عرض مشاركة واحدة
  #63  
قديم 12-28-2015, 05:24 PM
oud
 
تنهـدّ ويليامّ براحـّة لحظّة ماّ أمسكّ حقيبتهّ ثمّ أخـذّ ينـظرّ حـّوله لقدّ كانّ المـطارّ مزدّحماّ بّشدة بالطبّع فّعيدّ الشّكر على الأبوابّ ، عـّدل سّاعتهّ
لكيّ تناسبّ تّوقيتّ لندّن ثمّ جذبّ وشاحّه ناّحية فمهّ أكثّر لّتجّنب أيّ لقاءّ معّ الصحاّفة .. ابتسمّ بّسعّادة الآنّ يستطيعّ تّلقين نايتّ دّرساّ تباّ كمّ
أشتاق لذلكّ الأحمقّ ،
بينماّ و فيّ الجـّهة الأخرىّ تماماّ عنـّد المـّدخل كانتّ ماريّ تديرّ عـّجلاتّ كرسيهاّ بهدوءّ بجاّنبها كانّ أليكساندر الذيّ بدا مصاباّ بخيبةّ أمّل كبيرّة
لرّؤيته كلّ هذّه الأحداّث كمّ هـذاّ مرهقّ بـّعد بّقاءه فيّ ذلكّ المنزلّ طّوال حيّاته يخرجّ لكيّ يّحضر جنازةّ ماّ أيضّا صّديقته الجديدّة المفّضلة فقدتّ
جّميعّ عـّائلتهاّ كل هذاّ بسببّ ديميتريّ .. حالماّ خطرّ فيّ بالّ أليكساندر ديميتريّ نـظرّ ناحيتهّ بّغضبّ طفّولي لّكنه يبقّى غضباّ مليئاّ بالحقدّ و الأسىّ ،
ذّلك الرّجل تّباّ كم يّكرههّ
كانّ هناكّ حارسينّ فقطّ لتّفادّي الشّك جّعلهماّ ديميتريّ يرتدّيان كالمدّنيين نـظرّ منّ حولهّ بّهدوءّ يبدواّ أنّ نايتّ لم يتحركّ حتىّ الآنّ ابتسمّ بّسخرية
هـذّه المرةّ استطاعّ أنّ يثيرّ غّضبه لاّبد أنهّ جنّ بكلّ تأكيدّ لكنّ الشيءّ الذيّ يثيرّ حيرتهّ هوّ إذّ كانتّ ماريّ مجردّ تمثيليةّ إذن لماذاّ ثارّ هـكذاّ ؟ أيعقلّ
أنهّ فعلاّ يحبهاّ ؟ إنّ كان الأمرّ كذلّك سيجّعل إنتقامه أكثرّ متّعة ، زمّ شّفتيه بّعصبية حالماّ لاحظّ عددّ الأشخاصّ الذيّن يريدّون حجّز تّذاكرّ ، تّنهدّ
محاولاّ الحفاظّ على أّعصابه ثمّ قّال بنبرةّ حـّادة
ـ سّحقاّ .. ليتبعنيّ أحدّكم بينماّ يبقى الأخّر بّرفقة هذيّن السّفلة
إتجـّه أحدّ الحرسّ مـعّ ديميتريّ لّجلبّ التـّذاكر بينماّ إتجـّه الأخرّ معّ كلاّ من ماريّ و أليكساندر ناحيةّ قـّاعة الانتظار ، حينهاّ رمـّقته ماريّ بّبرودّ كلّ
ماّ عليهاّ فعلهّ الآنّ هوّ جّعله يّغفل عنهمّا مـّدت يدّها بّحركة معّتمدةّ للأرضّ كيّ تّمسكّ بّشيءّ ماّ عنـّدما سّقطتّ فّأخذتّ تتأوهّ بألمّ نـّظر إليهاّ الحارسّ
بّقليلّ من الذّعر عندّما لاحظّ أنّ ذراعهاّ كانتّ تّنزفّ ، كيفّ وقعتّ ؟ أصيبّ بّنوبة ذّعر و كادّ أنّ يجعلهاّ تقفّ عندّما صّاحت ماريّ بألمّ قّائلة
ـ يّا إلهي كمّ هذاّ مؤلمّ ، أريدّ مسكنناّ
نـظرّ إليهاّ الحّارسّ بّقليلّ من التوترّ و أرادّ أنّ يجعلها تصمتّ قبلّ ان يأتيّ ديميتريّ لكنها استمرتّ بالبكاءّ و الصّراخ مماّ جـّعل الأنـظارّ كلها تّصب
