عرض مشاركة واحدة
  #107  
قديم 12-28-2015, 06:08 PM
oud
 
وضـعت يدها على الـمرآة التي أمامها تـنظر إلى ملامحـها الشـاحبةّ بغير تـصديق كـما لو أنها تنـظر إلى شخص آخر غـيرها و لم تعد تتعرف
على نفسهاّ بعد الآن في حيـن أخذتّ تـكح بـقوةّ لم يعد مفـاجئا كميةّ الدماء التي فقدتها حينما تـقبلت أخيـرا مرضها كـجزء منها أو ربـما تـركتّ
المـرضّ يأخذ جسدها ، فلم تـعد خـائفـة كمـا كانتّ في البـدايةّ مـدتّ يدها لتفتح الـحنفيةّ و تغـسل وجهها مراراّ و تـكرارّا تـطلب بصمتّ و تـدعوا
بكل رجاءّ أن تتمكن من الـوقوف على قدميها حتىّ نهاية الـيومّ
سـمعتّ طرقا على البـابّ فـتنحنحتّ محـاولة ّاستعادة القليلّ من قوتهـا قبلّ أن ترسم على شفتيها ابتسـامةّ مشـجعةّ لقد قـاومتّ طـوال الوقتّ فما
الذيّ يمنعها من الصمودّ أكثر ؟ إنها بكل تأكيد لن تستسلمّ فـهذا الـيومّ يعني لها الـكثيرّ كم انتـظره نايتّ كم قـاومّ لأجلّ هـذا المنصبّ و سعى لإثبات
نفـسه للجميعّ لذلكّ ستقف على قدميها و تسـانده ،
ـ مـاري هيـا بسرعةّ سوف يتم الإعلان قـريبـا عنّ رئيـس الشـركةّ..
كان ذلك صـون أليكساندر الـمتحمس فـتنهدتّ و نظرت إلى المرآة لآخر مـرةّ قبل أن تستدير مبـتعدةّ ، فتحتّ البـاب مبتسمةّ فأمسك أليكساندر
يدها مسرعا و أخذ يسحبها إلى إحدى القـاعاتّ التي كانا ينتظرانّ فيها بـرفقةّ فـلورا و ويليامّ كذلك كليـر جميـع الأشخاصّ الذين سـاندوا بطريقةّ أو
بأخرى الطرق التي اتخـذها كل من كـايل و نايت حينما وصـلتّ وجدتّ كلير وحدها تقف في وسط الـقاعةّ هـادئةّ للغايةّ فـتحدث أليكساندر بنبرةّ
متسائلةّ مستغـربةّ و هو يبحثّ عن كل من فلورا و ويليامّ بعينيه فيّ القاعةّ
ـ كـلير أين ذهب ويليـام ؟ سوف يتم الإعلان عن النتائج قـريبا
استـدارت نحوه كلير و نـظرتّ نحوهما لوهلة الأولى من الزمنّ توقفت نظراتها على ماري الشـاحبةّ بدتّ مندهشة من منـظرهاّ لكنها أولتّ ذلك لكونها
قلقةّ على نايتّ فسرعان ما التفتت إلى أليكساندر كي تجيبه بنبرةّ هـادئةّ
ـ لقد أتى فـرانسوا و أخذ ويليام من أجل تـحضير مـؤتمر عاجل كما يبدوا للإعلان عن رئيس الشـركةّ بشكل رسمي و فـلورا ذهبت برفقته
أومـأ أليكساندر بـالإدراك و هو يبتعد عنهما لكيّ يجلس في إحدى الأرائكّ و كذلك فـعلتّ ماري حينما تقدمت منها كليرّ بدت مترددة إذ لربما تزيد من
قلق ماري بسـؤالهاّ ففضلت عدم فعل ذلك و هي تجلس بجانبها ملتزمةّ الصـمتّ حينما تـحدثتّ ماري بنبرةّ هـامسةّ
ـ كـلير ..
التفتت إليها كليرّ دون أن تقول شيئا تنـظر نحوها حينما ابتسـمت ماري بهدوءّ كانت نـظراتها مختلفةّ و ملامحها كذلكّ بدت كم لو كـأنها حـزينةّ و
مستـاءةّ على وشكّ البكاءّ ربما لكنها و في نفسّ الوقت تملكّ ابتسامةّ لطيفةّ رقيقةّ للغاية و هادئةّ مطـمئنة للغايةّ قد تحدثت بنبرتهاّ و هي تسألهاّ
ـ أتصدقين بـوجود عـالم به نهـايات سعيـدةّ ؟
كم بدى سـؤالها غـريبا و عـجيبا فـأمالتّ كلير رأسها قليلا ناحيتها محـاولة أن تستوعب سـؤال الأخيرةّ قبل أن تتمكن من أن تجيبها لاحظتّ تغيرّ
المفاجئ على ملامح ماري بدت شـاحبةّ أكثر تـمسكّ بطرف فستانهاّ بكل قوةّ وقفتّ و تحدثتّ بنبرةّ مبـحـوحةّ
ـ كـلير اعتني بـأليكساندر إلى غـايةّ عودتي من فـضلكّ ..
