عرض مشاركة واحدة
  #60  
قديم 12-28-2015, 05:17 PM
oud
 
شـآبتر الـ 35

أطفّأ عـّقلك ، إستمع لقّلبك


الآن و قدّ أظلم الليلّ فبدّأت النجومّ تضخ فيّ الطّبيعة التيّ غـّابت عنهاّ طولّ نهارّ برشّاش من النورّ النديّ ينحدرّ كقّطرات دّقيقة مّنتشرةّ
كّأنها أنفاسّ تّراوحتّ فيهاّ الأمواجّ المستيقظة ذاتّ اليمينّ و الشمالّ ميّقظة فيّ بحرّ نسّيانهّ ألاّمه العـّميقة ، عينيهّ الحـادتين صّارتا
باهتتينّ قدّ غـّادرهماّ ذلكّ البّرود مدّ أناملهّ الطّويلة لّيضعهاّ علىّ خدّه ماّذا يكونّ البكاءّ ؟ لماذاّ لاّ يّقدر علىّ البكاءّ ؟ هـذاّ الإحساسّ
بالفقدّان يّهلكّ كيّانه حزناّ و أسىّ ألا توجدّ فيّ العيّن حاّسة لاّبد من تمرينّها أحياّنا و تلكّ الحّاسة ماّ تسمى بالدّموع ؟ ألاّ توجدّ لدّيه هوّ ؟
نـظرّ ببطّء نّاحية كاّيل الذيّ يّبكيّ بّقوة أمامّ جّثة جّده فيّ هـذّه الغّرفة المـّظلمة، تّرى كيفّ يقتّل الإنسانّ إذّا ما كانتّ دّموعه هيّ دماءّ
روحّه ؟ ربماّ لأنّ تلكّ الدموعّ لمّ تعدّ على مجردّ دموعّ قطّ بلّ هيّ علاماتّ الألمّ، الحّزن و الأسىّ فهيّ لغةّ العجزّ و ماّ قدّ تكونّ أفصحّ
منها فيّ الأداءّ كلماتّ سوىّ البكاءّ ،
كـذلكّ سوزيّ قدّ خـارت قّواهاّ فّجلست علىّ الأرضّ مراّقبة جّثة الجدّ الهـّامدةّ دونّ روحّ بينماّ دموعهاّ تّؤنسهاّ هامسةّ لنفسهاّ بّأن تكونّ
أكثرّ قوة أيضاّ الحارسّينّ بالّرغم منّ أنّ الجدّ ليسّ قريباّ لهمّا إلاّ أن عينيهماّ نطّقتا بحزنّ رفضّ القلبّ حبّسه أكثرّ عندهاّ نـظرّ نايتّ إلىّ
يديّه بّقلة حّيلة أيضاّ بّشيءّ ماّ ، شيءّ وقـعّ علىّ قلبه منذّ فترةّ و يرفضّ التّزحزحّ من مكّانه ، كـّاد أنّ يسيرّ خارجاّ عنـدماّ وضـعّت فلوراّ
يدّها علىّ كتفه قدّ نسى وجودّها تماماّ فتّحدثتّ بنبرةّ حزينةّ
ـ نايتّ ، لا تذّهب الآنّ فّرحيلّك قدّ يجذبّ الشكوكّ حولكّ لاّ تنسى أنناّ مراقّبين منّ طرفّ الشّرطة
كلماّتها الهـّادئة جـعلته يتوقفّ لوهلةّ من الزمنّ قّبل أنّ يكملّ طّريقه غيرّ مبالياّ باعتقادات الشّرطة ، أغلقّ بابّ الغـّرفة خلفهّ ثّم سّار
بخـطّوات صّامتة لكيّ يخـّرج من المستشفىّ الآنّ بعدّ موتّ جدّه يجبّ عليهّ أنّ يضعّ الكثيرّ و الكثيرّ من الأمورّ فيّ الحسّبان ، لقدّ توفيّ
الشخصّ الوحيدّ الذيّ كانّ دوماّ بجـانبه ينتبه لأمره .. همسّ لنفسهّ قاّئلاّ بنبرةّ باّردة
ـ كمّ هـذاّ مرهقّ ،
تنهدّ و أسندّ كلتاّ ذّراعيه علىّ تـّلك الشـّرفة الواسـعةّ حيثّ تتصلّ بّجميعّ غرفّ المرضىّ فيّ الطابّق الثّاني ، كانّ المكانّ خالّيا منّ أيّ
أثرّ للحيّاة مليءّ بّرائحةّ الأدويةّ المعقمةّ أصدر آهة عـّميقةّ مفّعمة بالّحزن و عـّاد يّضع يدّه علىّ عينهّ اليمنىّ متذّكرا أخرّ حديّث له معّ
جدّه لقدّ أبعدّه عنهّ غيرّ مبالياّ بّمرضهّ أوّ باهتمامه لوّ أنّ الزمنّ يعودّ فقطّ ،
فجّأة وضّع أحدّهم كلتاّ ذرّاعيه حولّ خصّره مماّ جّعله يجّفل قّليلاّ إذ لمّ يكن منتبهاّ على الإطلاقّ فـّأخفضّ بصّره ناّحية الغّريب القّادم
لاّ يدريّ لماّ لكنّ ظنّ بّأن هذاّ الغريبّ لن يكونّ سوىّ ماريّ غيرّ أنّ وجّه إليزابيثّ قدّ قّابله بنـظّراتهاّ الحّنونة ، شّحب كلّياّ و حـّاول إبّعادها
عنهّ قاّئلاّ بنبرةّ حادّة
ـ ماّ الذّي تحاولينّ فعله أيتهاّ المجنونةّ ؟ ..
