عرض مشاركة واحدة
  #114  
قديم 12-28-2015, 06:14 PM
oud
 
ـ أنـا أسفة .. لم أكن أريد منك الـعودةّ ماري إنه لا يستـحقك ، لم أكن أريد منك أن تعاني مجددا .. لم أرد أن تعيدي نفس معـاناتي مـجددا ،
أن تـحبي الـرجل الخطـأ بكل ..
ـ لا بـأس ..
نـظرت سيليا نـحو ماري قد كانت هـادئةّ جدا قبل أن تضع يديها في جيبها ثم تـخرج منديلا أبيض اللونّ مبتسمة بـلطف قامت بمسحّ دموع
والدتها التي استمرت بالبكاء ربما يعتقد البعض أنها أم أنانيةّ لكنها ليست كذلك على الإطلاقّ ، لقد قامت بما وجدته صائبا فهي لم تـرد لطفلتها
التي رأتها طـوال هذه الفترةّ تعاني من مرضها من صـعوبةّ العلاج و من وحدتها أن تـعود مجددا إليه هو الـسبب خلف كل شيء ، قـالتّ بنبرةّ لـطيفةّ جدا
ـ أنـا أعـلم ذلك .. شكـرا لك
لما قـالت ذلك توقفت سيليا عن البكاء بـدهشةّ هي تـنظر نحو ماري المبتسمةّ ، أكانت تـدرك بـكذبتها طوال الـوقتّ ؟ زمت شفتيها محاولةّ الحفاظ على
أعصابها لكنها لم تستطعّ و هي تواجه نـظرات الاتهامّ من فـلورا و نـظراتّ الـعطف من ماريّ إذ أنها قد فشلت مجددا في مرتبتها كـوالدة لهما ، همست
سيليا بنبرةّ مرتجـفةّ بالكاد تسمع
ـ مـنذ متى ؟
كمّ كانت ملامح ماري هادئةّ قد رأت صدمةّ والدتها الـواضحةّ فابتسمتّ بخفة هي تشيح وجهها بعيدا إلى حيثما كانت تـقفّ فـلورا التي تبكيّ بكل صمتّ
لكي تتحدث ماري بنبرةّ هـادئةّ جدا مجيبة عن سـؤالها
ـ منـذ البـدايةّ.. حـتى لو لم يكن نايت يحبني فـهو لن يتركني أبدا أمي ، حتى لو لم أكن متـفقةّ مع فلورا لكنها لن تـتخلى عنيّ
أخفـضتّ سيليا رأسها مـرتجفةّ قد أدركت الخطـأ الذيّ فعلته لكن كم كان صعبا عليهاّ أن تقنع نفسها بخطئها هذا بينما اكتفتّ ماري بالتربيت على ظهرها
بكلّ لطف محاولةّ التـخفيف عنها إذ أن هذا لم يكن خطأ سيليا فهي كانت تـحاول حمايتها بطريقتها الـخاصةّ عنـدما تـحدثتّ فلورا فجـأةّ
ـ لست أفهم .. أي أسبـاب هـذه و أي دوافـع تـجعلك تبعدينـها عنا و أنت أعـلم بحاجتنا لها ، أتعـلمين ماذا حـدث ؟ أتـدركين حـجم الخـطأ الذي ارتكبـته ؟
لم تـقل سيليا شيئا بل لم تستطعّ أن تقول شيئا حتى لو أرادتّ ذلك فنبـرةّ فلورا المتـألمةّ أقوى من أي شيء بينما كانت الأخيرةّ تـحاول الحفاظ على أعصابها
قد تـذكرتّ كل ما حدثّ خلال تلكّ الفترة ، رحيل نايت المفـاجئ و بلا عـودةّ مصطحبا معه أليكساندر كـذلك حزن كايل العـميق و ويليام القلقّ على صديقه
لو كانت ماري معهم لربما قد اختلفت الأوضاع لا بل حتما ستختلف الأوضـاع ..
ـ هـذا يكفي فـلورا ..
