عرض مشاركة واحدة
  #27  
قديم 12-31-2015, 12:47 AM
 
المغامرة 1 : اتجاهات فوضويّة (الفصل الثالث) .. 3.3

[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/07_12_15144950947607982.gif');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]


.
.



سمع مُهاب صوت صفير غريب خلفه, أدار برأسه فإذا بسامي يقف خلفه وقد بدا عليه الارتباك حينما رآه وهو يبعد حامل سلاحه, ففكّر سامي بقلق: يا إلهي! أخطأته وكشفني!

مُهاب بكبرياء: الشخص الثالث! انتظر سيحين دورك قريباً بعد أن انتهي من هاذان, انظر كيف سأقضي عليهما

اختنقا أمل وأيهم أكثر فأكثر حيث بدآ يفقدان قوتيهما للمقاومة وقد ضعفت قدراتهما, استجمع سامي شجاعته وقال بتردد وقلق: د.. دعهما! دعهما حالاً!

تجاهله مُهاب ثم سمع صوت الصفير مجدداً أعاد برأسه إلى الأمام حيث مصدر الصوت, وإذ بالمسنن ينطلق نحوه بسرعة, اتسعت عينيه وحاول تفاديه بسرعة ولكنّ المسنن أصاب طرف عينه فتمزّقت, صرخ مُهاب وألقى بأمل وأيهم على الأرض في حين عاد المسنن إلى حامله بيد سامي الذي كان يراقب بدهشة.

وضع مُهاب يده على عينه المصابة حيث نزف الدماء متألّماً, حوّل بعينيه نحو سامي حيث لم يعد يرَ بصورة جيّدة, فاهتزّ سامي مرتعباً حالما نظر إليه, فأشهر سلاحه نحوه بسرعة, حوّل مُهاب بعينيه نحو أمل وأيهم اللذان كانا يتحرّكان بتثاقل ثم قال بحنق: سنتقابل في وقت لاحق! أيها الأسطورة! سأقضِ عليكم لاحقاً

ثم ركض هارباً حيث ظلّ سامي يشهر بسلاحه نحوه حتى ابتعد, أبعد سلاحه وزفر بأريحيّة حيث يكاد يقع على الأرض, ثم هرول نحو أمل وأيهم حيث انحنى نحو الأخير وقال بقلق: أيهم! هل أنتَ بخير؟

وضع أيهم يده على عنقه وهو يجلس, وقال بتثاقل مغمضاً عينيه: لقد كانت قبضته قويّة

جلست أمل وقالت بتثاقل وهي تنظر نحو اتجاه مُهاب: تباً لقد هرب!

سامي بقلق: مالذي تقولينه؟ من الجيد أنه هرب, لقد كاد يقضي علينا جميعاً

أمل بحزم وهي تغمض إحدى عينيها: لقد كان بإمكانك القضاء عليه أيها الأحمق

صمت سامي لوهلة, ثم قال بتردد وهو يقطّب حاجبيه: لقد.. كان قويّاً

نهضت أمل وكذلك فعل أيهم الذي قال بعد أن استردّ أنفاسه: لقد نجونا على كل حال

استقام سامي وأضاف بحيرة وهو ويتلفّت حوله: أجل ولكن.. أين أشواق؟ ألم تكن معكما؟

أيهم بهدوء: لقد فقدناها منذ الأمس, ولكننا سمعنا صوتها بالقرب منذ مدة

أمل بحزم: أجل ولذلك يجب علينا أن نكمل البحث عنها, فلا ندري مالذي يمكن أن يحدث لو وجدها هذا الذي يُسمّي نفسه مُهاب

هرولت أمل مبتعدة, وهرول سامي نحو المكان الذي كان واقفاً فيه وانحنى ليلتقط تلك الحقيبة القطنيّة البيضاء وتبع أمل, بينما كان أيهم يجمع الفطر في قميصه بسرعة وهو يقول: مهلاً, انتظراني!







