عرض مشاركة واحدة
  #23  
قديم 04-05-2016, 02:05 AM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:70%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/27_03_16145907272323642.jpg');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ها قد عدت بالفصل الجديد
بس نزلت الفصل عالسريع لان
ما بعرف ليش بس هيك اجا عبالي
تغيير جو شوي

حسنا فلننطلق الى الرواية
بعد ما دخل رامي المستشفى بسبب تلك المتوحشة

.
.
.


اخيرا طلعت من المستشفى بعد ايام تقيلة عليّ، لان هالبنت المتوحشة ما كانت تحل عني، من لما ترجع من الجامعة لوقت الغروب لازقة فيني، طالما هي حدي انا ما مسترجي افتح تمي حتى لاستئذن لدخول الحمام احلى ما اغلط بشي كلمة وروح ببقس جديد...
اليوم الي بعدو استعدت نشاطي ورجعت عالجامعة، الاوضاع كانت كتير طبيعية الا شغلة وحدة، المتوحشة كانت ملزقة فيني لمترح ما بروح، ما كانت تعرف تعطيني حريتي ولو للحظة
وبعدان معها؟
وبينما كنت قاعد مع رفقاتي وْحَدْنا المتوحشة، سمعت صوت ميمي وصديقاتها جايين، بسرعة خبيت وجي حتى ما تشوفني قاعد حدها وتفكرنا مرتبطين، وكعادة حظي لازم يكون سيء، البنت كانت حاملة تفاحة وقبل ما تنتشها وقعت من ايدها وتدحرجت لادامي، بعدت عن رفقاتها وقربت لحدي وانحنت لتاخدها بس وقع منها قلمها، اخدت القلم وقع دفترها، عرفت وقتها انها ما رح تقدر تجيبها بلا مساعدة، بصوتها الرقيق العذب طلبت مني اعطيها الدفتر والتفاحة، انا كل حياتي تمنيت هيك فرصة ليصير في مجال احكي معها ولو كلمة بسيطة بس ما هون كانت المشكلة، المشكلة انو المتوحشة ما كانت توقف عن التغزل فيني كل الوقت، وانا ما استرجي ارفع راسي لعندها احلى ما تحفظ ملامحي ومعاش تنسى ارتباطي الزائف من هالمتوحشة، اخدت التفاحة والدفتر واعطيتها اياهم وانا منزل راسي حتى ما تشوف وجي:" نظرت لي باستغراب فقال لها نزيه:" اعذريه... معدتو عم توجعو، ممغوص من مدري كم يوم..." اظهرت تفهما واتمنتلي الشفاء العاجل وراحت كأن ما شي صار، رفعت راسي وانا عم راقبها وهي عم تروح واتحسر عالفرصة الي راحت علي بسبب هالمتوحشة، على ذكر المتوحشة لقيتها فجأة حامليتني من خوانيقي وعم تقلي:" ما تفكرني هبلة... مين كانت هالبنت؟..."
الصراحة انا بنفسي زهئت من هالتمثيلية، رح قلها الصراحة وخلي الي يصير يصير، فتحت تمي لاحكي بس صوتي ما كان يطلع بسبب خنقها لي وما لحقت افتح عيوني الا لقيت حالي بالمستشفى مرة تانية...

***

هول الايام عم تكون اسوء كوابيسي، يوم بعد يوم بقتنع انو انا وميمي مش لبعضنا، رغم انني ذاك الرجل الحديدي الذي ما شي بيغيير مواقفو الا اني معاش متأكد اني لازم اتعرف عليها، يكفي نظرة غاضبة من هالمتوحشة حتى اتناسى الامر، بس كما يقول المثل مشاعر الانسان مش بايدو انما بقلبو، ونحن ما فينا نتحكم بقلبنا...