تـحدثت ماري بنبرةّ هـادئةّ جعلت فلورا تلتفت نحوها بدهشةّ لقد قالت أنها كانت تعلم منذ البدايةّ بكذبة سيليا بالطـبع فـهم لو عـلموا بأنها لا تزال على
قيد الحياةّ لما تركوها في بادئ الأصل ، عندما عـادتّ فلورا للكلامّ مجددا بنبرةّ متـوترةّ و مـرتجـفةّ
ـ لكن بسببها نـايت قد .. ماري أنت لا تعلمين حـجم المشـاكل التي وجهناها بعد رحيـلكّ ،
نـظرت نحوها ماري بـتوتر ثمّ أشاحت وجهها بعيدا كل مـا تـعرفه أنه و بعد استيقاظها فقد كان الوقتّ متأخرا جـدا إذ أن نايت كان قد سافر بـعيدا وتـناولت
الجـرائدّ هـذا الموضوع كـطبقّ من ذهب مستغربين من تصـرفاته الطائشةّ كما وصفها الإعـلام لكن بعدما تـحدث كايل مع الـصحافةّ أخبرهم بـأن نايت رسميا
قد تـنحى عن منصب لبيير و أنه من عـائلةّ ماكاروف الـروسيةّ قد ذهب لتولي أعـمال عائلته العالقةّ بعدما تـم الاعتـرافّ رسميـا بـأليكساندر كـفردّ من عـائلةّ
ماكاروف أيضا ، أجل إنها تـدرك أن حـادثةّ ديميتري قد تـركتّ أثرا عـميقا لا يندمل بقلب نايت و أليكساندر لكن أن تـعود .. هي لم تـكن تعلم بأنها سوف
تعيش حتى فقد كانت فرصةّ نجاتها أقل بكثير و حتى لو أنها كانت تعلم فقد كان قد فات الأوان لذلك ،
ـ إنـه ليس بحـاجةّ لي .. فـفي النهايةّ كان الأمر مجرد تـمثيليةّ بمهلةّ محددة و أنت تـدركين ذلكّ جيدا ، تـزييف مـوتي كان للأفضل فـهكذا لن يضطر للقلق
بشـأنيّ و لن يضطر للاعتناء بي كما لو أنه مجبر على ذلكّ ..
ـ مـاذا عـني ؟ أو لست أعني لك أي شيء ؟
صـاحتّ فـلورا بـنبرةّ عـاليةّ باكية و هي تـرى مدى اقتنـاع أختها بقرارها فـنظرتّ ماري نحوها بتردد كيف لا تـعني لها شيء ؟ أو نسيت أنها قبلت بعقد
نايت لأجل إنقاذها ؟ لقد مرتّ بكل هذا لأجل إنقاذها هي فقطّ و لكي تعـودا معا للعيش بنفس المنـزلّ لكن للقدر رأي آخر ..
ـ أنا .. أعتـذر
قالتّ ماري ذلك بـندم شديد غـير أن بكاء فـلورا لم يتوقف أبدا إذ أنها ترى للمرة الأولى بعد غياب أختها الصغرى و التي كانت تظن أنها قد توفيتّ لتـخبرها
بأنها آسفة ؟ أرتجفّ جسد فـلورا بأكمله قد شعرت بمدى ضعفها قـائلةّ بنبرةّ متـرجيةّ
ـ أنت ستعودين معي .. أليس كذلك ؟
كانت نـظرات ماريّ تـعكس دوما شعـورهاّ و بهذه اللحظة أدركت فـلورا أن الوقت قد تأخر فعلا و أن أختها قد أخذت قـرارها منذّ زمن لكن يسعها تغـيره
فابتسمتّ ماري بلطفّ شديد ابتسامتها المعـهودةّ المهدئة محـاولةّ أن تلطف من الوضعّ غير أن فـلورا كانتّ مصـدومة بشدةّ و هي ترى ماري تهز رأسها
نفيا متمتمةّ باعتذار آخر فـنزلتّ دموعها على وجنتيها و صاحتّ مجددا بنبرةّ مرتجفةّ
ـ لم تـكوني قـاسية هـكذا ماري .. أنـا أطلب منك الـعودةّ فأرجوك لا تـرحلي أنت أيضا
ظهر الـتردد على ملامح ماريّ لقد كانت تعـلم جيدا أنها إذا ما قابلت أيّ أحد منهم فسوف تـغير رأيها لكنها لا تستطيع العودةّ بقرارها حينما وقفت سيليا
على قدميها بعدما أسندتها ماريّ كي تتحدث بنبرةّ مبحوحـةّ
ـ تـردين منها العـودةّ للـرجل الذيّ سبب كل هـذا لها ألست أنت القـاسيةّ هنا فلورا ؟
نـظرتّ نحوهما فلورا بدهشةّ حينما استـدارت سيليا مغـادرةّ إنها تعلم أن فلورا لن تـريد رؤيتها مجددا بينما بقيت ماريّ مكـانها تقفّ دون حـركةّ كم كانت
ابتسـامتها حـزينةّ جدا تـقدمتّ بضعةّ خطوات للأمام لكنها سرعان ما عـادتّ للخلف إن هـذا أسوء مما تستطيعّ تـحمله فـتراجعتّ للخلفّ و هي ترفع يدها
قائلةّ بنبرةّ لطـيفةّ
ـ وداعا فـلورا ..
