عرض مشاركة واحدة
  #70  
قديم 12-28-2015, 05:33 PM
oud
 
جزءّ الـ40

~ منّ أجلّ رفاهيتكّ ~


بداّية جديدّة هذا ماّ كانتّ تسعىّ ماري جاّهدة للحصولّ عليه تتّوق بشدّة لهذّه الأمنيةّ بّرنينّ المنبه بعد أن أشارت xxxxبّه إلى السـاعة
السادسة و النصف صباحاّ فتحتّ عينيهاّ العسليتينّ مدركّة أنهّ مجردّ يوم أخرّ لهاّ بين جدرانّ هذه الغـّرفة ابعدتّ الغطاءّ عن جسدّها
بّهدوء ثمّ وقفتّ متجّهة إلىّ دولاب ملابسهاّ فتحتّه و أخرجتّ سّروال جينزّ معّ قميصّ قطنيّ أبيضّ مائلّ أيضاّ حذاّء بّكعب عاليّ بقيتّ
تّنظر إليهمّ لوهلةّ من الزمنّ ..
يديّها ترتجفّان فبعدّ أنّ تقومّ بهذّه الخطّوة لاّ مجالّ لرجوعّ كتمتّ دموعهاّ محاولةّ التماسكّ لاّ يمكنهاّ أنّ تصبحّ ماريّ الضّعيفة بعدّ الآنّ ،
لقدّ وعدتّ منّ قبلّ أنهاّ ستكونّ بطلّة حيّاتهاّ و بالّرغم منّ أنّ ذلكّ الوعدّ كانّ بينّها و بينّ كيانهاّ فقطّ إلّا ستلتزمّ بهّ ، راقبتّ سماءّ لندنّ
الغاّئمة كالعادّة منبئة بسقوطّ الثلجّ كيّ تبتسمّ بّقليلّ منّ الألمّ مغّلقة عينيهاّ استلقت علىّ الأرضّ ثمّ رفعتّ يدهاّ للأعلىّ هذّه الحركةّ دوماّ
ماّ تقوم بفعلهاّ عندّما تكونّ بحاجةّ لدفّعة قويةّ إلىّ الأمامّ
فرانسيسّ نبعّ الحنانّ بالنسبةّ لهاّ ، فرانسواّ الرجلّ الذيّ ضحى بحياتهّ منّ أجلهاّ وّ سوزيّ دائمةّ القلقّ عليهاّ ، سابقاّ قامتّ فلوراّ بإمساكّ
يدّها تّخبرها أنهاّ بجانبهاّ مهماّ طالّ الزمنّ ، ويليامّ أخرجهاّ منّ قوقعتهاّ المثيرةّ لشفقةّ جّعلها تّرى العّالم بّوجهة نظر إيجابية بينماّ نايتّ
كانّ مصدرّ قوتهاّ تعلمّ تماماّ أنهاّ إن وقعتّ سيمسكهاّ و إنّ كانتّ فيّ مأزقّ سيسارعّ لإنقاذّها كماّ فعلّ عند حادثة السيارةّ ، فرانسيسّ نبعّ
الحنانّ بالنسبةّ لهاّ ، فرانسواّ الرجلّ الذيّ ضحى بحياتهّ منّ أجلهاّ وّ سوزيّ دائمةّ القلقّ عليهاّ هيّ محاطةّ بّأناس كثرّ يّحرصون علىّ جّعلها
تمضّي قدماّ فيّ حياتهاّ لكنّ لمّ تسببّ لهمّ سوىّ القلقّ لذلكّ الآن يجبّ عليهاّ أنّ تصبحّ بطلّة نفسهاّ تقفّ علىّ قدميها لوحدّها وّ تكفّ عنّ البكاءّ
اعتدلتّ فيّ جلستهاّ راسمةّ علىّ شفتيهاّ ابتسامةّ هادّئة الآنّ سوفّ تفعلّ المستحيلّ لتردّ جميلّ هؤلاءّ الأشخاصّ كتمتّ أنفاسهاّ للحظاتّ
قبلّ أنّ تقفّ و بـعدّ فترةّ كانتّ تقفّ أمامّ المّرآة تضع يدها عليهاّ غيرّ مصدّقة.. بالفعلّ كانت تستعدّ من أجلّ هذّه اللحظةّ لكنّ لمّ تكنّ لتتخيلّ
أبداّ أنهاّ سوفّ تتغيرّ إلىّ هذّه الدرّجة،
شـّعرها البنيّ الطّويل مموجّ بّطريقة جّميلة للغايةّ و ملابسهاّ تدّل علىّ مسايرتهاّ للموضة أيضاّ أحمرّ شفاههاّ اللامعّ بّشرتهاّ التيّ عـّادت
لطبّيعتهاّ المشّرقة تنهدتّ ثمّ أغلقّت عينيهاّ متذّكرة للمرّة الأخيرةّ ماّ قالتهّ لهاّ سوزيّ خلالّ زيارتهاّ الآخيرةّ كانّ ذلكّ عندّما طلبتّ ماريّ منهاّ
أن تساعدّها فيّ اختيار ملابسّ أكثرّ جّرأة تساعدهاّ لكيّ تبدواّ واثقةّ من نفسهاّ
استدارتّ ناحيّتها سوزيّ بّدهشة ثمّ سرعانّ ماّ شهقتّ منّ الصدّمة لكيّ تنالّ نفسّ ردةّ فعل منّ قبلّ الحرسّ وّ الخدمّ بالفعل كانتّ مختّلفة
للغاّية إذّ ماّ أنّ وقعت أنظارهمّ عليهاّ حتى بقيتّ تراقبهاّ ، إنهاّ تبدواّ واّثقة أكثرّ منّ نفسهاّ ملابسهاّ قدّ تغيرتّ فّلطالما ارتدتّ ماريّ فساتين
جّميلة لكنّ توحيّ بتلكّ الأنوثةّ البريئةّ أماّ الآنّ فّهاهي تقفّ أمامهّا ليسّ كّماريّ ذاتّ الابتسامةّ اللطيّفة بلّ كماريّ التي تستعدّ لّلمحاربةّ منّ
أجلّ ماّ تريدّ ، أكثرّ جرأة أكثرّ ثّقة وّ أكثرّ قّوة تحدثّت سوزيّ بّدهشة
ـ سيدتيّ أناّ أسفة لمّ .. أنتّ تبدينّ .. مختـّلفة
زمتّ ماريّ شفتيهاّ بغيرّ رضا ثمّ استدارتّ مـراّقبة منّ شرفتهاّ الخدمّ الذيّن بعدّ أن لمحواّ مراقبتها لهمّ عّادوا يعملونّ بّإتقانّ أكثرّ فحتىّ لو
كانتّ ماريّ لطيفّة إلاّ أنهاّ لاّ تزال تبقى زوجـّة نايتّ الشيطانّ حاولتّ ماريّ أنّ تفكرّ بّعملية فبلاّ شك الوضعّ خطيرّ هناّ إذّ انقسام الخدمّ لاّ يعلن
عن ولائهم أبداّ لّسيدهم الأول السيدّ بيتر أيضاّ كيفّ استطاعّ ديميتريّ الدّخول إلىّ القصرّ و نشرّ جواسيسه هناّ و هناكّ ؟ بلّ كيفّ استطاعّ أن
يقنعّ معظمّ الخدمّ بّتأييدّ كايلّ ؟ قطبتّ حاجبّيها مفكرةّ يجبّ عليهاّ أنّ تتدّخل سريعاّ لكيّ تحلّ هذّه المشـّكلة علىّ الأقلّ قبلّ تصويتّ المجلسّ
بينماّ وقفتّ بجانبهاّ سوزيّ أخبرتهاّ خلالّ تلكّ المدةّ بكلّ ماّ يحدثّ فيّ القصرّ من همّ المؤيدونّ و منّ همّ المعارضونّ أيضاّ أولائكّ الذيّن يّشكون
بخيانتهمّ لهمّ أيضاّ إليزابيثّ و آخر تحركاتهاّ ، كايلّ وّ تصرفـّاته المريبةّ أخيراّ كلّ ماّ واجههّ نايتّ فيّ الفترةّ الأخيرةّ قضيةّ فلوراّ تمرد الخدّم كايلّ
الذيّ كادّ أنّ يقتل من قبلّ زوجتهّ و تعيينه لهاّ كحارسةّ شخصية لهّ ،
نـظرتّ ماري حولها قد أصابها الدوار ما هذه المشاكل ؟ آرثر خائن أوقع فلورا في قضية تزوير و سرقة الأهم أنه تابعّ لديمتري بينماّ إليزابيثّ
هيّ السببّ لاّ بلّ هيّ من قتلتّ السيدّ بيترّ و حاولت إخضاعّ كايلّ لهاّ ، ويليامّ وّ العقد الذيّ أخل به سيجّعله يدفّع الملايين و الملايين منّ الأموالّ ؟
يبدواّ أن ديميتري لم يستهدفها هيّ فقط بلّ كل شخصّ بجانب نايتّ .. شعرتّ سوزي بّالتوتر ثمّ طأطّأت رأسهاّ للأسفلّ بالّرغم من أنها وعدت ماريّ
بّإخبارها كل شيءّ يحدث فيّ القصرّ إلاّ أنها أخلفت ذلكّ الوعد الوحيد الذيّ قطّعته لهاّ انحنتّ بهدوءّ قاّئلة
ـ أناّ أسفةّ سيدتيّ فبالرّغم منّ أننيّ أردتّ فعلاّ أنّ أراسلكّ لكنّ أوامرّ السيدّ نايتّ كانتّ بّأن لاّ تتلقيّ أنّ خبرّ حرصاّ لّعدم كشفّ مكانكّ أيضّا لكيّ
لا تّؤثر حالتكّ النفسيةّ علىّ علاجكّ
تنهدتّ ماريّ بغيضّ كمّ تكرهّ اتخاذّ نايتّ للقراراتّ بنفسهّ دونّ أيّ مبالاة لآراء الغيرّ لكنّ هذاّ ليسّ مهماّ الآنّ حافظتّ علىّ ابتسامتهاّ و
هيّ تربتّ علىّ كتفّ سوزيّ التيّ بدتّ فعلاّ غاّضبة من نفسهاّ لعدم حفاظهاّ علىّ الوعدّ ، قالتّ بّلطف
ـ لاّ عليكّ كلناّ نخضعّ لأوامرّ ذلكّ الأبله بطّريقة ماّ ..
هذاّ ماّ قالته ماّريّ قبلّ أن تستعيدّ تركيزهاّ يجبّ عليهاّ أن تساعدّ بأيّ طريقةّ كانتّ لاّ أن تقفّ هناّ وسطّ أحضانّ هذّه الغرفةّ خوفّا منّ استهدافّ
ديميتريّ لها مرّة أخرىّ ، فتحتّ البابّ لكيّ تصبحّ فيّ حدودّ نايت الآنّ الذيّ يبدواّ أنهّ قدّ غادرّ الجناحّ قبلهاّ تنهدتّ بّقليلّ من الغيضّ أرادّت أنّ
تغادرّ برفقتهّ لكن لاّ بأسّ على كلّ حال ..
بعدّ أنّ خرجتّ متجّهة لقّاعة الرئيسيةّ برفقتهاّ حارسينّ يبدواّ أنّ نايتّ جّعلهمّ يتبعونهاّ من أجلّ سلامتهاّ ، أخذتّ تسيرّ بخطّوات واثقةّ محاولةّ
التوازنّ بّهذاّ الكعب العاليّ فجّأة لمحتهاّ سوزيّ لكيّ تسرعّ ناحيتهاّ قائلةّ بقلقّ
ـ سيدتيّ هلّ ستبدئين الآن ؟ ألاّ يجدرّ بك الانتظارّ حتىّ تشفىّ جروحك كلياّ؟
نفتّ ماريّ قلقّ سوزيّ فورياّ إذّ لم يكن هناكّ داعيّ له فّلا رجوعّ بعّد الآن مماّ جعل الشّابة تقلقّ أكثرّ و أكثرّ على سيدتهاّ هيّ بالكادّ قد شفيت
منّ إصاباتها كما أنهّ لم تمضي مدة طّويلة لكي تشفى من صدمة إختطافهاّ و بالّرغم من أن سوزي تفهمّ كلياّ حاجة ماريّ الماسة لفعل هذاّ
لكنهاّ ليست قادرّة علىّ الموافقةّ ، زمتّ شفتيهاّ بعبوس واضحّ و استمرتّ بالسيرّ بجانبهاّ لاّ يهمّ ما هو رأيها حول الأمرّ فّهي ستساند ماريّ
أي كان ما ستفعله ..