كانت أشواق لاتزال تسير خلف ذلك الفتى الغامض الموشّح بالسواد, كانت تنظر إليه بين الحين والآخر محاولة تفسير سبب صمته حيث لم ينطق بكلمة منذ أن قرر أخذها لمأوى, لقد مرّت أكثر من الساعة بهذا الصمت فبدأت تشعر بالملل, حاولت أشواق فتح حوار معه, فقالت بسعادة: إذاً.. أنت من هنا؟ أقصد.. بأنّك تسكن هذهِ المنطقة أليس كذلك؟

صمتت لتسنح له فرصة للإجابة لكنه لم يفعل, حيث تجاهلها مكملاً سيره بصمت, فكّرت أشواق بحيرة: لربّما كان سؤالاً غبيّاً

فكّرت أشواق قليلاً لتبحث عن حوار مناسب, ثم قالت بابتسامة: هل تعرفُ هذهِ المنطقة؟

لم يجبها الفتى, لقد تجاهلها مجدداً, شعرت أشواق بالتوتر وهي تطبق شفتيها إلى الداخل مقررة الصمت ثم بدأت تشعر بأنّ العالم يدور من حولها, فمال جسدها حتى اصطدمت بإحدى الأشجار إلى يسارها فوضعت يديها عليها تحاول ألا تقع, لاحظ الفتى توّقف خطواتها فأدار برأسه نحوها, فإذا بها تقف بإعياء, فقال ببرود وهدوء: مابك؟

اعتدلت أشواق في وقفتها وقالت وهي تضع يدها على رأسها: أنا آسفة, لقد شعرتُ بالدوار قليلاً

فكّرت بشرود: صحيح, أنا لم أتناول شيئاً منذ البارحة


وضعت يدها الأخرى على بطنها وهي تشعر بتقلّص أمعائها حيث الجوع, كانت تنظر بشرود إلى الأسفل وعيناها تهتزّان قلقاً: لا أريدُ أن أفقد قوتي الآن

شتت شرودها تفاحة حمراء أمامها, رفعت برأسها بحيرة فإذا بهذا الفتى يقف أمامها ويناولها التفاح قائلاً ببرود: تناولي هذهِ, إنها كفيلة بإبقائك على مايرام حتى تصلين إلى المأوى, لاتتباطي وإلا قد يحلّ علينا الليل قبل أن نصل, ستجدين الطعام هناك على كل حال

تناولت منه التفاحة وهي تقول بطواعية بحماس: حـ حسناً, شكراً لك

استدار وأكمل سيره بلامبالاة ففكّرت بحيرة: متى أحضر هذهِ التفاحة؟

تبعته وهي تسير ببطء محافظة على نفس المسافة, ظلّت صامتة لوهلة دون أن تأكل وهي تحدّق به يسير أمامها بثقة, ففكّرت: أنا سأكون بخير إن كان هذا الشخص بجواري ولكن ماذا عن أمل والبقية؟ أشعر بالقلق, مالذي حلّ بهم؟ هل هم بخير؟ هل أكلوا شيئاً منذ الأمس؟ هل هاجمتهم تلك الذئاب بالأمس؟

اهتزّت حدقة عيناها وهي تقطب حاجبيها, إنها تشعر بالقلق الرهيب بداخلها وألف فكرة وفكرة تدور برأسها, حتى توقف الفتى فجأة فتنبّهت إليه وهي تتوقف بدورها وتنظر نحوه بحيرة, فقال ببرود: لاتتهاوني, فأنتِ لستِ في عالمك الذي تعرفين

فتحت فاها بدهشة, فأردف ببرود وهو ينظر نحوها بطرف عينه التي التمعت: يمكنكِ العودة من حيث أتيتِ ولكن ليسَ بعد

احتدت نظرة عينيه أكثر وهو يردف: لايزال الوقت مبكراً على العودة

أشواق بحيرة: مالذي تقصده؟ لستُ أفهم

استدار الفتى نحو اتجاهها وقال ببرود: لاتحاولي الإجابة على كل الأسئلة, يكفي أن تبتعدي عن الخطر وتأوين إلى مكان آمن

حدّقت أشواق نحوه بشيء من القلق, ثم قطبت حاجبيها وقالت بانفعال بنبرة قلقة: و ولكن..