بينماّ استمرت إليزابيث بالتشبث بهّ فاستدارّ نايتّ بقوةّ مماّ جّعلها ترتدّ للخلفّ و لوّ لمّ تتماسكّ فيّ آخرّ لحظّة لكانت ّسقطتّ فّرمقهاّ نايتّ
بّنـظراّته البّاردة المـّخيفة يّخبرهاّ بّشكلّ واضحّ أنّ لاّ تقتربّ إنش آخر منهّ بينمّا بدّت ملامحّ إليزابيثّ رّقيقة جداّ و صـادقة كانتّ تّود لوّ
تّضمه لذّراعيهاّ ، لوّ أنهاّ تخففّ من حزنهّ لكنهاّ تدرّك تماماّ أنّ نايتّ بّعيد كلّ البّعد عنهاّ و مهما ّفعلتّ فلنّ يعودّ إليهاّ ، تحدثّت بنبرةّ حنونةّ
ـ نايتّ أنـّا هناّ ، و أناّ أحبكّ .. لستّ وحيداّ فّأنا بجانبكّ ،
اتسعتّ عينّا نايتّ بصدّمة واضحّة كيفّ لكّلماتهاّ أنّ تكونّ كنسمةّ خفيفةّ تّحطّ على قّلبه ؟ كيفّ لهاّ أنّ تطّمئنه تلكّ الكلماتّ و هوّ يدركّ
تماماّ أنهاّ كـّاذبة ، وضعّ يدّه علىّ جّبينه بّإرهاقّ لاّبد أنّه مّريضّ و إلاّ لماّ أثرت عليهّ إليزابيثّ بّهذه الطرّيقة ، فاستدارّ ينظرّ للأسفلّ
قائلاّ بنبرةّ جافة
ـ إنّ لمّ تلاحظيّ فّأناّ لستّ زوجكّ .. لذاّ أغربيّ عنّ وجهيّ
صمتتّ بّغيضّ لماذاّ يّستمر بّذكر كايلّ ؟ أليستّ هيّ هناّ الآنّ بجّانبه هوّ فقطّ ؟ أليسّ واضحاّ أنهاّ اختارتهّ هو على كايلّ ؟ ألمّ يدركّ حتىّ
الآنّ أنهاّ صّادقة فيّ حبهاّ له ؟ بينماّ أدّخل نايتّ يديّه فيّ جّيبه بّبرود ثمّ مرّ من جانبها رامقّا إياهاّ بكلّ حدةّ و احتقارّ شديدّ ، توقفّ لحّظة
مّعطياّ إياهاّ ظهرهّ لّيتحدث بّنبرة متهكمّة
ـ أنتّ بالفـعلّ حربّاء تتغّيرينّ بتغيرّ الجـّو المـّحيطّ بكّ أناّ الآنّ و لأولّ مرةّ أشكرّ كايلّ فّهو جّعلنيّ أدركّ معدّنك الحقيقيّ، ممتنّ
لأنكّ خنتنيّ معـّه إليزابيثّ
وسطّ تلكّ الفوضىّ .. فّوضى مّشّاعرهاّ الغيرّ مستقرةّ كانّ كاّيل يّقف علىّ مبّعدة منهماّ لمّ يّعد يّعلم ماّ الذيّ يّتوجبّ عليه فعلهّ، إنهّ متّأكدّ
تماماّ من كونّ إليزابيثّ تحبّ نايتّ حباّ جماّ ليستّ قّادرة علىّ نسيانهاّ كـّذلكّ نايتّ بالّرغم منّ كونهّ يتصرفّ بكلّ هذاّ التعاليّ و بكّل هذه
العـجرّفة إلاّ أنهّ لاّ يزالّ يّحن إليهاّ فحتىّ لو استطاعتّ كلاماتهّ الجاّرحة إخفاءّ أعماقّ أحاّسيسه إلاّ أنّ عينيهّ تنطّقان بذلّك الحنينّ النـّادر
و الذيّ لاّ يتواجدّ إلّا عندّما تكونّ إليزابيثّ بجّانبه ، أماّ هوّ فّيقفّ كعّثرة بينهماّ .. ألمّ يحنّ الوقت بّعد لانسحابه ؟ هـّز رأسهّ نفياّ هذّه الأفكارّ
السوداّء يّكفيه فّقدان الجدّ مسحّ دموعهّ و عـّاد أدّراجه كّأنه لمّ يكن هناّ قطّ ..