ذات يوم بينما كنت اراقص الطابة في الساحة الامامية للجامعة كعادتي، شعرت انني انسجم مع الكرة، عن غير العادة شعرت بشعور مشترك معها كاننا اصبحنا واحدا، وحركتي هي حركتها وحركاتها هي حركاتي، لاول مرة تفننت بمراقصتها كما لم افعل مسبقا، اصطفّ كل من بساحة الجامعة حولي يراقبونني وقررت ان اتجاهل وجودهم كي استطيع ان اركز على اندماجي مع الكرة، ولكن لاح بين الحاضرين احدهم لم استطع تجاهله، صرت انظر للكرة تارة واسترق النظر اليها تارة اخرى، ملامحها تبدو مصدومة، يبدو انني نجحت في لفت نظرها وجعلها تنذهل بي، واخيرا الانطباع الاول الرائع، صدق القول، رب صدفة خير من الف ميعاد، اكملت على هذا المنوال ولكن لسبب من الاسباب شعرت انها ارادت الانسحاب، يبدو ان تكرار الحركات نفسها طوال الوقت جعل الامر مملا بعض الشيء، يجب ان اضيف بعض الاثارة، استخدمت كل طاقتي في تلك الحركة التي يعجز ابهر مقلدو ميسي في انجازها والنتيجة كانت مذهلة، بل صادمة، انتهى الامر بي كالعادة في المستشفى، ولكن هذه المرة لم اكن انا من على السرير، بل هي...
كنا انا واصدقائي وصديقاتها ننتظر استيقاظها معا في الغرفة، نظرت لوجهها الذي ارتسم عليه نقوش الكرة وانا اعض اصابعي ندما او خجلا منها لست ادري...
الى الان هي لم تستيقظ، لكنني احضرت لها باقة ورد كإعتذار آملا ان لا اضطر لاستعماله في إرضائها في حال فقدت الذاكرة من قوة الضربة...

ما ان تحركت حتى نهضنا جميعنا للاطمئنان عليها، تدافعت انا وصديقتها سوسو على الوصول لكنها وصلت قبلي، ملست على راسها بحنية وصار تطمئن عليها الى ان اتيت من خلف سوسو لتراني وكسى الشحوب وجهها كانها رأت شبحا، لم يدم ذلك طويلا حتى انقلبت غاضبة وصارت تصرخ علي:" هذا انت مجددا... الا يكفي ما فعلته بي... اخرج من حياتي لا اريد رؤيتك بعد الان..." صارت تسب وتشتم وتصرخ لكي اخرج لكنني كنت غارق في عالم اخر من افكاري السوداوية... "بالنظر اليها وهي تصرخ، لا تبدو رائعة كما تكون عادة... " هززت رأسي لانفض تلك الفكرة الغبية من رأسي لافكر بما يجب الان:" كل محاولاتي السابقة ماذا حل بها؟... كلها ذهبت امام صدفة سخيفة لم تكن بالحسبان، وانا الذي ظننتها فرصتي المثالية..."
سحبني نزيه من ذراعي للخارج وانا مكتئب في عالم اخر لا ادري ما يحدث حولي، بينما كاد تامر ان يذرف الدموع على نهايتي الحزينة، لكنه انشغل عن البكاء بمواساة لالا صديقة ميمي التي كانت بالفعل تبكي على الحال الذي اضحت عليه صديقتها الى ان اقبلت سوسو وجرته للخارج واغلقت الباب علينا ليتمتم تامر متذمرا...
هدأت الاوضاع داخل الغرفة فانسحبت حزينا، مشيت في الشارع اركل كل ما ظهر امام قدمي، والافكار السود تتلاعب بي كيفما شاءت...
اعلم ان لا مأوى لي في هذه الدنيا فقد خسرت حبي كما خسرت ثقة فريقي في لعبتي المفضلة، وشكرا للحياة التي علمتني درسا قاسيا يصعب نسيانه، وهو ان كلما اصرينا على مواقفنا وتمسكنا بها كلما كانت الخسارة اصعب، انسحب منذ اول فشل تعش مرتاح البال...
وقفت امام بنايتي والتشائم يملئ قلبي، خطوت خطوة للامام لينقلب حزني فرحا وانا اشتم تلك الرائحة الاخاذة، صعدت الدرج سريعا لاطرق الباب وتفتح لي رويدا وهي سعيدة وتقول لي:" اليوم حظيت بمساعدة بالطبخ... احزر من لدينا في المنزل؟... مرت في ذاكرتي شريط سريع لصور صديقاتها لكنني لا اذكر ان احداهن سعدنها يوما في الطهي... عندما لم اعرف الاجابة مسكت يدي واسرعت بي الى المطبخ لاصدم بتلك الجثة العملاقة من الخلف، حاولت الهرب لكن دون جدوة فقد التفتت ورأتني، ولم تكد ترحب بي حتى هبط ضغطي ليغمى علي، فالمصائب اليوم اتتني تباعا، لم احتج حتى مشفى او اي احد ذات خبرة لايقاظي، فعناق منها اعادني الى وعي واغماني من جديد...