فتحتّ بابّ غـّرفة التيّ اجتمعّ فيهاّ كل أفرادّ عاّئلة لبيرّ لفطورّ الصباحّ بينماّ دقاتّ قلبها لا تفنك بالتسارعّ رسمتّ على شفتيهاّ ابتسامةّ هادّئة
وّ تقدمتّ بخطّوات واّثقة نحوّ الأمامّ عندّما وقعتّ نظراّتها علىّ إليزابيثّ التيّ ترمقهاّ بكلّ صدمةّ من تغيرهاّ المفاجئّ احتدتّ عينيّ ماريّ بشكلّ
خطيرّ وّ غـّريبّ كونّها من النوعّ الوديعّ ، تحدثتّ ماريّ بنبرةّ مـّرحة
ـ ماّ هـذاّ ألم تستطيعّوا انتظاري قليلاّ بالّرغم منّ مرورّ فترة طّويلة لمّ نرىّ فيهاّ بعضّنا بعضّا ؟ كمّ هذاّ مخيبّ للآمال و أناّ التيّ كنتّ أتتوقّ
لحفلةّ لمّ شملّ
سّقطتّ ملّعقة كايلّ مدهوشاّ لمظّهر ماري المتغيرّ بشدةّ أيضاّ تصرفها رغم أن نبرتهاّ كانتّ مليّئة بالمرحّ و العـّفوية إلاّ أنّ خلفّ جملتهاّ
الكثيرّ من المعانيّ يّعلم جيداّ أن هـذّا التحـذيرّ ( الحـّفلة ) لمّ تكن موجّهة لهّ على الإطلاقّ و إنماّ لزوجـتّه الجالسةّ بجانبهّ بينماّ شحبّ وجـّه
نايتّ كلياّ ملاحظاّ تغيرّ طريقتهاّ فيّ ارتداء ملابسهاّ أيضاّ أحمرّ شفاههاّ وّ عينيهاّ الحادّتين بدتّ كماّ لو كأنهاّ نسخة مـطّورة من ماريّ ،
فرمقّ سوزيّ بنظرّة حادّة يّسألهاّ فيها عنّ سببّ هذاّ التغيرّ كي تّهز سوزي رأسهاّ يمينا و شمالا بقلة حيلةّ لكيّ يتنهد نايت بّغيض ،
كتمتّ إليزابيّث غضبهاّ من ذلكّ التهديدّ وّ أخذتّ تراقبّ ماريّ بّكلّ عصبيةّ التيّ بادرتهاّ بإبتسامةّ متهكمةّ و هيّ تتخذّ كرسيّ الذيّ بجانبّ
نايتّ مقعداّ لهاّ ، كانّ يبدوا علىّ فتاتينّ جيداّ أنهماّ لاّ يستطيعانّ الجلوسّ فيّ غرفةّ واحدةّ دونّ قضاء فتاة علىّ الأخرىّ لكنهماّ يلعبانّ
الآن لعبةّ الكلمات بينماّ و حالماّ وقعت نظراتّ ماريّ على نايتّ ابتسمتّ بّسعادةّ قاّئلة بضحكّة
ـ صباحّ الخيرّ عزيزيّ ..
رمقهاّ بنظرّة بّاردة ثمّ أكملّ ارتشافّ قهوتهّ بكلّ هدوّء تصرف ماريّ يثيرّ قلقهّ خصوصاّ و أنهاّ صارتّ هدفاّ مستهدفاّ لكلّ شخصّ يريدّ
النيلّ منهّ لكنّ وّ لأنهاّ كانتّ تبذلّ جّهدهاّ فيّ الابتسامّ أومـّأ بالإيجابّ قاّئلاّ بنبرةّ هـّادئة
ـ ماريّ تناوليّ إفطاركّ بسرعةّ كيّ نستطيعّ الذهابّ ،
أخذتّ خبزّه المحمصّ الذيّ قامّ تواّ بدّهنه بقليلّ منّ زبده وّ قضمتّ منهّ القليلّ باستمتاع بينماّ جذبّ نايتّ كّأس عصيرّ ناحيتهاّ مشيراّ لهاّ
بأن تشربهّ بأكملهّ بينماّ لم يبدوا أن كايل استطاعّ أن يتجاوز صدّمتهّ فماريّ قدّ عادتّ للقصرّ بعدّ أنّ أعلنّ نايت انفصالهماّ لكن هذاّ لاّ بأسّ
لكنّ أن تّأتي ماريّ وّ هيّ على قدّميهاّ قادرة علىّ السيرّ و الضحكّ أيضاّ ، أيعقلّ أنهاّ كانتّ تعالج عدم مقدرتها علّى السيرّ ؟ لماذاّ كذبّ نايت
عليهمّ إذن ؟ لطاّلما كان يلومّ نفسهّ لكونّها قدّ دفعتّه فيّ حفلة فلادمير من أجلّ حمايتهّ مماّ جعلهاّ تصابّ فيّ قدميهاّ رؤيتهاّ هكذاّ جعلّ ضميرهّ
يرتاحّ قليلاّ ، ابتسمّ كايلّ رغماّ عنه قائلاّ بنبرةّ لم يستطعّ أن يخفيّ فيهاّ سعادته
ـ ماريّ أهنئكّ فعلاّ علىّ شفائكّ ،
نـظرتّ إليهّ ماريّ بّعدم استيعابّ ثمّ سرعانّ ماّ ابتسمتّ بخّفة لمّ تشفىّ كلياّ بعدّ لكنهاّ تستطيعّ السيرّ و هـذاّ إنجازّ عظيمّ بالنسّبة لهاّ فّردتّ
عليهّ قاّئلة بّمرح
ـ لقدّ كانّت رحلّة صعبةّ لكنهاّ تستحقّ العناءّ ، شكـراّ لك كايلّ
تنهدّ نايتّ بّكل ضجرّ إذّ أنّ جوّ المحيطّ بهمّ يجعله يشعرّ بالاختناق كلماّ طالّ الزمنّ فّهاهي تّرمقّ إليزابيثّ ماريّ كما لو كّأنها علىّ وشكّ
الانقضاضّ عليهاّ تكزّ أسنانهاّ بقوةّ بينماّ كايلّ ينظرّ ناحيةّ ماريّ بّإعجابّ ربماّ لشخصيتهاّ الجديدّة كذلّك كونهاّ قدّ غيرتّ نمطّ ملابسهاّ المعتادّة
بينماّ ماريّ تّبادره بابتسامةّ لطّيفة ، كادّ أنّ يتحدثّ عندّما طّرأ فيّ بالهّ شخصّ ماّ لولاّ أن إليزابيثّ كانّت أسرعّ منهّ ،
ـ لقد أخبرناّ نايتّ سابقاّ أنه انفصلّ عنكّ وّ لاّ نية لهّ فيّ إعادتكّ هلّ لهذاّ السببّ قمتّ بتغييرّ نفسكّ ؟ لنيلّ رضّاه ؟ عـزيزتيّ كانّ يجدرّ بكّ أن
تفعليّ ذلكّ من قبلّ فّماذا لوّ قامتّ إحدى النساء بأخذّه منكّ خلالّ فترة رحيلكّ ؟
تّوقفتّ ماري عنّ الأكلّ و رفعتّ رأسهاّ بّهدوء ناّحية إليزابيثّ منذّ متىّ هماّ صديقتين عّزيزتين لكيّ يتبادلاّ أحاديثّ مغاّمراتهماّ العاطّفية
وسطّ طـّاولة الغذاّء ؟ كلماتّها أثارتّ أعصابهاّ فعلاّ لكنهاّ حافّظت على ابتسامتهاّ اللطّيفة و هيّ تّجيبّ بّرقة
ـ إحدى النساءّ ؟ أتّتحدثينّ عن نفسكّ بصفةّ الغائّب ؟
كّح كايلّ بقوةّ بينماّ شحبّ وجـّه نايتّ كلياّ رامقاّ ماريّ بّصدمة فيّ حينّ ابتسمتّ إليزابيثّ بّقليلّ منّ السخريةّ يبدواّ أنهاّ لمّ تعدّ تعديلّ ذوقهاّ
الريفيّ فقطّ بلّ شخصيتهاّ صارتّ شرسةّ أيضاّ هـذاّ بالفعلّ أمرّ غـّريبّ ، ماريّ الوديّعة تتحولّ إلىّ قطّة شرسةّ تحدثتّ مجدداّ بّتهكمّ
ـ مـّا هذاّ ماريّ ؟ لمّ تحسنيّ منّ ذوقكّ فقطّ بلّ تصرفاتكّ أيضاّ ، يبدواّ أنّ انفصالك عن نايتّ تركّ أثرّ كبيراّ عليكّ ، عـّزيزتيّ منّ إمرأة
لـ .. حسناّ ، لاّ يجبّ عليكّ أبداّ أن تغيريّ نفسكّ من أجلّ رجلّ ماّ فلاّ أحدّ يعلم متىّ يتركّك هـذاّ الـرجلّ لإمرّأة أخرى
لمّ تكنّ ماريّ لتحتملّ أبداّ نبرةّ إليزابيثّ السّاخرة أوّ نظراتهاّ المنتصرة فكلتاهما تعلمانّ جيداّ أنّ ماريّ رأتّها و هيّ تقبلّ نايتّ أثناءّ
مراسمّ الدفّن نهيكّ عن محاولاتّ تقربهاّ المستمرةّ منهّ بظلّ غيابهاّ أو حتىّ حضورهاّ لمّ تحترمهاّ علىّ الإطلاقّ أحكمتّ الشدّ علىّ
قبضتهاّ هاهيّ الآن تّتعرضّ لسخريةّ مجدداّ مستمتعةّ إليزابيثّ بإغضابها عندّما تحدثّ كايلّ بنبرةّ حادة
ـ إليزابيثّ أغلقيّ فمكّ فلاّ أريد أن أفقدّ شهيتيّ
نـظرتّ إليهّ بدهشةّ قدّ توردتّ وجنتيهاّ إحراجاّ بّعد ذلكّ تظاهرتّ كماّ لو كّأن كلّ شيّء على ماّ يرامّ لتكملّ شربّ قهوتهاّ بّهدوء شديدّ
بينماّ تنهدتّ سوزيّ باستياء و هيّ تهز رأسهاّ بقلةّ حيلةّ لهذاّ لمّ تردّ لماريّ أنّ تخرجّ للعالمّ بعدّ فهيّ ليستّ مستعدةّ أبداّ لمواجّهة أحدّ و
ماذاّ إذاّ كانّ ذلكّ الشخصّ إمرّأة ذاتّ نفوذّ خبثّ و مـكرّ إغراءّ وّ أنوثةّ ماريّ لنّ تكونّ نداّ لهاّ تبّا كم هذاّ مثيرّ للإحباطّ ..
