عرض مشاركة واحدة
  #66  
قديم 12-28-2015, 05:28 PM
oud
 
لقدّ مرّ يومينّ و هيّ علّى حالّتها تلكّ مسّتلقيةّ فيّ فراشهاّ غيرّ قّادرة علىّ تـّحريكّ جسدّها أخذتّ تجّول بّعينيهاّ فيّ غّرفتهاّ بّّهدوء
شديدّ لاّ تعلمّ متىّ ستّكون ضّربة ديميتريّ القاّضية لهاّ نـّزلت دّموعهاّ مجدداّ محاّولة أنّ تّؤنسّ نفسهاّ عندّما فجّأة فتحّ بابّ لكيّ
يظهرّ من خلفهّ أليكساندرّ علىّ شفتيهّ ابتسامةّ مرتبكةّ قدّ بدّا متردداّ لكنّ تّقدم نحوهاّ مسّرعاّ ابتسمتّ ماريّ لهّ بلطفّ فّقال بّفرحّ
ـ ماريّ لقدّ غـّادر ديميتريّ إلىّ أقربّ رحلّة للندّن تّركّ المنزلّ بّأكمله و رحلّ يمكنكّ الهربّ الآنّ ماريّ ..
نـظرتّ إليهّ ماريّ بّإرهاقّ ثمّ أومـّأتّ بالنفيّ لاّ تستطيعّ ، لمّ تّأكلّ منذ مدّة لذّلك جسمهاّ ضعيفّ نهيكّ عنّ قدميهاّ المتضررتينّ بشدّة
لذّا حتىّ لوّ سنحتّ لهاّ الفّرصة فهي لاّ تقدرّ أغلقتّ عينيهاّ محاولةّ النومّ قليلاّ عندّما ظهرتّ ملامحّ الحزنّ علىّ وجّه أليكساندرّ
الذيّ تّحدثّ مجدداّ بّإلحاحّ
ـ لكنّ ماريّ لقدّ أوقفتّ عـّمل الكّاميراّ منّ غرّفة المرّاقبةّ أيضّا لاّ يوجدّ سوىّ خادّمة و حارسّين يمكنكّ الاستنادّ عليّ هياّ يجبّ عليكّ
الـّرحيلّ قبلّ أنّ يعودّ ديميتريّ لأنهّ سّيقتلكّ لاّ محاّلة ..
ما الذيّ يتحدثّ عنهّ هذاّ الطفلّ ألاّ يدركّ أنّ تلكّ الكدماتّ البنفسجّية تغطيّ معظمّ جسدّه ؟ إنهّ بالكاد يّستطيعّ السيرّ هوّ فيّ مثل حالتهاّ
تماما كلاهماّ تعرضاّ لعّقابّ منّ طرفّ ديميتريّ لذلّك كيفّ له أنّ يتحدثّ عنّ الهربّ مجدداّ ؟ إنهّ أمرّ مستحيلّ ، قـّالت لهّ بنبرةّ هادّئة
ـ لا بأسّ ألكيس فّأنا لاّ أملكّ مكاناّ للعودةّ إليهّ ..
