عرض مشاركة واحدة
  #95  
قديم 12-28-2015, 05:57 PM
oud
 
تـنهدتّ بقلةّ حيلةّ و هي تنـزعّ وشاحّها من رقبتهاّ لكيّ تعـلقهّ بعدّ ذلكّ نزعتّ معطفهاّ و وضعتّ مطريتها أرضاّ جالتّ بعيهاّ فيّ أرجاءّ المنـزلّ قد كانّ هادئا
للغـايةّ كماّ لو كـأن لا أثرّ للحياةّ به فـعادتّ ملامحّ الحزن تـكسوّا وجههاّ متىّ سوف يستـمرون على هـذّه الحـالّ ؟ نـظرتّ إلىّ سـاعةّ المـوجودةّ فيّ أعلىّ
الجدارّ قدّ كانت تشيرّ إلى الـثـالثةّ صباحاّ لم يكن يفترضّ بها المجيء الآن لكنّها أصرتّ على فـرانسواّ أن يقلها للمنزلّ و انتـظرته حتىّ ينهي عـملهّ غيرّ
أنه توقفّ عنّ أيّ كانت أعـمالهّ لكيّ يوصلهاّ ثمّ يـعودّ أدراجهّ بسرعةّ غيرّ ملتفتّ للخلفّ ...
عـبرتّ الـرواقّ ببطءّ و هيّ تحمل معطفهاّ و وشاحهاّ تحرصّ على عدمّ إصـدارّ أيّ صوت فوالدها لّن يسامحها على تأخرهاّ لنّ يـعفوّ لهاّ فقطّ لأنها كانتّ
بـمنزلّ ماريّ بلّ ربما سيشددّ عقابهّ عليهاّ خصوصاّ و أنهاّ فيّ الفترةّ الأخيرةّ أعـلنتّ تـمردها عليهمّ جميـعاّ إذ أنهاّ أخبرتهمّ بـأنهاّ لن تـقفّ مع ديميتريّ
مهماّ تـطلب الأمرّ و إن أرادا أنّ يكوناّ بصفهّ فليفعلاّ .. تـنهدتّ بقلةّ حيلةّ والدها لاّ يملك خياراّ حقيقـةّ فهو يفعلّ ما يـفعله لأنه يـظنّ أن آرثرّ مهدد من قبلّ
هـذاّ الـرجلّ الفـظيعّ المدعوّ بديميتريّ و لاّ يدرك تـماماّ أن آرثرّ هو خـلّف تـصرفاتهّ و يـفعلّ كلّ شيءّ طـواعيةّ بلّ حتىّ أنه يعرضّ أفكارهّ الخاصةّ على
ديميتريّ و مجـموعتهّ ..
حينماّ أشعلتّ الأضواءّ فجـأةّ فجـمدتّ كلّ أطرافّ جسدهاّ قبلّ أن تستديرّ ببطءّ إلىّ الخلفّ لكيّ تـرىّ آرثرّ أخيهاّ يقفّ هـناكّ فيّ الـطابقّ العـلويّ أمامّ غـرفته
الـخاصةّ يرمقهاّ بنـظراتّ باردةّ للغايةّ فاتسعتّ عينيهاّ بدهشـةّ و سـألته عـفوياّ لم تستطعّ منعّ الابتسامةّ
ـ آرثـر لقدّ عـدتّ .. هل استعـدتّ صوابكّ أخيـرا ؟
بالـرغّم من أنهاّ لم تـكنّ تقصدّ الـسخريةّ إلاّ أن جملتهاّ بدتّ كذلكّ لمّ تدركّ كليرّ أنها زادتّ غـضبهّ أميالاّ قدّ قطبّ حاجبيهّ بكلّ عـصبيةّ كيّ يتـقدمّ نحوهاّ
فـرمقتهّ كليرّ باستغراب عندماّ قـالّ بنبرةّ حادةّ لم يستطعّ أن يخفيّ فيهـاّ غـيضه الشديدّ و حقـدّه
ـ لقدّ أخبرتكّ أن تبـتعديّ عن تـلكّ الـمقعدةّ بحقّ السمـاءّ لكنّ لاّ لم يكنّ مصاحبتهاّ أمرّ كافياّ لكّ بل حتـىّ أنكّ قـررتّ مواعدةّ ذلكّ الـرجلّ الـسافلّ و الـوقوفّ
بجانبّ الشيطانّ أو لا تـدركينّ حجمّ الأخطاءّ التيّ تـرتكبينها واحدةّ تـلوّ الأخرى ؟
لمّ تـستوعبّ كلامه فيّ البـدايةّ أهـذاّ يعني أنه لاحـظّ حينما أوصلهاّ فـرانسواّ ؟ أو كانّ ينتـظرهاّ أم يراقبهاّ طوال هـذّه المدةّ ؟ هـذاّ ما جعـلّ الغضبّ يتصاعدّ
فيّ كيانها بأكملهّ أن يحـكمّ على تصرفاتهاّ هوّ الـرجلّ الذيّ يحـتاجّ إلىّ إعادةّ تـأهيلّ فقالتّ له بـعصبيةّ
ـ تـوقف عنّ سخافاتكّ آرثر فمنذّ متىّ أنا أنـفذّ طلباتكّ ؟ لا تـجعلنيّ أضحك ..
