عرض مشاركة واحدة
  #72  
قديم 12-28-2015, 05:36 PM
oud
 
صبـّاح اليّوم المواليّ كانتّ ماريّ تحض بّنومّ عميقّ هادئّ إن صحّ القولّ غيرّ أن ذلكّ لمّ يدمّ طويلاّ فّهاهيّ ضوضاءّ تنتشرّ فيّ القصرّ بشكلّ
شّامل مماّ جعلهاّ تتنهدّ بّقلة حيلةّ و هيّ تفتح عينيهاّ شيئاّ فشيئاّ لكيّ تنظرّ حولهاّ بّنوعّ من الضجرّ قدّ سئمتّ من هذاّ المنظرّ ثمّ اعتدلتّ فيّ جلوسهاّ
بعدّ ذلكّ أخذتّ دوائهاّ ثمّ بخطّوات كسولةّ غيرتّ ملابسهاّ لسروالّ أسودّ اللونّ معّ قميصّ قطنيّ مائلّ أبيضّ و حذاءّ ذوّ كعب بنفسّ اللونّ ، سرحتّ
شعرهاّ البنيّ لترفعه علىّ شكلّ ذيلّ حصانّ ..
أخذتّ تنظرّ إلىّ نفسهاّ فيّ المرآة بّشرود حتىّ بعدّ غيرتّ منّ شكلهاّ لاّ تزالّ لمّ تحصلّ على رضا نايتّ ، يبدواّ أنهاّ ليستّ من نوعهّ على الإطلاقّ فتنهدتّ
قدّ شعرتّ باليّأس إذّ بدى لهاّ أن كلّ ما تفعله بلاّ قيمةّ لاّ جدوىّ فعلاّ من الجلوسّ هناّ فيّ القصرّ فكلّ ما تفعلهّ هوّ القلقّ حولّ هذاّ و ذاكّ ، زمتّ شفتيهاّ
بّعبوسّ ربماّ يجدرّ بهاّ البقاءّ فيّ غرفتهاّ اليومّ فّلا رغبة لها بّرؤية نايتّ ..
اتجّهت إلىّ سريرهاّ و رمت نفسهاّ عليهّ بّضجرّ ، فـلوراّ منشغلةّ معّ قضيتهاّ وّ رغبتها فيّ الانتقامّ من آرثرّ ويليامّ مشـغولّ أيضاّ كذلكّ كليرّ التيّ يبدواّ
أن لديهاّ الكثيرّ لتعوضهّ فبعدّ غيابهّا فيّ باريسّ صارّ يتوجبّ عليهاّ القيامّ بالكثيرّ من البحوثّ من أجل الحصول على علامة دراسيةّ جيدةّ أيضاّ يحظر
عليها الغيابّ إلاّ لمرضّ و بشهادةّ طبية بالتفكيرّ فيّ الدراسةّ ألمّ تعد هيّ أيضاّ للكلية ؟ .
شهقتّ برعبّ وّ سارعت بالوقوفّ يديّها على وجهها الشاحبّ بالمناسبةّ أليسّ لديها بحثّ لتقوم بهّ هي أيضاّ ؟ ألمّ يخبرهاّ الأستاذّ أن كلّ علاماتهاّ
تتوقف علىّ هذاّ البحثّ ؟ كادّ أن يغمى عليهاّ من الرعبّ فّأخذتّ حقيبتهاّ أيضاّ هاتفهاّ ثمّ أخذتّ تركضّ بّسرعة عابرّة الرواقّ فيّ ثوانيّ معدودةّ خلفهاّ
حرسّ يركضونّ بينماّ هم ينادون باسمها ،
اتجـّهت إلىّ طاولةّ الطعامّ حيثّ كان تجلسّ عاّئلة لبيرّ بّأكملهاّ نـظرواّ إليهاّ بإستغرابّ عندما تقدمتّ منهمّ مسرعـةّ أخذتّ خبـرّ كايلّ الذيّ دهنه تواّ
بالجبنّ ثمّ اتجـهتّ إلّى نايتّ و أخذتّ عصيرّ البرتقالّ بعدّ ذلكّ شربتهّ دفعـةّ واحدةّ قضمتّ الخبرّ و عـادتّ تركضّ خارجاّ عندما توقفتّ فجّأة استدارتّ
ناحيتهمّ كي تعودّ بخطواتّ بطيئة جّعلتهم يرتابونّ ابتسمتّ بّلطفّ شديدّ قدّ ألقت نظرّة خافتةّ على نايتّ كي تنحني بخفةّ قاّئلة
ـ أسعدّ صباحكمّ ..
