عرض مشاركة واحدة
  #85  
قديم 12-28-2015, 05:49 PM
oud
 
غـادر بعد ذلكّ مدركاّ هو الآخر أن الأمر لم ينتهيّ بعد لقـائهماّ القـادم سيكون نهائيا سيعلن الخاسرّ للملأ كذلك الفـائزّ بينماّ و حال مغـادرتهمّ
استند نايت على الجدار الذيّ خلفه بإرهاق أغلق عينيهّ لوهلة من الزمنّ قد سقطت خصلاته على جبهتهّ كز على أسنانه بقوةّ ، الـرجل الذي فقد
كل ما يملك أي فوز هو هذا ؟ تـلكّ الصورة لا تزال راسخةّ بذهنه تـلكّ الكلماتّ و الضحكـةّ الساخرةّ أي فوز هو هذّا ؟ الحـقيقةّ لم يفز أحد منهماّ ..
حينماّ شـعر فجأة بوجود شخص ما فتح عينيه ببطءّ لكي يـرى ماري جالسة على ركبتهاّ أمامه كانت تنـظرّ إليه و الدموع تملأ وجههاّ المحمر فابتسمّ
بهدوء لا يدري إن كانت ابتسامته هذه رثاء على حاله أم شفقة على غـيره و قبل أن يقول أي شيء رمتّ ماري بـذراعيهاّ حوله تـضمه بقوةّ إليها
لكي يصبح رأسه علىّ كتفها كانت تبكيّ بصمتّ دون توقف
سقطتّ يديه علىّ الأرض كذلكّ جسده قدّ مال ناحيةّ ماري الممسكةّ بـه قدّ أغلق عينيه أخيراّ حينماّ نـظرت إليه كلا من كلير و فـلوراّ بقلقّ ، تـحدثت
الأخيرةّ بـرعب و هي ترى جسده الساكنّ
ـ يـا إلهي ما الذي حدثّ له ؟ فـرانسواّ ويليامّ اتصـلوا بالإسعاف فـورا
أومأت ماري نفيـا بابتسـامة باهتةّ تـعلوا شفتيهاّ هي تخللّ أناملها الطـويلةّ في خصلاتّ شعره الأسود النـاعمةّ بكل هـدوءّ و رقةّ لكي ينتـظمّ تنفـسه
أكثرّ و تغـادرهّ تلك النـظراتّ الحادة التي علتّ وجهه طوالّ هذه المـدّة فظهرت ملامحـّه الهادئةّ الجـذابةّ للعيانّ بدونّ بـرودّ أو غـضبّ كان هادئاّ للغايةّ
حينماّ تحدث فـرانسواّ قـائلاّ بنوع من الـراحة هو يتقربّ من سيده
ـ لم ينم السيد نايت منذ ما يقارب أربـعة أيـام و لم تكن وجباتـه منتظمةّ على الإطلاقّ مما يسبب هبوطا له فيّ الضغطّ ، هـذا ما يحدث له دوما لما يجهد نفسه ..
نـظرت إليه فـلورا بصدمةّ أو شخص يستطيع الصمود دون نـومّ أو أكل طـوال أربعة أيـام ؟ عـادتّ تنظر نحو نايت النـائم بعمقّ ثم هزت رأسها نفياّ
غير قـادرة على استيعابّ تصرفاته المجنونةّ كي تـجلسّ هي الأخرى بجانبّ ويليام و كـليرّ أرضاّ كذلك فـعل فرانسوا و سوزي بينما اقترب أليكساندر
من ماري أخذ ينـظر نـحو نايت بنوع من الفـضولّ و السـعادةّ ، قـالت سوزي بنبرةّ هـادئة
ـ ما الذي سنفـعله الآن ؟ إليزابيث خائنة أخذت كل ممتلكات السيد كايل أما السيد نايت فـلا أعتقد أن صحته ستسمحّ له بالاستمرار حاليا في خططه و
القصر في حـالة فـوضى .. إن كل شيء مدمر
التـزم الكل الـصمت بعدّ ذلك قد تـوجهت أنظار سوزي إلى كايل الذيّ يقف بجانب الجدار ينـظرّ نحو نايت بنوع من الذنب حالما قـالتّ جملتها تلكّ وضع