استرسلت بنبرة أقل حدّة وهي تنكس رأسها: ولكنني فقدت أصدقائي, ولا أعرف أين أجدهم, أنا قلقة عليهم, يجب أن أجدهم أولاً

حدّق إليها قليلاً بصمت, ثم أدار برأسه إلى اليسار فجأة ووضع يده حول أذنه, ثم قال: إنهم قريبون

اتسعت عينيّ أشواق وهي ترفع رأسها لتنظر إليه بحيرة حيث وجدته يقف أمامها بنصف استدارة, فقال الفتى ببرود: إذا واصلتِ السير إلى الأمام فستجدين المأوى

ظلّت أشواق تنظر إليه بحيرة, فاستدار ليصبح أمامها وقال ببرود: أخبري رفاقكِ ألا تبحثوا عن الإجابات فالخطر يدور حولها, وقد يكلّفكم حياتكم

قطّبت أشواق حاجبيها وهو تفكّر: حياتنا!

حدّقت به لوهلة, نحو عينيه الحادتين, إنها تبدو مرعبة بتلك النظرة الجادة, هوَ فعلاً يبدو مرعباً لمجرد رؤية مظهره, شعرت بقشعريرة تسري بأجزاء جسدها, ثم قالت بقلق: ولكن.. أين رفاقي؟ هل تعرف أين يمكن أن أجدهم؟

فجأة سمعت صوت أمل وهي تتحدث مع أحدهم بانفعال حيث لم تكد كلماتها واضحة, فاتسعت عينيها وهمست: أمل!

هرولت أشواق باتجاه مصدر الصوت بسعادة, لكنها توقفت فجأة بعد بضع خطوات حيث لم تبتعد كثيراً ونظرت إلى الخلف حيث الفتى لكنها لم تجده, تلفتت حولها آملة رؤيته بين الأشجار والحشائش, ثم رفعت برأسها حيث فكّرت بأنه قد يكون على أحد الأشجار كما ظهر سابقاً ولم تجده, ظلّت تقف لوهلة وهي تفكّر, لقد بدا هذا الفتى وكأنه قد استخدم خاصيّة سحرية ليختفي, فجأة تذكرت أمراً وهي تفكّر: مهلاً.. هذا الفتى..

تذكرت حينما سقطت في النهر وبدأت تفقد الوعي, إنها لم تفقد وعيها بالكامل وقتها فقد كانت تحاول فتح عينيها وهي تشعر بنفسها تُحمل, لقد أخذت نظرة خاطفة بالكاد, تذكرت وجهه وحدة عينيه, نعم لقد كان هو من أنقذها من الغرق المحقق في النهر, ظلّت أشواق تقف لوهلة وهي تفكّر: لقد كان هو إذاً

تذكرت حينما أنقذها من وحوش الليل ومن الاخطبوط الذي جرّها إلى البحيرة, ثم لمحت صورته وهو يشير للرقم أربعة, وبالرغم من أنها لم تعرف المرة الرابعة التي أنقذها فيها إلاّ أنها ابتسمت ثم وضعت يديها حول فمها وصرخت بسعادة: شكراً جزيلاً

تحرّكت أوراق الشجر متطايرة, حاملة موجات صوتها نحو أذنيّ سامي الذي اتسعت عينيه فجأة وهو يدير برأسه إلى الجانب, لم يكن متأكداً من صوتها ظنّ بأنه يخيّل إليه مع صوت نسمة الرياح فقد كان خافتاً بالنسبة لبعده عنها, كما أنّ صوت أمل يزمجر بهم وهي تقول بانفعال: إذاً؟ سنتركك هنا

وجّهت كلامها لأيهم وهي تنظر إلى الخلف نحو أيهم, وكذلك فعل سامي الذي يحمل حقيبة قطنيّة بين يديه, فقال أيهم بترنّح وهو يجلس على الأرض: أنا فعلاً جائع, ولكن إن أردتما الرحيل فاذهبا

أمل بحزم: لا أعلم إن كان سامي سياتي معنا ولكنني ذاهبة

أوقف سامي أمل وهو يقول بارتباك: مهلاً أمل, إن تركناه هكذا فقد لانجده مجدداً

أمل بحزم: انظر إليه كيف يترنّح, لن أبق معه! سيؤخرنا وأشواق لاتزال وحدها, من يدري مالذي تعانيه الآن

