عرض مشاركة واحدة
  #67  
قديم 12-28-2015, 05:29 PM
oud
 
جـّزء الثّامن و الثّلاثينّ

~ ثـّقـةّ المـّعدمة


قدّ غشا ضّبابّ مـّدينةّ لندّن مـّنذّرا بّجوّ معكرّ قّادم حينماّ حطتّ تّلك الطـّائرّة علىّ سطّح مبنىّ شركةّ لبيرّ بّعد لحظاتّ خـّرج فّرانسواّ
الذيّ تحملّ مسّؤوليةّ إيصّالهمّ يضعّ نـّظارتينّ تساعدّانه لرّؤية أفضلّ عبّر الـسحابّ لكونهّ هوّ الطّيار إتجّه للجّهة الأخرّى لكيّ يّساعدّ
كليرّ علىّ النزولّ ذلكّ بحمّلها منّ خصرهاّ وضعهاّ أرضّا فّأمسكّت كليرّ رأسهاّ لّأن صداعّ قدّ داّهمهاّ سّألهاّ بنبرتهّ العـّمليةّ الهـّادئة
ـ هلّ أنتّ بخيرّ ؟
أومـّأتّ بالإيجابّ لكيّ تبتسمّ بّكلّ حمـاسّ لقدّ عـّادتّ أخيراّ إلىّ لندّن تجّاهلت رحّلتها بّرفقة بروفيسور أيضاّ هيّ سوفّ ترسبّ لاّ محـّالة
لكنّ البّقاءّ بّرفقتهمّ بّكل تّأكيدّ أفضـّل منّ ألفّ نقطّة قدّ تحصّل عليهاّ اتجهت هيّ بّدّورها للجهة الخلّفيةّ رفـعتّ يدّها و سّاعدتّ أليكساندرّ
على النـّزول بينماّ حملّ فرانسواّ ماريّ بّحرصّ خوفاّ لتّدهور صّحتهاّ أكثّر ، كادّ أنّ يتقدّم الثـّلاثة عندّما تحدثّت ماريّ بنبرةّ ضّعيفة لكنهاّ
مليّئة بالإرادة
ـ دعّني أسيرّ فرانسواّ أنـّا لستّ عـاّجزة
كادّ أليكساندرّ أنّ يعترضّ لعّلمه بّمدى الألمّ الذيّ تعرضتّ إليهّ خصوصاّ و أنّ ديميتريّ استهدفّ قدميهاّ كيّ لاّ تكونّ قاّدرة علىّ السيرّ
بعدّ الآنّ غيرّ أنهّ إلتزمّ الصمتّ بخوفّ هوّ فيّ موقفّ لاّ يسمحّ لهّ أبداّ بالحديّث عندّما أنزلهاّ فرانسواّ بترددّ فّوقفتّ ماريّ على قدّميهاّ
يبدواّ عليهاّ الألمّ لكنّ تّجاهلت كلّ ذّلك و هيّ تسيرّ جاّنباّ إلىّ جنبّ معّهمّ ، تّحدثتّ كليرّ بّنبرةّ سّعيدةّ مشيّرة
ـ أنـّظروا هناكّ أليسّت تلكّ فلوراّ ؟ ياّ إلهيّ أيضاّ السيدّ دويلّ و السيدّ لبيرّ يبدّوا أنهمّ هناّ جّميعاّ لاستقبالكّمّا
مقّابلاّ لهمّ كانتّ فلوراّ تّروحّ و تّجيء بّتوترّ شديدّ غيرّ قادّرة علىّ التزامّ بمكانّ واحدّ بينماّ ويّليامّ يّؤنبهاّ لتصّرفهاّ فهيّ تّزيدّ منّ قلقهّ
أمـّا سوزيّ فكاّنتّ تّضمّ يدّيها إلىّ صدّرها تّدعوا أنّ يّصل الكلّ بّسلامة فيّ حينّ كانّ نايتّ يسندّ علىّ الجـّدارّ الذيّ خّلفه بدا مشتتّ الذّهن
الاضطراب باديّ عليه لحـّظة ما صّاحتّ فلوراّ بّحماسّ
ـ لقدّ حـّطتّ الطاّئرة دّعوناّ نـّذهب إليهمّ
استطاع الكلّ أنّ يسمعّ صوتّ نـّزول الطاّئرةّ لكنّ و لتفاديّ أيّ إصّابة فّضلّ ويليامّ بّقائهمّ فيّ هذّه البّقعةّ عندّما اقشعّ الضبابّ قليلاّ لكيّ
يظّهر الأربـّعة فرانسواّ الذيّ يّؤنبّ كليرّ عـّلى لفّ كلتاّ يدّيها حولّ ذراّعه قدّ كانتّ تّتحدثّ معّ أليكس بّنبرةّ حماسيةّ للغاّية بينماّ كانتّ ماريّ
تّبذلّ جّهدّها فيّ إكمالّ طرّيقهّا عندّما لمحتّ نايتّ توقفتّ فجّأة لمّ تردّ لدموعهاّ أنّ تبدّأ بالنـّزول أمامهمّ فّأخفضتّ رأسهاّ محاّولة تّمالكّ
