عرض مشاركة واحدة
  #100  
قديم 12-28-2015, 06:02 PM
oud
 
الجـزء الخامس و الخمسين
~ رد الـدينّ ~


جـالسةّ على الأريكـةّ فيّ تـلك القاعة تنـظرّ بدهشة إلى الأوراق العـديدة الموضـوعةّ أمامـها لم تستوعب ما الذيّ يحـاول نايت فـعله فحينما وطئت قدميها
مـكتبـه رمى هـذا الملف بـنظرة باردةّ تحتل ملامحـهّ الشـاحبةّ فعـادتّ ترمقه بكلّ صدمةّ نايت الـرجلّ الذي أحبته طـوال حياتها خصلات شعرهّ الأسود المرفـوعةّ
للأعلى عـضلاته الـبارزةّ من قميصه الأزرقّ الداكن و أنفه المسلولّ ، عينيه شديدتا البـرودّ و نـظرته الارستقراطية المليئة بالكبرياءّ و الـلا مبالاة إنه الرجل
الواقعة في حبـه فزمتّ شفتيها محاولة أن تستعيد رباطةّ جـأشها و هي تسـأله بنوعّ من الـتردد
ـ ما هـذا ؟
بينمـا و في الجـهةّ الأخرى كان يجلسّ كايل على المـكتبّ يرفع قدما و منـزلا الأخرى نـظراته الهادئة موجهـةّ نحو إبن خـالته سكارليت الذي بدى و قبل كل شيءّ
شديد الـتصميم على ما يفعله و أيضاّ بدون أي مشـاعر فابتسمّ كايل بنوع من التهكم ساخرا من نفسـه و هو الذي كان يظن أن نايت يحب إليزابيثّ ضحك بخفةّ
عندما تحدث نايت بنبرته المبـحوحةّ الهادئّة
ـ لقد وفرت علينـا عناء البحث عنك ،
ازدادت دهشتهـا أكانوا يبحثون عنها ؟ قطبت حاجبيها بإستغراب هذا يفسر لما تركها الحراس تدخل دون أي تـردد كذلكّ مجيء سوزي إليها و التي كانتّ
بتعليمات من نايت ستجعلها تجلس هنا في القصر إلى غاية وصوله فهـزت رأسها نفيا محاولةّ طـرد ذلك الخوف الذي تسلل إلى قلبها و هي تسأله
بّابتسامة خبيثـةّ
ـ و أنـا كذلكّ كنت أبحث عنك ، يبدوا أنه القدر عزيزي
رمقها كايل بحقدّ شديد أي قلب هي تملكّ ؟ حاول أن يتمالك أعصابه و يتجاهل ثـوران مشـاعرّ الحقد و الكره بداخلهّ إذ رفع هاتفه و بحـركةّ سريـعةّ منه كان
يسجل جميـعّ ما يحدثّ بعد ذلك نظرّ إلى الكاميرا بطرفّ عينه ستقع فيّ شر أعـمالها بكل تـأكيد و هو سوف يحرص على ذلكّ بينما تنهد نايتّ ببرودّ ثــم
اتجـه إلى الـمائدةّ لكيّ يسحب الملف و يرميه عليهاّ بنوعّ من الـضجر
ـ ممتـلكاتّ و أسهم كايل أريد استعادتها بـأكملها لذا وقعي على الأوراقّ..
لم تكن لتصدقّ ما يقوله أهو فعلا يخبرها بـأن تعيد كل ممتلكاتّ كايل له و يذهب كل تعبها أدراج الرياحّ ؟ ضحكتّ بخفةّ و هي تعيد الملفّ على المائدةّ رامقة
نايتّ بنـظراّت مـاكرةّ خبيثـةّ بهاّ قليلّ من التلاعبّ قدّ قالتّ بنبرتهاّ الرقيقةّ
ـ هـذا مستحيل ..
