عرض مشاركة واحدة
  #167  
قديم 06-10-2016, 04:06 AM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://store1.up-00.com/2015-11/1448567069072.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]







- إيمي أستيقظي ستتأخرين على أصدقائك .

فتحت السيدة كريستينا الستائر لتسمح لأشعة الشمس الدافئة بالدخول، تلوت إيمي في سريرها بانزعاج وأخرجت همهمات غير مفهومة .

جلست والدتها بجانبها تحركها برفق :
- لا تكوني طفلة أصدقائك ينتظرونك بالأسفل ألا تريدين تجربة سيارتك الجديدة ؟

أزاحت الغطاء عنها وجلست على السرير تتثائب وتفرك عينيها :
- ألا يستطيعون الإنتظار بضع دقائق فقط .

وقفت والدتها واتجهت صوب الخزانة، لم يكلفها ذلك الكثير من التفكير فأخرجت ملابسها ووضعتها على طرف السرير باسمة :
- أتوق لرؤيتها عليك .

تركت الغرفة وعلى وجهها معالم الإرتياح تنزل السلالم برشاقة وخفة، ابتسمت للرباعي في غرفة الجلوس وحيتهم بمرح :
- صباح الخير يا أولاد .

تنحمت الفتاة الجالسة بينهم مازحة، فأمالت والدة إيمي رأسها باسمة :
- و أنتِ عزيزتي نيكول .

وقف الأكبر سنًا بينهم ينظر إلى ساعته باستعجال :
- عذرًا أمي علي الذهاب سأتأخر عن العمل .

ترجته قائلة :
- قليلًا بعد يا ويل قليلًا بعد .

نظر لعينيها مطولًا ثم تنهد وجلس على الكرسي مجددًا، قال بصوت هادئ :
- أتمنى أن يكون أتم مهمته على أكمل وجه .

ضرب بني الشعر صدره باعتزاز :
- بالطبع فعلت لا شيء يصعب على هيرو أبدًا لقد محوت من ذاكرتها أي ذكرى تُذكرها بهيتو أو بجوريداس، ستظن أننا أصدقائها منذ سنوات، لن تشك في شيء .

أغمض جيف عينيه وكأن كلمة أصدقاء لم تعجبه، فنظرت له نيكول ببعض القلق .

هو لا يكن الحقد لإيمي لكنه كان يفضل أن يخرج من هذا الأمر فلمَ ينتهي بظنها أنه صديقها ؟!

نظرت السيدة كريستينا لهيرو بحنو وعينيها تبرق بالدموع :
- ولكم أريد منحك كل ما تتمنى فبسببك عادت ابنتي للحياة .

ضحك :
- لم أفعل إلا واجبي سيدتي الفضل يعود لله وليس لي ثم إن إيمي لم تكن ميته في النهاية، كل ما أريده هو رؤية ابتسامة آماندا تشرق وجهها .

التفت ويل إليه وهمس غاضبًا :
- ولكن لا تأمل كثيرًا فلن يغفر لك أحد ما فعلت، لا تنسَ أنك خالفت القوانين وهربت .

رد عليه هيرو بنفس النبرة :
- وهل ظننت أني سأنتظر حتى تموت أختى أمام عيني ؟! طور مشافيك البدائية وبعدها لن يهرب أحد من مملكتك !

بدا الحديث كأنه أخذ مجرًا آخر فأشارت لهم السيدة كريستينا بالصمت وأشاح كل منهما وجهه غاضبًا .

دخلت إيمي عليهم بابتسامة :
- مرحبًا .

وقف الجميع لاستقبالها وعلى وجوههم ابتسامة، عانقتها والدتها وتبعتها نيكول .

عقب هيرو بخيبة أمل مصطنعة :
- هيا إيمي لقد وعدتني أن تريني سيارتك الجديدة أتحرق شوقًا لرؤيتها .

عاد الحماس إلى صوتها و هي تسحب نيكول للخارج قائلة :
- بالطبع ستعجبك كثيرًا ربما أسمح لك بقيادتها ذات يوم .. هيا نيكول لنذهب .

قبلت وجنة والدتها برقة وتابعت المسير
تقدمها ويل ووقف أمامها مقتطبًا :
- و ماذا عني ألن تودعيني ؟ لقد تأخرت اليوم بسببك .

ضحكت وقبلت وجتنه قبلة خاطفة، ابتسم وأفسح لها المجال للمرور .

همست والدته وهي تراقب أثرها :
- سنضطر لإخفاء الأمر مجددًا عن إيمي لقد ذهب والدك إلى المملكة هذا الصباح ليجهز لحفل تتويجك، في غضون أيام ستصبح الملك .. عليك أن تكون مستعدًا .. لا يتحدث معظم السكان باللغة الأصلية لذا لا تقلق ..أظن أن عامين كانت مدة كافية للإستعداد .. أتمنى لك التوفيق .

ابتسم وهو يحرك الخاتم في بنصره وابتسامة صغيرة تعلو وجهه :
- إنها فتاة جيدة متأكد أنها ستصبح ملكة مثالية أيضًا .

