عرض مشاركة واحدة
  #43  
قديم 02-04-2016, 12:16 AM
 
المغامرة 2 : خطوات تائهة في البيت المتحوّل (الفصل الثاني) .. 2.1

[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/23_12_15145090317730542.gif');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]





"اهدئوا! لعلّه انقطاع مؤقت في الكهرباء!!"

شهقت أمل بعدما قالت جملتها حينما كانت على المائدة, لقد شعرت بأنّ الأرضيّة تختفي من تحت ساقيها فجأة, اتسعت عينيها وهي تشعر بنفسها تسقط حتى ارتطمت على الأرض بعد لحظات, لم تكن المسافة التي سقطت بها طويلة إذ نهضت بسرعة ولكنّها كانت تتأوّه بعض الشيء, لقد كان المكان حالك الظلمة ولايمكنها الرؤية, رفعت برأسها إلى الأعلى ولم تستطع رؤية السقف بالتأكيد وسط هذهِ الظلمة, فكّرت بقلق: أين أنا؟ كيف جئتُ إلى هنا؟

سمعت صوت ارتطام قريب منها, تلفتت حولها بالرغم من إدراكها بأنها لن ترَ شيئاً لكنها ردّة فعل عفويّة, سمعت صوت أحداً ما يتكلّم, إنه ليس قريباً ليس بنفس الحجرة هكذا فكرّت أمل, اتجهت نحو مصدر الصوت حذرة حتى أدركت بأنه يأتي خلف أحد الحيطان, الصقت أذنها بالحائط, فسمعت صوت أحدهم يقول "تشه! أهذهِ ضيافة؟" اتسعت عينيها حينما ميّزت صوته بأنه أيهم, فنادت بحزم: أيهم! هل يمكنك سماعي؟

كان يجلس على الأرض واضعاً يده على رأسه حيث بدأ متألّماً والشعلة لاتزال موقدة في سلاحه الملقى بجانبه, وفور أن سمع صوت أمل حتى تلفت حوله وهو يقول بحزم: من هناك؟

التقط سلاحه بسرعة وهو يعدّل جلسته, فقالت أمل: أحقاً لايمكنكَ تمييز صوتي؟

اتسعت عينيه في دهشة: هاه! أمل!

أدار برأسه نحو الحائط خلفه حيث وجّه نور الشعلة إليه, حرّك يده يمنة ويسرة لكنه لم يرها فقال بحيرة: أين أنت؟

أمل بحزم: أنا هنا, أحدّثك من الحجرة المجاورة

اقترب أيهم من الحائط وقال بحزم: هل أنتِ بخير؟

أمل بحزم: نعم, هل الجميع بخير؟

أيهم بجديّة: لا أعلم! يبدو أنني وقعت إلى الطابق السفلي كما اختفتِ فجأة, سامي وأشواق لايزالان في حجرة المائدة كما أظن, سامي لن يظلّ طويلاً فيها سيصاب بالهلع وسيحاول الخروج بعد اختفائنا حتماً, لذلك لابد أنهما سيخرجان من هذا المنزل بدون شك

سمعها تقول بصوتٍ هادئ: أرجو ذلك, إن لم يعترضهما شيء ما

نهض على قدميه وقال بحزم: لاتقلقي! ابقي مكانك وأنا سأتي لإخراجك

أمل بانفعال: مالذي تقوله؟ لن أبقى هنا لانتظارك, أنا أيضاً سأحاول الخروج, يجب أن تركّز على خروجك أنت الآن ولنتقابل خارج هذا المنزل

أيهم بجدية: ولكنّ المكان مظلم, أنتِ لاتملكين مصباح أو ماشابه, ستتخبطين في الظلام الآن
أمل بحزم: لاعليك! يمكنني الخروج


قالت وهي تقوّس حاجبيها مسترسلة: لا أحتاج إلى الضوء الآن طالما أننا جميعاً لانعرف المنزل, سأجد طريقة للخروج حتماً, لستُ خائفة من هذا المكان على كل حال

أيهم بحزم: إذاً.. نلتقي خارج المنزل, لكنني سأعود إن لم تخرجي بسرعة

أمل بغيظ: تشه! أنت حاول أن تخرج بسرعة ولاتدعني أعود مجدداً لأبحث عنك

رفع أيهم حاجباً وقال بغيظ: إيّاكِ أن تعودي مجدداً في كل الأحوال

فتّش المكان حوله بالشعلة وهو يسترسل: من الواضح بأنّ الشخص الذي يعيش هنا لايحتاج للأنوار, وإن وجدكِ هنا فستكونين في خطر خصوصاً بأنّكِ لاتستطيعين رؤيته

