عرض مشاركة واحدة
  #115  
قديم 12-28-2015, 06:15 PM
oud
 
كـانت جـالسة على الكـرسيّ مرتـديةّ فستان زفافها الأبيض و ممسكـةّ بباقة الـزهور تلكّ التي اختارتها برفقةّ كلير و أوسكار قد رفـعتّ خصلات شعرها
الأصهبّ عاليا على شكلّ وردة بسيطةّ جميلة الشكلّ كما أنها تـركت خصلات خفيفةّ تسقط على وجهها الحزين المتألم إذ هاهي هنا يوم زفافها تـجلس
لوحدها دون وجود أي فرد من عـائلتها ، كتمتّ دموعها محاولة الحفاظ على رباطةّ جأشها إذ أنها قد وعدت ويليام بأنها لن تـبكيّ ليس في أكثير أيامها
سعادةّ أو كان يفترض به أن يكون أكثر أيامها سعادةّ ،
لم تـرد أن تدع دموعها تسقطّ على وجنتيها فذلك ليس عدلا لكل الناسّ الذين قد وقفوا بجانبها فـكلير وصيفةّ الـشرف و التي اهتـمتّ بكل تفاصيل المملةّ
إلى سوزي التي أمنتّ كل شيء ، فـرانسواّ الذي هو الآن وصيف بدوره لويليامّ و أوسكار أيضا .. السيدة فرانسيس ببشاشتهاّ و طيبة قلبها كانت بمثابةّ
والدة لها إلى السيد بول الذي سيرافقها و يضع يدها بيد ويليامّ زوجها
أخفضت رأسها بـأسى لو أن والدتها قد أتتّ إنها لا تطلب منها الكثيرّ فكل ما تريده هو أن تحضر فقط و لا شيء آخر لكن يبدوا أن أمنيتها هذه صعبـةّ جدا
و مستحيلةّ التحقيقّ ، تنهدتّ بإحباطّ لما فتح باب الـغرفةّ فـسارعتّ فلورا بمحو تعبير الـحزنّ من وجهها و رفعت رأسها لكي تنظر إلى أي كان القادمّ ،
سرعان ما اتسعت عينيها بدهشةّ و هي تـرى نايت يقف أمامها مرتديا بذلته الـرسميةّ قد ترك ربطةّ عنقه مفتـوحةّ و بجانبه كان أليكساندرّ ، فتحتّ شفتيها
بدهشةّ حينما تـحدث نايتّ بتهكم
ـ أهلا .. ألا زال لسانك سليطا كما كان لأنني أحمل بجعبتي العديد من الشـتائم
زمت شفتيها محاولة أن لا تبكي لكنها لم تستطع فـوقفت بسرعةّ و احتـضنته بكل قوةّ و هي تصيحّ بصوت مبـحوح في حين نـظر إليها أليكساندر بلطفّ
شديد قد تبادل النظرات برفقةّ نايت الذيّ وضع يده خلف ظهرها بـتردد لما تـحدثتّ فلورا بنبرةّ باكية
ـ أنـا آسـفة .. آسـفةّ جدا
لم تـكن لتصدق أبدا بـأنه سيـعود إذ أن الكل كان متأكدا أن احتمالية عودته تعادل الصفر كم تـشعر بالذنب لأنها لم تـكن هناك لأجله إذ أنه لطالما ساندها
في كل شيء قام بحل جميع مشاكلها لكنها لم تكافئه أبداّ في حين تـنهد نايت بهدوء و نـظر بطرف عينه لأليكساندر كي يشير له برأسه حينها تقدم أليكساندر
منها قائلا بنبرةّ مـرحة
ـ و أنا ؟ أليس لي عـناق ؟
ضـحكتّ فلورا ببحةّ ثم استـدارت نحوه لكي تحتضنه بكل قوةّ بينما أدعى هو بأنه سوف يغشى عليه من قوتها لكنه بادرها العناقّ بابتسامة تعلوا شفتيه قبل
أن يرفعها و يدور بها في كل أرجاءّ الـغرفة فـأخذتّ تصيح تـطلب منه أن يتوقف غير أنه لم يفعل بل استمر بذلك حتى كفت دموعها عن الانهمار ، حينها
تحدثّ نايت بنـغمة صوته الـمبحوحةّ المميزة
ـ إذن .. كيف حالك ؟
ـ أشـعر بالدوار لكن لا بـأس الآن ..