***

جلسنا على طاولة السفرة ورغم الرائحة الشهية التي تصدر منها ورغم بشاشة الموجودين حولي لم استطع الاكل، يبدو انني الميؤوس الوحيد هنا، المشاكل تأتيني تباعا ولست ادري ما الذي ينتظرني بعد ساعة، وربما دقيقة، وربما ثانية... ارتسمت الصدمة على وجهي وانا انظر الى المتوحشة التي لا تشارك معنا في الاكل، بل اكتفت بشرب فنجان كابوشينو رغم شراهتها، كست ملامحي الصدمة لانهض غاضبا وانا اطلب من رويدة ان تتوقف قبل ان تضع اللقمة في فمها، نظرت الى مستغربة وقالت لي:" شو بك؟... " اكملت وهي تشير للقمة: "بدك اياها؟..."
-اجبت باستهبال: لك لاء شو بك، ما نفس الي عندي هو الي عندك..."
- لكن شو بك...
نظرت الى المتوحشة وانا اترقب ردة فعلها عندما تسمع كلامي: "اعترفي...شو حطيتي بالاكل!..."
هالشريرة ما قدرت تخفي صدمتها وفجأة اخفت عيونها خلف كفيها التي بالكاد استطاعت ان تستر كامل وجهها لعظمة حجمه بينما رويدا تقول لي:" شو بك رامي... ليك كيف بكيتها... هي كانت نيتها طيبة... كل الي كان بدها اياه هو انها تعملك وجبة طيبة تخليك تروح من لذتها على عالم تاني
- رويدة انت بريئة كتير... استغرب انك بعدك عايشة...
اعدت النظر الى المتوحشة لاقول:"اعترفي انك حطيتي صابون بالاكل"
فنجرت رويدة عيونها والمتوحشة شالت ايديها من وجهة مصدومة ليفرطو تنيناتهم ضحك وانا ما عارف ليش عم يتضحكو، قالتلي رويدة:" بك شي انت اليوم ما طبيعي؟ وليش بدها تحط صابون بالاكل..."
باندفاع قلت:"بالعادة الخلطات السرية الطيبة بيحطو فيها اشيا ممنوعة، هاي واحد اما التنين شوفي كباية الكابوتشينا كيف كلها رغوة..."
رجعو فرطو ضحك رغم ان كلامي كان كتير منطقي، قالتلي رويدة:" هو الكابوتشينو هيك بيكون فيه رغوة"
- بس انت لما بتعمليه عادة ما بيكون فيه رغوة
- انا بعملك اياه عالسريع حتى سكتك بس هو هيك بينعمل
-اها...
اظهرت تفهما لاجلس صامتا غاضبا، حطتني بهالموقف السخيف بس كرمال عادة تسكتني، منيح انو المتوحشة هي الي كانت ادامي ومش ميمي، هي خلقة معصبة مني، لو انها سمعت كلامي هلاء لكانت تبرت مني...
وبينما انا عم فكر بكلام رويدة وعم اتحاشى طلب المتوحشة المستمر اني اكل، فجأة لقيت رويدة بلشت تترنح وطبت عالطاولة، وقفت عالسريع لعندها لاطمن عليها وانا عم صرخ على المتوحشة:" شو هيدا... شو كنتي عنجد حاطة صابون بالاكل حتى هيك صار فيها؟..."
اظهرت المتوحشة بعض الضيق لتقول:" بقدر افهم شو قصة الصابون اليوم؟... كل ما في الامر اني حطيت مخدر بالاكل... كان المفروض انت تنام قبلها بس حضرتك ما كنت تقبل تاكل..."
مع اني ما صدقتها ارتاح قلبي بعد ما سمعت شخير رويدة بلش يتصاعد رغم انو صوتو كان مزعج، رجعت عالكرسي لنفتح نقاش جاد:" فيّ افهم ليش حاطة صابون قصدي مخدر بالاكل؟...
دمعو عيون المتوحشة وانا عم حاول اخفي صدمتي لحافظ على جديتي معها، اذ ان لاول مرة بعرف انو المتوحشين بيبكو، قبل شوي فكرتها عم تمثل على رويدة بس هلاء رويدة نامت... اها اوك هاي هي... عم تمثل عليّ لاتأثر بدموع التماسيح...
خلصت المتوحشة كلامها وانا قلت باعتراض:"ما بصدقك..."
نظرت الى مستغربة لتقول:" عنجد؟... رغم انو كلامي كان كتير منطقي...
- ومع هيك ما بصدق... انا متأكد انك سويتي هيك لتنتقمي مني
- باستخفاف اجابت: ليش انا شو قلت؟
شردت شوي وانا عم حاول استعيد كلماتها، لكن دون جدوى، كان وقتها عقلي مشغول عم يحلل دموع التماسيح، بحرج حكيت راسي لاطلب منها تحكيلي القصة من جديدة...
بعد دموعها الحارة والمآسي الي عملتن فيها، قدرت افهم من كلامها انها كانت عم تحاول تخدرني لحتى تتركني لاطول فترة ممكنة نايم وغيب عن الجامعة حتى معاش التقى بهيديك البنت...
رغم انها متوحشة الا اني كنت حاسس قلبها طيب متل اكلاتها بس بعد هالحادثة صرت حسها مجرمة، كيف بتقدر بعد ما جربت الحب تفصل تنين بيحبو بعض...
بسبب الضغوظات الي عم عانيهم من المتوحشة، حاسس راسي صابه تخدر وتنمل وصداع وما بعرف شو كمان، ومعاش الي خلق فكر باي شي، تركت رويدة نايمة عالطاولة وانسحبت عغرفتي وقفلت الباب، تمددت وضليت ناطر يجي النعس بس اخدت معي كم ساعة...