تبسمت بدفء وهي تستمع لابنها يتحدث عن مخطوبته التي ستكون زوجته في غضون أيام أثناء حفل التتويج .

- ستأخذنا للنصر أيها الملك !

هز رأسه بغير رضا وشرد يفكر :
- خططتِ لكل هذا أليس كذلك ؟

خبت ابتسامتها وأجابت بهدوء :
- لا داعي لإخفاء الأمر إذًا !

التفت لها وقال بدهشة :
- ولكن .. ولكن كيف استطعتِ فعل ذلك بإيمي لقد كنتِ تخافين عليها لذلك أردتِ منها الزواج من جيف لحمايتها لماذا غيرتِ رأيك فجأة ؛ كنتِ تعلمين أن هيتو على قيد الحياة لمَ لم تخبريني وماذا عن شيرا لقد علمتِ أنها ابنة ماري وتركتيني أقتلها ببساطة .

ببرود قالت :
- كان على الخونة أن يموتوا ؛ أرادت منا قتل هيتو لتستولي على الحكم .

تبسمت له وأستأنفت :
- للسلام ثمن باهظ يا بني حماية شعبي .. إنها السبب لوجودي .

لانت ملامحه وقبَّل رأس والدته، توجه إلى الباب ملوحًا بيده :
- أعذريني الآن عليّ الذهاب سيكون الأسبوع القادم حافلًا ؛ هناك شخص ضايق أختي وعليّ تأديبه .

قالت بحماس تشد على قبضتها :
- حرب أخرى !

- بالطبع ! وهيتو هو الخاسر هذه المرة .

تفحص هيرو السيارة بنظرات إعجاب و جلس في المقعد الخلفي منبهرًا بروعتها ولونها الأسود الجذاب .

- إذًا ما رأيك ؟
سألت إيمي ممسكةً بالمقود وعلى وجهها ابتسامة مشرقة فأجاب بحماس :
- رائعة ! .. لكنها لن تكون أسرع من سيارتي !
قال جملته الأخيرة بثقة مازحًا .

كان جيف آخر الواصلين فلم يجد مكانًا في المقعد الخلفي الذي قد أحتل من قِبَل هيرو فأزعجه الأمر وجلس مُكرهًا في المقعد الأمامي بجانب مقعد إيمي .. وابتسم !

تنفست الصعداء وحدقت بالطريق مترددت ظن هيرو أنها خائفة وقبل أن يفتح فمه قالت :
- في الصباح وجدت هذه القلادة في خزانتي .
مدت يدها إلى جيب بنطالها وعرضتها أمامهم متسائلة :
- ووجدت قلائد أخرى أيضًا لا أتذكر متى حصلت عليها ولكن هذه كانت ملفته بشكل غريب أحد ما التقت لنا هذه الصورة نحن الأربعة فـ ..

- وما المشكلة ؟
قاطعها جيف .

ناولته إياها معترضة :
- هلا أمعنت النظر في الصورة، ألم تنتبه لملابسنا إنها تشبه ملابس النبلاء وما ذلك الشيء على رأسي ألا يبدو كتاج حقيقي إنه يحتوي على الألماس لا أذكر أنني رأيت واحدًا في حياتي !

كان هيرو على وشك قول شيء فأشار له جيف بالصمت وتكلم :
- لقد كان حفل تنكر وارتدينا هذه الملابس بناءًا على رغبتك ألا تذكرين ؟

بدت غير مقتنعة تمامًا وحدقت في عينيه عميقًا لتكشف مدى صدقهما، تدخلت نيكول بصوت حاولت جعله مرحًا :
- أنا أيضًا أملك واحدة مثلها، لست وحدي بالطبع جيف وهيرو كذلك لقد كانت أروع هدية تهديها لنا .

أدارت لها رأسها ببطئ فلمحت هيرو يؤيد كلامهما بهزة من رأسه .

تنهدت مستسلمة ولامست أطراف أصابعها رأسها ببعض الحذر :
- أظنكم على حق، أصبحت أنسى كثيرًا هذه الأيام ربما هذا بسبب الجرح الذي في رأسي حتى أني لا أذكر متى أصبت به .

ضحكت وأدارت المحرك فأصدر هديرًا خفيفًا واهتزت السيارة لتبدأ بالإنطلاق .

سارت السيارة على الطريق الأسمنتي بمحاذات شاطئ البحر ففتحت إيمي زجاج نافذتها لتنعم بنسيم البحر العليل، سألت :
- متى حفل خطبتكما ؟

صدم الثلاثة وتجمدوا للحظة، التفت الأخوان إلى هيرو مستفسرين فرفع كتفيه بعدم حيلة .

تعجبت إيمي من ردة فعلهم وكررت :
- نيكول أنا أسألك ؟!

سرت رعشة في جسد نيكول عند سماع أسمها وردت بتلعثم :
- أنا ؟

قالت بصبر نافذ تضرب المقود :
- و هيرو بالطبع لقد أخبرتني ذلك بنفسك !