حرك نايت خصلات شعره الأسود بعشـوائيةّ عـندما دخلت سوزي الغـرفةّ وضعت أمامـه كوب القهوة سوداءّ و ساخنـةّ مثلما يطلبها دوما ثمّ انحنت باحترام
بعدما رمقـتّ إليزابيثّ بنظراتّ حادةّ إذّ أنها سببّ في ألمّ معظم سكان هذاّ القصرّ و خـطتّ بسرعةّ مغادرةّ الغرفةّ فحمل نايت كوبّ القهوةّ مرتشفا القليلّ بعدّ
ذلكّ تحدث بنبرةّ باردةّ
ـ أنـا لست أطلب منك إليـزابيث بل هـذا أمر ..
ابتسمتّ هي حينهاّ بكلّ مرحّ لهـذاّ تحب نايتّ ذلكّ الـرجل الارستقراطيّ الذيّ يحصل على ما يريدّ حينما يريدّ و كلّ أوامره مطاعةّ لاّ مجال لرفضّ فيهاّ لكنّ هيّ
لن تلعبّ لعبته تلكّ و لن تكونّ مجردّ خادمةّ تومئ بالإيجاب هو يعلمّ ذلكّ تماماّ فهي ليست بالشخصّ الذيّ يرضخ للآخرينّ بكل سهولةّ ، قالتّ بضحكةّ
ـ أنسيت أننيّ أتمرد على كل القوانين ؟ فما بالكّ بـأمرّ سخيف كهذا ؟
و قدّ أطلقتّ رنين ضحكاتهاّ فيّ الأرجاءّ ثمّ وقفت لكيّ تقتربّ منه وضعتّ يدها علىّ كتفهّ بينماّ كان ينظرّ هو نحوها بكلّ بـرودّ قدّ التقت عيناهماّ نـظراته البـاردةّ
الداكنـةّ شديدّة الـحدةّ و عينيهاّ المغريتينّ مليئتان بالاستمتاعّ و الـتلاعبّ ثمّ رفعتّ يدها الأخرى لتضعها علىّ ذقنه قـائلةّ بهمسةّ رقيقةّ
ـ لكنّ إن قبلت حبيّ و غادرتّ معي لندن فسوفّ أقبل بكل شـروطّك مهما كانتّ ، ما رأيك ؟
ابتسمّ بخفةّ إذ أن كلامها مثيرّ لسخريـةّ و الشفقةّ أيضاّ بينما كانتّ نظراته موجهةّ نحوها و هي تقتربّ بكلّ بطءّ نحوه حينماّ وقفّ كايلّ بحقدّ أشدّ يريدّ أن ينزعّ
تلكّ الضحكةّ و تلكّ البسمةّ كلماتها الرقيقةّ و نظراتها المتلاعبةّ لكنهّ لم يفعلّ بل وقفّ مكانه مراقباّ نايت ّالذي تحدثّ بسخريـةّ
ـ مـا الذي يـراه الكل فـيك ؟ أحيانا أتساءل إن كان كل الـرجال أعمياء ليقعوا بحـب إمرأة مثلكّ
رمقـته بصدمـةّ بينماّ كانت نـظراته نحوهاّ باردةّ شديدةّ الكره كيّ يبعد يدها عنّه فيّ حين تراجعتّ هي للخلفّ ثمّ استدارتّ معطية إياهماّ ظهرهاّ محاولةّ أن تمحيّ
تعبيرّ الصدمةّ من على وجههاّ لقدّ رفضت منه و للمرةّ الثـالثةّ إنها لا تصدقّ ذلكّ بعد كل اعترافاتهاّ و كل ما حدثّ خيانتها لكايلّ و تلاعبهاّ بديميتري هوّ يرفضهاّ
زمتّ شفتيها بعصبيةّ بالغةّ ثمّ استدارت مجدداّ قائلةّ بحدةّ
ـ أنـا لن أوقع الأوراقّ نايت و سوف نلتقيّ غـدا فيّ اجتـماعّ حينها سنرى من يـأخذّ منصب السيد بيتر
اتجـهت إلى البـابّ مسرعةّ و هي ترتجفّ فيّ خطواتهاّ و لما فتحتهّ وجدتّ حارسينّ يسدان طريقها مانعينّ إياها من العـبورّ فحاولت أن تشقّ طريقّ بينهما