فتحتّ كلير شفتيها لكي تتحدث فما الداعي لإبقاء عينيها على أليكساندر ما دامتّ هي هنا ؟ أجل بالطبع سـتفعل لكن لم تفهم الغايةّ من ذلك في
حين ابتسـمتّ ماري بلطف شديد قبل أن تخطوا بضعةّ خطواتّ إلى الـخارجّ حينها تـحدثّ أليكساندر بعدما رفع عينيه من هاتفه الـمحمول
ـ ماري إلى أين أنت ذاهبةّ ؟ سوف يتم الإعـلانّ عن النتائجّ بعد فترةّ قليلة ..
نـظرت إليه لوهلة من الزمن قبل أن تبتسم بلطف ثم أخبـرته أنها ستعـدل ماكياجها لربما ستضع أحمر شفاه هذّا ما قالته بـضحكةّ حينما استدارت
معطية إياهما ظهرهاّ و بخـطواتّ هادئةّ غـادرتّ الغرفةّ ، أغلقت البابّ خلفها تنهدت بثقلّ شديد و سـارتّ مغادرةّ عندما لمحتّ العـديد من الصحافيين
يتجهونّ إلى قـاعةّ ما حيث يفترضّ أن يقام المـؤتمر الصحافيّ و يعلن فيه رسمياّ عن رئيس لبيير حينما تلاشتّ مقاومتها أدراجّ الـرياح و لمّ يعد
هناكّ سوى الألم الذيّ أحتل كل كيانهاّ ..
تتـألم بشدةّ تشعرّ بـأن جسدها لم يعد ملكها و طـعم الدماءّ في فمها إنها تـقاوم لطالما كانتّ تـقاوم مثلما كان يفعل والدها طـوال رحلته مع هـذا الـمرضّ
يقـاوم بكل ما يملكّ من شجاعـةّ يرفض الاستسلامّ لهذه الأعـراضّ و لطعمّ الدماءّ و لـرائحةّ الـموتّ أيضا تلاشى كل شيء من أمامها و لم تعد ترى سوى
الظلامّ فقط حينما مـدتّ يدها للأمام محاولة التمسكّ بأي شيءّ بينما يدها الأخرى تحاول الوصول إلى هاتفها لما ضحكتّ فجـأةّ قدّ ترددتّ ضحكاتها فيّ
الأرجاءّ هاهي و لما بدأت عينيها فيّ رؤية الـظلامّ تلمح شـبحّ والدها يقفّ أمامها شاحبّ الـملامح بدوره لكنه يقفّ دون مساعدةّ أحد همستّ بـحسرةّ
ـ يـا ليتني أمـلك جزءاّ من..
قبل أن تستطيع إنهاء كلماتها تهاوى جسدها على الأرض بدتّ شـاحبةّ جدا و تكح بكلّ قوة أيضا دمــاءا و لم تـبدوا واعيةّ بما حولها لما تـقدمّ هو
كان يـركضّ مسرعا عندما وقعت عينيه عليهاّ حينما وصلّ وضع يده على رقبتها يجسّ نبضات قلبها و على معصمها أيضا ، نـزع معـطفه و وضعه
حول جسدها النحيل ثم رفعها كيّ يركض مغـادراّ الـشركةّ ..
نـظرا لتـوافد الـصحافيون بكثرةّ للقاعةّ و لإشـرافّ فرانسوا عليهاّ فلم يكن الأمرّ صعبا عليه عبور كل تـلكّ الطريقّ كيّ يصل إلى سيـارته ، فتح البـابّ
الـخلفيّ و وضعها ببطءّ لكيّ تمد تـلكّ المرأةّ يديها و تمسكّها كانتّ دموعها تغزوا وجههاّ و لمّ تستطعّ التوقف ّعن البكاءّ بينما عادّ ذلك الـرجلّ لكي
يجلسّ خلفّ المقودّ قائلاّ بـسرعةّ
ـ تـبا يجب علينـا أن نسـرعّ.. نبضات قـلبهاّ انخفضت
بكتّ المـرأةّ بصـوتّ عـاليّ و هي تضعّ يديها حولّ وجه ابنتهـاّ المليءّ بدمائهاّ و حاولتّ أن تمسح تلك الدماءّ بطرفّ أناملهاّ بينما دموعها تتساقطّ
على وجنتيهاّ هي تـفقد شخصا آخر عـزيزا عليهاّ ، كم بدتّ فيّ هذه اللحـظةّ ماري شبيهةّ بـوالدها بالـرغم من أنها لم تـدركّ هي بنفسهاّ ذلكّ حتىّ
للحظةّ الأخيرةّ لمّ تـدركّ ذلكّ ..
