عرض مشاركة واحدة
  #101  
قديم 12-28-2015, 06:03 PM
oud
 
كان يقفّ بجـانب سيـارتهّ مستندا ظهره علىّ الباب و هو ينـظرّ إلى الساعةّ التي تحيطّ معصمه بقليلّ من الضجـر مرتديـا بذلته الـرسميةّ الـسوداءّ
مع مـعطفّ بنفس اللون تنهد بقـلةّ حيلة و هوّ يفتح أزرار قميصـه العلوي إذ أنه تعب من الـذهاب و المجيء بين الـسجن و المـحكمةّ في انتـظار
حل لقـضية فلورا روبرت التيّ ترأسها هو بنفسه بـأمر من نايت و من هو ليقول لا لأوامره ؟ أراد فعلا أن يتكفل بمعـرفةّ مكان ديميتري أو إليزابيثّ
فهما اللذان يهددانّ حياةّ سيده أكثر من أي شخص آخر ، رفـع نـظره إلى المبنى إذ أنه توا قد سدد كفالة فلورا و للمرة الثـانيةّ عندما كان على وشك
إيصالها للمنزلّ أتى ويليام مسرعا ففضلّ فرانسوا مغـادرة المكانّ إذ أنهما الآن حبيبين و لا مجال له بينهما ..
رفـع هاتفه الـمحمولّ ينظر إلى آخر التـطوراتّ فبعد تـوقيع نايت لعدةّ عـقودّ متتاليةّ مع شركاءّ نـظر نايت مليا في خلفياتهم قبل الإقبال على أي خـطوةّ
ارتفع عـدد أسهمه فيّ الـشركةّ و قد حقق أرباحّ نسبيةّ نوعاّ ما عـادتّ بالمنفعة عليهمّ جميعا مما يجعلّ فوزه بمنصبّ السيد بيتر لبيير محتـملاّ فابتسم
فرانسوا لا إرادياّ و هو يشعر بـأنهم اقتربـوا أكثر فـأكثر من هدفهم بعد كل هـذّه المـدة عندما رن هاتفه بين يديه فجعله يجفل قليلاّ بدهشةّ ثم نـظر إلى
الاسم الذي اعتلى الشاشةّ و لم يكن أحدا سوى كليرّ نفسها تنهد بقلةّ حيلةّ إذ يصعب عليه التعامل معها نوعاّ ما ففضل تجاهل اتصالاتها لولاّ أنها
استمرتّ لكيّ يقرر أخيراّ أن يرفع السـماعةّ قائلاّ بنبرةّ مضجرةّ
ـ مـا الأمر كلير ؟
كانتّ تتنفسّ بصـوت عالي مضطربةّ و قلقـةّ أيضاّ متوترة لاّ بل شديدة التـوتر فبعد أن رفع السماعة هي لا تستطيع قـول أي شيء فكيف لها أن تسـأله
ما إن كان فعلا قـاتلا أم لا ؟ و هل الإنسان الصحيح الواعي سوف يجيب بالإيجاب ؟ لكنّ ليس هذاّ فقط ما تـريد أن تتحدث بشأنه تأوهت بنوعّ من الإرهاق
و هي تهز رأسها نفيا ثم زفـرت بـحدةّ من أفكارها التي عرقلتّ جرأتها و أخفضت رأسها للأسفل ما الذي تحاول فعله ؟ تـحدثت معه بنبرةّ متـوترة
ـ فيّ الـحقيقة ، أنـا أريد رؤيتك إذ لدي شيء مهم أريد أن أسـألك إيـّاه
قطب حاجبيه ها قد عـادتّ مجددا لعاداتها القديمةّ تـحاول بطريقة أو بأخرى جعـله يذهب في موعد معها للحديثّ عن أي شيء مهما كان تنهد بضجرّ
رافـضاّ دعوتها بكل حدةّ إذ أنه لا يملك الوقت لشرب القهوة حتىّ بما باله بالذهاب لموعد ؟ عندماّ أغلق السماعةّ نـظرتّ كلير إلى الهاتف لولهة من
الزمن متسائلة أين أخطـأت ؟ نـظرتّ للخلف بعدما لمحت والدها روي ينزل الـدرج باتجاه الصـالةّ زمتّ شفتيها ثمّ وقفت سارت بخـطوات مترددةّ بعد
