عرض مشاركة واحدة
  #74  
قديم 12-28-2015, 05:37 PM
oud
 
فيّ مكتـّبه قدّ كان ظلامّ دامساّ لاّ مجالّ لضوءّ سوىّ ذلكّ النورّ المتسرب من شاشةّ الحاسوبّ ينظرّ بعينينّ ثاقبتينّ إلىّ تـّلك الملفاتّ التيّ
أعطاهاّ له فرانسواّ سابقاّ و تـّارة إلىّ بيـّاناتّ التيّ تختلفّ فيّ كلّ دقيقةّ يغفلّ النظرّ عنهاّ ، تحركتّ أنـّامله لتتخللّ خصلاتّ شعرهّ الأسودّ بّإرهاقّ
قدّ ظهرتّ بشرتهّ الشاحبةّ لاّ عجبّ فّهو بالكادّ يتذّكر أن جـّسمه هذاّ مهماّ بلغتّ شدة عـضلاتهّ أوّ استـقامةّ سيـّره إلاّ أنه يبقى بحاجةّ إلىّ الطـّعام ..
ارتشفّ القليلّ من القهوةّ بعدّ ذلكّ وضعّ نـظـارتيهّ مجدداّ تّظهر تحاليلّ الجدولّ أنّ نسبةّ تصديرّ شركاتهمّ بفرنساّ قدّ ارتفعت مقـارنةّ ببدايةّ سنةّ
بعدّ كـارثةّ جونسونّ هـذاّ سيجعلهّ يحظى بّأصواتّ مدراءّ هناكّ لكنّ بالرغم منّ ذلكّ هذاّ ليسّ كافياّ لضمان فوزهّ ، تنهدّ و نـظرّ ناحيةّ الملفاتّ
هناكّ شـّراكةّ قدّ اقترحّ عليه فرانسواّ العـّمل بهاّ إذّ سوفّ توسعّ أعمالهمّ فيّ روسياّ لكنّ المـّشكلةّ تكونّ فيّ مالك هذّه الـشركةّ إذّ أنهّ متمسكّ
بعاداتّ أجدادّه و يـرىّ أنّ الانجليز مجردّ عرقّ بحاجة إلىّ الإبادةّ ، تنهدّ مفكراّ بجديةّ فيّ هذّه الـشراكةّ بعدّ ذلكّ هز رأسهّ غيرّ قادر على استيعابّ
كميةّ المعلوماتّ المعطاةّ وّ ألقى بالملفّ جانباّ
عـمّ الصمتّ تخللهّ طقطقةّ أصابعّ نايت علىّ لوحةّ المفاتيحّ عندّما رنّ هاتفهّ نـظرّ إلىّ كـومة الورق المـتراكمةّ فوقّ مكتبهّ قدّ قطبّ حاجبيه بّغيرّ
رضى ثمّ أخذّ يبحثّ عنهّ لمّ يجدّه بينّ تلكّ الأوراقّ حينهاّ تأففّ بّعصبيةّ و وقفّ يبحثّ عنهّ مجدداّ عندماّ وضع يدّه فيّ جيبّ سروالّ الجينزّ لكيّ يعثرّ
عليهّ ، نـظرّ إليهّ بوهلةّ من الزمنّ ثم ّأجابّ بّإنزعاجّ
ـ ماّ الأمرّ ويليامّ ؟ ألاّ تعلمّ كمّ .. ماّ الذيّ تـّعنيه ؟ .. أيهاّ السـافلّ توقفّ عن الكلامّ أناّ لاّ أفهم شيئاّ ، .. ماّ الذيّ حدث ؟ .. فـلورا ؟ .. و ما دخلّ تلكّ ؟ ..