يديه في جيب معطفه مستعـدا للمغادرة حينما ّتحدثت ماري بنـبرة لطيـفة
ـ كـايل ما الذي تـريد فعله ؟
توقفّ عن السير كي يستدير ناحيتها تذكر تحذيرها له عن خطورة إليزابيث و أنه مهما تغير الزمن سيكون مجرد الخيار الثاني لها لم يكن أبدا الرجل
الأول في حياتها و لن يكونّ ليس حاليا على الأقل تذكر نبرتها الجـادةّ تماما مثلما هي عليه الآن تـخبره أن يتوقف عن حبهاّ يا ليته استمع إليها يـا ليته
نـظر أكثـر نحو نايت كفرد من العائلة لا عـدوّ لكن ما فائدة الندم الآن ؟ تـردد كثيراّ قـبل أن يشيح وجهه بعيدا قـائلاّ
ـ لم أعد أملك الحق في التصرف بعد الآن ماري .. لقد كنت محقة لست سوى الخيار الثاني لا بل لم أكن من قـائمة اختياراتها منذ البـدايةّ ، لذا سوف
أعـلن انسحابي لقد خسرت فرصةّ مواجهة نايت كذلكّ كبـ
قبـل أن يكمل كلامه لاحـظ دموع ماري التي استمرت بالنـزول على خدها دونّ توقف ففتح عينيه على وسعهماّ بـصدمة فأخفض رأسه كاتمـا دموعهّ
لكنه لم يستطعّ ليس و هي تـنظر إليه بتلك الـطريقةّ، إنها تفهمه لا بل هيّ في مثل موقعه أليس هو من اقتبس كلماتها الآن ؟ كلاهما لم يكن أبدا الخيار
الأولّ قبل أن يـدرك ما الذي يـفعله وجد نفسه يتـقدم منها قـائلا بنبرةّ متألمة محـطمةّ
ـ أنـا أسف .. حتى و أنا أعلم بخيانتها استمررت بحبهاّ أدرك حماقتي أدرك غـبائي لكن لم يسعني التوقفّ مـاري ، أخبريني أي طريق علي أن أسلك الآن ؟
تحاشت سوزي النـظر نحوه قد حطمها رؤيته بينما أخفض فرانسوا رأسه للأسفلّ بنوع من الندمّ أو ليس كايل سيدهما أيضا ؟ لماذا لم يحاولوا إبعاد
إليزابيث عنه ؟ في حين بدأت كلير بالبكاء معـه عندما وقفت ماري ألم يكونا صديقين قـبلا ؟ ألـمّ ينصحها قـبلا ؟ ألم تـرشده هي بدورها أيضا ؟ مـدتّ
يدها نحوه ممسكةّ بـيده قـائلة بهدوء
ـ أي طريق تقصد ؟ أنـت كايل لبيير أيها الأحمق سوف تستعيد أملاكك بيديك هاتين ..
بـعد ذلك ابتسمّت بخفة و هي تـغمز له نـظرّ إليها لوهلة من الزمن بصـدمةّ قـبل أن يـلف ذراعيه حول جسدها ضاما إياها لصدره بينما ضحكت ماري
بخـفةّ هي تـطبطب على ظهره كالطفـل الصغير حينما تـحدث كايل بـنبرة هامسة لا تكاد أن تسمعّ
ـ مـاري أي خطأ ارتكبت ؟ ..
صمتتّ لـوهلة من الزمن كأنها تسأل نفسها هـذا الـسؤال كمّ يبدوا مـؤلما الحـب من طرف واحد لكنها لم تعد تـبالي بعد الآن تـعلم جيدا أنها ليست
طرف في حياة نايت تماما كما يعلم جيدا كايل أنه لن يكون أبدا رجـل المناسب لإليـزابيث قـد تـبدوا هذه الحقيقة مـؤلمةّ واقعية للغـايةّ لكنها تكفي بأن
تـجعلهما يمضيان قـدماّ حتى لو لم يرد هذا القلب ذلكّ لكن لابد من هـذاّ ، فهمست له ماري بنبرةّ هادئة
ـ لقد أحببت الـشخص الخطأ و هـذا ذنبك ..