رمقهاّ بحدةّ و قدّ فقدّ أعصابهّ كلياّ لكيّ يمسكّها من ذراعهاّ بكلّ قـوةّ محـاولّا أن يفرضّ أوامرهّ ربماّ بينماّ لمّ تـزلّ نـظرّة الـتحديّ تلكّ من ملامحّ كليرّ بـلّ
أمسكتّ بياقـتهّ جـاذبّة إياهّ للأسفـلّ رافضةّ الصـراخّ أو بالرغمّ من أنهّ ألمهاّ قدّ قالّ بـغضبّ هادرّ
ـ أيتهـا الـ .. مهمـا فعلتّ فلنّ يسامحوكّ أبدا لن تصبحيّ صديقة مـاريّ على الإطلاقّ و لن تـواعديّ ذلكّ الرجلّ أبداّ ألا تـدركين أنهم يستغـلونكّ لسيطرةّ علي ؟
ألاّ تـدركينّ أنكّ كالدميةّ بينّ أياديهم ؟
لوهلةّ ضـعفتّ قبضةّ يدها منّ حولّ ياقتهّ قدّ لمستّ كلماتهّ قلبها لكنهاّ سرعان ما استعادتّ شتاتّ أفكارهاّ بصـعوبةّ و هيّ تـحاولّ أن تـفكّ ذراعه منهاّ عـندّما
إزدادّ دفـعه لهاّ كما لو كـأنه يحاولّ أن يجبرها سـواءّ أرادتّ أم لمّ تـردّ لأوامرهّ هو فـصاحتّ بحدةّ
ـ ابتعـد عـنيّ آرثر ..
على إثر نـبرتهاّ الحـادةّ الصاخبةّ استيقظّ كل والدهاّ رويّ و والدتهاّ قدّ ركضاّ مسرعينّ لكيّ يرى كلّ من آرثر و كليرّ فيّ صـراعّ جادّ للغايةّ أبنايهما اللذانّ لم
يتشاجراّ قد طـوالّ حياتهماّ كانّا متـعاونينّ جداّ و كلّ منهما مراعيّ للآخرّ هماّ الآن فيّ شجـارّ حادّ فحـاولّ رويّ أن يتـدّخل لكنّ آرثرّ دفعه بغيرّ قصدّ منه للخلفّ
لكيّ تـمسكّه زوجتـهّ بسرعةّ خوفاّ عليه صـاحتّ عليهماّ بـعصبيةّ
ـ آرثـر كليرّ ما الذيّ تـفعلانه ؟ ..