جلسّ نايت علىّ الكرسيّ قدّ شعرّ بأن ضغطّه قدّ انخفضّ تماماّ بينماّ أكملّ ويليامّ كلامه غيرّ آبه ماّ إن كان مفهوما أوّ لاّ فيّ حين قطبّ نايت حاجبيهّ
محاولاّ التـّركيزّ بينماّ و فيّ الجـّهة الأخرىّ لسماعةّ كانّ ويليامّ فيّ شقتهّ يدورّ بعصبيةّ بين زوايا ّغـّرفة المعيشةّ و هوّ يتحدثّ بغضبّ
ـ كيفّ لكّ أنّ لاّ تخبرني بّإرسالكّ محامياّ لها ؟ ألم أخبركّ أنني سأتولى الأمر ؟ أيضاّ لقدّ ذهبتّ لمقابلته لوحدهاّ لاّ أحد يّعلم أيّ كلام مجنونّ قدّ
تفوهت بهّ وّ لماذاّ لمّ تأتي لتصطحبني من الـشركة ؟ ألم أخبركّ أنه لديّ معلوماتّ مهمة لكّ ؟ و أين بحقّ السماءّ هو فرانسوا ؟ ألم أخبره أنّ
يطلب منكّ أن تتصل بي ؟ تّبا لكّ .. أين أنت ؟ لاّ عليكّ لاّ تجبّ سوفّ أتيّ إليكّ
أغلقّ السماعـةّ دون أن ينتظرّ رداّ منهّ تنهدّ بّقلة حيلة تصرفاتّ ويليامّ كما لو كأنه زوجـتّه يعاتبه على كل شيءّ يفعله أوّ حتى لم يفعلهّ مماّ يجعله
يتساءلّ ماّ الخطأ الذيّ ارتكبه مجدداّ ؟ لقدّ ذكر شيء عن فلوراّ ثمّ عنّ عدم الاتصالّ به و الآن فرانسواّ متورط أيضاّ ؟ كيفّ تطورت الأوضاعّ
لتصلّ إلىّ هذاّ الحدّ ؟ تمتمّ نايتّ ببرود و هو يسحبّ ملفّ شـّراكة المقـترحةّ
ـ لقدّ جن الجميـعّ ..
تّماما بعدّ إنهاّئه لجمـّلته فتحّ فرانسواّ بابّ بهدوءّ ثمّ أغلقهّ خلفهّ لكيّ يتقدمّ ناحيتهّ حاّملا ملفاّت أخرى كبيرةّ الحجم بينّ يديّه حالماّ وقعت عينيّ نايت
الداكنتين عليهّ شحبّ وجههّ بأكملهّ أجلّ يحبّ العـّمل و يسعى للمركزّ الأول لكنهّ بالكادّ يستطيعّ التركيز حالياّ حينماّ وضعّ فرانسواّ كل تلكّ الملفات
علىّ المكتب بعدّ ذلكّ ابتعدّ عدةّ خطواتّ للخلفّ باحترام و هوّ ينحني بخـّفة متحدثاّ بنبرتهّ الهادئّة العمليةّ
ـ سيديّ لقدّ جمعتّ كلّ المعلوماتّ التي استطعتّ التوصل إليهاّ خلالّ فترة غيابيّ أيضاّ أجريت تحرياّ خاصاّ على سيدّ كايلّ وّ سيدةّ إليزابيثّ كمّا أننيّ
قمتّ بإرسالّ تفاصيلّ قضية التزوير إلىّ محامي يوري و تحدثتّ معه شخصياّ لتّجنب أيّ خطأ تفوهتّ به آنسة فلوراّ ..
تنهدّ نايتّ بّضجرّ و رفعّ الملفّ الأول فتحّه لكيّ يجدّ نسخة ثاّنية من عقدّ موقعّ بين كايلّ و أحدّى الشركاتّ قطبّ حاجبيه بّسخرية قدّ رسم على
شفتيه ابتسامة تهكمية يبدوا أن فرانسوا قد عاد إلىّ العمل و بقوةّ ، أخذ يراقب بعينين متفحصتين العقدّ حيثّ تماما مثله كايل يحاول توسيع
ميادين الشركة و ذلك عبر عقد شراكة مع مصممّ أزياء ما إذ يريد كايل أن يمول له كلّ تصاميمه للعرض القادم و الذي يصادف أن إليزابيث
ستكونّ عارضة الـرئيسية بهّ ، تحدث نايت ببرود
ـ ماّ هذا ؟ شركتناّ لا تتعاملّ معّ عروض الأزياءّ ..
حالماّ قالّ ذلكّ نـظرّ فرانسواّ إلىّ أوراقّه الخاصةّ ثمّ سحبّ شيئاّ ماّ كملاحظاتّ مكتوبةّ خطياّ بعدّ هذاّ نظرّ ناحية نايت المكشرّ باستغرابّ قدّ سئم
من تصرفات كايل البلهاءّ بنظرهّ فّتوقيع بهذاّ العقدّ سيكونّ خطّأ فادحاّ نـظراّ لأن اسم المصمم غيرّ معروفّ دولياّ أيضاّ ربما ّتكون لاّ بل احتمال
كبيرّ ستكونّ مجموعته التاليةّ غيرّ مقبولةّ ، تـباّ ألا ّيعلم أنه لاّ يجب عليه الخوض فيّ حرب خاسرة ؟ و لماذاّ إليزابيث العارضة الرئيسية هل
فعل هذا من أجلها ؟ طبعاّ فالأمرّ لا يحتاج سؤالا إذ أن كل أفعال كايل مرتبطة بإليزابيثّ ، تحدث فرانسواّ بهدوء
ـ سيدي لقدّ قمتّ بتحقيقّ حول هذا المصممّ وّ شـّركته لكنّ لمّ أجدّ له أثراّ يبدواّ أن هذاّ المصممّ غيرّ موجودّ على الإطلاقّ لذلك أناّ أتساءلّ ماّ الذيّ
يجعل السيدّ كايلّ يدفع مبلغاّ مالياّ ضخماّ لعرضّ ليسّ قائماّ حتىّ ..
