عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 01-02-2016, 07:05 PM
 
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مهدي•

ما يقلقني أكثر هو لماذا نحن نتعامل مع مشاكلنا بشكل سطحي ؟
و إجابة هذا السؤال تعتبر نصف الحل للوصول إلى حل مشكلاتنا المتراكمة

و هناك بعض الفرضيات لتفسير سبب هذه السطحية ..
أهمها النظرة غير العلمية في تحليل الأمور .. و هذه الفرضية أيضاً لها أسباب إضافية ..
وهو قلة المعرفة التي نتلقاها و انحصارها ببعض موادنا المستهلكة في مدارسنا
و لذلك فإن تعاطينا لمشاكلنا سيصاب بـ وهن و ضعف شديد عندما يصطدم بمشكلة حقيقية ..

المعرفة التي نتلقاها من مناهجنا المدرسية هي الأساس في بناء تكويننا المعرفي والثقافي.. ولكني أعتقد أن المشكلة تكمن في الطريقة التي نستقي بها هذه العلوم والمعارف..
الطريقة النظرية البعيدة تماماً عن الواقع.. وفصل كل معلومة عن أختها,, وكأنها كيان مستقل بذاته.. تنتهي مهمته مع تسليم ورقة الإمتحان..
وبصدق فإنني أُحمِّل الجزء الأكبر من المسؤولية على المعلِّمين والمربين.. الذين ربطوا للطلاب أهمية المعلومة بإجتياز الإمتحان..
فأصبح هذا هو همهم الأكبر..

و ربما أيضاً نستطيع أن أن نفرض فرضية أخرى مسببة لهذه السطحية و هي :
عدم معرفتنا بماهية مشاكلنا و مدى خطورتها و أهميتها
و هذا سيسبب في الغالب فتور ردة فعلنا إتجاهها
فـ تقليلنا لما يحصل من أحداث محيطة بنا سبب إلتهامها لنا و نحن لا ندري ..
معك حق,, فتفشي الأمراض وانتشار الجهل والفقر الناتج من سوء إدارة مسؤولينا.. أدى إلى تخلفنا على جميع الأصعدة ومن ذلك التخلف الحضاري.. الأمر الذي جعلنا ننظر إلى الأمور بمنظار الصراع من أجل البقاء وتوفير لقمة العيش.. بدلاً من البحث عن مراقي الكمال ومتطلبات التنمية.. التي لا تسعى فقط إلى توفير قوت اليوم,, بل إلى الوفرة والحياة الكريمة..

عودة لموضوع النقاش و هو اهمال الواجبات و المطالبة بالحقوق
فإن النفس البشرية تحب الأخذ و لا ترغب بالعطاء ..
و تريد الأخذ بلا مقابل .. و هذا يتعارض مع حقائق كونية كثيرة

و هذا سبب أساسي في إهمالنا لواجباتنا .. كما أن غياب ضابط لمسؤولياتنا و ما هو علينا يسبب أيضاً فتور في تقديمنا لواجباتنا

اما المطالبة بالحقوق فهي نتاج لمسبب ديكتاتوري داخلي او خارجي
فالشعور بالضعف و الهوان و عدم المقدرة يحكم علينا قبول الذل .. فعدم اعترافنا بقوتنا و ما نحن قادرين على فعله سبب لنا الكثير من المشاكل و الويلات على مدار الـ 100 عام الفائتة على الأقل و لا نريد أن نرجع أكثر من ذلك ليكون مثالنا معاصر ..
و هكذا يكون المسبب الداخلي سبب في انحدارنا أكثر و أكثر في بئر النسيان ..
اما المسبب الخارجي فهو معروف .. فمن يقول كلمة حق في بئيته و من يطالب بحقوقه امام مسؤول او حاكم ظالم فإنه سيرى الويلات ، و يصبح "معكر للمزاج العام " و "صاحب أجندة خارجية" و " صاحب مؤامرة كونية" و "خائن "
و سيكون درساً لكل من تسول له نفسه أن يطلب حقاً من حقوقه
و هذا النموذج منتشر في وطننا العربي الحبيب
لكنه لا يجب أن يكون " شماعة" لإخفاقاتنا
و لا يجب أن يقف بطش شخص ما علينا عائقاً في تطورنا و تقدمنا
المطالبة بالحقوق مع أداء الواجبات هي منقبة.. وتزيد المسلم شرفاً إلى شرفه.. لكن عندما تأتي من مُفرّط ومُضيع لواجباته فقل على الدنيا السلام..

ونحن كما ذكرت -أخي مهدي- لدينا من المسببات الديكتاتورية الداخلية والخارجية ما يعطينا أكبر المبررات للمطالبة بحقوقنا..
واتفق معك فيما ذكرته من مسببات.. ومنها الشعور بالضعف والهوان وفقدان الثقة بالنفس وبقدرتنا على إحداث التغيير,, لكن برأيك ما سبب هذا الشعور السلبي؟؟


و أم سبب إستمرار هذه المشاكل و نموها مع اننا نعرف مسبباتها فهذا أبقيه سؤال للمتحاورين ,,
لي عودة


__________________