بعد ذلك ابتسمت بخفة حينمـا تـركها كايل قد ضعفت قبضتـه تنهد بـقلة حيلة ثم ابتسم هو الأخر لأنه لم يعد يملك شيئا يـفعله لقد خسر كل شيء حافظ
عليه طـوال حياته الآن بعدما فقد حبـه أمواله لا يستطيع سوى الضـحكّ لحاله حينمـاّ جـذبته فلورا من ذراعه و هي تسحبه لجانبها كي تجبره على الجلوسّ
معهم قـائلة بنبرة متسـائلة
ـ بالنـظر إليك عن قـرب أنت تـبدوا وسيما للغـاية يمكنك الحصول على أي فـتاة تـريد فـلماذا أنت تعيس على التفات واحدة لك ؟
رمقهـا ويليام بـصدمةّ قد تـلعثم محاولا إيجـاد الطـريقة المناسبة للانسحاب من هذا الحديثّ دون جرح كايل لكن فـلورا لم تـبالي فعلا بذلكّ بـل دفعته
للجلوس مجبرا بجانبهاّ واضعـة يدها على كتفه قـائلة بنبرةّ جـادة
ـ اسـمع نصيحتي الفـتيات لا يحببنّ الـرجال الذين يـ
قـبل أن تكمل كلامها دفعها ويليام بـقوة بعيدا عن كايل و هو يضع يده على فمها يحدق فيها بنظراتّ غـاضبة بينما استمرت فـلورا بالكلام محاولة
الفـرارّ من قبضة ويليام الغـاضبّ حينما علت ضحكاتّ الكل ، عـادت ماري لمكانهـا تـنظر نحو نـايت النـائمّ بمشـاعر مضطربةّ لم تنزع عينيها عنهّ
طوال فترة حديثهم لما رمقتهـا فلورا بسخرية قـائلة
ـ يمكنك تقبيله لا بأس لن نخبره ..
استـدارت بـسرعة ناحيتهاّ قد احمرت وجنتيها بشدة ثم نفـتّ بشدة و هي تهز رأسها يمينا و شـمالا بينما كـتم كل من فـرانسوا و سوزي ضحكاتهما
في حين أدعى أليكساندر عدم سماعه أما كايل اكتفى بابتسامة خفيفةّ عـلتّ شفتيه لما قطب ويليام حاجبيه بقليل من العصبية و هوّ يضربها بخفة على
رأسها قـائلا
ـ ألا يمكنك التزام الصمت قـليلا ؟
هزتّ فلورا كتفيها بـعدم مبالاة الجميـع يعلم أنها تفعل هذا عن قصدّ لإزاحة بصمات الأحداث من ذكرياتهم قـليلاّ لكن يبدوا أنها لم تنـجح فـعلاّ فهاهو كـايل
يعود لجمودّ قد وقف مغـادرا معتـذرا منهم بينما استدعى فـرانسوا الطـبيب إلى الـقصر حرصا على سـلامة صحة نايت و أرسل سوزي إلى المستشفى
من أجل إصابتها في حين غـادر ويليام القـاعة بـرفقة فلورا ، هـذّه الـليلة لم تكن لتمحى ذكرياتها منّ أذهانهم تـلك الأحداثّ تلك الأسرار ستبقى حديـثّ
الأنفـس فيما بينها ..

/

بعد مـرور يـومين على أحداث حفـلة إليزابيث الخيـالية عـادت أوضاع القصر إلى ما كانت عليه سابقا هادئةّ و خـالية من أي صـوتّ كأنه لم يسكنه
شخصّ قطّ بينما تـولت الصحـافةّ ديميتري كطبقّ رئيسي قد تـم اتهامه بـعرقلة حفـلة إليزابيث كما تم اتهامه بإنفجارات حفـلة فلاديمير كذلك فتحّ التـحقيق
حول قضية موت نيكـولاس الـغامضة بمشتبهين جدد أما بالنسبة لاجتمـاع شركة لبيير فقد تم تـأجيله إلى أجل غـير مسمى أو إلى حين استعادة القصر
أوزانه ..
انتـقل كل من ويليام و فـلورا إلى القـصر قـلقا على ما قد يحدثّ مجددا بينما زار الطـبيب نايت الذي استغرق في النوم طـوال هذه المـدةّ قد طلب منهم
جميعاّ أن يدعوه يجتنب العمل قدر الإمكان أو إلى غـاية شفاءه على الأقلّ في حين تـكلفت سوزي بـرعاية أليكساندر مـراقبته ..