***

استيقظت في الصباح الباكر على صوت زقزقة عصافير بطني بسبب نومي مبارح بلا اكل خوفا من مخطاطات المتوحشة، دخلت المطبخ وفتحت البراد، لا اراديا صرت شوف كل الاشيا عليها رغوة، بسببها صار عندي رهاب الصابون، تركت المطبخ ورحت عالجامعة وهونيك اشتريت منقوشة جبنة والتقيت بنزيه بالكافيتيريا...
لسبب ما بعرف شو هو تامر تأخر هاليوم، قعدت اشكي لنزيه الي صار معي ليلة مبارح لحد ما لاحظت انو معاش عم يركز معي، عم يتفرج عمطرح تاني وفاتح تمو متل المهابيل، نظرت لحيث ينظر لافتح تمي متل نزيه ويمكن اكتر، تامر ولالا صديقة ميمي ماشيين مع بعضهم وواضح انهم مستحيين، قبل ما يوصلو لعنا رمشت لالا بغنج ولوحت بيدها وهي عم تودعو وانسحبت، كمل طريقو لعنا بابتسامة ما قادر يخفيها مهما حاول ذلك، قعد حدنا وسلم ونحن نترقبو بنظرات تطلب الكثير من الاستفسارات بس ما حس وظل ساكت، لكشته لينظر الي ورغم انو حاول يبين عحالو مزعوج، الابتسامة كانت فاضحيتو عالاخر، ما اصريت عليه لاعرف شو الي صار لان كل شي واضح، الاخ وقع في شباك الحب، بس انا ما رح ازعل، بالاخر هيدا رفيقي وانا بنبسطلو بالاخص لما تكون الي بيحبها صديقة ميمي وبتقدر تسربلي اخبار من عنها، يعني هالشي رح يكون ضمن مصلحتي...اقتربت من تامر بفضول وسألتو اذا حكتو لالا شي عن ميمي، لكن للاسف ما خبرتو عنها الا انو حالتها تحسنت عن مبارح، كان هيدا الشي باول حديثهم وبعدان اخذ الحديث منحنى اخر، على كل حال اتمنى مع تحسن حالتها تخف كراهيتها الي...
نظرت الى نزيه بخبث لاقول له: شو نزيه، ما بعد في الا انت
نظرت الي مستغربا ليقول: شو بيني انا
لكشته وانا احثه على الكلام لاقول له: انا حبيت ميمي وتامر حب لالا، اعترف، انت بتحب سوسو
فجأة نهض كلا صديقاي وصارا يصرخان متذمران،
نزيه اوك بفهم انو مرقت عليه المزحة بس تامر ليش منزعج؟ لا يكون بيحب سوسو بدل لالا وانا ما بعرف، حاولت ان افهم كلامه بين صراخ نزيه حتى فرّطني ضحك، طلع الاهبل مفكرني اهبل متلو وما عارفني ملاحظ انو هو ولالا بيحبو بعض وقاعد عم ينكر، شوي وانسحب نزيه معصب بينما هدأ تامر وعاد الى صوابه، اقتربت منه بحشرية لاسئله:" اذا كنت ما بتحب لالا وهي ما بتحبك، ليش هيك كنتو ماشيين متل الي بيحبو بعد؟...
تنهد تامر بانزعاج ليقول: بقدر افهم شو قصتك معي ومع لالا؟ انا واياها اخوة
انا انعقد لساني ومعاش قدرت افهم شي
صارت تساؤلات كتير تبرم براسي
هو ولالا اخوة!...
من متى؟
وليش ما خبرني قبل؟
و...
فجأة امسكته من قميصه وانا عم صرخ عليه: ليش ما خبرتني قبل انو لالا صديقة ميمي المقربة بتكون اختك، كانت الشغلة رح تسهل علي كتير من الامور...
اخذت استعيد انفاسي بينما هو نظر الي نظرة استغباء ليقول لي: ما بسمح لحدا يستغل اختي كرمال امورو الخاصة
ارتسم على وجهي نفس نظراته الغبية لافلت قميصه: مين قال اني رح استغل اختك، بس رح اسالها كم سؤال عن ميمي، متل رقم تلفونها، مكان سكنها وهيك اشيا...
بنفس النظرة قلي: هول الاشيا بتقدر تسالني عنهم لاني وصلتها مرات كتير لعندها...