استدارتّ بهدوءّ ثمّ أسرعتّ بخطّواتهاّ تـّاركةّ خلفهاّ دهشةّ التيّ علتّ أوجهّ أفرادّ لبيير بينمّا عبسّ كايلّ بّغيضّ من أخذّها لقطعـةّ خبـزّه كيّ يطلبّ من
إليزابيثّ أنّ تصنعّ واحدةّ أخرىّ له فيّ حينّ ابتسمّ نايتّ بّسخريةّ و عينيهّ تـراقبانهاّ بحدةّ بإشـاّرة سريعـةّ من رأسهّ لسوزي ناحيةّ ماريّ أومأتّ بّالإيجابّ
و هيّ تأمرّ حارسينّ آخرينّ لمرافقةّ سيدتهم العتيدةّ ، وقفّ رافعاّ سترتهّ بّإهمالّ لكيّ يرتديهاّ دون الرغبةّ فيّ ذلكّ فيّ حينّ ربطـةّ عنقهّ مفتوحةّ لكيّ
يرميهاّ بإنزعاجّ شديدّ على أحدّ الخدمّ الذيّ سارعّ بالتقاطها ، نـظرّ إليهّ كايلّ بّنوع من السخريةّ ثمّ قالّ بّنبرة خبيثةّ
ـ ماّ الأمر ّمعك ؟ هلّ أنتّ حزينّ لأنكّ لمّ تلقى قبلةّ الصبّاح من ماري ؟
أدارّ نايت عينيهّ بّإنزعاجّ فيّ أرجاءّ الغـرفةّ قدّ سئمّ فعلاّ من ربطّ جميعّ أفعالهّ بّماريّ فّالتفت ناحيّة كايلّ الذيّ يبتسمّ بّمكرّ لكيّ يـرمقهّ نايتّ بّحدةّ بعدّ
ذلكّ نـظر لإليزابيثّ التيّ تراقب الموقف ّبهدوءّ ثمّ ابتسم لهاّ بنوعّ من اللطفّ قائلاّ ببحـتهّ الخاصةّ
ـ لاّ بأسّ يمكننيّ استعارةّ إليزابيثّ إن أردتّ ذلكّ ..
صاّح كايلّ بّحدةّ و هوّ يقفّ على قدميه يوشكّ على العراكّ معه لولاّ أن نايتّ لوحّ لهماّ مودعاّ فيّ حينّ وقفتّ سوزيّ بجانبّ كايلّ تـرمقهّ بّعصبيةّ إذّ أنه
هو منّ جنا الأمر على نفسهّ فلو لمّ يعبث معّ نايت لماّ قالّ الأخير ذلكّ بينماّ احمرت وجنتيّ إليزابيثّ بّدهشة غيرّ مصدّقة أنّ نايتّ و حتى لوّ كان الأمرّ
مجردّ مزحـّه إلا أنه التفتّ إليهاّ كتمتّ ضحكتهاّ و هيّ تكملّ شربّ قهوتهاّ متظاهرّة بالهدوءّ فعلاّ من الجميلّ أن تحظى المرأةّ بّرجلينّ يّتشاجرانّ من
أجل ّلفت انتباههاّ ،
اتجّه نايتّ إلىّ سيارتهّ و وضعّ المفتاحّ مشغلاّ المحركّ عندّما لمحّ فرانسواّ يتقدمّ منهّ مسرعاّ قطبّ حاجبيه مستغرباّ إذّ أن مهمة فرانسواّ الحاليةّ