ذلك نادته بنبرةّ مرتجفـة
ـ أبـي .. من فضلك لحـظةّ
نـظر إليها باستغراب فبلعت ريقها أرادت أن تعود لغـرفتها مجددا و توصد الباب بإحكام إذ أنها لا تملك الشجاعة الكافيةّ لإخبار والدها ما هي الآن
على وشك قوله لكن تنهدت محاولة أن تزيح ذلك التوتر مغلقة عينيها ثمّ فتحتهما مجدداّ و نزل الـدرج لكيّ تتجه مع والدها الذيّ رمقها باستغراب
طوال الوقتّ بعد ذلك جلس روي على الأريكةّ و مقابلا له كلير التي بدت شاحبةّ للغايةّ فتحدث بنبرة مطمئنة
ـ كلير تـعلمين أنك تستطيعين قول أي شيء لي .. ما الأمر ؟
ابتسمت بتوتر قبل أن تختفي جميع صفات الـتردد من وجهها لا تستطيع العودة في قرارها الآن يجب عليها فعل ذلك من أجل مصلحة الجميع و من
أجل وضع حد له ذلك ّالـرجل الذي لم يعد يضع حسابا لأي أحد و يـتبع هواه ، تـحدثت بنبرةّ جـادةّ
ـ أبي ، آرثر يكذب ..
نـظر إليها بدهشةّ غير مستوعب كلمتها تـلكّ بينما تنهدت كلير بقلةّ حيلة تعـلم جيدا أن والدهما لن يتساهل مع أي أحد إن ارتكب أي خطـأ أو حاول
أن يعصيـه إذ و لما خـدعه آرثر بشـأن زواجه من تلك الاسبانيةّ و لم ينفذ طلبه لما ترجاه من أجل خـطوبة بسيطةّ بينه و بين ّفـلورا و صـرفه لكلّ
أموال راتبه حولّ الحفلاتّ الصاخبةّ لكي يطرده من المنزل دون أي تردد مانعا إياه من أخذ أمواله و طرده من العمل أيضاّ و ربما ما هي على وشك
قوله له سيجعله يقتل آرثر دون أي تردد ، عـادت تتحدث بهدوء
ـ ديميتري لا يهـدده أبدا بل هو يطيعه برضاه و أكثر من ذلك بـكثيرّ بل هو يساعده أيضا ،
كـح بقوةّ غير قادر على تصديق كلمات ابنته و نظر إليها مجددا باحثا عنّ أيّ أمل بأنها تمزح فقطّ لكن و كيف لها أن تمزح في موضوع بمثل هذه
الأهميةّ ؟ بينما تنهدت كلير مستعيدةّ أنفاسها و هي تقول بنبرةّ جادةّ للغايةّ
ـ ربما لا تـعلم لكنّ ديميتري الذيّ يتحدث عنه آرثر هو ديميتري ماكاروف أخ نايت لبيير ،
شهق روي و قد شحبت ملامحه بأكملها إنه لا يصدق هـذاّ هز رأسه نفيا إذ أنه لم يصدق الإعلام حينما أعلن عن إشاعة تقول بـأن نايت هو سليل
عائلة ماكاروف العـريقةّ و إبن نيكولاسّ و الأدهى من ذلكّ أن ديميتري ماكاروف حي يرزقّ أخيه المتهم فيّ قضيةّ قتل نيكولاسّ ماكاروفّ ، لم يعد يستطيع
التنفسّ الكل يدرك أنه و عد سماعهم للقب ماكاروف فيجب عليهم مغـادرةّ المكان فـوراّ تـلك العائلةّ فوق القـوانينّ بـأكملها و لا شيءّ يسري عليهاّ فلا
محاكمةّ و لا قانونّ و لا شـرطةّ قدّ عـرفوا طوال الأزمنة الماضيةّ بـكون جميـعّ أفرادها ذو دهاء و خبثّ أيضاّ لا يترددون فيّ فعل أي شيء من أجل
الحصول على مبتغاهم ..
