عرض مشاركة واحدة
  #64  
قديم 12-28-2015, 05:26 PM
oud
 
جـّزء السّابعّ و الـّثلاثينّ [ 37 ]

~ أمنيـّة واحدّة لاّ غيرّ ~


مسّاء مراسمّ دفّن الجدّ بيتر الذيّ خلفّ ذهاّبه مكاّنا داّكناّ مظّلما لاّ يقدّر أحدّ على مّلئه تّماما فيّ ذلكّ اليومّ تّرك أيضّا صدّمة أخرىّ
جّعلته غيرّ قّادر علىّ التفكيٍّر فّهاهو يّجلس بكرسيّ خلفّ مكتّبه يّسندّ رأسهّ بكلتاّ ذّراعيه عينيهّ الحادّتين قدّ صّارتا فاّرغتينّ لقدّ هزمّه
ديميتريّ بكلّ تأكيدّ ، لقدّ أخذّ الشخصّ الوحيدّ الذيّ سّعى لحمايتهّ ..
زم شّفتيه بّعصبيةّ ثمّ وقفّ كيفّ حدثّ ذلكّ و لماذاّ ؟ منّ بين الجميّع لماذاّ ماريّ؟ لماّ ينفكّ استهدافهاّ هيّ فقطّ ؟ عـّاد يجلّس مكاّنّه مفكّرا
محّاولا الحّفاظ على أعّصابه عندّما وضّع ويليامّ يدّه على كّتفه كيّ يستديرّ نايتّ ناحّيته بينماّ اكتفى ويليام بّرسم ابتسّامة هّادئة مطّمئنة
حينهاّ تنهدّ نايتّ ليتحدثّ بّنبرة لمّ يسبّق له أنّ استعملهاّ
ـ لقدّ كنتّ مغفلا كانّ يجدرّ بيّ أنّ أعلمّ عندّما توقفّت عنّ الاتصال بي ، كانّ يجبّ أن أطمئنّ عليهآ..
صمتّ قليلا ّلفترةّ من الزمنّ قدّ طغى عليهّ صّفة الألمّ كانتّ ماريّ الوحيدّة بهذاّ المنزلّ التيّ تهتمّ بهّ صّادقة بّمشاعرهاّ هوّ أبعدّها دونّ أيّ
ثّانية من التفكيرّ لقدّ اعتقدّ و بابتعادها ّعنه بّإرسال أفضلّ خدّمه معهاّ فحتماّ سوفّ تكونّ بعيدة المنالّ عنّ ديميتري يكفيّ أنهاّ فقدتّ قدرّتها
على السيرّ خلالّ هذّه التمّثيلية السّخيفة كانّ يجدرّ به الاعتناء بها أكثرّ عّاد يّزفر آهةّ مفعمةّ بالإرهاقّ ، استندّ ويليامّ على حاّفة المكتبّ لاّ
يحقّ له تهدّئة نايتّ الآنّ فهوّ مذّنب تماماّ مثّله لاّ بلّ ربماّ أكثرّ من ذلكّ ألمّ يكن صديّقها المقربّ و الوحيدّ ؟ ألمّ تكن تّلجئ لهّ عندّ كلّ مشكلة
تّبحث عنه تسعىّ لسعادتهّ ؟ اخفضّ رأسهّ بّتعاّسة ،
فتحتّ فّلور الباب تحملّ بينّ يديّها صّينيةّ بهاّ كّؤوس من العّصيرّ و صحنّ حلوياتّ قامتّ سوزيّ بّتحضيرها معهاّ وضعتّها علىّ المكتبّ لكيّ
تّجلس علىّ الكرسيّ المقّابل لّنايت هيّ أيضاّ قلقّة و خّائفة علىّ أختهاّ فلمّ تمحيّ حتى ّالآنّ ذلّك الفيديوّ الذيّ عرّضه آرثرّ عليهاّ منّ رأسهاّ
كانتّ تّريد إخبارّ نايت عنّ ذلكّ لكنّ حاّدثة وفاّة الجدّ جّعلتها تّؤجلّ ذلكّ،رمّقتهماّ بّنظراتّ مترددّة قبلّ أنّ تتحدث قاّئلة
