ قدّ حدثّ فيّ لندن دونّ أنّ يكونّ له عّلم بذلكّ ،
فكـّر قّليلاّ ثمّ سحبّ هـّاتفه مجدداّ ليضغطّ على رّقم هاتفّ نايتّ الذيّ لمّ يعدّ متوفراّ منذّ مّغادرته لندّن سّرعان ماّ سّئم منّ ذلكّ فاتصل بّفلوراّ
بالّرغم منّ أنهاّ الوحيدّة التيّ تواصلتّ معه أيضاّ كانتّ تستمرّ بّإرسالّ رّسائل نصّية تشجّعه فيّها علىّ حّفلاته الّقادمة إلاّ أنهاّ أبداّ لمّ تذّكر حادثة
غّيبوبة الجـدّ بيترّ وّ شكّ الشّرطة فيّ كونّ نايتّ منّ حاول تسميمّ الجدّ ، لكنّ حتىّ فّلورا هذّه المرةّ لمّ ترفعّ السمّاعة مماّ زادّه قّلقاّ و غضباّ
كيّف كونهمّ يستبعدونّه كّأنه لمّ يوجدّ قطّ أرادّ أن يتصلّ بسوزيّ فّهي حتماّ ستّرد عليهّ لكنه تركّ هاتفهّ جاّنبا متنهدا بّطريقة تنمّ عن يّأسه الشديدّ
أوّ بالأحرىّ غضبهّ منّ أصدقاّءه
حـّك جّبينه بّخفة ثّم رّفع خصّلات شعرهّ الذّهبية للأعـّلى فتخللنها أناّمله الطـّويلة مفـكراّ بّعمقّ يجبّ عليه أنّ يّتصرف بّحذرّ شديدّ فّعلى حسبّ
أقوالّ سوزي الـكلّ مـّراقبّ حتىّ كايلّ كذلكّ لذلكّ يجب درّاسة خـطّواته القّادمة بتمعنّ ، و لمّ يدمّ هدوءه سوى لفترةّ قصيرةّ من الزمنّ فهاهوّ
يقفّ سّاحبا حّقيبته خـّلفه غيرّ مبالياّ بكونه سّيترك مهـّرجان و الحفّلات التيّ أقيمتّ من أجلّه فّكادّ أن يّفتح بّاب الجّناح عنـدماّ ظهر من خلفّه
أوسكارّ الذيّ كانّ مّـرهقاّ لكن حالماّ رّأى مظهرّ ويليامّ قطبّ حاجّبيه بّقليل من الاستنكارّ قاّئلا
ـ ماّ الذيّ تّفعله ؟
رمـّقه ويّليام بنـظرّه حاّدة نوعاّ ماّ فّهو لمّ يعدّ يثقّ بّأحد خصوصاّ فيّ كونه لاّ يعلم شيئاّ هوّ أن أوسكارّ من أخذّ هاتفه فيّ بدّاية الأمرّ أيضاّ منـعّ
وصولّ الجـّرائد أوّ حتىّ التلفازّ فيّ الغـّرف فقطّ لكيّ يّركزوا علىّ نجاحّ حفلاتهمّ لكن هـذّه الحجّة الآن باتتّ واهيةّ خياّلية بالنّسبة لهّ ، أجـآبه
بنبرةّ مختصرةّ جافةّ
ـ سأعودّ للندن أليسّ هذّا واضحّا ؟
نـظرّ إليهّ أوسكاّر بّصدمة بينماّ تجـّاهله وّيليام و هوّ يّعبرّ منّ جاّنبه مّكملاّ طـّريقه دّون مبّالاة أولّ شيءّ سّيفعله عنّد وصّوله هوّ لكمّ نايتّ مراراّ
و تـّكرارّ حتىّ يشفع غـّليله منهّ ذلكّ الأبّله كيفّ له أنّ يواجّه كلّ هـذاّ وحدّه ؟ أو يّظن أنّ الكتمانّ أسلوبّ يجّعله أقوّى ؟ بينماّ و حالّما تخطىّ أوسكارّ
صدّمته سّارع لّيمسكّ بذّراع وّيليامّ قّائلاّ بّتوتر
ـ لكنّ لا يمكنكّ نحنّ الآن وسطّ جـّولة و لديّنا عـّقد ملزمّ أيضاّ لاّ يمكنكّ التخليّ عنّ كل شيءّ هكذاّ