أعصابهاّ إنهّا حّزينة لكونّ فلّورا تجّاهلت مكالماتهاّ كذلّك فّعل ويّليام ، غاضّبة لّأنهاّ رأتّ إليزابيثّ تٌّقـّبل نايتّ للمرةّ الثّانية دونّ أنّ يعيقهاّ
لتكونّ صاّدقة معّ نفسهاّ هيّ لمّ تّكن تـّريدّ العودّة ليسّ كماّ لوّ كّأنه يوجدّ مكان لهاّ بينهمّ ،
فجـّأة وجـّدت ذّراعيّن تحيطّان بهاّ لكيّ يضمانهاّ نّاحيّة صدّره بكلّ قّوة اتسعتّ عينيهاّ من الصـّدمة و نـظرتّ إلىّ نايتّ لمّ تستطعّ أنّ تّقرأ
ملامحّ وجّهه قدّ غطتّ خصّلات شعرهّ الأسودّ عينيه كتمتّ دّموعهاّ رافّضة أنّ تستسلمّ لّنبضاتّ قلبهاّ المجّنونةّ لكّّّّن قدّميها خانتاهاّ فّجلست
علىّ الأرضّ بّيأس زمتّ شفتيهاّ عندما استندّ نايتّ علىّ ركّبتيه مخفّيا ملامحّه خلفّ خصلاتّ شعرهّ عـادّ يضمهاّ منّ جديدّ همسّ
ـ أنـّا أسفّ
حالماّ سمعتّ كلماتهّ بدّأت دّموعهاّ بالنـّزول شاّقة طرّيقها علىّ خدّها ثمّ أخذتّ تـّبكيّ بصّوت عـّاليّ هيّ تّحاول أنّ تّبعدّه عنهاّ لاّ تـّريد الإستماعّ
إليهّ لاّ تـّريد رّؤيته لاّ تـّريدّ لنبضاتّ قلبهاّ أنّ تّخفقّ من أجّله لاّ تـّريد أنّ تكونّ ماريّ الضّعيفة بعدّ الآنّ .. حاولتّ التحدثّ لكيّ تـّجيبه بّنبرةّ
مبـّحوحةّ متـّألمة
ـ حبّك جّعلني أفـعلّ أشياءّ لاّ أريدّها، حبـّك يّغيرنيّ شيئاّ فشيئاّ حتىّ بّت لاّ أعرفّ نفسيّ بعدّ الآنّ بّت شخصاّ لاّ أريدّ أنّ أكون، هـّل هـذاّ ماّ
يعنيه أنّ أحبكّ ؟ أنّ أكونّ بجـّانبك ؟ لأننيّ لمّ أعدّ أحتـّمل ذلكّ .. أرجوكّ أتـّركنيّ
نـظرتّ فلـّورا بّصدّمة إلىّ ماريّ التّي بدتّ منهاّرة فّأخذتّ تّحاول ضربّ نايتّ بقّبضتهاّ لكنّه شّدّ الإحكامّ حولّها لمّ تصدقّ ماّ تـّراه علىّ الإطلاقّ
نايتّ يتصرفّ بّغّـرابةّ عينيهّ مخفيتين خلفّ خصلاتّ شعره الداّكنة بينماّ و لأولّ مرةّ تـّرى ماريّ تحاول الابتعّاد عنهّ لاّ بلّ عنهمّ جميعاّ ، كلّماتهاّ
كانتّ قاّسية لكنهاّ مليّئة بّألمهاّ حتىّ لوّ رفضتّ فّهيّ لا ّتـّزال تّحبه منّ أعماقّ كياّنّها ، أرادتّ أنّ تضمهّا هيّ أيضاّ إلىّ صدّرها غيرّ أنهاّ خاّئفة ماّ
إنّ كانّت ماريّ سترفضّها هيّ أيضاّ .. لقدّ رفضتّ الشخصّ الوحيدّ الذيّ كافحتّ من أجلّه إذّن ما ّألمانعّ لرفضهاّ هي ؟
احتـّضنتّ سوزيّ فـّرانسواّ بّسعادةّ ثمّ ضمتّ أليكساندرّ إلىّ صدرّها لقدّ ألمهاّ رؤيةّ طفلّ بّعمرّه مصاباّ بكلّ هـذّه الكدّماتّ الذيّ كانّ نـّظره مّوجّها
إلىّ ماريّ رامقاّ نايتّ بدّهشة كبيرّة بينماّ ألقى ويليامّ التحـّية عليهمّ جميّعا مبّتسماّ بّلطفّ عـّاد يّنظرّ بنصفّ عينهّ ناحيّة نايتّ الذيّ بدّا مرتبكاّ و
هوّ يحاّول جاّهدا أنّ يّقنعّ ماريّ بأن كلّ شيءّ على ماّ يرام بينماّ كانتّ هيّ تشيّح بّوجههاّ عنهّ رافّضة النظرّ إليهّ بلّ حتىّ أنهّا وضعتّ يديّها علىّ