هيّ حـماية ماريّ إلّى غايةّ مّا أنّ يتركهاّ ديميتريّ أّو يلتفتّ إلىّ شيءّ آخرّ بينماّ تقدّم منهّ الآخيرّ بّهدوء حاملاّ بينّ ذراعيهّ ملفاتّ ماّ ، حالّ وصولهّ
قدم الملفات إليهّ و هوّ يتحدثّ بجديةّ
ـ سيديّ أنـاّ أعتذرّ على إزعاجكّ فيّ الصباحّ الباكرّ لكنّ هذّه هيّ الملفاتّ التيّ طلبتهاّ و لقد ّقمتّ بكلّ البحوثّ وّ قدّ اتصـلتّ بسيدّ دويلّ أيضاّ لقدّ قالّ
أنّ تـمرّ عليهّ عندّما تتفرغّ قـليلاّ ،
أخذّ نايتّ الملفاتّ و وضعهاّ جانباّ ثمّ استـدارّ لفرانسواّ الذيّ كعادتـهّ يضع وشاحاّ يغطيّ معـظمّ ملامحّ وجـّهه الصـّارمة الجـّادة نـظرّ نايتّ للمقودّ
قليلاّ مفكـرا ثمّ إلّى تلكّ الملفاتّ بعدّ ذلكّ تحدثّ بهدوء
ـ فـرانسواّ أريدّ تشديدّ الحمايةّ على ماريّ دون أنّ تعلمّ هي بذلكّ لفّ الجـامعةّ بأكبرّ عددّ من الحرسّ يبدواّ أنّ ديميتريّ يسعىّ خلفهاّ مجـدداّ لاّ أعلمّ
هذّه المرةّ لماّ فّقدّ أخبرنيّ بّأنّه يّعلم بّشّأن التمثيليةّ لذلكّ أرسلّ سوزيّ لّحمايتهاّ عنّ بعدّ وّ ..
تّوقفّ عنّ الكلام و هوّ يشيرّ على المقعدّ الذيّ بجانبهّ لكيّ يومئّ فرانسوا ّبالإيجابّ متجهاّ إلىّ حيثماّ أشـارّ سيـدّه يبدواّ أنّ الأمورّ تزدادّ صّعـوبةّ لاّبد
أنّ تزداد حيثّ لمّ يبقى لاجتماع الـمدراءّ أقلّ من أسبوعّ وّ بالرغم من أنّ الكلّ أرادّ أن يكون هذا الاجتماع سرياّ لكيّ لاّ تتدّخل الصحافة لكّن يبدوا أنّه
لمّ يستطيعّ البقاءّ كذلكّ فّأخبارّ شـركة لبيرّ تنتشرّ بسرعةّ بكل ّتأكيدّ لديمتري يدّ في الأمر ، عـّاد نايتّ يصدرّ أوامرهّ بّنبرةّ بـّاردة
ـ أيضـاّ أرسلّ ذلكّ المحاميّ لفلورا تبّا تلكّ المرأة لا تنصتّ أبداّ لماّ أقوله يبدوا أن ديميتري لن يتراجعّ بشأنهاّ لذلكّ من الأفضلّ التعامل معّ هذه
القضية سريعاّ وّ راقبّ تحركاتّ آرثرّ لاّ أريدّه أن يغيبّ عن نـظركّ فرانسواّ ..