قالت ذلك بضحكـةّ بلهاء حينها تنهد نايت بـنوع من الـراحةّ كذلك فعل أليكساندر عنـدما فتح الباب مجددا لكيّ يظهر كايل من الخلفّ ممسكا بويليام و قد
كان يضع ضمادةّ على عينيه حينما تحدث ويليام بنبرةّ ضاحكةّ و متوترة
ـ لكن ما الذي تفعله ؟ لا يفترض بي رؤية الـعروس قبل مراسم الـزفاف .. فـلورا اختبئي لا أريد لنـذير الـشؤم أن يلاحقنا في أول بداية لحياتنا و أيضا كايل
هلا نزعت هذه الربطة أشعر بأنني سـأرتطم بـ..
لم يـقل كايل شيئا بل اكتفى بالضحكّ فقط حينما وضع ويليام أمام نايت المبتسمّ بـخفة تـراجعّ كايل للخلف ثم أشار لفلورا أن تقف بجانبه و التي نفذتّ طلبه
فورا مبتسمةّ بسعادةّ ، حينما نزعّ ويليام الـرباط من على عينيه بتـوتر متمنيا أن لا تكون تلك الإشاعات عنّ ما قبل الزفاف صحيحةّ لما اتسعت عينيه بدهشةّ
واضحةّ و هو يرى نايت يقف أمامه فـهمس بنبرةّ مرتجفة
ـ نـايت ؟
اكتفى نايت برسم ابتسـامته المتـهكمة المشـهورةّ لكن بها شيء من الـفرحةّ حينها لم يتردد ويليام و لو للحظةّ لكي يضم رفيق دربه و صـديقه طوال حياته
بكلّ قوة قد نـزلتّ دموعه هو بعدم تصديقّ حينما نـظر إليه نايت بـهدوءّ قبل أن يضع يده خلفّ كتفه يضم رفيقه قد ظهر عمق الـصداقةّ التي تجمعهما ،
لما تحدث أليكساندر بـضجرّ
ـ ما بال الجميع يسارع لاحتضان ناي ؟ ماذا عني ؟ أرفقوا بي رجاءا ..
حالما قال ذلك جـذبه ويليام ناحيته لكيّ يضم كلاهما بـقوةّ رافضا تركهما و كاد أليكساندر هذه المرة فعلا أن يختنق لم تـركهما قد كان مبتسماّ بكل سعادةّ
قائلا بنبرةّ مرحة
ـ لم أكن لأعتـقد أبدا أنني سأشتاق إليكما ..
رمـقه نايت بـطرفّ عينه متهكما و من كان يـسعى خلفهما طوال هذه الفترة ؟ في حين تنهد ويليام براحةّ و استـدار للخلفّ كي يشكر كايل لما رأى فلورا
تقف بجانبه فـصاح بكل رعب مغلقا عينيه بينما ضحكتّ هي بكل خفةّ قد ابتـعدتّ قليلا لكي تقف خلف كايل حينما تـحدثّ الأخير بنبرةّ مزعجة
ـ يـا إلهي، لم أكن لأعتقد أبدا بأنك تصدق خرافات مـثل هذه ..
لم يـجبه ويليام بل اكتـفى فقطّ بهمهـمة شيء ما بدى كما لو أنها شتيمـةّ ثم أخذ يسير بـحذر محاولا أن لا يرتطم بأي شيء أمامه لما ابتعد كايل عن طريقه
متنهدا بيأس منه مفسحا له المجال بالمرور في حين ضحك أليكساندر عليه و تقدم لكي يسـاعده ممسكا بذراعه بينما و حالما غادر ويليام الـغرفةّ صاح بنبرةّ
عالية جدا
ـ سـحقا لك كايل ..