عليهماّ فيّ حينّ حالماّ رأىّ أليكساندرّ دموعهاّ بّدأ هوّ فيّ البكاءّ دونّ أنّ يدريّ ، قطبّ الحارسّ بّحدةّ قّائلاّ
ـ تـّبا أصمتاّ .. أنتّ أيتهاّ الغبية أصمتيّ لمّ يكن سقوطّك بذلّك السوءّ ، توقفيّ عنّ البكاءّ
رمقّته ماريّ بّحدةّ ثمّ زادتّ فيّ عـّلو نبرة صّوتهاّ هـّامسة لنفسهاّ بّغيضّ تـّبا لكّ أنتّ، لأنهّ لمّ يّقع فيّ خدّعتهاّ لاّ يبدوا علىّ الإطلاقّ أنه سيذّهب لّشراء
أدّوية لهاّ ممّا جّعلها تّحقدّ عليه أكثرّ ماّ الذيّ عليهاّ فعله ؟ كانتّ تنتظرّ هذّه الفّرصّة منذّ مدّة فّمدّت يدّها لكيّ تمسكّ بّأنامل أليكساندرّ الذيّ استمرّ
بالبكاءّ لكنّ حالماّ وقّع نظرّه عليهاّ تّوقف رامقاّ إياهاّ بكل استغّرابّ ؟ عينيهاّ لمّ تكوناّ لشخصّ مّتألمّ بلّ مقـّاتلّ ، حينماّ استـدارتّ ماريّ بكرسيها ناحية
ذلكّ الحارسّ الذيّ يّقف بجّانبه ثمّ سددتّ ركّلة سّريعة مماّ جعل ذلّك الحارسّ يّجفلّ شاحبّ الوجّه ليّسقطّ أرضّا بينما ابتسمتّ ماريّ بّسخرية ّقائلة
ـ تّماما فيّ نقطّة ضّعفك أيهاّ الغبيّ
بّعد إنهائهاّ لجّملتها وقفتّ مـّسرعة دّافعة كرسيهاّ بّعيدا ثـّم سّحبت أليكساندرّ معّها و هيّ تّركضّ بّأقصى سّرعة تّملكهاّ لمّ يكن الأمرّ سّهلا علىّ
الإطلاقّ ليسّ و هيّ تـّرتجفّ لكنهاّ بذلّت جّهدّها لكيّ تبتعدّ عنّ ذلكّ الحارسّ فّحاولتّ أنّ تنسجمّ معّ النّاس بينماّ كانّ أليكساندرّ يّنظر إليهاّ بدّهشة ،
ألمّ تكن غيرّ قادرة على السيّر ؟ إذنّ فكيفّ استطاعّت الّسير لاّ بلّ حتىّ الركضّ ؟ عندّما رأىّ وجههاّ الذيّ تصبب عرقاّ علمّ فوراّ أنّها لاّ تزالّ غيرّ
قّادرة علىّ الركضّ لكنهاّ تّحاول بّذل طاّقتها من أجلّ الهروبّ ، كاّد أنّ يتحدّث عندّما سحبّته ماريّ مجدداّ .. قـّال بّقلقّ
ـ ماريّ ، هلّ أنتّ بخيرّ ؟ أنتّ تلهثين بّشدة ؟
أومـّأت بّإرهاقّ بينماّ إزدادّ وجّهها شّحوباّ لقدّ كانّت تّعلم جيداّ أنهّا لاّ تكون قّادرة علىّ الركّض غيرّ أنهاّ نفذتّ ماّ برأسها علىّ أيّة حال فإنّ كانّ الهدفّ
هوّ الهروبّ من قّبضة ديميتريّ هيّ لن تتوانى عنّ فعلّ أيّ شيءّ حتىّ لوّ كانّ على حسابّ صحتهاّ ، فجّأة ارتطّمت بّشخص مّا مماّ جعلها تسقطّ أرضّا
.. شهقّ أليكساندر برعبّ و سّارع ناّحيتها منادّيا إياهاّ فيّ حينّ انحنى ذّلك الرّجل بأسفّ محاولاّ مسّاعدتهاّ قائّلا بنبرتّه اللطيّفة
ـ أناّ أسفّ يّا أنسة هلّ يمكنك الوقوفّ ؟
لمّ تـّعلم ماريّ من يكونّ حينهاّ فقدّ كان يخفيّ وجههّ كلياّ لذلّك تجاّهلت يدّه الممدودة إليهاّ و وقفتّ دونّ مساعدّة أحدّ ممسكّة بّيد أليكساندرّ القلقّ فجّأة