أذنيهاّ لكيّ لا تستمعّ لكلماتهّ المبحوحةّ ذاتّ النـّغمة الموسيقيةّ التيّ لطاّلما أشفت قلبهاّ ابتسمّ ثمّ وضعّ ذراّعه حولّ كتفّ فلوراّ التيّ لاّ تزالّ قلقةّ ،
قـّال بّلطفّ
ـ هيّ لنّ تـّكرهكّ فلوراّ أنتّ أختهاّ الوحيدّة عـّائلتهاّ بأكملهاّ فكيّف لهاّ أنّ لاّ تحبكّ ؟
أومـّأت فلّورا بالإيجابّ راسمّة على شّفتيهاّ ابتسّامة راحـّة لقدّ استعادتّ أختهاّ أخيراّ بالّرغم منّ أنّ الأمّر بدّا مستحيلاّ إلاّ أنّ نايتّ نجّح بطريّقة
ماّ تـّقدمتّ ناحيّتهماّ محاّولة تشجيّع نفسهاّ عـّندّما سمعتّ صّوت ماريّ المتّألم المبحوحّ
ـ لاّ و لنّ أفعلّ ، لماذاّ قـّبلـتّ إليزابيثّ ؟ هاّ ؟ ألمّ أخبركّ أنّ تحذرّ منهاّ ؟ لماذاّ فّعلتّ ذلكّ ؟ لماذاّ تجاهلت اتصالاتي ؟ لماذاّ لمّ تّسأل أبداّ عنيّ ؟
شحبّ وجّه نايتّ كليّا متـذّكراّ أحداثّ مراسمّ دفّن جدّه لقدّ كانّ بالفّعل منّ أسوءّ أيامهّ قدّ استغلتّ إليزابيثّ تّشتت ذّهنه لكيّ تّرميّ بحّبالهاّ من
حولهّ نـظرّ إلىّ ويليامّ كّأنه يطلّب منه استغاّثة فتـّقدم صديّقه لنجّدته قـاّئلاّ بّمزاحّ
ـ ماريّ دّعيناّ منّ هـذّه الأشياّء التافهةّ فسّلامتكّ هيّ الأهمّ الآنّ أيضاّ تّعلمينّ أنّ إليـزابيثّ تـّحبّ نـّ
قبلّ أنّ يكملّ جّملته بلعّ ريقهّ خوفاّ منّ نـظرّاتهاّ التيّ تّلومه ألمّ تكنّ تبكيّ تواّ ؟ كيّف استجمعتّ قوتهاّ بّهذه السّرعة فحاّول رسمّ ابتسامتهّ
الجـذاّبة البسيطةّ التيّ تـّجعل الفتياتّ يذّعن لهّ لكنّ كلماتّ ماريّ المتّألمةّ شديدةّ الحزنّ جّعلتهّ يّنسحبّ للخلفّ
ـ أنتّ لستّ فيّ موقفّ يسمحّ لكّ بالتـّدخل ويليامّ فّأناّ لمّ أنسىّ أمركّ بّعد لذّلك لاّ تّظن و لاّ حتىّ لوهلةّ من الزمنّ أننيّ سامحتـّك كّذلكّ أنتّ فلوراّ
خصّوصاّ أنتّ نّأيت تّرسلنيّ بّعيداّ حتىّ يتسنىّ لكّ اللعبّ كماّ تشاءّ معّها
أشّاحتّ بّوجّهها بّعيداّ عنهمّ بينماّ ازدادت صدّمّة نايتّ عمقاّ منّ تصّرفهاّ الحاّد شحبّ وجـّه فلوراّ كلياّ ثمّ بدّأتّ بذّرف دموعّ الحسرة و هيّ تحتضنّ
ويليامّ الذيّ أخذّ يرتجفّ قلقاّ سّألته فلّورا بّنبرةّ باّكية
ـ أينّ ماريّ ؟ أيّن أختيّ ؟ ماّ الذيّ فعله ديميتريّ لأختيّ ؟
رفـّع نايتّ يدّه لكيّ يضّعها علىّ كتفهاّ لكنهاّ صّفعت يدّه بقّوة مماّ جّعله يّرمشّ مراراّ تـّكراراّ بالفّعل أيّن ماريّ ؟ محاّولاّ إيجادّ كلمّة مناّسبة غيرّ
أنهّ إلتزمّ الصمتّ إنّ لمّ تسامحّه فّهذاّ حقّها لقدّ تـّركهاّ لوحدّها فيّ فرنساّ دونّ أنّ يسّأل عنهاّ ثمّ أختطفّها ألدّ أعداّئه سّوءا لأولّ مّرة ظّهرت علىّ
وجّهه صّفة الألمّ لمّ يكنّ لّيفسرّ لأحدّ قبلاّ أفعالهّ إلاّ أنّ ماريّ تّلومه رافّضة مسّامحتّه كادّ أنّ يتحدثّ عندّما تّقدمتّ منه سوزيّ مسّرعة بعدّ أنّ
تلقتّ إتصالاّ ماّ
ـ سيديّ لقدّ وصلتنيّ تعليماتّ عنّ تواجدّه فيّ غـّرفة الانتظار أيضاّ يحاولّ اقتحامّ مـّكتبك عنوةّ بّرفقتهّ العـديدّ من الحرسّ ، يجدر بناّ الإسّراعّ..