زمّ أليكساندرّ شّفتيهّ بّتعاسةّ بعدّ كلّ ذلكّ الجّهد الذيّ بّذله للوصولّ إلىّ غرفةّ المراقبة لتحريرّ نفسهّ من سجّنه و لّإلهاءّ الخاّدمةّ لكنّ
و بالنـظرّ إليهاّ كانتّ بالفّعل ضّعيفةّ للغاّية كادّ أنّ يخرجّ خاّئب الأملّ عندّما فتحّ بابّ الغـّرفة ظّهرت الخادّمة بّصينيةّ الأكلّ تّقدمتّ ناحيّتهمّ
قدّ شحبّ وجّه أليكساندرّ إذّ أنه منعّ عليهّ الاقتراب من مارّي ، فجّأة نزعتّ الخادّمة قّبعتهّا لكيّ تسدل خصّلات شعرهاّ الأشقرّ الطّويلّ
علىّ ظهرهّا رفعتّ وجّهها و نـظرات ّالعـّزم واضحّة عليهاّ عينينّ زرقاوتينّ بّشرةّ صّافيةّ هيّ بكل ّتأكيدّ ليستّ خادّمتهمّ ، تّقدمتّ مسرعة
لكيّ تجذبّ الكرسيّ المتحركّ المرميّ فيّ الزاويةّ ثمّ وضّعته بجانبّ السّريرّ لكيّ تّبتسمّ بّحماسّ متحدثّة
ـ ماري .. ماريّ دّعيناّ نخرجّك منّ هناّ
فتحتّّ ماريّ عينيهاّ بّتعبّ لكيّ تلمحّ كليرّ أمامهاّ ابتسمتّ بّلطفّ إذّ ظّنت أنهاّ تتوهّم وجودّ الناّس حولهاّ ثمّ عـّادت لنوم كيّ تّحملّها كليرّ
بّصعوبةّ نظرّا إلىّ أن كلتاهماّ ضّعيفتينّ فيّ البنيةّ ثمّ وضّعتهاّ علىّ الكرسيّ المتحركّ حدّث ذلكّ كلّه أمامّ أنـظارّ أليكساندرّ المندّهش
تّحدثّ بّصدمة
ـ كليرّ غلوري ماّ الذي تّفعلينهّ هنا ؟ لوّ علمّ ديميتريّ بخيانتكّ سّوف يستهدفّ أخيكّ بكلّ تّأكيدّ
استـّدارتّ كليرّ ناحيّته تّرمقهّ بدّهشةّ هلّ كان هـذا الفتىّ هناّ طوال الوقتّ لاّ و الأدّهى أنهّ يعلمّ هويتهاّ لكنّ ماّ الذيّ يقصدّه بكّلماتهّ هذّه ؟
كادّت أنّ تتحدثّ عندّما دّخل فرانسواّ إلىّ الغـّرفة نـظرّ إلىّ كليرّ بّإنزعاجّ إذّ أنهّا استغرقتّ وقّتا أطّول ممّا كانّ محدداّ لهاّ قّال بّعصبية
ـ تـّبا كليرّ ألاّ تجّيدين فعلّ شيءّ ؟
تلعثمتّ محاولةّ أنّ تجدّ إجاّبة لكنهّ تجاّهلهاّ و هوّ يتبعّ إشّارة ماّ فيّ هاتفهّ إلىّ حينّ أنّ وصلّ لخزانة ملابّس ماريّ فتحّها ثمّ أخذّ سّوراّ
ماّ أيضاّ قلاّدة و وضّعهماّ فيّ جّيبه عـّاد ناحيتهماّ لكيّ يحملّ ماريّ بينّ ذراّعيه بّسهولة تامّة استيقّظت الأخيرّة أخذتّ تنـظرّ إليهّ بّعدم
تصديّق هّل بدت تتّوهم ؟ فرانسواّ حيّ يرّزقّ أمامّها بدّأتّ دموعهاّ بالنزولّ عندّما تّحدثّ فرانسواّ بنبرةّ جادةّ
ـ أعتذرّ علىّ تـّأخريّ سيدتيّ سّوف نرحلّ الآنّ
أومـّأتّ بالإيجابّ غيرّ مصدّقة لكنهاّ سّعيدةّ لكونهّ بخيرّ حيّ لقدّ كانتّ تلومّ نفسهاّ على موتهّ لكنّ هاهوّ واقفّ أمامهاّ بنظراتّه الجادّة
المـرفقة بالّراحةّ أشـّارت ناّحية أليكساندرّ الذيّ لاّ يزالّ مصدّوماّ ثمّ قّالت بّرجاءّ
ـ لاّ تتركّه فرانسواّ ..