لكنّ لم تستطعّ لكيّ تنظر مجددا نحوّ نايت بعصبيةّ و غيضّ شديدّ فتحدثّ هو بنبرةّ باردةّ
ـ تقصدينّ جـدي بيتر لبيير الـرجلّ الذيّ قمت بقتله ؟
توقفتّ عن الكلامّ و أغلقت البابّ خلفها فـوراّ كانتّ شاحبة الملامحّ سرعان ما وجهتّ نظرتها نحوّ كايل المبتسمّ بكلّ سخريـةّ لابد أنها تعتقدّ بـأنه هو من أخبره
بكونها قدّ قتلت بيتر لكنّ الحقيقةّ نايت توصلّ لذلكّ بدون مساعدتّه و يملّك من الأدلة ما تكفيّ لإدانتهاّ طوال حياتهاّ أو ربما إعدامها حتى بينما أدركت إليزابيث ّ
أنه لا فائدةّ في الإنكار خصوصاّ و أن كايلّ يعلم الحقيقةّ فقالت بحدةّ
ـ و إن يكنّ .. غـايتيّ تبررّ وسيلةّ التي استعملتهاّ
بدتّ مضطربـةّ و حاقدّة أيضّا بالكاد كانت تستطيعّ البقاءّ أكثرّ هنا في المكتبّ فـفقطّ بالنظرّ لنايتّ تتسرب لهاّ مشـاعر عديدةّ لم تعرفهاّ قطّ حبهاّ له كن حقيقياّ
و صادقاّ لكن طريقهاّ في التعبيرّ عنه و طريقتهاّ فيّ الوصولّ إليه لمّ تكن ملائمةّ و لاّ جيدةّ بينماّ عادّ نايت يتحدثّ بنبرةّ مبحوحةّ هادئةّ
ـ أملكّ من الأدلةّ ما يكفيّ لإدانتك إلى الأبدّ ، ذلكّ المخدر الذيّ وضعته فيّ كـأسّ العصيرّ و اكتشاف عملاء المخبر لآثار المخدرّ فيّ جسم جديّ أيضاّ عدم استجابةّ
جسده بالرغّم من أننيّ و كايلّ قمنا بإنعاشه استعمالا لجميعّ الخطواتّ على أتمّ وجه أيضا تسجيلّ لما كانّ يحدثّ فيّ الغـرفةّ أو نسيت بأن القصرّ بـأكمله مجهز بالكاميرات ؟
سقطتّ ذراعيهاّ جانبا بصـدمةّ ألجمتهاّ أكان جريمتها تلكّ مليئةّ بالأخطاءّ و هي التيّ كانت تظن أنهاّ فعلت كل ّشيءّ بسلاسةّ ماّ الذيّ أخطـئت فيه ؟ لا بل السؤال
الملائمّ هو ما الذيّ فعلته بطريقةّ صحيحةّ ؟ جريمتها بأكملهاّ قدّ كشفتّ حينماّ اقتربّ كايلّ منها بخطواتّ هادئةّ وقفّ أمامهاّ و قال بلهجةّ حاقدةّ
ـ اعتـرافّك في المستشفى بقتله وّ أيضاّ تزويرك لتوقيعيّ عندما لا أكونّ حاضراّ مع قيامكّ ببعض المشاريعّ باسمي بينما أنا لم أكن أبداّ فيّ انجلترا ، جريـمةّ قتل
و تزوير أيضاّ سرقةّ و خيـانةّ زوجيةّ ، دون أن أنسى مساعدةّ ديميتري الـرجلّ المطلوبّ للعدالةّ
كتمت أنفاسهاّ لاّ بل بالأحرى هيّ لم تعد تستطيعّ لم تعرفّ كيفّ تتنفسّ بعد الآن كما لو كأنها نستّ الطريقةّ كيفّ لا و هي تسمعّ ما ألقاه كايل من تهم عليهاّ سوفّ
تسجن طوالّ حياتها إن كان الأمرّ هكذاّ ، ماّ الذيّ عليهاّ فعله ؟ توقيع الأوراقّ لكن حينها لن تملكّ أي شيءّ و حياتها ستكونّ مهددة من طرفّ نايتّ ؟ أتستسلم له ؟