إنه يدرك ذلكّ يـعلمّ عن طـرقهمّ أو لم يهدده نايتّ سابقاّ بعدما وقفت كليرّ بطريق خطيبته ؟ كان تهديدهّ مخيفا و غير مباليّ فيّ آن واحد ذلكّ الشيطان
المعـروفّ بعدم مبالاته و هاهو الآن يعود أخوه المدعو بديميتريّ إلى أرضّ الميدانّ تـباّ لم تكن انجلترا بحاجةّ لإثنين منهما قدّ قطعّ حبل أفكاره
كلير بّهدوء
ـ نايت و ديميتري فيّ خلاف ما يعودّ على ما أعتقد لجريمةّ قتل نيكولاسّ ماكاروفّ و الكل متورط فيّ هذا الخلافّ ، أبيّ الأمر أسوء مما تعتقدّ إنهما
يستعملانّ جميـعّ الوسائلّ بدون أيّ تردد إنهما بالكاد يباليانّ بالقانونّ أو ضميرهماّ قد تتسـاءل لما أعلم كل هـذا ..
تنهدتّ بتوترّ و هي تـرى نـظرات والدهاّ الـباهتـةّ و بشرته الشـاحبةّ يتسـاءلّ فعلا في ماذا تـورط أبنائه و مع أيّ أشخاصّ ؟ بينماّ رفعتّ كليرّ خصلات
شعرهاّ الأشقر بعيدا عن وجهها قائلةّ بنبرةّ خافتةّ
ـ أنـا مدينـةّ لماري و حاولت أن أرد لها معـروفهاّ .. حسناّ هـذا ليس مهم بعد الآن ، كلّ ما أريد أن أخبرك به هوّ أن آرثر يسير بـرضاه و ديميتريّ
لا يقوده على الإطلاقّ بل أنه يتصرف على هواه تماما كماّ يحبذّ أيضاّ إنه يريد الانتقامّ من فـلوراّ روبرت .. بل انتقم منها فيّ الحقيقةّ و ربمـا
قاطعهاّ صوت ضربّ رويّ لطـاولةّ بقوةّ جعلتها تـجفلّ بـرعبّ و هي ترى ملامح رويّ المقتحنة من الغضبّ و العصبيةّ فيّ آن واحدّ فالتزمت الصمتّ
فوراّ خائفةّ عندماّ تـحدثّ رويّ بعصبيةّ بالغةّ
ـ كلير لا تختبري أعصابيّ و قولي فـوراّ ما الذيّ يحدث ؟ ما الذيّ فعله آرثر ؟
شحبّت ملامحها بأكملهاّ لم يكن عليهاّ فعلا قولّ هذاّ لكنّ وحده رويّ يستطيع إيقاف آرثر إذ بالرغم من كلّ شيء هيّ لا تـريد لأخيها أن يتأذىّ و نايت
لا يبالي بـأيّ أحد فهوّ يفعل ما يشاءّ بطرقه الخاصةّ غيرّ مبالياّ إن كان سيؤذي أحدا أم لاّ و هيّ خائفةّ على آرثر سواء إن أرادتّ ذلكّ أم لا قـالتّ له
بنبرةّ متوترة
ـ آرثر اتهمّ فلورا بقضيةّ تـزويرّ عقدّ ملكيةّ منزلّ السيدّ جوناثانّ و أخذهاّ لأمواله .. نايتّ يتابعه قضائياّ يحاول أن يـ ..