/

بأناملّ متّرددةّ خاّئفة فتحّ بابّ تلكّ الغـّرفة المحّرمة أدارّ المقّبض و سّارع بالدّخول مّغلقا البابّ خلفهّ بّرعب شديدّ ، جاّل بعينيهّ الزرقاوتينّ
فيّ الأرجاءّ و كمّ كان الأمرّ مخيفاّ على فتىّ مثّله هناكّ برودّة تّقشعرّ لهاّ الآبداّن مرفقةّ بّنسماتّ الرياحّ الهادئّة لمّ يدريّ ماّ السببّ الذيّ
جّعله يستمرّ فيّ السيرّ حتىّ الآنّ لكنهّ إستمر علىّ أيّ حالّ ، وصلّ إلىّ جسدّ تلكّ الشّابة الممددّ فيّ الأرضيةّ دونّ حركةّ ، خصّلاتهاّ البنيةّ
علىّ وجههاّ بينماّ شفتيهاّ زرقاوتينّ بّشدة هناكّ أثارّ بنفسجيةّ اللونّ علىّ معصميهاّ و لوّ ينتقلّ إلىّ مسامعه صوتّ تنفسهاّ الضئيلّ الخفيفّ
لقالّ عنهاّ جثّة ، فاقترب أكثرّ ثمّ وضعّ يدّه برفقّ شديدّ علىّ خدّها قـّائلاّ بنبرتهّ الحـنونةّ و لكّنته الفّرنسيةّ
ـ استيقظي ياّ آنسةّ.. لقدّ أحضرتّ لكّ رغيفّ خبرّ
بّإرهاقّ فتحتّ عينيهاّ الواسعتينّ أخذتّ تنظرّ إليهّ لفترةّ من الزمنّ محاولةّ أن تستوعبّ ماّ الذيّ يحدثّ حولهاّ فّالظلامّ يّغدق الغـّرفة بّأكملها
و هيّ بالكادّ تّستطيعّ رؤية ماّ أمامهاّ لوّلاّ ضوءّ القمرّ لماّ كانتّ قّادرة علىّ تحديدّ مكانهّا، هزتّ رأسهاّ نفياّ لماّ أدركتّ كلماتهّ و عـّادتّ تستلقيّ
علىّ الأرضّ بوهنّ شديدّ فّوضع ذلكّ الفتىّ قطّعة صّغيرةّ فيّ فمهاّ قّائلاّ بنبرةّ خاّئفة
ـ منّ فضلكّ ..
حالماّ سمعتّ نبرتهّ المتـّرجيةّ اعتدلّت فيّ جلّستهاّ و بوهنّ شديدّ ثمّ أخذتّ رغيفّ الخبز منّ بينّ يديّه حاولتّ أنّ تركزّ نظرهاّ عليهّ إذّ كانّ فتىّ
ربماّ فيّ الحاّدية عشّر من العـّمرّ ضعيفّ البنيةّ قليلاّ و أبيضّ البشّرة ذوّ شعرّ أشقـرّ تتخلّله خصّلات حمراءّ ربماّ لتعلنّ عنّ تمردّه بدا لطيفّ
المظهرّ مماّ جعل ماريّ ترتاحّ لتواجدّه ، أخذتّ تّأكل الرغيفّ ببطءّ ثّم تّحدثتّ برقةّ
ـ شكـّرا لكّ، ألنّ تعّرف عنّ نفسكّ ؟
بّترددّ مدّ يدّيه ساحبّا غطاءّ السريرّ ليّضعه حولّ كتفيهاّ محاولاّ جّعلها تشعرّ بالدفّء و لوّ قليلاّ أنهّ يدركّ تماماّ ما مدىّ خطورةّ الأمرّ الذيّ
يفعلّه و قدّ يلقى حتفّه كّأصدقاّئه لكنّ فّضوله الشديدّ لّهذّه السجينةّ و الرثاءّ لحالهاّ المزريّ جعلهّ يقدم علىّ هذّه الخطّوة الخطّرة ، أجاّبها
بنبرةّ متوترةّ متلعثماّ
ـ أدعـىّ .. أليكساندر
