![قديم](stylev1/statusicon/post_old.gif)
02-01-2016, 05:15 PM
|
|
![](http://up.arabseyes.com/uploads2013/01_02_16145433408095665.png) جلستُ على المنحدر أعزف على قيثارتي ! و المكان من حولي إلى لون أشد بياضاً من الكفن استحال ! شتاء ديسمبر ... آه الجلوس في ثلوجه أصبح إدمان ! ما عكر لون البياض هو فحسب لون قانٍ كلون التفاح الأحمر! لون الدماء ! أكملت معزوفتي و لم أبالي بالجثث التي تناثرت في كل مكان يداي كانت مخضبة تماماً بالدماء ! مما جعلها تنتقل إلى أوتار القيثارة ! أنهيت معزوفتي و فقدت حياتي ..! في زمهرير الشتاء ! ______ أحد المدن : لم يكن يوجد فيها شئ ولا حتى أثر واحد للحياة ..! سوى صوت نعيب الغربان الذي ملئ المكان ..!! حيث كانت تأكل ما تبقى من جثث الموتى و ربما الأحياء !! غير تلك الغربان كان رجل قد خضبته الدماء إلى أخمض قدميه ليست دماءه بل دماء من قام بقتلهم تواً ! هو لم يترك أي أثر للحياة لقد أبادهم جميعاً , نساء , أطفال , شيوخ و رجال ! وضع يده على أذنه اليسرى ليقوم بذالك بتفعيل جهاز الإرسال الذي في أذنه تمتم بهدوء : لقد تمت المهمة ! و اختفى كما لو لم يكن موجوداً أصلاً ! _____ [وسط العالم : مقر الاجتماعات] مبنى فخم للغاية , ما إن تراه ستخاله أحد قصور العصور الوسطى ! يصرفون المليارات على بناء مقر لعين ثم يتحججون بأن الميزانية لا تكفي لإطعام الفقراء ! في قاعة الاجتماعات ! غرفة مزجت ألوانها بين الأبيض و الذهبي الثرية الماسية المعلقة على السقف أعطت رونقاً ذا طابع مختلف ! طاولة الاجتماعات بيضاوية الشكل التي توسطت تلك الغرفة ! كان يحيط بها ثلاثة ملوك ! روميو ! ألفرد ! مايكل ! و من كان ناقصاً هو ألكسندر ملك إنجيس ! -يبدو أنه لم يستطع الحضور بسبب فرط سعادته ! ألكسندر ذاك !! قالها بنبرته الساخرة التي اعتاد الحديث بها ! ألفرد ملك بولفيريم ! ملئ ضحك المستهزئ القاعة بما فيها ! صمت قليلاً بني الشعر ذاك ! حول عينيه العسلية تجاه الجالسين أمامه بهدوء فأحدهما يقرأ كتاباً ! و الأخر ينظر للحائط ! أعاد نبرته الساخرة مجدداً و هو يقول : إذن ... ماذا سنفعل ؟! أنقوم بقتل أحدهم ؟! أشعر بالحماس للقادم ..!! من يصدق أن هذا المعتوه ذو العقل الأرعن ! حاكم ! أغلق ذا الخصلات السماوية كتابه بهدوئه الذي لازمه منذ الأزل و قال بنيرة هادئة : نعم ! سنقوم بقتل أحدهم ! هو شخص عديم الفائدة اسمه ألفرد ! نظر ألفرد له بصدمة ! و قال بانكسار : ما الذي تقوله ؟! ألسنا أصدقاء ؟! -أصدقاء ؟! من ألدى منهم ؟! أعاد بنفس نبرته المنكسرة كلامه و هو يبكي بطريقة درامية : اللعنة عليك روميو ! لم يعره روميو اهتماماً بل التفت بعينيه اللتان ماثلتا شعره لوناً إلى من شعر أنه حاضر جسداً بلا روح مايكل ! الذي اعتادوا هدوءه المفرط ! فهو دائم النظر للحائط غير مبالٍ بما يدور حوله ! لن يصدموا أبداً إن أعلن زواجه به ! تنهد روميو و قال في مكنوناته : ما الذي جمعني على طاولة واحدة مع حفنة المختلين عقلياً هؤلاء ؟! من الجيد أن ألكسندر ليس حاضراً ! و إلى فأن الأمور ستزداد سوءاً ! قاطع تفكيره صوت أصهب الشعر الذي ندر سماع صوته