قبلّ أن تـكملّ كلامها سمعتّ صوتهّ الحادّ و هو يّشتم بكلّ قوةّ ابنه الأبلّه لماذاّ قد فعلّ ذلكّ ؟ تـباّ له وضع رأسه بينّ ذراعيه ماّ الذي فعله ؟ لقدّ أوصاه
جوناثان على ابنتيهّ لقدّ طلبّ منه الاعتناءّ بهما وثق به أكثر من أي شخص و هاهو ابنه الآن يفسد وصية صديقه الأخيرةّ عبر عـجرفته و جنونهّ ،
إنه لم يعد يفهم أي شيء بعد الآن فلماذا بحق السماءّ آرثر حليف ديميتري ؟ تأوه بألمّ أين أخطـأ في تربية أبنائه ؟ قال بنبرةّ مبحوحةّ
ـ أولا كنتماّ خلف ماري و الآن خلف فـلورا هـذا جيدّ لا بل ممتازّ أخبريني من التاليّ ؟ سيليا ؟
أخفضت رأسها بإحراجّ شديدّ و ندمّ في آن واحدّ صحيحّ أنها كانتّ تهدد ماري لكن كان ذلك لمصلحةّ آرثر لأنه أقنعها بأن عائلة روبرت تدين لهما لأنهم
قد قاموا بـتدمير سمعته و طرده من المنزلّ غيرّ أن نظرتها نحو ماريّ تغيرت عبر الأيامّ كذلكّ فلوراّ و هي لاّ تريد لهما أي أذى الآن لكن يبدوا أن والدها
لا يستوعب ذلكّ فقالت له بنبرةّ مرتبكةّ
ـ أبي ، أنـا كنت أريد فقطّ أن تعـود عائلتنا إلى ما كانتّ عليه سابقاّ لا أكثرّ و لا أقّل و ظننتّ أنه بمساعدتيّ لآرثر سوف ّأحقق هدفيّ لكن يبدوا أنه كان يملكّ
أهدافاّ أخرى لا أعلمّ بشـأنهاّ و أنا فـعلاّ آسـفةّ ..
زفرّ بحدةّ و هوّ يقف مغـادراّ المنزلّ بأكمله تـاركاّ خلفه كليرّ التيّ و حالماّ صارتّ لوحدهاّ في غرفةّ المعيشةّ زمتّ شفتيهاّ محاولةّ كتمّ دموعهاّ على الأقل
استطاعتّ أخيراّ أن تفعل شيئاّ ربماّ سوفّ يقنع والدها آرثرّ بالعدولّ عن تلكّ القضيةّ و هـكذاّ لنّ يمس نايتّ آرثر وقفتّ هيّ الأخرى متـجهةّ إلى غـرفتهاّ
لم يكنّ يجدر بها الخروجّ منذّ البدايةّ قدّ تذكرتّ رفضّ فرانسواّ لهاّ و الكل ّتقريباّ لكيّ يزداد إحباطهاّ أكثرّ ..

/

كان مستلقـيا على سريره خصلاتّ شعره البنيةّ غـطتّ جبينه فـرفعهاّ بدبوس أسود مقـررا أنه بحاجةّ لقصةّ شـعر جديدةّ إذّ أهمل مـظهره فيّ الأشهر الأخيرةّ
و بينّ يديه يوجد هاتفه كانّ يتصل مراراّ و تـكراراّ بصديقـهّ دون إجابةّ منه مما جعله يفقد أعصابه فيّ البداية لكن سرعان ما استعاد هدوءهّ إذ أنه يعلم جيداّ
بعاداتّ ديميتري السيئة إن صح القـولّ فهو يتجاهل الكلّ و لا يتصل على الإطلاقّ إلا إن أراد ذلكّ و يبدوا أنه حـالياّ بحاجةّ للبقاءّ وحده خصوصاّ و أن الإعلام
يترقب تـحركاته بفارغّ الصبرّ أيضاّ كونه المتهمّ في قضيةّ نيكولاسّ لبيير بالرغم من أن الشرطةّ لا تـملكّ أي دليل لكنّ ..