ـ نايتّ يجدرّ بنا أنّ تّجد ماريّ سريعاّ فّنحن نعلمّ جيداّ أن ديميتريّ قاّدر علىّ فعل أيّ شيءّ و ماريّ ضّعيفة للغّاية لن تحتملّ ذلكّ ،
تبادلّت النظراتّ معّ ويليامّ الذيّ كانّ قلقاّ بشدةّ بينماّ اكتفى نايتّ بإلتزام الصمتّ بالطبعّ يجبّ عليه إعادةّ ماريّ لكنّ كيّف يستطيعّ أنّ يخرجّ
ديميتريّ منّ مخّبئه ؟ تنهدّ رافعاّ أناملهّ لكيّ تخللّ خصّلات شعرهّ الأسودّ بّقليلّ من العّصبية هذّه الفكّرة التيّ تحتلّ عّقله سّتجعل ديميتريّ يّرتعب
بكلّ تأكيدّ لكنهاّ ستصيبهّ هوّ أيضاّ و حتىّ لوّ نفذّها هذا لاّ يعني أبداّ أنهّ سيكونّ قادراّ على اكتشافّ مكان ماريّ ، تّحدث ويليامّ بّهدوء راداّ على
كلاّم فلوراّ
ـ لكنّ لماذاّ يبقي ديميتريّ ماريّ عندّه ؟ أظّنه يّعلم أنّ ماريّ ليستّ بالفّعل زوجتكّ و إنماّ هذاّ كلّه مجردّ تمثيليةّ أعنيّ نظراّ لكونهّ أرادّ أن
ينشرّ مسّألة الـ 500 مّليون دولارّ على الملأ أليس كذلّك ؟
فّلورا تّأمرّ و ويليامّ يتساءل ألاّ يدركان أنهّ مجردّ ذلكّ الازدحام بّداخل رأسه يكفيّ ؟ قطبّ حاجّبيه بالرغم منّ ذلّك فسؤال ويليام فيّ محلهّ
إنّ كان يدركّ أنّ ماريّ مجردّ ممثّلة إذّن لماذاّ يحتفظّ بهاّ؟ نّظر إلىّ الحاّسوب بٌّقليلّ من الحيرةّ ماّ يوشكّ على فّعله سيجذبّ جميعّ الأنظارّ نحوهّ ،
تّنهد ثمّ تحدثّ بنبرةّ مبحوحةّ باّردة
ـ أظنّ أننيّ أعلمّ كيفّ أجّعل ديميتريّ يّخرج منّ حجّره لكنّ السّؤال هنّا عنّ مكانّ تواجدّ ماريّ فّحتى لوّ جّعلته يّصب ذّهنه بّأكمله عليّ فّهذا لاّ يعنيّ
أبداّ أنّه سيسلمّ ماريّ فّكل ماّ نعلمه نحنّ هّو أنهّ سافرّ إلى فرنساّ ، تبّا فّقطّ لو كانّ برفقتيّ فرانسواّ لكانّ الأمرّ برمتهّ سهلاّ ..
تبادلّ كلاّ من ويليامّ و فلوراّ النظراتّ لكن هـذه المرةّ مرفقة بّإبتسامةّ واسّعة فيّ حينّ بدى نايت متشّائماّ بّشدة لاّ يبدواّ هذاّ صّحيحاّ لهّ حالماّ رأى
ويليامّ حالة نايتّ المترددّ ذلّك جّعله يّستغربّ قليلاّ فلمّ يترددّ منّ قبلّ عنّ أيّ فعل إذّن ماّ الذيّ يّمنعه الآنّ منّ إنقاذّ ماريّ ؟ قالّ بنبرةّ جادةّ
ـ نايتّ يجبّ عليناّ أنّ نحاولّ حتىّ لوّ كانتّ احتماليةّ نجاحّ هذّه الفكرّة قليلةّ ، لا تنسى ان ديميتريّ يّمقتكّ و هوّ لن يترددّ في فّعل أيّ شيءّ منّ
أجلّ تدميركّ..