الصراحة...
بكل كلمة بيحكيها تامر، بكتشف اديش انو صديق خاين عنجد!
بيعرف معلومات مهمة عن ميمي وما مخبرني عنها
راسي رح ينفجر، بدي سكر دينايا ومعاش اتسمع،
كرامتي طلبت مني قوم وابرملو ضهري ومعاش احكيه بحياتي قد ما عصبني
بس حشريتي جبرتني ابقى لاعرف اكتر عن الي بيعرفو عنها فقلتلو:
طيب وين ساكنة بما انك تفضلت وعرضت علي اسالك
تامر الذي اعرفه هادئا، ومرهف الاحاسيس ولطيف فجأة انقلب واظهرلي جانبه المظلم عندما ابتسم ابتسامته النكراء وتحولت فجأة الى ضحكة عالية شيطانية،
ما ان خمدت ضحكنه حتى اتخذ سمات الجدية فجأة وقال لي: ما بقدر خبرك... الشغلة سرية كتير وخطيرة

هيدا التامر كل مرة بيشربكلي عقلاتي اكتر، معاش افهم منو شي ابدا
شوي بيقلي اسالو بدل ما اسال اختو لان بيعرف
وشوي بيقلي المعلومة سرية وخطيرة
بعدان ليش خطيرة يعني
شو كاينة ميمي رئيسة المافية وانا ما عارف
تلقيت فجأة ضربة قوية عظهري خلت قلبي يهبط عالارض من الفزع للاقي تامر رجع لابتسامتو اللطيفة وقلي: كنت عم امزح معك، اعطيني ورقة وقلم لارسملك خريطة بتوصل من الجامعة لبيتها...
تناسيت كل شي صار فيّ من شوي لما سمعت انو بدو يخبرني عن بيتها واعطيتو من الشنطة ورقة وقلم ورسملي خطوط رايحة وخطوط جاي وبالاخر نقطة الوصول
اخذت الورقة بعيون متلألئة ونظرت اليها ومن حماسي طلعت ركض من الجامعة ونسيت اشكرو وانا اتبع الخريطة،
وصلت لمكان النقطة المحددة، صح اول مرة بدخل هيدا الحي بس متلو متل كل الاحياء السكنية الفقيرة، مكتظ وريحة التشفيط من سيارات الشبيحة تملأ الارجاء، لقيت سيارة عم تصف شوي بعيد وبينزل من المقاعد الامامية شاب وبنت فتحو الباب الي ورا وصارو يساعدو حدا لينزل من السيارة والمفاجأة الكبرى انها كانت ميمي، الصراحة لغرابة اطوار تامر اليوم فكرتو رح يعمل فيني مقلب ويرسملي خريطة خاطئة، بهالحال لازم اشكرو لما ارجع شوفو
ميمي المسكينة كانت عم تمشي وتتمايل من الدوخة
يبدو ان الضربة كانت قوية كتير
ما اظن رح تنسى فعلتي بسهولة
كل حماسي راح عشوفتها بهالمنظر ورجعت للجامعة خايب لتستقبلني المتوحشة بعناقها المعتاد،
الصراحة تعودت على عناقها هيدا ومعاش يأثر فيني متل قبل، صح انقطع نَفَسي بس ما غمي علي على الاقل
رجعتني عالارض وتمسكت بايدي وصارت تتمشى حدي وانا بعالم تاني
هل يا ترى لازم اتقبل الواقع الي انرميت فيه؟
كل ما بدي عارضو بفوت عالمستشفى او بيفوت حدا بعزو
اظن الافضل اتقبلو لان ما الي منو مهرب