سمعّ صوتّ ضجيجّ فرفع رأسه بضجر واضح لكي ينـظر ناحيةّ آرثر الذيّ و طوال هذه المدةّ ظل يتحدث دون انقطاع عن مدى كـرهه لنايت و تـدخله إذ أنه
سمع لتوا عن كون نايت قد دفع كفالة فـلورا روبرت ضحيته و ظل أوسكار يتجاهله غير مباليا بتذمره عندما رن هاتفه فـوقف مغادرا غـرفته الخاصةّ تاركاّ
آرثر خلفه ثم اتجـه إلى زاويةّ ما فيّ الـرواقّ هادئةّ و ساكنةّ لكيّ يرفع السماعةّ قائلا ّبنبرةّ منزعجةّ
ـ و أخيـرا قررتّ الاتصال ، بحق السماء ديميتري ما الذيّ تـفعله ؟
تنهد ديميتري بقلةّ حيلة يعلم جيدا أن أوسكارّ إذا غضب فليس من السهل أبدا جعله يهدأ فتأوه بـقليلّ من الإرهاقّ و التعب بينماّ زفر أوسكار بحدة في
حين نـظر ديميتري من حوله كان لا يزال يقف في تلك الغرفةّ القديمة قد قضى فيها أسبوعا بـأكمله أو أكثر لا يعلم المدة إذ أنه نسي العـد منذّ فترة ،
قائلا بنبرته الـمضجرة الـمبحوحةّ
ـ إنني بحـاجةّ لمزيد من الـوقتّ فـأنا أريد أن يكون كل شيءّ مثاليا و يسير تماما كما خـططتّ له لكنّ ما شـأن تلكّ الـرسائل التي تركتهاّ ؟ ما الذي تقصده
بـأن آرثر و إليزابيث يتحركان من تلقاء أنفسهما ؟
زفرّ أوسكار بـعصبيةّ من قول ديميتري بـأنه بحاجةّ للمزيد من الوقتّ فهو لا يتحمل مجالسة هؤلاءّ الاثنينّ حسناّ ربما آرثرّ يستطيعّ البقاءّ معه لكن إليزابيث ؟
تـلك المرأة بمثابةّ ألم في العـلقمّ لا تـنزلّ و لا تخرجّ على الإطلاقّ مراقبتها يذهب بكلّ طاقته بعيداّ و هيّ بكل تـأكيد لنّ تنصت إليه لذاّ التعامل معها صعب
كثيراّ فأجابه أوسكارّ بضجر
ـ تماما مثلما قلت لكّ ، آرثر يقوم بمحاكمةّ فلورا روبرت و إليزابيث تتصرفّ من تلقاءّ نفسها كالعادةّ تـركتّ رجال يراقبون تحركاتها لكن أنت تعلم جيدا
كيف هي ، حتى الآن كل شيء تحت السيطرةّ
تـنهد ديميتري براحةّ و جلس على الكرسيّ الموجود بجانب المدفـأةّ لا ينكر غضبه إذ أنه لا يحبذ أن لا يسير أحد على أوامره لكنّ سيدع الأمور تمر بسلامّ
سيغض النظر فقط هذه المرة لأن لديه شيءّ أكثر أهميةّ و عـاد يسـأل صديقه باهتمام
ـ ماذا عن نايت ؟
السـؤالّ الدائمّ لديميتري الذيّ دوما ما يطرحه فيّ كل وقتّ الشخص الوحيدّ الذي يهـمه و يبحث عنه بالرغم من أن الإجابة تـختلفّ بمرور الـزمن إلا أن
هـذا السؤال بالذات يبقى يـطرحه لغاية مماته حينما تنهد أوسكار بقلة حيلة بعد ذلك تحدث بنبرة هادئة
ـ كعادته بالكاد يلتفت إلى ما حوله إنه يتقدم أكثر و لا أعتقد أن أي أحد يستطيع إيقافه عن بلوغ هدفه حتى إليزابيث ..