زفرّ نايتّ ثمّ وضعّ ذراّعيه علىّ وجّهه بينماّ قطبّ ويليامّ حاجبّيه مستغرباّ أكثرّ منّ ردّة فعلّ نايتّ إذّ يبدوا أنهّ يصارّع نفسهّ هلّ فعلاّ تلكّ الخطّة
بهذاّ المستوّى الضّعيف ؟ نظرتّ فلوراّ إليهّ بّتوتر ماذاّ إذاّ تخلى عنّ ماريّ ؟ فّديميتريّ يبدوا رجلاّ قوياّ ذوّ نفوذّ و سّلطة أيضاّ هناكّ اجتماعّ
مدراءّ وّ مموليّ شركاتّ لبيرّ الذيّ قدّ اقتربّ موعده لنّ يستطيعّ أحدّ تّأجيله كتمتّ خوفهاّ و تقدمت ناحّيتهمّا قّالتّ بنبرةّ حادّة نوعاّ ماّ
ـ اسمعاّ إنّ كنتماّ خاّئفينّ لهذّه الدّرجة فّأنا لن أحتاجّ لمساعدتكماّ سّوف أغادرّ فوراّ إلىّ فرنساّ و أبحثّ عنهاّ فيّ كلّ زاويةّ حتىّ لو تطلبّ ذلكّ
عمريّ بأكملهّ ،
رمقّها نايتّ بنصفّ عينهّ لقد ّكان يتساءلّ متى ستظّهر شخصيّتها المجنونةّ فقدّ أطالتّ الصمتّ اعتدلّ فيّ جلّسته لكيّ يعودّ إلىّ حاسوبّه المحّمول
راداّ عليهاّ بنبرتهّ الباردّة الساخرةّ
ـ لاّ تكونيّ سخيفةّ أنتّ ملاحّقة بدّعوة قّضائيةّ و لدّيك موعدّ فيّ المحكمةّ الأحسنّ لكّ أنّ تجديّ طريقةّ تنقذيّ نفسكّ من السجنّ بدلّ التصرفّ بّصبيانيةّ
شّهقتّ بّرعبّ لكيّ تنظرّ بخفةّ ناّحية ويليامّ الذيّ رمقّهما بّإستغرابّ عادتّ تنظرّ ناحيّة نايتّ بّعصبيةّ و كادتّ أنّ تنقضّ عليهّ لولاّ أنّها تمالكّـت
أعصابهاّ فيّ آخرّ ثّانية لاّ يمكنهاّ التصرف بّصبيانيةّ بعدّ الآنّ فّإنّ أرادتّ أنّ تحصّل علىّ فارسّ أحلامهاّ يجبّ عليهاّ أنّ تكونّ .. زمت شفتيهاّ
ماّ الذيّ تفكرّ بهّ أيّ رجلّ و أيّ مستقبلّ يستحسنّ بهاّ التفكيرّ فيّ كيفيةّ الانتقامّ من آرثرّ أولاّ و إنّقاذّ ماريّ بدلّ أحلامّ اليقّظة هذّه و لكيّ تتفادّى
سّؤال ويليامّ قالتّ بّغيضّ
ـ إذّن ماّهي خطّتك ؟
بدى عليهّ الترددّ مجدداّ ماّ يوشكّ على فعلهّ قدّ يدمرّ سمعتّه بّأكملهاّ لكنّه سيكشّف وجودّ ديميتريّ على العّالم عضّ شّفته السّفلى محاولاّ التفكيرّ
بايجابية هذّه الخطّوة سّتجعلّ ديميتريّ يدركّ جيداّ أنهّ لّن يّتجاهل أفعالهّ مجدداّ و أنهّ هذّه المرّة لعّبتهمّا الصّغيرةّ ستكونّ علىّ امرئ الإعلام ،
تّحدثّ بنبرةّ بّاردة
ـ يجبّ عليّ أنّ ألجّأ إلىّ ماكاروفّ
اتسعتّ أعينّ ويليامّ من الصدّمة هلّ أصابّ عقلهّ أمّ ماذاّ ؟ ماكاروفّ أهوّ مجنونّ ؟ لقدّ أقسمّ تلّك المرةّ أنّ لاّ يلمسّ أملاكّ ماكاروفّ أوّ حتىّ