و هو يقول : لقد سمعت أنهم ينون تقسيم العالم إلى عدة أقسام أخرى ! قفز ألفرد على الطاولة كطفل بالعاشرة و قال بانفعال : ماذا؟! متى تقرر هذا ؟!! لن أسمح لهم بأخذ أراضي العزيزة فليذهبوا للجحيم جميعهم ! لا يدري روميو سبب قول مايكل هذا لأنها ليست أول مرة يحاولون تقسيم العالم ! و كل مرة يفشلون ! إذن ما من اختلاف ! هو فحسب دعا ربه أن يمر اجتماعهم على خير ! في حين التفت إلى مايكل الذي أمل أن يكون قد أعار اجتماعهم اهتماماً لكن بلا فائدة ! فهو لا يزال يحدق بالحائط بأعينه الصفراء ! أما ألفرد فقد استدعى أحد حرسه من الخارج و طلب بعض الحلوى التي بدأ بتناولها ! ____ [مورتيم : في الطريق إلى الأكاديمية] مرت ساعة كاملة و الخيول تجري دون توقف ! لا تدري فعلاً كيف استطاعوا الوصول إلى مورتيم بهذه السرعة ؟! فهي تحتاجين شهر على الأقل للوصول لها ! هذا دون احتساب العقبات و الحدود الإجراءات و كثير من الأمور ! ثانياً حسب ما سمعته فأن مورتيم طريق الموت لم يخرج منه أحد حياً ! إما أن الحصان سحري ! أو أن السائق يمتلك قدرة معينة ! أو أن هناك طريق مختصر ! هي لم تهتم فعلاً ! فكل ما تفعله هو النظر من النافذة و رؤية التضاريس التي تتغير سريعاً ! تنهدت بملل , و أعادت عينيها للمبعوث الذي أمامها ! تشعر بالشفقة عليه لكونه قطع كل تلك الطريق دون شئ يسليه ! فهي لا تنس أن القصر الملكي ابعد من تلك الأكاديمية بكثير ! بقيت تحدق به لعشرة دقائق كاملة , لا يمكننا القول أنها كانت تحدق به فعلاً ربما لدقيقة واحدة ليس إلا ! بينما تاه بصرها بعدها , أكثر ما لفت انتباهها هو لون عينيه التي شعرت أنه تم مزج اللون الأخضر و الأزرق فيهما ! لتعطيا لوناً ملفتاً للنظر لم تنتبه له في البداية ! و شعره البني الفاتح الذي وصل إلى منتصف كتفه ! بينما قام بتجديل إحدى خصلات شعره ! بشرته السمراء و ملامح وجهه الرجولية و الجادة ! التفتت مجدداً للنافذة لتجد أنهم عبروا مورتيم و أصبحوا قريبين من الأكاديمية ! حسناً ليس كثيراً مع سرعة هذا الحصان فالأمر لن يستغرق سوى نصف ساعة على الأكثر! ما فاجأها فعلاً هو توقفهم فجاءه ! ترجل المبعوث الذي عرف باسمه في وقت سابق ! جون كما يزعم ! من العربة دون حرف واحد ! أخذها الفضول لتعرف إلى أين هو ذاهب لكنها لم تنطق ! تنهدت مجدداً ! في حين فتح لها الباب ليظهر لها السائق ! ابتعد قليلاً ليترك لها مجالاً للنزول ! نزلت بصمت , و ما إن فعلت حتى حرك السائق عربته و ذهب بعيداً ! لحظة ما الذي فعله ذاك المجنون ؟! أين تركها و هي لا تعرف شيئاً ؟! من الجيد أنها أخذ حقيبتها ! حسنا ! و ماذا بعد ؟! التفتت بضياع إلى أين ستذهب ؟! ظهر أمامها مجموعة من الأشخاص الذين يلبسون بدلات رسمية ! انحنى أحدهم أمامها انحناءة بسيطة ليردف : أنت الآنسة ألين ؟..أليس كذالك ؟ أومأت برأسها إيجابياً , ليكمل و قد أراها الشعار الذي يضعه على سترته : آنستي نحن هنا للاهتمام سنعلمك نمط الحياة في طبقة مختلفة عن طبقتك !.. أعقبت على كلامه بجفاء لم يتوقعه : لست بحاجة لهذا ! ابتسم و قال : يبدو انكِ فهمتِ أنني اقصد أهانتك ! البتة لا أعني هذا لكن هنا لك شئ مختلف ! و المعجزة التي تحصل كل خمسين عاماً ستحصل بعد ثلاثة أيام من الآن ..! -معجزة ؟ أتعني اختيار السماء لنا ؟! -أرأيتِ أنتِ لا تعرفين شيئاً ! بعد ثلاثة أيام ستثلج و سيستمر الشتاء لستة شهور !! -ماذا ؟! أنا لم أجهز نفسي ! أنا لا أعـ.. قاطعها و هو يقول باحترام : لذا نحن هنا ! مبعوثون من الحاكم ! شعرت برغبة بتقيؤ أحشائها عندما سمعت اسم الحاكم ! مبعوثون من الحاكم إذن !!, منذ متى و أولائك الملاعين يتصرفون بهذا الاحترام ؟! يبدو أنه يريد كسب رضاها لتحكم بها !! يا له من مثير للشفقة !! عادت إلى نبرتها الباردة و قالت : حسناً , لا بأس ! ذهبت معهم و كان ذاك الذي تحدث معها منذ قليل يقف بجانبها , سألته عن السبب الذي يجعل هذه الأراضي فحسب تحدث فيها أمور كهذه ؟! ليعقب على كلامها بنبرته السابقة : لا يوجد سبب معين ! ربما تكون لعنة و ربما نعمة ! أو ربما لأن الأكاديمية قريبة من هنا ! يروى عن هذه المدينة كثير من الأساطير ! لم تعلق على كلامه على رغم من أنها شعرت كما لو أنه يخفي شيئاً ! اكتفت بالسير معه بصمت فحسب ! بدأت في البداية بزيارة محلات الثياب كانت تحوي أفخم أنواع الثياب التي لم تحلم حتى بارتدائها ! حيث كانت جميع المحلات قد وضعت الثياب الثقيلة المصنوعة من أجود أنواع الحرير و البعض الأخر بالفرو ! و ما إن أكملت التجول داخل الأسواق ! حتى دخلت إلى فندق فخم ! يشبه القصور الفيكتورية يا له من ترف الذي يعيشونه هؤلاء إن حياتهم هادئة بشكل مرعب ! فكل هذا القتل و المجازر التي حولهم هم غير مبالين ! ستغير هذا العالم هي ستفعل! دخلت غرفتها وحدها لأن ذلك الخادم أو المبعوث أو أياً كان ! قد أوصلها عند باب الفندق و ذهب بعد إخبارها برقم غرفتها ! قطع حبل أفكارها صوت طرق الباب تذكرت أن الأمر لن ينتهي هنا ! فتحت الباب فدخلت منه عدة خدمات! ما إن أرادت إحداهن التكلم حتى قالت ألين : أعرف لما أنتن هنا ! أومأت الخادمة برأسها لتقوم الخادمات الأخريات بالانتشار في أرجاء الغرفة ! فمنهم من بدأت بتحضير الحمام و الأخرى أخرجت من حقيبتها بعض مستحضرات التجميل و الكريمات ! أما الجزء الأخر فقد أخرج بعض الكتب ! و الجزء الأخير فهن قد بدأن بإخراج أدوات الخياطة لأخذ القياسات و القيام بالتعديلات اللازمة على الفستان الذي أحضرنه معهن إن تطلب الأمر ! أغلقت الباب ,و تنهدت بملل هي تدرك أنها ستكون أيام صعبة ! [مكان مجهول] أحد الكهوف الباردة هو ما اختاروه مكاناً لاجتماعهم! هم سيسقطون ذالك الحكم الفاسد بأي ثمن ! سيفعلون أي شئ لفعل هذا !, بينما كان قائدهم واقف في منتصف تلك الطاولة التي تعج بالأوراق المليئة بالحسابات ! هو قائد محنك و الجميع يدرك ذلك قد يبدو أن أولائك الملوك أو المستبدين على نحو أصح لا يعيرونه اهتماماً لكنهم في الحقيقة يريدون رأسه ! كان يزفر و ينفس ببطء لشدة البرد قال بحزم : سنبدأ بعد ستة شهور من الآن !! ____ [سالتوم : المدينة التي تقطنها ألين !] بعد مضي عدة ساعات ..! لا تدري فعلاً كيف انتهت تلك الساعات دون أن تفقد عقلها ! على الرغم من انزعاجها الشديد , إلا أنها لم تبدِ أي ردة فعل !! و أخيراً انتهى