عرض مشاركة واحدة
  #152  
قديم 12-29-2015, 03:04 PM
 







17
[ حياة جديدة ]


هبت نسمات الرياح تراقص العشب الأخضر الندي على ألحان معزوفتها الحزينة تطايرت خصلات شعرها الذهبي خلفها بحرية تبعتها دمعات لؤلؤية تحجرت في مُقلتيها لأسابيع تفرقت السحب ليظهر القمر جلياً في السماء يرسل أضواءه الفضية تلف القلوب و تملأها سعادة .. قلوب ماعدا قلبها !

شعرت بحركة خلفها وصوت تصفيق هادئ خمنت صاحبه فاوقفت عزفها و قالت بانزعاج دون الالتفاف له :
- ماذا تريد ؟

حاول ويل الابتسام قائلاً :
- لقد حان الوقت هل أنتِ مستعدة ؟

لوت فمها ساخرة ومدت له الكمان فحمله عنها ، أمسكت أطراف ثوبها الأبيض الطويل و رفعته قليلاً لتستطيع المشي .

أسرعت في سيرها أمامه إلى أن وصلت إلى العربة التي كانت تنتظرهم ، فتح لها الخادم الباب فصعدت وصعد بجانبها ويل ، بدأت العربة ترتفع شيئاً فشيئاً إلى أن صارت في الهواء عندها أعلن السائق عن بدأ الرحلة إلى مملكة شارك حيث ستعيش إيمي بقية عمرها !

طوال الطريق لم تظهر إيمي أي تعبير فقط صامته متقبلة واقعها الأليم "فدية" هكذا رأت نفسها وسط تلك الصرعات فزواجها من هيتو كان أمراً لازماً فقد كان قانوناً قديم لإحياء السلام بين المملكتين أن تتزوج إحدى أميرات مملكة لوغان أميراً من مملكة شارك هكذا فعلت خالتها ماري و من قبلها من الأميرات .. خالتها التي لم تسمع بها يوماً ولم ترها قط ؟! فكرت قليلاً هذا غريب فهي لم ترى أحداً من عائلة والدتها أبداً و لا من عائلة والدها سوى جدها لويد لقد كانت دائماً معزولة عن العالم ولم تعرف السبب !

ماذا عن ذلك اليوم عندما خطفها هيتو أكان هذا تمثيلاً ؟! هل أتفقت والدتها مع هيتو لفعل ذلك ماذا عن القتلى ما ذنبهم وأيضاً نيكول كادت تموت هذا بالطبع مستحيل طردت تلك الفكرة من رأسها و حاولت الهدوء و تصفية ذهنها من كل شيء يعكر صفوه .

أمتدت يد ويل لتمسك بيدها و تضغط عليهما برفق نظرت لعينيه بعتاب فقال بصوت منكسر :
- أعلم فيمَ تفكرين صدقيني لقد صدمت مثلك عندما علمت أن هيتو على قيد الحياة و لكن ما صدمني أكثر أن أمي على علم بذلك لقد علمت في البداية أن هيتو يريد الزواج منك وفقاً لاتفاق كان بين المملكتين لكن أمي رفضت و أحضرتك إلى هنا لحمايتك بعدها هددها إما الزواج و إما الحرب فأصرت على رأيها أكثر ودفعه ذلك لخطفك و عندما بدأنا بالهجوم أتضح لنا أنهم يفوقوننا قوة و قررنا الإنسحاب ولكن بعد أن أعلن جيش هيتو إستسلامه أعتبر أننا الفائزون ولكن الحقيقة غير ذلك ! بعد فترة قصيرة ذَهبتُ إلى قصر هيتو لأُباشر العمل و لم يمضِ على بقائي هناك الكثير إذ أرسلت أمي في إستدعائي طالبةً مني نسيان الأمر وستوكل أحد غيري بذلك و منذ ذلك اليوم لم أسمع أي خبر عن تلك المملكة سوى من تلك الرسالة كانت رسالة مغلقة بعناية تكبدت مشقة لفتحها ومعرفة شفرتها السرية لم يكتب فيها سوى سطر واحد "هيتو يُعِد لحرب دامية إيمي أملكم الوحيد .. شيرا"