النطقّ بهذّا اللقّب ماّ الذيّ يعنيّه هذاّ ؟ حاّول أنّ يكتمّ تسّاؤلاتّه فكيّفي كونّ نايتّ قلقاّ من اللجوءّ إلىّ هذّه الطّريقةّ حينماّ تحدثّت فلوراّ بّعدم
مبالّاة أوّ بغيرّ قصدّ
ـ و لكنّ ماّ الذيّ تعنيهّ أيهّا المجنونّ ؟ لقدّ اتهمك الإعلام منذّ فترة بّقضيةّ قتلّك لوالدّك و أنتّ مشتبهّ بهّ فيّ قضيةّ وفاةّ جدّك أتظنّ أّن اللجوءّ
إلىّ أفرادّ عاّئلتكّ حالياّ أمرّ مناسبّ ؟
رفّعّ نايت حاجبّه بّحدةّ اللجوءّ إلىّ أفرادّ عاّئلته ؟ وقفّ و اتجّه إليهاّ بينماّ ارتبكتّ ملامحّ ويليامّ الذيّ سارعّ إليهماّ محاولاّ إيقافّ تهورّ صدّيقه
الذيّ لمّ يكنّ لّيفعل شيئاّ و إنماّ تّحدثّ بنبرتهّ المتهكمةّّ السّاخرة
ـ أنت بالفعلّ لاّ تعلمينّ شيئاّ أليسّ كذلكّ ؟ أنـّا ياّ آنستيّ الفردّ الوحيدّ و المتبقيّ من عـّائلةّ ماكاروف ، نيكولاّس أوّ المدعوّ بوالديّ البيولوجيّ
أيضاّ جديّ كلاهماّ توفيّ إثرّ حريقّ فيّ منزلّهم بّروسياّ و لمّ يبقى سواي لذلكّ فّكل أملاكّ ماكاروف باسم القانونّ هيّ ليّ ،
كادّت فلوراّ أنّ تتحدثّ لولا أن ويليامّ وضعّ يدّه علىّ فمهاّ بإنزعاجّ ألاّ تعلمّ متىّ تتوقفّ عن الكلامّ ؟ كلّ ماّ تتفوهّ بهّ يّزيد الوضعّ سوءاّ استداّر
ناحيّة نايتّ متجاّهلا غضبّ فلوراّ لكيّ يتحدثّ بّهدوء
ـ نايتّ هذّه ليستّ فكرةّ جيدّة أنتّ الآنّ نايتّ لبيرّ حفيدّ بيترّ لستّ ابنّ نيكولاسّ و بتصرفكّ هذاّ قدّ تّجعل احتماليةّ انتخبكّ كرئيسّ لشركاتّ لبيرّ
تعادّل الصفرّ فأرجوكّ لاّ تّقمّ بّشيءّ أنتّ ستندّم عليهّ لاحقاّ ،
قطبّ نايتّ حاجّبيه مجدداّ بالفّعل هوّ لاّ يحتملّ فكرةّ استعمالّ اسمّ ماكاروف مجدداّ لكنّ حتىّ لوّ فّهو لاّ يحتملّ فكرةّ تواجدّ ماريّ بّرفقة ديميتريّ
أكثرّ لذلّك سيّفعل المستحيلّ لاستعادتّها تّقدم للأمامّ أكثرّ ناحيّة النـّافذةّ التيّ تحتلّ نصفّ الجدارّ ثمّ أجاّب ويليامّ
ـ أنتّ مخطّئ، بإعلانّ هويتيّ الحّقيقيةّ علىّ الملأ هذاّ يعنيّ أنّي أملكّ ثروةّ ماكاروفّ قيصرّ روسياّ لذلّك سّوف ينتخبنيّ المدراءّ ليسّ لأننيّ
الأجدرّ بالمنصبّ بلّ لأننيّ أملكّ ثروةّ و أسهماّ بّإتحادّهما معّ لبيرّ سيشكلانّ قوةّ اقتصاديةّ لاّ تقهرّ ..