حينها تـعالا صوت ضحكات أليكساندر العـاليةّ و هو يـضرب كفه بكف ويليام عنـدما قطب كايل حاجبيه بغير رضا منهما ثم تـنهد بقلةّ حيلة كي يستدير ناحية
نايت الذيّ كان يـعدل سترته بنوع من الضجرّ عـندها تحدث كايل بـهدوء
ـ إذن .. ؟
التفت إليه نايت قد كانت نـظراته داكنـةّ ارستقراطيـةّ كعادته رفـع يده و أبـعد بضعة خصلات قد سـقطتّ على جبينه قبل أن يتـنهد بنوعّ من الضجر في حين
أخذت فـلورا تـنظر بينهما بإستـغرابّ و توتر قد تـغير الـجو كليا فهاهي ملامح الجادةّ تعـلو كايل بينما هاهو نايت يحـاولّ تفادي الـحديثّ عندما قال كايل بنبرةّ
مستسلمة
ـ أرى أنني لن أستفيد شيئا من الـحديث معك الآن لكن لن أتركك فـسوف نتـحدث سواء أردت ذلك أم لا
كانت كلماته قـاطعةّ لا مجال لأي نوع من التهرب منها فـأومأ نايت بالإيجاب فقط لكي يتركه كايل لهذه الفترةّ عنـدما استدار كايل ناحيةّ فلورا مبتسما لها قد
هنئها بـمرح قبل أن يـغادر الـغرفةّ بعد أن رمق نايت بـنظرةّ مشددة صـارمةّ ، حينها سألته بإستغراب
ـ نايت ما الأمر ؟
ـ لا شيء ، مـجرد عـمل فقط ..
قـال ذلك بـنبرةّ هادئة جدا مما جعـل فلورا تستغرب أكثر إذ و من خلال ملامح كايل الجادةّ فلم يكن الأمر مجرد عـمل بينما تنهد نايت بـإستياء ثـم سار
بخطوات بطيئة دفع فلورا من ظهرها نحو الأمام قائلا بنصف ابتسامةّ متـهكمة
ـ لم أكن أظن أبدا بأنك ستتزوجين لكن تهاني على كل حال ..
قطبت فلورا حاجبيها هي تسمعّ ضحكـة نايت المبحـوحةّ قبل أن يغادر الـغرفةّ مغلقا الـباب خلفه في حين و لما كان يقف في ذلك الـرواق الطـويلّ بعيدا
عن أنظار الـكلّ المتـرقبة لكل حركاته تنهد بيأس ، ثم وضع يده على جبينه إنه يعلم أن كايل سيحاول أن يقنعه بالعدول عن رأيه في مغادرة لندن و أن
يعود لترأس مجـموعةّ لبيير قد يـعلم ويليام بأنه يرغب بالسفر مجددا و سوفّ يختلق مشاكلا عـديدةّ لجعله يعدل عن رأيه لكنه لا يـريد البقـاء هنا لما لا
يـفهمان الأمر بهذه البساطةّ ؟
نـزع سترته الـسوداءّ و عـدل قـميصه عندما سئم منه و حمل سترته بكل إهمال ثم سـار مجددا نـحو القـاعةّ الـرئيسيةّ نـظر حوله قصـر لبيير لم يتغير
أبدا منذ رحيـله فكل شيء عـاد إلى مكانه كما كان سابقا تـماما لما كان السيد بيتر يترأسّ هذا المنـزل ، تـوقف لما انتقل إلى مسامعه ضجيجّ الـضيوف
العالي و نـظر إلى القـاعةّ تلك التي احتـوت معـظم أحاديثهمّ من حفلة إليزابيث إلى مـجيء ديميتري و مـوت بيتر كذلك زفــافه منها هي و اعتـرافها الـمتهور
بحبها له ،
كان أليكساندر يـجلس في إحدى الطـاولات المنتشرةّ بكثرة مرتديا بدوره بـذلةّ رسمية قد ترك ربطةّ عنقه كـأخيه تماما حيث كان يمد يده محاولا الإمساك
بـكأس ما بينما أوسكار يـأخذه عنه بصرامةّ و هو يهز رأسه نفيا مما جعل أليكساندر يقفّ رافعا كمه مقتربا من أوسكار الذيّ أخذ يبتعد ببطءّ حينما قفز
أليكساندر على ظهره مما جعل أوسكار يترنح محاولا الحفاظ على توازنه حينها ضحك نايت ببحةّ ، يبدوا أن أخيه الأصغر قرر تـرك كل شيء خلفه و
مسامحـةّ أوسكار الذيّ كان تغيره واضحا للكلّ ..