أومـّأ بالإيجابّ لكيّ ينـطلقّ نايتّ مسرعاّ فّرفعّ فرانسوا الملفاتّ يعيـدّ تحليلّ بحـّثه وّ يّشيرّ على النقاطّ المهمة بينماّ اكتفى الأخرّ فقطّ بالاستماع إليهّ ،
لن يدع ديميتري يفلت هذه المرة هو من جنا الأمر على نفسه و هو من سعى للانتقامّ لذلكّ سيـناله أضعافاّ .. تحدّث نايتّ فجّأة و قدّ قطب حاجبيه
متذّكرا شيئاّ ماّ
ـ فرانسواّ .. اتـصلّ بّسيدة فرانسيس فوراّ أيضّا فـلوراّ لاّ أحدّ يضمن مّـا تفعله تلكّ المجنونةّ

/

كـّانت فلّورا روبـرتّ تقفّ أمامّ المبنىّ تـّراقبّ الحيّ بّأعين متـّململةّ بعدّ اتصال فرانسواّ السريـعّ قدّ أخبرهاّ أنّ نايتّ أرسلّ لتـّوه محاميّ إلى ّشقتهاّ
الخـّاصة لذلكّ يتوجبّ عليها استقبالهّ نـظراّ لأنهاّ بطبّعها شخصّ لاّ يعـرفّ هدوءّ بابّا لهّ فّهاهي تقفّ هناّ تكادّ تقتـّل كلّ ماّ تقع عينيهاّ عليهّ بانتظارّ
ذلكّ المحاميّ ، نـزلتّ سيدةّ فرانسيسّ حاملّة بينّ يديّها حقيبتهاّ وّ تضع وشاحاّ حولّ رقبتهاّ استدارتّ ناحيّة فلوراّ التيّ تقضمّ أظافرهاّ بتوترّ ملحوظّ
ثمّ قـّالت بنبرةّ مستاّءة تتحدثّ بلاّ توقفّ
ـ فـلوراّ أرجوكّ أدخليّ فالبردّ شديدّ أيضاّ أنتّ تجذبينّ الانتباهّ لكّ بوقوفكّ المشتبهّ هـذاّ و هـلاّ تصالحتّ معّ ويليام ؟ لقدّ أتىّ البارحـةّ يشكوّ لنا منّ
معـاملتكّ القاسيةّ لهّ .. أيضاّ اتصليّ بأختكّ قليلاّ و حاوليّ معرفةّ أخبارهاّ لقدّ سمعتّ من نايتّ أنّها عادتّ للكلية مجدداّ وّ هلا استمعتّ إلىّ نايتّ ؟
لقدّ قالّ أنهّ يتوجبّ عليكّ ..
صاحتّ فلوراّ بإنزعاجّ و هيّ تضعّ يديّها علىّ أذنهاّ طالبةّ من سيدة فرانسيسّ أنّ تغلقّ فمهاّ فّقطبتّ الأخيرةّ بّعصبيةّ و بـحركةّ سريـعةّ منهاّ أمسكتّ
أذن فلوراّ وّ جـعلتهاّ تنخفضّ إلىّ مستوىّ طولهاّ قائّلة بنبرةّ حـّادة
ـ أيتهاّ الوقحةّ ..
كتمتّ فلوراّ ألمهاّ بينماّ استمرتّ سيدة فرانسيسّ بجذبّ الأخيرةّ دونّ رغبةّ فيّ التوقفّ فقدّ طاقتّ ذرعاّ من تّصرفاتّ الصبيانيةّ لهاّ تحدثتّ مجدداّ
بنبرةّ محـذّرة و شديدّة العصبيةّ
ـ لقدّ قالّ ويليامّ أنكّ طردتّه من منزلّك وّ أنكّ ترفضينّ مساعدتهّ هلّ أنتّ مجنونةّ ؟ كيفّ تتوقعينّ منهّ أن يحبكّ و أنتّ تتصرفينّ بهـذّه الطريقةّ العنيفةّ
؟ لاّ عجبّ فيّ بقاءكّ عـزباء حتىّ هذاّ العمر
نـظرتّ إليهّا غيرّ مصدّقة بينماّ رمقتهاّ فرانسيسّ بّحدةّ تطلبّ منهاّ الاستيقاظ منّ عالمها فقدّ كانتّ دوماّ تنتظرّ عودّة ويليامّ بفارغّ الصبرّ من جولتهّ
تتصلّ لتطّمئن عليهّ وّ بالرغم من أنهاّ ترفض الاعتراف بذلّك إلاّ أن الحبّ الذيّ تكن لهّ كانّ واضحاّ للغاّية و لمّ تستطعّ إخفاّئه من أعين بولّ و جورجياّ
التيّ رأتّ أنّها بحاجةّ لقليلّ لاّ بلّ الكثيرّ من العتابّ فهيّ تبعدّ كلّ شخصّ يقتربّ منهاّ ، بينماّ قالّت فلوراّ بإنزعاجّ