تـوقفّ آرثرّ عن إحكامّ قبضته على ذراعهاّ لكنّ بـدفعةّ بسيطة منه وجدتّ قدميهاّ تعوداّن للخلفّ فـنظرتّ بدهشةّ إلى الـدرجّ قبل أن تسقطّ بقـوةّ عليهّ لكيّ تتوقفّ
أخيرا عنّ الـحركةّ فيّ نهايته كانتّ تمسكّ ذراعهاّ بقـوةّ و هيّ تـكزّ على أسنانهاّ قد انتقلّ إلى مسامعهاّ صوتّ والدتهاّ الـخائفّ بينماّ قطبّ آرثرّ حاجبيهّ لماّ اقتـربّ
منه رويّ قـائلاّ بنبرةّ حادةّ
ـ ما الذي تـفعله ؟ جميـعنا نـدركّ أنه لاّ حيلةّ لك لكنّ ما فـعلتّه يتعدىّ الحـدودّ آرثرّ .. ليّ حديثّ معك
بدى رويّ أنه يقاومّ نفسه لكيّ لاّ يضربّ آرثرّ محاولاّ أن يتفهمّ أنه مجبرّ على تـصرفاتهّ هذّه و لاّ يستطيعّ رفضّ أوامّر ذلكّ الـرجلّ لكن ما فعله لاّ يغـتفرّ فركضّ
مسرعاّ تـاركاّ ابنه خلفهّ نـاحيةّ كليرّ التيّ لمّ تقلّ شيئاّ بل اكتفت بنـظراتّ حـادةّ غـاضبةّ نحوّ أخيهاّ الذيّ تـحدثّ بتهكمّ
ـ ماذا ؟ أتـريدينّ قـتلي ؟ لمـا لا تـطلبي ذلك من حبيبك فـهو قـاتلّ محتـرفّ في النهـاية ؟
استـدارّ بهدوء عـائداّ إلىّ غـرفته وسطّ دهشـةّ أفرادّ عـائلتهّ بأكملهمّ لمّ تستطعّ كليرّ قولّ أيّ شيءّ بل اكتفت فقطّ بالإمساك بذراعها بينماّ غـادرّ رويّ لجلبّ
سيـارته من أجلّ نقلها إلى المستشفىّ فيّ حينّ لم تستطعّ والدتها احتـمالّ الأمرّ لكيّ تـبدأ فيّ البكاءّ دونّ جدوىّ فـوقفتّ كليرّ بـرفقةّ والدتها مغـادرينّ المنـزلّ
اتجـاهّ الـمستشفىّ عنـدها عـاد الهدوءّ إلى المنـزلّ حينمـاّ جلسّ آرثر على سريره بجانبه كانتّ إليـزابيثّ جالسةّ تبتسمّ ببرودّ لما قـالّ آرثرّ بـحدةّ
ـ تـباّ لها ..
لم تـقلّ شيئاّ بل اكتفت فقطّ بالتـربيت على ظهرهّ كانّ غـاضباّ للغـايةّ لكنهاّ استـطاعتّ بطريقةّ ما أن تـبعدّ غـضبه تـدريجياّ كانتّ مـرتديةّ سـروالّ جينز قصيرّ
إلىّ ما فـوقّ الـركبةّ و قميصاّ قطنياّ مع حذاّء ذو كعب عاليّ أسودّ قد تـركتّ رفعت خصلات شعرها على شكلّ ذيلّ حصانّ هادئةّ جـداّ و مبتسـمةّ ببرودّ مصممـةّ
على تنفيذّ خـطتهاّ أي كانتّ الـطرقّ قدّ تحدثت بنبرةّ هامسةّ
ـ يمكنهـا أن تكون بمثـابةّ عـون لناّ الآن دعنا نستغـلّها قـليلاّ قبل أن نبعدها عنّ ماري و فرانسوا نهائياّ أعني لنـذيقهما قليلّ من الـعذابّ .
استـدارّ ناحيتها و لم يقلّ شيئاّ بل أومأ إيجابا و هو يتنهدّ بحدةّ ماّ الذيّ تفعله كليرّ بتعاونها معهّم ؟ إنها تـدرك جيدا أن نايت رجلّ خـطيرّ للغايةّ و التواجد بجانبه
ليسّ بالقرارّ الأمثلّ و الصحيحّ فأيّ إمرأة عاقلةّ تذهب إلى بيته تـلعب بـرفقةّ زوجـتهّ أو بالأحرى دميتـه إن صحّ القولّ و تـحبّ صديقهّ الأيمنّ إنهاّ مجنونةّ كلياّ
و لاّ يعلم كيفّ يجعلها تعودّ إلى جانبه ..