تنهدّ نايتّ ببرودّ و نظرّ ناحية اسمّ المصممّ أجلّ يبدوا غيرّ معروفاّ لكنه يديرّ عرضاّ عمـّلاقاّ قدّ دعي لهّ عدةّ مدراءّ و مصممينّ آخرينّ شهرتهمّ
واسـعةّ دولياّ ،قدّ يكونّ كـّايل لاّ يهتمّ كثيراّ بأعمالّ الـشركةّ و حساباتهاّ لكنهّ يعلمّ تماماّ أينّ يستثمرّ أمواله و أينّ يمولّ المشاريعّ و إنّ كانتّ إليزابيثّ
العـّارضة الرئيسيةّ فّهذاّ يجعل الأمرّ واضحاّ إنّ المصممّ ستكشفّ هويتهّ الحـّقيقيةّ فيّ الحـّفل وّ التيّ ان فكرّ قليلاّ لن تكونّ سوىّ شخصاّ واحداّ ،
رفعّ نايت خصلاتّ شعرهّ الأسودّ التي أعاقتّ مرمى نـظرهّ ثمّ قالّ بنبرةّ هادئّة مبحوحةّ
ـ أظنّ أنّ كايلّ يستعدّ لكلّ الاحتمالاتّ الخـّسارةّ أوّ الفوزّ أنّا فعلاّ مندهشّ من طّريقةّ عمّله لكنّ و نـظرّا لكونّ رفيقتهّ في هذّه الـرّحلة هيّ إليزابيثّ
فلا استغربّ هذاّ منه ، يبدوا أنهّ يفعل المستحيلّ ليثيرّ إعجابها و رضاهاّ ..
عبسّ فرانسواّ وّ أخفضّ رأسهّ للأسفلّ قدّ شعرّ بالأسفّ ناحيةّ كايلّ لعـلّمه بخيانةّ إليزابيثّ له باعترافها المستمرّ لسيدهّ هوّ فعـّلا رجلّ غريبّ لماذا
يتمسكّ بشيءّ قدّ سبقّ له و فقدّه ؟ تحدثّ فرانسواّ بنبرةّ مستـاءةّ
ـ سيديّ أتقولّ إن كايلّ قدّ سحبّ أمواله لإنشاء شركةّ جديدةّ ؟ إنهّ يمولّ بطريقةّ خفيةّ زوجتّه إذّ فيّ حالة خسرّ منصبّ الرئيسّ فسوفّ يتركّ العـّائلة
وّ كلّ ماّ فعله السيدّ بيتر ؟ هذاّ مخيبّ للآمال ألاّ يدركّ أن إليزابيثّ شخصّ لاّ يستطيع الوثوقّ به ؟ إعطائهاّ أمواله بهذّه الطريقةّ و تمويلّ عروضهاّ ؟ إنهّ ..
