عرض مشاركة واحدة
  #59  
قديم 12-28-2015, 05:15 PM
oud
 
اتسعتّ عينيهّ بّصدمة واضحّة غيرّ قادرّ على الكلاّم بالفّعل كيفّ لمّ يضعّ هـذاّ فيّ ذّهنه فّويليام بالفعلّ من أسرةّ عـّريقة أيضاّ
الابن الأول و الوحيدّ لهاّ ألاّ يعنيّ هـذاّ أنّ كلّ ثروةّ دويل ملكّ له ؟ صمتّ بّغيضّ بينماّ كادّ ويليام أنّ يكمل طّريقه عندّما صاّح
أوسكارّ بّنبرة غّاضبة
ـ لاّ تّعتقدّ أنكّ فزتّ فّأناّ لمّ أنهيّ كلاميّ بّعد،
رمـّقه ويليامّ بّضجرّ واضّح و وقفّ مستعداّ لتّلقيّ سّخافاتهّ بينماّ كتمّ أوسكارّ غضّبه بالطّبع ويليامّ لنّ يكون مجردّ شخصّ عاديّ
فّهو فيّ النهايةّ صديقّ نايتّ الشيطّان المتـّنكر بهّيئة إنسّان فّكيفّ يمكن أنّ يكونّ صديقّ لهذاّ شّخصا عـّادياّ ؟ الّشهرة المالّ أيضاّ
الجـّاذبية كلّها يمتلكهاّ و لمّ يضطرّ يوماّ للعملّ من أجلّها مماّ زادّ أوسكارّ كرهاّ له ، فّتحدثّ بحـدةّ و جفّاوة
ـ صدّيقتكّ تلكّ الفتاةّ الصّبيانيةّ المدعوّة بفلورّا إنّ لمّ تّرد لّهاّ أن تّزجّ بالسجّن هذاّ إنّ لمّ يقمّ أرثرّ فعلاّ بّسجنهاّ فيجبّ عليكّ التـّراجّع فورّا
حالماّ نـطقّ أوسكارّ بّإسمّ فّلورا فّقدّ تّغيرتّ ملامحّ ويليامّ كلياّ كّأنه قدّ مسّ نقطّة الضّّعف الوحيدّة لديّه و فعلاّ كانتّ فلوراّ نقطّة ضّعفه
فّلا شيءّ يّريدّ حمايتهّ أكثرّ من تلكّ الفتاةّ المندّفعة المغـفّلة فّإقترب قليلاّ من أوسكارّ منتـظراّ منه أنّ يكملّ كّلامه لكيّ يتحدثّ الأخيرّ
قـّائلاّ بّسخرية
ـ تّلك السّافلة متّهمة بّتزويرّ وثائقّ الملكيّة لغرضّ سّلب أموالّ آرثّر بالطبّع الأمرّ كانّ بّأكمله خـّدعةّ من قبلّ ديميتريّ و إنّ لمّ تّرده أنّ
يّقوم بإذّائها أكثرّ فّيجب عليكّ البقاءّ هناّ
تـّزوير الوّثائقّ ؟ حينهاّ سّارعتّ لذّهنه ذّكرى فّلورا و هيّ تّوقعّ وثائقّ ماّ بّغرضّ كسبّ المالّ منّ أجلّ عـّلاجّ ماريّ أيضاّ لكيّ لاّ تّدع ماري
تغّادر لندّن ، لكنّ كيفّ حـدثّ ذلك ؟ ألمّ يكن آرثرّ صديقاّ له من البداّية ؟ لقدّ كان واثقاّ من كونهماّ أصدقاءّ أوّ ربماّ أكثرّ من ذلكّ بقليلّ فّكيفّ
حدثّ هذاّ ؟ سارّع ويليامّ مندّفعا نحوّه ليمسكّه منّ ياّقته و الغضبّ باديّ عليه بينّما ابتسمّ أوسكارّ بكلّ سخريةّ لّيتحدثّ ويليامّ بنبرةّ حادّة
ـ منّ أنـّت ؟ حبيبّ آخرّ لإليزابيثّ ؟