في الـجهةّ الأخرى يقف فـرانسوا أمامه كلير التيّ تـعدل ملابسه في حين كان هو مبتسماّ بخفة يحدث حول موضوع ما لما نـظرتّ إليه كلير بطرف عينها
قبل أن تستدير مغادرةّ فضحك فرانسوا بـمرح و جذبها من ذراعها نـحوه كي ترتطمّ بجسده قد كانت مـحمرةّ الوجنتين حينما انخفض هو بـخفةّ مقبلا إياها ،
على الـجانب الأخر كانت سوزي تقف بـرفقة السيدة فرانسيس ترحبان بالضيـوفّ الذين يتوافدون بكثرةّ فتنهد نايت بـضجر إذ أنه لا يحبذ الأماكن المكتظة
قبل أن يعود أدراجـه للخلف استـدار ثم صـعد السلالم لكيّ يعبر الـرواقّ ببطء ،
فتـح باب غـرفته مثلما تـركها تماما غير أن تـلك المائدةّ الزجاجية قد استبدلتّ كذلك الـستائر و بضعة أشياء بسيـطةّ جدا فاقترب أكثر عنـدما لمح قـلادةّ
التي قدمها لماري على منضدةّ برفقة الـرسالةّ التي كان من المفترض به أن يقرأها يوم أن عـلم بموتها فأمسكها ما الذيّ يفترض به فعله بها الآن ؟
تـركها مثلما كانت سابقا و غـادر الـغرفةّ متجها نحو مكـتبه فتـح البـاب و أغلقه خلفه ، الـغـرفةّ مظلمة لا يدخلها أي ضـوءّ فاتجـه ببطء ناحية الأريكة
ثم استلقى عليها بإرهاق عنـدما انتقل إلى مسامعه ضجيج في الأسفل لابد أن فـلورا الآن تسير نحـو ويليام برفقةّ السيد بول .. و كل من أوسكار و فرانسوا
يقفان إلى جانبه بينما كـلير تمسك بـفستان فلورا الـطويل من الخلفّ قد كانت سوزي تنتـظرهما عند المنصةّ ،
قطب حاجبيه بانزعاج ثم اعتـدل في جلسته إن نـظر ويليام حوله و لم يجده فلابد بأنه سيهلع تنهد بضجر و عـاد يقفّ مغـادرا لما فتح بـاب الـغرفةّ ببطء
شديد لابد أن أليكساندر قد أتى للبحث عنه فرفع نايت يده لكن و قبل أن يتـحدثّ اتسعت عيـنيه بصدمةّ واضحة ،
كانت تـقف بهدوء تـنفض الغبار من على فستانها الـورديّ عنـدما نـظرتّ حولها الـغرفةّ مـظلمة بالكاد تستطيع أن ترى شيئا فسارت على أطراف أصابعها
ثم اتجـهت إلى حيثما كانتّ المـكتبةّ قد كانت تعلم بمكانها عن ظهر قلب ، أخذتّ تـبحث عبر رف الكـتب عن شيء ما لكنها لم تجده فتنهدتّ بقلة حيلة ،
ربما لن تـجدها مطلقا لم يكن على والدتها أبدا إرسالها منذ البدايةّ ..
ـ يجدر بي الـعودةّ ..