أجلّ كايلّ يستعدّ لتقبلّ كلاّ الأمرينّ الفوزّ أو الخسارةّ على عـّكسه هوّ الذيّ يبذّل جهدّه للفوزّ لنّ يقبلّ بأيّ شيءّ آخرّ ، إن تفكيرّ كايلّ منطقي لكنّ
إن عـلمّ مدّراء حول حقيقةّ هذاّ العقدّ و أنهّ دفع مبلغاّ مالياّ ضخماّ كماّ أنه يستعدّ لإنشاءّ شركة أخرى معّ زوجتهّ فّهذاّ .. تحدثّ فرانسواّ بهدوء
ـ يمكنناّ مهـّاجمة السيدّ كايلّ بهذّه الأدلةّ و التيّ توضحّ بأنه على استعدادّ لتخلي عنّ الشركة و العاّئلة ما إنّ لم يحصّل علىّ مـّقعد الرئيس ذّلك سيجعله
يفقدّ ثّقة الكلّ و بهذاّ نحن سنضمنّ ورقتنا الرابحةّ للحصولّ علىّ دعمهمّ و أصواتهم ستكونّ مضمونةّ إذاّ حصلناّ نحن على شـّراكة كريستوف
التيّ أخبرتكّ عنها سابقاّ
تنهدّ نايتّ و هوّ يفركّ جبينهّ ماّ الذيّ يفعله كايلّ بحقّ السماءّ ؟ ألاّ يدركّ أنه إذّا اكتشفت ألاعيبه فسوف يفقد ثقة الكل ؟ صحيح أنه يستوجب عليه
أن يفكر فيّ حالة ما إذا خسرّ مقعد الجد بيتر لكنّ ألا يدرك أن مكانه سوف يكون دوما موجوداّ ؟ إنهاّ شركـة العائلة بحقّ السماءّ فلماذا سوف ينسحب
ما ان خسر ؟ لابد أن يكون في هذا يد لإليزابيث لا شك أنها أقنعته بطريقة ما قطبّ حاجبيه باستياء شديد لم يكن يجدرّ به تركّ سوزيّ لتراقبّ ماريّ
فهاهي قد أغفلت النظر عنه لأسبوع و أنظر ما الذي فعله ؟ لوّ اكتشف أن المصمم غير معروف نهيك عن أنه ليس موجودا في الحقيقة و أن هذه
مجرد مبادرة أولى لإنشاء شركة عمـلاقةّ عالمية بإسمّ زوجته ، تباّ .. تحدثّ نايت بنبرةّ مبحوحةّ في غايةّ الاستياء
ـ لاّ نحن لن نستعمل هذاّ ضدهّ أتركه و شأنه لعلهّ يعلم خطأه ، الشخصّ الذيّ يتوجب عليناّ فعلا التحدث معه هو إليزابيثّ بكل تأكيد هي خلفّ كل هذاّ ..
تـباّ له ألاّ يدرك أن حبهّ لها يجعله ضعيفاّ ؟ أناّ لاّ أفهمه على الإطلاقّ .. مهما حاولت لاّ أفهمهّ
نـظرّ إليهّ فرانسواّ بّهدوء لنّ يفهمهّ بالتّأكيدّ فّكايل رجلّ واقع فيّ الحبّ كانتّ إليزابيثّ دوما بجانبهّ تساعدّه دون أن يطلبّ هو ذلكّ تبتسمّ لهّ وّ تساندهّ ،
كانتّ دوما تقفّ إلىّ جانبهّ حتىّ هـذاّ الوقتّ حينماّ أدركتّ مشاعرهاّ نحو نايتّ لكن كايلّ لم يستسلمّ لا يزالّ يحاول أن يجذبها نحوه أن يجعلها تقعّ
فيّ حبه مجدداّ ، تّنهد فرانسواّ و تحدثّ بنبرةّ خافتةّ لكنها صادقةّ
ـ لاّ أعتقدّ أن كايلّ خائفّ من خسارةّ منصبّ السيد بيتر بقدرّ ماهو خائفّ من فقدان إليزابيثّ ، يمكننيّ تفهمّ ذلكّ فهيّ الشخصّ الوحيدّ بجانبهّ ،
أعذرنيّ ياّ سيديّ لكنّ أنا لاّ أعتقدّ أنك ستكون يوماّ قادراّ على فهمّ أفعالهّ أنتما مختلفينّ جداّ .. فأنتّ يا سيديّ تستعملّ المنطقّ و لنّ تترددّ بتخليّ
عنّ شخصّ إن كان سيقفّ فيّ طريقكّ تماماّ كماّ فعلت معّ ماريّ حينماّ أدركتّ أنهاّ و بعد زواجها منكّ صارت هيّ نقطّة ضعفكّ الوحيدةّ التي يستهدفهاّ
الكلّ فّتخليت عنهاّ و أرسلتها بعيداّ عنكّ أماّ كايلّ فّحتى بعد أن أدرك خيانة إليزابيثّ له بالرغم من ألمه بالرغم من أنها صارتّ نقطة ضعفهّ أيضاّ
إلاّ أنه يدرك جيداّ أنها كذلكّ مصدرّ قوتهّ .. بطريّقة ماّ استطيع أنّ أتفهم مشاّعره
توقفّ نايت عن كـتاّبة ملاحظاتهّ و نـظر ناحية فرانسواّ بّإستغرابّ فّقد كانتّ نبرته نوعا ماّ صادقةّ كأنه فيّ نفسّ موقع كايلّ عادّ يّرفع ملفاّ أخرّ لّكي
يتفحصهّ متحدثاّ بنبرةّ ساخرةّ متهكمةّ
ـ لوّ أننيّ لاّ أعرفكّ جيداّ لقلت أنكّ واقعّ فيّ الحبّ ..