زمتّ ماريّ شفتيهاّ محاولةّ بكلّ جهدّ أنّ لاّ تفقدّ أعصاّبها عندّما نـظرّ نايتّ ناحيتهاّ باستياء إنهاّ هشةّ للغايةّ ليستّ بتلكّ القوةّ لتدافّع
عنّ نفسهاّ لذلكّ يفضلّ لوّ أنهاّ تلتزمّ بّأوامرهّ منّ أجلّ سلامتهاّ الخاصةّ فّذلك أفضلّ للجميعّ ، وقفّ مغادرّا الغـّرفة بخطّوات كسّولة
للغاّية حالماّ وصلّ لمكان سوزيّ تحدثّ بنبرةّ هادئّة
ـ سوزيّ أريدّ منكّ عثّور علىّ مدارسّ عـّامة أوّ خاصّة يكونّ برنامجهاّ ممتازّ أيضاّ اعتنيّ بذلكّ الفتىّ ضعيّ أربـعةّ حرسّ مّوثقّ بهمّ
لحمايتهّ وّ أحرصيّ بنفسكّ على سلامتهّ
أومـّأت سوزيّ بالإيجابّ أليكساندر منّ مسّؤولياتهاّ الأولىّ فّحمايته و حمايةّ ماريّ واجبهاّ فجّأة وقفّ كايلّ بسّرعة متـذّكرا شيئاّ ماّ
ليسرعّ خلفّ نايتّ منادياّ إياهّ كيّ يتحدثّ حولّ مشروعّ ماّ قد بدتّ عليهّ الجديّة كماّ أنهّ مدّ ملفاّ أحمرّ اللونّ إليهّ يسّأله فيهّ عنّ رأيهّ
حالماّ اختفى الاثنينّ عنّ أنظارّ الفتاتينّ توقفتّ ماريّ عنّ الأكلّ وّ نـظرت ناحيةّ إليزابيثّ بكلّ حدةّ بينماّ بادرتها الأخرى بّنظراتّ آكثرّ
حدةّ حينها ابتسمت ماريّ بّكل سخرية و هيّ تتحدثّ
ـ عّزيزتيّ إن كنتّ تظنينّ أن كلماتّ مثل تلكّ تحبطنيّ أرجوكّ لقدّ سمعتّ أسوءّ منهاّ بكثيرّ لذلكّ هاتيّ أفضلّ ماّ لديكّ أوّ أغلقيّ فمكّ،
رمقتهاّ إليزابيثّ بّسخرية أكانتّ تنتظرّ رحيلّ نايتّ لكيّ تتحدثّ بكلّ حريةّ ؟ زمتّ شفتيهاّ بعبوسّ محاولةّ استهزاء بماري قاّئلة بّنبرةّ
صوتّ تهكميةّ
ـ أجلّ يبدوا أنّ كلماتي لمّ تّؤثر بكّ على الإطلاقّ و لهذاّ أنتّ تردين قتلي الآنّ .. كمّ هذاّ فيّ منتهى النضجّ
تنهدتّ ماريّ و أبعدّت خصلاتّ أعاقتّ مرمىّ رؤيتهاّ مدتّ يدّها ناحيةّ كأسّ العصيرّ ثمّ رفعتهّ لّشفتيهاّ لكنّ و فجّأة سكبتـّه على إليزابيثّ
المصدومةّ بعدّ ذلكّ وقفتّ ماريّ قدّ ضربت بقّبضتها الطاّولة بكلّ قوةّ جعّلت إليزابيثّ تجفّل لوهلة من الزمنّ رعباّ ، تمالكتّ ماريّ
أعصابهاّ فيّ آخرّ لحظّة لكيّ تتحدثّ بنبرةّ هادّئة مّهددةّ و خـطيّرة للغاّية
ـ أجلّ أناّ أريدّ قتلكّ ألمّ يكن ذلكّ واضحاّ كفاية؟ أنـّا بالكادّ أستطيعّ أنّ أكونّ فيّ نفسّ الغرفة معكّ أن أتظاّهر بّإبتسامةّ أوّ أن أكون على
وفاقّ معكّ كل هذّه الأمور تثيرّ اشمئزازي ، أنّ أبتسم لمرآة التيّ قبلتّ زوجيّ لاّ مرة واحدةّ بلّ مرتين أمامّ أنظاريّ ، المـّرأة التيّ خانتّ
سـّرقت قتـلتّ آذت أعزّ الناسّ لقلبيّ لذاّ أرجوكّ أعذريّ وقاحتيّ أرجوكّ أعذريّ عدم نضجيّ
مسحتّ إليزابيث وجهها بالمنديل قد بدت عليها علامات السخطّ و الغضبّ الشديدّ هل سكبت ماريّ تواّ عصيراّ عليهاّ ؟ تباّ إنهاّ بلاّ شك تسعىّ
لموتهاّ وقفتّ إليزابيثّ هيّ الأخرى أيضاّ ثمّ صاحتّ بّعصبية
ـ أيتهاّ السافلةّ ماّ الذي تعتقدين نفسكّ فاعلة ؟ تّحاولين بدّأ قتال معي ؟ عاجزّة مثلك ؟ عاجزة مثلك لن تستطيع الصمودّ أماميّ على الإطلاقّ
لذلكّ تمالكيّ نفسكّ أيتهاّ المجنونة فأنتّ لست نداّ لي
بلعتّ سوزي ريقهاّ بتوترّ قّلقة علىّ صحةّ سيدتهاّ إذّ أنهاّ تـّريد التدّخل لحلّ هذاّ النزاعّ لكنّ هـذاّ الكلامّ تلكّ النـظراتّ هيّ ما كانتّ ماريّ
بحاجتهّ للمضيّ قدماّ فيّ حياتهاّ لذلكّ أخفضتّ سوزيّ رأسهاّ لمّ تستطعّ منعّ ابتسامةّ فـّخورة علتّ شفتيهاّ بعدّ ذلكّ أشارتّ للحرسّ الذّين يّقفونّ
خلفهاّ بعدمّ التدّخل ، فّي حين قطبتّ ماريّ حاجبيهاّ بغيرّ رضى هلّ نعتتهاّ تواّ بالعـّاجزة ؟ كانّ يجبّ عليهاّ رميّ إبريقّ الشايّ الساخنّ عليهاّ لاّ
عصير البرتقالّ الطاّزجّ فّابتسمت ببرودّ قاّئلة
ـ عّزيزتيّ إليزابيثّ إنّ كنتّ لاّ تزالينّ مصرةّ على رؤيتيّ كامرأة عاجزةّ فّلا مانعّ لديّ إذنّ بّركلكّ لكيّ تتأكديّ منّ صحةّ عجزيّ لكنّ دعيناّ منّ
اللعبّ الآنّ و لننتقلّ إلىّ الأهمّ أيتهاّ الـّجميلة هذاّ آخرّ تحذيرّ لّك إنّ سمعتّ بّأنكّ فعلتّ شيءّ ماّ لعرقلةّ مراسمّ انتخاب رئيسّ الشـّركة أوّ بأنكّ
اقتربت من نايتّ فّأنا لنّ أضمن لكّ سلامتكّ لذلكّ إليزابيثّ كونيّ مطيّعة .. هل تسلم الجّرة مرتينّ ،
رفعتّ إليزابيثّ حاجبهاّ دلالّة علىّ استنكارهاّ الشديدّ ماريّ تهددّها ؟ تلكّ الفتاةّ لاّ تستطيعّ أن تخطّوا خطّوة دونّ أنّ يهبّ الكلّ لمساعدتهاّ تّريدّ
النيلّ منهاّ هي ؟ و كأنهاّ قدّ قالتّ نكتةّ أخذتّ إليزابيث تضحكّ بكلّ قوةّ هـذاّ جميلّ للغايةّ تّهددّها ؟ وقفتّ إليزابيثّ مبعدةّ خصلات شعرهاّ الأسودّ
بطريقةّ ساخرةّ ثمّ قاّلت بنبرةّ مغـّرورة واثقةّ
ـ ماريّ إلىّ أينّ حربّ تسعينّ و أنتّ بالفعلّ خاّسرة ؟ أنـّا أملكّ حبّ شغفّ و عـشقّ الإثنينّ أناّ بكلّ بساطةّ أملكهماّ هماّ من ممتلكاتيّ الخاصّة
و نـّايت قريباّ جداّ سيصبحّ عـّشيقيّ أعنيّ منّ هـذاّ الرجلّ الذيّ يستطيعّ أن يقاومّ إغـّراء إمرأة مثليّ ؟ لذلكّ حبيبتيّ استسلميّ
فجّأة مر منّ أمامّ عينيهاّ ذكرى تقبيلّ إليزابيثّ لّنايتّ الذيّ لم يبديّ أي مقاومة على الإطلاقّ زمتّ ماريّ شفتيهاّ بّعصبيةّ كيفّ لهاّ التحدثّ هكذاّ
أملاكهاّ الخاصةّ ؟ مـّجرد سّماع كلماتهاّ أثيرتّ القشعريرةّ فيّ ساّئر جسدّها مشّمئزة منّ تواجدّ قربّ إمرّأة مختلةّ مثلهاّ إنهـّا ليستّ تّجيدّ المراوغةّ
فقطّّ و إنماّ الخيانة أيضاّ إنهاّ حقاّ لاّ تعلمّ كيفّ وقعّ شبابّ عّائلة لبيرّ فيّ حب إمرأة سطحيةّ مثلهاّ ، اتجـّهت إليزابيثّ نحوهاّ بّسخريةّ مدرّكة مدىّ
تّأثيرّ كلماتها علىّ وقعّ قلبّ ماريّ ثمّ وضعتّ يدّها علىّ خدّ ماريّ لتقولّ بتهكمّ
ـ لذلّك قلتّ لكّ .. أنتّ لاّ تملكينّ فرصةّ أماميّ
ضحكتّ بقوةّ مبتعدّة بينماّ بدّأ جسدّ ماريّ بالارتجافّ غضباّ سخطاّ وّ ألماّ أجلّ هي تريدّ إنقاذّ نايتّ و تّريد مساعدتّه لكنّ ماذاّ إذّ كانّ لاّ يزالّ واقعاّ
تحتّ غـّرام إليزابيثّ ؟ كيفّ سوفّ تجّعله يتوقفّ عنّ حبهاّ ؟ حالماّ خرجتّ إليزابيثّ من الغـّرفة تحدثتّ ماريّ بّهدوء
ـ سوزيّ .. ليخرجّ الجميعّ
انصياعاّ لأوامرهاّ غـادرّ الكـّل كيّ تنظرّ ناحيةّ قدميهاّ اللتانّ ترتعشانّ بقوةّ و لمّ تعدّ قاّدرة علىّ الوقوفّ أكثرّ منّ ذلكّ لكيّ تسقطّ علىّ ركبتيهاّ كتمتّ
ألمهاّ مدرّكة إنهاّ ضغطتّ كثيراّ علىّ نفسهاّ أغلقت عينيهاّ تـّبا كيفّ ستهزمّ إليزابيثّ و هيّ بالكادّ تستطيعّ سيرّ لوحدّها ؟ كيفّ تستعيدّ نايت و هوّ
لمّ يكن أبداّ لهاّ فيّ بادئّ الأمر ؟ صّاحت بّنبرةّ مبـحوحة و هيّ تلكمّ قدميهاّ قدّ فقدتّ أعصابهاّ
ـ تباّ ، تـّبا .... تـّبا
بقيتّ لوهلة منّ الزمن على تلكّ الوضعيةّ غيرّ قادرة استعادة توازنهّا تنهدتّ بّاستياء ثمّ حاولتّ الوقوفّ بّإسنادّ جسدها علىّ الطاولةّ بعدّ أن
تمكنت من الارتكاز على قدميهاّ أخيراّ لنّ يكونّ الطريقّ سهلاّ بكلّ تأكيدّ لذلكّ يجّب عليهاّ تمالكّ نفسهاّ أكثرّ العـّمل علىّ السيرّ وّ الوقوفّ أكثرّ
أيضاّ أنّ لاّ تجعلّ كلماتّ إليزابيثّ تّؤثر بها بكلّ تلكّ السهولة ، اتجـّهت بخـطّوات هادّئة بطّيئة ناحيةّ المـّخرج هناكّ خلفّ البوابةّ كانّ يقفّ فرانسواّ
بانتظارهاّ يضع وشاحاّ حول فمهّ و أنفهّ قبعة أيضاّ يغطيّ فيهاّ معظم ملامحـّه حالماّ لمحّها اتجّه إليهاّ قائلاّ بهدوء
ـ سيدتيّ لقدّ قمتّ بّتجهيز كلّ ماّ أمرتّ بهّ ، ماّ الذيّ تـّريدين فّعله أولاّ ؟ الكـّلية أمّ تّقديم الـ
توقفّ عنّ الكلامّ لماّ لاحـظّ نايتّ القاّدم فّأخفضّ بّصره للأسفلّ بينماّ تقدمتّ منه ماريّ أكثرّ لكيّ تضع يدّها علىّ كتفّ فرانسواّ قدّ بدّا عليهاّ الإستياءّ
الشديدّ استدارتّ ناحيتهّ ثمّ همستّ بّتعاسة
ـ هـذاّ لاّ يصدقّ كلماتّ إليزابيثّ كسهمّ راميّ محترفّ تصيبّ القلبّ دوما
كتمّ ضحكتّه قدّ علمّ سببّ تقطيبهاّ لحاجبيها إذّ يبدوا أنهاّ قدّ خسرت جولتهاّ الأولىّ أمامّ إليزابيثّ ذلكّ كانّ متوقعاّ بالنسبةّ له لكونـّه يعلمّ شخصيةّ
ماريّ فهيّ لا تملكّ ردوداّ سريعةّ جارحّة إنهاّ قطّة وديعةّ حتىّ لو أرادتّ أن تكونّ شرسةّ فلن تنجحّ ، تحدثّ بّخفة
ـ سيدتيّ أخبرتكّ أنّ الوقتّ لا ّيزالّ مبكراّ علىّ خروجكّ من غرفتّك فّلاّ تنسيّ أن جروحكّ لم تشفىّ بعدّ أيضاّ سيدّ نايتّ لن يوافقّ أبداّ على تعريضكّ
للخطرّ مجدداّ قدّ يكونّ هوّ الشخصّ الأولّ الذيّ يتوجبّ عليكّ الـ ..
