عرض مشاركة واحدة
  #110  
قديم 12-28-2015, 06:11 PM
oud
 
فيّ تـلك الليـلة كان يجلس على حـافةّ الـشرفةّ بغـرفته مغـرقا نفسه بالظلام فقطّ و لا شيءّ آخر غيرّ الظلامّ الدامسّ ملامحـه شـاحبةّ للغايةّ و نـظراته
الباردةّ صارتّ باهتةّ خـافتةّ فـارغةّ كـتفه مضمدةّ كذلكّ جزءّ من بـطنه خصـلاّت شعره الأسودّ سقطّت على جبينه كذلكّ ذراعيه قدّ سقطتا على جانبيهّ
بينماّ أسندّ رأسه للخلفّ مـغلقاّ عينيه عندما سمعّ صوتّ دقّ على البابّ لم تكنّ لديه الرغبةّ فيّ الحديثّ لكنّ الطارقّ قدّ دخل على أيّ حال غيرّ مستجيبّ
لعدم رغبتهّ لم ينظرّ نحوه فتقدم فرانسواّ للأمامّ كانّ و بذلكّ الرواق يقفّ البعضّ و لمّ يكن يملكّ معظمهم الجّرأة لدخولّ إلىّ ممـلكتهّ هذه ، تـحدثّ فرانسواّ
بنبرةّ مرتبكةّ جداّ و شديدةّ التـوترّ
ـ سيـدي هل ليّ بـ ..
تـوقفّ عن الـكلامّ غير قـادر على إيجاد الشـجاعةّ أخفض رأسه للأسفلّ في الـغرفةّ الـمجاورةّ كانت فـلورا مغشيا عليهاّ بـرفقتها ويليام ممسكا بـيدهاّ بينما
و فيّ القـاعةّ الـرئيسيةّ كان كايل ينـظرّ بكلّ هدوء إلى ضـيوفه مجبرا نفسه على الابتسامّ و هو يـنظر إلى الأعلى تـارةّ لم يكن يجدر به أن يقيم هذه الحـفلةّ
لكن لم يستطع رفض دعوة مـدراء الشـركةّ قد كان هذا بمثابةّ احتـفال بمناسبةّ تعيين الـرئيسّ الجديد لبيير كان بـرفقته على يـمينه تقفّ كلير مبتسـمةّ
بلطف مرحبـةّ بالـضيوفّ كذلك والدها روي ، فتـنهدّ فرانسوا بـأسى شديدّ و نـظر إلى سوزي التيّ تـقدمتّ لتـقفّ بجانبه عندما خـطىّ أليكساندر خـطواتّه
داخل الـغرفة كان هادئا على غـيرّ عـادته شاحبّ الملامح اتـجه ببطءّ و جلس بجانب نايتّ لما تـحدث الأخير بنبرةّ مبـحوحـةّ
ـ أين هي ماري ؟
عـظ فرانسوا على شفته سفلى و تبـادل النـظراتّ مع سوزي قدّ كانت تكتم دموعها أخفض كلاهما رأسيهماّ بـأسى و نـدم فيّ آن واحد هـما يـعلمان أنّ
نايت قدّ فـقد ديميتريّ البـارحةّ لما كان يحاول إنقاذه لكن لا مجال لتـأجيل هـذاّ ، فتـحدث فرانسواّ
ـ بـخصوص هـذا ، سيـدي .. لقد تـقصينا أثـرها و وصلـنا إلى إحـدى المـستشفيات سـألتهم عنها ، سيدي يبـدوا أن الآنسـة ماري كانت مـصابة بـالسرطان
اتـسعتّ عينيه بـصدمةّ و التفت بسـرعة نـاحيةّ فـرانسواّ حاول أن يجد فيّ ملامحه أيّ أثر للمزاحّ ربما ما قـاله كانّ مجرد كـذبةّ لكن دموع سوزيّ و شهقاتها
أثبتتّ ما قدّ سمعت أذناه تـواّ حينما انحنى فرانسواّ قائلا بنبرةّ متـألمة
ـ سيدي يـؤسفني أن أعـلمك بـأن الآنسة ماري تـوفيت إثـر عـمليةّ خطيرة قامتّ بها قد كانت فرصةّ نجاتها أقل بـكثيرّ من موتها لذلكّ .. أنـا أسـف جدا
وضع يده على جبينه قبلّ أن يـطلقّ ضحكـةّ مبـحوحةّ خافتةّ و هو يستند برأسه علىّ الـجدار الذيّ خلفه في حين وقفّ أليكساندر كيـانه بأكمله يرتجفّ
بينما تـقدمّ فرانسواّ من نايتّ ببطءّ ثمّ جذب بـرقيةّ ما من جيبّ سترته قدمها له قـائلاّ بخفوتّ
ـ لقد أعـطتني هـذا والدتها السيدة سيليا و رفـضتّ تسليمنا جـثةّ الآنسة ماري ، أنـا أسف
مـد نايتّ يده كانتّ تـرتجف لكنه استطاع أن يمسكّ البـرقيةّ حالما فتحها سقطّ شيءّ منها أرضاّ قد كان يلمعّ بضوءّ خافتّ فانحنى ليلتقطـهّ سرعان ما
اتسعت عينيه بصـدمةّ إذ كان هـذا القلادة التي أعطاها إياهاّ أحكم الـشدّ حولها ثمّ أخفضّ رأسه قبل أن يقول بنبرةّ هادئةّ
ـ ليـغادر الـجميع ..
