عرض مشاركة واحدة
  #97  
قديم 12-28-2015, 05:59 PM
oud
 
الجـزء الرابـع و الخمسون
نـظرةّ الـمجـنونّ للعـالم ْْ~


إنهـا لم تـفعل شيئا هـذاّ ما استمـر بـترديده دونّ تـوقف و لو لأخذّ أنفاسه كان وجـهه شاحبا جدا إذ أنه لم ينل قسطـا من الـراحةّ ليومين و هو يـحاول أن
يقـنع كلّ من رفـعّ إصبـعه متهما إياها أنهـا بـريئةّ لم و لنّ تـرتكب أيّ جـريمةّ ففـلورا التي يعرفها بالـكاد تـقدر أن تـؤذيّ شخصا فـما بالهم بـتـزوير أوراق
ملكيةّ والدها العـزيز بـعد أن توفيّ منذ أشهرّ فقط ؟
تـقدمتّ منـه ماريّ و وضعت يدها علىّ كتـفه فـرفع أنـظاره ناحيتهاّ لكيّ يـجد ابتسـامةّ خفـيفةّ للغايةّ تعـلو شفتيها تحاول أن تبـثّ قليلّ من الأملّ إلى قـلبه قدّ
بقت بجـانبه طـوالّ هذه الفترةّ تسانده كذلكّ السيدةّ فرانسيس التيّ غـادرت تـواّ لتستريحّ قليلا بـعدما أجبرها زوجـها بول إذّ كادت أن تنهـارّ ،
الآن القضيـةّ التي اتهمتّ بها فـلوراّ مخـتلفةّ كثيـراّ فبالرغم من أنها كانتّ متـابعةّ قضائيا و محاميهاّ يبذل ما بـوسعه للوصولّ إلى حلّ ينقذها إلاّ أن آرثر قدّ
غـير موعد المحـكمة بدون علمهاّ فحوكمتّ و هـيّ لا تدرك ذلكّ حتىّ يبدوا أنها حتىّ الآن تغيبت عنّ محاكمتينّ و طـوال هذه الفترةّ استمال آرثرّ هيئة الحلفاء
إلى جـانبه ربما عنّ طريق رشـوتهمّ لا بل الأرجحّ هو هذه الفرضية و بالرغم من أن فلورا أخبرت القاضيّ أنها لم تصلها أيّ رسائلّ لا عن طريقّ البريد
الالكتروني أو عنّ طريقّ البريد العاديّ إذ بدى أن الأمر كله مدبر ..
ما يـحدثّ لا يصدق بل مستحيل فتأوه ويليامّ بألم و هو يحك جبينه عندماّ رن الجـرسّ كي يقفّ مسرعا على قدميه فتبعتـه ماريّ بخـطواتّ هادئةّ عنـدما وصلا
أخيـراّ إليهاّ حيثما كانتّ فـلوراّ تـجلس مرتديةّ ملابسّ برتقـاليةّ أو بالأحرى ملابسّ السجن الـرسميةّ حالما رأتهماّ أخذتّ الدموعّ تسقط من عينيهاّ دون توقفّ
لكيّ يسـارعّ ويليام لاحتـضانهاّ بينماّ وقفت ماريّ على مبعدة منهما مشيحـةّ وجهها بعيداّ حينما تـحدثتّ فلوراّ بنبرةّ باكيةّ
ـ ويليام أنا لا أريد بقـاءّ هناّ ، أنـا لم أفـعل شيئـاّ أرجوك أخبرهم .. لمـاذا أعـاقب و أنا بـريئةّ ؟ لماذا ؟
زادّ من شدةّ قبضته حول جسدها و هو يومئ إيـجابا فاقداّ كل قدرةّ على التعبيرّ بالفـعل لماذاّ هي فيّ السجنّ بينما آرثرّ الـرجلّ الذيّ من المفترضّ أن يعاقبّ