رمشّ فرانسواّ بّإستغرابّ هو واقع فيّ الحب ؟ هـذاّ أمر مستحيلّ الحدوثّ لكنّ لاّ يدرك لماّ داهمته ذّكرى كليرّ و هيّ تبكيّ علىّ إصابتهّ فاحمرت
وجنتيه إحراجّا لقدّ كانتّ فترة حـّرجة بالفعلّ قدّ كان يعتقدّ أنهّ سيموت وحيداّ عندماّ ظهرت هيّ بمثّابة لمحة من نورّ ، هزّ رأسه بخفةّ كيّ لاّ يجذب
إنتباه نايت لكن لقد فات الآوان فهاهو يرمقه بنظراتّه الثاقبةّ الحادةّ قدّ احتدت عينيه بشكلّ خطيرّ فارتبك فرانسواّ و قدّ سقطتّ أوراقهّ على الأرضّ
جلسّ ليلتقطهاّ عندّما تحدثّ نايت بّنبرةّ باردةّ
ـ لاّ تخبرني أنتّ أيضا ؟ .. منّ هي ؟
احمرتّ وجنتيه أكثرّ و أخذّ يّرفع الأوراقّ بّعشوائيةّ ثم يسقطها بعدّ ذلكّ عندها صدرت همهمة خفيفة من نايتّ الذيّ أسند خده على يدهّ قدّ ابتسـّم
بّبرود من كان يعتقد فيّ يوم ماّ أن فرانسواّ سيحبّ شخصا ؟ لاّ بل إمرأة ؟ تنهدّ بّخفة و وقفّ لكي يساعد فرانسواّ بعد أن رأى مدى ارتباكه
ـ سوزي ؟ أوّ ربماّ .. ماري ؟
شهقّ فرانسواّ برعبّ و تراجعّ للخلفّ على آثر سؤالّ نايت المفاجئّ لاّ بل كلماتهّ هل ذكرّ إسم ماري ؟ هـز رأسه نفياّ من المستحيل له أن يحب ماريّ
فهيّ تعشقّ كلّ شيءّ في نايت و سيكون الوقوع في حبها مجردّ لعـّبة خاسرةّ لأنها لن تلتفت إليه مطلقاّ نهيك عن أنها زوجةّ سيدهّ قبلّ أن يفيّ كايلّ
أي شيءّ تحدثّ نايت مجددا بنبرةّ باردة و هو يلتقطّ أوراقّ من الأرضّ
ـ لما قلت ذلكّ ؟ ربماّ لأنكّ تدافـعّ عنها بقوةّ و أناّ سيدكّ تجعلنيّ المذنبّ هلّ ربماّ لأنك وقعت بحبها ؟ حسناّ قد تكون ماريّ ساذجة فيّ كثيرّ من الأحيانّ
لكن أعتقدّ أن لديهاّ قليل من الجاذبية ،
رفـعّ الأوراقّ و وضعها بينّ يديّ فرانسواّ ثمّ بقيّ مقرفصاّ يده تتخللّ خصّلات شعرهّ الأسودّ أماّ عينيه فكانتّا حادّتين خطيرتينّ للغايةّ لكيّ يبلع الأخيرّ
ريقه بتوترّ وّ هو يقفّ منحنياّ بأسفّ شديدّ قائلاّ بنبرةّ مرتبكةّ
ـ لاّ سيديّ على الإطلاقّ الوقوعّ فيّ حب ماريّ أمرّ ميِؤسّ منه على كلّ حال ، أقسّم لكّ أنهاّ ليست هيّ و لست واقعاّ فيّ الحبّ أيضاّ هناكّ فقطّ فتاة
فيّ الآونة الأخيرةّ تثيرّ استغرابيّ فقطّ لاّ شيء آخرّ
وقفّ نايتّ بدورهّ و وضعّ يده علىّ كتفّ فرانسواّ مبتسماّ بّبرود بعدّ ذلك اقتربّ منهّ قليلاّ لكيّ لا يفصلّ بينهماّ سوىّ عدةّ سنتمتراّت قدّ كان وجـّه نايت
بارداّ للغايةّ أيضاّ خطيـراّ بطريقة غـّريبة أثارت رعبّ فرانسواّ كلياّ تحدث نايت بنبرةّ هادئّة مبحوحّة وّ خافتة