نـظر إليه فرانسوا بـترددّ لكنه نفذّ أمره مسـرعاّ مغادرا الـغرفةّ برفقةّ سوزيّ مغلقين البـابّ خلفهما بينماّ بقيّ أليكساندر على حالته تـلكّ غيرّ مصدقّ ما سمعه
تـواّ حينماّ استند نايت على ركبته ببطءّ مغـلقاّ عينيه لولهةّ من الزمنّ قدّ مرتّ بذهنه ذكرى ليستّ ببعيـدةّ
ـــــ نـظر إليهاّ من خلف ّنظارتيه الطبيتين فدّ بدت عليه ملامح الهدوء و البرود في آن واحد مجرد ما أن وقعت عينيه عليها أدرك حالتها إنها غير طبيعية
من اصفرار وجهها إلى توترها الملحوظ ثم تجنبها النظر نحوه مباشرة فأومأ بالإيجاب لكي تضحكّ بخفة و هي تتقدم نحوه كان يجلس خلف مكتبه محاطا
برزمة كبيرة من الورق فجلست أمامه على الكرسي أو بالأحرى بمثابة أريكة مصغرة ثم ابتسمت بخفة ، لكي يعود إلى العمل قائلا بنبرة هادئة
ـ أهو كـابوس آخر ؟
التزمت الصمت لوهلة من الزمن قبل أن تومئ إيجابا فلا فائدة من إنكار ذلك أمامه فبقي ساكنا يكمل قراءة ملف آخر لكي تضع ماري رأسها على المكتب
بنوع من الإرهاق و التعب في آن واحد مغلقة عينيها حينما تحدثت بنبرة غـريبةّ نوعا ما
ـ نايت
همهم بهدوء دلالة على سماعه لندائها لكنها لم تقل شيئا فرفع عينيه نـحوهاّ لم يستطع أن يرى وجهها إذ كانت مختـبئة حلف عدةّ ملفات تمسكها بين يديها
بمثابة حاجز فقطبّ حاجبيه مستغربا بينما قاومت ماري دموعها لكنها لم تستطع فعادت تنزل على وجنيتها بقوة فقالت بنبرةّ حاولت جاهدة فيها أن تخفي
بكاءها و لأول مرة استطاعت أن تفعل ذلكّ إذ بدت نبرتها مبحوحةّ
ـ أنا فعلا أحبك
وضعتّ تلك الملفات على رأسها لكي تمنعه من رؤية دموعها في حين توقف هو عن الكتابةّ فنظر نحوها كانت ملامحه هادئةّ كعادته قدّ سقطتّ خصلات
شعره الأسود على جبهته بينما عينيه الداكنتين تنظران إليها قبل أن يتحدث بنغمة ذاتّ بحة خفيفةّ
ـ أعلم ذلك
فهزت رأسها بالإيجاب و قد ازدادت دموعها لكي تغمر وجنيتها حينما و بحركة منه أمسك الملفات لكي يبعدها عنها لكنها زادت من قوة قبضتها عليها
فتوقف عن الجذب في تلكّ اللحظة التي تركتها ماريّ فجأة كي يرفعها بعيدا عنها حينما رأى ملامح وجهها كانتّ وجنتيها حمراوتين أنفها كذلك بينما عينيها
مترقرقتين بدموعها في حين أخذت البعض تشق طريقها على خديها قالت بابتسامة صادقة ضاحكـةّ
ـ أنا سعيدة لأنك تصدقني الآن
اتسعت عينيه بدهشةّ و لأول مرةّ يفقد لسانه التعبير عن ما يجول بذهنه كما لو أن الكلمات لم تسعه ربما أو لم تكن مناسبة لما يريد التفوه به في حين
عادت ماري تضع رأسها على المكتب بإبتسامة خفيفة مجرد أكاذيب لا ليست كذلك لم تكن كذلك على الإطلاق ، أرادت حينها أن تتجه لوالدها تخبره أنها
واجهت واقعها إنها تفعل لمستحيل لتواجه واقعها بالرغم من أن الجهد الذي تبذله ليس كافيا
ـ ما نوع الكابوس ؟