اتجـه ديميتري إلى النـافذة ينظر إلى تلك الثلوج التي غطت الباحة بأكملها ثم عاد يجول بنظراته الداكنة على أرجاء الغرفة بأكملها لكي تستقر عينيه أخيرا
على ذلك الكرسي الذيّ اعتلاه نيكولاس ماكاروف و الذي حتى الآن لا يزال خياله هناك كلما وقعت أنظاره على هذا المكان رأى نيكولاس جالسا ممسكـا
بمسدسه و يتحدث بنبرته المتهكمة الساخرةّ قطب ديميتري حاجبيه بعدم رضا قد تحدث بعصبية
ـ لن أسمح له بالفوز مجددا سوف أقتله هذه المرة بكل تـأكيد
زم أوسكار شفتيه على مضضّ كان غير مرتاح أبدا للهجة ديميتري الحادةّ و لا لحقده الأعمى على نايت لكن لقد فات الأوان لقول لا أو للانسحابّ فقد
أمضى صديقه حياته بـأكملها و هو ينتظر هذه اللحظة يخطط لها بكلّ ترقب و بحماسّ شديد لقد كانت هذه اللحظة سببه في العيش و استمراره في المقاومةّ
الانتقام من نايت كل شيء يتعلق بنايت هو سببه في العيش قال أوسكار بنبرةّ هادئة
ـ ديميتري توخى الحذر
ضحك بخفةّ إذ علم فورا من نغمة صوت أوسكار أنه قلق لكنه يرفض إظهار قلقه فالتزم الصمتّ لوهلة من الزمن قبلّ أن يبتسم بهدوءّ لم يعد يـأبه بحياته
و الحذر لم يعد يوجد في قاموسه بعد الآن إما أن يخسر أو يربح المسـألة سهلة للغاية و لا تحتاج إلى كل هذا التعقيد لكي يرد بنبرةّ ضاحكةّ
ـ هـذا صعب لكن سـأحاول ..
كلمات ديميتري لم تجعل الأمر سهلا على الإطلاق و قد إزداد قلق أوسكار أكثر ما الذي يفعله صديقه الآن و ما الذي يفكر فيه ؟ ما هي خطوته القادمةّ هل
سينجح ؟ إنه لا يعلم شيئا و لا يدري لماذا يبدوا هذا كالوداع الأخير لكنه أزاح هذه الفكرة من رأسه فوراّ ديميتري ليس بالرجل السهل أيضا لقد كافح طوال
حياته من أجل هذه اللحظة و كل شيء مثاليّ انتقامه سيمر سلسا للغايةّ دون أي أخطاء يجب عليه أن يقتنع بهذاّ فابتسم أوسكار بـنوعّ من الثقة قائلا
ـ اجعل رأسه المرفوع ذاك يسقط أرضا للأبد مع عـزته الواهيةّ
ضحك ديميتري بقـوةّ قبل أن يغلق السماعةّ ، يجعل رأس نايت المرفوع يسقط أرضا مع نـظرته الارستقراطيةّ و كرامتـه العاليةّ هذه الفكرةّ تروقه بشدةّ قبلّ
أن تتلاشى تلك الابتسامةّ من على وجهه قد ارتكزت نظراته مجددا بدون إرادة منه على مكان نيكولاس فوضع يده على عينيه محاولا أن يهدأ و يبعد تلك
الأوهام عنه قائلاّ بنبرة مرتجفة غـريبة
ـ سأجعله ينظم إليك قريبا ،
__________________