بالطبعّ لا .. أتقاوم ؟ كيفّ و هو يملك كل هذّه الأدلةّ إنها لا تملكّ خياراّ ، قالتّ بنبرةّ متـوترةّ و قد شحبّ وجهها بـأكمله
ـ لكن إن وقعتّ على الأوراقّ حينها .. نايتّ أرجوك لا تفعل ، سوفّ أفعل كل ما تشاءّ فقطّ إلا السجنّ من فضلكّ
أشّـار نـايت بطرفّ إصبعه على الأوراقّ الموجودةّ على المائدةّ الزجاجيةّ فتقدمتّ نحوه إليزابيثّ بتردد واضحّ إنها لاّ تـريدّ فعل ذلكّ لكنّها لا تملكّ خياراّ آخر إنهاّ محاصرةّ بكل تـأكيدّ فإن لم توقع الأوراقّ قدّ يقومّ نايت بإرسالّ كلّ تـلكّ التسجيلاّت فوراّ و آخر ما تـدركه هوّ صوتّ الأصفادّ التي تلتفّ حولّ يديهاّ و سوفّ تخسر
كل من جميعّ الأسهم و فرصتـهاّ فيّ مواجهةّ نايتّ لكنّ إن وقعتّ الأوراقّ فقدّ تقيّ الدخولّ إلى السجنّ ربماّ لذلكّ بيدّ مرتجفةّ وقعت كلّ تلكّ الأوراقّ لكيّ يأخذّها
نايتّ بهدوءّ نـظرّ إليهاّ بعدّ ذلكّ تحدثّ بنبرةّ باردةّ
ـ لو أنكّ فعلت هـذاّ منذ البدايةّ لكنا وفرّنا كلّ هـذّا الهراء ..
نـزعّ ربطّة عـنقه كيّ يفتحّ أزرار قـميصه العـلويةّ و حركّ خصلاتّ شعره الأسودّ بعشوائيةّ دلالة علىّ ضجره ثمّ وقف بعدماّ أخذّ الملفّ برفقـتهّ بينماّ جلستّ
إليزابيثّ أرضاّ بصدمةّ مرّ من أمامهاّ فسارعتّ بإمساكّ كمّ قميصهّ قائلةّ بنبرةّ مترجيةّ
ـ أنـتّ لن ترسلّ تلكّ الأدلةّ لشرطةّ ، أليسّ كذلك ؟ ناي أنت وعدتني
رمقـهاّ ببرود لقدّ فقدتّ كل شيءّ قاومتّ من أجله حتىّ الآن كايلّ فقدتّ حبه لهاّ و أملاكه جميـعهاّ أيضاّ احتـرامه لهاّ وّ تـلكّ المودةّ و الصداقةّ التي كانتّ بينهماّ
فيّ الماضيّ فـنزعّ يدهاّ من طرفّ كمه بهدوءّ مشيحاّ وجهه بعيـداّ عنها قدّ كانتّ ملامحـهّ نوعا ماّ متـأسفةّ لكيّ يتحدثّ بنبرتـهّ المبحوحـةّ الهادئةّ
ـ أنـا لم أعـدك بشيءّ ثمّ القـرارّ لم يعد بحوزتـي ،
سقطتّ يدها أرضاّ بدهشـةّ بينماّ ألقى هو نـظرةّ أخيرةّ عليها قبل أن يتـجهّ إلى المخـرجّ فتحّ البابّ و كادّ أن يغـادرّ عندماّ توقفّ فجـأةّ تنهدّ بقلةّ حيلةّ ماّ الذيّ
يـفعله ؟ لقدّ نالتّ جزاءها و هـذا ما تستحقهّ فقدّ قتلتّ جدهماّ و خانتّ كايلّ كمـا أنها قامتّ بتهديدّ ماري و تـدبير أمرّ موتهما حادثـةّ السيارةّ تلكّ ، هـذّه المرأة
لا تستحقّ الشـفقةّ و لا الـرحمةّ لكنّ لم يسعـه سوىّ أن يتنهدّ بنوعّ من الأسىّ لما آلت إليهّ حالتهاّ و قدّ تـحدثّ بنغمةّ صوته المبحوحةّ
ـ إلى اللقاءّ إليـزابيث ..