ـ سيليـا تـبا سيليا استجمعي شجـاعتكّ بحق السماء
لم تـجبه بل اكتفت فقطّ بضم ابنتهاّ لها قد تـذكرتّ ملامح ماري الهـادئة لما زارتّ قبر والدها جوناثانّ كانت شاحبةّ و صـامتةّ تخفي أمرّ مرضهاّ عن
الكل و تبتسمّ بكل لطفّ لها سـألتها ماّذا بك ماريّ لماذاّ تغيرت هكذاّ ؟ فلم تـجد إجابةّ تشف غليلها و إنماّ الصـمتّ المحيطّ فقطّ حينماّ استدارت ماريّ
نحوها كانتّ هادئةّ فيّ تلك اللحظةّ تكاد تقسم أنها رأتّ جوناثان يقفّ أمامها لا ماريّ ، قدّ تـحدثتّ حينها طفلتها بنبرةّ جادةّ و ابتسامةّ خفيفةّ
ـ أنـا.. لربما لن أعـيش طـويلاّ ، أنـا مصـابةّ بـالسرطان .. لدي ورم خبيث من الصـعب استئصاله و إن فعلت فلن أنـجوا لذلك أمي و لذلكّ الـوقت
هلا .. وقفت بجانبي ؟ أنـا .. لا أريد الـموت وحـيدةّ
ازداد صوتّ بكائها و هي تـهزّ رأسها نفـيا لا تـريد أن تفقد شخصا آخر يكفي جوناثان .. نـظرّ إليها بطرفّ عينه ثمّ أدار المقود بكل قـوةّ لكيّ يقطعّ
إشـارةّ حمراءّ بسـرعةّ تـجاوزتّ الحد المسموحّ به منذّ زمن ، تـفادىّ أزمة الـسير تـلكّ بـتوتر شديد و هو يلقيّ فيّ كل ثـانيةّ نظرةّ نحوهماّ قدّ لاحظ
أن ماريّ بدى جسدها يزداد شحوباّ بمرور الـوقتّ مما جعـله يفقدّ تركيزه في كثير من الأحيانّ و يكاد أن يرتطم بسيارةّ ما لولا أنه تفاداها فيّ آخر لـحظةّ ،
مـدتّ سيليا يدها و أمسكتّ بيد ماريّ المرميةّ جانبا محاولةّ أن تجعلها تشعرّ بتواجدها لكنّ كانّ كل ذلكّ بلاّ فائدةّ و هي تشعر بجسدها يزداد بـرودةّ بينما
أنفاسهاّ تـختفيّ شيئا فشيئاّ فصاحتّ سيليا بـبكاءّ
ـ بـحق السماء أسـرعّ .. إنها تـحتضر
بـلعّ ريقه بصعوبةّ و زاد فيّ سـرعته قبل أن يستديرّ مجددا لما لمحّ وجهته المحددةّ نـظرّ إليه ثمّ ضـغط على الكابح بكل قـوةّ ارتطمّ رأسه بالمقودّ بينما
تماسكتّ سيليا و هي تضمّ ماريّ حينما خرجّ الرجلّ ، أشـارّ لفـرقةّ طبيةّ كانتّ تـقفّ على مبعدةّ منهم فـسـارعّـوا إلى الـركضّ نحوهم جالبين سـريرّ ناقلاّ
.. أخـذوهاّ بحرصّ و عـنايةّ و وضعوها عليهّ لكيّ تضعّ الممرضةّ أنبوبّ الأوكسجينّ على فمّ ماريّ بينما تـحدثّ رجلّ ما على ما يبدواّ أنه طبيبّ المكلفّ
بـهذّا قائلاّ بحدةّ
ـ ما الذي كنت تفعله ؟ كان يفترض بك أن تجـلبها منذّ أربع و عشرين سـاعةّ ..
اعتـذرّ الرجل فـوراّ بتوتر شديدّ في حين وضعتّ سيليا يدها على فمها محاولةّ أن تمنع شهقاتهاّ بينماّ غادرّ الطـبيبّ برفقةّ أعضاء المـشاركينّ فيّ
العـمليةّ ، أخفضتّ رأسها للأسفل ليسّ بيدها حـيلة هي بالكاد قادرةّ على التوازن تـنظر إلى أينما كانت ابنتها منـذ وهلةّ و الدموع تسقطّ على وجنتيها
دون توقف، وضـع ذلك الـرجل يده على كتفها قائلاّ بنبرةّ هادئة
ـ سيليا ليس الآن ، هي لا تـزال بحـاجة إليك ..
أومـأت بالإيجاب ثم رفـعت أنظارها للأعلى كاتمـةّ دموعها لتنج ابنتها فقط هـذا ما هي بحاجة إليه قبل أن تسرع في خـطواتها ممسكا بيدها زوجـها
و هما يركضان بـسرعةّ بينما كانت كـلمات الـطبيب تترددّ في ذهنها ، عـمليتها خـطرةّ و معـظم المصابين بنفـس مرضها يفضـلون عيشّ حيـاتهم
على الخـضوعّ إلى هذه العـمليةّ فحتى لو نجا المـريضّ إلا أن احتـمالية نجاته تماما مثلما كانّ تعادل الصفرّ و حتى لو أن العـمليةّ نجحتّ فـالورم
لن يختفي بتلك الـسهولةّ هم لن يستطيعـواّ نزعه كلياّ إذ يتبقى هناكّ أثـار له يجب عليهاّ و فور إنهـاء العـمليةّ الـخضوع للعلاج الكيماوي ..