سمّعت صّوت صّراخ قّادم منّ الخلفّ فّشهقت بّرعب كيّف استطاعّ ديميتريّ أن يستدعيّ كلّ هـّؤلاء الحـّرس بظرفّ ثانيةّ ؟ قدّ يكونّ الهربّ الآنّ أكثرّ
صّعوبة هزّ أليكساندر كّتفهاّ بّقوة لكيّ تستعيدّ ربطّة جّأشهاّ ثّم تّحدثّ بّرعب
ـ مـّاري يجدرّ بناّ العودّة لاّ يمكنناّ التقدمّ أكثرّ إنناّ نخـّاطر بّتعرضناّ لعـّقوبة
أخفضتّ ماريّ رأسهاّ تّبا ألمّ يكن ديميتريّ حريصاّ على عدمّ لفت الأنـظارّ إليه ؟ إذّن لماذاّ استدعى كل هـذاّ الحرسّ ؟ يبدواّ الأمرّ الآن مستحيلّ الـحدّوث
و تماماّ مثلما قّال أليكساندرّ إنهماّ يعرضانّ أنفسهماّ لعّقوبة أشدّ ألماّ من الموتّ حتىّ لكنّ حتىّ لوّ تّطلب الأمرّ موتهاّ هيّ لنّ تعودّ إلّى ذلّك المنـّزل لاّ
لن تكونّ بين ّقبضته مجدداّ ، وقفتّ باستقامة رغمّ أن قدميها لمّ تعدّا تستطيعانّ حملهاّ أكثّر ثمّ أمسكتّ بيدّ أليكساندرّ الخـّائفّ لتستمّر بالسير .. نـظرّ
ذلكّ الشّاب إليهماّ ليّرفع قّبعتهّ عنّ رأسهّ كيّ تسقطّ خصلاتهّ الذّهبية علىّ جبينه، قـّال بنبرةّ متساّئلة
ـ مـاري ؟ أكانتّ تلكّ ماري ؟ لكنهاّ لا تستطيعّ المشي
بعّد أنّ تـّأكدتّ منّ أنهمّا قدّ ابتعداّ مسافة كافية تسمحّ لهماّ بّالراحةّ أخـذتّ تّسيرّ ببطءّ شديدّ مستندةّ قّلـيلاّ علىّ كتف أليكساندرّ الذيّ كان بّدوره ينظرّ
فيّ كل اتجاه حرصّا على عـّدم تّواجد الحرسّ حولهماّ تبـّا إنّ تمّ القبضّ عليهماّ فّلن ينجواّ أبداّ من عّقاب ديميتريّ ربماّ يجدرّ به العودّة الآن ماّ دام
الخيارّ سّانحا له ، اتّكأت علىّ الجدارّ الذيّ خلفهاّ لكنهاّ سقطتّ أرضاّ قدّ فقدتّ كلّ قوتهاّ فّي حين بقيّ أليكساندرّ واقفاّ ينظرّ إليهاّ بقلقّ شديدّ ، رمقّته
بهدوءّ ثمّ ابتسمتّ قّائلة
ـ المطارّ مزدحم أليسّ كذلك ؟ ربماّ لأنّ عـّيد الشكرّ قريبّ ..
كانّ أليكساندرّ يّرتجفّ كـّورقة فيّ الخـّريفّ غّير قـّادر علىّ الوقوفّ جلسّ بجانبهاّ فاحتضنته ماريّ بّلطف و حّنان شديدّ شّحوب وجّهه جّعلها تّندم
لأنهاّ قدّ أقحمتهّ فيّ مسّألة الهـربّ هذّه بينماّ أخذّ الطفّل يّردد بّنبرةّ مـّرتعبة كونّ ديميتريّ سّيقتله حينهاّ أرادتّ أن تحتويّ جسدّه الضّعيف بينّ ذّراعيهّا
بشدّة ّ لو كانّ آخر شيء تفعلهّ فيّ حياتهاّ إذّ أنّ رغبتهاّ الملحة فيّ إنقاذّه تّفوق رغّبتها هيّ فيّ النجاةّ ربماّ يكون هذّا مجردّ سببّ لهّا مجردّ دافعّ
ليجّعلها تستمرّ أكثرّ فحّاولت الوقوفّ رغماّ عن ألمهاّ و بمسّاعدة ما أليكساندرّ ذلكّ الطفّل الصغيرّ إستطاعتّ أخيراّ أن تكملّ رحلتهاّ بخّطوات بسيّطة
هـّادئة أخذتّ تسيرّ ناحية المخرجّ لعّلها تلتقيّ بشرطيّ يّمد يدّ العونّ لهاّ ..