عنـدّما أغـلقّ الباب خلفه أدركتّ أنه آخر لقاءّ بينهما فأخفضتّ رأسها للأسفلّ و دموعهاّ تتساقطّ على وجنتيهاّ دون توقفّ أجلّ كانتّ طرقها مختـلفةّ و سيئةّ لكن
حبها لهّ كان حقيقياّ و قدّ فعلت كلّ شيء من أجلّه هو أرادتّ أن تجعله يتخلى عنّ تلكّ الثـروةّ لعله يعودّ إلى نفسه القديمةّ أرادتّ أن تكسبّ كلّ ثروة لبيير ثمّ
ترحل معـه لكنّ إن كانّ حبها من طرفّ واحدّ فكل ما فعلته لم يعني أيّ شيء مجردّ هلوساتّ أو بالأحرى مجردّ أحلامّ فقط بينماّ رمقهاّ كايلّ بـهدوءّ
قالّ بنبرةّ غـريبةّ
ـ أنتّ تـحبينه حقـا ، يال العـجب ..
لمّ تستدر إليزابيثّ نحوه فتـقدمّ إليها استند على ركبتـه كيّ ينظرّ إلى وجهها المرأة التيّ لطالما أحبها زوجتـه لمّ تعد تعني له شيئاّ كما لو كـأن قلبه توقفّ عنّ
عمله كيّ يتنهدّ بقلةّ حيلةّ حينماّ تـحدثّت إليزابيثّ بنبرةّ مرتجفةّ
ـ كايلّ لقد فعلت كلّ شيء من أجلك ، لقدّ كنت أمزح فقطّ أنا لا أحب نايت إننيّ فقط .. أخدعه أجلّ لكيّ نحصل على ثـروةّ بيتر لبيير لنا وّ سوف أتخلص منه فـلا ..
قبلّ أن تنهي كلامهاّ دفـعهاّ كايلّ إلى الخلفّ و كادتّ أن تسقطّ لولا أنها تـماسكت فيّ آخر لحظةّ حينماّ عادتّ تنظرّ نحوه وجدتّ أن ملامحـه باردةّ خاليةّ من تـلكّ
النظرةّ التي لطالماّ كان يرمقهاّ بهاّ نـظرةّ الحبّ و العشقّ الذيّ لطالماّ وجهها نـحوهاّ فأدركتّ أيضاّ بـأنّها و حتى ّبالنسبةّ لكايلّ لم تعدّ تعنيّ له أيّ شيءّ
ماّ هـذاّ الحظّ ؟ إنها تـخسرّ الاثنينّ معـاّ بينماّ تحدثّ كايلّ بهدوءّ
ـ فقطّ تـوقفيّ عن الكـذبّ ، إليـزابيثّ ألن تتغيري أبداّ ؟
هـزتّ رأسهاّ نفياّ و ما بالّ شخصيتهاّ هـذّه ؟ فيّ حين أخذتّ دموعهاّ تنـزلّ على وجنتيهاّ دون توقفّ كيّ يبتسمّ كايلّ بألم ليسّ لإجابتها أوّ لأنها تحبّ نايتّ بلّ
لأنه ضيعّ حياتهّ و هوّ يحبّ شخصاّ مثلهاّ ، لاّ يستحق نـظرّة منه فـوقفّ ثمّ جلس علىّ طرفّ المائدةّ قائلاّ بضحكـةّ
ـ ربماّ هـذاّ سخيفّ لكن أريدّ أن أسـألكّ ، طـوالّ فترةّ عـيشناّ معـا هلّ أحببتنيّ ؟ و لوّ لوهلةّ و لوّ لثانيةّ واحدةّ فقطّ ؟ أخبرينيّ إليزابيثّ أفيّ قلبك ذاكّ ذرةّ
