عرض مشاركة واحدة
  #15  
قديم 05-25-2016, 09:50 PM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://d.top4top.net/p_145wzuq2.jpg');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]

**( 7 )**
رفعت يدها مرة أخرى لتصفعني ثانيةً .. لكن يداً امتدت وأمسكت بها ..
نظرت فإذا به ياماتو الذي قال بحزم : يكفي هذا ، توقفي عن ذلك ، ألم أخبركن سابقاً ألا شيء بيننا ؟؟
صرخت الفتاة قائلة : كااذب ، لقد أعدت لك صندوق الغداء وهذا يعني أنك تواعدها ، كفاك كذبا ، لقد كنا نراقبك حتى نكتشف الحقيقة ، وها نحن قد كشفناه ..
قلت لياماتو : دعها أرجوك ، فالتفعل ما تشاء بي ، أنا راضية ..
ـ لا تكوني غبية سوف تتأذين ..
ـ لا بأس أنا قوية ..

تقدمن مجموعة أخرى من الفتيات وقلن : إذا كنت راضية فنحن أيضا نرغب في التنفيس عن غضبنا ..
ـ لا بأس فالتفعلن ما تشأن ..
ـ إذا فالتأتي معنا ..
صرخ ياماتو : هل جننت ؟؟ لا تذهبي معهن ، وأنتن توقفن عن التصرف بهذا الشكل ..
روز : إذا أردتن القتال فأنا مستعدة ..
الفتيات : نحن لا نريدك نريد جوليا فقط ..
صرخت روز : أنتن جبانات ، هل تخشين من قبضتي ؟؟
قاطعتهن قائلة : يكفي هذا ، أنا سأذهب معهن لوحدنا ، وأنتما حاولا أن تتصالحا ..
ياماتو : لكن ...
قاطعته بإبتسامة : لا تقلق سوف أعود سالمة ، لن أموت ..

ياماتو : بما أنك قلت ( لن أموت ) فأنا قلق الآن أكثر من قبل ..
الفتاة بحدة : يكفي هذا ، فالتأتي ..
خرجت معهن من الصف .. وقاموا بقيادتي إلى حديقة المدرسة .. وبشكل أدق في الحديقة الخلفية من المدرسة حيث لا يمكن للمعلمين رؤيتنا .. وهناك القليل من الطلبة المتواجدين هناك ..

***

~ ياماتو ~
كنت قلقا عليها .. لكن تلك الحمقاء بدت واثقة جدا أنها ستكون بخير .. في الحقيقة أشعر أنها فتاة قوية وتستطيع تدبر امرها لوحدها .. وأنا بنفسي جربت قوتها ..
لكن علي الآن إيقاف روز التي كانت مستعدة للذهاب معهن ..
أمسكتها قائلا : روز من الأفضل ألا تذهبي ..
دفعتني روز قائلة : وما شأنك ؟؟
ـ إذا ما ذهبت أخشى أن الأمر سيتفاقم ، ثم أن جوليا قوية وتستطيع حماية نفسها ، وأنت ستكونين مجرد عبئ ثقيل عليها ..
تغير وجهها بالكامل وقالت بصوت خافت : أعلم ، أعلم أنني ضعيفة ، وأعلم أنني على الرغم من كل ما أقوم به لا أزال أضعف من جوليا بكثير ، أدرك حق المعرفة أنني لا أساوي شيئا أمام قوتها ، صحيح أنا ضعيفة حقا ، لكني .. لكني..
صمتت لبرهة لتعود لتقول بإنفعال : .. لا أريد أن أبقى هكذا..

تفاجأت كثيرا .. لأول مرة تعترف بضعفها .. وتتخلى عن كبريائها .. أمسكت كتفها وقلت : روز أنا لا أفهم ما تقصدين ، لكنك تستطيعين التغيير لو أردت ..
ابتسمت بألم وأكملت تقول بضعف لم أعهده في صوتها : لا جدوى ، حتى لو تغيرت فمن حولي لن يتغيروا ..
ثم تغير وجهها الذي كان يكسوه الألم .. وتحول إلى وجه خائف .. وقالت بشراسة : إبتعد عني أيها الحقير ، جميعكم متشابهون ، أنا أكرهكم جميعا أيها الفتيان ، فكلكم كالحيوانات ، سحقا لكم أتمنى أن تموتوا جميعا ..