كتمتّ فـلورا دموعها و هي ترى ماري تبتعد تـدريجيا عنها معـطيةّ إياها ظهرها فـأخذتّ تبكي بـصوتّ مكتوم ليست تـريد هـذا ، فـركضتّ خلفها و أمسكتّ
بيدها محاولة أن تثنيها عن رأيها لما رأتّ دموع ماري التي تساقطتّ على وجنيتها قائلةّ بنبرةّ مبحوحة
ـ أنسي أنني مـوجودةّ .. لأنني و مهما قاومت فـمصيريّ الموت عاجلا أم أجلا
لم تـنفذّ طلبها بل تـمسكتّ بها و هي تضمها لها إنها ليست مـجنونةّ لن تترك أهتها بعدما و أخيراّ قد رأتها مجددا ، كان قبضتهاّ قـويةّ متمسكةّ للغايةّ كـأنها
غير مصدقةّ بأنها فعلاّ حيةّ في حين وضعتّ ماري يدها على ظهرها محـاولةّ التخفيفّ عنها لما هـمستّ لها فلوراّ بنبرةّ مرتجفة
ـ أرجوك عـوديّ .. أنا بحاجةّ لك أكثر من أي وقت مضى
نـظرت نـحوهما سيليا بهدوءّ ثم تنهدتّ بقلةّ حيلة إنها تـدرك أن نقطةّ ضعف ماري الوحيدةّ هو مشاعر الغير فإن طلبت منها فلورا العودةّ بهذا التصميم
فـستنفذّ طلبها حتما لكنها هي كوالدة لها لم تكنّ لتريد لها أبدا العـودةّ ، حينما تـحدثتّ ماري
ـ أنت من أقوى الأشخاص الذين أعـرفهم و لست بحاجةّ لأحد ، ليس لي ولا لوالدتهاّ أو لأي شخص آخر .. أنـا أثق بك لهـذا من فضلك أعتني بالجميعّ تماما
مثلما كنت تـفعلين طوال هذه الفترةّ و دعيني أرحل لأنني بالفعل لم أعد أملك مكانا بينكمّ ..
ـ لا تـغادري .. ماري الكل بحاجةّ لك
حركت ماري خصلات شعر فـلورا بعشـوائيةّ مبتسمةّ بخفةّ قبل أن تستدير مغـادرةّ قد أسرعت بخـطواتها لكيّ لا تضعف مجددا في حين نـظرتّ فلورا نحو
سيليا بعد ذلكّ مـدتّ بطاقةّ زفافها لها بيد مرتجفةّ ثم همستّ متـرجيةّ
ـ أرجوك .. أنا لا ألومك و لا أريد أن أفعل فقد اكتفيت من كل هـذا ، كل ما أريده هو عـودتها .. أيضا نايت ليس بـالرجل الـسيئ إنه فـقطّ تعـرضّ لظروف
قـاسيةّ و أنا أعـلم أنك إذا أعطيته فرصةّ ثـانيةّ فلن تندمي أبدا .. كما أنك مدينةّ لي
نـظرتّ سيليا نحوها بتردد ثم تقدمتّ أخذتّ بطاقة الـدعوةّ و نـظرت لها قدّ كان إسم فـلورا روبرت و ويليام دويل مزخرفا بطريقةّ جميلة جـدا جانبا إلى
جنبّ فـتنهدتّ سيليا ثمّ تـحدثتّ بنبرةّ هادئةّ
ـ أنـا لا أعـدكّ .. أرجوك أبقي أمر ماري سرا
ـ لن أفعل .. سـأجعلها تـعود
قـالتّ ذلك فـلورا بتصميمّ شديد حينها هزت سيليا كتفيها بـقلةّ حيلة مغـادرةّ بينما و حالما بقيتّ فلورا لوحدها سقطت على ركبتيها تبكيّ بصوتّ مكتوم