رمقه جيف بنظرة قاتلة وحاولت نيكول تمالك أعصابها فشدت على معصمها حتى كاد يجرح، ابتسمت بتكلف وقالت بصوت ناعم :
- أحقًا أخبرتك ؟! أظن أن هناك لبس ما .. لا عليكِ إن حدث شيء كهذا ذات يوم فستكونين أول المدعوين .

صكت أسنانها غاضبة وهمست في أذن هيرو بصوت مرعب :
- سأرى ما أستطيع فعله بك عندما ننزل .

ازدرد ريقة برعب متخيلًا نهايته على يد تلك القاتلة، لا مجال للمزاح هذه المرة !

انطلق رنين ضحكات إيمي كأنها أجراس تحركها رياح الربيع بعبق أزهازها :
- لا تغضبي كثيرًا أنا أمزح فقط !

أدارت المقود وحولت مسار سيرها إنما حياتها بأكملها إلى طريق آخر .. طريق تحمست لرؤية نهايته وما يخفيه من أسرار علت وجهها ابتسامة لامست عينيها صادقةً نابعةً من القلب .

حاولت عدم التركيز في ذكرياتها المشوشة و الجزء الكبير الممحي من ذاكرتها عن أحداث الحادث الذي زعموا أنها تعرضت له وصبت كل تركيزها في اللحظة الراهنة .

خالت نفسها تدخل الحرم الجامعي وهي برفقة أولاءك الثلاثة الذين تعتبرهم جزءًا من عائلتها .

نظر ثلاثتهم من النافذة وعلى وجوههم ابتسامات دافئة كل منهم اختار هدفه في الحياة وليس على استعداد للتخلي عنه، لم تترك نيكول عملها كمعلمة وستتابع زياراتها الأسبوعية لإيمي في الفترة القادمة كانت تشعر بالرضى عن نفسها وهي ترى أمام عينيها علمها ينتشر فيعم الجميع وهيرو رفض بأدب العيش في منزل السيدة كرستينا رغم كثرة إلحاحها عليه وأكدت له أن هذا لا يزعجها أبدًا لكنه فضل العيش مع عائلته في ذاك المنزل العتيق .. السيدة إيديث وريد والآخرون هذه هي عائلته التي قبِلته كما هو، حصل على عمل في مشفى قريب يعمل مع الطبيب ميشيل كالسابق وكأن شيء لم يتغير لكن هذا لم يمنعه من زيارة آماندا والأطمئنان عليها من حين لآخر وفقًا لأوامر الملكة .. كانت صدمة عائلة بروس كبير عندما علموا أن هيرو هو نفسه الطبيب مارتن الذي عاش بينهم فترة وأشرف على علاج آماندا بدون مقابل، رق قلب والدته وتلألأت عينيها بالدموع عانقته أمام مرأى جميع العائلة ولم يتجرأ أحد على إيقافها لكن موقفهم تجاهه ظل كما هو، بقي جيف في ركنه الهادئ بين أطلال الكتب كان يجمع المعلومات لإنشاء مشروع جديد أخبر نيكول أنه سيكون مفاجأة تسعدها لكنها لم تستطع التخمين وعادت إلى أعمالها يائسة، مع مرور الأيام كان مزاجه يتحسن تدريجيًا أصبح يلقي النكات أحيانًا ليسمع رنين ضحكات أخته تملأ المنزل بهجة وسرور ، أختارت إيمي إكمال دراستها الثانوية كانت تعلم أنه ليس من العدل أن تجبر أحدًا على القدوم معها اليوم لكنهم أظهروا رغبة في رؤية مدرستها الجديدة ولم تستطع الرفض وها هي اليوم تذهب إلى المدرسة في جولة استكشافية قبل بدأ العام الدراسي وسيكون مرشدهم أحد المدرسين .

أوقفت سيارتها في الموقف المخصص لطلاب المدرسة واتكأت على المقود باسمةً :
- أمستعدون للمغامرة ؟

~

وبدا العالم في عينيَّ اصغر مما تخيلت يومًا محاطًا بأسوار الهزيمة
زهور زرعناها وأتي الزمان ليسحقها تحت أقدامه
ضحكات ملأت منازلنا واختفت ولم يبقى سوى صداها تتقاذفه الجدران الرثة
بنينا أحلامنا على حطام الحروب .. و لا زال للأمل وجود !



-تمت بحمد الله-




كيف الحال جميعًا ؟ إن شاء الله تكونوا بخير
أسعدني بالفعل أنني أنهيت روايتي الأولى هنا -متأثرةخ- جاءت أحداث الرواية على عكس ما تخيلت في بداية كتابتي للرواية كان هذا غريبًا حقًا
و في النهاية أقدم شكري لمتابعتكم الرائعة، و ردودكم الأروع التي لطالما أسعدتني لم أكن لأصل لها لولا عون الله وانتقاداتكم البناءة أتمنى تكون روايتي أعجبتكم
باقي آخر سؤال خ
و يا ريت لو تجاوبوه بكل صراحة حب4



1 - آرائكم في الرواية وإنتقاداتكم الصريحة لها ؟
2 - أي استفسار عن الرواية لا تترددوا بالسؤال




[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
رد مع اقتباس