أثار الإسم فضولها فنظرت له متسائلة ، أومأ برأسه وقال :
- للأسف إنها نفس الفتاة التي قتلتها ابنة خالتنا ماري وأخت هيتو في الحقيقة لكن من والدها فقط لم تكن تريد إيذائنا بل أرادت مساعدتنا !

قاطعته بانفعال :
- و ماذا عن السم ألم تريد قتلي ؟

- إنه نوع من المخدر يستخدم في حالات المرض المستعصية لتخدير المريض أطول فترة ممكنة قد تصل لأسبوع ليس معروف في مملكتنا لذلك ظنناه كذلك .

أفلتت يدها من يده واستدارت إلى النافذة بتذمر :
- الأمر لا يعنيني ثم إنني لم أعد حمقاء لأصدقكم ألم تسمع أمي عندما قالت لي : إيمي صغيرتي كل المملكة تعتمد عليك في هذا أنتِ المنقذة بسببك سيعيش الملايين ..
تريدون إستغلال نقطة ضعفي لمصلحتكم لمَ لا تعطونهم ما يريدون لتنتهي تلك المشكلة هل حقاً الزواج من إحدى أميرات بلادنا هو كل همهم ؟! لا أظن ذلك !

تنهد بهدوء وفضل الصمت فحتى لو تحدث لن يستطيع إقناعها على أي حال .

**

على أحد طاولات المقاهي المطلة على الشارع جلس هيرو يراقب المارة بتوتر ولهفة و كأنه في انتظار شخص ما ، ما إن لمح هذا الشخص يقترب منه حتى ابتسم بسعادة ووقف ملوحاً له .

أقترب ذلك الرجل من طاولة هيرو فحياه بأدب وصافحة هيرو بحرارة :
- سيد ميشيل لو تعلم كم أنا سعيد برؤيتك لقد سمعت عنك الكثير و أتمنى أن لا أكون بدعوتي قد عطلتك عن شيء لطف منك أن تحضر .

ابتسم له ميشيل بود :
- لا عليك بني قل ما تريد و ستسرني مساعدتك لقد أخبرني ريد عنك الكثير .

جلس كليهما و بدأ هيرو بسرد قصته و السيد ميشيل يستمع له باهتمام :
- كما أخبرك ريد قبلاً لدي أخت لم يتجاوز عمرها خمسة أعوام مصابة بمرض وأخشى أنها لن تستطيع العيش سوى بضع أعوام .

- ألا يمكنني فحصها ؟

رد بسرعة :
- لا ! .. أعني إنها في بلاد بعيدة و نحن لا نملك المال لتكاليف سفرها أو علاجها بالخارج لذلك طلبت مساعدتك أيمكنك تعليمي ؟

نظر له ميشيل ببعض الارتياب :
- ألست صغيراً تبدو لي شاباً لم يتخرج بعد ؟

قال بتوتر حاول إخفاءه :
- هذا ليس صحيح لقد تخرجت بالفعل و عمري خمسة و عشرين عاماً أنا طبيب و لكنني لست مختصاً في مثل هذه الأمراض أتوسل إليك أن تدربني عندك .

و لم يكن تزويز أوراق إثبات الهوية بالشيء الصعب فقد أخرج هيرو من جيبه بطاقة تثبت صدق كلامه تناولها منه الطبيب ميشيل و بعد لحظة ابتسم قائلاً :
- تبدو شاباً جيداً ..

صمت قليلاً يفكر ثم أكمل :
- حسناً وافقت على تعليمك ستكون متدرب عندي ولكن الأمر قد يتطلب وقتاً وجهداً مضاعفاً فهل أنت على إستعداد لخوض هذه التجربة ؟

- بالطبع .