قالت ذلك بنبرةّ هامسـة و هي تعـود لجذبّ قبعتها على أطراف ملامحها لكن قبل أن تـعود أنيرت الـغرفةّ فنـظرتّ حولها بدهشةّ عندما رأته يقف يضغط
على الـزرّ قد كان مصدوما جدا غير قادر على التعبير أهي فعلا ماري أم ربما هو قد صـارّ يتوهم ؟ حينما التـقت أعينهما تأكد بأن هـذا مستحيل فهذه الذيّ
تقف أمامه هي نفسها ماري التي لطالما عرفها ،
بينما تـراجعت ماري للخلف قد بدى عليها توتر فـظيع فلم تكن لتتخيل أبدا بأنها ستلتقي بنايت ، هي لم تكن تعلم أبدا بأنه قد عاد إلى لندن بالرغم من
أنها سمعت إشاعات حضوره مـؤتمر كايلّ و بالرغم من أنها ذهبت بنفسها لرؤيته لكن لم يتسنى لها ذلكّ ، تـحدثتّ بنبرة مرتبـكةّ
ـ نـايت ؟
عنـدما نادت بإسمه كما لو أن ألافّ الحـواجز قد سـقطتّ و ألاف الأقـنعةّ تـلاشت كل ذلك البـرود وّ الغطرسة جميعها قد تركتـه فيّ هذه اللحـظةّ لكي
و لأول مرةّ يحتل وجهه تـعبير يعكس ما كان قلبه يشعر به ، بقي واقفا مكـانه غير قادر على الحركةّ حينما وضع يده على جبينه قائلاّ بـضحكة
ـ طبـعا كيف انطلت علي حيلة سخيفةّ مثل تلك .. لا أصدق أنني كنتّ بذلك الغباء
كيف له أن لا يلاحظّ مدى غـرابة الأمر ؟ كيف و والدتها رفضت تركهم يرونها حينها ضحكّ بنغمةّ صوته المبحوحةّ عندما استند على الجـدارّ و هو يضحكّ
بقوة ممسكا بمعدته فقط برؤيتها أدرك كل شيء كان يجب عليه أن يـدركه منذّ مدة بينما ازداد تـوترها أكثرّ فهي لم تكن ترغب فعلا بـرؤيته تـدركّ مدى
التأثير الذيّ يتركه عليها و بالرغم من أنها تريد الذهابّ إلا أنها تعلم أن الوقت قد حان لتوضيحّ تلك الأمور التي بقيت عالقة طوال هذه الفترة ، تـرددتّ
كثيرا قبل أن تتحدث
ـ أنـا .. أتيت لحضور زفاف فلورا و ويليام بعدها سأغادر فورا لذلك أرجوا منك أن ..
أهـذا ما لديها لتقـوله بـعد كل ما حدثّ ؟ ابتسم متهكما فـشدتّ ماري من قبضتها على فستانها إذ أن نظـرات نايت الـحادةّ دوما ما تربكها كم ازدادت توترا
إثـر حدتهما لكيّ تتراجع للخلف قليلاّ ، عـندما تحدث هو بنـغمةّ صوته الهـادئةّ
ـ أخبريني ماري .. ما الـذي حدث بالضبط ؟
أشاحت وجهها بعيـدا عنه لما أغلق نايت الباب خلفه بكل هدوءّ معلنا بأنها لن تستطيع المغادرة قبل أن تقنـعه بأسبابها حينها تنهدت ماريّ بيأس ثم أخذتّ
نفسا عميقا جدا لا يوجد مهرب سوىّ الحقيقةّ فقط كما أنها تقف أمام نايت و ليس أي شخص آخر هو لن يقتنع بأكاذيبّ أو حيل بسيطةّ كتلك التي بحوزتها
، نـظرتّ نحوه و تـحدثّت
ـ أنـا مـصابة بالسرطان و قد خـضعت لعـمليةّ استئصال الـورم كانت فـرصةّ نجاحها أقل من أربعين بالمائةّ .. لقد كنت متأكدة بأنني لن أنـجوا لذلك طلبت
من أمي أن تخبركم بموتي إن لم أفعل و ..