قبلّ إكماله لجّملته استدارّ كيّ يرىّ المسافةّ التيّ يبعدها نايت عنهمّا حرصاّ علىّ عدمّ سماعّ سيدّه لماّ سيقولهّ لكنه وجدّه يقفّ خلفهّ يّومئ بكلّ
برودّ لكيّ يجفلّ فرانسواّ كلياّ و هوّ يّبتعدّ ببطّء منّ جانبّ ماريّ التيّ أكملتّ كلامهاّ بغيضّ شديدّ
ـ بالطبعّ لنّ يوافقّ علىّ خروجيّ فّلن يتسنىّ له اللعبّ بّرفقة إليزابيثّ ، تبـّا فرانسواّ لماذاّ جميعّ الرجالّ يّركضونّ حولهاّ ؟ لاّ بأسّ إنّ وقعّ كايلّ
فحبهاّ فهي زوجـّته بالنهايةّ لكن نايت ؟ لقدّ ظننتّه أذّكى من ذلكّ .. تلكّ الـ
تّوقفتّ عنّ الكلامّ لماّ وجدتّ نايتّ يقفّ بجانبهاّ يومئ بّالموافقةّ فّشحبّ وجّهها بّأكملهّ ما الذيّ قالته تواّ ؟ نعـتتهّ بالغباءّ وّ ماذاّ أيضاّ ؟ ابتسمتّ
ببلاهةّ رافعةّ يدّها للأعلىّ دلالّة علىّ أنهّ لاّ حيلةّ لهاّ فّتقدم نايتّ منهاّ قاطّعا تلكّ المسافةّ الصغيرةّ لينظرّ إلىّ عينيهاّ الواسعتينّ بهدوءّ قدّ كانتّ
ملامحـّه باردةّ خاليةّ من أي تعبيرّ بعدّ ذلك ابتسمّ بّسخريةّ قاّئلاّ
ـ ألمّ تعلميّ سببّ وقوعّ الجميعّ فيّ غرامّها بعد ؟ .. حسناّ إذن دعينيّ أخبركّ ربماّ لأنهاّ لن ترتكّب حماقاتّ مثلكّ أوّ ربماّ لأنّها تملكّ من الذكاءّ
ما ّيكفيّ كيّ تعلمّ جيداّ أنّ الحديثّ خلفّ بوابةّ القصرّ ليسّ بالأمر ّالممتازّ
رمقّها بنّصف عينهّ ثمّ بّطرف إصبعهّ ضربّ جبينهاّ بخفةّ بعدّ ذلكّ تنهدّ بّضجرّ يبدوا أنّ فرانسواّ قد صار يتوقّع تصرفاتهّ قبلّ حدوثهاّ حتىّ فيّ
النهايةّ همّ معاّ منذّ ماّ يقاربّ عشرّ سنينّ ، تقدمّ للأمامّ ناحيةّ سيارتهّ لكيّ تتبّعه ماريّ قاّئلة بقلقّ
ـ لحظةّ نايتّ أنـّا أريدّ التحدثّ معكّ قليلاّ ..
رفعّ يدّه مودعاّ إياهاّ بّحركةّ كسولةّ ثمّ شغلّ المحركّ بعدّ أن جلسّ خلفّ المقودّ هوّ ليسّ لدّيه الكثيرّ من الوقتّ يكفيّ أن كايلّ قدّ أخرهّ بّمناقشتهّ
حولّ تّجديدّ عقدّ عملّهم معّ شركةّ ماّ ألمّ يكن يستطيعّ أنّ يأتيّ إليه فيّ الشرّكة ؟ لماذاّ جّعله يتّأخر و هوّ يعلم مدىّ كره نايت الشديدّ لخرقّ المواعيدّ
؟ كادّ أنّ يّغادر لولّا أنهّ سمعّ صوتهّا الذيّ لا ينفكّ منادياّ باسمه حينهاّ استدارّ ناحيتهاّ ثمّ تحدثّ بنبرةّ منزعجّة قليلاّ
ـ ماريّ عوديّ إلىّ الداخلّ أنتّ لم تشفيّ بعدّ
وقفتّ ماريّ أمامّ السياّرة تنـظرّ ناحيتهّ بّاستياءّ هيّ بالفعلّ لديهاّ موضوع مهمّ كيّ تناقّشه معهّ يجبّ عليه علىّ الأقلّ الاستماعّ إليهاّ رأتّه يعودّ
للخلفّ مستعداّ لرحيلّ كيّ تصيحّ ماريّ بّعصبيةّ قدّ نفذّ صبرّها
ـ نايتّ بحقّ السماءّ إنتـظرّ ..
لمّ ينتظرّ نايت علىّ الإطلاقّ بلّ غاّدر بّأقصىّ سرعةّ تاركاّ خلفه آثارّ العجلاتّ فّزمت ماريّ شفتيهاّ بغيضّ أيظّن ربماّ أن موضوعهاّ لاّ يستحقّ
الاستماعّ إليهّ ؟ زفرتّ بّحدةّ ثمّ استّدارت ناحيةّ فرانسواّ رمقتّه بأسىّ مستاّءة منّ معاملةّ نايتّ لهاّ إذّ أنهّ يبالغّ بّحمايتهاّ يعتبرهاّ مجردّ فتاةّ
خرقاءّ لا تنفكّ إيقاعّ نفسهاّ فيّ المشاكلّ تنهدتّ يجبّ عليهاّ أنّ تغيرّ نـظرتّه إليهاّ و لكيّ تفعلّ ذلكّ عليهاّ أن تغير من نفسهاّ أولاّ ، تقدمّ منهاّ
فرانسواّ ثمّ قالّ بهدوءّ
ـ سيدتيّ إنّ كنتّ لاّ تزالينّ مصرةّ فيجبّ عليناّ الذهابّ الآنّ..
أومّأت ماريّ بالإيجابّ كيّ يضعّ فرانسواّ معـطفّه حولّ كتفيهاّ مرشداّ إياهاّ لّسيارتهّ برفقتـّه حارسينّ ، فتحّ البابّ الخلفيّ لهاّ لكيّ تجلسّ بّهدوء
بعدّ ذلكّ نـظرتّ ناحيةّ ذلكّ الصبيّ الذيّ يبتسم لهاّ بّحماس لمّ يكن سوىّ أليكساندرّ همسّ لهاّ بّخفة
ـ لاّ تقلقيّ ماريّ نحنّ معكّ..
ضحكتّ وّ حركتّ خصلاتّ شعرهّ بّكلّ عشواّئية جاّعلةّ ابتسامته تتسعّ أكثرّ فيّ حينّ جلسّ فرانسواّ خلفّ المقودّ تنهدّ بّقلة حيّلة ثمّ
قالّ لهماّ بّنبرة هادّئة
ـ تّشبثواّ جيدّا ..

صبّاح اليومّ المواليّ بعد حديثهاّ معّ ويليامّ كانتّ تّقف أمامّ بابّ شقةّ آرثرّ مكتفةّ ذراعيها ّعـّاقدة حاجّبيهاّ بكلّ عصبية لم تستطعّ
أن تسيطرّ على أعصابهاّ خصوصاّ و أنّ الكلّ يعتبرهاّ ضعيفة أيضاّ غبيةّ لكونهاّ وقعتّ فيّ فخّ مثلّ هذاّ رافعةّ خصلات شعرهاّ
الأصهبّ للأعلىّ على شكلّ ذيلّ حصانّ و مرتدّية سروالّ جينزّ مع قميصّ قطنيّ يساعدانهاّ على التحركّ بخفةّ ما إنّ وجدتّ ضرورة ،
و هاهيّ ترنّ الجرسّ للمرةّ العشرينّ دونّ أن يجيبهاّ آرثرّ مماّ جعّل وجههاّ يحنقن بالغضبّ لاّ أحدّ يهينهاّ لكيّ ينجواّ بعدّ ذلكّ عادتّ
تطرقّ البابّ بّقوة كيّ تخرجّ فرانسيسّ من شقتهاّ قدّ شعرتّ بالدّهشة تنسابّ لقلبهاّ حالماّ رأتّ حالة فلوراّ الغيرّ طبيعيةّ ، سارعتّ
إليهاّ كيّ تمسكهاّ من ذراعهاّ محاولة أن تجعلها تكف عن طرقّ البابّ
ـ يا إلهيّ فلورا ّهل فقدت عقلك ؟ ماّ الذيّ تفعلينه ؟ لاّ يمكنكّ فعلّ هذاّ
تجاهلتّ فلوراّ فرانسيسّ لأنهّا بالفعلّ فقدتّ عقلهاّ و فجّأة دونّ أنّ تدركّ كيفّ تحركتّ قدمهاّ من تلقاءّ نفسهاّ كيّ تضربّ بابّ آرثرّ بقوةّ
غيرّ طبيعيةّ فعلاّ لقدّ أهانها آرثرّ تلاعبّ بهاّ و استغلّ ثقتهاّ به شتمّ والدّها وّ نعتّ ماريّ بأسوأ الصفاتّ لاّ هيّ لن تسامحّه ، عـّادت تّركل
البابّ بقوةّ و فرانسيسّ تقفّ فيّ خلفّ واضعةّ يدها على فمهاّ قدّ منعتهاّ الصدمةّ منّ تهدّئة فلورا ّالثائرةّ التيّ أخذتّ تّشتمّ بّعصبية و قدّ
عاد لسانهاّ السليطّ للعملّ
ـ أيهّا السافلّ الـ .. تعالّ لأتحدّث معكّ .. آرثرّ يا عـّديم الرجولةّ ، أيهاّ الحقيرّ الوغدّ إنّ كنتّ تعدّ نفسكّ رجلاّ أخرجّ و قابلنيّ دعنيّ أريكّ
كيّف .. لسوفّ ألكمكّ حتىّ تتعبّ يدايّ لسوفّ أحرصّ علىّ عدم مقدرتكّ على إنجابّ أطفالّ بعدّ أنّ ..
كادّ فرانسيسّ أنّ يغمىّ عليهاّ فكيفّ تحولّ الأمرّ من مجردّ تعالّ لأتحدثّ معكّ إلىّ عدم مقدرتكّ على الإنجابّ ؟ لاّبد أنهاّ فقدتّ أعصابهاّ
فعلا ؟ لكنّ لماّ ؟ و فلوراّ التيّ عهدتّ لهاّ أنّها ستتصرفّ بكلّ هدوءّ ؟ ماّ الذيّ حدثّ لهاّ لتفقدّ أعصابهاّ بهذّه الطريقةّ العنيفةّ ؟ عّادت فلوراّ
للخلفّ ثمّ سددت ّركلةّ سريعةّ للبابّ كيّ يكسرّ القفلّ وّ يكادّ أنّ يسقطّ البابّ حينهاّ تقدمتّ للداّخل مصممّة علىّ [ التحدثّ ] بينماّ سارعتّ
فرانسيسّ للاستنجادّ بّزوجهاّ ،
بينماّ و حالماّ دّخلت فلوراّ خرجّ آرثّر منّ غرفتهّ منزعجاّ يرتديّ قميصهّ باستعجال شديدّ خلفهّ كانتّ امرأة تبدواّ ذاتّ جنسيةّ إسبانيةّ منّ سمرتهاّ
التيّ لا تشوبهاّ شائبةّ إلىّ شفتيهاّ المّليئتينّ كساهماّ أحمرّ شفاهّ لامعّ تقفّ بّصدمة تنـظرّ إلىّ فلوراّ قدّ قادرةّ على تحليلّ الموقفّ ، قبلّ أن
يتحدثّ آرثرّ قاطّعه تصفيقّ فلوراّ الساّخر و هيّ تتكلمّ بّتهكم
ـ ممتازّ آرثرّ ممتازّ فعلا ، لاّ أدريّ إلىّ كمّ قدّ يصل رأسكّ منّ درجةّ الغباءّ ؟ أعنيّ فعلاّ عّزيزي فعلاّ ؟ نحنّ وسطّ حربّ شاملةّ لسلطةّ و
أنتّ هناّ تّلعب ؟ بحقّ السماءّ أينّ هو مضربّ البيسبول ؟
بينماّ احتدتّ ملامحّ آرثرّ بّعصبية منّ إهاناتها المستمرةّ لهّ تباّ لهاّ لاّ ينفكّ الشتمّ الخروجّ من لسانهاّ و كّأنهّ الكلامّ الوحيدّ الذيّ تعرفهّ
تقدمّ ناحيتهاّ بخطواتّ سريعةّ و أمسكّ معصمهاّ كيّ يقودّها إلىّ الخارجّ فيّ حيُّن نظراتّ فلوراّ تزدادّ تّأججاّ و نيراناّ ،
ـ أيتهاّ الحقيرةّ أخرجيّ فوراّ..