كتمّ أوسكارّ ضحكّته علىّ وصفّ ويليامّ له بّحبيبّ إليزابيثّ كماّ لو كّأن هـذاّ ممكنّ أيضاّ هيّ ليستّ من نوعهّ المفّضّل بالّرغم منّ كونهاّ
فاّئقة الجماّل إلاّ أنّها حّرباءّ تغيرّ لونهاّ بتغيرّ المـّحيط الذيّ حّولهاّ فّهز رأسهّ نفياّ مستمتعاّ بّرؤية تّفاصيلّ وجه ويليامّ الضّائعة الذيّ سّرعان
ماّ تّساءلّ بّتشتتّ
ـ إنّ لمّ تكن فيّ جانب إليزابيثّ فّمن تكونّ إذن ؟
لمّ يّبدوا علىّ الإطلاقّ بأنّ ويليامّ ملمّ كلياّ بماّ يّحدثّ فيّ لندن بينماّ بدى ذّهن الأخيرّ مشتتاّ فّسوزي لمّ تخبرهّ علىّ معظمّ التفاصيلّ بّل أهمّ
الأشياءّ كـّحادثة الجدّ و اتهام نايتّ أيضاّ كونّ كايلّ بيدّ إليزابيثّ غيرّ هذاّ فّهو لا يّعلم شيئاّ أخرّ ، قطبّ حاّجبيه محاّولا إستعادّة تركيزهّ عندّما
دفّعه أوسكارّ بّقوة قّائلا بّنوع منّ الكبرياءّ
ـ أنـّا أوسكارّ صديقّ المقربّ لديميتري الّعدو الأولّ لّذلك الطفلّ الغيّر شرعيّ عّزيزكّ نايت ، و بماّ أنناّ قدّ أقحمنا نحن أيضاّ فيّ حربّهما
الخاصّة فّأناّ لنّ أتوانى أبداّ على تدميرك
نّزع ويليامّ يدّه منّ يّاقة أوسكارّ نافضاّ إياهاّ ثمّ ابتسمّ بّسخرية شديدةّ لمّ يكن يّظن أبداّ أنّ ديميتري فيّ يومّ ماّ سيتجرّأ علىّ تحديّ نايتّ و
الأهمّ أنهّ حتىّ الآن علىّ ماّ يبدواّ قدّ ربحّ كلّ الجـّولاتّ ، بينماّ بّادره أوسكار بّإبتسامةّ سّاخرة أيضاّ كلاّهما فجّأة صّار يّمقت الآخرّ مقتاّ شديدّا
، تّحدث ويليامّ بنبرة صوتّ متّغيرة كّانت متّعجرفة و متعّالية كّأنه ليّس نفسه
ـ أقلتّ عنه طفّلا غيرّ شّرعيّ ؟ حقاّ ؟ هـذاّ غريبّ كونه ينبّع منّ لسانّ جّبـان اختبأ طّوال تسعةّ سنواتّ خوفاّ من كونّ ذلكّ الطفلّ
سيّقتله يوماّ ماّ ،
كمّ هـذاّ صعبّ أنّ لاّ يمدّ يدّه نحوّ جّيبه مخرجاّ مسدّسه بينمّا هوّ قّادر علىّ ذلكّ فيّ حينّ ابتعدّ ويليامّ أكثرّ و هوّ يّراقبّ تحركاتّ بؤبؤ عينيهّ
السّريعّ لقدّ بدى واضحاّ كون أوسكارّ يمقته و تّمنيه الشديدّ فيّ القضّاء عليهّ لكن و لكونّ ويليامّ مشهورّ فمن الصعبّ التخلصّ منه
، تّقدم منه الأخيرّ أكثرّ قّائلاّ بّحدة
ـ نحنّ لا نـّمزح، إنّ أردتّ الإبقاءّ على صدّيقتك المجنونةّ تلكّ فّيجدر بكّ سحب مّؤخرتك لتجلسّ علىّ أرضّية غـّرفتكّ أؤكدّ لكّ بّأن
ديميتري جادّ فيّ إنتقامه ..
