عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 05-09-2016, 09:08 PM
 
قصة مبدعة |قصتي الأولى : كهف العزلة

[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:70%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/09_05_16146281720283011.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
[/ALIGN]
[ALIGN=center]

ابدعتي
Zizi



ها انا اليوم اضع بين يديكم اول قصة قصيرة لي
اتمنى ان تعجبكم





في الصميم نحن وحيدون، حياتنا أشبه بالعلب الصينية: علبة داخل علبة وتتضاءل العلب حجماً، إلى أن تبلغ العلبة الصغرى في القلب منها جميعاً، وإذا في داخلهالا خاتم ثمين من خواتم ابنة السلطان، بل سر أثمن وأعجب: الوحدة.



اراها واقفة امامي الان ... وراءها خلفية سوداء تماما لكني استطيع رؤيتها بوضوح.... جميلة الى ابعد الحدود .. و تبتسم لي
انا بعيدة كل البعد عن الواقعية ... يبدو كحلم لكني متاكدة اني لست احلم
شعرت بصوت ياتي من اللامكان ينادي باسمي ... حاولت الرد لكني لم اقدر .. كما اني لا اقدر رؤية اي شيء باستثناء هذه الفتاة التي جاءت من العدم وهي تقترب مني ببطء

لقد باتت اقرب مني الان لا يفصل بيننا سوى سنتيمتر واحد ...نظرت في عينيها فرايت فيها اية الجمال .. مما جعلني اطيل النظر فيهما حتى ما بت استطيع الحراك
لا ادري ماذا اصابني حتى شلت حركتي هل بسبب جمالها الساحر ... ام ان الامر تعدى الواقع و اثر في قوة خيالية و قيدتني

ها هي ذي تمسك بيدي ... يداها باردتان برودة الجليد لكني وجدت فيهما دفئا كنت افتقده..فجأة سمعت صوتها الذي خاطبني قائلا : " لقد كنت بانتظاري و ها قد جئت ..."
حاولت ان اجيبها لكن عبثا

اسئلة كثيرة اجتاحت بالي... افكاري كانت مشوشة ... لا استطيع الحراك او النطق ولا حتى الرؤية ...
فجأة لم اشعر بنفسي الا و انا اطير ممسكة بيدها ... احسست اني اختنق وان اصول هذه الفتاة ليست من بني جلدتنا ...
عجبا لحالي اطير الى المجهول ممسكة بملاك في هيئة العباد ... الى اين طريقي ...لا اعلم ...ومن تكون .. ايضا لا اعلم ...كل ما اعلمه اني ازيد اختناقا بزيادة المسافة المقطوعة....
فلم ازل احدث نفسي بهذا الحديث حتى نزلت و نزلت انا على اثرها نظرت حولي فلم ارى شيء لان السواد لا يزال يحيط بنا ...
لم استطع سؤالها عن المكان فاكتفيت بان ارمقها بنظرة استغراب و تعجب .. ففهمت ما اقصده و كرد منها وضعت يديها على عيني و تمتمت بكلمات لم افهمها ثم قالت : " هذا ما اردته و تمنيته ..."
وما ان انزلت يديها حتى ابصرت اخيرا ...لك تكن دهشتي بما رأيت تفوق دهشة رجوع بصري الي..فاخذت اتامل ماحولي ...انا الان داخل كهف لا اول له و لا اخر ... علقت مشاعل من النار على طول جانبيته ..مما زاده وحشة و رعبا

و باستعادة بصري استعدت قدرتي على النطق فقلت :" من انت ... واين انا ؟.."
فردت علي بنبرة غامضة : " في مكان يحلم به كل انسان ..."
عجبت لكلماتها فنشأت افكر في مرادها فتذكرت ... عندما اكون وحيدة احلم ان لي رفيقة ... اه نعم..نعم...
كيف لم اتنتبه..انها هي ... اجل هي من احلم بها و اتخيلها جنبي لتؤنس و حدتي ... وما ان تاكد ظني حتى قلت : " صديقتي ...؟"
لكنها لم تجب بكلمة بل اكتفت بابتسامة صامتة تحمل الوف المعاني ... حينها فقط اصبحت على يقين اني واعية و صاحية
ما هذا .... أنا لان افكر بكل لحظة قضيتها بحياتي و كان شريط حياتي يمر امام عيني ... لم يا ترى ...؟ يقال ان الشخص يتذكر حياته في لحظاته الاخيرة ... أ يعقل انها انهايتي .... أ يعقل اني ساموت هنا ... وحيدة ... دون ان يعرف بوفاتي احد...
فجأة رايت ذلك الضوء الذي برق من بعيد.. انها نهاية الكهف.. نحن نقترب منها الان اكثر فاكثر .. قلبي ينقبض.. نفسي ينقطع.. وبدني يرتجف.. ليس خوفا انما شعور غريب لم استطع كبحه لانه يزداد قوة و حدة مع كل خطوة

وما ان وصلنا الى نهاية الكهف حتى رايته.. اصفر الوجه وشاحب.. عجوز قصير و نحيل يقف بالقرب من سياج متاكل اثرت فيه العوالم الطبيعية و المناخية الاثر الكبير.. نظر الي ... ابتسم ... ثم تكلم مع الفتاة التي جاءت بي الى هنا بلغة لم افهمها رغم اني اعرف جميع لغات العالم

فجأة اختفت ... فتملكني خوف و جزع شديدين ثم قلت في نفسي : " لماذا انا بالذات ... وفي هذا المكان ...لقد قالت انه مراد كل انسان ... بيد انه اقرب منه الى الكوابيس من الاحلام..."
لكن احساسي بشيء ما على كتفي قطع شرودي التفت خلفي لارى ذلك العجوز ...كان منظره المخيف سببا في جعلي اركض بعيدة عنه بيد انه لحق بي وظل يطاردني الى ان انتهى بي المطاف الى طريق مسدود .. فاقترب مني و قال :"لا تخافي فانا لن اقوم بايذائك .. لقد عشت هنا سنين عمري و حيداا و كذلك انك ستفعلين ..."
ازعجني كلامه هذا فصرت اردد بطريقة هسترية :" كلا ...كلا ...لن افعل ابدا ..."
فرد بتهكم :" اخبريني عن السبب الذي يجعلك تعشقي العالم الخارجي البائس...ماذا قدم لك حتى تحبيه باستثناء الالام و الاحزان ... ماذا جنيت منه باستثناء الدموع و الاحزان... و الادهى من ذلك ماذا قدمت انت لنفسك ..دائما ماتكون غايتك ارضاء الغير على حساب مصلحتك الشخصية لكن الوحدة ترف، ترف ليس في طاقة كل أحد.. أقصد الغنى عن الناس والغنى عن السعى والغنى عن الجرى فى سبل الحياة.. والغنى عن الاختلاط بمن لا تحب أن تعرف.. هذه هي الوحدة..."
وما ان انهى كلماته حتى هوى امامي وقد توقف قلبه الضعيف عن النبض
جلست برهة امام جثته الهامدة و اخذت افكر بكلماته ... لاكتشف انه على حق ...نعم انه كذلك
لذا ان مرت الايام ووجدني احدكم في كهفي هذا فلا يعجب لاني وقتها اكون قد عشقت الوحدة و الفتها


ا
للأسف.. شيءٌ ما فيَّ لا تروضه إلّا الوحدة !.


[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
__________________






التعديل الأخير تم بواسطة زيزي | Zizi ; 05-10-2016 الساعة 09:54 PM
رد مع اقتباس