توقفّت فلوراّ عنّ السيرّ وّ دّفعتهّ بعيداّ عنهاّ فيّ لمحّة عينّ لعدمّ توقعهّ ذلكّ ارتدّ جسدّ آرثرّ علىّ الجدارّ الذيّ خلفهّ بقوةّ جـّعلته يتّأوه ألماّ
لمّ تكنّ فلوراّ بتلكّ القوةّ لكنّ غضبهاّ كانّ مصدرّهاّ الذيّ تستمدّ منه كلّ هذاّ ، رمقتّه بّحدة ثمّ صاحتّ بعصبيةّ
ـ ألتزم حدودك آرثرّ لستّ كفتياتكّ لكيّ تّسحبنيّ خارجاّ هكذاّ ،
اتسعتّ عينيّ آرثرّ بدّهشةّ لمّ يتجاوز بعدّ صدمة كونّ فتاةّ لم تدّفعه و إنماّ رمتهّ لكيّ يرتطم بالجدارّ ، تنهدّ محاولاّ الحفاظّ على أعصابهّ ثم
وقفّ باستقامة بعدّ أن عدلّ قميصهّ أخذّ ينظرّ ناحيةّ فلوراّ المجنونةّ بقليلّ منّ الغيضّ ثمّ تحدث قائلاّ بكلّ سخريةّ
ـ عنّ أيّ حدود تتحدّثين عنهاّ فلورا ؟ لقدّ كسرتّ بابّ شقتي تواّ و دفعتنيّ للجدارّ أيضاّ نعتنيّ بالغبيّ لكن ألاّ تدركين حجمّ الأخطاّء التيّ ترتكبينهاّ
واحدةّ تلو الأخرى ؟ أنتّ تعطيننيّ المزيدّ و المزيدّ من الأدلّة التيّ كافيةّ بزجكّ فيّ السجنّ ، الآنّ أخبرينيّ فلوراّ من هوّ الغبيّ بيننّا ؟
بالفعلّ يبدواّ أنهاّ ترتكبّ خطّأ تلوّ الآخرّ لكنّ زمتّ شفتيهاّ بعصبيةّ كيّ يسيلّ خيطّ رقيقّ من الدماءّ أسفلّ شفتهاّ هيّ تدركّ جيداّ أنّ الكرةّ
فيّ يدّ آرثرّ الآنّ و ليسّ بإمكانهاّ فعلّ شيءّ غيرّ أنهاّ لا تستطيعّ الوقوفّ مكتوفةّ اليدّين و الكلّ يبذلّ جهدّه ، يجبّ عليهاّ هيّ أيضاّ الحصول
على انتقامها من ديميتريّ منّ أجلّ أختهاّ الصغرى من أجلهاّ و منّ أجلّ كلّ شخصّ أحبـّته ، نـظرتّ ناحيةّ آرثرّ مدركةّ أنّ لاّ شيءّ قدّ يغيرّ
رأيهّ لكنهاّ و علىّ كل حالّ حاولتّ التحدثّ بّهدوءّ مختلطّ بنبرةّ رجاءّ
ـ أسمع آرثرّ أعتقدّ أنّ ما تفعلهّ لكسبّ رضى العمّ رويّ ، لتّثبت نفسكّ أمامّه أليسّ كذلكّ ؟ ماّ رأيكّ أن تتنازلّ عنّ القضيةّ و حينهاّ سّأقنعّ
العم رويّ بّإعادتكّ إلى ّالمنزلّ ؟ لنّ تضطرّ إلىّ الإنصاتّ لأوامرّ أحدّ هيّا كلاناّ نعلمّ أنّ التزويرّ لاّ وجودّ له لذلكّ من فضلكّ تنازلّ عن القضيةّ
ألاّ يمكنكّ فعلّ هذاّ على الأقلّ ؟
رمقهاّ آرثرّ بعدم تّصديق كيفّ لهاّ أن تغيرّ فيّ تصرفاتهاّ بين ثّانية و أخرىّ لقدّ كانّت منذّ لحظةّ مستعدةّ لقتلهّ و الآن هيّ تتحدثّ بكلّ هدوءّ
حولّ تنازله عنّ القضيةّ ، ابتسمّ بّخفةّ سرعانّ ماّ تحولتّ هذّه الابتسامةّ إلىّ ضحكةّ طّويلة سعيدةّ مماّ جعلّ فلوراّ تجفّل من الصدّمة ما ّالأمرّ
الذيّ يستدعيّ كلّ هذا ّالضحك ؟ اقتّرب منهاّ آرثرّ ثمّ وضع ذراّعه حولّ كتفهاّ قائلاّ بّاستمتاع
ـ لمّ أكنّ لأتخيلّ أبداّ أنّ فلوراّ روبرتّ بّكبريائهاّ اللا محدودّ سوفّ تترجانيّ فيّ يومّ ماّ كّم تبدواّ ملامحكّ الياّئسة شديدّة الجمالّ ليتكّ كنتّ
تظهرينّ هذاّ الجانبّ منكّ أكثرّ لربماّ كنتّ لأقعّ فيّ حبكّ .. فيّ الحقيقةّ لاّ حتىّ لوّ ظللتّ المرّأة الوحيدّة بالعالمّ هـذاّ إن كان يصحّ أن أطلّق
لقبّ إمرأة علىّ شخصّ مثلكّ لمّ أحببتكّ أبداّ ..
لقدّ ألمهاّ كلامهّ مـّدركةّ أنّ فيّ قولهّ هذاّ جزّء من الحّقيقةّ فّهيّ لاّ تتصرفّ كالنساءّ مطلقاّ أيضاّ لقدّ أهانها بشدةّ حاولتّ أنّ تبقيّ على ملامحـّها
الهادّئة الباردّة مماّ جعل آرثرّ يقطبّ حاجبيهّ و هوّ يبتعدّ عنهاّ مكملاّ حديثهّ بّإنزعاجّ
ـ أرأيت ؟ حتىّ بعدّ أنّ قلتّ كل هذاّ لاّ زلتّ لاّ تهتمينّ ؟ أحياناّ أتساءل إن كنتّ فعلاّ إمرأةّ و أبيّ الذيّ كان يّريد أنّ نتزوجّ .. على كلّ حالّ غادرّي
فّأنت تخيفين صديقتيّ أيضاّ لاّ تنسيّ ترك المالّ لإصلاحّ البابّ
نظّرت إليهّ فلوراّ بّبرود ثمّ و بخطّوات هادّئة استدارتّ مغادرّة لكيّ ترىّ فرانسيسّ التيّ تقفّ خارجاّ عينيهاّ مليئتينّ بالدّموع بينماّ السيدّ بولّ
بجاّنبهاّ لاّ يعلمّ ماّ العملّ مّعهماّ لاّ يدريّ إن كانّ تدّخله بينهماّ مناسباّ بينماّ و حالماّ وصلتّ فلوراّ للبابّ تّراجعتّ بّهدوء بعدّ ذلكّ أسرعتّ نحوهّ
و ركـّلته بكلّ قوةّ جّعلته يسقطّ أرضاّ ثمّ ركلتّ القفلّ بعدّ ذلكّ نـظرتّ للخلفّ حيثّ يقفّ آرثرّ مبهوتاّ ابتسمتّ بّشرّ متحدثّة
ـ ستّدفعّ ثمن هـذاّ غالياّ آرثرّ .. ستدفعّ الثمنّ غالياّ
بعدّ ذلكّ وضعتّ ذراعهاّ حولّ كتفّ فرانسيسّ وّ ذراعهاّ الأخرى حولّ بولّ و هيّ تضحكّ بقوةّ بينماّ رمقّها آرثرّ بّحدةّ قدّ إزدادّ كرههّ لهاّ أميالاّ
تلكّ الفتـّاة لاّ تعلمّ أبداّ كيفّ تبكيّ ؟ كيفّ تستسلمّ ؟ سوفّ يحرّص علىّ أن يجّعلها تتقنّ هاتينّ الصفتينّ لاّ بلّ سيجعلهّا تمارسهماّ طوالّ
حياتهاّ ، همسّ بّنبرة حاقدةّ
ـ فلوراّ روبرتّ أنتّ لمّ تريّ شيئاّ بعدّ ..

/

فيّ إحدىّ المكاتبّ المنتشرةّ بكثّرة فيّ تلكّ شركّة استوديوهات التسجيلّ حيثّ يقضيّ ويليامّ دويلّ معظمّ وقتـّه كانّ يحملّ بينّ يدّيه العقدّ
الذيّ يشاركه معّ أوسكارّ يعيدّ قراءة كلّ بندّ بّتدقيقّ وّ تمعنّ شديدّ كذلكّ كانّ يفعلّ مديرّ أعمالهّ فبعدّ أنّ صرحّ ويليامّ عنّ عدمّ رغبتهّ فيّ
الاستمرارّ بّهذّه الجولة معّ أوسكارّ و هماّ يبحثانّ عنّ خللّ أوّ أيّ خطّأ فيّ العقدّ يستطيعانّ استغلالهّ لصالحهماّ ، بالّرغم منّ أنّ المالّ لمّ
يكن مشكلّة أبداّ لويليامّ لكنّ لمّ يكنّ ليرغبّ أبداّ فيّ أنّ يحصلّ أوسكارّ علىّ مالهّ ليسّ بعدّ ماّ فـعّله هوّ و ديميتريّ لنايتّ ، تنهدّ بعدّ فترةّ
تاركاّ العقدّ جانباّ و هوّ يّسند رأسهّ على المكتبّ قاّئلاّ بضجرّ
ـ سباستيان أريدّ فعلاّ الذهابّ إلىّ حانةّ
تجاّهله مديرّ أعمالهّ كعادتّه عندّما يتفوّه ويليامّ بّأيّ هراءّ وّ هوّ يقرّأ البندّ بتمعنّ ، لقدّ كان العقدّ عادياّ فيّ الوهلةّ الأولىّ إذّ كلّ شيءّ
يبدواّ عادياّ إلىّ أنّ يصلواّ إلىّ بندّ عدمّ الالتزامّ بالعقدّ حيثّ يكلفّ أيّ كان الشخصّ الذيّ يخرقّ هذّا العقدّ بمبلغّ ماليّ ضخمّ كافيّ بتغطيةّ
جميعّ أضراّر الجولةّ التيّ ألغيتّ هـذاّ بالفعلّ مشكلةّ عويصةّ خصوصاّ و أن لاّ رغبةّ لويليامّ في دفعّ هـذاّ المبلغّ ، تنهدّ و عقدّ يديّه معاّ
قاّئلاّ بنبرةّ هادّئة عـّملية
ـ أرىّ أنّ تكملّ الجّولة هـكذّا نستطيعّ أن نتجنبّ دفعّ هذا ّالكمّ الطائلّ من المالّ و إنّ سألتّ الصحافة أنّ إلغاءّ الجولةّ فّسوفّ نّخبرهمّ بأيّ
كذبّة قاّبلة لتصديقّ بعدّ ذلكّ استرسلّ عملكّ كالمعتادّ ، أناّ أعلمّ أنكّ لاّ تريدّ العملّ مع أوسكارّ لكنّ إن ألغيت العقد فّنحن المتضرران الوحيدانّ ..