ـ و هلّ يتفوه ويليامّ بكلّ شيءّ لك ؟ لمـاذاّ أغفلّ ذكرّ معاملتهّ ليّ كامرأة عـّاجزّة ؟
حركتّ فرانسيسّ يديهاّ ناحيةّ فلوراّ برغبةّ شديدّة فيّ خنقّ الأخيرةّ لكنهاّ تمالكتّ أعصابهاّ فيّ آخرّ لحظةّ و هي تبتعدّ عنهاّ للخلفّ بمسافةّ صغيرةّ
حاولتّ تجاهلّ فلوراّ و التوجـهّ إلىّ تسوقهاّ لكنّ لم تستطعّ فهاهيّ تستديرّ ناحيتها قاّئلة بحدةّ
ـ كامرأة .. لقدّ عاملكّ كامرأة أيتهاّ الجاهلةّ ، إنهّ قلقّ عليكّ منّ آرثرّ و خائفّ على سلامتكّ فلماّ لاّ تدعينه يحميكّ ؟ فلوراّ و لو لمرةّ فيّ حياتكّ المشئومة
هذّه تصرفيّ بّصدق لاّ داعيّ لكل هذاّ العنادّ فمهماّ حاولتّ حبكّ له واضحّ للجميعّ
صمتتّ لوهلةّ من الزمنّ مـدرّكة أنّ جميعّ كلماتّ فرانسيس صحيحّة إلىّ متىّ سوفّ تبقى تتصرفّ هكذاّ ؟ إنّ كانتّ تريدّ لويليامّ أن يلتفت إليهاّ يجبّ
عليهاّ أنّ تتـّركه يتوغلّ لحياتهاّ أكثرّ لاّ أن تبعدهّ بخوفّ لكنّ ما العملّ و كبريائهاّ يقفّ فيّ طريقّ سعادتهاّ ؟ تنهدتّ بّقلة حيلةّ و هيّ تجلسّ علىّ الدرجّ
مسندةّ رأسهاّ علىّ خدّها ، همستّ لجورجياّ بّضجرّ
ـ حسناّ سّأفعلّ لاّ داعيّ لكلّ هذاّ الغضبّ ..
ابتسمتّ جورجياّ برضا و هيّ تومئ بالإيجابّ بعدّ ذلكّ رحلتّ مـّودعةّ إياهاّ بّفرحّ فيّ حين قطبتّ فلوراّ حاجبيهاّ بّغيضّ بالّرغم من أنهاّ وافقتّ علىّ
ماّ الذيّ عليهاّ فعله تحديدّا ؟ لاّ تستطيعّ أن تتركّه يتولىّ أمرّ قضيتهاّ بكلّ تأكيدّ إنهاّ مشكلتهاّ الخـّاصةّ ، تنهدتّ ببرودّ عندّما لمحتّ سيارةّ فّخمة تتوقفّ
أمامّ المبنىّ لكيّ يخرجّ منها رجلّ مّا يبدواّ فيّ منتصفّ الثلاثينات من العمرّ لهّ شعرّ بنيّ مصففّ بعنايةّ وّ يحملّ حقيبتهّ الخاصةّ حالماّ وقعّ نـظرّه علىّ
فلوراّ ابتسمّ لاّ إرادياّ إذّ أنهاّ تماماّ كماّ وصفهاّ فرانسواّ صهباءّ ذاتّ عينينّ حادتينّ وّ نـاّرية ، اتجّه إليهاّ و مدّ يدّه ناحيتهاّ قاّئلاّ بلطفّ
ـ مرحبـّا آنسةّ فلوراّ أنـاّ أدعىّ يوري ..
نـظرتّ إليهّ ببرودّ ثمّ مدتّ يدها نحوهّ ابتسمّ كيّ يصافحهاّ لكنّ جذبتّ يدها بعيداّ و هيّ تشيرّ علىّ بطاقةّ أعمالهّ المعـّلقة بحقيبتهاّ تداركّ الأمر و سارعّ
بإعطائهاّ إياهاّ ، بالفعلّ كان المحامي الذي عينه لها نايتّ يدعىّ يوري كارفاي محاميّ من شـركةّ ديفـانس المشهورة ابتسمتّ حينهاّ برضاّ يمكنهاّ
الاعتمادّ على ذلكّ الأحمقّ فيّ النهايةّ فوقفتّ و صافحته قائلةّ بّهدوء
ـ مرحبـاّ بكّ سيدّ كارفاي أينّ تريدّ أن تناقشّ قضيتناّ ؟
كانّ مبنىّ سيدّة فرانسيس يبدواّ قديماّ نوعاّ ماّ مماّ جعل يوري يّقترحّ عليهاّ منـاّقشةّ القضيةّ فيّ إحدّى المطاعمّ القريبة التيّ توصيّ بهاّ أومأتّ
فلوراّ موافقةّ و قدّ نالتّ الفكرةّ رضاهاّ لكي تصعدّ لمتنّ لسيارةّ برفقتهّ
..