ابتسمتّ لهّ ماريّ بلطفّ نبرّته بالّرغم منّ أنهّ حاولّ جّعلها قّوية إلاّ أنّ توترهّ بدا واضحاّ لهاّ و عينيهّ الزرقاوتينّ كانتاّ تعكسانّ مدىّ الخوفّ
الذي يّشعر بهّ فيّ هذّه اللحـظّة ، فّمدتّ يدّه المرتجفةّ لقّلة الأكلّ و وضّعتهاّ علىّ رأسهّ لتربتّ عليهّ بّحنانّ ، قـّالت لهّ بإبتسامةّ مرحـةّ
ـ أناّ أدعىّ ماري روبرت ، أقصدّ لبير .. تشرفتّ لمعرفتكّ سيدّ أليكساندر
نـظرّ إليهّا بّدهشة لمّ تبدواّ مخيفة علىّ الإطلاقّ ليسّ كماّ وصفتهاّ روليناّ الخادّمة السّابقة بلّ هيّ ودّيعة للغاّية حينهاّ ابتسمّ بّسعادة و ضحكّ
بخفةّ محاولاّ أنّ لاّ يصدرّ صوتاّ لكيّ لاّ ينتبه لأمرهّ ، اقتربّ منهاّ أكثّر و الفضولّ بادي علىّ وجههّ هذّه المرةّ الأولى التيّ يحّضر فيّها ديميتريّ
شخصاّ للمنزلّ و ليسّ مجردّ أيّ شخصّ بل فتاةّ تماماّ مثّله ، قّال لهاّ بنبرةّ فّضولية
ـ ماري .. ماري أخبرينيّ كيفّ يبدواّ العـّالم خارجاّ ؟ هلّ هوّ جميلّ ؟
أومـّأت بالإيجابّ و لمّ تعلمّ سببّ سّؤاله ذلكّ أيعقلّ أنه مجردّ خادم فيّ هذا المنزلّ ؟ لكنّ ملابسهّ المرتبةّ تبدواّ غاّلية الثمنّ أيضاّ يبدواّ و منّ
لهـجتّه كّأنه طفلّ من العصر الارستقراطي حـّاولت أنّ تتركّ هذّه التسّاؤلات جانباّ لكيّ لا تخيفهّ أوّ تبعدّه عنهاّ ثمّ تـّحدثّت بنبرةّ مرحـةّ
ـ بالطبّع ..
زمّ شّفتيه بّعبوسّ واضحّ لطاّلما كانّ يّرغب فّي الخّروج منّ هذاّ المنزلّ و زيّارة الأماكنّ المختلفةّ التيّ يحتويهاّ هذاّ العّالم لكنّ سيدّه ديميتريّ
يمنعهّ من وطّأ قدّميه فيّ البّاحة فّكيفّ يسمحّ له بالخروجّ ؟ تنهدّ و نـظرّ إلىّ ماريّ لابدّ أنهاّ سجينتهّ القّادمة لنّ يكونّ الاعتيّاد على تصّرفاته
الغـّريبة بالأمرّ السهلّ لكنّ ربماّ و بماّ أنهّ هناّ سوفّ يساعدّها ، إنّ استطاعّ سيبذلّ جّهده لّيساعدهاّ فابتسمّ لهاّ بّخفة قّائلا
ـ ماري ..هلّ تّودين البقاّء هناّ للأبدّ ؟
نـظرّ إليهاّ بتصميمّ شديدّ و فّضول محاولّا أنّ يعرفّ إجابتهاّ بينماّ أغلقت ماريّ عينيهاّ بّهدوءّ أتودّ البقاّء هناّ ؟ لاّ بكلّ تّأكيدّ لاّ إنهاّ تّريد الرحيلّ
لملاقاّة أحباّبها أختهاّ فلوراّ المجنونةّ و ويليامّ اللطيّف أيضاّ نايتّ بّعينيهّ البّاردتين و ابتسامتهّ السّاخرة التيّ تعلوّ ملامحّه إنهاّ تريدّ رؤيتهّ
بشدّة ، أجاّبته بّلطفّ
ـ أريدّ الـعودّة لأصدقائيّ ..