كلمتها هذه جعلت الفتيان يستشيطون غضبا .. قال واحد من الفتيان وهو يتقدم نحوها غاضبا : أنت من تشبهين الحيوانات أيتها الشرسة ..
وقال آخر : من تظنين نفسك يا روز حتى تقولي عنا هذا ؟؟
قلت لهم : توقفوا يا فتيان ..
ـ لا لن ندعها وشأنها ، سنريها كيف تكون الحيوانات ..
وقفت أمامها وفردت بذراعي لأحميها قائلا : لن أسمح لكم بلمس شعرة من رأسها ..
ـ لماذا تدافع عنها ؟؟ لا تنسى أنك من الفتيان ، وهي قامت بإهانة الفتيان جميعهم أي أنك من المهانين ..
ـ لا يهمني ..

ظهرت علامات الغضب والإنزعاج على وجوه الفتيان .. الجميع يعلمون أنني أشهر طالب في المدرسة بالإضافة إلى أنني أقواهم .. ثم أن والدي صاحب أشهر الشركات في العالم أي أن لدي مميزات أكثر من غيري هنا .. ولا أحد يستطيع أن يتغلب علي ..
عادوا إلى أماكنهم لكنهم مازالوا يتمتمون بكلمات وشتائم غاضبة ..
إلتفت إليها وقلت : إذا استمريت على هذا الحال سيكرهك الجميع ، وأنا لا أظن أنك ترغبين في أن تكوني مكروهه ..
قالت بشراسة : فاليكرهونني ، أنا لا أريد محبتهم ولا صداقتهم ، أفضل الموت على أن يندمجوا معي ..

يبدوا انها تريد أن تموت حقا .. الفتيان لن يتحملوا إهاناتها أكثر .. يجب أن آخذها بعيدا قبل أن يغضبوا من جديد وأفقد السيطرة على زمام الأمور ..
أمسكت يدها وسحبتها خارجا .. صرخت قائلة وهي تحاول فك معصمها من يدي : دعني أيها الأحمق ، لا تلمسني أيها القذر ، إلى أين ستأخذني ..
قلت لها : سنذهب لنرى ماحصل لجوليا ..
عندما قلت لها هذا .. بدأت بالركض دون أن تقاومني .. عندها تركت يدها .. علمت أنهم سيكونون في الحديقة الخلفية منعا من أن يُفتضح أمرهم ..
عندما وصلنا تفاجأت مما رأيت .. فقد كانت جوليا ملقاة على الأرض .. وإحدى الفتيات تدوس على يديها .. وجوليا في حالة يرثى لها ..

قلن الفتيات لها شيئا لكني لم أسمعهم .. فلازلنا بعيدات عنهن .. عندما كدنا نقترب إنصرفن الفتيات .. ولم تبقى سوى جوليا التي جلست على الأرض وبدأت بفض الغبار عن ملابسها ..
إقتربنا منها وقلت لها : لماذا لم تقاومي ؟؟ لقد تركتك تذهبين لوحدك ظنا من أنك ستلقيننهم درسا لن ينسوه في حياتهم ..
إبتسمت جوليا وقالت : ولماذا تظن ذلك ؟؟ لو أنني قاومتهم كنت سأهزم لا محاله ..
فتاة كاذبة .. هي قوية وتستطيع هزيمتهم جميعا .. لكنها تتظاهر بالضعف ليس إلا ..
قالت روز وهي تهزها بعنف : لماذا أنت غبية ؟؟ لماذا سمحت لتلك الحمقاوات بضربك ؟؟
وقفت جوليا قائلة : الموضوع قد أنتهى لاداعي لأن تعاتباني الآن ..

نظرت إلى جوليا .. هي ذات شخصية غريبة جدا .. عجزت عن فهمها حقا ..
جوليا : لنعد الآن للصف ، فالإستراحة على وشك الإنتهاء ونحن لم نتناول الغداء بعد ..
قلت : أوه الغداء لقد نسيت أمره تماما ، أتمنى ألا يكون قد سكب أثناء شجارنا ..
عدنا إلى الصف وحدث ماكنت آخشاه .. فقد سقطت علبة الغداء على الأرض .. وقد تم دهسها ..
قلت بإحباط : يا إلهي إنها العلبة الأولى التي تعده جوليا لي ، لم أستطع أن أسعد به ..
روز بشماتة : تستحق ذلك ، ثم أنها ستكون الأخيرة ..
ـ لا شأن لك يا روز ، جوليا ستعد لي علبة غداء مرة أخرى أليس كذلك ؟؟
جوليا : حسنا لكن لا تتشاجرا ..