تـوقفتّ عن الكلام قد تـذكرت لما استفاقت بعد ثلاثـةّ أيام لكي تـجد ذلك الكم الهائل من الأحداث في الجرائدّ حول نايت و ديميتري الـرجل القـويّ الذي
مات منتـحرا و كيفّ تـرك نايت منصب لبيير لكايل أيضا قد اعـترفّ بأليكساندر رسميا كـفرد من أفراد ماكاروف كم كانت صدمتها قـويةّ أنه قد غـادر لندن
، كانت لتسامحه لو أنه قد غاب لأسبوع أو شهر لكن و لمدةّ ستة أشهر كاملةّ كانت تعتقد أن نايت أراد إنهاء كل علاقة معها و أن العقد الذيّ كان بينهما
قد ألغي كذلك وصلت مسرحيتهما إلى نهايتها ، زمتّ شفتيها محاولةّ الحفاظ على رباطةّ جأشها ثمّ أكملت قائلةّ بنبرةّ ضاحكةّ
ـ قد كنت أخـضع لعلاج الكيماوي طوال هذه الفترةّ فهناك أجزاء من الورم انتشرتّ بجسدي كان استئصالها مستحيلا لذلكّ .. حسنا لقد نـجحت في علاجي
بالنهايةّ
كانت عينيه متـسعتين بـدهشةّ غير مصدق لما قد سمعه تـوا بينما كانتّ ملامح ماري لطيفةّ كعادتها تبتسم بكل ّبلاهة ، رفع خصلات شعره الأسود
بنوع من عدم الـصبر و الـعصبيةّ في آن واحد حينما أشاح وجهه بعيدا كانت نـظراته غـريبةّ مليئةّ بشيء ما لم تدركه ماري حينها لما اقترب منها
قائلاّ بنبرة مبحوحة
ـ مـاري .. أتـريدين تـجديد العـقد ؟
نـظرتّ إليه بعدم استيعاب لم تفهم قـصده عـندما أمسك بمعصمها جاذبا إياها نـحوه فجفلتّ من شدة الدهشةّ قد أخذت تنـظر إليه كانت ملامح نايت جادةّ لا
مجال للمزاح فيها مما جعلها ترمش عدةّ مرات قبل أن تميل رأسها قائلةّ بنبرة مرتبكة
ـ أنا لم أفهم ..
قـالتّ ذلك بـتوتر شديد حينما تـنهد نايت بـيأس قبل أن يخفض رأسه قليلا لكي يصل إلى مستوى طولها ابتسم بخـفةّ عندما قام بدفع جبينها قليلاّ فتأوهت
بألم ، لقد سئم من فقدانه للكلّ و لم يهتم إن كانت قدّ غادرت لثلاث سنواتّ أو أكثر ما دامتّ هي هنا بجانبه .. ماري الـبلهاء الـلطيفةّ حينما تـحدثّ بنبرة هادئة
ـ أريدك بجانبي ،
أصدرت آهـة تدل على عدم استيعابها لكلماته توا فنايت لن يقول هذه الكلمات أبدا و مطلقا لها لذلكّ ابتسمت بإرتباك ثمّ حاولت أن تبتعد عنه لكن قبضته
كانت قويةّ مما جعلها تتوقف لوهلة من الزمن و هي تعود بنظراتها نحوّه كان جاد جدا لما أدركتّ مقصده أخيـراّ لقد كان يريد منها أن تـكمل تلك التمثيليةّ
التي قد بدآها كلاهما فـنظرت إليه بحيرةّ لأي سبب ؟ قالت
ـ لكن لمـاذا ؟
عندما مل من شرحّ كلماته تلكّ انخفض أكثرّ و جذب ذقنها نحوه لكي تتسع عينيها بدهشةّ حينما قـبلها بكلّ هـدوء كانتّ حـركته سـلسةّ بطيـئةّ و هادئةّ
أيضا عندما تـركها لم تعلم ما إن كان ما فعله نايت توا حقيقةّ أم لا لكن و حينما رأتّ نظراته أدركتّ بأنه ليس حلما على الإطلاقّ عندما أجابّ نايت عنّ
سؤالها بنبرةّ ضـاحكةّ
ـ لأنني أريدك أو ليس كذلك واضحا ؟ ..