ـ أنـا لا أريـد المـوت أمـي ..
حالما وصـلتّ وجدت سيليا أن جسد ماري يختفي خـلفّ ذلك البـابّ قد أغلق بإحكـام سوف تـخضع إلى تلك العـمليةّ الآن من الصعب عليها تـصديقّ
هذا أنها ربما ستفقد ابنتها ربما لن تراها مجددا فـجمعتّ كفيها و استندتّ على الجدارّ لتجلس أرضا تـدعو بـصمتّ و رجاءّ

/

فـتحتّ الأبـوابّ المـؤدية إلى قـاعةّ الاجتماع قد انـطلق أصواتّ التصفيقّ العـاليةّ كـذلكّ عـباراتّ التهانيّ فـوقفتّ كلير مسـرعةّ كذلكّ فعل أليكساندرّ
و تقدم كلاهما أكثرّ للأمام عندما منعهما رجال فـرانسوا من التقدم أكثر حرصا على سلامتهما ،
خـرج نـايت أولا بـرفقته كـايل على يمينه و سـوزي خلفهما بدى نايت مبتسمـا بخفةّ على شيء قاله كايل في حين كانت سوزي تضحكّ حينما
وقعت أنـظارهم على كلير و أليكساندر تـوقفّ نايت عن السيرّ كانتّ ملامحـه و للمرةّ الأولى يوجدّ عليها شيءّ غيرّ البرود ذلك الشيء المسمى
بالسعادةّ ربما تـخطى أليكساندر الـحراسّ مسرعا و هو يقفّز لـيحتضن نايتّ بقوة بينما اتجـهتّ كلير بخـطواتّ مسرعة نحوهماّ لكي تهنئ كلّ من
كايل و نايتّ معـا ،
عـادتّ سوزي تـضحكّ بخفةّ و أحـاطتّ ذراعيهاّ حول أليكساندر لتحتـضنه بكل قوةّ تمنتّ لو أن هذه السعادةّ تـدوم للأبدّ لو أنها تستطيعّ فقط تحقيقّ
هذّه الأمنيةّ قدّ شدتّ من قبضتهاّ فيّ حين تنهد كايلّ بقلةّ حيلةّ قائلاّ بحقد
ـ لا أصدق أنني خسـرتّ ، ما الذي رآه الـمدراءّ فيك على أي حـال ؟ ..
ضـربه أليكساندر على قـدمه وّ هو ينظر إليه بتحذيرّ لكي يرمقه كايلّ بحدةّ و قبل أن يدرك أليكساندر ما الذيّ يحدث رفعه كايلّ عن الأرضّ يدور
به في الأرجاءّ بينما الأخيرّ يصرخّ برعبّ قـائلاّ
ـ ما الشيء الـجيد فيك لكي تفوز ؟
رفـع نايت حـاجبه قبل أن يبتسم بكل متهكمـاّ و ساخرا حينها اندفع كايل نحوه ليضع ذراعه حول كتفه يقوم بـدفع رأسه للأسفلّ عبر رفع قبضته
محركا خصلات شعر نايت الأسود فيّ كل اتجاه بقوةّ جعلت الأخيرّ يكشرّ بانزعاج في حين كان بعض رجـال الأعـمال ينـظرون إليهم بدهشةّ غير
مصدقينّ مدى تحسنّ العـلاقةّ بينهماّ ، تـحدثّ نايت بـنبرةّ مبحـوحةّ و هو يزيحّ ذراع كايل بانزعاج
ـ أين هي مــاري ؟
نـظر أليكساندر للخلفّ فقد ظن أنها و بحلول الآن تكون قد أتتّ إلا أنه لم يجدها فيّ أي مكان لكيّ يقطب حاجبيه بـنوعّ من الاستغـرابّ كاد أن يتحدث
لما تـقدم فـرانسواّ فجـأةّ إلى الـغرفةّ همسّ بشيء ما لنـايت الذيّ نـظر إليه بهدوءّ قبل يتحدث بنبرةّ باردة
ـ كــايل لنذهب إلى المـؤتمر ..
تنهـد بقلةّ حيلة فلاّ رغـبة له الآن في رسم ابتسـامةّ مكلفة على شفاههّ مجيبا عن أسئلة الـصحافةّ الـفظة و الـوقحةّ إن صحّ القول فـهم لا يحترمون
خصوصياتّ أي أحد و ربما سيثيرون غـضبه لكن عليه التحمل إذ بعـد اليوم سيأخذ مرحـلةّ جديدة سوف يساعد نايت في إدارة هذه الـشركةّ و سوف
يعيد أمجادها تماما مثلما كانتّ لما كان جدهم قائدها ، أومـأ بالإيجابّ و خـطى الاثنين طريقهما للأمـامّ خلفهما سوزيّ الممسكةّ بـأليكساندر و فـرانسواّ
الذيّ يحرص على تفقد كل خـطوةّ يقومون بهاّ بينما تـوقفتّ كلير عن السير و هي تنظر للخلفّ حيثما كان من المفترضّ لماري أن تـعودّ
إنهـا قـلقةّ لا بل شديدة الـقلق فـماريّ لم تكن تبدوا بصحةّ جيدةّ نهيك عنّ كلماتها الـغريبةّ فـبخطواتّ مترددةّ حزمتّ أفكارها و عـادتّ أدراجها لكيّ
تتفقدها لما أمسكها شخصّ ما من يدها نـظرتّ للخلف لتجـد فـلوراّ تنظر إليها مستغـربةّ ، قـالتّ
ـ كلير ما الذي تفـعلينه ؟ الكل ّسوف يذهب للمؤتمر ..