كانت حماسة هيرو و إصراره ما دفع الطبيب للإستجابة لمطلبه وقضوا بقية ليلهم يتحدثون في النقاط المهمة و متى سيبدأ هيرو في التدرب و عندما انتصف الليل عاد السيد ميشيل إلى منزله بينما ظل هيرو يفكر فيما ينتظره من مفاجأت آخرى في هذا العالم .

انتصب واقفاً و سار في طريقه تاركاً خلفه ثمن مشروبهم على طاولة .

و بعد عشر دقائق توقف أمام منزل قديم مهترأ بعض الشيء رن الجرس وانتظر إلى أن فتح له أحدهم الباب شاب في منتصف العمر صاحب بشرة برونزية و شعر أشقر باهت وعينين خضراوين قال بصوت ناعس :
- هيرو أين كنت أتعلم كم الساعة الآن ؟

ابتسم له هيرو و تخطاه متجاهلاً سؤاله و صعد مسرعاً إلى غرفته و لاتزال تلك الابتسامة على وجهه خلع معطفه الشتوي و أخرج محفظة نقوده ليحصي ما فيها ، همس :
- أظنني بحاجة إلى عمل .

**

في صباح اليوم التالي وقفت نيكول تسقي أزهار حديقتها بعناية و خلفها جلس جيف يقرأ كتاباً كعادته .

كانت حياتهم هادئة بعيدة عن ضجة المملكة المزعجة في منزل راقي على الأطراف الجنوبية للمملكة كانت سعادة نيكول غامرة عندما عادت لذلك المكان الذي أحبته وعاشت به طفولتها لم تتغير الكثير من الأمور في منزلهم فلا تزال نافورة الحلوى كما تسميها قائمة و لم تتآكل مع مرور الزمن و تلك المنحوتات الكريستالية المنتشرة في أرجاء المنزل لم تتضرر هي الأخرى رغم السنين .
عندما رأت نيكول المنزل لأول مرة بهذه الروعة بعد أكثر من عشر سنوات سألت جيف مدهوشة : إن كان قد أعتنى به خلال تلك الفترة ؟
فأجاب : بنعم فالأثاث كما هو بنفس ترتيب والدينا لم يغير فيه شيء .

بدأت نيكول الحديث بمرح :
- ألم تسمع آخر الأخبار بالأمس كان زفاف إيمي لقد سمعت أنها كانت سعيدة للغاية و من فرط سعادتها لم تدعو أحداً خشية من الحسد ألا يجدر بنا زيارتها ؟

- ألم يخبروكِ بأسم زوجها ؟

- كل ما عرفته أنه شخص طيب و لطيف .

قال وقد علت نبرته شيء من السخرية :
- أصدقتهم بتلك السهولة لقد ظننت أن كلينا على علم بهويته الحقيقية .

ضمت مرش الزهور بين يديها و قالت بصوت حزين :
- أعلم أن كل ما يتنشر في المملكة أكاذيب لو كنت مكانها لقضيت بقية عمري في البكاء و لكن ما الجدوى منه على المرء أن يتقبل واقعه مهما كان لازعاً أردت أن نكون معها في محنتها أليست صديقتنا ؟

- صديقتك وحدك .

إلتفتت له بانفعال :
- ماذا كان سيحدث لو وافقت على طلب الملكة لكانت إيمي تعيش معنا الآن بسعادة ما المانع من زواجكما ألأنها أميرة و أنت لست كذلك لا تنسَ أننا من عائلة نبيلة ومقام العائلات النبيلة لا يختلف شيئاً عن مقام الأمراء .

- زواجي من إيمي يعني بداية حرب جديدة ونهاية لأرواح الكثيرين لقد أرادت الملكة حماية ابنتها لكنها أختارت الطريقة الخطأ ، فإيمي الأميرة الوحيدة للبلاد و لو كنت قبلت بزواجها في ذلك الوقت وعاد هيتو بعدها لكانت حدثت مشكلة كبيرة .