رمـّقه بنظرةّ حـّادة مّغـّدقة بالكّراهية ثمّ رحلّ مسرعاّ بينماّ كاّن ويليامّ واقفاّ فيّ مكانهّ منذّ وهلة قّصيرة من الزمنّ كان واثقاّ منّ قراره
و لمّ يكنّ أحدّ لّيستطيعّ تّغيير رّأيه لكنّ الآنّ لاّ يدريّ ماّ الذيّ يتوجبّ عليهّ فعلهّ ، كلماتّ أوسكارّ كانتّ صادّقة و واضحّة للغاّية فّلا بدّ بّأن
فلورا قد وقعتّ فيّ فخ آرثرّ .. لاّبد أن ذلكّ السافلّ قدّ خدّعها تماماّ كماّ خدّعه أوسكارّ تّـردد كثيراّ قّبل أنّ يمسكّ حـّقيبته عـّاقدا العـّزم
علىّ الـرحيل ، لقدّ قالّ سابقاّ لنايتّ لوّ أنكّ أردتّ نجومّ السّماء لّصعدتّ و جلبتّ لكّ إياهاّ و لمّ يكن يّعنيّ بكلامه تركّ ماريّ له فقطّ بلّ
عـنى ماّ قالهّ كذلّك الأمرّ ينطبقّ على فلوراّ ، تلكّ الفتاةّ بالٍّرغم من تّظاهرهاّ بالقّوة إلاّ أنهاّ وثقتّ بآرثر بمنتهى السّهولة .. لذلكّ يستوجبّ
عليه حمايتهماّ كلاهماّ .. حماّية أصدقاّءه مهماّ كلفه الأمرّ،

/

غّرفة مّظلمةّ بّها طـّاولة جلسّ علّى كرسيّ رجلّ فيّ منتصفّ الثلاثينات يّسجلّ أقوالّ فـلّورا التيّ كانتّ جالّسة أمامهّ تّضع قدّما علىّ الأخرى
كانتّ تّبدوا لاّ مبالّية بماّ يحدثّ لهاّ كّأنهاّ واّثقة بّأنهاّ لمّ تفعلّ شيئاّ بالّرغم منّ أنّ الوثائقّ كلهاّ تّدينهاّ بتهمتهاّ دونّ الحاجةّ لمحكمةّ أوّ
غيرهاّ فقدّ حاّولت هذّه الفتاةّ تّزويرّ الوثائقّ الملكيةّ ، بّعد لحظاتّ كانّ قدّ خرجّ تاركاّ فلوراّ لوحدّها ..
بينماّ و حالماّ سنحتّ الفّرصة لفلورا اعتـّدلت فيّ جلستهاّ و وضّعت يدّها أسفلّ ذّقنها مفّكرة لقدّ كانّ تّمثيل آرثرّ مّقنعاّ لدّرجة أنهاّ صدقتهّ
و أصبحتّ صدّيقته أيضّا هـذاّ كانّ خطّئهاّ فلمّ يكنّ يجبّ عليهاّ منّذ البداّية أنّ تضعّ ثقتهاّ بشخصّ يّكن لهاّ الضّغينة لكنّ منّ الصعبّ فعلاّ
حتىّ هـذّه اللحّظة و هيّ تستجوبّ هناّ أنّ تّصدق بّأنه خدّعها ،
الآنّ هـذاّ ليسّ مهماّ سوفّ توكلّ محّامياّ باّرعا ينجيهاّ من هـذّه القّضية أوّ سّتحاولّ أنّ تجدّ شيئاّ يّقيهاّ المحاكمةّ بأكملهاّ يجبّ أنّ تلجّأ للعمّ
رويّ بّالرغم منّ أنهاّ لاّ تستطيعّ الاعتمادّ علىّ عائلة غلوري لكنّه الشخصّ الوحيدّ القادر على الوقوف فيّ طريق ابنه أيضّا ألاّ يملكّ آرثرّ نقطة ضّعف ؟
تّنهدّت باستياء من نفسهاّ كيّف لمّ تلاحظّ ذلكّ ؟ انقطاع اتصالاّت ماريّ فجّأة أيضّا ماّ الذيّ يّقصده آرثرّ بّأن الوقتّ لمّ يحنّ بّعد لّكي يّعلم نايتّ
باختفاء ماريّ ؟ هـذاّ يّجّعلها قّلقة يجدرّ بهاّ بكلّ تأكيدّ أنّ تخـّبره كلماّ سّارعوا فيّ إيجادّها كلماّ أطمئن قّلبها أكّثر ،