على إثـر الـصدمةّ التي تلقتها الآن حينما رن هاتفها لم تـكن تـريدّ أن تـجيب خصوصا في حالتها هذهّ و أن ويليام يعلم فوراّ من خلال نبرتها أن شيئا قد
حدثّ لكنها قد تأخرت كفايةّ عن موعدهما لذلكّ رفعت السـماعةّ بيد مرتـجفةّ كي ينتقل إلى مسامعها صوتّ ويليام القلق
ـ فـلورا لقد تأخرت كثـيرا .. أو نسيت موعدنا ؟
لما انتقل إلى مسامعها صوتّـه الـحنون القلق انـطلق صوتّ بكائها الـشديدّ و العالي مما جعله يجفل بصدمةّ قد وقف على قدميهّ نـظر ناحيةّ كلير و أوسكار
اللذان يرمقانه بـدهشةّ في حين تـحدثّ ويليام بنبرة قـلقةّ للغاية
ـ فـلورا ماذا جـدث ؟
لم تـستطيع أن تـجيبه بل اكتفت بهز رأسها نفيا كم هي شـاكرةّ لأنه موجود بجانبها فـأخذ ويليام مفاتيحّ سيارة أوسكار الذيّ أشار له بأن يذهب كي يهتم
هو برفقةّ فلورا عن أطباق التي سيتم اختيارها لزفاف في حينّ غـادر هو مسرعاّ قائلا
ـ أين أنت ؟
الأمر الذي لم تعـلمه سيليا أن فـلورا و منذ رحيل كل من والدها جوناثان و ماري من جانبها قدّ ضعفت قوتها و أن تلك الفتاةّ الصبيانية ّالتي عرفت
بشراستها و لسانها السليط الحاد قد نضـجتّ و صـارت إمرأة تعلم تماما كيف تعبر عن مشاعرها لم تعد تـخفي خوفها و لا قلقها و وجود ويليام بجانبها
قد ساعدها على ذلكّ ،
ـ عنـد قـُبر والدي ..
لما قالت ذلك تنهد ويليام براحةّ إذ لابد أنها قد اشتاقت له مما جعلها تبكي فـابتسمّ بخفة و هوّ يحرك المقودّ إلى حيثما كانت وجهته قائلا بنبرةّ لطيفةّ
للغايةّ
ـ لماذا زرته بدوني ؟ أو لم أخبرك أن نـذهب معا ؟
ضحكتّ بـنغمةّ صوتها المبحوح من البكاءّ حينما ألقى ويليام مـزحةّ خفيفة محاولا التـرويح عنها كيّ تبتسم هي أيضا قد وضعت ورود على قبر والدها
ثمّ قامت بمسح دموعها بينما أخذ هو يتحدثّ طوال الوقت عنّ أي شيء مهما كان من أجل التـخفيف من وحدتهاّ ريثما يصل إليها

/

نـظرت حـولها محـاولةّ أن تتأكد بـأن الـشرطةّ غـير موجودةّ قبل أن تـنزع نظارتيها بنوع من الـراحةّ ، حركت كتفيها بـحريةّ ثم جالت بعينيها حـول
المبنى لابد أن تـهديد السيد لبيير لها كـانّ مجرد مزحة من نوع ما بكل تأكيدّ لذلك أمسكت بكاميراتها المخـبئة خلف جيب معـطفها عنـدما ارتـطم بها
شخص ما و كادتّ أن تسقطّ أرضا لولا أن أحدا قد أمسك بها فشهقت بـرعبّ و هي تلتفت ببطءّ للخلف لكي ترى فتى ربما بسن السادسةّ عشر يمسكها
من ذراعها كان أشقر الـشقر قد كان ينـظر نحوها بدهشةّ عـارمةّ لكن حالما استدارت نحوه اختفت صدمتهّ كي يتـركها قائلاّ بنبرةّ مرحـةّ
ـ احـذري آنستي ..