كانت أمل تتفقّد المكان بيديها وسط الظلام فردّت بحزم: لايهم! فأنا لديّ سلاحي ولن يتمكّن أحد منّي, أنت قد لاتستطيع استخدام سلاحك بالطريقتين في آنٍ واحد

هبط جفنيّ أيهم إلى النصف وقال بانفعال: أستطيع أن أوكد لكِ بأنني سأخرج قلبك فسلاحي أقوى من سلاحك, أنتِ لاتتباطئي فحسب

برز عصب بجبين أمل ولكنها حاولت كتم غضبها وهي تقول بحنق: فلنرَ يا أيهم من البطيء بيننا بحق

أيهم بابتسامة واثقة: حسناً إذاً, أراكِ خارجاً

أمل بابتسامة واثقة: سأكون منتظرة

أسرع أيهم مهرولاً حيث كان بإمكانه تحديد سعة الحجرة فخرج منها, ووجدت أمل قبضة الباب بجوارها بنفس اللحظة ففتحت الباب وخرجت, بدا الأمر أشبه بسباق تحديّ بينهما للخروج من هذا المنزل, دون أن يدركا بأنّ سامي وأشواق لايزالان في المنزل حتى اللحظة.


~|| ==================| خطوات تائهة |================== ||~





كانت أشواق قد شعرت فجأة بأنها تدور بسرعة حيث ظلّت واقفة حتى توقّف الدوان حولها, ثم همست: سـ سامي!

لم تجد ردّاً, ثم نادت باسمه مجدداً دون إجابة, فاتسعت عينيها بقلق مفكرة: إنه محق, هذهِ الأشباح تصطادنا واحداً تلو الآخر

شعرت بقلبها يهتزّ وعيناها ترتجفان وكأن الخوف سيقتلها اللحظة, تراجعت خطوة حيث لامس ظهرها الحائط خلفها, وفكّرت بقلق: مالذي سيحدث لي؟

هبطت على الأرض جالسة, حيث لم تقو ساقيها على حملها, تمعّنت بالمكان اللحظة, الظلام يغطي أرجاء الرواق, والصمت مهيب حيث لا أحد سواها, لقد ارتجف جسدها بالكامل وهي تتلفت بين هنا وهناك مع إدراكها بأنها لن ترَ أحداً, أغمضت عينيها وضمّت ساقيها إلى صدرها وهي تجلس, بدأت بالبكاء مخبئة صوت نحيبها خشية أن يسمعها كائن ما, فكّرت بقلق: أشعر بالخوف الرهيب, لا أستطيع الحركة

شعرت بدقات قلبها تتسارع, ونظامها الدموي يتخبّط, تشعر بأنها ستفقد وعيها من شّدة الخوف, ستغيب عن الوعي الآن, لمحت صورة أمل في ذهنها ففتحت عينيها فجأة حيث اتسعت لأقصاها وهي ترفع رأسها مفكرة: كلا! لايجب أن أضعف وأفقد وعيي الآن, سأحزنهم كثيراً

تذكرت كلمات أمل قبل أن تدخل المنزل" لاتقلقي أشواق, ستكونين بخير, لقد تجاوزتِ أصعب ليلة وحدك, أنتِ قوية ويمكنكِ حتى الصمود بدوني, لاتقلقي فحسب حتى لاتصبح الأمور أسوأ", فكّرت أشواق: صحيح, أمل تعتمد عليّ, إن حدث لي مكروه فستحزن كثيراً وقد تلوم نفسها على ذلك, يجب أن أكون قويّة

نهضت وهي تقوّس حاجبيها مفكّرة: يجب أن أخرج من هنا بأسرع وقت ممكن, صحيح.. لابد أن سامي سيفعل نفس الشيء, لذلك.. لن أسقط الآن



.
.



[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
__________________

كفّـارَة المَجلِس :
[ سُبحانكَـ اللهُمَّ وبحَمدِكـ , أشهَـدُ أن لا إلهَ إلاَّ أنت , أستَغفِـرُكَـ وأتوبُ إليكـ ]

روايتي : مغامرات أسطورة بددت أوجه الظلم والظلام
رواية قتالية : حين تصير أرواح الناس غذاء

التعديل الأخير تم بواسطة Mulo chan ; 02-04-2016 الساعة 04:10 PM
رد مع اقتباس