هـّزت رأسهاّ نفياّ محاولةّ التـّركيز علىّ كيفيةّ خروجهاّ من هناّ فما فّائدة التفكيرّ فيّ إنقاذ ماّري ماّدامتّ هيّ فيّ السجنّ ؟ فـتّح البابّ لّكيّ
يّتجه نحوهاّ شرّطيينّ نفسهماّ اللذان اعتقّلاها سّحبوها إلىّ خارجّ الـّغرفة بينماّ كانتّ فلوراّ تّريد فّعلا التملصّ منهماّ غيرّ أنّ ذلكّ لنّ يزيدّها
إلاّ مصائب ، فجّأة تـّم إدّخالهاّ ناّحية مكتبّ ماّ سّتائره مّغلقة لاّ يكادّ أنّ تكونّ فيهّ لمحةّ نورّ حاّولت فلوراّ أنّ تجعل عينيهاّ يعتادان علىّ
الظلامّ استعداداّ لأيّ شيءّ سيحدثّ عندّما تحدثّ آرثرّ بنبرةّ بّاردة حاّقدة
ـ لاّ أصدقّ أننيّ مجبرّ علىّ بذلّ كل هـذاّ العناءّ لّرؤيتكّ، تـّبا و أناّ الذيّ اعتقدتّ أنهاّ آخرّ مرةّ سأراك فيّها
كاّنت يديّها مقّيدتين و إلاّ لماّ كانّ فمه سّليماّ لينطقّ الآنّ بكلّ هذاّ السيلّ من الشتائمّ تململتّ فيّ مكانهاّ مّدركة أنهّ أمرّ آخرّ من قبلّ الرجلّ
الغامضّ الذيّ يسعى للانتقامّ من نايتّ و إلاّ تماماّ كماّ ظنّ آرثرّ المرةّ السّابقة كانتّ المّرة الآخيرةّ التيّ يّريان بعضهماّ بعضّاّ ، زمتّ شفتيهاّ
بعبوسّ بينماّ عـّاد آرثرّ يّتحدثّ بّعصبية و هوّ يتقدم ناحيتهاّ حاملاّ هاتفه النّقال بين يديّه
ـ ذلّك السافلّ لاّ أصدقّ أنهّ مازالّ يّأمرنيّ كماّ لوّ كّأنني عبدّ لدّيه ، الآنّ هياّ أنظريّ لشّاشة أسرعيّ و أذرفي دموعاّ ثمّ تّرجينيّ منّ أجلّ سّلامةّ
تلكّ الّبلهاءّ فّأناّ لاّ أملك الكثيّر من الوقتّ
رمّقته فلوراّ بّنظراتّ حادّة قاتلةّ ثمّ عـّادت تـنظرّ إلىّ الشّاشة التيّ ظهرتّ فيهاّ ماريّ فتاتهاّ الّصغيرةّ بجاّنبها كانّ ديميتريّ يتحدثّ لماّ فجّأة
اتسعتّ عينيهاّ بدّهشة تامّة كانّ ذلكّ الرجلّ بدّون تّردد يّهاجم بجسده علىّ ماريّ التيّ تحاولّ الدّفاع عنّ نفسهاّ ، تّلعثمت فلوراّ عندّما انتهى
المقّطعّ و لمّ يستطعّ قلبهاّ تحملّ حجمّ الصدمةّ قـّالت بنبرةّ مرتجفةّ
ـ ماّ هـذاّ ؟ أينّ ماريّ و ماّ الذيّ تّحاولان فعله بهاّ ؟
قطبّ آرثرّ حاّجبيه و أعـّاد الهاتفّ إلىّ جّيبه هـّزت كتّفيه دلالّة علىّ عدم الاهتمامّ فيّ الحّقيقة هوّ لاّ يعلم شّيئاّ عنّ أهدافّ ديميتري و لاّ غـّايته
منّ سّلب نايتّ كلّ ماّ يملكه أوّ حتىّ ماّ عـّلاقة روبرت بّهذاّ لكنّه يّعلم شيئاّ واحداّ عنه فقطّ و هوّ كفيلّ بّجعلّه يدركّ ماّ من هوّ ديميتريّ ،
تـّحدثّ بّبرود
ـ أناّ مجردّ وسيطّ فقطّ و لاّ دّخل ليّ بأفعال ديميتريّ ، حسناّ هوّ يريدّ منكّ أنّ لاّ تبس ببتّ شّفة أمامّ نايتّ عن ماريّ و إلاّ كماّ رّأيت الآنّ أختكّ
سّتعاقبّ بّأبشع طّريقة أناّ أعلمّ جيداّ أنكّ لاّ تبالينّ و أنّك مّندفعةّ بلاّ عـّقل لكنّ لا تنسيّ أبداّ بّأن ماريّ فيّ عهدّته فحتىّ لو نّجوت أنتّ بطّريقة