جلسنا في أماكننا .. وسوبارو الطالب الجديد كان يقرأ كتابا .. قلت لجوليا : جوليا أنا جائع ، أريد أن آكل شيئا ..
إلتفتت جوليا إلى الخلف وقالت لي : إذا لتأخذ طعامي فأنا لا أشتهي تناوله ..
أعطتني علبة غداءها .. وأنا سعدت كثيرا .. شكرتها وبدأت بالأكل .. شعرت أن أحدا يراقبني بحدة .. رفعت رأسي للأعلى لأرى روز ..
قلت لها : ماذا تريدين ؟؟ دعيني آكل بسلام ..
قالت بغضب : ألا تخجل من نفسك ؟؟ إنه طعام جوليا ..
ـ لكنها هي من أعطتني إياه ، لا دخل لك أيتها السنفورة الغاضبة ..
ـ سأقتلك يا ياماتو ، سأقتلك ..
هززت أكتافي بلا مبالاة وقلت : لا تستطيعين ذلك ..
تمتمت غاضبة : أنت شخص مغرور ..
ـ وأنت مزعج ..
ـ أنت أحمق ..
ـ وأنت غبية ..
ـ أنا أكرهك ..
قلت بإبتسامة : وأنا أحبك ..
صمتت روز عندما قلت لها ذلك وملامح وجهها قد تغير كليا .. كتمت الضحكة حتى أرى ماذا ستفعل .. لكنها إستدارت للأمام وقالت : فالتذهب إلى الجحيم ..

إنفجرت ضاحكا .. لم أتوقع ردة الفعل هذه .. ظللت أضحك بصخب حتى أن الجميع كانوا ينظرون إلي بدهشة ..
قلت بعد أن توقفت عن الضحك : أنا أمزح معك أيتها الغبية ، من المستحيل لي أن أحب فتاة غبية مثلك ، بالإضافة إلى أنني لا أحب العصبيات أبدا ، أحب الفتاة الهادئة المبتسمة على الدوام ..
عادت روز تنتظر إلي بعينان غاضبا.. وفجأة قالت بإبتسامة : هذا جيد لأنني للتو فكرت في الإنتحار بعد إنتهاء الصف ..
قلت متفاجئا : إنتحار !! هل جننت ..
ـ نعم فكرت في أن أنتحر ، وذلك لأني أفضل الموت على أن تحبني ..
قلت ساخرا : لا تقلقي ، لا يجب عليك التفكير في الإنتحار لأنني لن أحبك أبدا ..
ـ هذا جيد إذا ..

وهكذا إنتهى حوارنا .. وانتهى فترة الإستراحة معها .. وفي نهاية الدوام كنت أجمع أغراضي .. لأسمع جوليا تقول : سوبارو أرجوك تعال معي أريد أن أتحدث معك ..
قال سوبارو بنبرة باردة : ليس هناك ما أتحدث به معك ..
نظرت إلى جوليا التي يبدو على وجهها الضيق .. أظن أنها لا تزال تلوم نفسها على ماقالته عن سوبارو ..
هي فتاة حساسة حقا .. على عكس روز التي لا تفكر بالإعتذار حتى .. شتان ما بين هاتين الصديقتين ..

وقف سوبارو وغادر الصف متجاهلا نداء جوليا ..
قلت لجوليا : جوليا لماذا أنت مصرة على التحدث معه ؟؟
قالت جوليا بهدوء : أنا لا أستطيع أن أتجاهل شخص قد أسأت إليه ..
ـ أنت إعتذرت وأقررت بخطأك إذا لاداعي لأن تعتذري أكثر ، ثم أنها مشكلته ، لأنه لم يقبل اعتذارك ..
ـ أنا لا أستطيع أن أترك الأمر هكذا ، لا أستطيع أن أعيش حياتي وأنا أشعر أن أحد ما غير راضي عني ..
قلت مبتسما : هذا صحيح ، حتى أنك عندما حاولتِ خنقي بسبب مزاحي الثقيل قمت بالإعتذار لي ، وعملت على خدمتي لتعويض ما فعلته ، أنت إنسانة غريبة حقا ..