حالّما انتقلّ إلىّ مسّامعه تّلك الأخبارّ احتدتّ نـظرّاته لكيّ تتغيرّ قدّ عـّاد نايتّ إلىّ نفسهّ القـّديمةّ الباّردة ابتسمّ بكلّ سخريّة أيظّن أنهّ و بجلّبه لّهذا ّ
الكمّ الهاّئلّ من الحرسّ سيستطيعّ منعهّ ؟ نـظرّ ويليامّ إلىّ نايتّ بقلقّ كذلّك فّعل فرانسواّ بينّما أخذّ أليكساندر يرتجفّ خوفاّ لعّلمه أنّ هويةّ هـذاّ الرجلّ
هيّ ديميتريّ لا ّغيرّ ، تغـّيرت ملامحّ ماريّ بّسرعة لتـّرمقّ نايتّ بقلقّ ماّ الذيّ فعلهّ ؟ بينماّ تـّحدثّ نايتّ بنبرتهّ البـّاردة
ـ ألاّ يّعلمّ أنهّ ضيفّ غيرّ مرغوبّ فيّه ؟ تـّبا .. فرّانسواّ خذّ الجّميع إلىّ القصرّ و احرصّ على أنّ لّا يراكّ أحدّ ، لا تنسىّ أن ديميتريّ يّظنكّ ميتاّ لذلّك
يجبّ عليناّ أنّ نحسنّ استغلالّ هذّا
نـظرّ إلىّ ماريّ ثمّ تنهدّ بّيّأس رفـعّ هاتفهّ ليّضغطّ علىّ عـّدة أزارّ أمامه كانتّ تسيرّ سوزيّ التيّ تحاولّ تّأمين الطريقّ له بينماّ و بجـّانبه كانّ ويليامّ
الذيّ يتـّحدثّ عبرّ الهاتفّ إلىّ وكيلّ أعـّماله كتّم فـّرانسواّ غيظه إذّ أنهّ ليسّ مشاركاّ فيّ هذّه العمليةّ حيثّ يّفضلّ حماّية سيدّه خلالّ هذّه الفترةّ
الزمنيةّ إتجـّه إلىّ ماريّ و أرادّ أنّ يحملهاّ لكنّ اعتراّضها جّعله يسندّها عليّه بينماّ تـّمسكّ أليكسّاندر بيدّ كليرّ قدّ أخذّ يرّتجفّ بّقوة لوّ عـّلم ديميتريّ
بمكانهّ لقّتله دونّ ترددّ فيّ حينّ تنهدّت فلّورا بّغيرّ رضى بالّرغم منّ أنهاّ كانتّ معهمّا طّوال الفّترة الماّضية إلاّ أنهاّ لاّ تـّعلم شيئاّ عنّ خطّتهماّ
، تّحدثّ فّجّأة أليكسّاندرّ مكلّما نايتّ
ـ سيدّ نايتّ أرجـّوك تّوخى الحـذرّ
استـّدارّ نايتّ ناّحيته لكيّ يّرمقهّ بقليلّ من الاستغّرابّ لكنهّ سّرعاّن ماّ تـّغيرتّ ملامحّه للبرودّ أومـّأ بالإيجابّ راسماّ علىّ شفتيه ابتسّامة سّاخـرة
متّهكمةّ قـّائلاّ بّضحكة مسّتهزئة
ـ لاّ داعيّ للقلقّ فّرجالّ ماكاروفّ لاّ يّهزمونّ بّسهولة ..