تـرددتّ كلير أكثرّ إذ تـشعر كما لو كـأن هناك شيئا يقودها للبحثّ عن ماريّ لكن و في نفس الوقت هيّ لا تريدّ ربما لأنها خـائفةّ من أنّ تكتشفّ شيئاّ
هي مترددةّ بشأنه ، كتمتّ أنفاسهاّ قبل أن تتحدثّ بهدوء
ـ ماري لم تعد بعد و أنا ذاهبة للبحثّ عنها ..
نـظرتّ فـلورا بدورها إلى حيثما كانتّ أنظار كلير موجهةّ قد شـعرتّ كما لو كـأن ضـربةّ ما قدّ هوتّ بقلبها إذّ حالا داهمتها تـلكّ الذكرياتّ حول اختفاءّ
ماري وّ انتقـامّ ديميتريّ فابتسمتّ بتوتر محاولةّ أن تنفيّ هذه الذكرياتّ كما لو كـأنها لم تحدثّ قطّ و أمسكتّ بيد كليرّ قائلةّ
ـ سـوف أطلب من فرانسـوا البحث عنها ذلكّ سيكون أسرعّ هيا بنا
قـالت ذلك نـافيةّ بضحكةّ كل افتراضيةّ خطرت على بالهاّ فإلى أين يعقل أن تذهب ماريّ فيّ ظل هذه الضوضاءّ ؟ كما لو كـأنها تستطيعّ التحركّ فهم
محاصرون من قبلّ الصحافةّ و رجالّ فرانسواّ فيّ كل مكان ، أومـأتّ كلير بالإيجابّ و تبعتهّا ..
حينمـاّ فتحت الأبوابّ كان نايت يتـجهّ بخـطواتّ هادئةّ مرتدياّ بذلةّ رسمية قدّ نزعّ ربطةّ عـنقهّ ، خصلاّت شعره الأسودّ سقطتّ على جبينه كالعـادةّ
و نـظراته الـحادةّ الداكنةّ بينماّ هناكّ على شفتيه ابتسامةّ صغيرةّ مرحباّ فيها بالحـضورّ خـلفه كانّ يسير كـايلّ يلوحّ بـخفةّ وّ قدّ غـمزّ بخفةّ لما وقعت
أنـظاره على أليكساندر ،
وقفّ خلف المنـصةّ قدّ أخذتّ تلكّ الصورّ تلتقطّ فيّ كل ثـانيةّ له و لكايلّ المبتسمّ على يمينه يقفّ فرانسواّ يعطيّ الإشارةّ لرجاله فيّ حالةّ ملاحظته لأيّ
حركةّ غريبةّ بينماّ و على يسار كايلّ كانتّ سوزي بدتّ تبحثّ بنظراتها حينما وقعتّ على كليرّ و فلوراّ استغربتّ قليلاّ و استدارتّ لكيّ تتحدثّ مع
فرانسواّ بهدوءّ
ـ أنا لا أرى الـسيدةّ ماري ، أتـعلم مكانها ؟
نـظر إليها نايت بطرفّ عينه ثمّ عـاد بأنـظاره إلى فرانسوا الذيّ رفع هـاتفه المحـمولّ الموصولّ بكلّ الكاميراتّ قدّ طلبّ من رجاله التبـليغّ إن كان
أيّ أحد منهم رأى السيدة ماريّ فيّ حين تنهدّ نايتّ قبل أن يبتسمّ ببرودّ قد علته نـظرته الارستقراطيةّ تلكّ في حين تقدم كايل للأمام ممسكاّ بالميكروفون
بعدّ رؤيته لعدم تجاوبّ نايتّ للإعلامّ و ابتسمّ بخفة قـائلاّ بلهجته الـمرحةّ
ـ أولاّ أود أن أقدمّ لكّم جـزيلّ الـشكر لـحضوركم أيها السـادةّ الكرام و أود أنّ أعلن لكمّ بدون أي تـأخيرّ عن رئيس شـركة لبيير القــادمّ نـايت لبيير ..