تقدّمت أكثرّ تّاركة أليكساندرّ خلفهّا الذيّ كان يّنظر فيّ كل إتجاّه بّخوف لاّ يحتملّ ، تنهدّت ماريّ لقدّ قالت لنفسهاّ سابقاّ أنهاّ لاّ تحتاجّ لأحدّ و لنّ تنتظرّ
أحدا بعدّ الآنّ لكنّ بعدّ التفكيرّ فيّ الأمرّ هيّ بالفعلّ تحتاجّ إلىّ أحدّ يشّجعهاّ على ماّ تقدمّ عليهّ غيرّ أنّ هذّا سيكونّ الشيءّ الذيّ يغيرهاّ و يجّعلها
أقوىّ ربماّ ،
كانتّ تلهثّ بإستمرارّ و لمّ تعدّ قادرّة على السيرّ بالرغّم منّ أنها استمرت بالتّدرب علىّ المشيّ خلالّ فترة إقامتهاّ عندّ ديميتريّ أوّ بالأحرى فترةّ
احتجازها منّ أجلّ هذّه اللحظةّ فاتجهت إلىّ حـّمام النساءّ ربماّ حينهاّ لم يستطيعّ ديميتري الدّخول استدارت ناّحية أليكساندرّ لكيّ توجههّ إذّ أنهّ كان
يسيرّ خلفهاّ فتحدّثت بّنبرة مّرهقة
ـ أليكسّ يجدرّ بناّ ..
اتسعتّ عينيهاّ بدهشة عندّما لمّ تجدّه خلفهاّ أيعقلّ أنهاّ أضاعتهّ بينّ الحشّود ؟ لكنّ كيفّ ؟ أليكساندرّ كانّ يتبعهاّ بّحرصّ شديدّ إذنّ هلّ يّعقل أنّ
ديميتري قدّ وجده ؟ شحبّ وجههاّ كلياّ ثمّ سقطتّ أرضاّ غيرّ قادّرة علىّ الحـّركة حاولّت أنّ تّقفّ على الأقلّ لكنها فقدتّ الشعورّ بّقدّميها ، كتمتّ
غيضهاّ إذّ أن هـّذا ليسّ بالوقتّ المناسبّ أبـّدا و لمّ يبدوا أبدّا أّن الماريينّ يهتمونّ بّكون حقيقّة وجودّ فتاةّ واقعةّ أرضاّ أمامهمّ فّسحبتّ نفسهاّ
تدريجياّ و ببطّء شديدّ لكيّ تصلّ عنـدّ الشرطّي
لماّ وجدتّ حرساّ يتحدّثون معّ الشرطيّ بّهدوء تّام و همّ يحّملون بطّاقة ماّ مماّ جعلهاّ تّرتجفّ خوفّا مّا حجمّ الأكاذيبّ الذّي قّد أخبروهّا للشّرطة ؟
إذّن لمّ يعدّ الاستعانةّ بالشّرطة خيارّا متاحاّ بعدّ الآن ، ماّ الذيّ عليهاّ أن تفعله ؟ لقدّ فقدتّ أليكساندرّ و لم تعدّ تستطيعّ السيرّ أيضاّ نايتّ لن يبحثّ
عنهاّ ليسّ و إليزابيثّ تّلفّ خيوطّها حولّه ..