ابتسمتّ فلورّا بّسعادةّ و أرادتّ أنّ تتحدثّ معربةّ عن فرحتّها لولّا يدّ ويليامّ محكّمة القّبض علىّ فمهاّ لقدّ بدى ويليامّ متألماّ حزيناّ مماّ جّعلهاّ
تستنكرّ ردّة فعلهّ ماّ الذيّ يحدثّ لهماّ ؟ لماذاّ هوّ بّهذا التشاؤم ؟ أوّ ليسّ هذاّ خبراّ مفرحاّ ؟ صمتتّ بّمضضّ بينماّ عبسّ نايتّ قائلاّ
ـ فّلوراّ أحضريّ لناّ شيئاّ لأكله أناّ أتضورّ جوعا
أومـّأت فلّورا بّالإيجابّ فّنزعّ ويليامّ يدّه لكيّ يدّعها ترحلّ أرادتّ أنّ تّخاصمّ نايتّ لكنهاّ فهمتّ بّأنهّ يحاولّ بطرّيقة غيرّ مباشّرة جّعلها تغادرّ
الغّرفة كيّ يتحدثّ معّ ويلياّم بّإنفرادّ تنهدتّ هازّة كتفيهاّ بّعدم فهمّ ماّ الأمرّ معهمّا ؟ الخطّة جيدّة جداّ بلّ إنهاّ رائّعة فّلماذاّ هماّ متشائمانّ
إلىّ هذّه الدرّجة ؟ أهلّ استعمالّ لقبّ والدّه بذلّك السّوء ؟ تنهدتّّ بّاستنكارّ لأفعالهّ فحتىّ لو أرادتّ فهمهّ فّهي لنّ تستطيعّ

/

لقدّ مرّت يومينّ كّشهرّ لهاّ قاّبعة فيّ تلكّ الزاويةّ المظّلمة بينماّ يديّها ملقّيتينّ بجاّنبهاّ يوجدّ أثرّ بنفسجيّ اللونّ وجّهها شاحبّ بّشدة كماّ
لوّ كّأن الدّم قدّ سحبّ منّها كاّنت تّشعر بالّوهن فلمّ تكن قّادرة علىّ فتحّ شفتيهاّ طلّبا للميّاه ، فتحتّ عينيهاّ و ركزتّ النظرّ لاّ يوجدّ شيءّ
سّوى ظلاّم داّمس مـدتّ يدّها لكيّ تلمسّ بّخوف قدّميها لقدّ كانتّ لاّ تشعرّ بهماّ على الإطلاقّ ..
أغلقتّ عينيهاّ أرادتّ فّعلا أنّ يكونّ هذاّ مجردّ وهمّ لاّ غيرّ لكنّ هيّ فيّ باطنّ عقلهاّ حتىّ لوّ رفضتّ ذلّك إلاّ أنهاّ تعلمّ تماماّ أنّ ديميتري
حريصّ جداّ علىّ جّعل قدّميها لاّ تخطّوان أرضّ مجدداّ إذّ أنهّ استهدّفهما خلالّ هذّه المدّة الزمنيةّ ، كتمتّ دّموعهاّ لكنهاّ لم تستطعّ الصبرّ
بعدّ الآنّ ليسّ و كلّ ذلّك الجّهد الذيّ بذّلته ذّهب أدراجّ الرياّح فّأخذتّ تّبكيّ دونّ توقفّ دونّ أنّ تصدرّ صوتّا ..