ماّ من أفّعالك هيّ بكلّ تّأكيدّ لن تنجواّ لذلكّ .. حسناّ وداعاّ
كادّ أنّ يخرجّ لولا أنّ فلورا قدّ اندفعتّ نحوه بّعد أن حذّرها و جّعلته يّرتطم بالجدارّ الذيّ خلفّه بالّرغم منّ كون يديّها مقيدّتينّ إلاّ أنهاّ لمّ تمانعّ
أبداّ فيّ استخدامّ قدّمها فّركلته بّقوة ليسقطّ أرضاّ متّألماّ حينهاّ ضحكتّ بّكل استمتاعّ ، قـّالت بّنبرة حـّاقدة مّشبعة كرهاّ
ـ أيهاّ الّوغد .. سّأجعّلك تّدفع ثمّن هذاّ جيداّ و ثّق أننيّ عـندّ وعديّ،
بّعد إنهائها لكلماتهاّ خرجتّ مسرعةّ من الغـّرفة فّأمسكهاّ الّشرطيينّ لّيّأخذّاها كانتّ ملامحّها حاّدة حّاقدة و غّاضبة للّغايةّ فّأيّ لعبةّ يّقوم هذاّ
المدعوّ بديميتري لعبهاّ ؟ تّزويرّ ، اختطاف أيضاّ محاولّة اعتداء هـذاّ إنّ لمّ يكن قدّ حدثّ فيّ بادئ الأمرّ أيضّا لماذاّ يّريدّ بّشدة أنّ لاّ يعلم نايتّ
باختطاف ماريّ ؟ أليسّ هذّا هوّ الهدفّ من أخذّها ؟ همستّ لنفسهاّ فيّ اضطراب و قلقّ
ـ أناّ لاّ أعلمّ ، لاّ أعلم شيئاّ على الإطلاقّ
لقدّ كانتّ مشّغولة جّدا بّغيرتهاّ منّ أختهاّ لّأنهاّ كسبتّ و بطرّيقة عّفوية قلبّ ويليام التيّ سعتّ هيّ جاّهدة بكلّ ماّ تملكّ من قـّوة أنّ تّجعله فقطّ
يلتفتّ نحوهاّ لكنهاّ للأسفّ لمّ تتحركّ قيدّ أنملة من مكانهاّ ، زمتّ شفتيهاّ بّغضب عـّارم على نفسهاّ كونهاّ أصبحتّ هذاّ الشخصّ الأنانيّ الضّعيف
، كـّاد الشرطيينّ أنّ يّضعاهّا فيّ السجنّ المؤقتّ حالماّ يتم النظرّ فيّ قضيتها و التحقيقّ بهاّ عندّما تّقدم منهمّ شّرطي آخرّ كبيرّ فيّ السنّ
يبدواّ لطيفّ الملامحّ ذوّ خصلاتّ بّيضاء أسدلت علىّ جبّهتهّ ، قـّال بنبرةّ هـّادئة
ـ لقدّ قـّام أحدّهم بّدفع كفالتكّ لذلكّ تستطيّعين الّخروج ،
تمّ نزعّ الأغـّلال من يديّها لتبتسمّ بّكل سخريةّ رامقةّ الّشرطيينّ بنوعّ من الاستهزاءّ و التهكمّ لإخلاّصهما الشديدّ فيّ عملهماّ ثـّم سارتّ بّرفقة
ذلكّ الشرطيّ نحوّ المخرجّ قدّ أخبرهاّ بوضوحّ تامّ أنّ دفّع كفالتهاّ لاّ يعنيّ أنهاّ فازتّ و إنماّ القضيةّ معـّلقة إلىّ غـّاية أنّ تتمّ جّلسة فيّ
المحكمة كماّ طلبّ منهاّ أنّ توظفّ محامياّ باّرعا لأنّ آرثرّ و حسبّ أقوالّ الشرطيّ لمّ ينتظرّ قراراّ من المحكمةّ ليتمّ سجّنها و إنّ دل على
شيءّ فإنهّ يدّل علىّ مدىّ سّلطته لذلّك يستوجبّ عليهاّ الحذرّ أكثرّ ،
لحـّظة خروجّها لمحتّ سّيارة سّوداءّ مضللة تنتظرهاّ فيّ الأسفلّ فّتقدمتّ منهاّ بخطواتّ سريعةّ لكيّ تفتحّ البابّ الخلفيّ و تجـّلس بّراحةّ تامّة
، نـظرتّ إلىّ نايتّ الذيّ كانّ خلفّ المقودّ قدّ رمقهاّ بكلّ حدّة مرتدياّ وشاحاّ ما يغطيّ معظمّ ملامحّه كذلكّ يضع قلنسوة فوق رأسه بينماّ و