ـ لكنّ .. إن كنت فعلاّ واقعاّ بحبها فّأنا لن أسمح لكّ بالاقتراب منها ، ماري لا تنتمي إلىّ عالمنا هذاّ هل هذاّ واضحّ ؟
أومـأ فرانسواّ بّخوف و هوّ يحاول الابتعادّ عنه قدّ يكون حديثّه مع ماريّ فيّ هذه الأيامّ قط أعطاهّ مفهوما خاطئاّ مثلماّ عندّما رآهما يقفان معاّ
أمام البوابة أوّ ذهابهماّ لمدينة الملاهيّ أو اصطحابهاّ إلىّ الكلية و تنفيذ طلباتها دونّ أنّ يعلم نايت بذلكّ أوّ فترةّ علاجها بباريسّ شحبّ وجهه
كلياّ مدركاّ جميع الأسبابّ التي تجعل نايت يخطئ فهمّ تصرفاتهّ لذلكّ تنهدّ و هو يتجنبّ نظراتهّ المهددّة قائلاّ بّإرتباك
ـ أعلمّ ذلكّ سيديّ أرجوكّ لا تفهم الأمرّ بّناحية أخرى ماريّ مجردّ صديقةّ فقطّ أيضاّ لقد قلت لكّ سابقاّ إنّ هناك فتاة أخرى أنا مهتم بهاّ.. حتىّ لو
كنتّ أحب هذّه الفتاةّ فأناّ لن أقتربّ منهاّ لاّ أريد إيذائهاّ
نـظرّ إليه نايتّ لوهلة من الزمنّ بعدّ ذلك كتمّ ضحكتهّ و هوّ يستديرّ مبتعداّ عنهّ فّردة فعل فرانسواّ جعلته يدركّ أنّ ملامحـّه كانتّ مخيفةّ ابتسمّ بهدوء
و جلسّ مجدداّ خلفّ مكتبه واضعاّ قدما على الأخرىّ قائلاّ بّنبرة مـّرحة جعلت فرانسواّ يرتجفّ أكثرّ
ـ أعتقد أن هذّه الفتاة هي السببّ الذيّ جعلك تنهمكّ في العملّ من أجل نسيانها أليس كذلك ؟ .. هذاّ بطريقة ماّ يجعلني مهتماّ بّمعـّرفة هويةّ هذّه
الفتاةّ الغامضةّ .. لكنّ إن كنتّ لاّ تريد إخباريّ فحسناّ إذنّ ،
كانّ يبتسمّ بطريـّقة مـّرحة جعلتّ فرانسواّ ينظرّ إليهّ بّغرابةّ تنهدّ محاولاّ استعادّة هدوءهّ بينماّ فكرّ نايتّ بّبرود هلّ يعتقدّ فرانسواّ أنهّ سيفعل شيئاّ ما
لإبعاده عنّ هذّه الفتاة ؟ بالتّأكيد و إلاّ لما رفضّ إخباره بهويتهاّ ، رفعّ ملفّا آخر و أخذّ يحاول التـّركيز عندّما استأذن فرانسواّ للمغادرةّ .. نـظرّ
إلىّ ساعتهّ قد كانتّ تشيرّ إلىّ ثانية بعد منتصف الليلّ قطبّ حاجبيه مستعدا لقضاءّ يومه هناّ عندما فتحّ فرانسواّ البابّ بقوة مجدداّ قدّ كان وجههّ
شاحباّ جداّ ، تنهد نايت قائلاّ بّضجر
ـ ماّ الأمر الآن ؟ .. إن كنت سّتخبرني بّقصة غـرامك فأجـ
تّوقف عنّ الكلام عندّما تقدم منه فرانسوا مسرعاّ قد كانت ملامحّه جادة للغاّية قد كان يحملّ هاتفهّ ، تحدثّ بنبرةّ مضطربةّ قليلاّ شاتماّ سوزي
بداخله لاضطراره نقل مثلّ هذه الأخبار لنايتّ ،
ـ سيديّ لقدّ تلقيت لنو تقريراّ من سوزيّ تقول فيه أنّ الآنسة ماريّ غـّادرتّ غرفتها منذّ ما يقاربّ أربع ساعاتّ لكنهاّ حتى الآن لمّ تعدّ و قدّ بحثوا