خارجّ جدرانه ؟ نـظرتّ نحوهما ماريّ بألم فبعد أن أتىّ ويليام مسرعاّ نحو نايتّ بدى كالمجنونّ حينهاّ و لمّ يكّن يعي ما يفعل فعلاّ قد طلبّ من نايتّ أن يـستخدم
سلطتـه لكيّ يخرج فلورا من السجنّ عنـدما رأى نايت حـالته طلبّ منها أن تـرافقه طوالّ فترة زياراتهّ لفلورا ريثما يجد هو حـلاّ لهذه الـمشكلةّ بينما
و فيّ الـجهة الأخرى أختهـاّ التي كانتّ تعـرفّ بالصبيانيةّ فيما مضى انهـارتّ بأكملها فقالت لهما ماريّ بنبرةّ هادئة
ـ فـلورا إن نايت يبذل ما بـوسعه و قد كلفّ ثـلاثةّ من أبرز المحامين من أجل إخراجكّ أرجوك تـحليّ بالصبر
لم تجبها فلورا بل اكتفت بـدفنّ وجهها أكثرّ في صدر ويليام إنها لاّ تستطيعّ أن تتحلى بالصبرّ و لاّ تريد كلماّ ما هي بحاجته أن تخرج من السجنّ و تـعود إلى
أينما كانتّ حياتها عليه سابقاّ بينماّ قطبتّ ماريّ جبينهاّ و تنهدت بأسى قائلةّ بـهدوء
ـ نـحن هـنا بـجـ ..
قـبل أن تـكمل كلماتها تـوقفتّ عن الحـديثّ فجأةّ قد شحبّ وجهها كلياّ فأخذتّ تـكحّ بخفةّ محاولةّ أن لا تجذبّ الانتباه نحوهاّ قبل أن تـغادرّ الغـرفةّ مسرعةّ
معتـذرة بينما و حالما صاراّ لوحدهما أمسكّ ويليامّ بوجنتيهاّ لكيّ يرفع رأسهاّ نحوه و كم كانتّ عـينيه لطيفـتينّ رقـيقتينّ و شديدتاّ الـهدوءّ قدّ تحدثّ
بنبرةّ مطـمئنة
ـ لا تـقلقيّ فـلوراّ سوف أدفـعّ كفالتكّ و أخرجك من هـناّ ..
أومـأتّ إيجابّا لكيّ يبتسمّ هو بـخفةّ محركاّ وجنتيهاّ في اتجاهين مختلفينّ فصاحتّ متـأوهة و قدّ صارّت ملامحها مضحكـةّ مما جعله يهدأ قـليلاّ و تسكّن
عواصفّ قلبه و لو لمهلةّ قصيرةّ من الزمنّ قـائلاّ بخفة
ـ فـلوراّ التي أعـرفها تلقن كل من يقف بطريقها درسـاّ لذا أريهمّ من أنت فـعلاّ و ابتسمي فأنتّ أجمل حينما تـبتسمينّ ..
لما قـالّ ذلك ضحكتّ و دفعتـهّ جانبا مبتسـمةّ كادت أن تقول شيئاّ حينها رن الجرسّ معلنا عن نهايةّ الزيـارةّ فعـادتّ ملامح الحزن تكسوا وجهها و لم تستطعّ
أن تجبرّ تلك الابتسامةّ فاستدارتّ مغادرةّ عندما أمسكها من ذراعهاّ فجأة فيّ نفسّ اللحظةّ التي فتحتّ ماريّ بابّ الغـرفةّ مسرعةّ قدّ كانّ الإرهاقّ بادياّ على
وجهها كذلكّ ندم لأنها لم تمضيّ الكثيرّ من الوقت برفقةّ أختها عنـدماّ رأتّ ويليامّ يجذبّ فلورا نحوهّ مقبـلاّ إيـاهاّ بـكلّ لطفّ فشهقتّ و أغـلقتّ البابّ فوراّ بينماّ
نـظرتّ فلوراّ بدهشةّ إليه عندماّ حرك خصلات شعرهاّ الأصهبّ بعشوائيةّ قـائلاّ بضحكةّ
ـ أراك غـدا ..