سألت بعد استيعاب :
- ولِمَ يهتم هيتو بذلك هل إيمي مهمة لهذه الدرجة ؟

- عندما تم توقيع أول معاهدة سلام بين المملكتين كان نص المعاهدة أن توقف مملكة شارك حربها علينا مقابل الزواج من إحدى أميرات الأسرة الحاكمة و إعطاء زوجها أساور القوى خاصتها .

- فهمت ، إذاً هيتو يسعى لامتلاك أسورتي إيمي ليستطيع استخدام القوى ، نَسيتُ كلياً أن الأساور صُمِمت لتفقد طاقتها خارج حدود المملكة و تعيد شحن نفسها تلقائياً بعد أيام .. يا إلهي لا أستطيع لوم الملكة فهي لم تريد لحياة إيمي أن تكون مشابهة لحياة شقيقتها الكبرى الملكة الراحلة ماري .

لم يشأ جيف التعقيب على جملتها الأخيرة وتابع قراءته بينما أكملت نيكول رى نباتاتها وعقلها غارق بالتفكير وفجأة خطرت على بالها صورة هيرو فقشعر بدنها وارتجف قلبها خوفاً وتخيلت نفسها تقف أمام الملكة مطأطأة رأسها بذل مكبلة بالسلاسل قالت لنفسها برعب : تباً لك هيرو لِمَ ورطَّني معك .

**

تقدمت امرأة ممشوقة القوام توزع الأطباق على الطاولة برشاقة تتنافى مع خصلات شعرها الفضية التي تُبدي كبر سنها من يرى حركاتها لن يتوقع أبداً أنها في عقدها الخامس !

أنهت توزيع الأطباق وجلست على رأس الطاولة :
- هيا يا صغاري إنه وقت الطعام .

لم يكن الجالسون على الطاولة بصغار لكنهم تماثلوا لأوامرها و بدأوا تناول طعامهم بهمجية .

وسط الجلوس كان هيرو جالساً يقلب طعامه بهدوء فلم يكن قد اعتاد على تلك الأجواء بعد ، نظر له صديقه وهمس :
- هيرو ما بك لا تأكل هيا تناول طعامك قبل أن تنزعج أمي .

ابتسم قائلاً :
- إنها امرأة لطيفة .

- ولن تجد ألطف منها لقد اعتنت بنا السيدة إيديث واعتبرتنا ابنائها انها أروع أم قد يحظى بها المرء .

سأله هيرو :
- و ماذا عن والدتك .. أعني الحقيقية ؟

ظهر الانزعاج على وجهه وقال بزدراء :
- لقد أخبرتك قبلاً أنني من جوريداس ذاك العالم الذي لا أرى داعي لوجوده لقد قتلت يوماً بدون قصد لكن أحداً لم يستمع لي وانتهى الأمر بنفيي إلى الأرض وها أنتَ تراني هنا لم يهتم بي والداي و تبروا مني كان والدي تاجر يخاف على سمعته في السوق حسب قوله فاضطر لذلك ..
صمت لثوانٍ و أكمل بانفعال :
- الخطأ كله خطأ تلك الملكة المبتدأة كريستينا .

أرتبك هيرو و همس بعصبية :
- أخفض صوتك .

لوح بيده بلا اهتمام وابتسم ساخراً :
- لم يعد يهمني ، منذ متى و الحكم يوكل لفتاة لقد كان والدها أفضل منها .

اتفق هيرو معه فلو كانت الملكة وافقت على علاج آماندا على الأرض لما كان طالب بنفيه و حاول الهروب للتواصل مع أحد الأطباء المختصين في أمراض كهذه .

- ريد منذ متى وأنت هنا ؟

- ست سنوات تقريباً مذ كنت في العشرين من عمري .