من الحبّ لي ؟
نـظرتّ إليه ثمّ هـزتّ رأسهاّ نفياّ بإجابةّ قاطـعةّ لكيّ تزدادّ ابتسامته اتسـاعاّ قدّ ضحكّ بخفـةّ و هوّ يضع يده علىّ وجهه قدّ بدتّ ضحكـته مبحـوحةّ مليئةّ بالألمّ
وّ حـزينةّ للغايةّ عندماّ أشاحّ يده رأتّ دموعـهّ بالرغّم من أنه حاولّ أن يجعلهاّ تـبدواّ كما لو كـأنها كانتّ من ضحكه الشديدّ إلاّ أن لمحةّ الحزنّ فيّ عينيه لمّ يكن
ليستطيعّ إخفائهاّ بتلك ّالسهولةّ فقالّ له بمرحّ
ـ يبدوا أن عـلاقتنا قدّ انتهت إليزابيثّ .. ،
ألمـهّ من جرحهاّ له وّ خيانتهاّ أيضاّ أخذها لأعزّ الأشخاصّ إلى قلبه و تلاعبهاّ بمشاعرهّ كان أكبـر بكثير من أن يستطيـعّ قلبه مسامحتها خدعتـهّ و لنّ يسامحهاّ
على الإطلاقّ أبداّ فأخذّ قـراره ذلكّ القرار ّالذيّ لطالماّ طلبّ منه نايتّ أن يـأخذّه تـذكرّ كلماتّ ماريّ له بـأنها لم تستحقّه على الإطلاقّ و أن حبّه الغير المتبادلّ لم
يكنّ مكتوباّ له منذّ البدايةّ فوقفّ ثمّ سارّ بضعةّ خطواتّ للأمامّ عندما تحدثّت إليزابيثّ بتردد
ـ أنتّ لن تسلمّ الأدلةّ أليس كذلك ؟ كايل أنتّ تحبني ستفعل المستحيل لأجليّ لقدّ وعدتنيّ
أيّ مشاعرّ تـملك ؟ أيّ إمرأة هي لتـخبره بحبه لها ؟ فاستدارّ نحوهاّ قدّ وضع يده علىّ المقبضّ كانّت ملامحه هادئةّ وّ يبدوا متماسكاّ عندماّ ابتسمّ بمرحّ فجـأة
فاتسعت عينيهاّ بصدمةّ و هوّ يتحدثّ بضحكةّ مجلجلةّ عاليةّ فيّ الأرجاءّ
ـ فلتذهبي إلى الجحيمّ إليزابيثّ ..
ضحكّ بقوة و أغلقّ الباب خلفـه كيّ تستمرّ ضحكاتهّ فيّ الـرواقّ على أسوء سنين عمره قدّ ضيعها فيّ الركضّ خلفّ إمرأة لا تستحقّ النظرّ إليها حتىّ ماّ الذيّ رآه
فيها ؟ بينماّ و عـندماّ غـادرّ كايلّ الغـرفةّ علمتّ إليزابيث فـوراّ أن هـذا هو انتقـامه لهاّ و لهمّ جميعاّ فارتجفّ كيانها بأكمله لقدّ ظنتّ بأن حبه لها يفوقّ كل شيء
لكنّ يبدوا أنها كانتّ مخـطئةّ فوقفتّ بـوهنّ لمّ تعدّ لديها أيّ حياةّ الآن فالسجنّ سيلاحقهاّ وّ جرائمها كـذلكّ ..
__________________