احمرت وجنتيهاّ بإحراجّ شديدّ و أخذتّ تشتمه بـنوع من الخجلّ مغـادرةّ الغـرفةّ بصحبةّ الشرطيّ بينماّ و حالما اختفت فلورا عنّ أنظاره عـادتّ ملامحّ الجمود
تعلوه إنهّ لا يصدقّ بعد أن وجد سـعادتهّ تـأخذّ منه بلمحةّ عينّ فتنهدّ بقلةّ حيلةّ مغـادراّ ، أغلقّ البابّ خلفه لكيّ يجد ماريّ بانتظاره أشـارتّ له عنّ بعد بابتسـامةّ
خفيفةّ فاتجـهّ نحوها قـالت له بـضحكةّ
ـ هلّ ودعتها جيـدا ؟
ضحكّ هو الآخر و ضربهاّ بخفةّ على ظهرهاّ متقدماّ للأمام بينماّ تـبعته ماريّ بـخطواتّ سريـعةّ ، وقفّ كلاهما خارجّ المبنى عـندماّ غـادرّ ويليامّ لكيّ يجلبّ
سيارته حينما جلست هي على أحد المقـاعدّ تنـظرّ بـهدوءّ إلى القـادمينّ ، لو أنها تستطيع فقطّ أن تـلكم وجه آرثر لربمـا لن تستطيعّ فآرثر أطول قامة حسناّ
ستحاول الحديثّ معه فيّ البداية ثمّ شتمه لاّ لن تستطيعّ سيكون قد أعمي من طرفّ حقده و بعضه لكلتاهما لذا إن أرادت شخصاّ يستمع لما تقوله فديميتري
هو الرجل المناسب لكنّ أتستطيعّ حقا أن تـقنعه ؟ هـزت رأسهاّ نفياّ تـطرد فيها هذّه الأفكار لا أحد يستمع للمنطقّ فـهؤلاءّ مليئين بالحقدّ و الكراهيةّ لا شيء
يشفيّ غليلهم غيرّ الانتقام فقطّ ،
وجهتّ عينيها نحوّ المارةّ بضجرّ حينماّ لمحتّ من بـعدّ كلّ من آرثرّ و شخصّ آخر بدا مشـهورّا فالكل يلتفت نـحوهّ و بعضّ الفتيات اللواتيّ تذكرن مـلامحهّ
سرعان إليه من أجل أخذّ توقيعه فـزمت ماريّ شفتيهاّ متجاهلة إياهما عنـدماّ توقف أمامها آرثر يبدوا أن أمنيتها تحققتّ فقد كانتّ تريد الحديثّ معه لكنهاّ
غـيرت رأيهاّ الآن إنه لن يستمعّ إلى أي شيء ستقوله فما فائدة النقاش إذن ؟
ـ أهـلا ، لدي طلب صغير منـك أريد أن تنفذيه لي ..
رمـقته ببرود ثمّ وقفت جـذبتّ حقيبتها مبـتعدةّ عندما أمسكّ ذراعهاّ بكل قوةّ فتـوقفت عن السيرّ بدا كما لو كـأنه يريد الشـجار معها فينما نـظرتّ هي بطرفّ
عينها إليه ثمّ قـالتّ له بنبرةّ حادةّ
ـ أتـرك يدي آرثر و إلا ستندم ..
قطب حاجبيه مبتسـماّ بكل سخرية أقـالتّ أنه سيندمّ بينما رمقـته ماريّ ببرود عنـدماّ فجـأةّ ربت شخصّ ما على كتفه و حالما استـدارّ للخلفّ وجهت له لكـمةّ
قويةّ جعلته يسقطّ أرضاّ رفعّ يده مرتجفاّ ناحية فمه قدّ كحّ بضعة دماءّ عـندما قـالتّ له ماري بنبرةّ هادئة و هي تقف بجانب ويليام
ـ لقدّ قلت لك ..