بجاّنبه كانّت السيدّة فرانسيسّ القّلقة ، ضربتّ فلورا كتفّ نايتّ بّحماسّ قّائلة
ـ كنتّ أعلمّ أنكّ طيبّ القلبّ شكراّ لكّ ياّ رجلّ أناّ أدينّ لكّ بواحدّة، حسناّ أناّ أكادّ أنّ أموتّ جوعاّ أيّعرف أحدّكم مطّعماّ جيداّ ؟
ابتسمتّ السيدّة فرانسيسّ بّلطفّ تّعلم أنهّ و خلفّ هـذّه التّصرفات الصّبيانيةّ يكمنّ ألمهاّ ، الحزنّ الذيّ يعتصرّ قلبهاّ لأنّ آرثرّ قدّ خانهاّ و لاّ يوجدّ
شيءّ بيدهاّ تّفعله كيّ تزيلّ عنهاّ هـذاّ الألمّ فّاكتفت فقطّ بتربيت علىّ رأسهاّ فاكتفى نايت بّتشغيل المحركّ مغادراّ لقدّ قدّم لفرانسيسّ مبلغّ الماليّ
الذيّ تحتاجه لدّفع كفالةّ فلوراّ أيضّا هيّ من ذهبت لمرّكز الّشرطة منّ أجلّ إخراجّها فقطّ من أجلّ تفادّي أيّ شكوكّ حوله لأنه هوّ بنفسّه مشكوكاّ
به فيّ قّضية جدّه
بّعد فّترة كانّ الثّلاثة فيّ مطعّم ماّ هـّادئ يّطل على شّوارع لندّن العـّريقة ، وضّع النادلّ أخرّ صّحن أمامّ فلوراّ ثمّ إنحنى بّكل لبّاقة مّغادراّ بينماّ
كانّ نايتّ يحملّ حاسوبّه النقالّ واضعاّ نظارتيهّ مراقباّ بانسجام تامّ بياناتّ البّورصة و آخرّ تطّوراتهاّ لكيّ يّلاحظّ ماّ إنّ ارتفعتّ أسهمّ مشّاركين
بّشركة لبيرّ أمّ انخفضت ، فيّ حينّ كانتّ السيدّة فرانسيّس تّأكلّ تحليه بّبطءّ عندّما رنّ هاتفهاّ ابتسمتّ بّلطفّ قّائلة و هيّ تقفّ مستعدةّ للمغادّرة
ـ إنهّ زوجيّ، أرجواّ المعـّّذرة
لحّظة رّحيلهّا عمّ جوّ معتمّ ثقيلّ علىّ فلوراّ التيّ كانتّ تستمتعّ بّرفقة سيدّة فرانسيس عبرّ تّجاذبّ أطرافّ الأحادّيث الجاّنبية القليلةّ ، تنـّهدتّ
ممسكةّ بّشوكتهّا مفكرّة ماّ الذيّ يتوجبّ عليهاّ فعله الآنّ ؟ صّحيحّ أنهاّ مندّفعة و لاّ تحبّ تفكيرّ فيّ العواقبّ أبداّ لكنّ هذّه المرّة الأمرّ يّتعلقّ
بّأختهاّ الصّغرى لذلّك يجبّ عليهاّ صّيانة لسانهاّ إلىّ غـّاية إيجاّد حلّ ملائمّ ، تّحدثّت بنبرةّ متـّكبرة نوعاّ ماّ لكنهاّ صّادقة
ـ أنـّا أسّفة
رّفع نايتّ حاجّبه دّلالة علىّ استغرابّه لماّ سمعهّ تواّ فّهل قّامتّ فلوراّ بالاعتذار له ؟ بالّرغم منّ أنّ نبرتهاّ لمّ تكنّ تبدواّ كماّ لو كّأنهاّ تعـتّذر
و إنماّ على وشكّ إفتعال شجاّر حالماّ رأىّ ملامحّها النادّمة تنهدّ بّضجرّ متململاّ ليتحدثّ بنغمةّ مبحوحّة هادّئة
ـ ماذاّ قّلتّ ؟ لمّ أسمعكّ جيداّ ؟
كانتّ تحاولّ جّاهدةّ أنّ تـّظهر أسفهاّ لّوثوقهاّ بّآرثرّ و ندّمها الشديدّ لّغبائهاّ عندّما زادّ نايتّ بّسؤاله البغيضّ الخبيثّ كاهلهاّ ثّقلاّ فّرمقته بنّظراتهاّ
الحادةّ رفّعت كمّ قّميصها بكلّ غـّضب لتتحدثّ بعّصبية كعّادتهاّ
ـ أّتريد الشجارّ يّا هذاّ ؟ لأننيّ مستعدةّ ..