بينمـاّ وقفتّ إليزابيثّ بهدوء و هي تنـظرّ من خلالّ الشرفةّ إلىّ بـاحةّ المنـزلّ قدّ لا يكون انـضمام كليرّ لنايت قـرارا صـائباّ لآرثر لكنّ بالنسبةّ لها فهي بطـاقةّ
دخولهاّ للقصرّ مجدداّ و هذه المرةّ لن تخرجّ قبلّ أن تـأخذّ نايتّ معهاّ سوفّ تفعل المستحيلّ لتنـاله و لن يكون لديهاّ أي شجارّ فـماريّ قد كشفتّ أخيراّ هي لمّ
تـكنّ سوى موظفةّ لديه إن صحّ القولّ و هوّ لم يحببهاّ قطّ الـمرأة الوحيدةّ التيّ نـظر إليها استدارّ نحوهاّ و اهتـم بهاّ هيّ إليـزابيثّ وحدهاّ فقطّ ، ابتسمتّ بخفةّ
قـائلةّ
ـ دعنـا نبقيّ أمر تـحركاتنا هـذّه سراّ عن أوسكارّ فـأنا لا أعتـقدّ انه سيوافقّ على أيّ ستكونّ خطواتّنا القــادمةّ ، إنه لا يريد أن يجذبّ الانتباه من أجل تـجنب
التفات الإعلام لديميتريّ لكن نحن ليسّ لدينا شيءّ لنخسرهّ فعلا و كمـاّ أن موعد الاجتـماعّ قـريبّ للغـايةّ لمّ يبقى سوىّ ثلاثةّ أيام على انعقاده
استـدارّ آرثرّ ناحيتها مستغـرباّ لم يتم الإعلان أبدا عنّ موعد الاجتماعّ القادم لاختيارّ رئيسّ شركةّ لبيير فـكيفّ لها هي أن تـعلم ذلّك تـحدثّ بنبرةّ مستغـربةّ
مستنـكرةّ
ـ لكنّ كيفّ لك أن تعلمي بذلكّ ؟
ابتسـمتّ بخفةّ و هي تستديرّ نحوه كانتّ نـظراتها باردةّ خبيثـةّ وشديدةّ الـمكرّ و لوهلة من الزمنّ نظر إليهاّ آرثرّ بدهشةّ كـبيرةّ بدتّ جميلةّ للغـايّة بلّ كانتّ
الجمالّ نفسهّ لكنّ بالفعلّ هذاّ الجمالّ و ذلكّ الجسدّ ليساّ كاملينّ قـدّ قالت له بنبرةّ ضاحكةّ
ـ أنـا من قـمتّ بتـحديدّ الاجتـماعّ لقدّ صـرتّ الآن منـافسةّ له على الـسلطةّ لاّ كايّل ..

/

ـ إذّن أخبـرنيّ مـا رأيك ؟
كانتّ نـظراتّه موجـهةّ نحوهّ قدّ علتّ ملامحه الدهشةّ و الصـدمةّ فيّ آن واحدّ إنه بالكادّ يصدقّ ما سمعتّ أذناهّ و ما تـراه عيناه فيّ هذّه اللحـظةّ حينماّ أدرك
أخيـراّ أنه و بالرغمّ من كونه فـرداّ من هـذّه العـائلةّ إلاّ أنه لا يعـلمّ شيئاّ عنها و ما سمـعهّ الآن أكبرّ دليلّ على ذلكّ بيـنماّ نـظرّ أليكساندرّ بهدوءّ إلىّ صـورةّ
ما موضوعـةّ بجانبّ الـسريرّ قد كانتّ لكلّ من كايلّ و إليـزابيثّ فيّ حفلةّ زفافهماّ بعدّ ذلكّ عـادّ ينـظرّ نحوه فتـحدثّ كايلّ بـعدم تصديقّ و الـرجفةّ صرتّ فيّ
كيانه بـأكمله
ـ ماّ الذيّ تـقصده بـأنه سوفّ يقـتلّ ؟ إنكّ تتحدثّ عنّ نايت بحقّ الـسماءّ ذلكّ الـرجلّ لم يهزم قطّ فيّ حياته فـكيفّ لكّ أن تـقولّ بهذه البساطةّ أنه سوفّ يقتل ؟