ضحكتّ بخفةّ يا ليته كان مجرد حلم فقط لا إنه يعبر عن أكبر مخاوف لها من تلك الأشياءّ التي لا تريدها أن تحدث أبدا بينما قـطبّ ه وحاجبيه باستغراب
أكبر غـير أنه قد عاد لكتابة تـقريره منتظرا إجابتها و لم يطل انتظاره طويلا فقد تحدثت هي بنبرةّ مرحة نوعاّ ما لكنّ و بتلكّ اللحظة كمّ كانتّ تحملّ من ألم
ـ .. أنني لم أقل الحقيقة أبدا و ذلك آلمني بشدة لكن لا بـأس الآن ــــــــــ
ضـربّ قبـضتـه بقـوةّ على الأرضّ لما لم يدركّ ذلكّ سابقا ؟ كان يـعلم أنها تـخفيّ شيئاّ كان يدركّ من خلالّ كلماتهاّ أنها تـحاولّ أن تخفيّ شيئا عنه فـلماذاّ
لم يلقي للأمر اهتماما أكبـرّ ؟ لماذا لمّ يسـألها أكثر كانتّ لتـجيبهّ ، صــاحّ بنبـرةّ غـاضبـةّ
ـ اللـعـنة..
أمسكّ بـرأسه قـد كـان يصـرخّ بكل عـصبيةّ مردداّ هـذّه الكلـمةّ فقطّ جـسمه بأكمله يرتجفّ ملامحه شـاحبةّ و نـظراته باهتـة خافتـةّ قدّ فقدتّ وميضها ، يقـولون
عـنه أنه فـازّ يـستمرون بإخبـارهّ أنه ربحّ لكنّ أين هو انتـصاره هذاّ الذي يتحـدثون عنه ؟ أيسمى فقدان من يحب واحدا تـلو الآخر انتصـاراّ ؟ والدته رحلتّ كذلكّ
نيكولاسّ ، بيتـر و هاهو خلفه ديميتريّ يـرحلّ أيضاّ لتتبعه ماريّ .. تـحدثّ بنبرةّ أليمةّ هامسةّ
ـ أرجـوك عـوديّ ..
سوفّ يجن إن استمر على هـذّه الحال سيجن بكلّ تأكيد إنه يشعرّ كما لو كـأن هناكّ يد تسـحبهّ للأسفلّ تـحاولّ أن تـأخذّه فصـاحّ بقوةّ مجددا قدّ دفعّ مائدةّ
الزجاجيةّ بعيـداّ عنه لكيّ تسقطّ أرضاّ و يتناثرّ الـزجاج فيّ كل مكانّ قدّ كانتّ يده تنزفّ فنظرّ إلى دمائه قبلّ أن يسقطّ للخلفّ يضع ذراعه علىّ عينيهّ متـحدثاّ
بنبرةّ هادئةّ
ـ أهي لـعنة ؟ أن أفـقدّ جميـعّ من أحببتّ ، هل هـذا مصير ماكاروف أم أن شبح نيكولاس لا يزال يلاحقني ؟
اقـتربّ منه أليكساندر ببطءّ ثم جلسّ بجانبه ملتـزما الصـمتّ بينما دموعه تنهمر علىّ وجنتيه ، مصير ماكاروف حتىّ بعد موتّ نيكولاسّ لا يزال قانونه يسري
عليهمّ يجب عليهمّ فقدان كلّ ما امتلكوه سابقاّ فقدانّ جميع منّ اهتموا بهم أهو قد ماتّ فعلا ؟ فنـظرّ أليكساندر إلى نايتّ قد كان يخفي عينيهّ حينما لمحّ دمـعةّ
مليئةّ بالـحرقةّ و الألمّ قالّ بنبرةّ مبحـوحةّ هادئةّ
ـ لقدّ بتّ أجد العيـش صعبـا .. ' تـحدث بنغـمةّ صوت ضـاحكةّ ' ربما يجدر بي الموت أيضا
نـظرّ إليه أليكساندرّ بدهشةّ سرعانّ ما أحاطّ ذراعيه حولّ نايتّ و هوّ يبكيّ مـحاولا أن يقنعه بالعدول عن رأيهّ فإن فقدّ نايت أيضا هو سيجنّ لا بل هو
بالفعل على حافةّ الجنون كلّ ما يمنعه من ذلكّ هو بقاءّ نايت بجانبه فإن رحل أمله بعيـدا إن رحلّ الشخص الوحيدّ الذيّ يعتمد عليه فما الذي سيتبقى له ؟
حينها وضعّ نايت يده خلفّ رأس أليكساندر متحدثاّ ببحة
ـ أنـا أمزح أيها الأحمـقّ ..