زمّ ويليامّ شفتيهّ باستياء لاّ يستطيعّ الاسترسالّ فيّ هذاّ العملّّ أوّ بهّذه الشراكة من البداّية ، إنّ أوسكارّ يّنوي شيئاّ لكنهّ غيرّ قادرّ على
مسه بّسوء لأن ويليامّ يشكّل دعاّية جيدّة لشركةّ أيضاّ شهرتهّ و أموالهّ كفيلةّ بإبعاده عنهّ ، لكنّ ماذاّ عنّ فلوراّ و ماريّ ؟ كلتاهماّ لا حيلة
لهماّ فّقدّ أوقعهماّ ديميتريّ فيّ شركه منذّ أول محاولةّ الأولىّ متهمةّ بقضية تزوير و الثانيةّ اختطفت لمدةّ شهرينّ و عندما عادتّ كانّـت
مصابةّ بكدماتّ علىّ مستوىّ جسدهاّ بأكملهّ ، همسّ بّنبرة مستاءة للغاية
ـ لكن سباستيان أنتّ لاّ أريدّ الذهابّ ، نايتّ بحاجتيّ خصوصاّ و أنّ موعدّ تحديدّ رئيسّ شركّة لبيرّ قريبّ جداّ .. ألاّ يمكنناّ تّأجيلّ هذّه
الجولة قليلا ؟ تحدثّ معّ المديرّ
رمقـّه سباستيان بّقليلّ منّ الضجرّ ثمّ تنهدّ مجدداّ ليسّ بإمكانه فعلّ شيءّ المديرّ هو أكثرّ من يرغبّ بّهذّه الجّولة وّ أوسكارّ لنّ يقبلّ بالتّأجيلّ
أيضاّ ويليامّ لن يقبلّ بالرحيلّ فوراّ ، راقبهّ سباستيان لوهلة من الزمنّ ثمّ تحدثّ بهدوء
ـ تستطيعّ أنّ تقنعّ المديرّ بّأن تّؤجل الجولّة لكّن علىّ شروطّ ، يجبّ عليكّ أن تّقبلّ بّأي دعايةّ يطلّب منكّ أن تّفعلهاّ و بأيّ عملّ آخرّ أظنّ ذلكّ
كفيلّ بإرضائه قليلاّ هذاّ إن كنتّ أن تريدّ فعلّ ذلك بالتّأكيدّ ؟
شحبّ وجّه ويليام كلياّ من الرعبّ إذ أنه إذ أقدم على هذّه الخطوة سيندم بكلّ تأكيدّ فّمدير الشركة يراه كوجـّه وسيمّ يستحقّ الإعلامّ رؤيته
أكثرّ لذلكّ لن يتوانى أبداّ علىّ جعله يعمل بدعاياتّ مختلفة أيضاّ ربماّ يّخطط لمقابلات لهّ و هذاّ أسوء شيءّ بالنسبة لويليام فّهو يفضلّ البقاءّ
بعيدا عن أعين الصحافة قدّر الإمكان بينماّ يريد المديرّ استغلال ملامحّه و نغّمة صوتهّ للحصولّ على شهرة أكثرّ ، قطبّ ويليام باستياء
ثمّ تحدثّ بّتعاسة
ـ لكنّ ذلكّ المديرّ مجنون تماماّ قدّ يجعلني أديرّ عرضاّ للملابسّ الدّاخلية أو ربماّ أسوءّ من ذلك بّكثيرّ قدّ يجعلنيّ .. يا رباه هذاّ ، سباستيان
ألا توجد طريقة أخرى ؟
ضحكّ سباستيان لوهلة من الزمنّ على تخيلاتّ ويليامّ لمّ تكن مجرد تخيلات في الحقيقة بل بها ما يكفي ليكون واقعا مراّ له إذ أن مدير
شركتهم يسعى بكل طريقة لجلبّ الشهرة أيضاّ أوجه جديدة لرعايتهاّ و ويليامّ الشابّ الذيّ يتحلىّ بكل صفاتّ فهو مغنطيسّ لنساءّ لبقّ فيّ
الكلامّ ذو ابتسامة لطيفةّ دوما ما تغزوا وجـّهه الوسيمّ يستطيعّ جعلّ هذّه الشهرة تتحقق له ، تحدثّ سباستيان بابتسامة
ـ ليس إن أردتّ البدء فيّ الجولة ؟
زفرّ ويليام بغيضّ و هوّ يّستلقي على الأريكةّ مغلقاّ عينيهّ ليسّ هناكّ طريقة أخرىّ فلو كانتّ لما تّجرأ أحدهما على تركّ جدول أعمالّهم
بين يديّ المديرّ لكنّه لاّ يملك حلاّ أخرّ ، يجبّ عليه البقاّء بجانبّ نايتّ فيّ هذه الفترة الحرجة حتى لوّ تطلبّ الأمرّ قيامهّ بجلسة تصويريةّ
لّلملابسّ الداخليةّ عادّ ويليام يقطبّ حاجبيه بغيرّ رضى ثمّ هز كتفيه مستسلماّ قائلاّ
ـ حسناّ لا بأس لتذهب كي تتحدث معّ المديرّ ..
أومأ سباستيان بالإيجاب و هوّ يقفّ جامعاّ ملفاتهّ جدول أعمالّ ويليام و العقدّ المشترك بينه و بين أوسكارّ بعدّ ذلكّ وقفّ أمام ويليام
قاّئلاّ بتساؤل
ـ ألن تذهب معي ؟
شحبّ وجـّه ويليامّ كلياّ قدّ اعتلتّ حمرةّ خفيفةّ خديّه لكيّ يستديرّ إلىّ الجهة الأخرى مانعاّ سباستيان من رؤيةّ ملامحـّه المحرجةّ وّ تحدثّ
بنبرةّ مرعـّوبة مصاحبةّ بقليلّ من الإحراجّ
ـ لاّ أريدّ ذلكّ فّنـظراتّ المديرّ تصيبنيّ بّالتـوترّ .. اذهب لوحدكّ
ضحكّ سباستيان مدركاّ تماماّ أنّ فيّ كلامّ ويليام شيءّ من الصحةّ إذ فّعلا نظراتّ المديرّ ناحية ويليام غير طبيعية علىّ الإطلاقّ و لو لمّ يكن
للمديرّ زوجـّة جميلة التيّ هي سكرتيرته الخاصّة ترافقهّ فيّ كلّ مكانّ لقاّل أن هذا المديرّ ليسّ مستقيماّ علىّ الإطلاقّ لكنّ قدّ يعودّ السببّ
أيضاّ لنظراتّ زوجتهّ ناحيةّ ويليامّ فّحالما يعبرّ المكتب كيّ يجلسّ حتىّ يستلمه الاثنان بدون رحمةّ يراقبانهّ طوال الاجتماعّ مماّ يربكّ الآخيرّ
كثيراّ ، تحدثّ سباستيان بّضحكة
ـ فيّ الحقيقة حتىّ أناّ نظراتهّما تصيبني بالتوترّ يبدواّ أن كلاهماّ وقعّ فيّ غرامكّ
إزدادّ شحوبّ ويليامّ قدّ سرتّ رجّفة مخيفةّ فيّ أنحاءّ جسدّه لكيّ يرميّ الوسادةّ على سباستيان الذيّ غادر المكتبّ مسرعاّ بينماّ وضعّ ويليام
يدّه مكان قّلبه وّ تحدثّ بّنبرة مرعوبةّ
ـ بحقّ السماءّ لاّ أحتاج إلىّ المزيد من الكوابيسّ ..

/كانتّ جالّسة فيّ إحدى القاّعات مستعدةّ للمحاضرةّ التاليةّ توجدّ بينّ يدّيها العديدّ من الأوراقّ و دفتراّ سجلت بهّ ملاحظاتّ الأستاذّ أيضاّ هاتفهاّ
الذيّ لمّ يكنّ ليرنّ حتىّ لو أرادتّ ذلكّ ، رفعتّ شعرهاّ الأشقرّ للأعلىّ على شكلّ وردّة بسيطةّ للغايةّ و تـّركت بضعة خصلاتّ تحتلّ جبينهاّ تضعّ
نظارتينّ وّ قد كانتّ تزم شفتيها بّعبوسّ لعدم فهمها على كلماتّ الشعرّ القديمّ إذ لم تّحضر معجمها
غطّ ظلّ شخصّ ما نورّ أشعةّ الشمسّ التيّ شقت طريقهاّ عبرّ النافذةّ أجفلتّ كليرّ رعباّ قدّ انتابتها القشعريرةّ لتسريّ في كاملّ أنحاّء جسدهاّ
وّ بسرعةّ وقفتّ مبتعدةّ بطريقةّ دفاعيةّ حينماّ رأتّ ماريّ المبتسمّة بـّخفة خلفهاّ يقفّ فرانسواّ المتململّ و الممسكّ بيدّ أليكساندرّ ، شهقتّ بّصدمة
عندّما لاحظتّ منـظر ماريّ المتغيرّ لقدّ بدتّ أكثرّ جمالاّ لمّ يتخلى وجههاّ عنّ لمحةّ البراّءة و اللطفّ لكنهّ كان مليئاّ بالـّرقة و الأنوثةّ فيّ نفسّ
الوقتّ تّقدمت كليرّ ناحيتهاّ و احتضنتهاّ بّقوةّ بعدّ ذلكّ تركتهاّ لكيّ تتحدثّ بّصدمة و هيّ لاّ تزالّ تّروح و تجيء بعينيهاّ علىّ ماريّ
ـ لكنّ هل أنتّ ماري ؟ ماّ الذيّ تفعلينه هناّ ؟ ماري ؟ ماّ الذيّ ترتدنه ؟ هل أنت ماري ؟
نـظرتّ ماريّ بدورهاّ إلىّ ذراعّ كليرّ الملتفّة بقماشّ أبيضّ قدّ كانتّ على ما تبدواّ مكسورةّ ثمّ عادتّ تنظرّ ناحيةّ وجـّه كليرّ المصدومّ بعدّ ذلكّ
ابتسمتّ بخفةّ تدركّ خطورّة تّصرفاتهاّ خصوصا فيّ هذّه الفترةّ الحرجةّ لكنّ لا مجالّ لتراجعّ ، غمزتّ لكليرّ بّمشاكسةّ و هيّ تتحدثّ بّحماس
ـ سوفّ أعودّ لمقاعدّ الدراسةّ كليرّ ، أليس هذاّ رائعاّ ؟
أومّأت كليرّ بالإيجابّ دون أن تستوعبّ كلماّت ماريّ بينماّ استمرتّ الأخيرةّ بالثرثرةّ حولّ كيفيةّ عودتهاّ و كيفّ استقبلهاّ المديرّ غيرّ مترددّ إذّ
أنّ استعادةّ زوجـّة نايتّ لبيرّ إلىّ الجامعةّ و الجامعةّ التيّ يديرها هوّ خاصةّ سوفّ يعيدّ له بمنافعّ عدةّ لذّا فّكان أمرّ عودتهاّ مفروغاّ منه تماماّ
كماّ أخبرهاّ فرانسواّ لتذكرّ إسمّ زوجهاّ وّ لستجدّ كلّ شيءّ أمامّها بالرغم من شعور ماريّ بالذنب فيّ البدايةّ كونهاّ استغلت منصبّ نايتّ لكنهاّ
استسلمتّ لروعـّة هـذّه الأحاسيسّ التيّ تنتابهاّ ، فجّأة هزتّ كليرّ رأسهاّ بقوةّ و هيّ تمسكّ بّكتفيّ ماريّ تّرددتّ لوهلة من الزمنّ و هي تنـظرّ
ناحية أليكساندرّ بعدّ ذلك تحدثّت بتوتر
ـ لاّ يمكنكّ ماريّ ، الوضعّ خطيرّ جداّ قدّ يقوم ديميتريّ بخطّوة أخرّى يستهدفّ حياتكّ فيهاّ و مجيئك للكليةّ سوفّ يّرفع نسبةّ استهدافكّ ماريّ
لصالحكّ يجبّ عليكّ العودّة للقصر أناّ متّأكدة أنّ نايتّ سوفّ يحميكّ هناكّ ..