أتمزحّ معي يـا فتى ؟
رمـقهّ أليكساندرّ ببرودّ لوهلة من الزمنّ قدّ اغتاظّ من لهجةّ الاستصغارّ الظاهرةّ في نبرةّ صوتّ كايلّ لكنهّ لا يملّك شخصاّ آخر ليـخبرهّ لاّ بل يتـوجب عليهّ أن
يخبر كايلّ فاقـتربّ منه قـليلاّ و هوّ يتحدثّ بّحدةّ
ـ أنا لا أمزح ، إن لمّ نفعل شيئـاّ فهو حتما سوفّ يقتـلّ .. إنه لاّ يريد مني التـدخلّ لكنّ أنت تـستطيعّ يمكنك أن تـمنع هـذاّ من الحصولّ
تنهدّ كايلّ بقلةّ حيلةّ و هوّ يفرك جبينهّ ما الذيّ دفعه لكيّ يصدقّ أقاويلّ طفلّ هو بالكاد يعرفّ عنه شيئاّ ؟ أو قـال ّأن نايتّ سوفّ يقتلّ و من طرفّ ديميتري ؟
هـذاّ مستحيلّ الـحدوثّ كلياّ قـدراتّ نايتّ عـاليةّ جداّ و هوّ لم يخسرّ أبداّ منـذّ أن ولدّ هوّ لم يذقّ أبداّ طعمّ الخسارةّ لقدّ كان يحصلّ على كلّ ما يريده بالتخطيطّ
مسبقّ فـلماذاّ سوف يخسرّ الآنّ ؟ لاّ بلّ لما هو لاّ يزالّ ينصتّ إلى هذا ّألفتى ؟ إنه بالكادّ يعرفّ إسمهّ أكانت ماريّ تـناديه بـأليكسّ أوّ ماذا ؟ فـأمسكّه من كتفه
قـائلاّ بنبرةّ هادئةّ
ـ عـد إلىّ النومّ فكل ما رأيته كانّ مجرد كابوسّ ، هياّ أخبرني أين غـرفتكّ سوف أعـيدكّ ..
قـطبّ أليكساندرّ حاجبيهّ بـعدّ ذلك ابتسمّ بسخريةّ ثمّ استـدارّ مستعداّ للمغادرةّ يبدوا أنه كانّ مخطئا حينماّ لجأ إليهّ لمّ يكن عليه أبدا ّأن يثّق به حينما تستيقظّ
ماريّ سيخبرهاّ بالرغمّ من أن نايتّ لاّ يريد لأحد أن يعلمّ بشـأن هذّه المواجهة الأخيرةّ لكنه سيفعلّ فهو لن يسمحّ أبداّ لنايت أن يقتلّ ، قـالّ بنبرةّ متهكمةّ
ساخرةّ
ـ أنتّ محقّ لمّ يكنّ يجدر بيّ أبدا أنّ أخبرّ جبانا مثلكّ.. لقدّ عـجزّت عنّ مواجهةّ إليزابيثّ فكيفّ لك أن تـواجه ديميتريّ و هو أسوءّ منها بـأميالّ و أميالّ ؟
عـدّ إلىّ النومّ عـزيزيّ فأنتّ لن تستيقظّ أبدا
نـظرّ إليه كايلّ بدهشةّ أقـالّ له تـواّ جبانّ و عدّ إلىّ النومّ ؟ هـذاّ الفتى لا يبدواّ عادياّ على الإطلاقّ طريقةّ كلامه و حتىّ تـفكيرهّ أكبرّ من عـمره بكثيرّ إنه يبدواّ
نوعاّ ما شبيها لنايت فـقطبّ حاجبيه غيرّ مصدقّ ما يحدثّ و اقتربّ منه لكيّ يمسكهّ رغماّ عنه و هوّ يحاول أن يعيدّه إلى ّغـرفته عندماّ تحدثّ أليكساندرّ
بحدةّ محاولاّ التخلصّ من قبضتهّ
ـ أيـها الانجليزيّ الـوغدّ أتركنيّ ..