نـّظرّ إليهّ ويّليامّ بّصدمة كذلكّ فعلّ فرانسوّا أقاّل نايتّ تواّ ماّ قّاله ؟ هلّ بالفّعل نـّعت نفسهّ منّ عاّئلة ماكاروفّ ؟ يبدوّا أنه اتخذّ قّراره بالفـعّل
لاّ أحدّ يستطيعّ ثنيهّ عنّ رأيهّ حتىّ ديميتريّ بينماّ ظّهرت صّفة القلقّ علىّ ملامحّ ماريّ بالّرغمّ منّ أنهاّ رفضتّ أنّ تظهرّ ذلكّ لكنّها لمّ تستطعّ
إخفاءّ قّلقهاّ فيّ النهايةّ أليستّ عينيهاّ كالّمـّرآة تّعكسانّ مشّاعرهاّ دوماّ حّاولتّ الكلامّ غيرّ أنهاّ صمتتّ بّألمّ سماعّ إسمّ ديميتريّ فقطّ يجلبّ لهاّ
العديدّ منّ الذّكرياتّ الأليمةّ منهاّ فقطّ عندّما توقفّ نايتّ عنّ السيرّ التفتّ ناحيّة فراّنسوا ثمّ تـّقدم منهّ رمقّ ماريّ المستندّة عليهّ بّضعفّ رفّع
إصّبعه ليّضرب جّبينهاّ بخفة قـّائلاّ و على شّفتيه ابتساّمة باّردة صّغيرةّ
ـ كعّادتكّ لاّ تستطيعينّ التـّمثيلّ.. منّ الجيدّ استعادتكّ ماريّ
اتـّسعت عينيهاّ منّ الصدّمة بينماّ أكملّ هوّ طريقّه معطياّ إياهاّ ظهره بـّعد أنّ غابّ أنّ مرمّى نـّظرهاّ شّعرت بّثقلّ يّحط علىّ قلبهاّ إنهاّ سعيدّة للغـّاية
سّعادتهاّ لاّ توصفّ لكونهاّ قدّ عـّادتّ أغـّلقت جفّونهاّ بّقليلّ من الإرهاقّ لكيّ يغمىّ عليهاّ تدريجياّ بعدّ أنّ فقدتّ كلّ قدّرة لهاّ على المقاّومة لكيّ
يحملّها فرانسواّ بّإبتسامةّ لطيّفة قدّ لاّ يعلمّ نايتّ هـذاّ قّد لاّ يدركّ الجميعّ هـذاّ لكنّ ماريّ لمّ تتغيرّ أبداّ ، كلّ ماّ تـّفعله الآنّ هوّ ارتداء قناعّ القّوة
أمامّ أحباّئها لكيّ لاّ يّقلقواّ عليهاّ أيضاّ لكيّ تكونّ هيّ الأخرّى قادرّة علىّ حماّيتهمّ تّنهدّ بّقليلّ من اليّأسّ عـّاد يفكرّ فيّ نايتّ ياّ تّرى كيفّ سيتصرفّ الآن
؟

/

وضعها برفقّ على السريرّ بينما بدتّ ملامحّ وجّهها الناّعمة شّاحبة جسّمها بّأكمله ضعّيف للغّاية ، رفعّ الغطاّء إلىّ كتّفيهاّ ثمّ راقبهاّ بذنبّ و
ندّم لّأنه كانّ السبب فيّ اختطاّفها لوّ كانّ أكثرّ حذّرا لماّ حدثّ هذاّ لهاّ ، جلستّ فلوراّ بجاّنبهاّ ممسكّة بيدّها القلقّ باديّ عليهاّ كيفّ انهارت ماريّ
فجّأة لقدّ أخبرهمّ الطّبيبّ بّأنها تعانيّ من فقرّ دم و سّوء تغّذية أيضاّ بعضّ الكدّماتّ الخطيّرة و الجـّروح التيّ بحاجّة ماّسة إلىّ تّعقيم فورّي تّساءلتّ
فلوراّ بّألمّ إلىّ أيّ مدى قدّ يصلّ ديميتري من أجلّ تنفيذ انتقامه ؟ تّنهدتّ بأسىّ قدّ انسلت دمعةّ علىّ خدّها هذاّ ذّنبها أيضاّ لوّ أنهاّ ذهبت معهاّ إلىّ
فرنساّ لماّ حدثّ كلّ هذاّ ،
الكلّ يّلوم نفّسه ليسّ كماّ لوّ كّأن التمنيّ قدّ يفيدّ ليسّ كماّ لوّ كّأن الزمنّ سوفّ يعودّ للوراءّ لكنّ هذاّ كلّ ماّ استطاعّوا فّعله بالّرغم منّ أنّ لومّ
أنفسهمّ لمّ يكن يوماّ السببّ و لمّ يكنّ ليغيرّ مماّ حدثّ غيرّ أنّ قلبّ المّرء لاّ يتحملّ ..