عنّدما فجّأة فّتح بّاب غـّرفتهاّ لكيّ تمسحّ دموعهاّ بّسرعةّ كاتمةّ شّهقاتهاّ هيّ تّدرك تماماّ أنّه الآنّ بعدّ أنّ تّأكد ديميتريّ بّأنها لاّ تعنيّ لنايت
شيئاّ فّلن يترددّ فيّ استعمالّ أيّ أسلوبّ معهاّ قدّ يكون الموتّ مصيرهاّ كتلكّ الخادّمة كّفرانسوا كّغيرهاّ من ضّحاياه تّقدم بّخطّوات بّطيئة واّثقة
نحوهاّ بالّرغم منّ أنّ الظلاّم يّحيطّ بها إلاّ أنه استطاعّ تحديدّ مكانهاّ ، جلسّ قرفصاء راسماّ على شفتيه ابتسامةّ بّاردة
ـ صبّاح الخيرّ ماري لمّ أكنّ أريدّ أن أتأخرّ عليكّ لكنّ صياح أليكس منعنيّ من القدومّ إليكّ قليلاّ ، إذّن هلاّ أكملّنا حديثّنا من فّضلك ؟
لمّ تجّبه ماريّ و لمّ تّحاول النـظرّ إليهّ مجردّ سماعهاّ صوتهّ يثيرّ القشعريرةّ فيّ نفسهاّ نهيك ّعن رّؤيته قّابعا أمامهاّ بكلّ سّعادة إنهّ يستمتعّ
فّعلا بّإيلامها خصوصاّ بّعلمه مدى اهتماماهّا الشديد لأليكساندر قطبّت حاجّبيها بّإنزعاجّ بينماّ جذبّ هوّ كرسيّ خشبيّ لّيجلسّ براحة تامةّ ،
قـّال بّضحكة
ـ عندّما أراكّ أتذّكر والدّة نايت كلوديا لاّ بلّ سكارليت ربماّ لاّ أتذّكر اسمهاّ جيداّ اعذريّ ذاّكرتي الضّعيفة .. لقدّ كانتّ غـّبية طاّهرة القّلب لّدرجة
البّلاهة حتىّ لو وضّعت الفّرصة بينّ يديّها كانتّ لترميهاّ دونّ ترددّ ، تّماما مّثلك لقدّ كنتّ قادّرة على حذوي طّريقيّ تخليّ عن نايت و خطـّة الهرب
الفاّشلة تلكّ لكنّ و بّغبائك اللامتناهي كسبتني عدواّ ،
لقدّ تّعبت فّعلا من الاستماعّ لهراءه فهاهوّ يتحدثّ مجدداّ عن إمكانيةّ أنّ تصبحّ بّجانبه حينهاّ سيكسبهاّ حليفاّ له لكنّ هذاّ لن يحدثّ أبداّ أجـّابته
بنبرةّ شديدةّ الحـّدة ذوّ غضبّ عارم لاّ يوصفّ
ـ أرفضّ أنّ أكونّ حليفتكّ حتىّ لو كّان الأمرّ مجردّ تظاهرّ فلاّ تحاولّ إقناعيّ لأننيّ أفضلّ الموت علىّ ذلكّ ،
صمتّ لوهلة من الزمنّ محاولاّ الحفاّظ على هـّدوءه لاّ يريدّ أنّ يؤذيهاّ فهيّ مجردّ طفّلة فيّ النهايةّ هذاّ لم يمنعه قّبلاّ حاجزّ العمرّ لمّ يمّنعه منّ
تخلصّ من أعدائه لكنّ هـّذه الفتاةّ حالّة استثنائيةّ يريدّ إخلاّصها بّشدة ، دفّع الكرسيّ للخلفّ ثم اقتربّ منهاّ وضعّ يدّه أسفلّ ذقّنها ليسحبهاّ
ناحّيته كانتّ ترمقّه بنـظراتّ حاقدّة غّاضبة مماّ جّعله يشعرّ بالحّنق قليلاّ ، ماّ الأمرّ معهاّ تّستمر بالتمسكّ بنايتّ ؟ تّحدثّ بنبرةّ متهكمة
ـ نايتّ ؟ إذّ كان هوّ السببّ الذيّ يّمنعك من الانضمام إليّ فّأنتّ غبية بكلّ تأكيد ، ربماّ لاّ تعملينّ لكنّ هذاّ الرجلّ .. هذاّ الرجلّ الذيّ تّسعين لحمايتهّ
للعودةّ إليهّ إنهّ أسوّء منيّ بكثيرّ و لوّ كنتّ تّدركين القليلّ عنه فقطّ القّليل لماّ أحببّته لهذّه الدّرجة
بالرغم منّ أنّ كلامّه كان تّهكمياّ إلاّ أنهّ كانّ جادّ للغّاية إزدادّ شحوبّ وجهّ ماري نبرّته مفّعمة بالحقدّ بالّرغبة الشديدّة فيّ الانتقامّ مماّ جعّلهاّ
تتساءلّ ماّ سببّ الصراعّ فيّ بادئ الأمرّ ؟ همسّت لنفسهاّ بصوتّ منخفضّ تمكنّ ديميتريّ من سّماعه
ـ لكنهّ أفضّل منكّ بّأي حالّ..