فيّ حين كان ويليام يـحاولّ جاهدا الحفاظ على أعصابه فهذه ليست بالبقعة المناسبة لهما لكي يفتعل شجاراّ لكنه يـرغيّ في أن يلكـمه مرارا و تـكرارّ فيجعله
غيرّ قادر على السير طوال حياتهّ هـذاّ السافل ، لم يسبق له أن رأى رجلاّ بمثل دناءته عندماّ تـحدثّ ويليامّ بنبرةّ حادةّ
ـ لقد عـبثت مع الشخصّ الخـطأ يـا عـزيزي سأجعلك ستتمنى لو أنك لم تولد قط
قـالّ ذلك بـكلّ كره ثمّ غـادر بـرفقةّ ماريّ التيّ رمقتـه بـهدوءّ قبل أن تـغادرّ مسرعةّ حينما وصلّ أوسكار أخيـراّ نـطر حوله بـنوعّ من الاستـغرابّ إذ لم يتسنى
له رؤية شيءّ إثر تـلك الفتيات اللواتيّ استدرن حولهّ فـقالّ محـدثاّ آرثرّ الذيّ يمسحّ دماءّ فمه بكمّ قميصه
ـ هل فوت شيئا ما ؟

/

وجـهتّ أنـظارها نـحو يدها الذيّ وضع الجبس حولهاّ مربـوطةّ بـخيطّ إلى غـايةّ عنقها إنها لا تصدقّ ما فعله آرثر حتىّ الآن فـكيف أستطاع أن يتجـرأ و
يقوم بـدفعها دون تـرددّ لوي ذراعهاّ و الصراخّ في وجهها ، إنه يبدوا شخصـاّ مختلفا فهو لم يعـدّ أبدا أخيها الذي تـعرفه و تـحبه و الذيّ كانت تفعل أي
شيء من أجل سـلامته ، قـطبتّ حاجبيها بعصبيةّ إن رأته المـرةّ القـادمةّ فسوفّ تـلكمه بدون ترددّ ستـجعله يندم على عـبثه معهاّ ذلكّ الـغبيّ ..
زفـرتّ بحدةّ مـنذّ ما حدثّ و والدها روي قد ازدادت حالته سـوءا فـلم يعد يريد رؤية أحـدّ مفكرا فيّ طريقة تنجي ابنه من هذا المدعو ديميتري بدون أن
يدرك بـكون آرثر يسير بإرادته الـخاصةّ مع ديميتري ، ثمّ ما الذيّ عـناه بـقوله لما لا تـطلبي من حبيبك قتلي ؟ أكان يعني فـرانسوا بكلامه ؟ تنهـدتّ بقلةّ
حيلةّ سوف تكون سعيدةّ فعلا لو كـان حبيبها لكن الأمرّ بعيد المنال عنها ..
نـظرتّ حولهاّ فقد كانتّ تقف وسطّ غـرفة آرثر إنها لن تجد أي شيء و عـندما كادت أن تعود أدراجهاّ ارتطمت قدمها بـزجاجةّ عـطرّ فـقطبت حاجبيهاّ بـإستغراب
أخيهـا لديه صديقته لكن لم يسبق لها أن أتت هـنا فـأمسكّت العـطرّ تـنظرّ إليه بـهدوءّ فعادت أدراجها ثمّ أخذت تـبحثّ تحتّ و فـوقّ كلّ شيء ، لقد وجدت
أحـمر شـفاه و كادت أن تصرخّ بجلبةّ إذ أنه لـماركة مشهورةّ عنـدما انتقل إلى مسامعها صوتّ رقيـقّ ذو نـغمةّ هادئةّ
ـ يمكنك الـحصول عـليه إن أردتّ
استدارتّ كليرّ بسرعة للخلفّ قد شحب وجهها كليا إنها إليزابيث و كيف لا تعرفها فـهي تـلكّ العارضة المـشهورةّ يتنافسّ كل المصممين للحصول عليهاّ
الجـميع معجب بجمـالهاّ المـبهرّ كما أنها زوجـةّ كايل لبيير لعب البيسبول السابق كتمتّ صرختهاّ و نـظرتّ إليها بعدم تصديقّ لكن ما الذي تفعله إمرأة مثلها
فيّ غـرفة آرثر ؟ أو لم تخنّ كل من كايل و نايت ؟ حينماّ تـحدثت كليرّ بنبرةّ مرتبكةّ
ـ لا شـكرا ..