فيّ أرجاءّ القصرّ بأكمله لكنهم لم يجدوا أثراّ لها أيضاّ لقدّ اتصلت بّكلا من السيدة فرانسيس و آنسة كليرّ و آنسة فلورا روبرت كلهن نفوا
وجودها لديهم
نـظرّ إليه بّهدوء لفترةّ قبلّ أن يقفّ مرتدياّ معطفهّ بينماّ ظلّ فرانسواّ يراقبّه بتوترّ حينماّ فتحّ ويليامّ الباّب كيّ يدّخل وجـّد الاثنين يتجهانّ خارجاّ
ركضاّ تنهد ويليامّ بّأسىّ لقدّ وصل لتوهّ و هاهي المشاكلّ تنهمر من كلّ بإتجاه لذلكّ استدارّ كيّ يلحق بهمّ عندما انتقل إلىّ مسامعه صوتّ نايت البّارد ،
ـ بحقّ الـ .. أيّن هوّ الأمر الصعبّ فيّ إبقاءّ أعينهمّ على تلكّ الحمقاء ؟ ،
نـظرّ ويليام ناحيةّ فرانسواّ و أشارّ له على نايتّ قبلّ أن يرفعّ يده متسائلاّ فّهز فرانسواّ رأسه بّقلة حيلةّ بعدّ أن همس له باسم ماريّ عندهاّ أصرّ
ويليامّ آهة تدلّ على فهمه و هوّ يتبعهماّ بّإستغرابّ هل يعقل أنهاّ اختطفت ؟ هذاّ مستحيلّ ليسّ و نايت يضعّها أمامّ أنظاّر الكلّ إذ منذّ عودتها منّ باريسّ
و هوّ شديد الحمايةّ لهاّ ..

/

جالسةّ على الأريكة تضع قدما فوق الأخرى بهدوء تام و هي تأكل رقائق شيكولاطة زمتّ شفتيها مراقبةّ نشرة الأخبارّ الكل يتحدثّ عن موعد
اختيار رئيس لبير القادم لا عجب في ذلك فالسيد بيتر كان من أكبر رجال الأعمال في انجلترا بأكملها كما أنه شـركته واسعة متعددة الفروع على
مختلف البلدان أيضاّ وجود رجلين محتملين ليكونا خليفة له سيسلط الأنظار بأكملها عليهما ، تنهدت غير مصدقة إلى ما تطورت إليه الأمور نـظرت
لهاتفها المحمول بشرود بعد ذلك رفعتهّ ثم ضغطتّ رقم هاتف أختهاّ الجديد الذيّ بعثته لها ماري عبر رسالةّ صوتية ..
لقد انشغلت جدا بقضيتها وّ مشكلتها مع ويليام حتى أنها لم تجدّ وقتا لكي تتصلّ بماري لابد أنها ستكون غاضبةّ لكن لا بأسّ فدوما ما تسامحها هذا
ما ظنته و هيّ تتصلّ للمرةّ الـرابعة لكنّ لا مجيبّ قطبت حاجبيهاّ باستغراب و نـظرت إلى xxxxب الساعة التي كانت تشير إلى الثانية بعد منتصف الليلّ
لا عجب في أنها لم ترد عليهاّ فهذا ليس وقت مناسبا للاتصال على الإطلاقّ همست لنفسهاّ بّغيظ
ـ تـّبا كمّ أجيد اختيارّ الأوقات المناسّبة ..
و قبلّ أن تضعّ فلوراّ هاتفهاّ جانباّ انتقل إلى مسامعهاّ صوتّ رناتهّ الصاخبةّ فّرمقت اسم سوزي الذي يعلو شاشتهاّ بإستغرابّ أشدّ لماّ تتصل بهاّ الآن
؟ تنحنحتّ بخفة قبلّ أن تجيبّ بّنبرة صوتهاّ الهادئة الجادةّ
ـ مرحباّ ..