/

كانّ ويليامّ دويلّ نجمّ شـّركته جالساّ علىّ الأريكةّ الموجودّة فيّ موقعّ التصويرّ يشربّ قليلّ من المياهّ المعدنيةّ ببرودّ بجـانبهّ كان أوسكارّ يحملّ
غيتاره الخاصّ وّ ينظرّ باتجاه المصورّ راسماّ علىّ شفتيهّ ابتسـّامة لطيّفة يضـعّ يده حولّ كتـّف ويليامّ الذيّ يرفعّ يده عـّاليا بّعلامةّ النصرّ حالماّ التقطّ
المصورّ الصورةّ ابتعد الاثنينّ عنّ بعضهماّ و كلّ واحدّ منهماّ قدّ اتجه ناحيّة مديرّ أعمـّاله ، كانّ وجه ويليامّ عابساّ غيرّ قادرّ على الابتسـّام فّربتّ
سباستيان علىّ خصلاتّ شعرهّ الأشقرّ بلطفّ و هوّ يهمسّ لهّ
ـ لمّ يتبقىّ الكثيرّ .. لذلكّ أصمدّ قليلاّ فقطّ
أومّأ ويليامّ بالإيجابّ وّ هو يلقيّ نظرةّ متفحصةّ على أوسكارّ الذيّ ظلّ يراقبهّ طوالّ جلسةّ التصويرّ حينّ تلاقتّ نظراتهماّ كشـرّ ويليامّ بّعبوسّ واضحّ
بينماّ ابتسمّ الآخرّ بكلّ برودّ أو يظنّ أنه سيفلتّ منه ؟ بكلّ تأكيدّ لاّ فقدّ أقنعّ هو أيضاّ المديرّ بّربطّ جدولّ أعماله معّ ويليام لكيّ يعوضّا خسارةّ التي
ستنجمّ عنّ تأجيلّ الجولةّ ، تنهدّ ويليامّ بّحدةّ ثمّ تحدثّ مع سباستيان
ـ هلّ اتصلّ نايت بعدّ ؟
هـز سباستيانّ رأسه نفياّ فّزفرّ ويليامّ مجدداّ بّعصبيةّ بالغـةّ و هوّ يعودّ إلىّ مكانهّ مستعداّ لالتقاطّ صورةّ آخرّى تـباّ لنايتّ ألاّ يدركّ أن أعصابهّ تكادّ
تفلتّ ؟ لقدّ طلبّ من فرانسواّ و بوضوحّ بّأن يأتيّ نايت إليهّ فلدّيه بعضّ المعـّلوماتّ التيّ ستساعدّه لكنّ نايتّ لاّ .. يّتحركّ بكسلّ هناّ و هناّك غيرّ آبه
بّه ، تّقدم منه أوسكارّ بخطـّوات هادّئة ثمّ جلسّ بجانبه وضعاّ كلتا ذراعيه خلفّ الأريكةّ قائلاّ ببرودّ
ـ مّا الأمرّ ويل ؟ لاّ تبدواّ جيداّ
استدارّ ويليامّ ناحّـيته و قدّ ابتسمّ بكلّ جـّاذبية هوّ يضحكّ بّخفة علىّ ماّ قاله أوسكارّ تواّ فّقطبّ الأخيرّ ببرودّ هلّ يحاول أن يمثلّ الآن ؟ تّوقف ويليام
عنّ الضحكّ بابتسامةّ مزيفةّ لطيّفة قائلاّ بنبرةّ مرحةّ
ـ لاّ تتحدثّ معيّ .. أناّ بالكادّ أستطيعّ تحملّ وجودك هناّ فما بالكّ بّصوتكّ ؟
رمقـّه لأوسكارّ بّضجرّ كيّ يستديرّ ناحيّـة المصورّ منفـذاّ الحركاتّ الذيّ يطلبّها منهّ ، لمّ يستطعّ أوسكارّ أن يضغطّ على ويليامّ لجعّله يغادرّ معهّ لندنّ