قاطعتنا روز قائلة بسخرية : يبدو أنك يا جوليا مستمتعة بالحديث مع هذا الوغد ، وقد نسيتني تماما ..
إلتفتت جوليا نحوها وقالت بسرعة : لا لست كذلك ، أنت صديقتي كيف لي ان أنساك ..
أمسكت روز حقيبتها وقالت : من الآن وصاعدا لاتتحدثي معي أبدا ، فأنا لم أعد أعرفك الآن ..
ـ إنتظري لحظة أرجوك أنتظري ..
لم تلتفت روز ناحيتها .. ويبدو أنها غاضبة فعلا من جوليا .. المسكينة أنا أشفق عليها ..
إلتفتت جوليا نحوي وقالت : كل هذا بسببك ، منذ أن أتيت وانا دائما أتعرض للمشاكل ..
قلت لها : ليست مشكلتي أنها فتاة عصبية وتغضب بسهولة ..
صمتت جوليا لثواني وقالت : إسمعني من الآن وصاعدا لا تتحدث معي عندما تكون روز بالقرب مني هل فهمت ؟؟
ـ وماذا إذا كنت أريد شيئا منك شيئاً ..
ـ لا تتحدث معي ، تستطيع أن ترسل لي ما تريده على ورقة ، لاتنسى أنك تجلس بجانب المقعد الموجود خلفي ، سيكون هذا سهلا ..
قلت مبتسما : انا لن أعدك ، لكنني سأحاول ..

***

~ جوليا ~
إنه يغضبني حقا .. لكن لا يسعني قول شيء له .. بما أنني وعدته بأن أكون خادمته ..
أمسكت حقيبتي وقلت : إلى اللقاء أنا ذاهبة إلى المنزل الآن ..
خرجت من المدرسة وأنا أمشي بهدوء .. وجل تفكيري هو كيف لي أن أكفر عن ما فعلته لسوبارو وأجعله يسامحني .. وكيف أعتذر لروز العنيدة ..

نظرت إلى السماء .. يعجبني منظره وقت الغروب .. إنه حقا ساحر .. توجهت نحو ضفة النهر لمراقبة الغروب ..
بدأت برمي الحصى واحدة تلو الآخر ثم نظرت إلى الجهة اليسرى مني ووجدت شخص لم أتوقع مقابلته هنا أبدا ..
كان سوبارو على بعد مسافة مني .. ويبدو أنه لم ينتبه لوجودي .. فقد كان جالسا قرب النهر وفي يده كتاب يقرؤها ..

إنها الفرصة المثالية للتحدث معه .. ولن أضيع فرصة كهذه .. إقتربت بهدوء .. وما إن وقفت على مقربة منه حتى رفع رأسه للأعلى بعد أن أحس بي ..
قلت له بإبتسامة متوترة : امم ماذا تفعل هنا ؟؟
قال ببرود : ألا ترين بنفسك ؟؟
ـ أقصد مانوع الكتاب الذي في يدك ؟؟
ـ وما شأنك ؟؟

تبا إذا ظل على هذا الحال فلن أستطيع أن أعتذر له .. قلت : سوبارو أنا آسفة حقا بشأن ما حصل اليوم ، أرجوك اعذرني ..
ـ إلى متى ستظلين تعتذرين ؟؟
قلت بسرعة : إلى أن تسامحني ..
نظر إلي لثواني وبعدها قال : ولماذا أنت لحوحة هكذا ؟؟
ـ لأنني أخطأت لذلك أعتذر ، ولن أدعك حتى تسامحني ..
ـ وماذا إذا لم أسامحك ..
قلت بإصرار : سأفعل أي شيء حتى تسامحني وهذا وعد ..
قال بإبتسامة جانبية : أنت مثابرة حقا ، ولكن هل أنت على إستعداد لتحمل ما سأطلبه منك ..
ـ نعم فالتطلب ما شئت .. المهم أن تسامحني ..
قال بهدوء غريب : حسننا ، أنا لن أطلب الكثير ، كل ما أريده هو أن تكوني حبيبتي ..


^ـ^ نهاية الجزء ^ـ^[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
رد مع اقتباس