سامي بقلق: و .. ولكن ربما علينا أن نأخذ قسطاً من الراحة ونتناول شيئاً

أمل بحزم: أنتَ ابق معه وأنا سأذهب لأبحث عن أشواق وحدي

سارت أمل خطوة بينما ظلّ سامي واقفاً فقال أيهم بهدوء: لا عليكَ سامي, اذهب معها فقد توقع نفسها في الخطر, أما أنا فيمكنني العناية بنفسي

برز عصب على جبين أمل فاستدارت وهي تقول بغضب: ماذا؟ أنت من يحتاج لمساعدة! انظر لنفسك كيف تحتاج لتناول الطعام بهذا الشكل, يال ضعفك!

أيهم بانفعال: إنها حاجة فطرية أيتها الغبيّة, أنا لم أتناول الفطور بالأمس, سأكون أكثر قوة منكِ بعد دقائق قليلة, لابد أنكِ جائعة ولكنكِ تحبين التكبّر أيتها المتكبّرة

أمل بغضب وهي تقترب منه: من تدعوه بالمتكبرة أيها الأنانيّ الوقح!

نهض أيهم وردّ بغضب: أنتِ تريدين أن يسير الجميع وفق ماتريدين

أمل بغضب وهي تشير نحوه: أنت من يفعل ذلك الآن!

أيهم بغضب: أنتِ تفعلين ذلك!

كان سامي يراقبهما بتوتر وهو ينظر نحو كليهما فقال بارتباك: توقفا! ماذا تفعلان؟ هذا الشجار لن يفيدنا الآن!

تجاهلاه أيهم وأمل وهما يتشاجران, فلمح سامي من يركض نحوهم من بعيد, وإذا بها أشواق وعلى وجهها إبتسامة سعيدة, فشهق وهو يقول بدهشة: هاه! إنها أشواق!

توقّفا أمل وأيهم عن الشجار, ونظرا نحو ماينظر إليه, وأشواق تنادي من بعيد باسم أمل, فشهقت أمل بدهشة: أشواق!

ابتعدت أمل من أيهم ووقفت مستقبلة أشواق التي ركضت حتى وصلت إليهم, ثم انحنت لتضع يديها على ركبيتها وهي تلهث, فقالت أمل بشيء من القلق: أشواق! هل أنتِ بخير؟

لم تجب أشواق بل قفزت نحو أمل تعانقها وهي تبكي قائلة: أوه أمل, لقد كنتُ قلقة جداً

ابتسمت أمل بسعادة وقالت بلطف: لاعليكِ, نحن جميعاً بخير الآن

ابتسم سامي بلطف, بينما راقب أيهم وملامح وجهه تنم على الإنهاك مع انحناءة جسده حيث بدا وكأنه لم يأكل منذ أيّام, حتى سقط على الأرض, فقال سامي بدهشة: أيهم هل أنتَ بخير؟

ابتعدت أشواق عن أمل وهي تنظر نحو أيهم بحيرة ودموع الفرح في عينيها, بينما أكتفت أمل بإدارة وجهها إلى الخلف حيث أيهم وقالت بإشمئزاز: تشه! إنه فعلاً مثير للشفقة

شعرت بالدوار فجأة وهي تميل قليلاً فأمسكت بها أشواق حيث وازنت نفسها, فقالت أشواق بقلق: هل أنتِ بخير أمل؟

أمل بابتسامة مطمئنة: نعم

قالتها وهي تشعر بأنّ معدتها تتقلّص إثر الجوع الشديد الذي شعرت به اللحظة, فالانشغال بالأحداث ينسيها الشعور بالجوع وقد مرّ أكثر من يوم كامل عن آخر لقمة تناولتها.




.
.


[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
__________________

كفّـارَة المَجلِس :
[ سُبحانكَـ اللهُمَّ وبحَمدِكـ , أشهَـدُ أن لا إلهَ إلاَّ أنت , أستَغفِـرُكَـ وأتوبُ إليكـ ]

روايتي : مغامرات أسطورة بددت أوجه الظلم والظلام
رواية قتالية : حين تصير أرواح الناس غذاء

التعديل الأخير تم بواسطة Mulo chan ; 12-31-2015 الساعة 03:12 AM
رد مع اقتباس