صباح اليـوم الثالث كانت تـجلس وسط تلك الطـاولة في كرسيها بهدوء تقرأ عناوين الجـريدةّ الكل يتحدث عن عودة ديميتري ماكاروف و كونه يسعى
لأخذ أملاك نايت فتنهدت بقلة حيلة و هي تضعّها جانبا لكي تأخذ فنجان القهوةّ ارتشفت القـليلّ منه حينما شـعرت بشيءّ ما يقف برقبتهاّ مانعا إياها من
الأكلّ قطبت حاجبيها بـنوع من الاستغـرابّ حالما داهمتها نـوبة ما سقط فنجان القهوة من بين يديها على الأرضّ مصدرا ضجيجا في تلك الغـرفة الخاليةّ
بينما أخذت تـكح بقوة دون توقف كمـاّ لو كأن شخصا ما يخنقها بتـوتر أخذت تـبحث عن المـاء حالما وجدتـّه ارتشفت أكبر كمية يستطيع جسدها احتمالهاّ
قبل أن تـضع رأسها بإرهـاق على الطـاولة ..
ـ صبـاح الخير مـاري
لم تضطر ماري لرفع رأسها كيّ تـعلم من القـادمّ ففقط من خـطواتها الـمسرعةّ أدركت أنها كلير غلوري التي صـارت تترددّ على القصر بـكثرةّ و قـبل أن
تتفـوه كليرّ بأي كـلمة أخرى رفعت ماري يدها قـائلة بنبرةّ متـعبة
ـ لا أذكر آخر مرة رأيت فيها فرانسوا و لا أعلم مكانه لذلك لا تسأليني من فـضلك
احمـرت وجنتي كلير إحراجا ثـم اقتربت بخطوات مترددة نـحوّ ماري كي تجلسّ بجانبها بينما غـادرت الخادمة التي رافقتها خارجاّ مغـلقة الأبواب خلفهماّ
حينماّ حركت كلير خصلات شعر ماري البني بّقليل من الـتوتر قـائلة
ـ هل ذلك واضح ؟
رمقتهـا ماري بنصف عينها كي تلاحـظّ ملابسّ كلير قد كانت ترتدي فستانا وردي اللون مع معطـف أبيض و قبعة في نفـس اللون أحمر شفاه وجنتين
محمرتينّ و ابتسامة خـجولةّ فتنهدت ماري بـقلة حيلة و هي تقـول ببـرود
ـ حتى الأعمى يستطيع أن يرى ذلك ..
شهقـت كلير بـرعب هل هـذا يعني أن فرانسوا مدرك لحقيقة مشـاعرها أيضا ؟ بالطبـع سيفعل فحتى آرثر قد لاحظ نـظراتها نحو فرانسواّ هل ما فعلته
مبالغ فيه قـليلا ؟ لا تـصدق ذلكّ وقفت مسرعة و بخطوات متوترة عـبرت الـغرفة لما تـحدثت ماري بهدوء
ـ أو سوف تغادرين ؟ جميـع الكاميرات قد التقطت مجيئك و حتى الآن حديثنا يتم رؤيته في غـرفة المراقبةّ لذا اعتـقد أنه ..
قبـل أن تكمل كلامها شهقت كلير بـرعب أكبر و هي تدير برأسها في كل الأرجاءّ بينما قطبت ماري حاجبيها و رفعت رأسها بنوع من الضجرّ ثـم أشارت
على جهة ما خـلف تـحفة أثرية ماّ لكي شحب وجه كلير كلياّ ماذا إن كان فرانسوا الآن في غـرفة المراقبة ؟ قد يكون استمع إلى كل حديثهاّ ما هذا إحراج
الذي تعرض نفسها إليه ؟ فأمسكت بكتفي ماري لتهزهما بـقوة قائلة بخوف
ـ لماذا لم تخبريني ؟ و أنا .. يا إلهي ما الذي علي فعله الآن ماري ؟
فتنهدت ماري بأسى قد استسلمت أخيـرا فرفعت رأسها كي تعتدل في جلستهاّ و تنـظر نحو كلير بـعينين واسعتين عسليتين بـعد ذلك هزت كتفيها بعدم
مـعرفة و هي تقول بّضحكة
ـ أنت تـسألين الشخص الخطأ هنا ، فـأنا لا أفقه شيئا في هذه الأمور لذا ..
وضعت كلير يدها على فم ماري بـسرعةّ حينما لاحظـت خـطوات تتقدم نحوهما قبل أن يفتح البـاب على وسعه من قبل الخـادمةّ لكي يـدخل كايل
إلى الغـرفة مرتديا ملابس نـومه منـزلا شعره للأسفل و يحمل كوب شـاي ساخن بين يديه قد ظهرت هالات سوداء تحت عينيه على عكس مظهره الأنيق
الدائـمّ ، جلس على الطـاولةّ باكتئاب واضح حينما وقعت نظراته على مـاري ألقى تحية مهمهما ثمّ أكمل فـطوره و هو يـنظر نحوها بـنوع من الـكسل
و الضجرّ ..