قطبتّ ماريّ حاجبيهاّ بإستغرابّ إذّ أنّ كليرّ كانتّ تبدوا مرعوبةّ للغايةّ وّ قدّ شحبتّ ملامحهاّ كلياّ فتنهدتّ بّقلة حيلةّ لماّ يعتقدّ الكلّ أنهاّ تحتاجّ
إلىّ حمايةّ ؟ هزّتّ رأسهاّ نفياّ ثمّ تحدثتّ بنبرةّ هادّئة
ـ لاّ يمكننيّ الاختباءّ للأبدّ كليرّ و لاّ يمكننيّ أنّ أجعلّ نايت يعتنيّ بيّ أكثرّ يجبّ عليّ أنّ أقفّ على قدمايّ أناّ أيضاّ كليرّ ،
زمتّ كليرّ شفتيهاّ و تراجعتّ للخلفّ لاّ يمكنهاّ أن تخبرهاّ بّأن ديميتريّ لا ّيزالّ يسعى للانتقامّ منهاّ أيضاّ هوّ يريدّ استعادّة أليكساندرّ بّأيّ طريقة
وّ أنهّ استخدمّها هيّ من أجلّ جلبه لهّ بالرّغم من أنّ ماريّ محقةّ إلاّ أنهاّ لا تستطيعّ مساندتهاّ ليسّ و ديميتريّ يستعملّ خدماتهاّ للقضاءّ عليهاّ ،
نـظرتّ خلفّ صديقتهاّ لكيّ تلاحظّ تواجدّ فرانسواّ قدّ كان يخفيّ معظم ملامحهّ بقبعةّ و وشاحّ أيضاّ معطفّ رماديّ يراقبّ الموقفّ بّسكون تامّ لمّ يكن
هناكّ أحدّ ليعلم بهويةّ فرانسواّ غيرّ أن كليرّ حالةّ خاصةّ فّقد قضتّ معظمّ عطلتهاّ ربماّ إن كانتّ تلكّ عطلةّ برفقتهّ ، تنهدّت كليرّ و أخذتّ تّلم
أشيائهاّ بهدوءّ وسطّ استغرابّ ماريّ بعدّ أنّ ارتدتّ معطفهاّ الأسودّ تّحدثتّ بّلطف
ـ أناّ أسفةّ ماريّ لديّ بـّعض البحوثّ لأهتمّ بهاّ ، أراكّ لاحقاّ .. إلىّ لقاءّ أليكس
تقدمتّ منه و قبلتهّ بخفة علىّ خدهّ ثمّ شدتّ الإحكام علىّ ذراعهّ لكيّ ينـظرّ إليهاّ أليكساندرّ بنوعّ من البرودّ بعدّ ذلكّ ابتسمّ بـّبرود شديدّ و كمّ بدّت
ابتسامتهّ شبيهةّ لديميتريّ رمقّته كليرّ بإستغرابّ و قدّ بثّ لهاّ تواجدّه نوعاّ منّ ذلكّ الإحساسّ المخيفّ بالّرعبّ استدارتّ للخلفّ و قدّ بدّا صوتهاّ
مرتبكاّ للغايةّ
ـ توخيّ الحذرّ ماريّ .. إلىّ اللقاءّ فرانسواّ
كادتّ أن تصطدم بّالكرسيّ الذيّ أمامها لولا أنها تماسكتّ فيّ آخر لحـّظة لكنّ سقطتّ أشياءهاّ أرضاّ و تناثرتّ أوراقها فيّ كل مكانّ توترتّ كليرّ
أكثرّ و هيّ تحاول أن تجمعّ الأوراقّ بيدّ واحدة لاّبد لهاّ ان تبتعد من هنا قدر المستطاعّ فلاّ رغبةّ لهاّ فيّ الخوص بهذا الصراعّ عندّما جلستّ
ماريّ بجانبها تجمعّ الأوراقّ هيّ الآخرى بهدوءّ تامّ حالماّ وقعتّ يديّ الاثنتين على نفسّ الدفترّ حينهاّ نظرتّ كليرّ لماريّ بإرباك شديدّ بعدّ ذلكّ
أخفضتّ رأسهاّ و هي تجذبّ الدفترّ لحضنهاّ عندّها تحدثتّ ماريّ بنبرةّ جادةّ
ـ كليرّ ماّ الذيّ حدث ؟ لماذاّ تتجنبينني ؟
أومّأت كليرّ بالنفيّ و هيّ ترسمّ على شفتيهاّ ابتسامةّ بسيطةّ بعدّ أن تبادلتّ النظراتّ معّ فرانسواّ ، الكلّ يحاولّ حمايتهاّ و على كليرّ أيضاّ أن
تنظّم إلى المجـّموعة فماريّ أضعفّ منّ أنّ تصابّ بّجروح أخرىّ لذلكّ قررتّ و لمصلحتهاّ الخاصةّ و لمصلحةّ ماريّ أيضاّ سوفّ تبتعدّ عنهمّ
جميعاّ ، قالتّ بّخفة
ـ لّست أتجنبكّ ماريّ و إنماّ أناّ فقطّ متوترةّ فلديّ الكثيرّ من البحوثّ للقيامّ بهاّ تعويضّا على فترةّ غيابيّ أيضاّ لاّ أعتقدّ بصراحةّ أنهّ من المناسبّ
لناّ أنّ نصبحّ صديقتينّ ،
رمقتهاّ ماريّ بإستغرابّ وّ لمّ تستطعّ استيعابّ كلماتّ كليرّ فماّ الذيّ يمنعهماّ من أن يكوناّ صديقتينّ ؟ ألمّ تنقذّ كليرّ حياتهاّ سابقاّ ؟ ألمّ تكن ترغبّ
فيّ فرصةّ آخرى ؟ إذّن لاّ مانعّ و كادتّ أن تتفوه بّهذّه الأسبابّ عاليّا عندّما عادتّ كليرّ لتحدثّ
ـ أعنيّ أنتّ من عاّئلة روبرتّ و أناّ غلوريّ نحنّ لاّ يمكنناّ أبداّ أنّ نصبحّ صديقتينّ .. فالعداوةّ التيّ بينناّ لاّ يمكن أنّ تمحى أبداّ بينّ لحظةّ و أخرىّ
لذلكّ ماريّ أرجوّا المعذرةّ فقدّ أخذتّ من وقتيّ ماّ يكفيّ ، إلىّ اللقاءّ
علتّ الصدّمة ملامحّ ماريّ قدّ اتسعتّ عينيهاّ بدّهشة واضحةّ ماّ الذيّ تعنيهّ كليرّ بلا يمكنّ أن يكوناّ صديقتينّ ؟ لقدّ أنقذتهاّ و اعتنتّ بفرانسواّ فّما
الشيء الذيّ يمنعهماّ من تكوين صداّقة ؟ نـظرتّ إليهاّ ماريّ بعدّ ذلك تّحدثت بنبرةّ بلهاء نوعاّ ماّ
ـ إن كان الأمرّ يتعلقّ بّعائلتيناّ فقطّ فهذاّ ليسّ مهماّ أعنيّ أننيّ الآن لستّ روبرتّ بل لبيرّ و أعتبرّ رسمياّ زوجّة نايتّ لذلكّ أمرّ كالعاّئلة لنّ
مهماّ فيّ نظريّ ،
كتمّت كليرّ ضحكتهاّ وّ رفعتّ يدّها عالياّ مودعةّ ماريّ بالفعلّ ليسّ مهماّ اللقبّ و إنماّ سلامةّ من حولهماّ و سّلامة أنفسهماّ أيضاّ هيّ لن
تستطيعّ خيانةّ هذّه الثّقة التيّ منحتهاّ ماريّ لهاّ لنّ تقبلّ بتخييبّ ظنّ أحدّ لذلكّ فضلتّ البقاءّ لوحدّها ، غـّمزتّ لماريّ قاّئلةّ بّخفة و هي تبتعدّ أكثرّ
ـ قدّ يتغيرّ الزمانّ وّ العالمّ بّأكملهّ لكنّ أنتّ ياّ ماريّ .. منّ المستحيلّ لكّ التغيرّ مهماّ حاولتّ
بعدّ أن ابتعدتّ كليرّ عن أنظارّ الثّلاثة جلستّ ماريّ علّى الكرسيّ قدّ ظهرتّ خيبةّ أملّ مرفقةّ بالصدّمة عليهاّ لقدّ أرادتّ فعلاّ أنّ تبدأ بداّية جديدّة
و أنّ تتغيرّ لتصبحّ أفضلّ أكثرّ قوةّ لتساعدّ نايتّ و فلوراّ قليلاّ لكنّ يبدواّ أنّ الجميعّ يعتبرهاّ مـّجرد عـّالة يتوجبّ عليهمّ حمايتهاّ و إنّ لمّ يكن
الأمرّ متعلقاّ بحمايتهاّ فّهناك شيءّ أخرّ يمنعهمّ من التقدمّ نحوهاّ كـّعذر كليرّ مثلاّ ، تنهدتّ ماريّ و قدّ زمتّ شفتيهاّ بعبوسّ واضحّ بعدّ ذلكّ استدارتّ
ناحيةّ فرانسواّ كيّ تنـظرّ إليهّ بعينينّ واسعتينّ بريّئتينّ ، قطبّ فرانسواّ حاجبيه و تراجعّ للخلفّ بحذرّ طلباتهاّ في الآونة الآخيرةّ تزدادّ غـّرابة
و عـّزما لذلكّ يجب عليهّ الفرارّ بطريقةّ ماّ فكادّ أن يتحدثّ عندّما قاطّعته ماريّ و هي تّمسكّ بيدّيه
ـ فرانسواّ أنتّ قدّ قضيتّ معهاّ فترةّ فيّ باريسّ أليسّ كذلك ؟ لماّ لا تحاول إقناعهاّ من أجليّ ؟ أرجوكّ أعنيّ لوّ أنّك فقطّ تتحدثّ معهاّ و ربماّ
لتستعملّ جاذبّيتك قليلا أنتّ وسيمّ إن كنتّ تريدّ ذلكّ ، ابتسمّ لهاّ و أطلبّ منهاّ ذلكّ فرانسواّ أرجوكّ ..
احمرتّ وجـّنتيهّ إحراجاّ وّ فكرّ بّرعبّ كيفّ استطاعتّ ماريّ أن تعبرّ تلكّ المسافةّ فيّ ظرفّ دقيقةّ كيّ تمسكّ يدّيه تنحنحّ محاولاّ أنّ يفكّ قبضتهاّ
لكنهاّ ازدادتّ تمسكاّ بهّ عينيهّا تزدادانّ بريقاّ فّتنهدّ و نظرّ ناحيةّ أليكساندرّ الذيّ يراقبّ الموقفّ بضحّكة بعدّ ذلكّ حاولّ فرانسواّ التخلصّ من
إلحاحهاّ بإطلاعها علىّ الحقائقّ التيّ تدفعّ كليرّ لّابتعادّ عنهاّ فعلا
ـ لكن سيدتيّ قدّ لاّ تعلمينّ ذلكّ لكنّ كليرّ تشكلّ خطراّ عليكّ هيّ أختّ آرثرّ غلوري الذيّ أوقعّ آنسة فلورّا بّقضية التـّزويرّ المزيفّ و بّاقترابكّ
منهّا فّأنتّ تّعطين فرصّ أكثرّ لديميتريّ لذلكّ من فضلكّ تخليّ عنّ هذّه الفكرةّ ..
تنهدتّ ماريّ بأسىّ و أخفضتّ رأسهاّ بّخيبة أملّ كبيرةّ يبدواّ أن فرانسوّا يرفضّ الأمرّ رفضاّ قاطعاّ نـظرتّ إلىّ النافذّة كيّ تّرى كليرّ تّسيرّ
ناحيةّ المحاّضرة التاليةّ حاملةّ كتبهاّ عـّادت تتنهدّ بّقلة حيّلة ثمّ نـظرتّ بنصفّ عينهاّ لفرانسواّ الذيّ بدا جامـداّ كالجليدّ حاولتّ أنّ تذرفّ دموعاّ
لكنّ لم تستطعّ فّتبادلتّ النظراتّ معّ أليكساندر بعدّ ذلكّ أخذتّ ماريّ تركضّ بّسرعةّ مغادرّة القاعةّ و خلفهّا أليكساندرّ الذيّ يضحكّ بقوةّ على
تصرفاتهاّ بينماّ بقيّ فرانسواّ لفترةّ محاولاّ استيعابّ الأمرّ لكيّ يركضّ خلفهماّ و هوّ يصيحّ بّحدة ناسياّ أمرّ كونهاّ سيدتهّ
ـ سيدّة مـاري عوديّ إلىّ هناّ ، لاّ تستطيعينّ الركضّ فيّ الأرجاءّ و أنتّ لم تشفيّ بعدّ تباّ .. هلّ صرتّ جليسّ أطفالّ الآن ؟
أخذتّ تّضحك ماريّ بّقوة علىّ ملامحّ فرانسواّ المستاّءة وّ أمسكتّ بيدّ أليكساندرّ ليسرعّ الإثنينّ بالركضّ تاركينّ فرانسواّ فيّ الخلفّ الذيّ
فـضلّ أنّ يدعهماّ يفعلانّ ماّ يشاءان هذّه المرةّ فقطّ ، بّعد فترةّ كانتّ ماريّ تقفّ أمامّ البـّوابةّ حولهاّ الحارسينّ الذيّ اتصلّ بهماّ فرانسواّ
لملاقاتهاّ خارجاّ قدّ كانتّ تجلسّ مستندةّ على السيارةّ التيّ خلفهاّ محاولةّ التقاطّ أنفاسهاّ بجانبهاّ أليكساندرّ الذيّ بعدّ هذّه الجولةّ غادر برفقةّ
أحدّ الحراسّ لشراءّ المثلجاتّ وّ بجانبهاّ كان يقفّ فرانسواّ مقطبّ الحاجبينّ بّغيرّ رضى و ينظرّ ناحيّة هاتفهّ ، قّال بنبرةّ باردةّ
ـ سيدّتيّ أنّ الجوّ باردّ و قدّ تصابينّ بنزلة بردّ لذلكّ من فضلكّ هلاّ دخلت إلىّ السيارةّ ؟ يمكنكّ انتظار الآنسة كليرّ بالدّاخل
تنهدتّ ماريّ هازة رأسهاّ نفياّ فّنزعّ فرانسواّ معـّطفه و وضعهّ حولّ كتفيهاّ ثمّ أخذّ ينظرّ إليهاّ بكلّ صرامةّ كانتّ تحاولّ بشدة أنّ تتجاهلّ نظـّراتهّ
الحادةّ لكنهّ بقيّ ينظرّ إليهاّ إلىّ أن استسلمتّ و هيّ تتحدثّ
ـ لكنّ حينهاّ لن تراناّ كليرّ وّ سوفّ تغادرّ ..