فتح بابّ جناحّ نايتّ ببطّء شديدّ لكيّ يّظهر منّ خلف ّالبابّ أليكساندرّ بّوجّهه الطّفولي الخاّئف دّفعته كليرّ بّرفق للأمامّ و علىّ شّفتيها ابتسّامة لطيّفة
تّقدمتّ منهما و هيّ تمسكّ بّأليكساندر من يدّه قائّلة بّمرح
ـ لقدّ رفضّ أنّ يرتاحّ و أرادّ البقاءّ معّ ماري لذلكّ جلّبته إلىّ هناّ أرجواّ أنّ لا تمانعّ ذلكّ فرانسوا ؟
رمقّها فّرانسواّ بضجرّ ألاّ تنفذّ الأوامرّ أبداّ ؟ لقدّ طلبّ منهاّ بوضوحّ أنّ تّجعله يرتاحّ فّجسده صّغير جداّ لاّ يقدر احتمالّ تلكّ الكميةّ منّ الضّرباتّ و إنّ
لمّ يعالجّ بّقوة قدّ تّصبحّ تلكّ الكدماتّ داّئمة بالّرغم منّ أنه يّفكر بهذّه الطّريقة إلاّ أنهّ تركهاّ تفعلّ ماّ تشاءّ فاقترب أليكساندرّ بّخوف قدّ كان يرتجفّ
لكيّ يراقبّ ماريّ من بعدّ ،
بّالنسبة لأليكساندر كانتّ كليرّ لطيّفة للغّاية جيدّة فيّ التعاملّ معهّ لكنه لمّ يستطعّ أنّ يستسلمّ لهاّ لأنهّ يّعلم تماماّ من تكونّ فّلن يكون قادرا على وضعّ
ثقته بهاّ ضحكتّ كليرّ بّخفة و دّفعته أكثرّ للأمامّ لكيّ يجلسّ بجانبّ ماري ثمّ ابتسمتّ بّمرح بينماّ كانتّ فلوراّ تّراقبّها منّ بعدّ حينماّ وقفتّ بهدوءّ قّائلةّ
و البرودّ يلفّ كلماتهاّ
ـ كليرّ أيمكننيّ التحدثّ معكّ قليلاّ علىّ الإنفرادّ من فضلكّ ؟
نـظرتّ إليهاّ كليرّ بّقليلّ من الريبةّ لمّ يكنّ هناكّ أبداّ حديثّ مع فلوراّ ينتهيّ على خيرّ خصوصاّ إذاّ كان المتحدثّ الآخرّ من عاّئلة غـلوريّ لأنهاّ تّمقتهمّ
غيرّ أنهاّ نفتّ هذّه الفكرّة سّريعاّ من ذهنهّ لاّبد أنّ نظرةّ فلوراّ قدّ تغيرتّ عنهاّ خصوصاّ و أنهّ قدّ مرّ وقتّ طّويلّ منّذ أنّ تغيرتّ لذّلك أومّأت بالإيجابّ
متجّهة معهاّ إلّ الخارجّ ، رمقهما فرانسوا باستغراب لعلمه بتلك العلاقة المتوترة بينّ أسرتيهمّا قيّ حينّ نظرّ أليكساندرّ هوّ الآخر بقلقّ ناّحية كليرّ ..