استـدار مغـادراّ بعد أن لوح لها مودعا فنـظرتّ إليه بدهشةّ كان يبدوا من الـطبقةّ الـراقيةّ النـبيلةّ قد بدى ذلك واضحا من خلال ملابسه الـثمينةّ أو طـريقة
حديثه اللبقةّ جدا فأخذت تتبعه بنـظراتهاّ إذ ما الذي قد يفعله طالب ثـانويةّ في مبنى لبيير ؟ حينمـا رأته يـعبر الحـراسّ بكل سهولةّ كم كانتّ دهشتها واسعةّ
لما رأته يضربّ كـتف شخص ما فقطبتّ بعدم استيعابّ و حاولت أن تجد طريقها بينّ الكم الهائل لصحافيين المجتـمعّ أمام البـوابةّ ..
أخيـرا استـطاعتّ أن تـصل للمرتبـةّ الأولى الـقريبةّ من المدخل فـرفعتّ كاميراتها محـاولةّ أن تجد ذلكّ الفتى لما لمحته مجـددا فـشهقتّ بصدمةّ و هي تراه
يقف جانبا إلى جنب معّ ذلك الـرجلّ المـدعو بـنايت ماكاروف لم تـكن لتـعرفه لولا كل تـلكّ الأخبار الـمنتشرةّ بكثرة عنه فـنـظرتّ إليه بـإعجاب ، كان يرتدي
سـروال جينز معّ بوت أسود و قميص أبيض قد تـرك خصلات شعره الأسود تسقط على جبينه بعشـوائيةّ فابتسمتّ بكل حماس شديدّ لطالما رغبت بمقابلته
ذلكّ الـرجل الحـديديّ المـعروف بـنظراته الـحادةّ الـداكنةّ و نبـرته الارستقراطيةّ الباردةّ ،
كان يضع ذلك الفتى يده حول كتف نايت الذيّ يتحدث بـهدوء معّ أحد رجال الأعـمال عندما ابتسم فجـأةّ لما قال الفتى شيئا فـاستدار نحوه و ضربه بخـفةّ
على رأسه يطلب منه شيئاّ لكي تشهق يوجين بعدم تصديقّ لقد ابتسـمّ تـوا حينها و دون أن تحتاج لبذل أي جـهد أدركت أن الفتى المتعلق به هو أليكساندر
ماكاروف أخيه الأصغـر الذيّ حالما لمحها لوح لها بابتسـامةّ لطيفةّ جدا ،
ـ يـا إلهي ..
هذا كل ما استطاعتّ أن تـنطق به يوجين قد تسللت السـعادة إلى قلبها لو أن أليكساندر يقبل بـمقابلةّ بسيـطةّ معها لربما ستستطيع الحفاظ بعملها حينها
رفعت يدها لكيّ تلوح له محـاولةّ أن تـطلب منه جعلها تـدخل فضحك أليكساندر بـخفةّ لما تـحدث نايت بنغمةّ صوته المبحـوحةّ
ـ ما الذي تفـعله ؟
أشـار له أليكساندر بـرأسه نـاحيةّ الـصحافيةّ يوجين ثم ابتسم بخفةّ لكي يلتفت نايت إلى حيثما كانّ أليكس يشير قد اتسعت عينيه بـدهشةّ إذ أنها قد كانت
تشبه ماريّ ليس في ملامحهاّ و إنما فيّ شكلها من خصلات شعرها البنيةّ المتناثرةّ عشوائيا حول وجهها إلى ابتسامتها الـبلهاءّ ثمّ طـريقتها في الـكلام ،
ـ أو ليست تشبهها ؟
لم يقل نايت شيئا بل اكتفى فقط بالنظر نحوها لولهة من الزمنّ قبل أن يستدير مغـادرا بـرفقةّ بضعة رجال أعـمال في حين وقف أليكساندر مكـانهّ ينـظر
إليها بابتسـامةّ بسيطة للغاية قبل أن يناديه نايت فيسرع بخـطواته مغـادرا حينما قطبت يوجين بنوعّ من الإحباط إذ أنها تريد فعلا مقابلة حصيرية معهـما
لكن هي لم تستطعّ حتى عـبور الـمدخل فكيفّ لها أن تطلب منهما الإجابة عن بضعة أسئلة كما أن نايت ماكاروف مـعروف بمزاجه الـحاد و عدم نيل الـصحافيين
إعجـابه لذا زمت شفتيها بإحباط أكبر استـدارت مغـادرةّ لما ارتطمت بشخص ما مجددا كي تسقط جميع أوراقها أرضا و تتناثر بكل مكانّ
ـ يـا إلهي .. لا يمكن أن يزداد يومي سـوءا
قـالتّ ذلك بـنبرةّ يـائسةّ لما رأت يدا تمتد لمسـاعدتها و هي تـحمل أوراقها ببطء حينها رفعت يوجين رأسها نـاحيةّ أي كان الذي ساعدها لكي تـجد إمرأة
ربما ببداية العشرينات تضع قبـعةّ بنيةّ باهتة اللون على رأسهاّ قد تركت خصلات شعرها تنسـابّ على ظهرها بكل حـريةّ كانت تـرتدي فستانا أبيض اللون
بدون أكمام و سترةّ من قماش خفيفة وردةّ اللون مع حـذاءّ باليه كانت تـجمع الأوراقّ ببطء حالما انتهت مـدتّها نحو يوجين مبتسـمةّ بـلطف قائلةّ
ـ تـوخي الـحذر آنستي ..