نـظرّ إليهاّ لوهلة من الزمنّ ألمّ تدركّ بعدّ أنّ كليرّ لنّ تخرجّ أبداّ ليسّ و ماريّ فيّ انتظارهاّ ؟ كليرّ لنّ تخرقّ أوامرّ فلوراّ التيّ طلبتّ منهاّ بلهجةّ
حادةّ شديدّة التهديدّ أنّ تتركّ ماريّ و شّأنهاّ ؟ أنّ تبدّأ حياة أخرى بّرفقة أشخاصّ آخرين ؟ كليرّ لنّ تخرجّ بكلّ تأكيدّ تنهدّ وّ وقفّ قائلاّ بّهدوء
ـ حسناّ إذن .. أرجوكّ أدخليّ السيارةّ سوفّ أتحدثّ أناّ معّ آنسة كليرّ و سّوف أحاولّ إقناعهاّ بّالذهابّ معكّ هـذاّ ما تريدينه سيدتي ، أليس كذلك ؟
أومّأت ماريّ بحماسّ شديدّ و كادتّ ان تذهبّ معه لولاّ أنه أشارّ على السيارةّ بّهدوء مريبّ لكيّ تتوقفّ عنّ تتبعهّ و تتجـّه إلىّ السيارةّ بّخـّيبة
فقدّ كانتّ فعلاّ تريدّ رؤيةّ كليرّ و هي توافقّ علىّ الذهابّ معهاّ ، بينماّ أكملّ فرانسواّ طريقهّ بحيرةّ غيرّ مدرّك كيفّ يستطيعّ أن يّغيرّ رأيّ كليرّ
تماماّ ؟ لاّ خبرةّ له بالتعاملّ معّ النساءّ و كماّ لطالماّ أخبرتهّ سوزيّ فّهوّ إن تعلقّ الأمرّّ بامرأة فّهو أبلهّ لذلكّ لاّ يدركّ كيفّ أن ابتسامتهّ سيكون
لهاّ دوراّ في التأثيرّ على قرارّ كليرّ ، عّاد يتنهدّ وّ اتجه إلىّ القاعةّ التي كان من المفترض لكلير أن تدرس بهاّ ثمّ استند على الجدارّ منتظراّ
خروجّها
حاولّ الابتسامّ كماّ طلبّت منه ماريّ لكنهّ لم ينجحّ فعلاّ بذلكّ و قدّ شعرّ بمدىّ غرابةّ ملامحّ وجّهه لذلكّ أبقىّ الوشاحّ حولّه متمسكاّ بهّ منتـظراّ
خروجّها بعدّ فترةّ ليستّ بطويلةّ خـّرج الطلابّ من القّاعة و أعينهمّ تتجّه نحوهّ فقدّ كان ّملفتاّ لنظرّ بطريقةّ أوّ بأخرىّ منّ خلالّ إخفاّءه لوجّهه
أيضاّ جسدّه العضليّ وّ وقفتهّ العـّملية ملابسهّ السوداءّ و خصلاتّ شعرهّ التي تسللتّ من القبعةّ حالماّ لمحهاّ ناداهاّ بصوتّ هادّئ جداّ
ـ آنسة كليرّ .. هلّ تسمحينّ بلحظّة ؟
تـّوقفتّ كلير ّعن السيرّ و هي تنـظرّ إلىّ فرانسواّ بإستغرابّ بينماّ أكملّت الفتياتّ اللواتيّ كن معها سيرهنّ و هنّ يدركنّ أنّ هذاّ ما هوّ إلاّ
محض اعترافّ أخرّ لكليرّ قدّ أخذّن يتراهن ماّ إن كانتّ ستوافقّ أمّ لاّ خصوصاّ و أنّ الشابّ هذّه المرةّ يبدوا مختلفّا بطريقة ماّ من طريقةّ
حديثةّ اللبقةّ إلىّ لكنتهّ الفّـرنسية البحـّتة أيضاّ جسدّه العـّضليّ ،نـظرتّ إليه كليرّ بّهدوء ثمّ قالتّ بإرتباك و هي تشيحّ نظرهاّ بعيداّ عنهّ
ـ لقدّ فعلت ماّ طلبتمّ منيّ لذلكّ لاّ أرى أن هناكّ داعياّ للحديثّ سيدّ فرانسواّ ، منّ فضلكّ أعذرنيّ
ازدادّ توترهّ لكنهّ أغلقّ عينيهّ ماّ الذيّ أصابهّ ؟ هلّ يمكن أن كلماتّ ماريّ العابثةّ أثرت بهّ فعلاّ ؟ أيعقلّ أنّ كلامّ سوزيّ عنّ كونهّ ما إن
يتعلقّ الأمرّ بامرأة حتىّ يصبحّ جاهلاّ صحيحاّ ؟ هـّز رأسهّ نفياّ محاولاّ أن يطردّ هذّه الأفكارّ من رأسهّ و هوّ يـّعود إلىّ جديتهّ بعدّ ذلكّ
اقتربّ منهاّ أكثرّ و تحدثّ بّهدوء
ـ كليرّ إن سمحتيّ ليّ .. إنّ السيدةّ ماريّ ترغبّ فعلاّ بّأن تكونيّ معهاّ خلالّ هذّه الفترةّ الزمنيةّ فهيّ تحتاجّ لأكبرّ مساندةّ تتحصلّ عليهاّ أيضاّ
أرجوكّ لاّ تّأخذيّ فلوراّ علىّ نحو شخصيّ فّكل ماّ نريدّه جميعاّ هوّ حمايةّ السيدةّ ماريّ لذلكّ من فضّلك و لليومّ فقطّ هلاّ أتيتّ معناّ ؟ سّأقدرّ ذلكّ
و بالمقاّبل يمكنكّ الحصول علىّ ما تريدينّ
رمقتّه كليرّ بّأسىّ شديدّ ثمّ هـّزت رأسهاّ نفياّ و هيّ تكملّ طريقهاّ بخطواتّ تنمّ عن غضبهاّ ماّ الذيّ يقصده بالحصول على ما ترّيدين ؟ أهي رّشوة
؟ عـّادت تنـظرّ ناحيتهّ وّ صاحتّ بّحدة جّعلت الكلّ يستديرّ نحوهاّ
ـ فـّرانسواّ أيهـّا الأحمقّ .. أناّ لن أسامحكّ أبدّا
رمشّ بّعدم استيعابّ ماّ الخطّأ الذيّ ارتكبهّ ؟ كلّ ما فعله هوّ التعاملّ معهاّ بّجديةّ أيضاّ و كّأيّ زبونّ فقدّ عرضّ عليهاّ فائدّة ، زمّ شفتيهّ بّعبوس
ثمّ تقدمّ منهاّ لكيّ يمسكّ ذراعهاّ قائلاّ بّاستغرابّ
ـ لكنّ ماّ الذيّ فعلته أناّ ؟ لقدّ طلبتّ منكّ و بكلّ وضوحّ أنّ تّأتي معناّ اليومّ فقطّ و بالمقابلّ ستحصلين علىّ مكافّأة هلّ هذاّ غيرّ كافيّ ؟ لقدّ قلتّ لك
أنه يمكنكّ طلبّ ما تشائينّ
نـظرتّ إليه بعصبيةّ تامةّ أيضاّ و خلالّ فترةّ علاجه كان يعاملها بهذّه الطريقةّ يتحدث دوما عن مكافأة وّ المالّ أيضاّ العمـّل هـذاّ ما يجّعلها تفقدّ
أعصابهاّ كلماّ كانتّ برفقته و لهذاّ أيضاّ تريد الابتعاد عنهّ لذلكّ صاحتّ بّحدة
ـ نعمّ سّأذهبّ لذلكّ اخرسّ..
شحبّ وجـّه فرانسواّ منّ صرختهاّ الحادةّ بينماّ شهقتّ كليرّ بصدمةّ مماّ قد تفوهتّ به تواّ هل أعلنت موافقتهاّ و هيّ التيّ كانتّ تريدّ الرفضّ ؟
أيّ حماقة ارتكبتهاّ ؟ أيضاّ هل طلبت منه أن يخرسّ ؟ تباّ كمّ هـذاّ سيءّ جداّ ، حاولتّ أن تعتذرّ لكنهاّ و حالماّ رأتّ ملامحّ وجههّ المستغربةّ
عاّدت تّكشرّ بعصبيةّ و هيّ تقولّ بكلّ حدةّ
ـ أناّ لاّ أريدّ مكافئتكّ السخيفةّ و لاّ نقوداّ لذلكّ احتفظ بهاّ لنفسكّ أيضاّ ليكن فيّ علمك أن موافقتيّ ليستّ لأنك طلبتّ منيّ ذلكّ بلّ لأنّني أناّ بنفسيّ
أريدّ رؤيةّ ماريّ وّ لا ّتعتقدّ أنكّ تؤثر عليّ أو أيّ شيءّ من هذاّ القبيلّ لذلك انزع هذه الأفكارّ من رأسكّ أيضاّ .. حسناّ أين هيّ ماريّ لماّ ليست معكّ ؟
كانّ يبدواّ للعيانّ كشّجار الأحبةّ خصوصاّ و أنّ كليرّ من تقفّ صارخة بوجهّ فرانسواّ الذيّ يّحاول تّهدّئتها و هوّ يشيرّ إلىّ المخرجّ حيثّ السيارةّ
بينماّ الأخرى تشيرّ بوجهها بعيداّ عنهّ بغيرّ رضى و هيّ لّا تزالّ غاضبةّ ، تنهدّ فرانسواّ وّ تقدمّ كيّ يفتحّ البابّ لهاّ لكنهاّ و بخطّوات سريعةّ سبقتهّ
كيّ تفتحّ الباّب بنفسهاّ و أغلقتهّ بقوةّ حالماّ رأتّ ملامحّ ماريّ المستغـّربة تلاشىّ غضبّها أدراجّ الرياحّ و هي ترسمّ على شفتيهاّ ابتسامّة
جميلةّ قاّئلة بّمرح
ـ أسـّفة علىّ ماّ طّرا منيّ منذّ قليلّ ،
هـزتّ ماريّ رأسهاّ نفياّ بّهدوءّ و قدّ ابتسمتّ بكلّ لطفّ فّنـظرتّ إليهاّ كليرّ بأسىّ محاولةّ أنّ تبقيّ علىّ ملامحـّها المرحـةّ لكنهاّ لم تستطعّ فسرعانّ
ماّ ذبلتّ ابتسامتهاّ و هيّ تّنظر من خلالّ النافذّة قاّئلة باعتذار حقيقيّ
ـ أسّفة ماريّ .. لكنّ حتىّ لوّ أردتّ أناّ بشدةّ أن أبدّأ صفحةّ جديدّة معكّ فلنّ استطيعّ ذلكّ ، نحنّ الآن فيّ عالمينّ مخـّتلفينّ تماماّ
تنهدّت ماريّ وّ وضعتّ يدّها علىّ كتفّ كليرّ لكيّ تنظرّ إليهاّ الأخرىّ بحزنّ فّعادتّ ماريّ تهز رأسهاّ نفياّ كّأنها تطلبّ منهاّ دون أن تلجّأ للكلماّت
بّأن تنسى كلّ شيءّ ، لاّ تعلمّ ماريّ لماّ هيّ تحاول استعادةّ كليرّ و لماّ هي مصرةّ جداّ لّكي تكون صديقتهاّ مجدداّ تماماّ كما كاناّ صديقتين عندّما
كانّا فيّ طفولتهماّ لكنها لاّ ترغبّ لكليرّ بّأن تسقطّ كماّ فعل آخيهاّ و لسوفّ تحرصّ علىّ أن تبتعدّ كليرّ عّن هذّه الأحداثّ المجنونةّ ، تحدثتّ
ماريّ بّمرحّ و هيّ تضربّ ظهرّ فرانسواّ الذيّ يجلسّ خلفّ المقودّ بكّل خفةّ قاّئلة
ـ الآن ّفرانسواّ إلىّ مهمتناّ التـّالية ..
نظرتّ كليرّ إلىّ الثّلاثةّ بقليلّ من الّريبة قدّ بدتّ أنّ السعادةّ تغمرّ ملامحّ ماريّ بّأكملهاّ مماّ جعلها تساءلّ عنّ السببّ الذيّ يدّفعهّم لأخذّها
معهمّ لذلكّ تحدثّت بقليلّ من الفضولّ يعتريه القلقّ
ـ مـاريّ عزيزتيّ أدركّ أنكّ أمضيتّ فترةّ طويلة لمّ تخرجيّ فيهاّ لكنّ لاّ يجبّ عليكّ التصرفّ بتهورّ حسناّ ؟ أخبرينيّ إلىّ أينّ نحن ذاهبونّ ؟
ابتسمت الأخـيرةّ بسعادةّ بالّغة و هي تحتضنّ ذراعّ كليرّ وّ ذراعّ أليكساندرّ قدّ ابتسمتّ بّمرحّ فيّ حينّ قطبّ فرانسواّ حاجبيهّ بّبرودّ لكيّ
نصيحّ ماريّ بنبرةّ عاليةّ
ـ إلىّ مديـنة الملاهيّ .





آنتهـىّ
~
.
__________________