ارتعشت شفتيها و أخذتّ دموعها تـنزل على وجنتيها بعدما حاولت جاهدةّ الحفاظ على أعصابهاّ و كم كان الأمر صعباّ فهاهي تبكيّ بنبرةّ عاليةّ نسبيا
فيّ حين تـحدثّ نايت بنغـمةّ صوته المـبحوحةّ
ـ هلا تـزوجتّ بي ؟ هـذه المرةّ ليكن الأمر حقيقيا ..
ما سمـعته و ما رأته و ما فعله جعل كيانها بأكمله يرتجفّ من وطأةّ الـدهشةّ أو ربما لقوةّ الموقف عليها هيّ التي جاهدتّ طوال هذه الفترةّ من أجل نيل حبه
و حينما استسلمتّ لما قررتّ أن تنسحبّ هاهو يتقدم نحوها كيّ يطلب منها العودةّ أو ليس هذا قاسياّ ؟ فغطتّ وجهها بـيديها قائلةّ بنبرةّ باكية
ـ لكن قد يعود الـورم مجددا .. و أنـا ربما لن يتسنى لي الـ
اقتربّ منها و لف ذراعيه حولها جاذبا إياها نحوه قدّ وضع يده على خصلات شعرها البنيةّ في حين أخذتّ هي تبكي دون جدوى لم تكنّ تـريد العـودةّ ليس
و هي لا تعلم متى قد يعود الورم و متى ّقد تضطر للعلاجّ مجددا حينما تمسكتّ بقميصه باكيةّ بالرغم من ذلكّ لا تـريد تـركه عندما تحدثّ نايت بنبرةّ
مبحوحةّ هادئةّ
ـ دعينا نبدأ بـدايةّ جديدة ماري ..
أومـأت بالإيجاب قد أخذتّ تمسح دموعها قد صار حبها الذيّ من طرف واحد متكاملاّ الآن و متبادلا أيضا عندما قام نايتّ بضرب جبينها مجددا فتأوهتّ
بألم و رفعت نظرها نحوه لكيّ تجده مبتسماّ بتهكم كعادتهّ قال بـضحكةّ
ـ ألا تـكفّ دموعك عن النزول أبدا ؟
نـظرتّ إليه قد تـذكرتّ حادثةّ السيارةّ تلك لما كان نايتّ مصابا حينما قامّ بدفعها بعيدا لكيّ يتلقى هو بأكمله الـضربةّ لقد قال نفسّ هذه الكلماتّ فـابتسمتّ
قبل أن تبدأ بالضحكّ إنها لا تصدقّ مطلقا ما يحدث هنا عندما جذبّها نايت من معصمها مجددا كيّ يحتضنها .. قد قال بنبرةّ هادئةّ جدا هامسةّ
ـ أحـبك أكثر من أيّ شيء
حالما قال ذلك شعر بـثقل جسد ماري فنظر إليها بدهشةّ قد وجدها مغشيا عليها حينها أخذّ يضحك بقوةّ على ملامحها الـشاحبةّ عندما فتح بـاب الـغرفةّ
على وسعه لكيّ يظهر من خلفه ويليامّ قدّ كان وجهه محتقنا غـاضباّ جدا
ـ نـايت أيها الـسافل أين كنتّ ؟ لقد فوت جميع مراسم الـزفاف و ..