ابتسـمتّ مجددا و مـدت يدها لكي تساعد يوجين على النهوض من الأرضّ و التي أمسكت يدها بدون تردد ، لقد كانت المـرأةّ لطيـفةّ للغاية و مـألوفة لها
أيضا حينما ساعدتها عـادتّ المرأة تـنظر إلى حيثما كان رجال الأعـمال يتـجهون خلفّ ذلك الـشريط الأحمر الذي قد وضع من طرف رجال فـرانسواّ ،
سمعتها تتمتم بنبرةّ شاردة
ـ إنـه مـختلف .. جـدا
نـظرتّ نحوها يوجين بـدهشةّ ثم عـادت تنظر إلى حيثما كانت المرأة موجهة عينيها الواسعتين قبل أن تميل رأسها دلالة على عدم فهمها ما عنته
بـقولها مختلف جدا أهو مبنى لبيير ؟ تمتمتّ يوجين بنبرةّ محـبطةّ
ـ لو أنني أستطيـع الـدخول فقطّ لربما كنت لأحافظ على عملي ..
استـدارت المـرأة إليها تـنظر لها إذ أنها لم تـلاحظ كاميرا يوجين سابقا و لا دفترها أو هاتفها المحمولّ لقد كانت يوجين بالفعل تملكّ منظر صحافية
فتأوهت المرأة دلالة على استيعابها لكي تضحكّ بـخفة
ـ لا أظن أن ذلك ممكن آنستي لكن لا ضرر في المحـاولةّ ، بالمنـاسبةّ أتـردين حـضور المـؤتمر من أجل كتـابة تـقرير شـامل عليه ؟
هـزت يوجين رأسها نفيا بإحباط أشد هي لا تملك صلاحيةّ الدخول للمؤتمر و لو كان الأمر كذلك لما مانعت بكتابة تقرير عن مشروع كايل الجديد لكن
هـذا العدد سيتحدث عن حياة كايل الشخصيةّ إن صح التعبير و هذا ما طلبت منها مديرتها الحصول عليه لا تقريرا آخر عن الأعـمال أو ارتفاع الأسهم
، قالت بنبرةّ مستـاءة
ـ أريد الـتحدث فقط مع السيد كايل لبيير لكنه أمر بإلقاء القبض علي إن تـم رؤيتي مجددا أحوم حول مبنى الشـركةّ ، و يجب علي تسليم المقال الأسبوع
القـادمّ .. لا يمكن أن تسـوء حياتي أكثر
ضـحكت المـرأةّ بخفة و ربتت على يوجين المستـاءةّ و التي قد بدأت بالبكاء تـواّ بكل عبوس لما اقتربت منها المرأةّ ببطء و مدت لها منديلا أبيض اللون
لكي تمسكه يوجين بحسرةّ حينما تحدثت المرأةّ قائلة
ـ أبذلي جـهدك و ثقي بأنك ستنـجحين في مسـعاكّ..