عبرّ الـعقدّ و ذلكّ لأنّ مديرّ الـشركّة يحتفظّ كلاهماّ مسيرتهّ المهنيةّ و كذلكّ مسيرةّ ويليامّ لذلكّ قررّ هوّ الآخرّ البقاءّ فيّ لندّن و جـعلّ كلّ تحركاتّ
ويليامّ تحتّ أنظارهّ لنّ يسمحّ له بّعرقلةّ ديميتريّ أكثرّ مماّ فعل نايتّ
بالّرغم منّ أن كلّ هذه الجـّلسة وّ الصورّ إلىّ غايةّ المقابلاتّ الحصريةّ كانتّ فكرتهّ هوّ لإبقاءّ ويليامّ مشغولّا لكـّنه بدّأ يملّ فعلاّ من كلّ هـذّه الأعمالّ
كمّ صارّ يتوقّ لّنوم فيّ منـّزله ، رنّ هـّاتفه فجّأة وسطّ جلسـةّ فوقفّ أوسكارّ معتـذراّ مبتعـّدا عنهمّ قليلاّ بعدّ ذلكّ رفعّ السماعةّ لينتقلّ إليه صوتّ
جونسون المنـزعجّ
ـ أوسكارّ أنـّا لاّ استطيعّ الوصولّ لسيدّ ديميتريّ ، هـّل لديكّ أيّ فكرةّ عنّ مكـّانه ؟ لديّ حـّالة طاّرئة هناّ ..
تنهدّ أوسكارّ بإنزعاجّ هوّ الآخرّ و ابتعدّ أكثرّ عنّ الجميـعّ كيّ لاّ تنتقلّ إليهمّ أطرافّ حديثه تّخللتّ أناملهّ خصلاتّ شعرهّ البنيّ بّضجرّ ثمّ نـظرّ بخفةّ
ناحيةّ ويليامّ الذيّ يراقبّه بّبرودّ حينهاّ زفرّ بغيضّ و قاّل بّحدة
ـ ماّهي الحـّالة الطاّرئة ؟
فيّ النـّاحية الآخرىّ كانّ جونسونّ بّـرفقةّ رجـّاله أمـّام بّوابة الجـّامعة قدّ انتشرّ معـّظمهمّ بكثّرة فيّ كلّ مكانّ بغرضّ أنّ لاّ يلفتواّ الانتّبـاه تمّـاما
كمّا كانتّ مهمـّة سوزيّ مراقبـّة ماريّ علىّ الدوامّ دون أن تشعرّ الأخيرةّ بذلكّ كّانت كذلكّ هيّ مهمةّ جونسونّ مـّراقبةّ كليرّ إلاّ أنّ الأسبابّ تختلفّ
فّسوزي لحمايتهاّ بينماّ جونسونّ لكيّ يحرصّ لتّنفيذّ كلير غلوري أوامرّ سيدهمّ بّحوافرهاّ و يبدواّ أنهاّ حتىّ الآن تجاهلتّ كلّ ماّ قاله لهاّ ، تّحدث بّهدوء
ـ هنـّاك شيءّ غـفلتّ كليرّ غلوريّ عنّ ذكرّه لسيدّ ديميتريّ شيءّ بـالغّ الأهميةّ لذّلك أريدّ الوصولّ إليهّ بأسرعّ ما يمـّكن كيّ أتصرفّ بّسرعة أيضاّ
قطبّ أوسكارّ حـّاجبيه بّإستغرابّ ماّهو هذا الشيءّ الذيّ تغفلّ كليرّ عن ذكرّه ؟ ألمّ يهددهاّ ديميتريّ سابقاّ بحياتهاّ ؟ يجدرّ بهاّ الآن أن تكونّ قيدّ
طـاعتهّ ابتسمّ أوسكارّ بسخريةّ يبـدواّ أن هذّه الفتاةّ تختلفّ عنّ عـائلتهاّ تملكّ الجّرأة بالتّأكيدّ لكنّ لنرى كمّ ستدومّ شجاعتهاّ وّ ديميتريّ خصمهاّ ،