عـاّد يزمّ شفتيهّ بعبوسّ واضحّ لقدّ شعرّ بالّشفقة عليهاّ و هوّ يتذكرّ حديثّ ديميتريّ مع أوسكارّ منذّ فترةّ قليلةّ ، تّقدم ناحّيتها متردداّ لكنه عـّقد
العـّزم ليخبرهاّ .. قّال بّقلقّ
ـ لكنّ ماريّ .. أصدقاؤكّ لاّ يريدونكّ، إنهمّ لاّ يبحثون عنكّ حتىّ فّلماذاّ تّريدّين العودةّ بّشدة لهمّ ؟
صمتتّ دونّ إجاّبة ، هيّ تدركّ ذلكّ أنهمّ لاّ يعلمونّ حتىّ الآنّ بّأنهاّ مفقودّة و هـذاّ يّؤلمهاّ لدّرجة الجنونّ .. لهذاّ السببّ بالذاتّ استسلمتّ واضعةّ
كلّ شيءّ جانباّ راغبةّ فيّ الموتّ ، بدّأت دموعهاّ بالسّقوطّ شّاقة طّريقهاّ على خديّها كمّ الوحدّة أمرّ صعبّ ، فّمدّ ذلكّ الطفلّ ذّراعيه حوّل رقبتهاّ
لّيحضنهاّ بّقوةّ ، قـّال بّأسىّ
ـ أناّ سأصبحّ صديقكّ .. فّأرجوكّ أبقيّ هناّ،
لاّ تّعلمّ لماّ لكنّ بدّا هـذاّ الطفلّ بحاجّة لأحدّهم أكثرّ منهاّ فّمدتّ ذّراعيهاّ بّغريزةّ الحنانّ لتحّضنه بّلطفّ حينماّ فتحّ البابّ بّقوةّ ليّرتجفّ أليكساندر
بّقوة فّأمسكتّه ماريّ و قامتّ بّدفّعه للأسفلّ تحتّ السريرّ مدرّكة تماماّ أّن ماّ فعله خارجّ أوامرّ ديميتريّ فّمدتّ الغطاءّ لكيّ تمنعّه منّ رؤية
الطفلّ بّعد ذلكّ نـظرّت ناحيةّ ديميتري القّادم كاّن مرتدياّ بذّلته السوداّء الرسميةّ و يبدواّ عـّليه الفخرّ لسببّ ماّ لمّ تدرّكه ، تّقدم منهاّ و قـّال بّنبرةّ
استطاعتّ أن تلمسّ السّعادة فيهاّ
ـ حضريّ نفسكّ ماريّ أنتّ سوفّ تّذهبينّ معـيّ للندنّ،
رمـّقته ماريّ بنـظراتّ مشككةّ و أيضاّ حذرّة للغّاية لاّبد أنهّ يخططّ لشيءّ ماّ فهوّ لنّ يّأخذّها لتحريرهاّ بّكل تأكيدّ فّمررتّ عينيهاّ عليهّ محاوّلة أنّ
تّستكشفّ الأمرّ لكنّ هيمتاه فليسّ ديميتريّ الذيّ تبرزّ ملامحّ وجّهه أفكاّر ذّهنه حينهاّ سّألته ماريّ بنبرةّ جافةّ
ـ ألنّ تخافّ من أننيّ قدّ أحاولّ الهربّ ؟
ابتسمّ بّثّقة ثمّ اقـتربّ منهاّ فّابتعدتّ ماريّ للخلفّ بّحركةّ لاّ إرادّية مماّ جّعله يّسحبه نحوهاّ بقوةّ منّ مّعصمهاّ و لمّ يفصلّ بينهماّ إلاّ القليلّ فّبلعتّ
ريّقهاّ بّخوفّ و أغلقتّ عينيهاّ لكيّ تكسبّ القوةّ لّضربّه إنّ تطلبّ الأمرّ فّلن تدّعه أبداّ يّحصل علىّ ماّ يريدّ لكنّ و لقّلة أكلهاّ خلاّل هـذّه الأيامّ فقدّ
فقدتّ المقّدرة علىّ المقاومةّ مماّ جّعله يبتسمّ بّثقة أكبرّ قّائلاّ
ـ أنتّ لنّ تهربيّ بكلّ تّأكيدّ و لّثلاثة أسبابّ سأذّكرهاّ لكّ ، الأولّ مصيرّ المهنيّ لنايتّ بينّ يدايّ كلّ ماّ يلزمنيّ هوّ هجومّ أخرّ عبرّ الانترنيت و سوفّ
تنتهيّ حياّته بكلّ بّساطة الثانيّ أختـكّ فلورّ حياتهاّ بأكملهاّ الآنّ فيّ قرارّ آرثرّ الذيّ هوّ تحتّ إمرتيّ و الثـالثّ أنكّ و إذاّ حاولّت الهربّ و لنّ تنجحيّ
طبعاّ فسوفّ تّأخذيّن أقسىّ عقابّ يمكننيّ التفكيرّ به ،