صمتتّ و رفضتّ أنّ تبكيّ استجّمعتّ شجّاعتهاّ ربطّة جّأشهاّ أيضاّ قوتهاّ ثمّ أمسكت ذراع فتاةّ كانت ماّرة بجاّنبهاّ التيّ نظرّت إليهاّ بصدّمة ظنت فيّ
واهل الأمرّ أنهّا قدّ تكون مجنونةّ غيرّ أن ملابسّه ذاّت طابعّ الراقيّ جّعلها تترددّ قليلاّ ، رمقتهاّ ماريّ بتصميمّ شديدّ لتتحدثّ بّهدوء
ـ أريدّ الذّهاب إلىّ الـشرّطة منّ فضلكّ ، أوصليني فّأنا لاّ استطيعّ المشيّ و
رمشتّ الفتاةّ مراراّ و تّكراراّ قبلّ أنّ تومئ بالإيجابّ وضعّت يّدها بجّانب خصرّ ماريّ و رفعتّها بّسهولة تامّة نظرّا لّبنية جسدّها الضعيفةّ ثمّ أسندّتهاّ
واضعةّ ذّراع ماريّ حول كتّفها ، لقدّ بدتّ الفتاةّ لطيّفة للغّاية و هيّ تسألهاّ بهدوءّ عنّ حالتهاّ سّؤال لمّ يكن غّايته فّضولاّ بلّ مجردّ اطمئنان عليهاّ ،
حيّنما وصّلتا إلىّ الشرطيّ تّركتهاّ الفتاة مسّرعة لكيّ تلحقّ بطّائرتهاّ بينماّ نـظرتّ ماريّ بتوترّ عـّارم ناّحيته ثمّ تحدّثت برجاّء
ـ سيديّ أرجوّا منكّ مساعدتي أنـّا رهينةّ لدىّ رجلّ مدعوّ بديمّيتري منذّ ماّ يقارب شهرينّ ، أرجوّك ساعدنيّ
لقدّ كانتّ تعلمّ ماريّ جيداّ أنّ ديميتريّ أخبر الشرطة هناّ بشيّءّ ماّ أوّ ربماّ جّعلهم يبحثونّ عنهاّ لكن ظنتّ أنهّ تحدثّت معّهم إذّا استطاعتّ أن تقنعّ
أحدّهم بّأنها مختـّطفة فربماّ لاّ بلّ بكلّ تأكيدّ سوفّ يساعدّونهاّ لكنّ ماّ فعله ذّلك الشرطيّ هوّ أنهّ تقدم أكثرّ ناحيّتها ليمسكهاّ من معصمهاّ قـّائلاّ بهدوء
ـ حسناّ إذّن لأرجوكّ تعاليّ معيّ لتخبرينيّ بتفاصيلّ القضيةّ هكذّا قدّ نستطيّع مساعدتّك أكّثر ،
نـظرّت إليهّ ماريّ بترددّ شديدّ هناكّ شيءّ فيّ تصرفّه جّعلها لاّ تّطمئن لهّ لكنهاّ استمرتّ بالتقّدم أكثرّ بّرفقتهّ عندّما لاحـّظت كأنهّ و عوضّ التّوجه
لمركز الشرطةّ هو يقودّها ناحيّة غـّرفة الانتـّظار الخاّصة بالمسّافرينّ فحاّولت فكّ معصمهاّ من يدّه الممسكةّ بإحكام بهاّ لماّ رأتّ من بعدّ ديميتريّ
واقفاّ يضعّ يدّه حولّ رقبة آليكساندر الشّاحب بشدةّ و الحرصّ يّلفونه من كلّ جـّهة، أدركتّ حينهاّ أن خطّتها الباّئسة فيّ الهربّ كان محكماّ عليهاّ
بالفشّل الذّريع منذّ البدّاية ، استطاّعت أن تفكّ معصمها لكنّها لمّ تردّ الهربّ ليسّ و أليكساندرّ بّرفقة ديميتريّ لذّلك أرختّ كلّ ثقلّ جسدّها علىّ
الشرطيّ و لمّ تعدّ تسيرّ معه بلّ بالأحرىّ كانتّ قدّميها تسحبانّ على الأرضّ ..
إنهاّ تّدرك أن ماّ تّفعله الآن ليسّ منطّقياّ فلاّبد أن يكون الحارسّ قدّ أخبره بّأنهاّ ركلّته ثمّ ركضّت بّرفقة نيكولاسّ لكنّ على الأقّل ستدعيّ و لهـذّه
الفترة البسيطّة من الوقتّ من أنهاّ لم تكنّ و لنّ تسيرّ أبداّ ، نـظرّ إليها الشرطيّ بّإستغرابّ كونهاّ لم تقاومّ أبداّ ، لحّظة وصّولهاّ رمقّت ماريّ ديميتريّ
بنظراتّ حاقدّة شديدّة الغضبّ و ودتّ حينهاّ لوّ أنهاّ تستطيّع طّعنه حتىّ الموتّ بينماّ اكتفى هو بإبتسامة بسيطّة على شّفتيه ، قـّال بّنبرة قلقّة و هو
يحّتضنهاّ بين ذّراعيه
ـ عزيزتيّ أنتّ لاّ تـّدركين كمّ كنتّ قلقّا عليكّ ،
نـظرّت إلىّ أليكساندرّ فّلاحظتّ وجودّ كدّمة بّنفسجيةّ اللونّ حولّ مّعصمه أدرّكت تماماّ حجّم الألمّ الذيّ ينتظرهاّ هيّ بينماّ تّقدم ديميتريّ ناحيةّ الشّرطيّ
قـائلا بّنبرة متّأسفة
ـ أناّ لاّ أعلمّ حقاّ كيفّ أعتذّر لكّ أيهاّ الشرطيّ، لقدّ أتعبناكّ معّناّ ..