نـظرّ إلىّ أليكساندرّ بّقليلّ منّ الحيرّة ليستّ لديّه أيّ معلوماتّ عنّ وجودّ طفلّ لدّى ديميتريّ قد يكونّ خطراّ علىّ عّملية هروبهم لكنّ
سينفذّ أوامرّ سيدّته علىّ أيّ حالّ أشارّ بّعينيهّ لكليرّ فّأمسكّت بّيدّ أليكساندرّ الذيّ شّعتّ ملامحّ وجّههّ بّإبتسامةّ سّعيدةّ ، همستّ ماريّ
لفرانسواّ بّشيء ماّ لكنهّ لمّ يستطعّ سماعهاّ فّاقتربّ منهاّ أكثرّ بّعد لحظات وضعهاّ علىّ الكرسيّ المتحركّ لّكي يّتحدثّ بنبرةّ آمرة
ـ كليرّ خذّيهما إلىّ السيّارة و انتبهيّ منّ فضلكّ
رمقتّه كليّر بنظرّة متّرددةّ إذّ كونهاّ سّتأخذّهما لوحدّها أمرّ صعبّ عليهاّ قليلاّ خصوصّا و أنّ حالةّ ماريّ متدّهورة أيضاّ صحةّ ذلكّ الصبيّ
لكنّ و بالّرغم منّ ذلكّ سارعتّ بتنفيذّ طلّبه لقدّ تكفلّ فرانسواّ بّالحارسّ كذلكّ بالخادّمة لقدّ كانّ الأمرّ صّعباّ عليه أيضاّ لأنهّ لمّ يشفى كلياّ بعدّ ،
بّعد عبورّ تلكّ السّلالمّ بّصعوبةّ و بّمساعدةّ من الصبيّ استطاعّ الثّلاثة أنّ يصّلوا إلىّ السياّرة أسندتّ كليرّ ماريّ عليهاّ لتجّعلها
تجلسّ بالخلفّ رفقةّ أليكساندرّ ثمّ جلستّ خلفّ المقودّ منتـّظرة قّدوم فرانسواّ كانتّ تبدواّ خاّئفة جداّ حيّث أنّ ماّ همّ مقدّمون عليهّ
خطرّ للغّاية ضربت المقودّ بّتوترّ متحدثّة
ـ لقدّ تّأخرّ فرانسواّ ..
عندّ إنهائها لجّملتها فتحّ فرانسواّ البابّ نـظرّ إليهاّ للحظاتّ إذّ بدّا وجّهها شّاحبّا بشدّة مماّ جّعلهّ يّرمقهاّ بّإنزعاجّ تنهدّ و أشارّ علىّ
مكانّ المفتاحّ ليّقول بّضجرّ
ـ تبـاّ كليرّ شغليّ المحركّ هلاّ فعلت ؟
لّا تعّلم لماّ لكنّ و فيّ هـذّه اللحـّظة تّماماّ مجردّ النظرّ لفرانسوّا قدّ أصابهاّ بالغضبّ هيّ تبذلّ جّهدهاّ لكنهّ لاّ يقدرّ ما تفعله أبدا فكلّ
ماّ قالّه لهاّ منذّ أنّ فتحّ عينيهّ فيّ المستشفىّ هّو تبّا كليرّ سحقاّ كليرّ أسرعيّ كليرّ معطياّ إياهاّ مختلفّ الأوامرّ قطبتّ حاجبّيها و ّ
شغلتّ المحركّ بعدّ ذلكّ أدارتّ المقود بّسرعةّ كيّ تصدرّ السيارة صوتاّ مزعجاّ حاداّ قاّلت بّنبرةّ غاّضبة
ـ حسناّ ماريّ أليكس تّمسكاّ جيداّ ..
احتضّن أليكساندرّ جسدّ ماريّ لكيّ يمنعهاّ منّ التّأثرّ بّسرعةّ كليرّ أغلقّ عينيهّ محاّولاّ تّخفيفّ من رعبهّ لقدّ أقدّم علّى خطّوة قد تجّعل
ديميتريّ يّثور غضباّ هوّ حتماّ إنّ وجدّه سوفّ يجّعله يندّم لكنّ الأمرّ يستحقّ العناءّ ، الرحيلّ من ذلكّ المنزلّ إفلات منّ قبضة ديميتري
لطالّما كانتّ هذّه أمنيتهّ الوحيدةّ .

آنتهّى .
__________________