اعـتدلّ في جلسته ببطءّ و نـظر إلى أليكساندر المتمسك به بكلّ قوة عنـدما فتح باب الـغرفةّ فنـظر نحو القـادمّ لم يكن أحدا سوىّ كايلّ الذيّ بدى مرهقاّ اتجـه
نحوهما و هو ينظرّ إلى شظايا الزجاج بـهدوءّ قبل أن يستلقيّ على الـسريرّ ، تـحدث بنبرةّ متعـبةّ
ـ لقدّ قلت لك .. أنها سترحل يوما ما لكنّ لم أكن لاعتـقد أبدا بأنها ستذهبّ بهذه الـطريقةّ
رمـقهّ نايت بـهدوءّ و لمّ يقل له شيئّا إذ أنه محق في كلماته لكن و بهذه اللحظة بالذاتّ بدتّ هذه الكلماتّ قاسيـةّ للغايةّ تحمل وقعا مؤلما ربما لأنهم بالفعل
قدّ فقدوها و بالفعل قدّ رحلتّ فيّ حين استدارّ كايل نحوه كانتّ نظراته حـزينةّ و مرهقةّ قدّ سـأله
ـ أنـت تـحبها أليس كذلك ؟
كانتّ ملامح نايت شـاحبةّ كذلكّ نـظراته الـحادةّ فـارغةّ بـاهتةّ حينماّ انتقلت إلى مسامعه سـؤالّ كايل حينها ضحكّ بـخفة و ما فائدةّ ذلك الآن ؟ وقفّ ببطءّ
و نـظر إلى ذراعه التي كانت تنزفّ طوال تلكّ المدة ثم اتجـه بخطواتّ هادئةّ نحو خـزانتهّ ، حمل حـقيبة ماّ و أخذ يضعّ ملابسه فيهاّ بعشوائيةّ لكي يعتدل
كايلّ فيّ جلسته
ـ إلى أين أنت ذاهب ؟ أنت تعـلم أن الحفلةّ مقامة بشـرفكّ فإلى أين أنت مغادر ؟
هـزّ كتفيه بلا مبالاة منذ متى هو يهتمّ بهذه الإشكالياتّ ؟ رفـعّ حقيبته و نـظرّ نحو أليكساندرّ الذيّ يرمقه بدهشةّ يريد أن يسـأله أن يطلبّ منه الذهاب معه
ذلكّ واضح جدا فتنهد نايتّ و تحدثّ بنبرةّ هادئةّ
ـ أحـتاجّ لاستعـادةّ أفكاريّ قـليلاّ .. أليكساندر أطلب من سوزي تـحضير حقيبتك نحن مسافران
لمّ يقل كايل شيئا إذ أنه حتى لو أراد فلن يستطيع إقناعه فنـايتّ بالفعل بحاجةّ إلى فتـرةّ راحةّ لاستعـادةّ نفـسهّ بعدّ فقدان كلاهماّ لذاّ اكتفى بإلتـزام الصمتّ
بينما سـارعّ أليكساندر فيّ تنفيذّ مـا أمره به نايت تـواّ إذ أنه هو الآخر بحاجـةّ للابتعاد عنّ هذا القصرّ عن كلّ شيء يذكره بها حالما غـادرّ أليكساندر ، جلسّ
نايت بإرهاق علىّ الأريكة و هو يسند رأسه للخلفّ واضعا ذراعه على وجهه يـريدها فقطّ أن تـعود هلّ هذه أمنيةّ صعبةّ ؟ لما انتقل إلى مسامعه صوتّ شخصّ
ما مجيبا عنّ أفكارهّ كما لو كـأنه قدّ قـرأها
ـ هـذا مستحيـل و أنت تعـلم ذلكّ حتى لو غـادرتّ المنزلّ و لو غادرتّ لندن بأكملها فـأنتّ لن تجدها نايتّ لقد رحـلتّ و هذه المرةّ للأبد هيّ لن تعودّ
نـظر نايت نـاحيةّ ويليامّ الذيّ قد أتى تـواّ بصـمتّ قبل أن يقفّ ممسكا بـحقيبته فـوقفّ ويليام بدوره فيّ طريقه يرفع ذراعيه علىّ جانبهما قدّ كانتّ ملامحـه
مـتألمةّ حزينـةّ لحالّ صديقه لحـالّ خـطيبته و لفقدانّ فـردّ مهم من عـائلتهمّ ، رمـقه نايتّ ببرود بعد ذلكّ تقدم خـطوةّ للأمام قـائلاّ بنبرةّ مبحـوحةّ
ـ لن تـغير رأيي ويليام ..