كانّ يبدواّ الشرطيّ متردداّ في بدّاية الأمرّ إذّ أنّ ماريّ بدّت عاّدية لهّ و علىّ عكسّ ماّ وصفهاّ ديميتريّ حيثّ أخبرهّ بأنهاّ مّجنونة قّليلاّ لديّها رهبةّ منّ
الأماكنّ المـّزدّحمة أيضّا الأماكنّ المغلقةّ بالّفعل بدتّ لهّ مرعوبة حاّلما أتتّ له لكنّ تّقدم منهاّ متّجاهلاّ ديميتريّ و سّألهاّ
ـ يّا آنسة هـّل أنتّ فعلا بخيرّ ؟ أخبرينيّ و لاّ تخافيّ
ماّ الفّائدة من سّؤالهاّ الآن ؟ هلّ يعتقدّ أنهاّ ستخبرهّ فعلاّ بّمشكلةّ التيّ هيّ فّيها بّتواجدّ ديميتريّ حولها ؟ بينماّ نـظرّ الأخيرّ ناحية الحارسّ الممسكّ
بّأليكساندرّ لكيّ يّغـّادر الحارسّ بّرفقة ذلّك الطفلّ فّأخذتّ أعين ماريّ تّراقبهماّ إذّ أن أليكساندرّ بّالرغم من سكونهّ كانّ يطلبّ النجدّة ، فّهمت ماريّ
فوراّ تّهديدّ ديميتريّ و أجـّابت الشرطيّ بّنبرة باّردة
ـ لاّ أنـّا بخيرّ الآنّ شكراّ لّسؤالكّ..
بّعد رّؤية مّلامحّها الهـّادئة استـّدار الشّرطيّ ناحيةّ ديميتريّ كيّ يّعتذرّ منه علىّ شكّه بهّ مخبرّا إيّاه أنهّ يقّوم بّعمله فقطّ بينماّ اكتفى ديميتريّ بّإبتسامةّ
بسيطّة فّقطّ بّعد ذّلك غـّادر الشرطيّ تّاركاّ فّوضى علىّ وشكّ الوقوعّ ، رمقّ ديميتريّ ماريّ بنـظراتّ حـّارقة حـّادة ثمّ اقتربّ منّها رفّع يّده ليمسكّ
بّذقنها .. قـّال بنبرةّ سّاخرة
ـ تّستطيعينّ الركلّ لاّ بلّ حتىّ الركضّ و السيرّ حسناّ عـّزيزتيّ يجدرّ بناّ الإحتـّفال لاستعادتك قدرتك على السيرّ أليسّ كذّلك ؟ ماّ رأيكّ بّهدية مميّزة لكّ ؟
اقـّتربّ أكثرّ منهاّ لّتتغيرّ سماتّ وجّهه بّأكملهاّ لقدّ كانّ الأمرّ مرعباّ لماريّ فقطّ بالنـظرّ إليهّ فيّ حينّ أحكّم لفّ ذراعهّ حول كتفّ ماريّ لّيهمس فيّ
أذنهاّ بنبرةّ عـّاصفة شديدّة الغضبّ لاّ بالأحرىّ مشّبعة بّالرغبة فيّ الانتقامّ و الحقدّ
ـ هلّ سيكونّ كسّرك لّكلتا قدّميك هدّية مناّسبة لكّ ماري ؟
شحبّ وجهّ ماريّ بّأكمله لقدّ كانتّ تّعلم أنّ ديميتريّ لنّ يدّع أمرّ هروبهاّ يمرّ مرورّ الكرامّ كاّنت تعّلم أنهّ يوجدّ عقابّ فيّ انتظارها خصوصاّ بعدّ أنّ
صارّ يّعلم بّأنهاّ لاّ تعنيّ و لنّ تعنيّ شيئاّ لنايتّ بعدّ الآن سّحبها ديميتريّ للأمامّ محكماّ القبضّ علىّ معصمهاّ خلفهّ حرّسه الخاصّ تّعـلمّ جيداّ لكنّ هيّ