تّقدمت نحوهّ بّجدية تامّة عندّما لاحظتّ تّلك الابتسامّة الصّغيرة التيّ علتّ شّفتيه لولهةّ من الزمنّ فقطّ سّرعان ماّ اختفتّ كماّ لو كّأنها لمّ تتواجدّ
قطّ فّعادتّ فلوراّ إلىّ مكانهاّ متذّمرة و أسندتّ ذّقنها علىّ كفّ يدّها تنظرّ إلىّ الخارجّ لاّ تزالّ حتىّ الآن غيرّ مصدّقة كونّ آرثرّ قدّ خدّها أوّ كونّ
ماريّ فيّ خطرّ أيضاّ ما التصرّف الملائمّ فيّ مثلّ هذّه الحالّة ؟ ربماّ بإخبارهاّ نايتّ عنّ ماريّ سّتكون قدّ عـّرضت أختهاّ للخطرّ لكنّ حتىّ لوّ
لمّ تخبرهّ حتى ّلو كتمتّ هذاّ سّرا إلاّ أنّ أختهاّ لاّ تزالّ مختطّفة ، قطّبت حاّجبيهاّ بّقليلّ من الغيض و استدارتّ ناحية نايتّ تحدثّت بنبرةّ غّاضبة
ـ أنتّ أيهاّ الوغد منّ هوّ هـذاّ المريضّ نفسياّ المدعوّ بديميتري ؟
تّوقف نايتّ عنّ الكتابةّ و نـظرّ نحوّ فّلورا لّهجتها القويةّ هذّه تجّعله يتّأكدّ بّأن من كانّ خلفّ عمليةّ وضعهاّ فيّ السجنّ هوّ بدون شكّ ديميتريّ
لكنّ لماذاّ فعل ذلّك ؟ فلوراّ لاّ تشكلّ أيّ تهديدّ له بالعكسّ لربماّ لوّ حاول استمالتهاّ نحوهّ فّهي تكرههّ ، تّحدث بنبرته المبحوحّة الهادّئة لاّ مبالية
ـ أنت لستّ نداّ لهّ أيتها الوغدة لذّلك ابقي بعيدّة عنه
ضحكتّ فلوراّ بّصوت صّاخب عاليّ مماّ جّعل نايتّ ينزعجّ منهاّ كونهاّ قدّ جذبتّ إنتباه الزباّئن و أثّارت ضجةّ فيّ المطّعم تقدّمت منه و وضـعتّ
ذّراعها حولّ كتفه بّحركة صّبيانية ثمّ اقتربتّ منه أكثرّ لكيّ تهمّس بّنبرة خّبيثة
ـ لاّ تقلقّ بعد أن أنتهيّ منه سّأحرصّ على تركّ بّقايا لكّ، ها ها
رّفع حاّجبه بّبرود ثمّّ قاّم بتسديدّ ضّربة خفيفة لمعدّتها كيّ تسرعّ بالإبتعادّ عنه شّاتمة إيّاه بّشتى أنواعّ الألفاظّ السّوقية التيّ امتلكهاّ لسّانهاّ
عندّما آتّت السيدّة فرانسيسّ من الخلفّ مسددةّ ضّربة غّاضبة علىّ رأسّها مؤنبة إياهاّ فّكيفّ لهاّ أن تنعتّ منقذّها بّهذه الصّفات ؟ بينماّ كانّ نايتّ
يّرتشف الشّاي بّبرود شديدّ غيرّ مبالياّ بّغليان فلوراّ ، كانّ يّفكر فيّ السببّ الذيّ دفّع ديميتريّ لفعل هـذاّ لفلورا ؟ لقدّ باتّت طّريقة تفكيرهّ فيّ
الآونة الأخيرةّ غيرّ واضحّة على الإطلاقّ أولاّ قدّ هاجمّ ماري عبرّ الصحفّ أيضاّ خلالّ حفلة فلادميرّ يمكنه القول أنه هاجمها ظنا منه أن
علاقته بماري فّعلا تنمّ عن محبته لهاّ لكن فّلورا؟ فلوراّ تكرههّ بّشدة و تّريد إبعاده عن مارّي فلماذاّ إذن ؟

/

غـّرفة مّعقمةّ مليّئة بّرائحة الأدويةّ ممنوعّ دّخول أحدّ إليهاّ وقفّ أمامّ البابّ حـّارسينّ كلاهماّ منّ طرفّ فرانسواّ مّوثوقّ فيهماّ و لاّ يّتحركان
قيدّ أنملةّ لرغّبتهم الشّديدة فيّ حمايّة رئيسّ بيتر إخلاصهمّ له يّفوق أموالّ الدّنيا بّأكملهاّ و لهذاّ وضعهمّ نايتّ هناّ ، يوجدّ هنـّاك زجاجّ عـّاكس
لما بدّاخل الـغرفة وّقف أمـّامه كلاّ من كايلّ و سوزيّ ، لقدّ بدى جدّه عـّاجزاّ غـّائبا عنّ العـالمّ بّأكمله كّأنه لمّ يّعد هناّ بّعد الآنّ ..