لكنه توقف عن الحديث لما رأى نايت يحاول إيقاظ ماريّ بلطف فـشهق بقوةّ و تراجع للخلفّ كي يرتطم بفلورا خلفه و التي لحسنّ الـحظ تمسكت بالباب
قد قامت تأوهت متألمةّ ثم تقدمت للأمام عندما رأتّ أختها تقفّ مجددا على قدميها محمرةّ الوجنتين في حين كان نايت يضحكّ بقوة على ملامحها المحرجةّ ،
حينها ابتسمتّ فلورا بسـعادةّ بالغةّ قد استدارتّ لتضم زوجها و هي تصيحّ بصوت عالي من شدةّ الفرح لما زم أليكساندر شفتيه بـنوعّ من العبوس
فما بالهما ؟ يدخلان الغـرفةّ ثم يخرجان فوراّ فدخل هو بخطوات سريعةّ عازم على تأنيب أخيه على تـأخره لما تـوقفّ فجـأة ، لم يكن ليصدقّ عينيه مطلقا
لا بل أبدا مستحيل لكنه سار و قبل أن يدرك أخذّ يركض نحوهما حينما استدارت ماريّ وجدت أليكساندر يلفهما بقوةّ قد بدأ بالبكاءّ .. لم يكن
معظمهم يحتاج إلى أيّ تفسير ففقط وجودها يكفي إذ أن الأمر كان كالحلمّ ..
عنـدما أتى كايل أيضا بـرفقةّ فرانسوا و كلير ، أوسكار و سوزي و السيدة فرانسيس أيضا السيدة سيليا و بول أيضا قد اعتـذرتّ سيليا على ما فعلته و
طـلبتّ أن تسمح لها فلورا بـأن تكون والدتها مجددا ففعلتّ فلورا دون اعتراضّ بسعادة بالغةّ جدا بينما اقترب منها ويليامّ مبتسما بـمرح كعادته
يعرفها عن نفسه ،
أمـا أليكساندر فقد اكتفى فقط بضمهما معا ماري الـمرأة التي أرته معنى أن يعيشّ المـرء بدون حقد أو انتقام جـعلته يرى أن العالم بأكمله لا يدور
حول قـوانين ماكاروف و نايت الـرجلّ الذيّ أنقذه من ظلمات نفسه تلكّ رافقه في دربه و أمسك بيده ..
فيّ حين نـظرتّ فلورا نـاحيةّ ويليامّ قبل أن تـغمزّ له بـضحكةّ لكيّ يضحكّ هو الآخر فتماما مثلماّ قالت فـلوراّ إن الأمرّ لن يحتاجّ إلا لتـواجدّ نايت و لسوفّ
تـغير رأيهاّ فوراّ بالطبعّ ستفعل و أليسّ هو نايتّ ؟
ـ ذلك سيشكل سبقا صحافيا مدهشا ..
قـالت ذلكّ يوجين بـإعجاب و هي تلتقطّ صـورةّ لهم جميعا حينما شهق كايل بصدمةّ بينما رفعت كلير كتفيها بخفةّ فهي من قدمت لها الدعوةّ لما سارع
كايل بالركضّ خلفها و هو يطلب منها جلبّ كاميرا في حين كانت هي تضحكّ بخبث لما ارتطمتّ بالجدار و قد أخذتّ الكاميرا منها من طرف رجال فرانسواّ
كي تبدأ بالنحيب حينها تنهد كايل بقلةّ حيلة و وافق على إجراء السبق الصحافيّ معها لما فشل بإبعادها عنه ..
بينما كانتّ نـظرات أوسكار مركزةّ على كل من نايت و أليكساندر المبتسمينّ بكل سعادةّ لكي يتنهد هو براحةّ هاهما الأخوين الأصغرين لديميتريّ يكملان
حياتهما حينها استدار أوسكار مبتعداّ فقد حان وقت زيارته لقبر ديميتري ..
و بالطـرفّ الآخر وضع نايت قـلادةّ تلك على رقبتها كي تبتسم بـسعادةّ فقد كانت تبحثّ عنها و كم لامت والدتها لأنها قد أخذتها عنها بينماّ اكتفى نايت
برسم ابتسامةّ خفيفة جدا على شفتيه و لأول مرةّ في حياته قد شعر بـأنه قد فاز فـعلاّ .. لأول مرةّ فاز ليس بمنصبّ أو بـلعبةّ من ألعاب نيكولاسّ السابقة
و إنما بشيء أعظم ..


تـمتّ و الحمد الله
__________________