ابتسمت إليزابيث بهدوءّ ثمّ أزاحتّ خصلات شعرها الأسود الطويلّ للخلفّ و جـذبتّ أحمر الشفاه من بينّ يديّ كليرّ لكيّ تـضعه على شفتيهاّ بتمعنّ ، ارتـدتّ
بعد ذلكّ ملابسهاّ فستانّ أحمر قميصّ و معـطفّ ذو ريشّ أبيضّ حينما تحدثت كليرّ بنبرةّ مستغربة
ـ ما الذيّ تفعلينه هنا ؟
نـظرتّ إليهاّ إليزابيث من خلال المرآة كي تبتسمّ ببـرود كـم تبدوا بلهاءّ إنهـا تشبه أخيهاّ نوعا ما و ربمــا لاّ بل متـأكدة أنها تستطيع استمالتهـاّ إلى جانبها
فيّ دقائق فقطّ فاستـدارت نحوهاّ مبتسمةّ بهدوءّ بينما رمقتهـا كليرّ باستغراب أكثرّ أيعقل أنها على علاقـةّ بأخيها آرثر لكن هـذاّ مستحيل أليست تحب و
تعشق نـايت ؟ هـذا ما استنتجته خلالّ حادثة الحفلةّ ، عنـدما تحدثّت إليزابيثّ بنبرةّ واثقـةّ
ـ أنـتّ تحبين فـرانسوا أليس كذلك ؟
حينما ذكرتّ إليزابيث اسم فـرانسوا تـغيرت ملامح كليرّ كليا إذ رفـعتّ من حذرها نحوها و قدّ كشرت بكل عبوس ، فـرانسـوا الـرجل الذيّ تـحبه و الذيّ
صار الكل يربطها به فيّ أي حـديثّ فهاهما كانتا تتحدثان عن أحمر الـشفاه لكيّ ينتقل الحديثّ و بـطريقةّ غريبة إلى فـرانسواّ و كم تـكره هـذاّ إنها لا تـحبذ
لأحد أن يتـدخلّ في حياتها فزفـرتّ بنوعّ من الضجرّ و هي تضمّ ذراعيهاّ لصدرها دون أن تقولّ شيئاّ عندما عادتّ إليزابيثّ للكلامّ قائلةّ بـخبثّ
ـ لقدّ رفضك كليا أليس كذلك ؟
بالرغم من أن الأمر محـرج بالنسبةّ لكلير و أيضاّ مـؤلم لكنها أبقت على ملامحّ الـهدوءّ و الضجرّ في آن واحد رافـضةّ بـجعل إليزابيث تسحبها خارجّ حدود
حذرهاّ حينماّ تـحدثتّ الأخيرةّ مجددا بـمكرّ
ـ أنـا أعـلمّ السبب الحقيقيّ الذيّ دفـعه لـرفضكّ أتريدين مني أن أخبرك ؟
رمـقتها كليرّ بـتـردد لوهلةّ بعدّ ذلك هزت رأسها نفيـا لقدّ أخبرها فرانسوا بنفسه أنه ليس مناسبا لها فـهو رجل يسعى للانتقامّ و يعيشّ من أجل الانتقامّ
فقطّ كمـا أن وعـد الذيّ قطـعه لسيده بحمايته سينفذه حتىّ لو عـنى ذلكّ فقدانه لحياته هو ، إنه يعيشّ فيّ عـالم مختلف كليا عنها و هي تـدركّ ذلك إنها
لا تـحاول أن تجبره على حبهاّ يكفيّ أن تحبـه هيّ لذاّ مهما قالت إليزابيثّ فلن يـؤثر هذا عليهاّ فاستدارت مغادرة قائلة بنبرةّ ضجرةّ
ـ إن كان هـذا ما لديك فـأنا آسـفة لا أملك الـوقت لسماع التراهات ، و غـادري المنـزل فأعـداء ماري هم أعـداء لي أيضـا ..