لاّ أحدّ يّعلم مقّدارّ رغبتهاّ فيّ تحطيمّ فمه ألنّ يتوقفّ عنّ بث الفسّاد فيّ حيّاة الجميّع ؟ أولاّ كانّ هدّفه الوحيدّ هوّ نايت أماّ الآنّ فّقد أنتقلّ لأختهاّ فلوراّ
؟ لماذاّ يستمرّ بّالانتقامّ ؟ أخفضّت رأسهاّ للأسفلّ ليسّ لأنهاّ خاّئفة بلّ لأنهاّ سئمتّ من رؤيةّ وجّهه ، فدفعهاّ للخلفّ بّسخرية كماّ لوّ كّأنها لا تسّاويّ
شيئاّ قدّ أخذّ صمتها دلالة علىّ الاستسلام .. قّال بنبرةّ متهكمة
ـ جيدّ أنك تفهمينّ، ..و
مدّ يدّه أسفلّ السريرّ لكيّ يّصرخ أليكساندر برعبّ شديدّ بينماّ ديميتريّ يّسحبه نحوهّ نـظرّت إليهّ ماريّ بّصدمة واضحّة و هوّ يّسحبّ أليكساندر من
ياقة قميصهّ بكلّ قسوة ، لحظّة خروجّه من أسفلّ السريرّ صّفعه ديميتريّ بقوة لكيّ يسقطّ أرضاّ ، رمقّه بنـظراتّ حادةّ و قّال بنبرته الغاّضبة
ـ حاولّ فعل شيءّ دون علميّ مجدداّ و لسوفّ تندّم.. أيهاّ الجرذ
بالّرغم منّ أنهاّ كانتّ بجانبهّما لكنهاّ لمّ تستطعّ مدّ يدّ المسّاعدةّ لأليكساندر لمّ تكنّ قادرة علىّ النطقّ حتىّ ، ضعفهاّ هذاّ يّثيرّ سخطّها حاّولت أنّ
تتقدمّ نحوّ أليكساندرّ المرتجفّ كّورقة ذاّبلة غيرّ أنّ قدّميهاّ لم تسعفانهاّ ، فيّ حين وقفّ ديميتري بّبرود ينظرّ لكّليهماّ بّقرف و احتّقار .. ركلّ أليكساندرّ
فيّ معدّته قّائلاّ بحدة
ـ جّهز نفسكّ أنتّ سوفّ تذّهب أيضاّ ..
بّعد رحّيله نـظرّت ماريّ إلىّ أليكساندرّ الذيّ يّقاوم دموعهّ بّحنانّ لاّ تّدري لماّ لكنهّ بدا أنه يشبههاّ كثيراّ ، زحفتّ نحوهّ و مدتّ ذّراعيهاّ لّتضمه
بّعطفّ فّبدأ بالبكاءّ لافاّ يديّه حولّها أيضاّ ، كانّ صّغيرّ الجّسم و شديدّ الجمالّ طفلّ خاليّ منّ أّي ذنبّ فكيفّ لديميتريّ أن يعاملهّ هكذّا ؟ كّأنه جرّثومة ؟
حينهاّ عّقدت العّزم لّن تنتظرّ أحداّ لينقذّها ، سوفّ ترحلّ من هناّ و سّتأخذّ هذاّ الطفلّ معهاّ ، لاّ يهم كيفّ و لنّ يهم إنّ ألقيّ القبضّ عليهاّ مجدداّ فهيّ
أخذتّ كفايتهاّ .. لنّ تنتظرّ أحداّ بعدّ الآنّ ..
بّمرورّ سّاعة كانتّ ماريّ جاّلسة علىّ كرّسيهاّ المتحركّ فيّ أسفلّ الصّالة مرتدّية فستاناّ أزرقّ وّ معطفاّ بنفسّ اللونّ معّ قّبعة روسيةّ بجانبها يقفّ
ذلكّ الفتىّ يرتجفّ من الخوفّ و قدّ ارتدى ملابسهّ بّسرعةّ فّسروالا أسودّ اللون وّ حذاءاّ أيضاّ بلوزة بيضاءّ و معطفاّ بنيّ ، نـظرّ الإثنينّ إلىّ ديميتريّ
القادمّ بابتسامته المتهكمةّ الداّئمة لحظةّ وصّوله علقّ قّائلاّ بسخرية
ـ نحنّ نبدّوا كّعائلّة الآنّ .. كمّ هذاّ لطيفّ ،
وجّهت ماريّ تّركيزهاّ كلياّ على أليكساندر الذيّ بجّانبها فبالّرغم منّ أنهّ خائفّ إلاّ أن الحماسّ باديّ عليهّ حينهاّ تّساءلت عنّ هويته ؟ منّ يكونّ
هذاّ الطفلّ لكيّ يّقوم ديميتري بّسجنه تماماّ مثّلها ؟ و لماّ لمّ تره حتىّ الآن ؟ أيعقلّ أنه محبوسّ مثّلها فيّ غرفة ماّ ؟ و إنّ كان كذلكّ فماّ السببّ