عـلا الـضجيجّ فيّ المكان و أخذّ الكل يصفقّ بحماس فيّ حين وقفّ نيكولاسّ بكلّ فرحةّ مصفقاّ بكل سعادةّ بينماّ تـقدمّ نايت إلى جانب كايلّ بعد أن رمقّ
فرانسواّ بنظرةّ باردةّ ثمّ تـحدثّ بنبرةّ هادئةّ
ـ شكراّ جـزيلاّ لدعمكم لنـاّ طـوال هذّه الفـترةّ .. ـ أكمـل هامساّ ساخرا ـ بالرغم من أنّ ذلك لم يحدثّ قط
تنهـد بهدوءّ محاولا الحفاظّ على رباطةّ جأشه فيّ حين ضحكّ كايل بخفةّ على كلماتهّ إذّ أن الإعلام فعلاّ هو الـسببّ خلف معظم مشاكلهمّ و الكلّ يعلمّ
الجميعّ من بهذّه القاعةّ يدركّ عدم حيزّ الصحافةّ على رضا نايتّ فهو لمّ يقم أبداّ بقبولّ جلسـةّ مقابلةّ أو أي شيء من هذاّ القبيلّ فيّ إحدى السنواتّ
كان من الصعبّ عليهمّ التقاطّ صـورةّ له بينماّ عـاد الصحافيونّ إلى أسئلتهمّ تلكّ ،
ـ سيدّ نـايت ما هـو شعورك الآن و أنتّ على مقعدّ الـسلطة ؟ ، أخبـرنا السيدّ كـايل هل أنت موافق على قـرار الـمجلس ؟ مـاذا عنّ شـعورك ؟ ألستّ
تستحق المـنصبّ أنت أيضا ؟ ما هي مخططاتكما القادمة ؟ إن كـان السيد بيتر حيـا هل كان سيوافق على قرار المجلس ؟ سمعـنا عنّ حـادثةّ السيدة
إليزابيثّ هل هي صحيحـةّ ؟ يبدوا أنه ..
الـكثيرّ من تلكّ الأسئلةّ أدتّ بهما للضجرّ فالبعضّ قد تمادى فيّ تساؤلاته لكن بالرغم من ذلكّ أجاب كايلّ عنهم بكل رحابةّ صبرّ بينما اكتفى نايتّ
بإجاباتّ مختصرةّ مقتضبةّ حينما تـقدم أحدهمّ من أليكساندر الجالسّ فيّ المقدمةّ يراقبّ ما يحدثّ بابتسامةّ ثمّ وضـعّ ورقةّ ما بيدّه قبل أن يـغادرّ مسرعاّ
لما أمسكّه أحدّ رجال فرانسواّ ، فيّ حين نـظرّ أليكساندر إلى الـرسالةّ بإستغراب عندها قطب حاجبيه و أشـار لحارس بأن يتركه يذهب ثمّ وقف هو
بهدوءّ و اتـجه بخـطواتّ سريعةّ مغادرا القاعةّ و هو ينظر إلى تلكّ الكلماتّ الصغيرةّ التي احتلتّ القطعّة الصغيرةّ من الورق ..
ـ اتبعني ..
حالماّ وقف خارجا في الـرواقّ مـد ذلكّ الـرجلّ له هاتفا ما فأمسكه أليكساندر بترددّ لابد أن المتصل هو ديميتري لا شكّ بذلك لكنّ لما يريده هوّ ؟ ربما
لأنه لا يستطيع الوصول إلى نايت فيّ ظل هذه الأجواءّ ، تنهدّ أليكساندر مستجمعا رباطةّ جـأشه ثمّ ضغطّ على السـماعةّ كي ينتقلّ إلى مسامعهّ
صوت ديميتريّ البـاردّ بلكـنته الـروسيةّ
ـ هل نـايت بجانبك ؟
أجلّ بالطبع و لماذا قد يبحث عنه ديميتري ؟ فـهو بالكاد يطيقّ الـحديث معه إذن لماذا قد يريده ؟ تنهد أليكساندرّ مستاء من نفسه لأنه رفع آماله قـليلا
لا بل كثيرا أراد أن يشعر بأن ديميتري يهتم به و لوّ حتى قليلا لكن أمنيته تلكّ مستحيلة الحدوثّ فتحدث بنبرتـهّ الهادئةّ
ـ لا لكن يمكنني أن أوصل رسـالتكّ إن كنـت تـريد ذلك
ابتسم ديميتري بـبرود و نـظرّ من حوله جـدرانّ الغـرفةّ المـطلية باللون الذهبيّ و الأحمرّ إلى جـانبّ السجادّ و الأريكةّ كلّ شيء متناسقّ قدّ عاد تماما
كما كان سابقا فحكّ جبينه مجيباّ إياه