تحدثّ
ـ إذّن ماّ الأمرّ الذيّ غفلتّ كليرٍّ عن ذكرّه ؟
تنهدّ جونسونّ و هوّ يـراقبّ عنّ بعدّ كليرّ جـالسةّ علىّ أحدّ الطاولاتّ المنتشرةّ بكثرّة فيّ حديقةّ الجـّامعةّ بجـّانبهاّ كانتّ ماريّ بالتـّأكيدّ ماريّ فهو
لنّ يستطيعّ أبداّ أن يمحـوا وجههاّ منّ ذاكرتّه ، تبتسمّ بّلطفّ نـّاحية كليرّ و عينيهاّ مـّركزتين علىّ الأوراقّ المنتشرةّ أمامهماّ قدّ كانتّ تتذمرّ بّشأن
أحدّ المحاضراتّ التيّ لمّ تستطعّ استيعابهاّ كانّ أمرّ تواجدّها فيّ الجامعةّ بالتأكيدّ غريباّ لكنّ أنّ تداومّ برفقةّ كليرّ كلّ المحاضراتّ ؟ فهـذاّ يعنيّ
أنهاّ قدّ عادتّ لدارسة ، تحدثّ جونسونّ بهدوءّ
ـ إنّ مـاريّ هناّ فيّ الجـامعةّ برفقةّ كليرّ غلوري أظنهاّ قدّ عادتّ لدراّسةّ مجدداّ لكنّ الوصولّ إليهاّ لن يكونّ بتلك الـسهـّولة فهي محـّاطة بحرسّ فيّ
كلّ جانبّ أيضاّ لقدّ لمحتّ رئيسةّ الخدمّ و أيضاّ حارسةّ سيدّ كايلّ آنسة سوزي ..
اتسعتّ عينيّ أوسكاّر من الدهشة أيـعقلّ أنّ يتركّهـّا تعودّ للجامـعّة بعدّ كلّ ما تعّرضت إليه ؟ يبدواّ فيّ النهايةّ أنّ الأمرّ بّرمته مجردّ تمثيليةّ لكن إنّ
كان الأمرّ كذلكّ فماذاّ عنّ تلكّ الحمايةّ المشددةّ التيّ حولهّا ؟ تنهدّ بّإرهاقّ حاكاّ جبينه ّسوفّ يسعدّ ديميتريّ لهذاّ الخبرّ بالتأكيدّ فجّأة نـاداّه المصورّ
فاستدارّ أوسكارّ ناحيته مبتسماّ ثم تحدثّ بهدوءّ
ـ اسمعّ قدّ يكونّ الوصولّ إلىّ ماريّ صعباّ للغايةّ لكنّ كليرّ لاّ ، استغـّل الأخيرةّ جيداّ فهيّ مفتاحّ استعادتناّ لأليكساندرّ أيضّا قبلّ أن تفعلّ ذلكّ اتصل
بديميتريّ مجدداّ أوّ أرسلّ له بريداّ صـّوتياّ تخبرهّ فيهّ بآخرّ تطوراتّ لا ّتتحركّ إلاّ بأمرّ منهّ و أحذر من أنّ تلمحكّ سوزيّ فحسبّ الإشاعات التيّ تدورّ
حولهاّ هيّ ليستّ مجردّ خادمـة عـّادية ..
زفرّ جونسونّ بحدةّ إذّ لاّ داعيّ لأوسكارّ أن يخبرهّ ذلكّ فهوّ يرىّ تصرفاتهاّ لمّ تكنّ مجردّ خادمة عاديّة بالفعلّ بلّ مـدرّبة فقدّ كانتّ على مبعدةّ كيّ لاّ تشعرّ
بهاّ مـاريّ تـراقبهاّ دون كللّ أو مّلل ، كيفّ له أن يقترب منها هـكذاّ ؟ أغلق أوسكارّ السماعة و عـادّ لمكانه مبتسماّ بمرح و هو يعتذرّ للعمالّ




~ انتهىّ
__________________