لقدّ أخطـأ فعلاّ بقدومه إلى كـايل فـهو حتى لو أراد لما استـطاع أبدا إيذاء إليزابيثّ و حينما تـخلصّ من قبضـةّ كايلّ التيّ تجذبّه نحو المخـرجّ ، فتـحّ البـاب
لكيّ تدّخل سوزي بـكل هدوء أغلقتّ البـابّ خلفهاّ قدّ بدى أنها تـعلمّ كل شيءّ عما كان أليكساندر يتـحدثّ تواّ لكيّ يقطبّ حاجبيه و هو يزم شفتيهّ عندما تحدث
كايلّ باستياءّ
ـ هـل كنت تـراقبيننيّ مجـددا ؟
نـظرتّ إليه سوزي بـبرودّ ثمّ أومـأتّ إيجابا هـذّه هي مهمتهاّ حـالياّ و تتمثلّ فيّ حمـايةّ مـراقبةّ و الحرصّ على جعـل كايلّ يـعود إلى رشـده فلابد أن إليزابيث
سوف تستهدفه عندماّ تـحدثت بنبرةّ هادئةّ
ـ بالـطبعّ ، و أعتـقد أن ما قـاله أليكساندر صحيح
زفـر كـايلّ بإرهاقّ شديدّ منهما ثمّ وضـعّ يده على جبينه لكيّ يبعد بضعةّ خصلات بنية أزعـجته معـرباّ عنّ فقدانه لأعصـابه أيضاّ تنهـدّ بعد ذلكّ لكيّ يجلس
على الأريـكةّ و يقفّ أليكساندر أمامه كـذلكّ فعلت سوزي فعـادّ كايلّ يتـحدث بنبرةّ واثقـةّ و غيرّ مصـدقاّ لظنونهما
ـ بحقّ السـماءّ هـذا نايت الذي نـتحدث عنه إنه لنّ يقتل بـكل سـهولةّ كمـا أنه و الآن بعدما علمنا جميـعاّ هو من عـائلةّ ماكاروف ، تـلكّ العـائلة تحمل جينات
الـخداعّ و الدهاء كما لو كـأنها وراثـةّ و أنا أأكد لكم أن خـوفكم هـذاّ ليسّ إلا هذيان فقطّ
بالـرغّم من أن ما قـصده عنّ نايت كان بمثـابةّ مديحّ إلا أن أليكساندرّ اعتـبره إهـانةّ زم شفتيـه بعصبيةّ واضـحةّ و فــتحّ شفتيه مستعـداّ لردّ عنّ اعتـقاداتهّ
الهـاذيةّ عن سلالةّ ماكاروف عندما تـراجعّ فجـأةّ وهو يشيحّ وجهه بعيـداّ باستياء لاّ فـائدةّ تـرجى منه فـعـادّ أدراجه للخلف قـائلاّ بنبرةّ باردةّ حادةّ و غاضبةّ
أيضا
ـ سـافل وغـد ..
قـالّ ذلكّ بكل عصبيـةّ لكيّ يستدير مجددا نحو كايل المصدومّ ثمّ يتمتم بـكلماتّ شتيمـة حتماّ قد كانتّ بلكنـتهّ الـروسيةّ مغـادراّ بعد ذلكّ بينماّ تنهدتّ سوزي
بـقلةّ حيلةّ نـظرتّ نحو كايلّ و هزت رأسهاّ بأسى ، قـائلةّ له بنوعّ من التعب
ـ كـايل ألم يحن وقـتّ تدخلك بـعد ؟ ألا تـريد أن تلقن إليـزابيثّ درسـا ؟
شـحبّ وجهه إذّ ذكر سوزي لأسم إليزابيثّ أعاد ذكريـاتّ أليمةّ لم تمحىّ بعد منّ ذهنه قدّ فتحتّ جرحاّ حاول جـاهدا أن يتـجاهلهّ أنّ لا يشعرّ بألأمه عـندماّ
غـادرتّ سوزي أيضـاّ قد فقدتّ الأمل فيّ تغـيره لنّ تستطيـعّ أن تفـعلّ أيّ شيءّ له بعدّ الآنّ لن تكون قادرةّ على دفعه للأمامّ أكثرّ ليسّ و هو يـعودّ للخلفّ
خائـفاّ من مواجهةّ الواقـعّ بينماّ و حينماّ أغلقت الأبوابّ و عـادّ الهدوءّ ليعمّ الغـرفةّ وقفّ كايلّ متـجهاّ إلى تـلكّ ألصورةّ التيّ احتـوتهّ و إليزابيثّ فيّ حفلةّ
زفافهماّ قبلّ أن ينزلهاّ للأسفلّ و يبعـدّها عنه متنهداّ تماما كما لم تـعدّ إليـزابيثّ بجانبه
__________________