رمقهاّ بّحدةّ تبّا لماّ هي مسّلوبة العقلّ بنايت ؟ كّما لو كّأنه خاليّ من الآثام و الأهواءّ ؟ ألمّ يقبلّ إليزابيثّ أمامهاّ ؟ ألمّ يتركهاّ دونّ سّؤال عنهاّ ؟
إذّن كيفّ هيّ لا ّتزالّ حتىّ الآنّ مخلصة لهّ ؟ تّنهدّ فجّأة بّهدوء ثم التفتّ ناحيتهاّ ، قالّ بّنبرة حـّزينة متّألمة
ـ ماري أنتّ لاّ تعلمين .. أنتّ لاّ تنتمين إلى ّعالمناّ نحنّ و رغمّ ذلكّ أريدكّ ليّ، لوّ أنكّ فقطّ تعّديننيّ بالّوفاء سوفّ أوفرّ لكّ جميعّ سبلّ العيشّ
الرغيدّ فّأرجوكّ للمرةّ الأخيرة هلاّ قبلتّ ؟
نـّظرت إليهّ بصدّمة أيعقلّ أنهّ وحيدّ ؟ ألهذاّ يريدّها أنّ تكونّ بجاّنبهّ تّدعمه عندّماّ يحتاجّ إلىّ ذلكّ ؟ نبرتهّ الحّزينةّ جّعلتهاّ تشفقّ عليهّ لكنّ بالّرغم
منّ ذلكّ فهذاّ لاّ يجّعلها تّأخذّ كّلامه بّمحمل الجدّ حتىّ لوّ كانّ حزيناّ بحاجّة لأحدّ يّثق بّه إلاّ أنهّ يبقى العدوّ الذيّ يّسعى جاّهداّ لتدميرّ سّمعة زوجّها ،
أخفضتّ رأسهاّ ثمّ رفّعته لتّجيبه بّنبرة هّادئةّ
ـ لاّ ، أناّ أسفةّ ..
ابتسمّ بّسخرية فجّأة مدّ يدّيه ناحيّتها لكيّ يّمسكّ برقبتهاّ محاولاّ خنقهاّ بينماّ لمّ تبديّ ماريّ أيّ مقاومةّ فليسّت لديّها القوةّ لرفعّ أصبعّ على أيّ حالّ
بلّ اكتفتّ بإغلاقّ عينيهاّ لقدّ حانّ وقتّ رحيلهاّ ، دفّعها ديميتريّ ناحيّة الجدارّ لكيّ يغشىّ عليهاّ كتمّ غيظه نظرّ إلىّ قدّميها المتضررّتين بّشدة لكيّ
يبتسمّ متهكماّ ذلّك الذي تحاّول العودّة إليهّ هوّ ليسّ مبالياّ بهاّ علىّ الإطلاقّ لقدّ حاولّ أنّ يّضمها لجاّنبه مراراّ و تكراراّ حتىّ لو كّان الأمرّ مجردّ
كذّبة إلاّ أنهاّ فيّ كلّ مرةّ ترفضّ حتىّ بعدّ أنّ رأتّ خيانّة نايتّ لهاّ علانيةّ يبدواّ أنهاّ ستبقىّ متمسكةّ بهّ حتىّ النهايةّ هذاّ ماّ يثيرّ غضبهّ ، كيفّ لهاّ
أنّ تحبّ شخصاّ تخلى عنهاّ ؟ قطبّ حاجّبيه لكيّ يّمدّ أناملهّ لّمعصمهاّ لولاّ تلّك النبرةّ الطّفوليةّ البّريئة التيّ قاطّعته
ـ عّمي أرجوكّ توقفّ لاّ ذّنب لهاّ أرجوكّ لاّ تّجعلهاّ تتألمّ أكثرّ منّ هذاّ..