اليوم على سلام ! غدا ستحضر امرأة ستعلمها بعض الأساسيات في فن استخدام السيف ! و بعض التعويذ السحرية ! و أمور أخرى لا تعرف الكثير بشأنها ! كانت جالسة في الشرفة التي تطل على الأشجار التي زرعت في ساحة الفندق و المسبح الكبير الذي كان فيه ! قد تكون تمنت فعلاً هذه الحياة لكن ليس بهذه الطريقة ! غيرها يعانون ! حولت نظرها إلى القمر الذي كان بدراً ! الحزن الذي بداخلها اعكس على لون عينيها الزمردتين بينما لم تتغير ملامح وجهها ! أتتها الخادمة الوحيدة التي بقيت معها , و هي على وشك المغادرة بعد قليل , همست بأذنها بكلمات فاجأتها قليلاً ! لكنها أدخلت السرور إلى نفسها بعض الشئ لقد أعطتها حافزاً بالفعل ! التفت تلك الخادمة مغادرة و ما إن أغلت الباب وراءها حتى تبعتها ألين و قامت بإغلاقه بالمفتاح ! ارتمت على السرير و لازالت تفكر بما ستخبرها به الأيام ! ____ "بعد ثلاثة أيام" استيقظت و قامت بفتح النافذة لم ترى من خلالها سوى اللون الأبيض النقي ! ليت قلوب البشر هكذا ! ابتسمت ابتسامة خفيفة ! و هي تنظر له يتساقط ببطء مدت يدها لتلمس بأناملها الشتاء الساقط ! إنه يعطيها دافع قوي للاستمرار ربما هنالك أمل فعلاً في تغير البشر ! ___ أعطى ذالك الثلج الذي يسقط كل خمسين عاماً على الجزء الثاني من العالم فقط دافع لألين ! بينما لأشخاص آخرين هو لم يكن سوى عذاب ! لما حظها منكوب هكذا ؟! هي لا تمتلك مأوى تأوي به نفسها أو أولادها غير تلك الخيمة المتهرئة التي لم تصمد أمام الثلوج و ها هي تفقد أبنائها واحداً تلو الأخر أمسكت بيد أخر من تبقى لها و هي تبكي و تتوسله بحرقة : أرجوك .. بيتر لا تمت أبقَ معي لا تذهب ! ابتسم لها لأخر مرة ليفارق الحياة بعدها ! صرخت كما المجانين تماماً و هي تقول : لماذا .. لماذا ؟! لقد كانوا محض أطفال ليس إلا ! و ماتوا بهذه الطريقة ! جلست تنتحب ! ربما هي لا تدري أن الموت نعمة في هذا العالم القاسي ! لفظت أخر أنفاسها و هي تقول : لتحل عليكم لعنتي ! ___ لم تبق ألين في ذالك الفندق كثيراً ما يقارب العشرين يوماً فقط ! الآن وقت الذهاب للأكاديمية ! وقت تغير العالم ! ارتدت معطفاً ابيضاً قصيراً صنع من الفرو و تحته سروال ضيق و حذاء طويل حتى ركبتها بنفس لون المعطف ! بدت كأميرة الثلج بهذه الثياب البيضاء ! حتى قبعتها و حقيبتها كانتا باللون الأبيض كذالك ! ركبت بالعربة بملامح وجه صارمة معلنة للتحدي ! ستعود هي لدفء أمها مجدداً لن تضطر لسماع صوت البكاء من جديد ستصنع عالماً جديداً ! تحركت العربة و لم تشعر في الوقت آنذاك ! ما أدركته أنهم وصلوا حينما توقفت أحصنة العربة عن السير ! ترجلت و هي تحمل حقيبتها ! لقد بذلت جهدها و عرفت كثير من الأمور عن ماهية قوتها و طريقة استخدام السيف و بعض الألاعيب السحرية التي تمكنها من إظهار الأشياء من العدم أو زيادة سرعتها أضعاف ما هي عليه ! و أخرى تعاويذ متعددة الاستعمالات ! هي تعرف جيداً ما ستقوم بفعله ببساطة , سحقهم جميعاً ! في زمهرير الشتاء أنا وجدت نفسي ! اتخذت قراري و شجعت نفسي ! في زمهرير الشتاء بدأت بدايتي و .. في زمهرير الشتاء أنا قد وجدتُ جوابي ..! BRB |
|