خاّئفة .. لاّ تريدّ أنّ تدّخل تلكّ الغرفةّ المظّلمة بّعد الآنّ لاّ تريدّ أن تّناديّ على نايتّ بعدّ الآن .. لاّ تّريدّ أن تّضم يديّها إلىّ صّدرها متّأملةّ إنقاذها،
لاّ تّريد العودةّ
استـّدارتّ تنـظرّ للخلفّ حتىّ لو نفى عقلهاّ رؤية نايتّ لكنّ قلبهاّ لاّ يزالّ متّأملا أنّ يتواجدّ بجانبهاّ لكنّ عندّما لمّ تلمحّ شيئاّ لاّ أحدّ كتمتّ دموعهاّ
و أخفضتّ رأسهاّ عندّما بّدأتّ الرّؤيا تّصبح غيرّ واضحّة قدّميها لمّ تعدّ تحملانهاّ فقدّ كان الأمرّ أكثرّ مماّ يستطيعّ جسدّها قلبهاّ و عقلهاّ تحّمله لكّي
تتمايلّ قليلاّ رمقهاّ ديميتريّ ببرودّ ليلتقطّها قبلّ أن تفقدّ وعيهاّ تماماّ حملهاّ بينّ ذرّاعيه ثمّ سارّ بّهدوء لقدّ توقعّ أنّ يغشى عليهاّ بعدّ رؤيةّ نايت و
إليزابيثّ لكن أنّ تتحملّ كلّ هذّا أيضاّ تحاول الهربّ ربماّ استهان بهاّ

/

فيّ الجـّهة الأخرىّ تماماّ كان ويليامّ سحبّ حقيبتهّ خلفهّ بّضجرّ لمّ يكن يجدرّ به إحضارّ كل هـذّه الهـداياّ لكنهّ يعلمّ جيداّ أنّ فلوراّ ستّغضبّ إذّ لم يّحضر
لهاّ شيئّا معه خصوصاّ و أنهّ كان يتجاهلّ مكالماتهّا فيّ الآونة الأخيرة ّقدّ تكونّ هذّه الهدّية بمّثابة عقدّ صلحّ بينهماّ كـّاد أنّ يّبحثّ عنّ هاتفهّ من أجلّ
الاتّصال بّصديقه عنـّدما لمحّ نايتّ من بينّ الحشدّ خلفّه حّارسينّ شخصيينّ و كـّذلك سوزي رفعّ حاجبهّ أيعقلّ أنهمّ قدّ عـّلموا بّمجيئه ؟ لكنّ ملامحّهم
لاّ تدلّ أبداّ أنهّا ملامحّ لشخصّ أتى لاستقبالّ صديقّ ،
كاّن نايتّ يرّكضّ بّسرعة و عينيهّ الداّكنتينّ تـّبّحثان فيّ كّل اتجاه عنّها أنفاسهّ متقطّعة فّشحبّ وجّه ويلياّم لابدّ أنهّ يوجدّ خطّأ ماّ فّرمى حّقيبته ثمّ
حـّاول اللّحاقّ بّنايت ، لمّ تـّمر سوىّ دقائقّ حتىّ استطاعّ إمساكه من كمّ قميصه ذلّك لكونّ مّظهره باّرزّ جداّ ، استـداّر نايتّ ناحيتهّ شّاحب الوجّه
بينماّ تّحدث ويليامّ بنبرةّ متسّائلة
ـ نايتّ ماّ الذيّ يحدثّ هناّ ؟
بّدا ذّهن نايتّ مشتتاّ للغّاية فلمّ يّستطعّ لوهلة الأولى من الّزمن أنّ يتذّكر ويليامّ غيرّ أنّ صديّقه أخذّ يّهزه بّقوة لكيّ يستعيدّ الآخيرّ ربّاطة جّأشهّ أوّ
بالأحرّى تّركيزهّ أجـّابه نايتّ بّعجلة و هوّ يّنظرّ باستمرار من حوله
ـ لقدّ اختطفّ ديميتري ماري ..