تـوترت كلير في حـضوره كيف لها أن لا تفعـل و كـايل أمامهـا بالـرغم من أنه يبدوا أقل جدية و تستطيع الانسجام معه إن حاولت لكن حتى لو فـهو بعيد
تمام البـعد عنها كأنه في عـالم مختلف للغاية و الجميع يعلم من جـعله هكذاّ ، فـجلست بجانب ماري بارتباك ملتزمة الصمت حينما قـال كايل بنبرة فيها نوع
من الاهتـمام لم يكن ليظهره سابقاّ
ـ كيـف حال نايت ؟ هل استيقظ بـعد ؟
هـزت ماري رأسهـا نفيا لكي يصدر آهة تـدل على استيعابه حـالة نايت ليست غريبة عليهم إذ أنها ليست المرة الأولى التي يحدث له هـذاّ لكن و بعد أحداث
تـلك الليلة فـهم بأمس الحاجة إليه خصوصا بهذا الـوقت الضيق تنـهدت كليرّ بأسى و هي تنفخ وجنتيها بقليل من الضجر حينما استدار كايل ناحيتها ابتسم
لا إراديا و هو يسند رأسه على ذراعه قائلا بنبرة كسولة
ـ كـلير أليس كذلك ؟ .. قد يبدوا هذا متأخرا لكن سعدت بلقائك أدعى كايل لبيير تـشرفت بمعرفتكّ
و ابتسـم بكل هدوء لكي تحمر وجنتي كلير خجلاّ و إحراجاّ بعد أن أومـأت بالإيجاب هامسة بمدى سعادتها للقـائه هي الأخرى لكن بالكاد استطاع أحد
سماع كلماتها في تلك الـغرفةّ ، وقفت ماري فجـأة بهدوء مبعدة كرسيّ للخلف ثم قـالت بضحكـةّ
ـ أعـذراني سوف أذهب لأطمئن على نايت قـليلاّ ، هل ستأتيان معي ؟
هـزت كلير رأسها نفيا بشدة نـايت على عكس كايل تماما هو يبعث جوا من الـتوتر و الارتباك من حوله فـلا يترك لمحدثه فرصة للاسترخاءّ بالـرغم من
أن نايت بنفسه يبدوا مسترخيا طوال الوقت إلا أنه لا يمنح هذه الـميزة لمن حوله زمت كلير شفتيها بأسى كم كانت تـريد رؤيته في ملابسه العادية نائمـاّ
كي تستغرق النظر في ملامحـهّ خصوصا عينيه الحادتين لكنّ للأسف لا تملك الجرأة لفعل ذلكّ حتى و هو نائمّ ، بينما رفع كايل يده لكي لا تسأله فحتى
الآن لا يستطيع مواجهة نايت بعدما حدثّ لكي تتحدث ماري بـابتسامة واسعة
ـ هيـا سيكون الأمر ممتـعا ..
تـرددت كلير كثـيرا قبل أن توافق و هي تقف بدورها خلال سيرهماّ لاحظ الكـل التغير الذي أحدثه فـرانسوا في القصرّ بـعد رحيل إليزابيثّ فقد عين حـراساّ
جدد في جميع الأنحاءّ كذلك معظم الخدم و من كان وفيا لإليزابيث أو تمت ملاحـظة أي تصرف مشكك حوله فقد تم طـرده نهائياّ قد أعيد تركيب كاميرات
في كل الـزوايا .. أيضاّ ركب جهاز حـماية جديد تشرف عليه سوزي بنفسها ..