مـدّ يدّه ليّضعها علىّ الزجاجّ بينماّ الحـّزن بّادي عليهّ إنّ الألمّ يّقتله تدريجياّ و شيئاّ فشيئاّ يّغزوا كيّانه فّيأخذّ روحـّه معهّ ، هـّو لمّ يّعد يستطيعّ
العيشّ بّهذه الطّريقة محتملاّ كلّ هذاّ الذّنب فّهو يشعرّ بّأن تصّرف إليزابيّث كماّ لوّ كّأنه هوّ من فعلّ ذلك لأنهاّ قامتّ بذلّك منّ أجلّه ..
نـظرتّ سوزيّ من حّولها فيّ أرجاءّ الـرواقّ و فيّ أوجه المّارين فيّ أيّ شيءّ غيرّ ذلكّ الجسّد المستلقيّ دونّ قوة ، الجدّ بيترّ منقذّها هوّ و
إبنته لوّ طلبّ حيّاتها لّدفّعتهاّ لهمّا بكلّ سّعادةّ فكيفّ يمكنهاّ أنّ ترى منقذّها الثّاني يّصارع الحيّاة ؟ يكفيّ أنهاّ فقدتّ والدّة نايتّ ،
تنهـدّ كاّيل بّقلة حّيلة لوّ أنهّ فقطّ أخبرّ إليزابيثّ بّأن تبتعدّ عنّ الجدّ بأنّ لاّ تمسه بّسوء لربماّ لماّ حدثّ هذاّ ، استـّدار بّألم متمنياّ أن يشفى جدّه
مجدداّ فوضعّ يدّه علىّ كتف سوزيّ قائلاّ بنبرةّ لطّيفة محاولاّ أنّ يّرفع منّ تفاؤله هوّ قبلّ أنّ يؤنسّ سوزيّ
ـ مـّا رأيكّ لوّ نسحبّ نايتّ إلىّ هناّ ؟ لعلهّ يّتركّ عنادّه قليلاّ بّرؤيته لجديّ
أومـأتّ سوزيّ بالإيجابّ فسّار كايلّ أولاّ بينماّ هيّ خلفهّ كلاهمّا محبطّ و خاّئف منّ فقدّان عـّمود العـّائلة فّكايلّ مدركّ جيداّ أنّ الـجدّ هوّ السببّ
الوحيدّ الذيّ يمنعّه و نايتّ من التنافسّ بّشراسة علىّ السّلطة أوّ على الأقلّ قّبل ثّلاثة أشهرّ لكنّ الآنّ يبدواّ أنّ تتوقه الشديدّ لّكرسيّ العـّائلة
جّعل جدّه يدّفع الثّمن ، فجّأة مرّ من جّانبه أطباءّ يّركضون بكلّ سرعة نّاحية الـرواقّ الذيّ قدّ أتواّ منهّ فّرمق كايلّ سوزيّ بقّلق التيّ بادرّته
النـظراتّ ثمّ ركضّ الإثنينّ عـّائدين ..
لحظةّ وصوّله لمحّ كايلّ تلكّ الآلة تّصعقّ جدّه مراراّ و تـكراراّ دونّ جدوى بّين طنينّ توقفّ قّلبه يّرن كسيمفونية تعيسةّ أليمةّ و أقّبلت
الشمسّ على الغـّروب منّ أحدّ جوانبهاّ كالقّلب الحّزين الذيّ فقدّ الأملّ و مـّرت نسماّت بّليلة علىّ جسدّه البّارد كّأنهاّ قطّع رقيقة تناثرت في
الهواء من غمامة ممزقة سّاحبة روحـّه مّعها كذلّك أقبلّت كلّ نفسّ شجّية ترسّل آمالهاّ المحـّطمة عنـّدما دّوى صّوتهّ المـّبحوحّ فيّ أركانّ
الـغـّرفة بينماّ دّموعه أخذتّ مجرّى
ـ جـــــــــدّي لا ، ..
__________________