سحبّ ويّليام ذّراعه بّقوة و حـّدة ثـمّ أرادّ أنّ يكـّمل طـّريقه عندّما وقفّ أوسكارّ أمامهّ مانعاّ إياه من التـّقدم أكثرّ فهوّ لن يسّمح أبداّ بّفشلّ مخططاتّ
ديميتريّ لقدّ وعدّه بّأنه سّوف يّبقي ويليام أمامّ عـّينيه طّوال فترةّ هجومه علىّ نايتّ و سوفّ يّفي بوعدّه ذلكّ بّشتى طـّرق نـظيّفة كانتّ أمّ مخاّدعة
، تحدثّ بّنبرة هـّادئة
ـ أناّ أعنيّ ماّ أقولّ ويليامّ و بكـّلمة لاّ يمكنكّ فّأنت ّبالفعلّ لاّ يمكنكّ الـمغـّادرة لذلكّ أرجوكّ عدّ إلىّ غـّرفتكّ بهدوءّ و لاّ تجّعلني أستعـمّل أسلوباّ آخرّ ،
تّجاهله ويليامّ داّفعا إياهّ للخلفّ لقدّ كان واضحاّ فيّ كلماتهّ فقدّ قّال أنه سيعودّ إلىّ لندن و هوّ سيفعلّ لذلكّ لنّ يّعدله أيّ أحدّ بينماّ احتدتّ نـظراّت
أوسكارّ الغـّاضبة و جذّب ويليامّ من ذّراعه لكنّه لمّ يكنّ قاّدرا علىّ تّحريكه قيدّ أنملةّ بينماّ رمقّه ويليامّ ببرودّ قـاّئلاّ بّثقة
ـ سّأعودّ أوسكارّ .. هذاّ ليسّ طلباّ و إنماّ أعـلمكّ فقطّ
كانّ أوسكارّ يّفكر بّسرعة مهماّ حدثّ لنّ يعودّ ويليامّ إلىّ لندن ليسّ قبلّ أنّ يكملّ ديميتريّ شنّ هجومه علىّ الأقّل ، لاّ يزالّ الكثيرّ بّجّعبته و لمّ يّشفي
غـّليل انتقامه بعدّ فّكيفّ له أن يتـّرك ويليامّ يعودّ ؟ هـذاّ أمرّ مستحيلّ خـّارجّ نطاقّ الواقعّ أغـّلق عينيّه لفترةّ بينماّ استمر ويليامّ فيّ المشيّ عنـّدما
تّحدثّ أوسكارّ بنبرةّ باّردة
ـ أناّ لاّ أنصحكّ بالتقّدم أكثرّ ويليامّ .. أنتّ قدّ وقعتّ على عـّقد شّراكتكّ معّي و إنّ أردتّ فسخ هـذاّ العقدّ فّيجبّ عليكّ دّفع ضّعف ماّ تـّملكه
، تّوقف لمصّلحتكّ الخاّصة
استـّدار ويلّيام نـّحوه ثمّ أخرجّ من حّقيبته شيكاّ ليّكتب المبلغّ الماليّ الذيّ يّتوجبّ عليه دّفعه كانّ الأمرّ سّهلاّ لاّ بلّ بغاية السّهولة عندّما يتعلقّ
الأمرّ بالنقودّ فّوضع الشيكّ فيّ جيبّ سترةّ أوسكارّ الذيّ كانّ متفاجّئا لقدّ اعتقدّ بّما أنّ ويليامّ قدّ وافق علىّ القيامّ بجـّولة معهّ فّهو بكلّ تّأكيد بحّاجة
للمالّ لكنّ لاّ يبدوّا ذلكّ على الإطلاقّ بينماّ ابتسمّ ويليامّ بّسخرية قـّائلاّ و التهكمّ يلفّ كلماتهّ
ـ أتّظن أنّ المالّ قدّ يشكلّ فرقاّ ليّ أنـاّ ؟ ألاّ تعـّلم حّقا منّ إنا ؟ قبلّ أن أكونّ مغنياّ أنـّا الفّرد الآخيرّ من عـّائلة دويل تلكّ العّائلة التيّ تضاهي
سمّعتها عـاّئلة لبيرّ ،
__________________