وقفت مـاري أمام البـاب الذي وضع فـرانسوا بجانبه حارسين من أوفى رجاله ثم فـتحته ببطءّ لكي تندفع ريـاح بـاردة للغـايةّ فارتجفت أكتاف كلير لكي
تتوقف رافضة الدخولّ بينما عـبرت ماري الـغـرفة المظلمة بخطوات هـادئةّ ثم جالت بنظراتها لكي تلاحـظّ شرفة المـفتوحةّ ستائرها تعـلوا مع هبوب
الرياح نـظرت إلى السرير حيث كان نـايت نـائماّ بكل استرخاء وقفت مكانها قد ارتكزت عينيها عليه ، بـدون قصد أحبته ، و من دون أي سـوابق عـشقته
و من دون أي أسباب صـارت حياتها ترتكز عليهّ فقط هو و له من أجله .. ابـتسمت بخفـةّ من المؤسف أن هذه كانت مجرد تمثيلية بالنسبةّ له فمعه تختلف
أدق تفاصيل حياتها اقتربت أكثـر منـهّ لكي ترفع الغطاء جيدا نحو جسده بـعد ذلك جلست بجانبه
ـ عـاجزة عن الاستسلام لواقع لا يـحتويك فأين أذهب ؟
رفعت يدهـاّ لكي تحرك خصلات شعره الأسود بـعشوائية بضحكة علتّ شفتيها بعد ذلك استدارت بخطوات خفيفة لا تكاد أن تسمع اتجهت إلى الـشرفة
كادت أن تغلق أبوابها لكنهـا توقفت اقتربت أكثـر ثم وضعت يديها على الحافة نظـرتّ للأسفل قبل أن تتنهد بقلة حيلة استـدارت للخلف موجهة عينيها
فجأة احمرت وجنتيها إحراجا و خجلا لما تذكرت كلمات فلورا لها قـبليه فلن نخبره كلنا نعـلم أنك تريدين ذلك ابتسمت بـحيوية كي تتوجه نحو بخـطوات
خافتة لا تكاد أن تسمع
وقفت أمامه ثم أمسكت هاتفها أخذت صورة له هي تضحك بخفةّ قـبل أن تنحني أكثـر نحوه ما تفعله خاطئ هي مدركة لذلك لكن ستسمح لنفسها بتصرفها
المتهور هـذا نـظرت نحو ملامحه الهادئة المسترخية ثم إلى خصلات شعره الأسود ضحكت مجددا بخبث
ـ يـا أميري النائم سأنقذك بقـبلة الحياة ..
اقتـربت أكثر منـه حينمـا لم يعد يفصل بينهما سوى أنش أو اثنين فتـح باب الغـرفة على وسعـه قد خطى فرانسوا إلى الداخـل خـلفه كلير التي تبدوا
مـرتبكةّ الأرجح مما أخبرتها ماري سابقا عن أن الجميع يدرك حقيقة مشاعرها نحوهّ و أن حتى الأعمى يستطيع أن يرى ذلكّ لما تحدث فرانسوا بنبرةّ
منزعـجة نوعا ماّ تخللها سـخرية و التهكم الشديدّ محدثا إياها فيها
ـ ألا تملكين شيئا أكثر أهمية لتفعليه ؟ كالدراسة مثلا ؟
قطبت كلير حاجبيها و دفـعته بـعصبيةّ من كتفه رافضة التحدثّ كي لا توقظ نايت في حين نـظر فـرانسوا ناحية سيده باهتمام بالغّ بـعد أن تفحص نبضه
و درجة حـرارته سـجل ملاحظاته علىّ هاتفه بعد ذلك استدار لكي يغـادر لما وقعت نظراته على ماري قـال بنبرة معتذرة
ـ سيدتي .. أعتذر لم أرك ، كيـف حالك الـيوم ؟
تغـيرت ملامحها بأكملها لكي تـظهر ابتسـامة واسعة على شفتيها و هي تتقدم منهما بخطوات متـلاعبةّ قبل أن تقف بينهمـاّ كانت وجنتي كلير محمرتين
بشدةّ هي تلاحظ غـمازات ماري لها قبل أن تقوم بدفع كلاهما خـارجاّ من الـغرفة و هي تمسك كل أحد منهما من ذراعهّ قـائلة بضحكة
ـ فـرانسوا تماما الـشخص الذي كنت أبحـث عنه ، هل يـزعجك أن تحتسي القـهوة معنا ؟
نـظر إليها فـرانسوا باستغراب ثمّ أجابها بالإيجاب إذ كيف يسع له أن يرفض طلبا من سيدته حينماّ تعالت ضحكات ماري الغـريبة هي ترشدهما إلى
غـرفة الرئيسية ، بينمـا و فـي تـلك الغـرفة المـظلمة تماما حيثما كان نايت نـائما فتـح عينيه بهدوء اعتـدل في جلسته مسندا ظهره قد بدت مـلامحه
غـامضة ، بعد ذلكّ وجه نـظراته نحو الـشرفةّ همس بنبرة بـاردة مبحوحـة
ـ .. آي آمير تتحدثينّ عنه ؟


آنتهـى ~
__________________