بّعد لحظاّت كانّتا الاثنتين تقّفان بّهدوءّ فيّ غـّرفة ماّ بعيداّ عنّ جناحّ نايتّ ، كليرّ ممسكةّ بذّراعهاّ و يظهر علىّ ملامحّها تّساؤلّ بينماّ فلوراّ تفكرّ بّعمق
و علىّ غيرّ عّادتها المتسرعةّ فيّ رميّ الأحكامّ هذّه المرةّ أرداتّ أنّ تّنساب بّبطء معّ الأمرّ لأنهاّ لاّ ترغبّ فيّ أنّ تجدّ كليرّ خاّئنة مثّل أخيهاّ آرثرّ
تنهدتّ محاّولة استجماعّ أفكارهاّ العديدّة فيّ جملةّ مفيدّة تختصرّ كلّ الحديثّ غيرّ أنهاّ لمّ تستطعّ فقالتّ كليرّ بنبرةّ متسّائلة
ـ ماّ الأمرّ فلورا ؟ هلّ هناكّ شيءّ ماّ يّثير قلقكّ؟
تنهدتّ فلوراّ بترددّ لاّ تريدّ أنّ تسرعّ فيّ إصّدار الحكمّ لكنّها خاّئفة منّ أنّ بقاء كليرّ حولهمّ قدّ يجلبّ لهمّ العديدّ من المصائبّ الأخرى التيّ همّ بغنى
عنهاّ تماماّ كّآرثرّ الذيّ ضربّ بّقوة عندّما كانّ الكلّ غافلاّ تّحدثّت بّهدوء
ـ أنتّ ، هلاّ غاّدرت ؟ لاّ أريدّك أنّ تبقيّ بالقربّ من ماريّ بعد الآن
اتسعتّ عينايّ كليرّ منّ الصدّمة أفعلتّ شيئاّ يجّعلها مصدرّ شكوكّ ؟ لقدّ تركتّ بالفعلّ رغبتهاّ فيّ تهديدّ ماريّ لّجعلها تدفّع المالّ لأخيهاّ منذ زمنّ
كماّ أنهاّ ترغبّ فيّ تكوينّ صداّقة معّ جّميع هيّ تعلمّ جيداّ أنّ الثقةّ لنّ تكسبّ بتلكّ السّهولة لكنّهم لوّ أعطّوها فّرصة واحدّة فقطّ لّسوف تّكفر عنّ
أخطاّئهاّ ، رفعتّ خصّلات شعرهاّ الأشقرّ بقليلّ من التوترّ عنّ مرمى رّؤيتهاّ ثمّ أخفضتّ رأسهاّ للأسفلّ بّعد ذلكّ عاّدت تنظرّ ناحّية فلوراّ و الارتباكّ
باديّ عليهاّ ، تّحدثت بنبرةّ مترددةّ
ـ أعلمّ جيداّ أننيّ كنتّ مصدرّ تهديدّ لماريّ سابقاّ لكنّ أقسمّ لكّ أننيّ تغيرتّ ، لقدّ كنتّ أريدّ لمّ شتاتّ عائّلتيّ و لأفعلّ ذلكّ كانّ يجبّ عليّ أنّ أثبتّ
لّوالديّ أنّ آرثرّ قدّ نضجّ كيّ يسامحّه أظنكّ تعلمينّ هذاّ فّلوراّ ، أنتّ تّدركين أكثرّ منّ أيّ شخصّ ما مدىّ أهميةّ العاّئلة فلماذاّ تحاولينّ أبعاديّ و
أناّ أريدّ تصحيحّ أخطاّئي ؟ ألاّ أستحقّ فرصةّ ثاّنية ؟
نـظرتّ إليها فلوراّ بّهدوء أجلّ تعلمّ أكثرّ منّ أيّ شخص ّمدى أهمية العاّئلة فّقد كانت تحاولّ جاهدةّ إعادةّ لمّ والدّيها أيضاّ استعادة ماريّ إلىّ جانبهم
و البقاءّ معّ والدّها المريضّ إلىّ آخرّ رمق أجاّبتها بّبرود
ـ أعلمّ لكنّ لمّ أحاولّ قطّ أنّ أكسبّ سعادتيّ علىّ حسابّ الغيرّ كليرّ ، أفّهم أسبابّك و أدركّها لذلكّ لاّ أستطيعّ أن أمنحكّ فرصّة ثانيةّ ، تماماّ كماّ تّريدينّ
حماّية آرثرّ أنّا أحميّ ماريّ .. لاّ أقدرّ أنّ أمنحكّ الثقةّ فّأرجوا منكّ المغادرّة إذّ بالّرغم منّ أن فرّصتك معّنا معّدومة لكنّ يوجدّ غيرناّ حاوليّ أنّ تّعيدي
بناءّ حياتكّ من جديدّ بعيداّ معّ أناسّ آخرين
كتمتّ كليرّ شّهقتهاّ قدّ نزلتّ دموعهاّ علىّ خدّها بّانسيابّ شّاقة طّريقهاّ كلماتّ فلوراّ جّرحتهاّ كثيراّ فقدّ أظهرتّ مدّى فظاعةّ كليرّ سابقاّ هي تدركّ هذاّ