ابتسـمتّ إليزابيثّ ببرود أقـالت تـوا أن أعـداء ماري هم أعدائها ؟ ربما استهانت بها قـليلاّ لكن مظهرها لاّ يدل أبدا على فطنتهاّ فقد ظنت أنها مجرد فتاة
شقراءّ تسعى خلفّ أول رجل وقعت عينيها عليهّ لكن ، عـبرتّ عـدةّ خطواتّ لكيّ تقف أمام كلير تتـحدث بّخبث
ـ أتـدركين ماضي فـرانسوا ؟ و السبب الذيّ دفـعه للانـضمام لعـائلة لبيير ؟ أتعـلمين ما حـدثّ لما غـادر نايت جانب والدته ليـنظم
إلى والده نيـكولاسّ ماكاروف ؟ أتعلمين ما الذي فعلته سكارليت حينها ؟
قطبـتّ كلير بانزعاج إنها لا تـريد أن تعلم ليسّ من قبل حرباءّ مثل إليزابيث تستطيع أن تـحرف الحقائق مثلما تـريدّ و تصغها حسب احتياجها الخاصّ
فـدفعتها كلير جانبا قـائلة بضجر
ـ لا أريد أن أعـلم .. غـادري المنـزل
كـادت أن تـمر جانبا عندما أمسكت إليزابيث بـذراعها بقوةّ فـجعلتها تلتفت ناحيتها بـدهشةّ لوهلة الأولى من الزمنّ إذ تـغيرت ملامح إليزابيث كلياّ و قدّ
بدت غاضبةّ نوعاّ ما لكنها و في آن واحد تستمتع فيّ نفس الوقتّ بـما تفعله ، فـألقت كلامها غير مباليةّ بالصدمةّ التيّ وقعت على قلبّ كلير
ـ فـرانسوا كان قـاتلا محـترفا وظفه السيد بيتر لبيير من أجل قتل نيكولاس ماكاروف و استعادة حفيده نايت لكن و حينما عـلمتّ سكارليت بخـطة والدها
أعـدلت فرانسواّ عن مـهمته و كلفته بـحماية ابنها فقطّ و أن يحرص على سلامتـه لكنّ و حتى لو لم يقتل نيكولاسّ إلا أن هـذا لا يـغير حقيقة هـويته ، بأنه
مهماّ طال الـزمن فـسيبقى مجرد قـاتل ..
نـظرتّ إليها كلير بـصدمةّ إنها لا تعلم شيئا عن هـذاّ و ربما إليزابيث اختلقت الأمر بـأكمله لكنّ .. شحب وجهها بـأكمله ثمّ سحبت ذراعها بعيدا و غـادرتّ
الغـرفةّ مسرعةّ ما الذيّ تجنيه بإخبارها كل هـذاّ ؟ أترغب في ضمها إلى صفّ ديميتري ؟ أمّ أتـحتاج شيئا منها ؟ قطبتّ حاجبيها و غـيرت وجهتهاّ لكي
تغـادر الـمنزل مسرعةّ متـجهة إلى سيارتها سوف تسـأل فـرانسوا بـنفسه عن صحـة هـذاّ أو ربما سوزي أي أحـد و ستخبرهم بـمكان إليزابيث أيضـا ..
بينما و حالما غـادرت كلير ابتسمت الأخيرةّ بـبرود قلب المـرأة العـاشقةّ لا أحد يستطيع السيطرةّ عليه فـتـنهدتّ بّخفة الآن يجدر بها هي أيضا التـوجه
للقصرّ فلديها حديث خاص مع نايت ، ضحكتّ بكلّ استمتاع إفـساد حياة الآخرين أمر رائـع تتلذذ به دوما همست لنفسهاّ بضحكةّ
ـ عـدوة ماري ؟ أرجوك .. إنها بالكاد تشغل ذهني ،
__________________