؟ تنهدتّ بأسىّ و عـّادتّ تفكرّ مجدداّ ماّ الذيّ يحاولّ ديميتريّ فعله بآخذهما إلىّ لندن ؟ ليسّ للمتعةّ بكلّ تأكيدّ ،

/

وصّل أخيرّا إلىّ المـطارّ بّرفقة أمتعتهّ الضّئيلة كاّن يقفّ و يبدواّ عليه اللا مبّالاة بّتواجدّ كلّ تلكّ الصّحافة التيّ اكتشفتّ أمرّه منّذ مدةّ من الزمنّ
، إتجـّه لكيّ يحجّز تّذكرة بّأيّ درجةّ كانتّ نحوّ لندّن وصّل أخيراّ ناحيةّ تّلك المـّرأةّ و لمّ تخلواّ نظراتهاّ من الإعجابّ الواضحّ لهّ كيّف لّا و الرجلّ
الذيّ يقفّ أمامهاّ هوّ ويليامّ دويلّ نفسهّ لقدّ تمّ اختياره العام الماضي كّأفضل رجلّ عازب ، تّحدثّ بنبرةّ لطيّفة هاّدئة
ـ مرحبّا آنستي أريدّ أن أحجزّ أقربّ رحّلة ممكنةّ للندّن، أيمكنكّ فعل هـذاّ من أجليّ ؟
أومّأت بالإيجابّ على الفّور متجاهلةّ عملهاّ الآخرّ قدّ كانتّ الرحلةّ علىّ بعدّ سّاعة لكيّ يوافقّ ويليامّ علىّ فورّ فّسحبت تذّكرة منّ الدّرجة الأولىّ
لهّ و سّارعتّ بتقدّميها راسمةّ علىّ شفتيهاّ ابتسامةّ مغّازلة ،
ـ تّفضلّ سيدّ دويلّ ، أتمنىّ لكّ رحلةّ ممتعةّ
أخذّ التـّذكرة و شـكرّها بتهذّيبّ شديدّ ثمّ إتجّه ليجلّس علىّ مقاعدّ الإنتـظار ، أوّ كانّ يّظن أوسكارّ أنهّ و بتهديدّه لفلورا أنه سيتراجّع ؟ هوّ مخـطّئ
بّكل تّأكيدّ لأن كلماتهّ لم تّزده سوى إصرارا علىّ الذهابّ لكيّ يّطمئن عليهمّ علىّ الأقلّ ، تنهدّ و نـظرّ إلىّ هاتفهّ قدّ كانّ مفتوحّا علىّ صفحةّ يتمّ
تّحدث فيهاّ عنّ نايتّ و مغّامراتهّ المجنونةّ بكلّ تّأكيدّ .. لقدّ تمّ الهجومّ عليهّ هناّ بّأبشعّ الصّفات و أسوّءهاّ الأهمّ منّ كل هـذاّ أنّ نايتّ لم يهتمّ
بّتبرئة سيرتهّ أمامّ هؤلاء هذاّ ماّ يجّعله يغتاظ منه قّليلاّ فّكيفّ سيّحصل علىّ منصبّ الرئيسّ ما دامّ معّظم لاّ بلّ الأغلبيةّ ضدّه ؟ كلّ هذاّ بسببّ
ديميتريّ ..
تنهدّ مفّكراّ منّ جديدّ ، علىّ حسبّ أقواّل سوزيّ فإن إليزابيثّ هيّ من قّامتّ بّتسميمّ الجدّ أثناءّ نوبتهّ القّلبية أيضاّ هي منّ قامتّ بنشرّ تلكّ المقالاتّ
التيّ يتهمّ فيهاّ نايتّ بقتل والدّه البيولوجيّ فيّ الانترنيت لقدّ اختارتّ التوقيتّ المثاليّ ، أيضاّ يبدوّا أنهاّ لمّ تعدّ بحاجّة إلىّ كايلّ بعدّ الآنّ لقدّ انتهتّ
من استعماله و فّرانسواّ لاّ يردّ على اتصالات سوزيّ بينماّ ماريّ التيّ كانتّ دوماّ تّبعث رساّئل نصيةّ تّسأله فيّها عنّ حالته لمّ تّعد تتصلّ كذلكّ إنهّ
يّعترفّ فيّ البداّية لمّ يكنّ يّرغب في الّـردّ عليهاّ رّغبة منهّ بّنسيانهاّ ، نسياّن ذلكّ الإعـّجاب الشديدّ الذيّ يكّنه لهاّ إخلاصاّ لصدّيقه لكنّ بّعد أنّ توقفت
عنّ محاولة الاتصاّل به أدركّ تماّما حجمّ الخطّأ الذيّ ارتكّبه فحتىّ لوّ رغب في نسيان إعجـّابه يجبّ عليه أبداّ أن لا ينس كونّها فيّ النهايةّ وحيدّة
للغّاية، كلّ هذاّ يجّعله يتسّاءلّ ما الذيّ يحدثّ فيّ لندّن ؟ ماّ الذيّ حدثّ لكيّ يّصبحّ الجميعّ مشتتاّ بهذّه الطّريقة ؟