ـ أريـده هو .. أعطيني إيـاه
تـنهدّ أليكساندر و لم يجد ما يقـوله كم كان هـذا مؤسفا حينما شعر بيدّ شخص ما على كتفه استدار للخلف و نـظرّ إلى نـايت الـذي مد يده نحوه يطلب
منه أن يعطيه الهاتف لما انتقل إلى مسامعه صوتّ ضجيجّ فيّ القاعةّ ربما لأن الصحافيين اعـترضوا على مغـادرةّ نايت مسرعاّ فلم يتسنى لهم طرحّ
الأسئلة عليهّ بينما أخذّ كايل يهـدأ الأوضاعّ قائلاّ بأنه يتـوجبّ عليهما فعلا المغادرةّ إذ لم تنتهي جميعّ أعمالهم ، فيّ حين أخذّ نايت الهاتفّ قائلاّ بنبرةّ
باردةّ مبحوحـةّ
ـ ما الذيّ تـريده ديميتري ؟
حالما انتقل صوتّ نايت إلى مسامعه ضحكّ ديميتريّ دائماّ ما يسارع إلى الإجابةّ عن اتصالاتهّ أينبعّ ذلكّ عنّ حب ربما ؟ بينما نظر أليكساندر إلى نايتّ
الهادئّ ثمّ تـحدثّ بنبرةّ مستغـربةّ
ـ نـايت يتوجب عليكّ العودةّ
حـركّ نايت خصلاتّ شعر أليكساندرّ بعشوائيةّ و هو يسيرّ للأمام لكيّ يتبعه بصمت لما سمعّ صوتّ شخصّ ما فيّ القـاعةّ فابتسمّ لا إرادياّ إذ كان ذلك
صوتّ ويليامّ الذيّ دخل تـواّ إلى الغـرفةّ من أجلّ التخفيفّ من حـدةّ مغادرةّ نايتّ اللا مباليةّ و هو يضحكّ بكلّ خفةّ بجانبه كايلّ المستنكرّ لما يحدث ،
تحدثّ ديميتري بنبرةّ متلاعبةّ ساخرةّ
ـ أردتّ أن أحرص على تهنئتكّ بنفسي ناي ، تهانينا الحـارةّ فقد حققتّ كل أهـدافكّ .. سيسعدّ والدنا بإنجازاتك
لمّ يجبه نايتّ بأيّ شيءّ بينما ضحكّ ديميتريّ بكلّ قوةّ فأيّ نكتـة هذّه والدهم لنّ يفرحّ بأيّ أنجازّ قدّ يصلون له لاّ بلّ لن يفرحّ بأيّ انجاز سوفّ يصل
له هوّ لكنّ نايتّ شيءّ آخر هوّ الابن المفضلّ لنيكولاسّ بالرغم من أنه لمّ يطـعه قطّ إلاّ أنه استطاعّ بطريقةّ أو بأخرى أن ينـال إعجـابهّ فـقلبهّ فحبـه لهّ ،
تحدثّ نايت بنبرةّ هادئةّ
ـ أعـتقدّ أنه قدّ حان الوقتّ .. أليس كذلكّ ؟
ابتسمّ ديميتريّ بخفوتّ و هو يحركّ المسدسّ بين أناملهّ عابثاّ قبلّ أن يوجه فوهته نحوّ صورةّ ماّ معلقةّ فيّ الجدار كانت لنيكولاسّ أغلقّ عينهّ اليسرى
مستمتعاّ ثمّ قالّ بضحكةّ
ـ أجـلّ أنـا أنتـظركّ عزيزي فيّ مكـاننا المعتـادّ .. لا تتأخر
أغلقّ السماعةّ و هوّ يضحكّ بكلّ قوة حينماّ نـظرّ نايت إلى الهاتفّ ببرودّ هاهوّ قدّ وصل كلّ شيء إلى نهايتهّ كل معـركةّ إلى نهايتهاّ الخاصةّ وّ قدّ حان
وقتّ ظهورّ منتـصرّ واحدّ لاّ شخصينّ لا ثلاثةّ فقطّ واحدّ ، أغلقّ عينيهّ لوهلة من الزمنّ محاولاّ التـركيزّ ثمّ نـظرّ إلى أليكساندرّ الذيّ يرمقه بقلقّ قبلّ أنّ
يتنهدّ بنوعّ من الـضجرّ كادّ أن يـعود أدراجـهّ عندماّ سمعّ صوتّ خـطواتّ راكضةّ مسرعةّ خلـفهّ فاستدارّ بإستـغرابّ حينما رأىّ سوزيّ تركضّ نحوه تتعثرّ
بخـطواتهاّ خلفهـاّ كلير و فـرانسواّ حينماّ وصـلواّ تـحدثّ نايت بنبرةّ منـزعجةّ
ـ ما الذيّ تفعلانه ؟ أليسّ من المفترضّ أن تـراقبا المـؤتمر الـ ..