بس كيف رح تكون طبيعة حياتي مع المتوحشة
لازم ضل ساكت وراضخ الها
والا المستشفى رح يكون مسكني المستقبلي
وصلت الى مكان اصدقائي لارى نزيه قالب بوز معصب مدري ليش وتامر مبتسم للتلفون... جلسنا بقربهم انا والمتوحشة وسألت تامر عن سر غضب نزيه لكنه اشر لي ان انتظر والابستامة لا تفارق ثغره، هيدا هيك من الصبح وبيقلي انو مش مغرم، شو المغزى من الي عم يصير معو اذا؟...
اعاد النقال الى جيب قميصه وقلي:"ايه؟ شو كنت عم تقلي؟..."
نظرت اليه باستخفاف لاقول له: مع مين كاين عم تحكي بالتلفون...
قلب ملامحو للجدية وبحزم قال" اهتم بشؤونك..."
الصراحة صدمني...
اليوم تامر مش طبيعي...
مدري شو عن يصير معو...
مش عارف حتى اذا صدق الي عم يصير معو او مزحة جديدة
وما مسترجي اسالو احلى ما تزيد الصدمة صدمتين
تراجعت عن سؤالي التاني لارجع لسؤالي الاول وقلتلو:
شو قصة نزيه؟ ليش معصب؟
- بعدو معصب من الصبح، من وقتها ما رجع لطبيعتو
نظرت الى نزيه مصدوما، لاول مرة بعرفو حساس لهالدرجة
اليوم عم اكتشف اشيا جديدة عن رفقاتي
على كل حال اعتذرت منو عسى ان يرجع لطبيعتو لان العالم حولي صاير مجنون، بعد ما ناقص الا ارجع عالبيت ولاقي رويدة تحولت لقرد...
اعوذ بالله
قشعريرة سرت بجسدي فقط لتصوري للفكرة
مبارح كانت هي عم تهتم فيني وهلكتها
لو صار الي بعقلي اكيد رح تسببلي كل المتاعب الي شغلتها فيها من زمان لتنتقم...
على اعتذاري خف غضب نزيه ليحاول ان يبرر انه غاضب اصلا من قبل المزحة السخيفة ولكنه حاول ان يتغاضى عن غضبه، لكن المزحة السخيفة كانت ما ينقصه ليفجر الغضب الكامن فيه
ابتسمت مجاملة وانا ابدي تفهمي لوضعه حتى سكتنا جنيعا ما عدا المتوحشة، لست ادري من اين كانت تأتي بالمواضيع ولست ادري حتى عما كانت المواضيع فقد كنت احاول قدر الامكان ان اتهرب من كلامها المستمر بتفكيري بمشكلتي المستعصية
رغم اني حاولت ان اتقبل قدري البشع، الا ان قلبي لم يتقبل ذلك بعد
فما زال متعلقا بتلك الحسناء زمردية العينين ذات الشعر الحريري الجميل
تثائبت بملل وارجعت ظهري لاستند على ظهر الكرسي ليفعل صديقاي الامر نفسه، عرف الملل سبيله الينا عن طريق مشاورته للياس فغدونا ضحيتهما الى ان صرخت المتوحشة بحماس: من يرغب بالاكل
حينها قفزت فزعا وانا اقول
لا شكرا، الي فيني بيكفيني، ما الي نفس عاكل الصابون...
نظرت اليّ المتوحشة بغضب وانا اعض شفتي لعلمي اني قلت ما لا يلزم وما ان فتحت عيناي حتى وجدت نفسي في المستشفى مجددا...
***