نـظرّ حولّه بّشرودّ ليسّ من عـّادة فرانسواّ البقاء مكتوفّ اليدّين بينماّ نايتّ بحاجّته فحتىّ لو كانتّ مهمته الأولىّ حمايةّ ماريّ فّهوّ لنّ يهتمّ بكلّ تأكيدّ
كانّ سيعودّ للندنّ و جّعل ماريّ تبقى معّ أشدّ حراسهّ إخلاصاّ و قوةّ فلماذاّ لاّ يردّ ؟ أيضاّ هناكّ نايتّ بالّرغم منّ كل ماّ يحدثّ حوله هوّ لمّ يتحركّ
من مكانه قيدّ أنملة ؟ أيحاولّ أنّ يظهر نفسهّ بمظهرّ الضعيفّ الساذجّ لأنّ ذلكّ بكل وضوحّ ليسّ لائقاّ عليه ، فماّ هي خـطّة نايتّ ؟ خصّمه هوّ
ديميتريّ أكثّر شخصّ يمّقته بّهذا العّالم فّلماذاّ يّبقى ساكناّ ؟
فجّأة وّقف ظلّ شخصّ ماّ أمامهّ فّرفع نظره ناّحيته و لمّ يكن سوىّ مديرّ أعمالهّ لقدّ كان قّلقاّ و الرعّب باديّ عليهّ ، فّكر ويليامّ بهدوء إذّ لاّبد أنّ مديره
قدّ أتىّ لأخـذّه و تماماّ صدّق فكرهّ فهاهو يتحدّث بنبرةّ قّلقة
ـ لكن ويليامّ ما الذي تفعله ؟ أنتّ تّعـلم جيداّ أنكّ تخيبّ أمالّ الكثيرّ من معجّبيك فهلاّ عـّدلتّ عنّ رأيكّ ؟
إنهّ يعلمّ هذاّ دون أن يّضطر مديّر لقّوله و هوّ فعلا يهتمّ لأمرّ معـجّبيه لكنّ نايتّ بحاجّته الآن حتىّ لوّ لمّ يّقل ذلكّ لكنه فيّ أمسّ الحاجةّ إليهّ لذلّك أومأ
برأسهّ نفياّ دلاّلة علىّ أنّ لاّ أحدّ يستطيعّ ثنيه علىّ رأيهّ و تّحدثّ بهدوء
ـ أنـّا أسفّ لكنّ أنّت تّدركّ تماماّ أنّ نايتّ بحاجتيّ و اعلمّ أنكّ لمّ تردّ إخباريّ لأجلّ المهرجانّ لأنكّ واثقّ من رحيليّ حينهاّ ، أنـّا فّعلا أعـتذرّ لكنّ لاّ أحدّ
حتىّ آنت قادرّ على إيقافيّ الآنّ
صمتّ المديٍّر علىّ مضضّ ثمّ تّنهدّ بقلة حيّلة و جـّلس بجّانب ويّليام مسنداّ رأسه علىّ ذرّاعه ، سّوف يّخسرون المّئات لاّ بلّ الملايّين من الدّولاراتّ
و كلّ هـذاّ بسببّ نايتّ ياّ ليته كانّ شخصّا لطيّفا لكانّ الأمرّ سّهلاّ عليهّ التخليّ عنّ كل هذاّ المالّ ، لكنّ نايتّ ليسّ بذّلك اللطيفّ على الإطلاقّ العكسّ
تماماّ تّحدثّ المديرّ بّهدوء
ـ حسناّ لاّ بأسّ سّوف أحاولّ البقاّء هناّ و توليّ الأمورّ أثناءّ فترةّ غيابكّ لكنّ منّ فّضلك أسّرع بالّعودّة
ابتسمّ وّيليامّ بّسعادةّ كونّ مديّره يساندّه فيّ هذاّ فّسارع لّوضع ذرّاعه حولّ كتف المديرّ بحماسّ شديدّ بينماّ بدّا الانزعاجّ على المديرّ فّتحدث ويليام
بنبرة ّفـّرحة شّاكراّ فيهاّ إياهّ
ـ يّا رجلّ ألمّ أخبركّ سّابقّا إننيّ أحبكّ ؟
رمـّقه مديّره ببّرود ثمّ أومـّأ بالإيجابّ و الأسّى يّلفّ كيانه بّأكمله لقدّ أتتّه رغّبة فيّ البكاءّ قدّ ندمّ لأنهّ فيّ يومّ ماّ قررّ أنّ يصبحّ مديرّ أعمالّ ويليامّ ،
.. عنـّدما أعلنّ النداءّ عنّ الـّرحلة وقفّ ويليامّ بّهدوء و ودعّ مـّديره مسّرعا فيّ المغادرة ، عـّاقدا العـّزم علىّ فكّ أيّ مشكّلة كانتّ في لندّن قبلّ عـّودتّه
هوّ لنّ يسمحّ لأحدّ بّأن يمسّ أصدقاّئه بّسوء
__________________