كانتّ كلماتهّ أو بالأحرىّ أوامره واضحةّ لكنّ لم يكنّ يبدوا أنّ فرانسواّ أو سوزيّ قد استمعا إلى ما قاله تـواّ يدركانّ أن ما حدثّ سيجـعله يثورّ غضباّ لاّ
بلّ سيقتلهما فـوراّ فهاهما يفشلانّ فيّ حمايتها للمرةّ الثالثةّ حينهاّ لمّ يستطعّ فرانسواّ احتـمالّ الأمرّ احتـمالّ فشلّه لكيّ يجلسّ على الأرضّ قائلاّ بنبرةّ
مبحـوحةّ
ـ سيديّ أنـا أسفّ أنـا.. أرجـوك أنهي حيـاتيّ فذلكّ أرحم ليّ من رؤيةّ فشليّ
نـظرّ إليه نايتّ بهدوءّ قبلّ أن يستديرّ متنهدا فيّ حين جلست كليرّ على ركبتيها و هي تضعّ يديها علىّ كتف فرانسواّ محاولةّ أن تخففّ من وطأة الأمرّ
عـليهّ بينماّ تـرددتّ سوزيّ كثيراّ و لمّ تستطعّ التحدثّ حينماّ قالّ نايت بنبرةّ صـوته المبحوحةّ
ـ هـلّ حدث شيء لماري ؟
كتمتّ سوزيّ دموعهاّ إذ أنها فشلتّ بدورها فيّ حماية ماريّ كيفّ تستطيعّ أن تختفيّ لاّ بل أن يأخذهاّ ذلكّ الرجلّ وسطّ كلّ أولائكّ الحراسّ وسطّ مراقبتهمّ
و فيّ ظل حمايتهم أيضاّ حينها أخفضّ كل من فرانسواّ و سوزيّ رأسيهما قائلاّ بنبرةّ شديدةّ الأسفّ و الألمّ
ـ أنـا أسـفّ / آسفة سيدي لم أستـطع حـمايتها
اتـسعتّ عينا أليكساندر بدهشةّ و صدمةّ شديدةّ سرعانّ ما أمسكّ بيدّ نايتّ كـأنه يترجاه علىّ نفيّ ما قالاه تواّ لكنّ و حينما وقعتّ أنظاره علىّ نايتّ
ازدادت صدمتهّ إذّ بدتّ ملامحّ الأخيرّ بدورّه مصدوماّ ربماّ شاحبّ الوجه قدّ تغـيرتّ نظراته الـباردةّ لتحتويّ شيئاّ لم يستطعّ أليكساندر حينها تفسيرهّ
أكانّ قلقاّ أمّ شيئاّ ما ؟ وضعّ يده على جبينه ثمّ رفع خصلاتّ شعره الأسودّ بـهدوءّ قبل أن يستديرّ مغادراّ قائلاّ بنبرةّ باردةّ
ـ سوفّ أسافر إلى حين عـودتي أريد منـكم إيجـادها و إن لم تـفعلا ..
رمـقهما بـنظراتّه البـاردةّ التيّ سرعان ما تغيرتّ بدورهاّ كانتّ تحتويّ غضبا شديداّ بلّ هادراّ لا يمكن وصفهّ إنها ليستّ المرةّ الأولىّ لاّ الثانيةّ بلّ
الثالثةّ إلىّ متى سيستمر إهمالهم ؟ و هوّ الذيّ يأمرّ بحمايتهاّ أكثرّ من أيّ شيءّ آخرّ ، تـحدثّ بنبرةّ مـهددةّ شديدةّ التحذيرّ
ـ إن لم تفـعلا فلا تتعبا أنفسيكما بالـظهور أمامي مجددا ،..
كانتّ أوامره واضـحةّ فلم يـعد هناك أي مجال للخـطأ تـبا كل ما طـلبه منهما هو حمـايتها إذ و في كل المواقفّ في أيّ شيء يصادفونه فـإن حمايتها
هو الأولويةّ القصوى إذن لماذا يستمر بفقدانهـاّ بإستمرار ؟ لما و هو شديد الحـرصّ على حمايتها ؟ حينها أمسك أليكساندر بيده فـنظر إليه نايتّ بحدةّ
لكنه سرعان ماّ غير ملامحـهّ لكي ّتـكون أقلّ حدة و بروداّ لما تـحدث أليكساندر بتوتر
ـ أنـا سـأذهب مـعك .. إنني فرد من عـائلة ماكاروف أيضا و .. أنـا أريد إنقاذ ماري لذا .. اسمح لي بمرافقتك
تـركه يرافقه سيعرقل تـحركاته أكثرّ كما أنه لربما سيوقعه فيّ مشاكل أكبر لكن بالرغم من أنه لا يريد تعريضه للخـطرّ إلا أن أليكساندر جزءّ من عائلة
ماكاروف لديه دمائهم تنهدّ نايتّ قبل أن يستديرّ مغادرا حينها تـبعه أليكساندر بخـطواتّ سريعةّ بعد أن ألقى نـظرةّ خافتةّ للخلفّ رأى فرانسواّ منحنياّ بالكاد
يستطيع أن يرفع رأسه ندما كذلكّ سوزي فلم يجيبا علىّ أوامر نايتّ سوى بصوت خافتّ لم يسمعّ قطّ ، يريد أن يبقى لكنه يعلم جيدا أن بقائه لن يفيد
أحداّ لذا من الأفضلّ له الذهاب و رؤيةّ ديميتريّ سيضعّ حدا له سيطـلبّ منه بكلّ صدقّ أن يعود معهما ربما أن يسمحّ له بمناداتهّ ربمـا من أجل أن
تتحسن الأمورّ أن يصبـحوا أفضـلّ ..



آنتهـى -
__________________