جلست انا واصدقائي في غرفة المستشفى نحاول التوصل الى طريقة للتخلص من المتوحشة، لكننا لم نجد اي شيء، فهي كعاصفة تقلع كل عوائقها التي تعترض طريقها بغمضة جفن
فقررنا ان نحاول ابعادها عني على الاقل عندما تقترب مني ميمي لان ذلك سيجعلها تغضب غضبا عارما، بالاخص انني كنت قد قررت ان اعترف لها بمشاعري وليحدث ما يحدث...
خطتنا كانت كالتالي:
اخفينا عن المتوحشة موعد خروجي من المستشفى ومكث صديقي تامر مكاني بعد ان يتنكر على هيئتي لانه الاكثر شبها لي، وكم تمنى تامر ان تكون ضعيفة النظر كي لا تكتشف امره خوفا من ان يكون ضحية غضبها مني، ثم ارتب منظري لاصبح جذاب لا اقاوم، فاتوجه برفقة نزيه الى بيتها، يبقى هو في الاسفل يستطلع الاوضاع في حال اكتشفت المتوحشة الامر واتت ثائرة بينما انا اصعد لمنزلها لاطلب يدها دون مقدمات، فلم تجلب لي المقدمات طوال العام الا الفشل...
وقفت انا ونزيه على بعد بناية من بنايتها نتشاور فيما بيننا على الوقت والمكان، حتى اتفقنا وخرجت من خلف البناية وادخل الزاروبة فأتفاجئ بميمي تخرج من البناية تمسك بيد طفلة صغيرة جميلة خمنت انها اختها الصغرى، رؤيتها هكذا مع بعضهما بدتا لطيفتين، ابتسمت لاتوجه اليها والقى التحية على كليهما ولحسن الخظ كان في جيب بنطالي حبة علكة لاعطيها للطفلة لاكسب قلبها، لكن ما ان مشيت خطوة اليهما حتى وصل اليهما طفل في العاشرة من العمر تقريبا، بدى لي مألوفا، وما ان تقدمت خطوة اخرى حتى ارى الطفل اسرع اليّ وبفرح يصرخ:" راميييي..."
هل حدثته عني ام انه مصادفة، ما ان امعنت النظر اليه حتى برزت تفاصيله حيدا لاعرف هويته وانسحب سريعا الى حيث صديقي
اعطيته صينية البقلاوة وانا اقول:
بعتذر، ما رح كمل هاالمخطط، بكلمها بعدان
امسكني نزيه من كمي ليعيدني لمكاني وهو يسخر مني:" شو عم تتمسخر عليّ؟ مش وقت الخوف هلاء
- انت ما شفت الي انا شفتو
- لمتوحشة؟
- لا...
- اذا روح مش وقت الفزع من اي شي
- بس هيدا الولد اذا شافني...
- انسى امر الولد هلاء، هيدا المخطط ما كل يوم بيزبط، بالاخص اذا اكتشفت المتوحشة امرنا، ما رح تمر عليها مرتين
تأففت وقررت اتسمع لنزيه وروح احكيها وجازف بتعلق رامي الصغير فيني، مشيت بلا نفس لمكان تواجدهم بس ما لقيت حدا، مشيت شوي اكتر ولقيتهم قاعدين تحت بنايتها عم ياكلو شوكولا وبطاطا شيبس، اقتربت منهم اكثر لاقف امامهم فترفع ميمي نظرها اليّ وتصدم برؤيتي لاول وهلة... هنيهة وحولت نظراتها الى احتقار، لم يكد يتفطر قلبي لرؤية تلك النظرات حتى قفز اليّ قزم النحس صارخا بحماس:
- رامي وين كنت مختفي؟... ليش معاش جيت لعنا ولا رح تلعب فتبول هونيك...
شو حلو حظي لان ماما اختارتك ميمي لتكوني حاضنتنا
بحسرة فكرت "شو خلو حظك وما ابشع حظي" غطيت عيناي بكفي وقد علمت ان هذه نهايتي لا محال




[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]