لمّ تغادر نـظرة الإصـرار ملامح ويليامّ فاتـجه نحوه كايلّ و وضع يده على كتفه قبل أن ينفيّ برأسه ما يحاول ويليامّ القـيام به أجلّ هوّ يتفهم خـوفه و قلقه
على نايتّ إذ أن حـالته حالياّ لا تسر أبداّ و بالكاد يستطيعون التنـبؤ بتصرفاته نـهيكّ عن هـدوءه المـريبّ لكنّ أن يبقى نايت هنا هو أكبرّ خطـأ يرتـكبونه بحقه ،
كيف ّيستطيعّ العيشّ بين جدران هذا القصر مجددا ؟ كيفّ و قدّ توفيّ اثنين من أحبائهّ في يوم واحدّ و هو لم يستطع أن ينقذ أيّ أحد منهما ،
قـال كايلّ بنبرةّ هـادئةّ
ـ أوعدني .. أنك ستـعود
التـزمّ نايت الـصمتّ بدى مصمما على الـرحيلّ قدّ سئم العيش هنا ليسّ و كل ذكرياته تـحيطّ به فيّ كل زاويةّ من أرجاءّ هـذا المنزلّ فأشاح وجهه بعيـداّ
لا يريد العودةّ لكيّ تسقطّ يد كايلّ جانبا كذلكّ تغيرت ملامح ويليامّ و قدّ صاح بـألم
ـ أو تـظن أنك الـوحيد الذيّ يتـألم لموتها ؟ أو تـظن أنكّ الـوحيد الذيّ كان ..
رفعّ قبضته لكيّ يـسددّ لكمة سريعةّ نحو نايتّ لكنه توقفّ في منتصفّ الطريقّ الجـروح تـملأ جسدّه كتفه مضمدةّ من إثر الـرصاصةّ التي اخترقته قدّ ظهرت
بقعةّ دماءّ عليهاّ كذلكّ ذراعه الأخرىّ و جرح فيّ جبينه كذلكّ شـفته السفلى إنه بحالةّ يرثى لهاّ و هو لا يعلمّ كيفّ يمد يد العونّ له عنـدماّ دخل أليكساندر
الغرفةّ قائلاّ بنبرةّ هادئة
ـ نـايت أنا جاهز
ارتدى نايت معـطفه ببطءّ بينما أمسكّ فرانسوا حقيبته ثم سـارّ بخـطواتّ هادئةّ لا يكاد أن يكونّ لها أيّ صوتّ مغـادراّ بجـانبه أليكساندرّ فيّ حين بقيّ
كل من كايلّ و ويليامّ في مكانهماّ يريدان إيقافه غير أن هذا مستحـيلّ ، عـبرّ الرواقّ ثمّ المصعدّ بعد ذلكّ سـار الاثنين وسطّ ضـيوفّ الحفلةّ الذيّن حالما رأوه
قدّ علت تصفيقاتهمّ فيّ القاعةّ لكنه لم يستدر نحوهم قطّ فعـمّ السكونّ .. وضـعّ فرانسوا حقيبتهما فيّ السيارةّ وّ اتـجه ناحيةّ المقودّ فتـحدثّ
نايت بنبرةّ مبحـوحةّ
ـ ربمـا لن أعـود
__________________