استـّدار ديميتريّ ناّحية ذلّك الفتىّ الصّغيرّ أليكساندرّ كانّ يرتجّف بّقوة إذّ أنهّ يحاّول اعتراض أوامرّ عمهّ هناكّ كدماتّ عديدّة علىّ جسدّه أيضاّ
ابتسمّ ديميتريّ لهّ بّسخرية كمّ يبدواّ مثيراّ لشّفقة جسمهّ لاّ يقوى علّىّ الحركّة فكيفّ لهّ أنّ يمنعّه منّ قتلّ هذّه المرّأة ؟ قّال لّه بّتهكمّ
ـ لماذاّ أليكسّي ؟ هلّ تّحبهاّ أنتّ أيضاّ ؟
لمّ يجّبه أليكساندرّ بّل تراجّع للخلفّ هوّ يعلمّ منّ يكونّ ديميتريّ تصرّفاتهّ بّأكملهاّ أيضاّ ماّضيهّ تماماّ كّما يّدرك خطّوته القّادمة فّاكتفى فقطّ بخطّواتّ
متراجّعا فيهاّ بينما تقدّم عمهّ أكثرّ ناحيّته قّائلاّ بّضحكةّ
ـ لاّ يجدرّ بكّ أنّ تّحبهاّ أليكسّ سّوف أقتلهاّ فيّ النهاّية أيضاّ ،
نـّزلتّ دموعهّ بّغزارّة دونّ توقفّ علىّ خدّه المتورمّ للونّ البنفسجيّ أخفضّ رأسهّ للأسفلّ لاّ يستطيعّ أنّ يفقدّ شخصاّ آخرّ لذّلك سّارع ناّحيتهاّ ضاماّ
إياهاّ بّشدةّ تحدثّ بنبرتهّ البريئةّ المتّألمة
ـ إنّ أردتّ قتلهاّ فّأقتلنيّ أناّ معهاّ لاّ أريدّ أنّ أعيشّ معكّ بعدّ الآنّ عميّ ..
رمقّه ديميتريّ متملمّلا اتجّه إليهّ و جذّبه منّ ياقّته بالرغم منّ مقاومةّ أليكسّ إلاّ أنهّ لمّ يستطعّ أنّ يقفّ عقبةّ فيّ طرّيق عمّه فقدّ رماّه بعيدّا
لكيّ يّقومّ بالدوسّ علىّ قدم ماريّ ، قـّال لّه بنبرةّ باّردة
ـ تّوقفّ عنّ التصرفّ كفّتاةّ و إلاّ سّوف أقومّ بإنهاءّ حياتهاّ فّورا أيضاّ لاّ تنسّى نفسكّ ، أنّا لاّ أبقيكّ جانبيّ حباّ أوّ شفقةّ بلّ لشيءّ أنتّ تّعلمه جيداّ لذلكّ
تهذبّ إلىّ أن يحينّ وقتّ استعمالكّ أليكس ..
كتمّ أليكساندرّ دموعهّ و وقفّ لكيّ يّغادرّ الغرفةّ متجّنبا النظرّ إلىّ حالةّ ماري التيّ يرثى لهاّ عندّما أوقفتهّ كلماتّ ديميتريّ مجدداّ قدّ كانّت مفّعمة
بّالبّرود و القّسوة
ـ نّحن لاّ نبكيّ أليكساندرّ ، نّحن لاّ نحبّ لاّ نشعرّ .. كمّ مرّة يجبّ عليّ أنّ ألقنكّ هذاّ الدرس ؟ ألاّ يكفيكّ عددّ الخدمّ الذيّن قدمتّ بالتخلصّ منهّم رغّبة
فيّ تعليمكّ هذاّ الدرسّ ؟ أتـّريد منيّ فعلاّ قتلّ ماريّ أمامّ عينيكّ ؟
استـداّر ناحيتهّ قدّ شحبّ وجّهه بّشدة بينماّ ذّكريات الماضيّ قدّ عادتّ لتّطوف عّقلهّ ككابوسّ حّي يلاّزمه طّوالّ حيّاتهّ أومّأ بالنفيّ غيرّ قادرّ على
الكلامّ أنّ يفقدّ ماريّ شيءّ يفوقّ احتمالهّ هيّ الوحيدّة التيّ ابتسمتّ إليهّ الوحيدّة التيّ رغبتّ في انـّقاذه أنّ يهرباّ سوّية من قّبّضة ديميتريّ كلّ ذلكّ
دونّ أنّ تعلمّ هويتهّ الحّقيقيةّ ، بينماّ تقدمّ منهّ ديميتريّ لّكي يّحركّ خصلاتّ شعرهّ بّهدوءّ قائلاّ
ـ هـذاّ أريدكّ مطيعاّ ، لاّ تنسىّ مهمتكّ أليكسّ فّهي قّريبة جداّ
..
__________________