بـعد ذلك ابتسـمتّ بهدوء فأومأت يوجين بالإيجاب كي تعود بأنظارها إلى مبنى الـشركة كم ترغب بالدخولّ و ستفـعل حتى لو كلفها الأمر حياتها لقد
وعدت رئيسة التحرير بالحصول على سبق صحفي مع السيد كايل و هي لن تنكث بوعدهاّ فعقدت العـزم بإصرار ثم استدارت لكي تشكر تلك الشـابةّ
لكنها قد وجدتها قد اختـفتّ كما لو أنها لم تكن هنا قطّ فأخذت تنظر حولها محاولة أن تجدها غير أنها لم تستطع لقد كان ذلك صعبا بوجود كل وسائل
الإعـلام هذهّ و رجال فرانسوا .. فزمت شفتيها وعادتّ تنظر نحو المبنى
ـ ما الذي على المرء فعله ليحصل على سبق صحفي بحق السماء ؟
تنهدت بقـلةّ حيلة لما لمحت فـرانسوا يقف خـارجا برفقةّ السيد كايل لبيير هما يتحدثان حول شيء ما حينما رن هاتف فرانسوا فجـأةّ رفعه قد أخذ يتحدث
بكل هدوءّ إلى أي كان المتصل قبل أن يوجه أنظاره نحوهاّ قد لمحها من بين الجـموعّ فتنهد بأسى بعد ذلك عاد يتحدث إلى المتصل بنبرةّ ألطف و أرقّ
غير أنه سرعان ما قطب حاجبيه .. أعطى الهاتف لكايلّ الذي بدوره أخذ يضحك بخفةّ على كلمات المتصل ثم أشـار لرجال فرانسوا بتـركها تـدخلّ ،
شـهقت يوجين بـصدمةّ إذ أنهم بالفعل تركوها تدخلّ فسارعت بالعـبور مبتسـمةّ بكل سعادةّ برفقةّ كيفين إلى غاية وصولها إلى حيثما كان كايل يقف فنـظرتّ
إليه بفخر و اعتـزاز لما قطبّ كايل حاجبيه قائلاّ بنبرة متسـائلة
ـ لكن كيف تعرفين كلير ؟
ـ إنه سر المـهنة سيدي ..
يبدوا أن كلير غلوري قد أوفت بوعدها لها و طلبت من خطيبها و كايل شخصيا تركها تـمرّ كم شعرت بعمق فرحتها عندما تنهد كايل بقلةّ حيلة لكي يدفعها
من رأسها ضاربا جبينها فتأوهت بألم عندما ضحكّ هو بخفة و أشـار لها أن تتبـعه قائلاّ بنبرة ضاحكةّ
ـ اتـبعيني آنسة يوجين ستيوارت ..
لقد كان المـؤتمر مـجرد افتتاح لمشـروعّ كايل الجديد الذيّ حضره معظم رجال أعمال الذين تعـاقدّ معهم و قد كان كل من نايت و أليكساندر مجرد مـشاهدين
لما يحدثّ ، بالفعل أثيرت جلبة في البـدايةّ قد اعتقد الكل أن عـائلةّ ماكاروف سوف تساهم فيّ المشروع أو أن نايت قد عاد لتولي السلطةّ لكن مظهره المسترخيّ
و حـديثه الجانبي مع كل من فرانسوا و سـوزي أيضا أليكساندر أثبت أنه بالفعل هنا كمجرد شاهد لنجاح كايل فقط ..
بينما استـمرت آنسة يوجين بأخذ صور عـديدةّ مستمتعة بتلكّ المحاضرة التي ألقاها كايل حول مشروعه و كيفية عـمله فيّ حين نـظر إليها أليكساندر بطرف
عينه قبل أن يبتسمّ بهدوء ، تنهد و نـظر إلى كايل الذي يبدوا متحمسا بشدةّ ثم نـظر مجددا نحو نايت الأمر مجرد فترةّ وقت بسيطةّ فقط إذ أنهما سوف يعودان
لسفر مجددا بعد زفاف ويليام الليلةّ كم تمنى لو أن نايت يبقى لكن يبدوا أن هذا مستحيلاّ ، إذ أنه لم يكن يرغب في العودةّ مطلقا و لم يعد إلا بعد أن عـلم بموعد
زفاف ويليام القادمّ الذي هو الليلةّ ،
تـمنى لو أنه يطلب منه البقاء إلى جانب الكلّ لكنه يدرك أنه و بجعبتهما المزيد من الأمور لفعلها ، يبدوا أن كـون المرء فردا من أفراد ماكاروف ليس
بالشيء سهل مطـلقاّ ، تـنهد بقلةّ حيلة و نـظر إلى ساعته كم يريد زيارةّ قبر ديميتري و ماري قبل السفر يجب عليه فعلا أن يخصص وقتا لذلكّ ..

/
__________________