فيّ الجانبّ الآخرّ كان سوزي تروح و تجيء غـرفة المراقبةّ بتوترّ عارم لم تعد قادرة سيطرة على أعصابهاّ المفلتة بعد الآنّ خصوصاّ بعد ألقت
خبر اختفاء ماري على نايتّ الذي أجابهاّ ببرودّ وّ أيضاّ لا يوجد أثرّ على شاشة المـراقبةّ لماريّ كلّ ما التقطته الكاميرات هوّ ماري و هي تعبر
الرواق وّ تتجه إلى المصعد قبلّ أن تغـادر بـوابةّ الرئيسيةّ المؤديةّ لحـديقة القصرّ و من هناك اختفى كل أثرّ لها ، لم يلمحها حارسّ البـوابة الأمامية
و لا حتى الحراسّ إنهاّ مصيبة كـبيرةّ فماذا لوّ أن ديميتري قد وضع يده عليها مجددا ؟ تبا لن تسامح نفسهاّ أبداّ كاد أن يسقط هاتفها من بين يديها
صدمةّ لصوت فلوراّ القلقّ الصارخّ ، ارتجف جسدهاّ و هيّ تتحدثّ بأمل
ـ فلورا ، هل من الممكن أن الآنسة ماري معك الآن ؟
رمشت فلورا لعدة مرات لم تستوعب سؤال سوزي بعدّ ، هلّ من الممكن فعلاّ أن يحدث ما تفكر به الآن ؟ هلّ يعقلّ فعلا أنهاّ اختطفت مجددا ؟ وقفت
بسرعة على قدميها قد شحب وجهها بأكمله قالت بنبرة قلقة
ـ لاّ لماذا ما الذي حدث ؟ هلّ ديميتري .. ؟
صمتت لم تستطع أن تكمل جملتهاّ بينما جلست سوزي بقلة حيلة تراقب الشاشةّ قد أرسلت عددّ أكثر من الحرسّ تـباّ لم يعثروا عليهاّ فيّ القصر
بأكملهّ لاّ بغرفتها و ليست بّالحديقةّ بكل تأكيد ليست لدى فلورا إذن أين هي ؟ أين يعقل أن تكون قد اختفت ؟ تحدثت سوزي بتوتر
ـ أنا لا أعلمّ ، لقدّ تركتّ الآنسة ماري على الساعة العاشرة و النصفّ بعدها بنصفّ ساعةّ أبلغ أمر اختفائهاّ لست أدري أين أجدها فلوراّ كأن
الأرضّ قد ابتلعتهاّ
شحبّ وجهها بأكمله وّ لم تعد تعلم ما الذي تستطيع فعله فأخذت تنظر من حولهاّ بّإرتباك تباّ ليس مجدداّ كم من مرة عليها أن تتذوق مرارة فقدان
أختهاّ لكي تهتم بهاّ ؟ حاولت الكلام عندما تحدثت سوزي مجددا بنبرةّ مرتبكة حاولت فيها جاهدة أن تظهر بّمظهر الشخص الهادئ لكيّ لاّ تؤثر
على مزاج فلورا أكثر من ذلكّ قد استوعبت خطأها الفادحّ ..
ـ أنا أسفة لأنني أثرت قلقكّ آنسة فلورّا لم يكنّ هناكّ داع لفعل ذلكّ ، لنّ يستطيع ديميتري أخذّها هذّه المرةّ سوفّ أحرصّ على إيجادها أثناءّ ذلكّ
هلاّ بقيت فيّ شقتك ؟ قدّ تأتيّ ماريّ إليكّ
لمّ ترغبّ فلوراّ فعلاّ فيّ الموافقةّ ليسّ و أختهاّ فيّ خطرّ تباّ كم مرةّ تقول لنفسهاّ أنها ستنتبه لأختهاّ لكنّ فيّ كل مرةّ يحدثّ شيءّ يمنعهاّ من تّأديةّ
مهمتهاّ زمتّ شفتيهاّ بغيرّ رضى ماذاّ لو أخذها ديميتري ؟ بالرغم من أن سوزي تّقول أنه لا داعي للقلقّ لكنّ هذه ماري الذي يتحدثان عنهاّ ، ارتدت
معطفها على عجلّ غير مباليةّ إلى كم تشير xxxxب الساعة أو إلى أنه لا يوجد لديها وسيلة نقل قالت بّحدة
ـ أناّ قادمـةّ سوفّ أرسلّ رسالة لسيدة فرانسيسّ كي تّأتي إلى شقتيّ هكذا سنعلم ما إن ماري قد اتت هنّا ..
حاولت سوزي الاعتراضّ لكن فلورا قد أغلقت السماعةّ بسرعة ، أرسلت رسالة نصيةّ تخبرّ سيدة فرانسيس فيهاّ بّموجز الحديثّ لم تعد قادرة على
تمالك أعصابها بعد الآنّ خصوصاّ و أنهاّ لم تتحدث مع ماري على الإطلاق خلال هذه الفترةّ كان يجب عليها البقاء بجانبهاّ إذ أن ماري تعرضت للاختطافّ
وّ بقيت لدى ديميتري مدة كافية لجعلها تصاب بالجنونّ ، لامت نفسهاّ بعصبيةّ مهما كانتّ القضية التي بين يديهاّ يجب عليها أن تكون أولويتها الأولى
هي أختهاّ إنها الفرد الوحيد المتبقي من عائلة روبرت ..

/
__________________