جيداّ لاّ تريدّ أنّ يتذّكرها الناسّ بّتلكّ الطّريقة ، كليرّ الأنانيةّ التيّ تفعلّ المستحيلّ من ّأجلّ الحصول علىّ ما تّرغبّ فيهّ ألاّ يقدرونّ أنّ يصبحواّ فّقد أصدقاءّ
لهاّ ؟ قّالت بنبرةّ باكّية
ـ لكنّني أبذلّ جهديّ ، أريدّ تصحيحّ أخطائيّ فلوراّ أعلمّ أنّ ماّ فعلتهّ كانّ لاّ يغتفرّ لكنّ جميعناّ بشرّ و نحنّ ليسّ معصومونّ عنّ الخطّأ أليسّ كذلك ؟
أدارتّ فلوراّ وجّهها للجّهة الأخرىّ لنّ تثقّ بهاّ فّأخيهاّ كسرّ ثقتهاّ المطّلقة نحوهّ جّعلها الآن تّجوب المحاكمّ منّ أجلّ شيءّ هيّ لمّ تفعله ، ذنبهاّ الوحيدّ
أنهاّ اعتبرتهّ صديقاّ لهاّ فّأجابتهاّ بنبرةّ جاّفة
ـ أرحليّ منّ فضلكّ قبلّ أن استدعيّ الحرسّ
فجّأة فتحّ بابّ الغـّرفة لكيّ يّظهر منّ خلفهّ فرانسواّ بّرفقتهّ حارسينّ نـظرتّ إليهماّ كليرّ بّصدمة قدّ شحبّ وجّهها كلياّ لقدّ ظنتّ أنّ فلوراّ سّتفهمّ أسبابهاّ
جيداّ ستسامحهاّ لقدّ ظنتّ أنهاّ صارتّ صدّيقة لفرانسواّ بعدّ كلّ الذيّ مرّوا بهّ هوّ لاّ يثقّ بهاّ أيضاّ ، صمتتّ و لمّ تجدّ الكلمات ّالمناّسبة لوصفّ ألمهاّ
فتحدثّت فلوراّ بّبرود
ـ لاّ تسيئّي الظنّ كليرّ أناّ لاّ أكرهكّ و لاّ أعتقدّ أنّ ماريّ ستوافق علىّ الذيّ أناّ علىّ وشكّ فعلهّ ، .. لكنّ هذاّ كلّه خطّأ أخيكّ ، لقدّ جّعلنّي أثقّ بهّ أضعّه
فيّ خاّنة الأصدقاءّ ثمّ سحبّ كلّ شيءّ فيّ رمشه عينّ لذلكّ إنّ كانّ هناكّ أحدّ بحاجّة لأنّ يصّحح خطّأه فهوّ آرثر لاّ أنتّ
مسحتّ كليرّ بطرفّ كمهاّ دموعهاّ أرادتّ بداّية جديدّة لكنّ يبدوا أنّ حلمهاّ أكبرّ منّ أنّ يحققّ حسناّ لاّ بّأسّ نـظرتّ إلّى فرانسواّ بعتاب بينماّ أشاّح هو
وجههّ بعيداّ عنهاّ لمّ يكنّ يثقّ بهاّ فيّ فرنساّ فقدّ كانّ بجاّنبهاّ مجّبرا ليسّ رغبةّ لكنّ ظنتّ أنهاّ استطاعتّ أنّ تمحيّ هذّه الفكرةّ و لوّ القليلّ منهاّ فقطّ ،
تـّقدمت بّخطّواتّ هادّئة ناّحية المخرجّ عندّما وصلتّ إلىّ مكانّ فرانسواّ توقفتّ ، قـّالت بضحكةّ
ـ أتعلمّ ؟ تناسبّك الملابسّ العـّادية أكثرّ منّ هذّه البذلّ المرفهةّ ، كنتّ تبدواّ جذباّ فّيها
شحبّ وجّهه و كادّ أنّ يصرخّ بهاّ كعادتّه لولاّ أنّه لمحّ دموعهاّ التيّ لاّ زلتّ تّذرفهاّ شّعر بالشفقةّ نحوهاّ بينماّ كتمّ رجاّله ضحكتّهم هلّ حاولتّ هذّه
الفتاةّ تواّ أنّ تغازلّ أمّ تّسخر منّ قاّئدهم ؟ ضّربتهّ بقوةّ علىّ كتفه ثمّ استداّرت ناّحية فلوراّ راسمةّ على شفتيهاّ ابتسامةّ
ـ أرجوكّ أبلغيّ سلاميّ لماريّ أخبريهاّ أننيّ سّعيدةّ فعلاّ لاستعادتّها منّ جديدّ ،
أومّأتّ فلوراّ بّهدوء فّغـادرتّ كليرّ بعدّها بخطّواتّ سريعةّ تّكادّ أنّ تكون راكضةّ ، زمتّ فلوراّ شفتيهاّ بندّم ربماّ فعلاّ تريدّ كليرّ أنّ تصححّ أخطاّئهاّ
لكنّ لاّ تقدرّ أنّ تّعطيهاّ فرصةّ أخرىّ ليسّ و آرثر يريد الانتقامّ منهمّ بشتىّ الطرقّ
__________________