بّعد ذّلك تّركه نايتّ متجهاّ نّاحية الشرطّي فيّ حينّ بقيّ ويليامّ واقفاّ فيّ مكانهّ غيرّ قادرّ على استيعابّ شيءّ ؟ ماّ الذيّ تفوه بهّ صدّيقه المجنونّ تواّ ؟
أقّال أنّ ديميتريّ قدّ اختطفّ ماريّ ؟ لكنّ كيفّ فماريّ فيّ فرنساّ بّرحلة عـّلاج منّ أجل استعادّة قدرّتها على السيرّ إذّن كيفّ استطاعّ بحقّ السماءّ أنّ
يجدّ ديميتريّ ماريّ ؟ لكنّ ماّ الذيّ يحدثّ هناّ ؟ شعرّ كماّ لوّ كّأنه غّادر لندّن لّسنينّ ليسّ لشهرينّ فقطّ،
تقدّمت سوزيّ من الشرطيّ لكيّ تـّرفع صّورة ماريّ فيّ حفلّ الزفافّ إذّ أنهاّ الصورة الوحيدةّ التيّ وجدتّها فيّ القصرّ ثّم تحدثتّ بّنبرةّ جـادة
ـ سيديّ هل رأيتّ هـذّه الفتاةّ ؟
نـظرّ إليهّا الشرطيّ بّدهشة إذّ يبدواّ أنّ الجميعّ يبحثّ عن هـذّه الفتاةّ فّأومـّأ بالإيجابّ ليمسكّ الصّورة بينّ يدّيه ، إنهاّ فعلا تّلك الفتاةّ اقـّترب منهّ نايتّ
و لمّ يكنّ شرطيّ بحاجة لبطاّقة هويةّ كيّ يعلم منّ هـذاّ الرجلّ الذيّ يّقف أمامهّ بّلع ريقهّ بتوترّ شديدّ لتـّحدثّ
ـ ماّ صّلتكم بها ؟
نـّزع نايتّ الصّورة منّ بينّ يديّ الشرطيّ لكيّ يشيرّ على مـاريّ المبتسمةّ بّسعادةّ حـّاول إخـّراج الكلّمات لكنّ ريقهّ بدّأ جّافا جداّ لحـّظة وّصول ويليامّ
ليّقف فيّ الخلفّ حينهاّ تّحدثّ نايتّ بنبرةّ مبحوحّة حادةّ
ـ ماّ الذيّ تقصدّه بّما صلتكم بهاّ ؟ إنهاّ زوجّتي بالطبّع ماريّ لبيرّ هلّ رأيتهاّ ؟
أرادّ الشرطيّ أنّ يكشّر فيّ وجّهه إذّ لماّ يصرخ ّفيّ أذنهّ هـكذا ؟ و كيفّ له أنّ يعلمّ أن تلكّ الفتاةّ تّكون زوجّته ؟ ألمّ يحرصّ هوّ على أنّ لا نّشر
الصّحافة صّورا لهاّ ؟ لكّن حينهاّ أيّعقل أنّ ذلّك الـّرجلّ الذيّ قّابله تّوا كانّ يكذّب ؟ و أنّ تلكّ الفتاة المدّعوة بّماريّ فعلا مختـّطفة ؟ شحبّ وجّهه
بّأكملهّ لقدّ حاولتّ إخبارهّ لكنه لمّ يصدّقها بلّع ريقه مجدداّ بتوترّ شديدّ و أجـّابه قّائلاّ بنبرةّ مذّعورة
ـ سيدّي هذّه الفتاةّ لقدّ كانتّ مفقودةّ تواّ و قدّ أتىّ رجّل للبحثّ عنهاّ لقدّ قدّم ليّ صّورة لهاّ و هويتهاّ الشخصيةّ لكنّ لمّ يكنّ اسمهاّ أبداّ كماّ تدّعي أنتّ..
هـّذا لاّ يبدواّ مبّشرا بالخيرّ علىّ الإطلاقّ كـّتم نايتّ أعـّصابه محاّولا أنّ يدّع الشرطيّ يكملّ كلامهّ بينماّ اتسعتّ عينّا ويليامّ من الصدّمة لقدّ ظنّ أنّ
هـذّا مجردّ كذب أوّ لعبة بالّرغم من أنّ نايت ّلاّ يكذبّ أبداّ لكنّ أنّ تختطفّ ماريّ ، لقدّ آملّ فعلاّ أن يكون هـذّا مجردّ مزحّة من العياٍّر الثقيلّ فيّ حين
تّحدث الشرطيّ بنبرةّ هـّادئة
ـ سيدّ نايتّ ، لقدّ كان اسمّ زوجـّتك فيّ بطاّقة الهويةّ تلكّ .. ماريّ روزفلت بينماّ اسم ذلكّ الـرجل الذي برفقتها على حسبّ ما أذّكر فقدّ كان ..
ديميتري روزفـلتّ أيضاّ

/
آنتهـّى
__________________