- تبدو لي أصغر !

ضحك ريد وقال :
- وهذا ما تعتمده أنت في بطاقتك صحيح ؟

- أتعني عمري الحقيقي لا أحد يعلم أنني في الثامنة عشر سواك .

- لاحظ أن هناك العديد من الأخوة حولنا .

- وماذا إن سمعوا لن يخبر أحدهم الحرس الملكي .

- تعني الشرطة .

تنهد هيرو وأدار بصره في المكان بلا هدف محدد كان الجميع يأكل بانتظام بعدما نهرتهم والدتهم كما يعتبرونها لقد مر وقت طويل منذ آخر مرة اجتمع فيها مع عائلته على مائدة الطعام يتبادلون الأحاديث بسعادة .

- أليس لديك غيرها ؟
سأله ريد بعدما استشعر نظرة الحزن في عينيه فأجاب بشرود :
- أتعني آماندا ؟ .. لدي أخت تكبرني بسبع أعوام حسب ما اذكر لكنها تزوجت منذ زمن وتركت منزل العائلة و لم أرها منذ ذلك اليوم لكن اماندا مختلفة هي الوحيدة التي أحببتها كانت تكبر أمام عينيّ يوماً بعد يوم طوال أربعة أعوام وعندما بدأت أشعر أنني لن أستطيع العيش بدونها أخذها مني المرض وفصلتني عن رؤية ابتسامتها تلك الأجهزة المنتشرة في أنحاء جسدها شعَرتُ بألم حينها ألم لا يمكن وصفه كل هذا وهي على قيد الحياة ماذا لو ماتت إذاً ؟ .. خسارة أخت ليست بالشيء الهين .

- يا رجل لا تقل هذا بإذن الله ستكون بخير ألم تقابل الطبيب ميشيل ؟ إنه طبيب بارع و سيساعدك حتماً وإن أردت شيئاً فأنا هنا .

شكره هيرو بامتنان وبعد لحظات وقف ريد ولوح للسيدة إيديث وعلى وجهه ابتسامة هادئة ابتعد عن الطاولة واتجه صوب الباب فتبعه هيرو بلهفة :
- مهلاً ريد أيمكنني الذهاب معك اليوم إلى العمل ؟

**

جلست إيمي على السرير بفزع بعد أن سمعت صوت طرق على الباب فركت عينيها الزابلتين بيدها المرجفة فمنذ الأمس لم تستطع النوم ولو دقيقة واحدة ، فُتح الباب وتقدم دان قائلاً باحترام :
- نعتذر على إزعاجك سيدتي إنه وقت الفطور .

حاولت تجميع بعضاً من شجاعتها وصرخت بانزعاج :
- حقاً وهل على الخدم أن يحددوا متى تتناول سيدتهم الفطور ؟!

تغيرت ملامحه الهادئة إلى ملامح حادة وأشار للخدم بالخروج ، تقدم من إيمي وهمس :
- لست خادماً طوع أمرك لا تنسي نفسك يا هذه لستِ سوى أميرة كسابقيك فلا تغتري كثيراً بإشارة مني ستكونين مدفونة تحت التراب تذكري هذا .

ارتعبت ايمي وخفق قلبها بشدة فابتعد خطوين إلى الخلف وقال بابتسامة لطيفة مناقضة لما يشعر به من حقد تجاهها :
- إذاً ماذا تريد سيدتي على الفطور ؟





1 - آرائكم ؟ إنتقاداتكم ؟
2 - أكثر شخصية أعجبتكم في البارت ؟
3 - أجمل مقطع ؟
4 - توقعاتكم للبارت القادم ؟



كيف حالكم جميعاً ؟! إن شاء الله بخير
أتمنى لكم قراءة ممتعة حب4
شكراً لردودكم الأكثر من رائعة التي لطالما أسعدتني






رد مع اقتباس